أحدث الأخبار مع #راميمخلوف


النهار
منذ 6 ساعات
- سياسة
- النهار
هجوم انغماسي على قاعدة حميميم: ضغط على روسيا أم انفلات جهادي؟
في تصعيد غير مسبوق، تعرّضت قاعدة حميميم الجوية الروسية في ريف مدينة جبلة، على الساحل السوري، لهجوم انغماسي فجر الثلاثاء، وذلك في خضم تطورات جوهرية تشهدها علاقات دمشق مع كل من واشنطن والاتحاد الأوروبي. ويأتي هذا الحدث أيضاً وسط مخاوف وآمال لدى شرائح من أبناء الساحل السوري بعدم تكرار مشاهد آذار/مارس الماضي، وبأن يشكّل التحشيد الإعلامي المتصاعد مؤخراً، ولا سيما في بيانات رامي مخلوف وبعض التصريحات المنسوبة إلى سهيل الحسن ومحمد جابر، مدخلاً لمسار سياسي سلمي، لا مقدمة لمغامرة عسكرية غير محسوبة العواقب. وبحسب ما أوردته قناة "ماشا" الروسية على "تلغرام"، فإن الهجوم يحمل بصمات الهجمات الانغماسية التي كانت تنفذها جماعات جهادية ضد القوات الحكومية في السنوات الماضية. ويعتمد هذا الأسلوب على إرسال مجموعة صغيرة من المسلحين لتنفيذ مهمة قتالية لا يُتوقّع أن يخرجوا منها أحياء، إذ يكون الهدف الاستمرار في القتال حتى إنجاز المهمة أو الموت. وذكرت القناة أن القوات الروسية في قاعدة حميميم تصدّت للهجوم الذي شنّه أربعة مسلحين، وصنّفتهم بـ"الانتحاريين"، مشيرة إلى أنهم حاولوا اقتحام القاعدة عبر استهداف نقاط الحراسة. وتمكنت القوات الروسية من قتل ثلاثة منهم، فيما لا يزال مصير الرابع مجهولاً، وسط ترجيحات بإصابته بقذيفة "آر بي جي" أثناء فراره بعيداً عن القاعدة. من جهته، انفرد موقع "ريبار" الروسي بالإشارة إلى مقتل جنديين روسيين في الهجوم، وهي معلومة لم يتسنَّ التأكد من صحتها من مصادر مستقلة. وأكدت مواقع روسية أن فحص جثث المهاجمين الثلاثة أظهر أنهم يحملون الجنسية الأوزبكية، لافتة إلى أن مئات المقاتلين من أوزبكستان ينشطون في سوريا تحت رايات جماعات مختلفة. وأشارت هذه المواقع إلى أن المهاجمين لا ينتمون إلى قوات وزارة الدفاع السورية، بل أفادت قناة "ماشا" أنهم لا يعترفون حتى بالحكومة السورية الموقتة. وكان محيط القاعدة قد شهد، خلال الأيام التي سبقت الهجوم، انتشاراً مكثفاً لعناصر من جهاز الأمن العام، كما أبلغ سكان المنطقة عن تحليق كثيف للطائرات المسيّرة فوق القرى المجاورة. وقد أصبح اعتراض القوات الروسية لتلك المسيّرات مشهداً متكرراً في الأسابيع الأخيرة، من دون أن يتم الكشف عن الجهات التي تقف وراءها أو أهدافها. وتزامن الهجوم مع حدث مفصلي كانت دمشق على موعد معه في اليوم ذاته، وهو صدور قرار من الاتحاد الأوروبي برفع العقوبات المفروضة على الحكومة السورية ومؤسساتها. غير أن تأكيد روسيا على أن المهاجمين لا ينتمون إلى وزارة الدفاع السورية، وتوصيفهم كمقاتلين أجانب من أوزبكستان، يشير إلى أن لا صلة لدمشق مباشرة بالهجوم. وفي هذا السياق، يقول الخبير الروسي في العلاقات الدولية رونالد بيجاموف لـ"النهار": "ربما تزامن الهجوم مع قرار الاتحاد الأوروبي رفع العقوبات، لكنه لا ينطوي بالضرورة على أي دلالة سياسية". ويضيف: "الفلتان الأمني في سوريا لا يزال مستمراً، وعلى الرغم من التصريحات المطمئنة للسلطات، إلا أنها لم تنجح حتى الآن في فرض الأمن والاستقرار، ما يجعل وقوع هجمات كهذه أمراً متكرراً في مختلف المناطق، وليس فقط ضد القوات الروسية". ويلفت بيجاموف إلى تزامن تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بشأن استمرار الانتهاكات بحق الأقليات الدينية في سوريا، مع تصريحات وزير الخارجية الأميركي مارك روبيو التي أشار فيها إلى احتمال انهيار السلطة في دمشق خلال أسابيع، معتبراً أن هذا التزامن "قد يعكس نوعاً من التنسيق بين موسكو وواشنطن لمقاربة الملف السوري". ويضيف أن "تحسّن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة خلال ولاية دونالد ترامب مقارنةً بالفترة الرئاسية السابقة أسهم في تقارب وجهات النظر بين البلدين بشأن قضايا الشرق الأوسط". ويشير بيجاموف إلى أن الدعوات لانسحاب روسيا من سوريا تقتصر على الجانب الأوروبي، بينما لا تطرح كل من الولايات المتحدة، وإسرائيل، وحتى الحكومة السورية هذا المطلب علناً. وفي ظل غياب موقف رسمي واضح من موسكو ودمشق بشأن الهجوم وتداعياته، يرى مراقبون أن هناك ثلاثة سيناريوات محتملة لتفسير ما حدث وتوقيته: أولاً أن تكون جماعات جهادية أجنبية تنشط في الساحل السوري قد بدأت التنسيق مع استخبارات غربية لتنفيذ عمليات ضد القوات الروسية، بهدف الضغط على موسكو لدفعها إلى سحب قواعدها من سوريا. ثانياً، أن تكون هذه الجماعات، ولا سيما تلك التي تنحدر من آسيا الوسطى وشرق آسيا، قد رأت في الفراغ الذي أعقب تراجع نفوذ السلطة المركزية فرصة لضرب المصالح الروسية داخل سوريا، بدلًا من نقل المعركة إلى الداخل الروسي كما حدث في هجوم "قاعة كروكوس" في آذار 2024. ويتقاطع هذا السيناريو مع التوجه العقائدي للمهاجمين الذين لا يعترفون بـ"حكومة أحمد الشرع"، ويرجَّح انتماؤهم إلى تيارات أكثر تشدداً كتنظيم "داعش" أو "سرايا أنصار السنة". وثالثاً، أن تكون دمشق تمارس نوعاً من الضغط غير المباشر على روسيا، عبر غضّ الطرف عن هجمات تطال القوات الروسية في الساحل، في إطار خلافات خفية أو رسائل سياسية.


Independent عربية
منذ 4 أيام
- أعمال
- Independent عربية
الاتصالات في سوريا... قصة احتكار وهيمنة وانفراج متأخر
بعد مرور ما يقارب ستة أشهر على سقوط نظام الأسد، لا يزال يُكشف حتى اليوم عن ملفات الفساد الضخمة خلال فترة حكم نظام البعث، فمع كل يوم جديد تعلن الحكومة السورية الجديدة عن ملف آخر من ملفات الفساد المستشري الذي طاول جميع القطاعات في البلاد، الخاص منها قبل العام. في حديثه إلى "اندبندنت عربية"، يقول مسؤول في وزارة الاتصالات السورية إنه "خلال ثلاثة أشهر فقط من بدء عملنا في الوزارة كشفنا عن ملفات اختلاس بما يزيد على 29 مليار ليرة سورية (3 ملايين دولار تقريباً)، وأحلنا إلى مديرية الرقابة والتدقيق الداخلي حتى الآن 43 ملف فساد في الاتصالات وحدها، أبرزها تشمل عقوداً مبرمة بصورة غير قانونية وخفض أسعار مواد من متعهدين استغلوا العقوبات المفروضة على سوريا في عهد النظام السابق، أما بالنسبة إلى الأموال المختلسة، فحتى الآن الرقم الذي اكتشفناه وصل إلى 29 مليار ليرة سورية من الأموال العامة، وهذه الأموال جرى تهريبها أو استخدامها في عمليات فساد سابقة، وتمكنا بالفعل من إعادة جزء من هذه الأموال إلى خزانة الدولة، ومع ذلك مستمرون في تعزيز آليات الرقابة والتدقيق في جميع المشاريع لضمان حماية المال العام واستعادة حقوق الدولة والمواطنين". رامي مخلوف من شريك إجباري إلى إمبراطورية احتكار وعلى رغم أن الثورة السورية كانت عام 2011 في بدايتها، ولم تكُن الحرب أثرت بصورة كبيرة في الاقتصاد السوري، احتلت سوريا المرتبة 124 من أصل 180 دولة في مؤشر الفساد، مما جعلها واحدة من أكثر دول العالم فساداً، وبعد اشتداد وتيرة العنف بات الفساد روتيناً طبيعياً في الدولة السورية. ولا يمكن الحديث عن الاتصالات في سوريا من دون اقتران هذا القطاع باسم رامي مخلوف، ابن خال بشار الأسد. ويقول رجل الأعمال والملياردير المصري نجيب ساويرس في حديث تلفزيوني سابق إنه ذهب "إلى سوريا للاستثمار في قطاع الاتصالات، ففرضت عليه الحكومة السورية أن يكون شريكاً لرامي مخلوف مقابل الحصول على رخصة للاستثمار"، مضيفاً أن "هذا القرار كان خاطئاً ولكن لم يكُن أمامي خيار آخر لو أردت الاستثمار في هذه الدولة، وحين بدأت العمل بالشركة وحققت الأرباح، استولى على الشركة وطرد الموظفين، ودخلنا في قضايا ووفقني الله فيها ولكني لم أحصل على أموالي بصورة كاملة ولا أرباحي واستولى بالكامل على الشركة". ويوضح "أخرجني من الشركة بأقل من الاستثمار الذي وضعته وطردنا من البلد وطرد موظفينا، وهو لم يكُن الفاسد الوحيد الموجود، ولكنه كان يستولي على كل الصادرات والأسواق الحرة وواردات البترول والغاز كان يدخل فيها". نعلن اليوم عن مشروع SilkLink – ﺳﻴﻠﻚ ﻟﻴﻨﻚ، الذي سيضع سورية على خريطة العالم الرقمية كممر استراتيجي لحركة البيانات بين آسيا وأوروبا. يمثل المشروع نقلة نوعية في بنية الاتصالات من خلال إنشاء شبكة ألياف ضوئية جديدة وواسعة ونسعى لتنفيذ بطريقة PPP مع نخبة الشركات العالمية،… — عبدالسلام هيكل Abdulsalam Haykal (@amhaykal) May 13, 2025 رامي مخلوف من مواليد الـ10 من يوليو (حزيران) عام 1969، وكان قبل الثورة السورية واحداً من أكثر رجال الأعمال نفوذاً في منطقة بلاد الشام كلها، فكان يملك شركة الاتصالات "سيريتل"، وكانت له السيطرة الكبرى على قطاع الاتصالات السلكية واللاسلكية في سوريا. رجل بألف شركة ولم يكُن قطاع الاتصالات كافياً بالنسبة إلى آل مخلوف، فحاولوا أيضاً الحصول على امتيازات شركة "مرسيدس" للسيارات في سوريا، وعمل رامي مخلوف على تمرير قانون يمنع "مرسيدس" من توريد أية قطع غيار في سوريا من دون أن يحصل هو على الوكالة الحصرية للشركة في البلاد. ومن السيارات إلى السياحة، فكانت له الحصة الكبرى من شركة "شام القابضة" التي تملك استثمارات في قطاع السياحة الفاخرة، كما حصل على أسهم في عدد من البنوك الخاصة في سوريا مثل "البنك الإسلامي الدولي لسوريا" و"بنك بيبلوس" و"بنك البركة" وغيرها. ومن جانب آخر نشط في العقارات من خلال شركة "الفجر"، وليس أخيراً دخوله إلى عالم الإعلام في سوريا عندما استثمر في "صحيفة الوطن" و"قناة الدنيا" وشركة الدعاية والإعلان "بروميديا". بمعنى آخر وضع رامي مخلوف، مستنداً إلى قرابته مع آل الأسد، يده على غالبية القطاعات الخاصة في سوريا، حتى أعلنت وزارة الخزانة الأميركية في فبراير (شباط) عام 2008 أنه "من بين المستفيدين من الفساد الذي يحدث في سوريا، وقربه من النظام السوري كان سبباً في احتكار بعض السلع الربحية، كما أنه تلاعب بالنظام القضائي السوري واستخدم مسؤولي الاستخبارات السورية لترهيب منافسيه في الأعمال، ووظف هذه التقنيات في محاولة الحصول على تراخيص حصرية لتمثيل شركات أجنبية في سوريا والحصول على منح العقود". ومع بدء الانتفاضة السورية عام 2011، كان مخلوف بين أول من وضعتهم الولايات المتحدة على قائمة العقوبات، وفي مايو (أيار) 2011 وضعه الاتحاد الأوروبي أيضاً على قائمة العقوبات. كيف دمر الاحتكار اتصالات سوريا؟ في تسعينيات القرن الماضي كان قطاع الاتصالات في سوريا حكومياً بالكامل، تديره "المؤسسة العامة للاتصالات"، ومع بداية الألفية الجديدة بدأت الحكومة بخصخصة القطاع، وأعطت 75 في المئة منه لرامي مخلوف مع منح تراخيص لشركتين لتشغيل خدمات الهاتف المحمول، الأولى "سيريتل" التي تأسست عام 2000، والثانية هي شركة "أربيا" التي عملت حتى عام 2007 قبل أن تستحوذ عليها شركة "أم تي أن". وعام 2020 أعلنت "أم تي أن" نيتها الخروج من السوق السورية بسبب ما قالت إنها "تحديات تشغيلية ومالية"، وعُيّن حارس قضائي على الشركة، فيما تولت إدارتها شركة "تيلي إنفست" التي يترأسها يسار إبراهيم، المقرب من أسماء الأسد زوجة رئيس النظام السابق. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) طوال تلك السنين كانت سوريا تعتمد على شبكة نحاسية قديمة لتقديم خدمات الإنترنت، مما أدى إلى بطء في السرعات ورداءة في الخدمة، أما المناطق التي كانت خارج سيطرة النظام فكانت خدمات الشركات السورية لا تصل إليها، لذلك لجأت إلى حلول بديلة، ففي الشمال السوري كان المواطنون يعتمدون على خطوط شركتي "تركسل" و"ترك تليكوم" التركيتين اللتين كانتا توفران جودة أعلى وإنترنت أسرع. وفي مدينة إدلب كانت هناك شركة "سيريا فون" التي كانت أيضاً توفر إنترنت أفضل من الشركات في مناطق سيطرة النظام. أما في شمال شرقي سوريا، فجرى الاعتماد على شركة "آرسيل" التي تسيطر عليها "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد). وفي نهاية عام 2022، احتلت سوريا المرتبة الأخيرة عربياً على مستوى سرعة التنزيل عبر شبكة الإنترنت الخليوية، بمعدل بلغ 14.7 ميغابايت في الثانية، للإصدار الأخير من مؤشر "سبيد تيست" لديسمبر (كانون الأول) 2022 الذي تصدره شركة "أوكلا" لتقييم سرعة الإنترنت حول العالم. "وفا تل" شركة الأشباح التي لم ترَ النور وفي بداية عام 2021، أعلنت حكومة النظام السوري السابق عن قرب افتتاح شركة المشغل الثالث للاتصالات الخليوية في سوريا "وفا تل". وبحسب مصادر "اندبندنت عربية"، فإنه كان من المفترض أن يدير "وفا تل"، رجل الأعمال خضر علي طاهر الذي يملك شركة "إيما تل"، على أن تكون جميع المعدات التشغيلية وأعمال بناء الأبراج وكل ما يتعلق بالتقنيات في الشركة برعاية إيرانية، إذ كانت طهران تبحث عن طرق للاستثمار في سوريا في محاولة لاستعادة ديونها من النظام السابق. وتسبب الفساد في سوريا بإعلان تأجيل إطلاق تلك الشركة إلى نهاية 2022، من دون الكشف عن سبب التأجيل. وفي نهاية 2022 لم يجرِ إطلاق الشركة، فأعلنت وزارة الاتصالات السورية أن "الشركة ستبدأ خلال عام"، وانتهى عام 2023 ولم تُفتتح الشركة إلى يومنا هذا، وليس لها أي وجود على أرض الواقع. وفي سبتمبر (أيلول) عام 2019، عيّن النظام السوري السابق ضابطاً من القصر الجمهوري في منصب مدير عام لشركة "سيريتل"، في بداية لما سمي لاحقاً "انقلاباً أبيض" على رامي مخلوف والحجز على أمواله. سوريا الرقمية وانطلاق مشاريع التحول التكنولوجي في حديثه إلى "اندبندنت عربية"، أكد وزير الاتصالات السوري عبدالسلام هيكل أنه بعد رفع العقوبات الأميركية عن البلاد، شُكلت "مجموعة عمل للتواصل مع شركات التكنولوجيا العالمية وتسريع التعديلات اللازمة لإتاحة خدماتها المحجوبة عن سوريا". وقال "سبق أن أطلقنا مشروع 'سيلك لينك' الذي يهدف إلى إنشاء شبكة ألياف ضوئية جديدة واسعة، ستضع سوريا على خريطة العالم الرقمي كممر استراتيجي لحركة البيانات بين آسيا وأوروبا، ونسعى إلى تنفيذه بطريقة الشراكة بين القطاعين العام والخاص، كما أطلقنا تجربة الجيل الخامس 5G في دمشق كخطوة أولى تعكس توجه سوريا الجديدة وحرصنا على تسريع وتيرة الإنجاز لتقديم ما يستحقه مواطنونا ويرفد نهضة بلدنا، وسبق ذلك أن أطلقنا مع شركة 'يونيفاي' الأميركية مشروع تطوير معدات الكابل البحري القديم، مما يضاعف خلال شهرين سعة الإنترنت الواردة إلى سوريا، كما ألغينا الموافقات المسبقة والتراخيص والرسوم لإطلاق التطبيقات مع السماح بالاستضافة في أي بلد". والإجراءات التي تحدث عنها وزير الاتصالات السوري كانت تنعكس بالفعل على أرض الواقع، ففي السادس من مايو (أيار) الجاري، أُعلن رسمياً عن إطلاق الجيل الخامس من الاتصالات بصورة تجريبية خلال فعاليات مؤتمر "AI-SYRIA 2025" الذي يُعد الأول من نوعه في البلاد والمتخصص في الذكاء الاصطناعي، وسبق ذلك بأيام إعلان وزارة الاتصالات إطلاق المرحلة الأولى من مشروع "أوغاريت 2"، في إطار تعاون بين وزارة الاتصالات وشركة "يونيفاي" الأميركية للاتصالات والشركة السورية للاتصالات وهيئة الاتصالات القبرصية، وأفادت وكالة الأنباء الرسمية "سانا" بأن المشروع مرخص من مكتب مراقبة الأصول الأجنبية في وزارة الخزانة الأميركية. ويستهدف المشروع، بحسب بيان لوزارة الاتصالات، ترميم وتحديث الاتصال الرقمي الدولي لسوريا عبر قبرص، ويمثل خطوة استراتيجية مهمة نحو تعزيز البنية التحتية للاتصالات في البلاد وتوسيع قدراتها الرقمية المستقبلية. وتركز المرحلة الأولى من المشروع على تحديث معدات المحطات الطرفية داخل سوريا، بتمويل من هيئة الاتصالات القبرصية، وتحت إشراف فني وتنظيمي من شركة "يونيفاي" الأميركية، بما يضمن تنفيذ جميع الجوانب وفق المعايير الدولية، وتشكل هذه المرحلة أساساً لتوسيع الاتصال العالمي بالإنترنت في سوريا ومعالجة القيود الحالية وتهيئة البنية التحتية للنمو المستقبلي. الاتصالات كقاطرة للنمو من جهته يقول الباحث الاقتصادي الدكتور زياد عربش إن "هناك فرصاً هائلة ومتعددة من الناحية النظرية للقطاع بحد ذاته كمحور رافع وعابر لمجمل قطاعات الاقتصاد الإنتاجية والخدمية ولحياة السكان، فعلى رغم انكفاء هذا القطاع عن مواكبة التطورات العالمية وإن بحدها الأدنى فإن استمراره بحاله الراهنة (التي كانت أقل سوءاً كخدمات مقارنة بقطاعات خدمية أخرى) يعني تآكل مقومات الشبكة أو اقتصارها على خدمات أولية من دون الولوج في تطبيقات القيم المضافة العالية. والفرص الكامنة ليست فقط عدة، لكنها شرط من شروط نجاح عمليات الإعمار ويفرض استغلالها إعادة صياغة مشاريع التحول الرقمي والحكومة الإلكترونية والاقتصاد الرقمي ضمن فضاءات الذكاء الاصطناعي وإشراك الفاعلين في سوريا والمغتربين كأفراد وكشركات بتنفيذ مكونات هذه الاستراتيجيات". ويؤكد عربش أن "الأمم المتحدة ستستثمر ملايين الدولارات في مجال الذكاء الاصطناعي في سوريا، وستكون هذه مساعدة مجدية إذا استطاعت المنظمات المتخصصة التشبيك بين الفاعلين وصياغة مبادرات التدخل والمشاريع التنفيذية لمكونات الاستراتيجيات". في المحصلة، بينما تكشف سوريا الجديدة تباعاً عن إرث ثقيل من الفساد الذي نخر مؤسسات الدولة لعقود، تتسارع خطوات الحكومة الحالية "وفق ما تعلنه في الأقل" لإعادة بناء ما أُفسد، بدءاً بإصلاح البنية التحتية لقطاع الاتصالات وصولاً إلى تحسين البيئة الاستثمارية وإعادة الانفتاح على العالم. ويرى مراقبون أنه على رغم أن الطريق ما زال طويلاً، فإن المؤشرات الأولية كمشاريع الألياف الضوئية وتفعيل الجيل الخامس وتحديث التشريعات تعكس إرادة جادة لكسر حلقات الاحتكار والفساد، ووضع البلاد على خريطة الاقتصاد الرقمي.

القناة الثالثة والعشرون
منذ 7 أيام
- سياسة
- القناة الثالثة والعشرون
"الفرج قريب"... رامي مخلوف يحذر "شباب الساحل": لا تنخرطوا في شبكات الموت
خرج رامي مخلوف، ابن خال الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، في منشور جديد يحذر فيه شباب الطائفة العلوية من الانخراط في أي تشكيلات عسكرية يتم تأسيسها عبر استخدام اسمه،مؤكدا أن التشكيلات العسكرية التي تحدث عنها في منشور سابق قد استُكملت . ويأتي ذلك بعد معلومات خاصة نشرها "إرم نيوز" مؤخرا تتحدث عن تيارين يتصارعان في الساحل السوري، الأول تدعمه إيران ويحاول استقطاب ضباط النظام المخلوع ممن تورطوا في جرائم ضد السوريين، بهدف تشكيل مجموعات عسكرية بحجة حماية أهل الساحل، والثاني بدعم روسي وتوافق مع دمشق ويضم نحو 10 آلاف مقاتل ستكون مهمتهم الحفاظ على الأمن في "الإقليم الساحلي" بتمويل من رامي مخلوف نفسه. تحذيرات لشباب الساحل وقال مخلوف في منشور على صفحته في "فيسبوك": تردنا كثيرٌ من الاتصالات من مناطقَ عدّة، عن قيام أشخاص يتكلمون باسمنا، لاستقطاب شبابها وضمّهم إلى مجموعات قتالية، ويعرضون عليهم الأموال لقاء ذلك. وأضاف: "أنا من هذا المنبر أحذر أهلنا في الساحل من الانخراط مع هذه الشبكات، التي ظاهرها أشخاص معروفون للبعض، ووراءهم أجهزة استخبارات تريد العبث بشبابنا". وقال رامي مخلوف "لا أريد أن أذكر أسماء هؤلاء الأشخاص، ولكن أعدكم أن حسابهم قريب، وسيكون عسيراً بإذن الله. فحذار يا أهلنا في إقليم الساحل السوري من الانجرار وراءهم، فحياتكم أهم من أموالهم، فلا تنساقوا يا إخوتي خلف كل من شارك بذبح وقتل وسبي أولادكم وأخوتكم، واصبروا قليلاً، فالفرج قريب". رجل الأعمال السوري، قال إنه جرى تشكيل الفرق العسكرية التي تحدث عنها في منشوره السابق، مضيفا " لقد أخذنا حاجتنا من الرجال، والتي شكّلنا بها فرقنا التي صرّحنا عنها سابقاً، فلا حاجة لأعداد أكثر". وعاهد مخلوف أبناء الطائفة العلوية بقيادة "مشروع حق لخدمة أهل الحق" كما قال. "وأما من يحتاج إلى فرصة عمل، فأقول: صبرتم كثيراً، وعانيتم كثيراً، فلم يبق إلا القليل، فاصبروا، فنحن قادمون بإذن الله، وبقوةِ الله، لنكون عوناً لكم، خادمين لكم بأمرِ الله، رغماً عن أنوف المطبلين" حسب قوله. مهمة القوات الجديدة وأما عن مهمة القوات الجديدة في الساحل السوري، فيقول مخلوف: "هدفها ليس تحرير إقليمنا، فالتحرير قادم بقوة الله، وسترونه بأعينكم قريباً بإذن الله. لقد جمعنا هذا الكم الكبير من القوات تحت قيادة موحدة، لمنع تكرار ما حصل في الماضي من مجازر، من خلال تحركات عشوائية، ومنع تجار الدم وصيادي الجوائز، من استغلال هؤلاء الشباب المندفعين لغاياتهم الشخصية، ومكاسبِهم المادية. وأضاف بأن "من يريد افتعال فتن في الساحل، والذين هم مجموعات صغيرة، أقول لهم: أنتم مكشوفون بالنسبة لنا، وأي عبث في هذا الأمر، سنفضحكم ونحاسبكم، ولو بعد حين" حسب قوله. أما دور هذه القوات فهو لحماية الإقليم بعد خروج كل المجموعات المسلحة منه، من أي اعتداءاتٍ فردية أو منظمة عليه.وفقا لما قال في منشوره. اتفاقات حول "إقليم الساحل" وكشف رامي مخلوف عن دوره في مستقبل الساحل السوري، قائلا "إن هناك اتفاقات ستوقع بالحبر لإقليم الساحل، ونحن الأقدر على إدارة إقليمنا. فالمنظومة شبه جاهزة بكل جوانبها: العسكرية، والأمنية، والاقتصادية، والاجتماعية، وكلها ستكون خدمةً لأهلنا، وليس خدمة لمصالح بضعة أشخاص" وفق تعبيره. وطالب رامي مخلوف أهل الساحل "بالاستعداد لإعادة تفعيل وبناء منظومة متكاملة صناعية وزراعية وسياحية، والتي ستستوعب أغلب شبابِ المنطقة". وقال "لكل من يسألني عن جمعيةِ البستان الخيرية (جمعية إنسانية احتكرتها أسماء الأسد في السنوات الأخيرة) أقول لهم: إن الجمعيةَ عائدة قريباً باسمها الحقيقي، لا بأسمائها المزيفة، وسيعود عملها بإذن الله بكل قوة، وسيدعمها أهلنا في المُغتَرب، الذين يتشوّقون لتقديمِ المساعدةِ لأهلِنا في الساحل، إضافة إلى جهات كثيرة خاصة ودولية، تريد مد يد العون إلى ذوي الشهداء والمحتاجين. وختم رامي مخلوف منشورة بالقول "ما كان مستحيلا في الماضي، بدأت ملامحه تتحقق، وبخطوات سريعة. فرفعُ العقوباتِ مفيد لجميع السوريين، وإنشاء الأقاليم بات حاجة للجميع، والذي بدأ يبصر النور بإذن الله" وفقا لابن خال الرئيس السوري المخلوع. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


المركزية
١٠-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- المركزية
رامي مخلوف يُعلن تشكيل 'ميليشيا' خاصة للدفاع عن 'العلويين''
سلّطت صحيفة سويسرية هذا الأسبوع الضوء على مساعي رامي مخلوف للعودة إلى المشهد السياسي في سوريا من خلال خطاب الطائفة. وافادت صحيفة 'نويه تسورخير تسايتونغ' السويسرية بأن رامي مخلوف، رجل الأعمال السوري وابن خال الرئيس السابق بشار الأسد، أعلن عبر حساب يُنسب إليه على فيسبوك تأسيس ميليشيا خاصة تهدف إلى 'حماية العلويين' في المناطق الساحلية. ووفق ما جاء في التقرير، أثار هذا الإعلان العديد من التساؤلات، وسلّط الضوء على هشاشة الوضع الأمني في سوريا، وسط استمرار التوترات، والانقسامات الطائفية في البلاد. وكتبت الصحفية آن ألميلينغ في تقرير مسهب: 'لم تكن هذه المرة الأولى التي يستخدم فيها رامي مخلوف وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن وجهة نظره. فرجل الأعمال البالغ من العمر 55 عامًا، وإبن خال الرئيس السوري السابق بشار الأسد، كان يُعد أغنى رجل في البلاد، بثروة قدرت بين 5 و10 مليارات دولار – حتى خسر موقعه المقرب من السلطة في عام 2020'. وأشارت آن ألميلينغ إلى أن مخلوف لجأ آنذاك إلى نشر سلسلة من مقاطع الفيديو في محاولة للدفاع عن نفسه، وكسب تعاطف الرأي العام السوري. ورغم الانتشار الواسع لتلك المقاطع، إلا أنها لم تُثمر عن تغيير في موقف الرئيس، كما لم تلقَ استجابة تُذكر من الشارع السوري. وأضافت ألميلينغ أن أسباب القطيعة بين رامي مخلوف، والرئيس بشار الأسد لا تزال غير معروفة بدقة. فقد ظل مخلوف، لسنوات، أحد أبرز أركان النفوذ الاقتصادي في سوريا، إلى درجة أنه لُقّب بـ'السيد 5%'، في إشارة إلى ما يُقال عن حصته المفترضة في أي صفقة، إذ لم يكن بإمكان أي شخص الاستثمار في سوريا دون مشاركته. غير أن موازين العلاقة انقلبت في عام 2020، بعد اتهامه بتهريب النفط والغاز والتهرب الضريبي، مما أدى إلى مصادرة أصوله، وفرض غرامات باهظة على شركتي اتصالات يسيطر عليهما. وعبر سلسلة مقاطع فيديو علنية له، ظهر الانقسام داخل الأسرة الحاكمة إلى العلن، قبل أن تُفرض عليه قيود على السفر، ويختفي بعدها عن المشهد العام، وسط غموض حول مكان إقامته الحالي. ووسّعت الصحيفة نطاق تغطيتها بتحليل مفصّل للظهور المزعوم الأخير لرامي مخلوف، مشيرة إلى أنه يحاول إعادة تقديم نفسه كفاعل أمني وسياسي، مستثمرًا تصاعد التوترات في سوريا التي تعاني من انقسامات طائفية وعرقية عميقة. وأوضحت الصحيفة أن انهيار الدولة المركزية، بعد عقود من حكم عائلة الأسد التي منحت الطائفة العلوية نفوذاً واسعاً في الجيش والإدارة، أثار مخاوف لدى أبناء هذه الطائفة من التعرّض لأعمال انتقامية. وقد شهدت المناطق الساحلية ذات الغالبية العلوية في مارس الماضي أعمال عنف راح ضحيتها مئات المدنيين، عقب هجوم على قوات الأمن التابعة للحكومة الجديدة. وتضيف الصحيفة أنه عقب أعمال العنف، نُشر بيان على حساب في فيسبوك يُعتقد أنه يعود إلى مخلوف، عبّر فيه عن صدمته مما حدث، ودعا إلى إجراءات عاجلة لحماية ما أسماه بـ 'أبناء منطقتنا'. ليتم الإعلان بعدها عن تشكيل ميليشيا قوامها 150 ألف مقاتل، بالتعاون مع القائد العسكري السابق سهيل الحسن، المتهم حاليًا في ملفات جرائم حرب. وعلق الخبير الأمريكي للشؤون السورية ، تشارلز ليستر، بسخرية على الرقم الذي ذكره مخلوف بشأن عدد المقاتلين المحتملين، في منشور على منصة 'إكس' قائلاً: 'بصراحة، أنا مندهش من أنه لم يتحدث عن 15 مليونًا، بالنظر إلى سجله الحافل بالنجاحات.' وأشارت الصحيفة إلى أن مخلوف طرح في منشوره مبدأ التعاون مع الحكومة لاستعادة الاستقرار: 'نقترح التعاون مع الحكومة لحماية البلاد وخدمة الشعب واستعادة الأمن والاستقرار – خاصة في المناطق الساحلية السورية.' ورأت الصحفية أنه رغم النبرة التصالحية التي حملها البيان، فإنه يعيد إلى الأذهان تجربة مخلوف السابقة في تأسيس ميليشيا عام 2012، والتي قاتلت إلى جانب النظام قبل أن تُحل بأمر من بشار الأسد في 2019. وأشارت الصحيفة إلى أن هذه السوابق تثير شكوكًا حول نوايا مخلوف الحقيقية، خاصة مع استحضار شخصية مثل سهيل الحسن في هذا السياق. وربطت الصحيفة هذه التطورات بواقع أكثر اتساعًا، إذ يرى الأكراد في شمال شرق البلاد والدروز في الجنوب الغربي من أنهم غير ممثلين بشكل كاف في الحكومة الجديدة، ذات الغالبية السنية. وعلى الرغم من إبرام اتفاقيات لدمج مقاتليهم في ما يُعرف بـ'الجيش الوطني'، فإن كثيرين داخل هاتين الطائفتين يعارضون هذا التوجه، أو على الأقل، يشككون في قدرة الدولة على حمايتهم في حال اندلاع صراع طائفي. وفي ختام تقريرها، رأت الصحفية أن خطوة مخلوف – في حال صحت نسبتها إليه – لا يمكن فصلها عن محاولته استعادة نفوذه ضمن مشهد سياسي متغير: 'مخلوف يريد أن يقوم بدورٍ أكبر في سوريا الجديدة.'

القناة الثالثة والعشرون
١٠-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- القناة الثالثة والعشرون
رامي مخلوف يُعلن تشكيل ميليشيا خاصة للدفاع عن العلويين
سلّطت صحيفة سويسرية هذا الأسبوع الضوء على مساعي رامي مخلوف للعودة إلى المشهد السياسي في سوريا من خلال خطاب الطائفة. وافادت صحيفة 'نويه تسورخير تسايتونغ' السويسرية بأن رامي مخلوف، رجل الأعمال السوري وابن خال الرئيس السابق بشار الأسد، أعلن عبر حساب يُنسب إليه على فيسبوك تأسيس ميليشيا خاصة تهدف إلى 'حماية العلويين' في المناطق الساحلية. ووفق ما جاء في التقرير، أثار هذا الإعلان العديد من التساؤلات، وسلّط الضوء على هشاشة الوضع الأمني في سوريا، وسط استمرار التوترات، والانقسامات الطائفية في البلاد. وكتبت الصحفية آن ألميلينغ في تقرير مسهب: 'لم تكن هذه المرة الأولى التي يستخدم فيها رامي مخلوف وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن وجهة نظره. فرجل الأعمال البالغ من العمر 55 عامًا، وإبن خال الرئيس السوري السابق بشار الأسد، كان يُعد أغنى رجل في البلاد، بثروة قدرت بين 5 و10 مليارات دولار – حتى خسر موقعه المقرب من السلطة في عام 2020'. وأشارت آن ألميلينغ إلى أن مخلوف لجأ آنذاك إلى نشر سلسلة من مقاطع الفيديو في محاولة للدفاع عن نفسه، وكسب تعاطف الرأي العام السوري. ورغم الانتشار الواسع لتلك المقاطع، إلا أنها لم تُثمر عن تغيير في موقف الرئيس، كما لم تلقَ استجابة تُذكر من الشارع السوري. وأضافت ألميلينغ أن أسباب القطيعة بين رامي مخلوف، والرئيس بشار الأسد لا تزال غير معروفة بدقة. فقد ظل مخلوف، لسنوات، أحد أبرز أركان النفوذ الاقتصادي في سوريا، إلى درجة أنه لُقّب بـ'السيد 5%'، في إشارة إلى ما يُقال عن حصته المفترضة في أي صفقة، إذ لم يكن بإمكان أي شخص الاستثمار في سوريا دون مشاركته. غير أن موازين العلاقة انقلبت في عام 2020، بعد اتهامه بتهريب النفط والغاز والتهرب الضريبي، مما أدى إلى مصادرة أصوله، وفرض غرامات باهظة على شركتي اتصالات يسيطر عليهما. وعبر سلسلة مقاطع فيديو علنية له، ظهر الانقسام داخل الأسرة الحاكمة إلى العلن، قبل أن تُفرض عليه قيود على السفر، ويختفي بعدها عن المشهد العام، وسط غموض حول مكان إقامته الحالي. ووسّعت الصحيفة نطاق تغطيتها بتحليل مفصّل للظهور المزعوم الأخير لرامي مخلوف، مشيرة إلى أنه يحاول إعادة تقديم نفسه كفاعل أمني وسياسي، مستثمرًا تصاعد التوترات في سوريا التي تعاني من انقسامات طائفية وعرقية عميقة. وأوضحت الصحيفة أن انهيار الدولة المركزية، بعد عقود من حكم عائلة الأسد التي منحت الطائفة العلوية نفوذاً واسعاً في الجيش والإدارة، أثار مخاوف لدى أبناء هذه الطائفة من التعرّض لأعمال انتقامية. وقد شهدت المناطق الساحلية ذات الغالبية العلوية في مارس الماضي أعمال عنف راح ضحيتها مئات المدنيين، عقب هجوم على قوات الأمن التابعة للحكومة الجديدة. وتضيف الصحيفة أنه عقب أعمال العنف، نُشر بيان على حساب في فيسبوك يُعتقد أنه يعود إلى مخلوف، عبّر فيه عن صدمته مما حدث، ودعا إلى إجراءات عاجلة لحماية ما أسماه بـ 'أبناء منطقتنا'. ليتم الإعلان بعدها عن تشكيل ميليشيا قوامها 150 ألف مقاتل، بالتعاون مع القائد العسكري السابق سهيل الحسن، المتهم حاليًا في ملفات جرائم حرب. وعلق الخبير الأمريكي للشؤون السورية ، تشارلز ليستر، بسخرية على الرقم الذي ذكره مخلوف بشأن عدد المقاتلين المحتملين، في منشور على منصة 'إكس' قائلاً: 'بصراحة، أنا مندهش من أنه لم يتحدث عن 15 مليونًا، بالنظر إلى سجله الحافل بالنجاحات.' وأشارت الصحيفة إلى أن مخلوف طرح في منشوره مبدأ التعاون مع الحكومة لاستعادة الاستقرار: 'نقترح التعاون مع الحكومة لحماية البلاد وخدمة الشعب واستعادة الأمن والاستقرار – خاصة في المناطق الساحلية السورية.' ورأت الصحفية أنه رغم النبرة التصالحية التي حملها البيان، فإنه يعيد إلى الأذهان تجربة مخلوف السابقة في تأسيس ميليشيا عام 2012، والتي قاتلت إلى جانب النظام قبل أن تُحل بأمر من بشار الأسد في 2019. وأشارت الصحيفة إلى أن هذه السوابق تثير شكوكًا حول نوايا مخلوف الحقيقية، خاصة مع استحضار شخصية مثل سهيل الحسن في هذا السياق. وربطت الصحيفة هذه التطورات بواقع أكثر اتساعًا، إذ يرى الأكراد في شمال شرق البلاد والدروز في الجنوب الغربي من أنهم غير ممثلين بشكل كاف في الحكومة الجديدة، ذات الغالبية السنية. وعلى الرغم من إبرام اتفاقيات لدمج مقاتليهم في ما يُعرف بـ'الجيش الوطني'، فإن كثيرين داخل هاتين الطائفتين يعارضون هذا التوجه، أو على الأقل، يشككون في قدرة الدولة على حمايتهم في حال اندلاع صراع طائفي. وفي ختام تقريرها، رأت الصحفية أن خطوة مخلوف – في حال صحت نسبتها إليه – لا يمكن فصلها عن محاولته استعادة نفوذه ضمن مشهد سياسي متغير: 'مخلوف يريد أن يقوم بدورٍ أكبر في سوريا الجديدة.' انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News