أحدث الأخبار مع #رشيدالخيون


ساحة التحرير
٢٦-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- ساحة التحرير
رشيد الخيون … ماذا دهاك؟حيدر الحسني
رشيد الخيون … ماذا دهاك؟ حيدر الحسني* لاشيءَ في الكون كله أشدَّ سوءاً ورداءة لمن يرتد عن مبادئه، ثم ينتقل الى الخندق الآخر الذي كان حتى الأمس القريب يقاتل ضده، او على الأقل يزعم أنه يقاتل ضده، ليوجه سلاحه ضد وطنه وشعبه، وليشهر قلمه في وجه المبادئ والقيم التي ظل يزعم زمناً طويلاً أنه بها يؤمن، وفي سبيلها يناضل!! وقبل أن نلج أبواب الموضوع الرئيس الذي نحن بصدده، نود أَنْ نبرز مسألة أساسية لابد من ابرازها، ولأَنَّ موضوعنا الذي نحدده بصدده يتعلق ببعضمَنْ أدعوا لزمن طويل أنهم شيوعيون وطنيون يناضلون ضد الإمبريالية العالمية، فإننا نود أن نؤكد أننا اسلاميون نؤمن بالله سبحانه وتعالى، لكننا في العراق اليوم نؤيد الشيوعيين الوطنيين الذين قاتلوا ضد الاستعمار والرجعية، وضد الدكتاتورية، ثم ضد الاحتلال الأميركي الغاشم. في سبيل عراق حرٍ أبي يبنيه ويعلي بنيانه كل أبنائه، واليوم في وجه الاحتلال الأميركي، وفي مشروع مقاومته وطرده من التراب العراقي نرى أنفسنا في نفس الخندق في مواجهة هذا الاحتلال مع كلِّ الشرفاء الرافضين الاحتلال من الاسلاميين والقوميين والماركسين والوطنين نجمع جميعاً على هدف واحد هو تحرير العراق الحبيب من الاحتلال الأميركي ومن اتباعه والمتواطئين معه ولننتقل الآن الى موضوعنا: فخري كريم شيوعي سابق.أصبح في ظل الاحتلال الأميركي مستشاراً لــ (رئيس جمهورية العراق)، ومكافأة له على تأييد مايسمى (العملية السياسية)، وللاستفادة من خبراته كلفتَّه أجهزة المخابرات المركزية الأميركية بتقديم قائمة باسماء كُتاَّب إسلاميين وماركسيين وليبراليين ومحللين سياسيين لاستخدامهم في مركز أبحاثٍ ودراسات استراتيجية كي ينجزوا أبحاثاً ودراساتتلبي ما تتطلع إليه أمريكا من تدمير الثقافة الوطنية والقومية والإسلامية في العراق، وتزوير التاريخ العراقي، لاسيمَّا في مجال مقاومة الاستعمار. وجاء رشيد الخيون في مقدمة قائمة فخري كريم، ورشيد الخيون هذا شيوعي سابق،أو هكذا زَعَمَ لمدة طويلة، ألَّفَ كتاباً تحت عنوان:«100 عام من الاسلام السياسي بالعراق» صدر عن مركز المسبار للدراسات والبحوث، أيار 2011م . في هذا الكتاب راح رشيد الخيون يصول ويجول في تاريخ العراق ويضرب ذات اليمين وذات الشمال في أحداث المقاومة العراقية ضد الاستعمار البريطاني، وفي قيادات تلك المقاومة سابقاً الفضل فيها عن اصحابه، ناسباً البطولات الى غير اهلها، وفي هذا النطاق تعرَّض لآل «الحسني البغدادي» بما لا يليق بباحثٍفي تاريخ العراق! فقد جاء على لسانه في كتابه المذكور ص: 507، ج: 1، مايلي: «لكن على حد اطلاعي على الكتب التي ارخت للجهاد في البصرة ثم ثورة العشرين (حزيران 1920م) لم تذكر شيئاً عن دور هذه الاسرة في تلك المعارك والمواجهات! مثل علي الوردي (ت 1995م) لمحات اجتماعية في تاريخ العراق الحديث، وقد غطَّى تفاصيل ذلك الجهاد». ان الخيون يتجاهل الحقيقة على تلك الواردة في المرجع الذي يستشهد به اي «لمحات اجتماعية في تاريخ العراق» للدكتور علي الوردي، فقدَّ تحدثَ الدكتور الوردي في كتابه المذكور عن جهاد السيد صادق رحمه الله حصراً ولقبَّه بــ «العطَّار» على غرار لقب ابائه واجداده حين ذاك، انظر: د. علي الوردي: لمحات اجتماعية في تاريخ العراق، ص: 24 و 134، ج: 4، ملحق: 6، ط: بغداد 1979م، وزعم الخيِّون ان سماحة الامام المجاهد محمد الحسني البغدادي قد حارب الانكليز في البصرة لكن الحقيقة ان سماحته مشارك في معارك الشعيبة وابلى فيها بلاءً حسناً، وكان في صحبته الزعيم الوطني السيد هادي مكوطر (الكاف بالفارسية)، وصولات هذين الامامين المجاهدين، الفقيه السيد صادق والامام المجاهد السيد محمد الحسني البغدادي، اوردتها مصادر عديدة قديمة وحديثة، وهي مصادر موضع ثقة يمكن للراغب ان يطلع عليها ويجد لها ثبتاً في : موسوعة «هكذا تكلَّم أحمد الحسني البغدادي… تأصيل معرفي بين الثورية واللاثورية» ج: 5، ق: 2، ص: 7 وما بعدها، مركز الناقد الثقافي، دمشق 2011م. ورشيد الخيون يتناقض مع نفسه فهو يذكر امراً معيناً في مناسبة ثم يعود بعد فترة ليذكر عكسه في مناسبة تالية وعلى سبيل المثال فقد اصدر سنة 2009 كتاباً تحت عنوان : «لاهوت السياسية.. الاحزاب والحركات الدينية في العراق»، اورد فيه، ص: 265 : «يبرز اسم آل البغدادي في ثورة العشرين (حزيران ـــــ يونيو 1920م).» وكذلك اورد ص: 266 من الكتاب نفسه: «ولعل اول مرجع ديني برز من اسرة البغدادي هو آية الله محمد الحسني البغدادي (ت 1973)، وهو من الشخصيات التي تردد اسمها في ثورة العشرين»، ويعود بعد حوالي سنتين فيذكر في كتابه: «100 عام من الاسلام السياسي بالعراق» : « لكن على حدإطلاعي على الكتب التي ارخت للجهاد في البصرة ثم ثورة العشرين لم تذكر عن دور هذه الاسرة في تلك المعارك والمواجهات». ثم ينتقل رشيد الخيون الى مغالطة اخرى حيث يقول في صفحة 507: «من أن جدَّه السيد صادق الحسني البغدادي (ت 1918م) كان في جبهة الشعيبة مجاهداً كقائد قطاع».. في حين ان الحقيقة ان السيد صادق الحسني البغدادي كان قائداً مقاوماً في جبهات البصرة الفيحاء.. لا في جبهة الشعيبة كما يذكر الخيون. ومرة اخرى ينتقل الخيون في كتابه الى مغالطة جديدة إِذ يقول: «ثم ذكر انَّ ولده السيد محمد الحسني البغدادي (ت1973م) حارب الانكليز في البصرة.»، في حين ان الحقيقة ان سماحة محمد الحسني البغدادي اشترك في جبهات معارك الشعيبة وفق مايروي مؤرخوه الثقاة. ان الباحث المدقق يسعى وراء المعلومة يطاردها، ويدقق في جزئياتها في الزمان والمكان كي يقدمها الى القارىء صحيحةً دقيقةً لكن الخيونيفتقر الى منهجية الباحث الذي يسعى وراء الحقيقة، ولا يملك صبره، في حين يَقِّرُ بحقيقة يرتجلها ارتجالاً، ففي الفقرة السابقة يَقِّرُ بمشاركة السيد صادق الحسني البغدادي في محاربة الانكليز لكنّه يضعها في جبهة الشعيبة في حين انها جرت في البصرة ويضع مشاركة السيد محمد الحسني البغدادي في محاربة الانكليز في البصرة، في الوقت الذي جرت فيه تلك المشاركة في الشعيبة، الامر الذي يدلل، اذا افترضنا حسن النية على ان الخيون شرع فيالخلط بين الرجلين المجاهدين السيد صادق الحسني البغدادي وولده السيد محمد، وبين المكانين البصرة والشعيبة الامر الذي يبعده تماماً عن الباحث المتمكن، لاسيما وهو يتناول تاريخ العراق المشرق، في صفحة من ازهى صفحاته هي مقاومة الاستعمار البريطاني. هذه الآراء المشبوهة المتضاربة في معلوماتها، اوردها رشيد الخيون في فصل مستقل من كتابه الذي اصدره سنة 2009م تحت عنوان: «لاهوت السياسة.. الاحزاب والحركات الدينية في العراق»، تحت عنوان:«جماعة البغدادي» وتسمية «جماعة البغدادي» هذه، كما يقول هو نفسه نسبة الى السيد احمد الحسني البغدادي، وعند صدور كتاب المشار اليه تصدى للرد عليه المهندس الاستاذ رعد الجبوري في مقال تحت عنوان:«هل هم أقلام للايجار؟ (مثقفون) شيوعيون بين خواء الثقافة وانحراف التطبيق… رشيد الخيون نموذجاً». والمقال موجودفي زاوية الاكثر قراءة على موقع مكتب سماحة الاخ المرجع القائد احمد الحسني البغدادي صوت المستضعفين في العراق، ونشر كذلك في موسوعة:«هكذا تكلم احمد الحسني البغدادي…» ج: 5، ق: 2، ص' 344 وما بعدها. وفي عام 2011 إصدر رشيد الخيون كتاباً جديداً جعل له عنواناً هو: «100 عام من الاسلام السياسي بالعراق» تناول في الجزء الاول منه الحركات الشيعية، والحركات السنية في الجزء الثاني. والحقيقة انَّ هذا الكتاب لم يكن كتاباً جديداً يراكم معلومات جديدة يضيفها حول الحركات الاسلامية في العراق، وليس سوى اعادة جديدةلكتابه السابق: «لاهوت السياسة.. الاحزاب والحركات الدينية في العراق». أُثِرَ عن الامام علي بن ابي طالب عليه السلام قوله: «رَحم اللهُ مَن اهدى الي عيوبي».. والامام عليه السلام في هذا القول يدعو بالرحمة ويعبِّر عن شكره وامتنانه لمن ينتقده وينبهه الى عيب او خطأ ارتكبه في قول او عمل، وهذا درس رائع في الاخلاق والسلوك. والباحث الموضوعي المتمكن الذي يلتزم باصول البحث العلمي وجوهر اخلاقياته، حين يصدر طبعةً جديدةً من كتاب سابق له، او يصدر كتاباً جديداً في موضوع سبق ان كتب فيه فانه يبادر، اول ما يبادر، الى ذكر النقد الذي تعَّرض له في الطبعة السابقة من الكتاب، اول الكتاب السابق في الموضوع ذاته ويورد اسماء الذين نقدوه، ويوجه لهم الشكر والامتنان، بل منهم من يتصل مباشرة بناقديه، ويشكرهم على نقدهم ــــ لان نقدهم من وجهة نظر الباحث الجاد، يعتبر خدمة للموضوع الذي يكتب فيه، واغناءً للمعرفة ــــ ويحاورهم في ذلك النقد ثم يعمد الى تصحيح معلومته على ضوء ذلك كله في الكتاب الجديد او الطبعة الجديدة من الكتاب نفسه. والحقيقة ان كتاب الخيون الجديد تحت عنوان: «100 عام من الاسلام السياسي بالعراق» الذي اصدره عام 2011م ليس كتاباًجديداً يراكم معلومات وتحليلات وآراء جديدة حول الحركات الاسلامية في العراق، بل مجرد اعادة وتكرار لكتابه السابق الذي اصدره عام 2009م تحت عنوان: «لاهوت السياسة.. الاحزاب والحركات الدينية في العراق».. وفي الكتاب المُسمَّى جديداً، ضرب الخيون صفحاً عن كُلِّ الانتقادات التي وجهت الى الكاتب السابق على خلاف ما اسلافنا مما يفترض في الباحث الجاد الساعي الى الحقيقة الملتزم بثوابت الوطن والامة… . يذكر الخيون في كتابه: «لاهوت السياسة..» ص: 266، مايلي: «يبرز اسم آل البغدادي في ثورة العشرين (يونيو 1920م) ولهم مدرسة معروفة في النجف هي مدرسة عبد العزيز البغدادي (ت نحو 1964م) الدينية». ثم يعود الخيون في كتابه الجديد ليناقض نفسه بنفسه، فينكر أيَّ دور للأُسرة نفسها، آل الحسني البغدادي، في ثورة العشرين، يقول: ص: 507، ج:1، مايلي: «لكن على حد اطلاعي على الكتب التي ارخت للجهاد في البصرة، ثم ثورة العشرين (حزيران 1920م) لم تذكر شيئاً عن دور هذه الاسرة في تلك المعارك والمواجهات». نأسف لا عادة إدراج الاقتباس السابق لاننا اوردناه سابقاً، لكننا نعيد ادراجه هنا للمقارنة بين نصين للكاتب نفسه، كلاً منهما يناقض الآخر، ونوافق الخيون على عبارته «على حد اطلاعي…» لكن يبدو جلياً ان اطلاعه هذا محدود او منقوص او على الاقل متسرع مضطرب. اما في شأن مدرسة البغدادي التي نسبها الى آل الحسني البغدادي في لاهوت السياسة، ص: ص266، كما ذكرنا سابقا فقد جاء في كتابه المزعوم (جديداً) «100 عام من الاسلام السياسي بــ العراق»، ص: 508، مايلي : «كنت من قبل ذكرْتُ واهماً أَنَّ مدرسة البغدادي بالنجف التي انشأها الثري العراقي عبد العزيز البغدادي (ت 1964م) لها صلة بآل البغدادي النجفية الدينية، وقد نبهني مشكوراً الى ذلك الخطأ غير المقصود الاديب محمد رضا القاموسي النجفي». نعم كان الخيون«واهماً» كما يقر اعلاه وليت «الوهم» عنده اقتصر على مسألة نسبة المدرسة هذه، الا ان «الوهم» عنده يمتد على كتابيه طولاً وعرضاً. من الجلي الواضح ان الخيون في مسألة نسبة المدرسة هذه وجدها تحمل اسم «البغدادي»، وهي قائمة في النجف، وآل الحسني البغدادي اسرة سياسية ادبية علمية معروفة في النجف ايضاً فأسرع الى نسبتها اليهم، وغاب عن باله مسألة بسيطة واضحة أنه، لا في العراق وحده، بل في الوطن العربي كله هناك مئات من الأسر تحمل اسم «البغدادي» فقبل يقسِّمالاستعمار الغربي الوطن العربي، ويثبت الحدود بين أقطاره، كان الرجل ينتقل وأسرته من بغداد الى الشام أو مصر أو أحد أقطار المغرب وينزل في مدينة أو قرية ما، فيلقى الترحيب والإكرام، ولا يلبث أنْ يصبح واحداً من أهل الدار، ولانَّه قَدِمَ من بغداد يطلق الناس عليه اسم البغدادي، ولا يلبث اسم«البغدادي»أن يستقر علماً على الرجل وأسرته ! وفيما يلي نقتبس بعض ما جاء في رد الاستاذ المهندس رعد الجبوري على الخيون في هذه المسألة بالذات: «فبعد أن قمنا بالتدقيق جيداً في الإقتباس الأول وجدنا أن تلك المدرسة الدينية التي ذكرها، لم تكن مدرسة تابعة لــ«آل الحسني البغدادي» لا من قريب ولا من بعيد، وإنما أسسها الحاج المرحوم عبد العزيز البغدادي عام 1385هـ، وإن هذه الشهرة لا أصل لها. أنظر موسوعة : «هكذا تكلم أحمد الحسني البغدادي، المقاومة مستمرة والاحتلال الى زوال وشعبنا لن يموت 537،ط نيسان 2007، بيروت.» علاوة طبعاً على ان الحاج المرحوم عبد العزيز البغدادي لا يمت بصلة قرابة لعائلة البغدادي التي هي موضوع بحث الكاتب.حيث أن المرحوم عبد العزيز البغدادي لم يكن من الأشراف وهذا ليس إنتقاصاً من شخصه أو قدره، ولكن الأمانة التاريخية والعلمية تقتضينا التفريق بينه وبين أسرة آل الحسني البغدادي الغنية عن التعريف بوصفها تنتمي إلى عائلة لها وزنها الإجتماعي ونفوذها، وتتميز أيضاً بتاريخها العلمي والادبي، ناهيك عن حضورها في العراق والجزيرة العربية، فهم من صلب اشراف مكة المكرمة الذين ينحدر منهم الشريف أبو نمي أمير الحجاز (ت721هـ) وجد الشريف الحسين بن علي زعيم ما عرف لاحقاً بالثورة العربية الكبرى في الحرب الكونية الاولى عام 1914م، ووالد الأسر المالكة في الحجاز العراق الأردن. وكذلك فإن الشريف أبا نمي هو جد الأسر العربية الهاشمية التي عاشت في وادي الرافدين كعشيرة آل السيد احمد العطار الحسني البغدادي في النجف وبغداد، وآل السادة الحيدري في الكاظمية، وآل السيد عيسى الحسني في بغداد، وآل سعبر، وآل العلاق، وآل حجاب في الهاشمية في بابل. ومن الواضح هنا إن الكاتب يخلط بين الاسرتين أسرة عبد العزيز البغدادي، التي تنحدر عشائرياً من بني تميم، وبين أسرة آل الحسني البغدادي المعروفة بأنها أسرة أدبية علمية عريقة برزت قبل أكثر من ثلاثة قرون، ومنها السيد محمد العطار البغدادي (ت 1171هـ) زعيم بغداد والملقب بذي الرئاستين (الإمامة والتجارة)، واستمرت وصولا الى المرجعين الفقيهين المجاهدين السيد احمد وشقيقه السيد علي الحسني البغدادي أطال الله عمريهما. ولتجنب مثل هذا الخطأ المعرفي الفادح، كان حرياً بالسيد الخيون ان يطالع بعضاً من كتب علماء الانساب والسير والتراجم التي ذكرت ترجمة هذه الاسرة ومنها ـ على سبيل المثال لا الحصر«مخطوطات مكتبة آية الله السيد محمد البغدادي الحسني» د.محمد هادي الاميني 22/139، ط: 1384، و «مشهد الإمام أو مدينة النجف»،محمد علي جعفر التميمي 2/84 ط: النجف 1954، و (جهاد السيد البغدادي دراسة حوارية نقدية وثائقية خلال نصف قرن لمسيرة الإمام المجاهد السيد البغدادي)، (انظر الموقع الالكتروني لسماحة الفقيه المرجع احمد الحسني البغدادي، زاوية مؤلفات: ) وغيرها من عشرات الكتب والأبحاث الموسعة». الكاتب الباحث المتمكن الذي ينشد الحقيقة، ويسعى الى خدمة وطنه وشعبه حين يبحث في تاريخ الوطن، وفي نضال الشعب وجهاده، لابد أن يتصف بالتواضع والنفس المطمئنة، وحين ينشر مقالاً او يصدر كتاباً، فانه لايكيل المديح لنفسه، ولا يتعالى عن النقد، ولا ينزه ما يكتبُ عن الخطأ والزلل، وليس الخيون من هذا من شيء، فالذين يعرفونه عن قرب، والقريبون منه يذكرون أنه لايكف عن الحديث عن نفسه وعمَّا كتب وما نشر ! لقد إرتدالخيون عن الشيوعية، وهذا الارتداد نقله الى الجبهة المضادة، أي جبهة الامبريالية المعادية للشعوب، ومنها شعبه العراقي، ويردد رفاقه الشيوعيون الوطنيون أنه ارتبط بجهاز المخابرات المركزية الاميركية، ولعلَّ هذا ما قاده الى تأييده مايسمَّى بالعملية السياسية في العراق التي يقودها أولئك الذين عادوا الى العراق على ظهور الدبابات الاميركية دون خجلٍ أو وجل!! وتأييد «العملية السياسية»والالتحاق بركبها، والركض وراء (منافعها) قاد الخيون الى موقف عدائي من المقاومة الوطنية والاسلامية التي تناهض الاحتلال الأميركي وتقاومه العلمانية منها والإسلامية سواءً بسواء. وقوات الاحتلال عنده ليست قوات احتلال بل هي «القوات المتعددة الجنسيات» كما يطلق عليها في كتاباته، أما أولئك الذين يرفضون الاحتلال ويقاومونه فهم عند الخيون«التكفيريون» و «الارهابيون» و «أيتام النظام السابق»!! وفي السياق نفسه، وللدافع ذاته يصب جام غضبه ونقده المفتعل على رؤوس القوى والجماعات التي ترفض الاحتلال وتقاومه، وتدين (العملية السياسية) في العراق وتخوِّن القائمين بها وعليها واتباعهم مثل «جماعة البغدادي» و «جماعة الخالصي» و «جيش المهدي» و«هيئة علماء المسلمين» و «الجماعات المسلحة» و«الدولة الاسلامية» ومعظم الاحزاب السنية والشيعية. اما أولئك الذين يؤيدون (العملية السياسية)، ويتراكضون يناطح بعضهم بعضاً لنيل شيءٍ من فتاتها، والذين يؤيدون المشروع الأميركي في العراق وفي المنطقة كلها، فالخيونلايوجه أيَّ نقدٍ، بل على العكس يدافع عنهم، ويبذل قصارى جهده لتبرء مواقفهم، ومن يتابع كتاباته ومواقفه يستطيع ان يكتشف موقفه هذا منهم، من أمثال الشيخ محمد اليعقوبي (التبريزي) مرشد حزب الفضيلة الاسلامي، والسيد عمَّار الحكيم (الأصفهاني) رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي … وأخيراً لا نستطيع الا القول .. سبحان الله !.. رشيد الخيون ماذا دهاك ؟!!.. * مؤرخ عراقي 2025-04-26 The post رشيد الخيون … ماذا دهاك؟حيدر الحسني first appeared on ساحة التحرير.


الزمان
١٩-٠٣-٢٠٢٥
- ترفيه
- الزمان
قصة إكسبو .. كنت شاهداً على الشاهد
قصة إكسبو .. كنت شاهداً على الشاهد – رشيد الخيون لو شُيدت مدينة «إكسبو» في عصر أبي الحسن المسعوديّ (ت: 346هج)، وما حولها مِن عُمران وحياة آمنة، لذكرها في «مروج الذَّهب» مِن بناء سليمان بن داوود، لعجائبيَّة الحضارات القديمة، ظنوها شُيدت بخوارق سكان «وادي عبقر»، فمَن ينظر صورة المكان، قبل عمرانه، يرى كثبان رمال تتوسطها شجرة «الغاف»، وكانت مستراحاً للجِمال، ونهض العُمران وهي تتوسطه، مع الحفاظ على ما أَلف ظلها مِن كائنات، ونحلٍ عُرض عسله باسم «إكسبو». هذا ما قرأته في كتاب «الشَّاهد»(2025)، الذي يحكي قصة «إكسبو 2020»، مِن الحلم إلى الحقيقة، ففي تاريخ أول «إكسبو»(1851)، لم تكن أرض «إكسبو دبي» غير رملٍ وملحٍ، وإنسانٍ يلوذ بظلال «الغاف»، ينافح مِن أجل الوجود، وحتَّى الثَّلاثينيات مِن القرن الماضي، لم يصل لأسماع البغدادي عبود الكرخيّ(ت: 1946)، عن دبي ما يوحي أنها ستستضيف(إكسبو 2020)، لذا، ذكرها ضمن: «الاستحالات» قائلاً: «ويصير بدبي مدرسة حربيَّة»(ديوانه)! وهو ينطلق مِن عاصمته، التي قفزت بإرادة الأولين، وهوت بعبث المتأخرين. عريقة التمدن قرأتُ بداية «الشَّاهد»، فشعرتُ أنَّ القومَ يطلبون المستحيل، وهذا ما تطبعنا عليه مِن التّجاريب، فلمعروف الرّصافي(ت: 1945)، ما يُعبر به، عن خذلان: «هيَ المواطن أدنيها وتقصيني/مثلُ الحوادث أبلوها وتبليني»(النّزوح، 1922)، وبعد مئة عام ترجمها الشّاعر المطبوع موفق محمَّد قائلاً: «ورأيت مَن كان المؤملَ والمُرَجئَ/ والمُقدَسَ لا يريد سوى اِنكسارك/ فاقرأ على البلد السَّلام/ وقف الحدادَ على صِغارك»(سرمهر وأنكس). أكتب عن «الشَّاهد» بدهشةٍ، كيف نافست التي استصغر شأنها الكرخيّ، مدناً عريقةَ التَّمدن، على الفوز بمعرض عالميّ، وتتكلل بالنَّجاح، فوسط انبهار الحضور صعدت امرأة، قادمة مِن ظل الغافة، وألقت خطابَ ترشيح بلادها، بإنجليزية وفرنسية متقنتين، عارضةً دواعي التّرشيح (2012)، وأُعلن الفوز(2013)، فرُسم التَّخطيط وصعد العُمران. كنتُ شاهداً على «الشَّاهد»، وفر لي الفرصة طوال «إكسبو» مفوضه العام ووزير التَّسامح والتعايش معالي الشّيخ نهيان بن مبارك، الذي خصه «الشّاهد» بعنوان «الرَّجل المناسب»، لاحظتُه لم يتخذ مدى السّتة أشهر مكتباً، بل السَّاحات كانت مكتبه، فَجَرتْ يومياتُ المعرض بدقةٍ متناهية، رغم عظمة الزّحام مِن مختلف الأمم، مِن الصَّباح وحتَّى منتصف اللّيل، لم يظهر ما يعكر صفو الاجتماع، وقد بلغ العدد (24) مليون زائر. حضر على رؤوس وفود الدّول المشاركة: ملوك ورؤساء، وزعماء طوائف، فكان استقبال سلطان «البهرة الدَّاوودية» المستعليَّة الإسماعيلية يوماً مشهوداً، فالأتباع تقاطروا بالألوف مِن الخارج. نهاية انجاز كان كلّ وفد رسميّ يُستقبل في ساحة العروض، والكلمات التي ألقاها المفوض العام على عدد الدُّول الـ(192)، بما يُليق بالكبرى منها والصُّغرى. فاجأ «الوباء» نهاية الإنجاز، فظُن أنَّ الجهود راحت هباءً، يومها تعطل عمل الآلاف، وكان التّحدي الأكبر، فطُلب التأجيل، ليكون الافتتاح (2021). إنها قصة نجاح ليست وراءه الثروة فأوطان ثرية يفتك الفقر بمواطنيها، وليست البيئة، فبيئتها قاحلة جُعلت خصبة، وغيرها خصبة استحالت قاحلة، ولا التَّاريخ وهم لا ينكرون حياة العوز. كان وراء النّجاح آباء، كلما أنجزوا هدفاً رسموا أهدافاً. وأنا أقرأ «الشَّاهد»، وما رأيته مِن أداء الشَّابات والشّباب، المتطوعات والمتطوعين، أغبطُ لا أحسدُ، وأقول: لا أحسدُ، فمَن ينظر أحوال مدنه، التي اعتقد الأولون أنْها تأسست بقوى خارقة، وإذا هي اليوم لا يأمن مواطنها على دَمه، قد يغلبه الحسد للناجحين، مدن ثرواتها الهائلة يتقاسمها الفساد، وفرض الظَّلماء في أحوال النّساء، فتغلبت الرَّذائل على الفضائل وبالقانون! بعد أنْ استغلت الدِّين أحزابٌ تُجيد التَّراشق بقنابل الطَّوائف والقبائل. ويثور السُّؤال: ما السّرُ بتحويل بيئةٍ عطشى طاردة، إلى جاذبة للملايين، مِن المشرق والمغرب، وفي جمرة القيظ؟ أجاب الجواهريّ(ت: 1997)، قبل ستة وتسعين عاماً، واضعاً شرطَ تجاوز الأزمات: «إذا لم ينَلُها مُصلحونَ بواسلٌ/ جريئونَ فيما يَدُعون كُفاة»(الرّجعيون 1929).


ساحة التحرير
٢٢-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- ساحة التحرير
فليكن السيد رشيد الخيون : ضرورة التوثيق في الوقائع التاريخية …!عارف معروف
فليكن السيد رشيد الخيون : ضرورة التوثيق في الوقائع التاريخية …! عارف معروف نشر الكاتب رشيد الخيون مقالا في جريدة الزمان بالامس عنوانه ' مكرم الطالباني .. المخضرم السياسي الأخير ' رثى فيه الراحل واكد على مناقبه ، وقد رأيت ان اعرض ملاحظات وتساؤلات بصدد بعض الوقائع التي اوردها السيد الكاتب وكتبتها في تعليق له وادرجها لكم هنا مع مقال السيد الخيون ايضا ، نظرا لاهمية اي تناول لموضوع ' تاريخي '، حسب ما اعتقد ، وما يستلزمه ذلك من عناية وتوثيق : السيد رشيد الخيون المحترم ، بعد التحية ، ارجو ان يتسع المقام لبعض الاسئلة والملاحظات بصدد المقال : 1- نفى البعث جملة وتفصيلا ان يكون قد استشار الشيوعي وطلب منه المشاركة ، وسخر القيادي البعثي المشارك في انقلاب 17 تموز تايه عبد الكريم من ذلك حين سؤل عنه في لقاءه المتسلسل مع حميد عبد الله ، وهذا امر منطقي وينسجم مع طبيعة الاشياء اذ كيف يمكن لحزب يخطط ويعد لانقلاب عسكري وقد احاط الامر بسرية تامة حتى عن اعضاءهِ ان يستشير حزبا آخر ويدعوه للمشاركة مع واقع نهر الدماء والاحقاد بينهما ؟! ان ذكر ذلك لم يرد الاّ عابرا في مذكرات المرحوم رحيم عجينة وهو ينقل رواية ويقول بصددها انهم حينما وقع الانقلاب (17 ) تموز كانوا يجتمعون في بيت قريب منه، في حي السكك ، وخمنوا او توقعوا جهة التنفيذ . في حين انك تقرره كواقعة منتهية دون توثيق او اسارة الى مصدر يعتد به. 2- الانقلاب عرفه الناس منذ ساعته الاولى والبيانات والاناشيد كانت تشير الى البعث وكذلك برقيات التهنئة ، ولم تكن هناك تلاوات قرآنية تتكرر (!) وكنت شاهدا على ذلك رغم صغر سني بسبب اهتمام العائلة ومتابعتهم للوقائع . 3- ليس هناك مصدر او دليل موثق على ان الشيوعيين هم من اخبر البعثيين بخطة انقلاب 1970 ، او ان موسكو اعلمتهم بذلك ، هذا ان كانت هناك خطة انقلاب او مؤامرة أصلا ، والراجح ان البعثيين ارادوا تصفية خصومهم السياسيين فتغدوا بهم وقادوهم على اختلاف الوانهم الى مسلخ قصر النهاية وقتلوا الكثير منهم : قوميين على شيوعيين على اسلاميين ورجال دين وعسكريين ، فكانت اطراف المؤامرة المزعومة : سمك على لبن على تمر هندي ، كما يقول المثل المصري… 4- كان الراحل الطالباني شخصية وازنة ومحترمة فعلا لكن النزاهة والعيش ضمن الراتب كانت صفة لم يختص بها وحده اذ لم يكن معروفا عن الوزراء والمسؤولين خلال العقود الجمهورية كلها ، عدا ما اشيع عن طاهر يحيى ، والذي قد يكون افتراءا من صنع الدعاية البعثية التي سبقت الانقلاب ومهدت له ، وحتى وزراء صدام نفسه ،فسادا او انهم لم يكونوا يكتفون برواتبهم وامتيازاتهم المعلنة والمحدودة ، عدا عائلته واقاربه ، وكانوا بعيدين ، حقا وفعلا ، وقد عرفت بعضهم عن كثب ، عن حال الفساد الذي شهدناه بعد 2003 وما نزال نشهد له ومنه صورا مخزية . 5- ان علاقة الراحل الطالباني بصدام حسين وبقاءه في بغداد بعد هرب الشيوعيين ولعبه دور الوساطة لصالح صدام ونظامه كان موضع ريبة وتساؤل وكان فيه الكثير مما يحسب عليه لا له ، رحمه الله . كرم الطَّالبانيّ .. المخضرم السّياسيّ الأخير رشيد الخيون عاصر المحامي والوزير مكرم الطَّالبانيّ(1923-2025) عهود الدَّولة العراقيَّة كافة؛ مِن العهد الملكيّ(1921-1958)، والجمهوريّ بانقلاباته(1958-2003)؛ وفي العهود كافة: كان إمَّا سجيناً، وحزبياً تحت الأرض، أو وزيراً. أحد المحامين(1947) عن يوسف سلمان يوسف(فهد/ اُعدم1949)، مؤسس حزبه «الشّيوعي العراقيَّ»، بعدها سُجن وأطلق سراحه، ليكون بعد( 14 يوليو 1958) مديراً ومفتشاً عام، ثم تكليفه بوزارة البلديات(1959)، لكنه لم يبدِ حماساً، لأنها كانت مشروطة بالتخلي عن انتمائه الحزبيّ، وحين توزر ممثلاً لحزبه(1972) بعد إعلان الميثاق الوطني وقيام الجبهة بين البعث الحاكم والشّيوعي(1973-1979)، فأصبح وزيراً للري ثم للنقل. لكلّ ما تقدم يكون مُكرم الطَّالبانيّ آخر السَّاسة المخضرمين. كان وجهاً معروفاً لدى النّظام الجديد آنذاك(1968-2003)، فقبيل اِستلام البعث السّلطة(الأربعاء 17 يوليو 1968)، طلب أمين حزب «البعث» وقائد الانقلاب الجديد أحمد حسن البكر(تـ: 1982) مقابلته سراً، فوصله بهيئة طبيب، للتمويه؛ طالباً اِشتراك حزبه الشّيوعي بالانقلاب على العهد «العارفيّ»؛ ولم تحصل الموافقة، لتجربة اليسار المريرة مع «البعث» والقوميين السنة(1963). لذا؛ عندما بُثت البيانات، قبل إعلان البكر رئيساً للجمهورية، سمعها الطَّالبانيّ ببرود، وسط وجوم العراقيين، فهو مِن القلائل، مِن غير قادة «البعث»، لديه عِلم بالانقلاب، فقد ظلت هوية الانقلاب مخفيةً لأيام، وإذاعة لا تبثُ غير القرآن والبيانات. جبهة وطنيَّة كنا نسمع أنَّ الحزب الشِّيوعيّ، قبل الجبهة الوطنيَّة، كشف سر اِنقلاب مدبر ضد حكومة «البعث»، وساعة الصّفر يوم (1 يناير1970)، كان أحد الانقلابيين الضَّابط عبد الغني الرَّواي(تـ: 2011)، الذي لحزب مكرم واقعة مؤلمة معه، يوم كُلف بتنفيذ الشّريعة بالشّيوعيين وأنصارهم(1963)، لهذا الغرض أخذ فتاوى من فقهاء المذهبين، الشِّيعي والسّنيّ، لهذا كان حزب الطَّالباني حريصاً على كشف الانقلاب، فكلفته قيادته، لصلته بالبكر، حمل رسالة له، وحال تسليمها اتَّخذ الإجراء لإحباطه. استغل الطَّالباني الفرصة، بما قَدمه للبكر مِن فضلٍ، ونجح بإطلاق سراح المحكومين بالإعدام مِن رفاقه، بحوادث الموصل(1959). خرج معظم قادة حزبه مِن العِراق، بعد إلغاء الجبهة بينهم وبين «البعث»، بسبب المطاردات والإعدامات التي نالتهم. ظل الطَّالباني داخل العراق، بعد تقديم استقالته مِن الوزارة، وربّما خرج وعاد، فلعب دوراً في الوساطة، بين النّظام والمعارضة، ويلتقي بين فترة وأخرى بصدام حسين(أعدم: 2006)، بشأن الوساطة، أو الشَّفاعة لمحكومين بالإعدام. مثلما التقى بالبعثيين قُبيل نجاحهم باستلام الحُكم(1968) ممثلين بأحمد حسن البكر، التقى بهم قُبيل سقوطهم(2003)، ممثلين بصدام حسين، وبطلبٍ من الأخير، فالـ(35) سنة، بوقائعها الهوائل، مرت مرور السّحابة، بين اِرتفاع وسقوط. بحث صدام مع الطَّالبانيّ المسألة الكرديّة ومقترحات المعارضة، وكأنه لم يسمع سنابك الخيل تطرق على حدوده؛ فحينها كانت استعدادات الغزو قد تمت، وقضي الأمرُ. أناقة معهودة أتذكر، اِحتفل اليسار بانتصار الفيتناميين (ربيع 1975) على الأميركان، يومها رأينا الطَّالباني، بأناقته المعهودة، يُقدم الشّاعر محمَّد صالح بحر العلوم (تـ: 1992)، في مجلس السلم والتضامن ببغداد، يشحذ فيه روح الأربعينيات، عندما قال قصيدته السَّائرة آنذاك «أين حقّي»، لكن ما أنشده بحر العلوم ليتنا لم نسمعه، لتبقى صورته كما رسمناها للشَّاعر المطبوع، فما سمعناه كان صدىً خافتاً، وقد بلغ مِن الكبر عتياً، وبعدها نكسته المدائح المبتذلات.مَن يقرأ مذكرات الطَّالبانيّ يشعر به يماهي بين الماركسيّة والصوفيَّة؛ فتراه مع اِعتزازه بيساريته، أظهر اعتزازاً بتكية أجداه الطَّالبانيين، نسبة لقرية «طالبان» الكُرديَّة، مِن تكايا القادريّة، التي اِتَّخذت مِن علي بن أبي طالب عميد سلسلتها، وتقاسمت إقليم كردستان مع البارزانيّة، إحدى تفرعات النّقشبنديّة، التي تَّتخذ مِن أبي بكر الصِّدِّيق عميداً، دون ظهور نزاعٍ بين العميدين، علي وأبي بكر، في أعراف التكيتين، خلاف الحدة المذهبيَّة الطَّاغية(بعد 2003). لم يكن الطَّالباني آخر السِّياسيين المخضرمين فحسب، بل آخر الوزراء، الذين لم يدخل بيوتهم غير معاشهم(الرَّاتب)؛ وأظنها أمةً قد خلت. كاتب عراقي 2025-02-22