أحدث الأخبار مع #رضابهلوي،


النهار
٠٩-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- النهار
إيران تردّ بغضب على نيّة ترامب تغيير اسم "الخليج الفارسي"
أثار انتشار أخبار عن نية الرئيس الأميركي دونالد ترامب تغيير اسم "الخليج الفارسي" إلى "الخليج العربي" ردود فعل غاضبة وواسعة من الإيرانيين، سواء من المؤيدين أو المعارضين للنظام، إلى حد دفع ترامب بعد يوم واحد من هذه الردود إلى التصريح بأنه لم يتخذ قراراً نهائياً، وأنه لا ينوي إغضاب أحد. ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية عن مسؤولين أميركيين أن ترامب يعتزم، خلال جولته المرتقبة التي تشمل الإمارات العربية المتحدة والسعودية وقطر بين 13 أيار/مايو الجاري و16 منه، الإعلان عن أن الولايات المتحدة ستعتمد تسمية "الخليج العربي" أو "خليج العرب" بدلاً من "الخليج الفارسي". ويُذكر أن ترامب سبق أن استخدم مصطلح "الخليج العربي" في عام 2017 خلال ولايته الأولى، وقد قوبل ذلك حينها باعتراضات وانتقادات شديدة من إيران. من جانبه، وصف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي القرار بأنه "ذو دوافع سياسية"، معتبراً أنه "يعكس نية عدائية تجاه إيران وشعبها". وأضاف: "اسم الخليج الفارسي، شأنه شأن كثير من التسميات الجغرافية، له جذور عميقة في تاريخ البشرية. إيران لم تعارض يوماً استخدام أسماء مثل بحر عمان، المحيط الهندي، البحر العربي، أو البحر الأحمر. هذه الأسماء لا تعبّر عن ملكية لدولة معينة، بل عن احترام مشترك للتراث الإنساني الجماعي". وأصدرت بعثة إيران في الأمم المتحدة بياناً قالت فيه إن "الجميع يجب أن يواجه تشويه الحقائق، ففهم التاريخ والجغرافيا أمر ضروري لاتخاذ القرارات، والحقائق لا تتغير بقرارات تُتخذ في المكتب البيضوي". ردود الفعل لم تقتصر على المسؤولين الحاليين في الجمهورية الإسلامية، إذ وصف رضا بهلوي، نجل الشاه السابق، قرار ترامب بأنه "إهانة للشعب الإيراني وحضارته العريقة"، مضيفاً: "لآلاف السنين، كان الإيرانيون والعرب والغربيون يعرفون هذا الممر المائي الواقع بين إيران وشبه الجزيرة العربية باسمه الحقيقي والوحيد: الخليج الفارسي". وقد تداول العديد من الإيرانيين على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو للشاه محمد رضا بهلوي، يُظهره وهو يرد على صحافي استخدم كلمة "الخليج" بدلاً من "الخليج الفارسي"، حيث سأله الشاه: "ألم تذهب إلى المدرسة؟ ما الإسم الذي علّموك إياه؟"، فأجاب الصحافي: "الخليج الفارسي". وقد انتشر هذا المقطع آلاف المرات. أما وزير الخارجية الإيراني الأسبق محمد جواد ظريف، فعلق على الخبر بقوله: "سنثبت للعالم ولسكان البيت الأبيض أن الإيرانيين سيقفون صفاً واحداً في وجه مثل هذه القرارات". كذلك، نشر مستخدمون آخرون صوراً لشواهد قبور جنود أميركيين كُتب عليها أن مكان مقتلهم عام 1991 كان في "الخليج الفارسي". وعبّر الإيرانيون عن رفضهم لتغيير الإسم من خلال استخدام وسم "الخليج الفارسي" باللغتين الفارسية والإنكليزية. ونشر بعضهم خرائط ووثائق تاريخية، مثل خريطة للشرق الأوسط تعود إلى القرن الثامن عشر من مكتبة الكونغرس الأميركي، وخريطة أخرى من متحف الملاحة الوطني في لندن تعود لعام 1663، وكلها تستخدم تسمية "الخليج الفارسي". وشارك كثير من المستخدمين صوراً ومقاطع فيديو دعماً لتسمية "الخليج الفارسي"، وكتبوا: "حتى لو كان بوسع ترامب أن يحدد التسمية التي تستخدمها الولايات المتحدة في وثائقها الرسمية، إلا أنه لا يمكنه فرض ذلك على الدول الأخرى". ورغم أن الوثائق والخرائط التاريخية استخدمت تسمية "الخليج الفارسي" لهذا الممر المائي، فإن بعض الدول العربية بدأت خلال العقود الأخيرة باستخدام مصطلح "الخليج العربي"، وهو ما قوبل باعتراضات شديدة من الإيرانيين. وفي الوقت الحالي، يظهر على خرائط "غوغل" في أميركا الشمالية اسم "الخليج الفارسي"، وتُذكر تسمية "الخليج العربي" بين قوسين. وكانت الحكومة الإيرانية قد هددت بمقاضاة "غوغل" عام 2012 بسبب إزالة اسم "الخليج الفارسي" من خرائطها. أما في تطبيق "آبل"، فيُدرج الإسم "الخليج الفارسي" فقط.


صحيفة الخليج
٢٦-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- صحيفة الخليج
المُضمر والمُعلن في المفاوضات الأمريكية الإيرانية
قبل نحو نصف قرن، شكلت إيران الركيزة الاستراتيجية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، حيث أتيح لطهران لعب أدوار إقليمية وازنة، لجهة حماية المصالح الاستراتيجية لواشنطن. الآن الأمر تحول إلى افتراق وعداء بعد الثورة التي أطاحت نظام الشاه محمد رضا بهلوي، اذ تسارعت موجات العداء إلى حد الاصطدام المباشر في العديد من الحالات. وتشكل اليوم المفاوضات الأمريكية الإيرانية غير المباشرة، مفصلاً جديداً في بيئة العلاقات البينية التي يحاول الطرفان التماس معالمها والبناء عليها، تحت عناوين معلنة كملف البرنامج النووي، الذي لا يعتبر في الحقيقة سابقة في بناء علاقات طهران الإقليمية والدولية، فالبرنامج النووي، سبق وأن بدأ العمل به إبان حكم الشاه وتوقف بعد الثورة، إضافة إلى عناوين مضمرة أو أقله رفض طهران التحدث فيه بصوت عال، كالبرنامج الصاروخي وهو عملياً الأخطر في بيئة المفاوضات القائمة حالياً أو السابقة، علاوة على وسائل القوة التي اعتمدتها إيران في دعم العديد من القوى في غير مكان من الدول العربية. ففي السياقات التاريخية أقدمت واشنطن في العام 1984 بإدراج طهران على قائمة الدول الراعية للإرهاب، حيث أعلن الرئيس جورج بوش في العام 2002، أنّ إيران والعراق وكوريا الشماليّة تُمثّل «محور الشرّ»، وتزامن هذا التصريح مع اتّهامات لطهران بإدارة برنامج سرّي للأسلحة النوويّة. وبعد سلسلة من المحادثات السريّة والمفاوضات المباشرة وغير المباشرة، توصّلت طهران ومجموعة 5+1 (أمريكا، وفرنسا، وبريطانيا، وروسيا، والصين، وألمانيا) في فيينا في تموز(يوليو) 2015 إلى ما سُمّيَ الاتّفاق النوويّ JCPOA الذي وافقت بموجبه طهران على الحدّ من أنشطتها النوويّة مقابل تخفيف العقوبات الاقتصاديّة. إلّا أنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحب من الاتّفاق في مايو/ أيار 2018 وأعاد فرض العقوبات القاسية على إيران، حيث أتى ردّ إيران في مايو/ أيار من العام ذاته بزيادة إنتاج اليورانيوم المخصّب. أمّا إجراءات الرئيس فلم تقف عند الحدود السياسيّة والاقتصاديّة، حيث أعطى بتاريخ 3 يناير/ كانون الثاني العام 2020 الأمر المباشر لتنفيذ عملية اغتيال اللواء قاسم سُليماني وأبو مهدي المهندس. إلّا أنّ تأزّمَ الوضعِ لم يمنع التواصل غير المباشر لاحقًا، حيث عقد الطرفان اعتباراً من إبريل/ نيسان العام 2021 العديد من جولات المحادثات غير المباشرة في فيينا، عُلّقت في خريف العام 2022 بسبب رفض إيران العودة إلى نسبة التخصيب التي حدّدها الاتّفاق النوويّ ب 3.67٪، فيما كانت طهران قد رفعتها إلى 60٪، وفي المقابل رفضت واشنطن رفع العقوبات عن الحرس الثوريّ وشطبه من قائمة المنظّمات الإرهابيّة. تفاقمت العلاقات الأمريكية الإيرانية وبدت شديدة التوتّر في منتصف العام 2023، حيث وصلت قوّات من المارينز إلى الخليج لحماية السفن التجاريّة، مقابل قيام الحرس الثوريّ بنشر طائرات وسفن وصواريخ في جزيرة أبو موسى. إلّا أنّه بعد وساطاتٍ عُمانيّة - قطريّة، تمّ الإعلان بتاريخ 10 أغسطس/ آب 2023 عن التوصّل إلى اتّفاق يقضي بالإفراج عن مليارات الدولارات الإيرانيّة المُجمّدة في كوريا الجنوبيّة وتحويلها إلى أحد المصارف القطريّة مقابل تبادل مُحتجزين بين الدولتيْن. الأمر الذي انعكس إيجاباً على الوضع. ولكن مرحلياً، وتحديداً حتّى السابع من أكتوبر/تشرين الأول و«عملية طوفان الأقصى»، جمدت الصفقة والمحادثات المُحتملة حول العودة إلى الاتّفاق النوويّ، لاسيما في ظلّ تأزّم الوضع في البحر الأحمر بسبب تهديد حركة أنصار الله للسفن الإسرائيليّة. وقد استدعى هذا التطوّر، إلى عقد مُحادثات سريّة غير مباشرة بين واشنطن وطهران في مسقط في يناير/كانون الثاني العام 2024، حيث طلبت الولايات المتّحدة من إيران استخدام نفوذها لوقف هجمات أنصار الله. في الواقع لقد أدى الزلزال السوري وتغيير النظام هناك، إلى تغيير هائل في موازين القوى في المنطقة، الأمر الذي دفع إلى عودة المفاوضات بين الطرفين الأمريكي والإيراني في مسقط، ومن ثم تتابعت في روما، والجديد فيها انطلاقها لاحقاً على مستويين سياسي وتقني عبر لجان متخصصة، ما يعني أن ثمة بيئة قابلة للبناء عليها لاحقاً، وسط رغبة مشتركة للتوصل إلى اتفاق أقله حول البرنامج النووي عبر تدابير تزيل موجات القلق الإسرائيلية وتشرك أطرافاً دولية كروسيا والصين كضمان لإبقاء ما يمكن التوصل إليه، قابلاً للحياة. ثمة عناصر أخرى غير معلنة في المفاوضات الجارية من بينها البرنامج الصاروخي الذي سبق لإيران أن رفضت التحدث فيه في جولات المحادثات السابقة، إضافة إلى دور إيران وبخاصة حرس الثورة في المنطقة ومستوى وكيفية التعاطي مع حلفائها، وهي قضايا تلامس قضايا شديدة الحساسية في الاستراتيجية الإيرانية في المنطقة. من حيث المبدأ، إن ظروف المنطقة المستجدة، دفعت طهران وواشنطن للبحث عن مسارات مشتركة بهدف التوصل إلى تصور أو حل في مهلة محددة مداها أواخر مايو/ أيار القادم. وفي الواقع إن التدقيق في ذلك، يظهر توازي فرص النجاح أو عدمه في التوصل لحلول مقبولة، خاصة أن الفشل سيأخذ المنطقة وربما العالم إلى حروب ونزاعات لن تتوقف عندها، لتشمل بقاع العالم بأسره، وهي ظروف ستكون تداعياتها كارثية على العالم للأسف.


وكالة أنباء تركيا
١٦-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- وكالة أنباء تركيا
التعاون الخفي بين إيران والاحتلال الإسرائيلي.. عداء معلن ومصالح مشتركة خفية (تقرير)
على الرغم من الخطاب العدائي الحاد الذي يتبادله النظام الإيراني والاحتلال الإسرائيلي، والتراشق الإعلامي الذي يصور الطرفين كأعداء لدودين، فإن التاريخ يكشف عن جانب آخر من العلاقة بينهما، تتسم بالتعاون الخفي والمصالح المشتركة التي تجاوزت في كثير من الأحيان الحدود الجغرافية والإيديولوجية. فمنذ قيام الجمهورية الإسلامية في إيران عام 1979 على أنقاض نظام الشاه محمد رضا بهلوي، بدا أن العلاقات بين إيران والاحتلال الإسرائيلي تقوم على ازدواجية واضحة: عداء ظاهري يخفي وراءه تعاونًا عسكريًا واقتصاديًا استمر عبر عقود. وقبل سقوط الشاه، كانت العلاقات بين إيران والاحتلال الإسرائيلي وثيقة بشكل علني، حيث قدم الاحتلال الإسرائيلي أسلحة متطورة ودعماً استخباراتياً لنظام الشاه عبر تعاون بين الموساد وجهاز 'السافاك' الإيراني، إلى جانب تسهيل تصدير النفط الإيراني عبر البحر الأحمر لتجاوز الحظر العربي، وفق العديد من المصادر التاريخية. لكن مع وصول الخميني إلى السلطة، تحولت العلاقة إلى عداء معلن، رغم استمرار التعاون في الخفاء. وفي هذا السياق، كشف الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد، الذي حظي بدعم المرشد الأعلى خلال فترة رئاسته (2005-2013)، عن مفارقة صادمة، حيث أشار إلى أن 'مسؤول مكافحة التجسس الإسرائيلي في جهاز الاستخبارات الإيراني كان في الواقع عميلاً لإسرائيل'، ما يعكس عمق التغلغل والتنسيق بين الطرفين. ومع اندلاع الحرب بين إيران والعراق عام 1980، بدأت تتضح معالم التعاون بين الاحتلال الإسرائيلي وإيران بشكل أكبر. ويرى الباحثون أن واشنطن والاحتلال الإسرائيلي نسقتا سوياً لإدارة هذا الصراع بما يخدم مصالحهما، حيث لعبت صفقات الأسلحة دوراً محورياً في استمرار الحرب. وفي هذا الإطار، قال طاهر أبو نضال الأحوازي، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية لـ'وكالة أنباء تركيا' إنه 'لا يمكن إنكار التعاون السري والمعلن بين إسرائيل والنظام الإيراني، سواء في عهد الشاه أو حتى في ظل الجمهورية الإسلامية، وقد وثقت ذلك تقارير دولية وصحف عالمية كشفت عن صفقات سلاح وتعاون استخباراتي'. ومن أبرز تجليات هذا التعاون كانت في فضيحة 'إيران-كونترا (1985-1987)'، حيث باع الاحتلال الإسرائيلي أسلحة أمريكية لإيران عبر وسطاء، مقابل الإفراج عن رهائن أمريكيين في لبنان، واستخدمت الأرباح لدعم متمردي 'الكونترا' في نيكاراغوا. هذه الصفقة، التي كشفتها مجلة 'الشراع' اللبنانية عام 1986، أثبتت أن المصالح الاستراتيجية تتجاوز الخطاب العدائي، وأن الاحتلال الإسرائيلي كان يسعى لإطالة أمد الحرب لإضعاف كل من العراق وإيران، وهو ما أكده الكاتب السياسي مالك عبيد قائلاً لـ 'وكالة أنباء تركيا'، 'برز الدعم الإسرائيلي العسكري لإيران أثناء الحرب العراقية-الإيرانية بصفقة إيران-كونترا، وكان هدف إسرائيل إضعاف الدولتين، مع خشية أكبر من العراق لقربه الجغرافي وعقيدته القومية القوية'. ولم يقتصر دور الاحتلال الإسرائيلي على توريد الأسلحة إلى إيران، بل تعداه إلى استغلال الحرب لتحقيق مكاسب استراتيجية واقتصادية، فقد سعى الاحتلال الإسرائيلي إلى تقليص القدرات العسكرية والاقتصادية للعراق، وهو ما تجلى في ضربها لمفاعل 'أوزيراك' النووي العراقي عام 1981، مستغلة انشغال بغداد بالحرب مع إيران. وفي هذا الجانب أضاف عبيد في حديثه قائلا 'استغلت إسرائيل انشغال العراق بالحرب لتقضي على حلمه النووي، مما قلّم أظافر القوة العراقية وساهم في استمرار إيران في الحرب حتى أنهكت الدولتين'. اقتصادياً، وجد الاحتلال الإسرائيلي في إيران سوقاً مثالية لتصريف مخزونه العسكري المتهالك، ما أنعش خزينته ووفر فرص عمل لليهود، فضلاً عن الحصول على مساعدات أمريكية لتحديث ترسانته، كما استهدف الاحتلال الإسرائيلي من خلال هذا الدعم تسهيل هجرة اليهود الإيرانيين، خاصة الفنيين، ما أضعف الاقتصاد الإيراني بسبب خروج رؤوس الأموال والكفاءات. وخدمت الحرب بين العراق وإيران مصالح الاحتلال الإسرائيلي بشكل كبير، حيث أحدثت شرخاً في الصف العربي، وانقسمت الدول العربية بين مؤيد للعراق كمصر والسعودية، ومؤيد لإيران كسوريا وليبيا. هذا الانقسام صرف أنظار العرب عن الاحتلال الإسرائيلي كعدو أساسي، وأخرج العراق من دوره كقوة احتياطية وفي عام 1982، استغل الاحتلال الإسرائيلي هذا الوضع لاجتياح لبنان، ما أضعف سوريا ومنظمة التحرير الفلسطينية. وفي هذه النقطة، قال طاهر الأحوازي، إن 'الخاسر الأكبر من هذا التعاون الخفي بين إيران والاحتلال الإسرائيلي هو الدول العربية والإسلامية، خاصة في الخليج والعراق وسوريا ولبنان، حيث استفادت إيران وإسرائيل من تدمير العراق وتقاسم النفوذ بعد احتلاله عام 2003، وتحويل سوريا إلى ساحة صراع'. واستمرت الحرب حتى عام 1988، لكن زيارة وفد أمريكي إسرائيلي إلى طهران حينها، والذي رصدته السفارة السورية وكشفت عنه وسائل الإعلام، عجلت بوقف إطلاق النار بين إيران والعراق، وتوقفت إمدادات الأسلحة من الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة إلى إيران بعد فضيحة 'إيران- كونترا'، ما أجبر إيران على قبول الهدنة. ويؤكد المحللون أن هذا الدعم كان العامل الرئيسي باستمرار إيران في الحرب، حيث استفاد الاحتلال الإسرائيلي من كل دولار دفعه النظام الإيراني لتطوير صناعتها العسكرية وبناء المستوطنات. وحتى بعد الحرب، استمر التعاون الخفي عبر قنوات غير مباشرة، ففي التسعينيات، اشترت إيران قطع غيار لطائراتها من السوق السوداء، بعضها من مصادر إسرائيلية، وفي سوريا (2011-2020)، تجنبت إيران الرد العسكري المباشر على الغارات الإسرائيلية ضد سوريا، ما يشير إلى تفاهمات ضمنية، وتؤكد تقارير غربية حديثة وجود قنوات تواصل سرية بين الطرفين حول ملفات مثل النووي والنفط.