
إيران تردّ بغضب على نيّة ترامب تغيير اسم "الخليج الفارسي"
أثار انتشار أخبار عن نية الرئيس الأميركي دونالد ترامب تغيير اسم "الخليج الفارسي" إلى "الخليج العربي" ردود فعل غاضبة وواسعة من الإيرانيين، سواء من المؤيدين أو المعارضين للنظام، إلى حد دفع ترامب بعد يوم واحد من هذه الردود إلى التصريح بأنه لم يتخذ قراراً نهائياً، وأنه لا ينوي إغضاب أحد.
ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية عن مسؤولين أميركيين أن ترامب يعتزم، خلال جولته المرتقبة التي تشمل الإمارات العربية المتحدة والسعودية وقطر بين 13 أيار/مايو الجاري و16 منه، الإعلان عن أن الولايات المتحدة ستعتمد تسمية "الخليج العربي" أو "خليج العرب" بدلاً من "الخليج الفارسي".
ويُذكر أن ترامب سبق أن استخدم مصطلح "الخليج العربي" في عام 2017 خلال ولايته الأولى، وقد قوبل ذلك حينها باعتراضات وانتقادات شديدة من إيران.
من جانبه، وصف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي القرار بأنه "ذو دوافع سياسية"، معتبراً أنه "يعكس نية عدائية تجاه إيران وشعبها". وأضاف: "اسم الخليج الفارسي، شأنه شأن كثير من التسميات الجغرافية، له جذور عميقة في تاريخ البشرية. إيران لم تعارض يوماً استخدام أسماء مثل بحر عمان، المحيط الهندي، البحر العربي، أو البحر الأحمر. هذه الأسماء لا تعبّر عن ملكية لدولة معينة، بل عن احترام مشترك للتراث الإنساني الجماعي".
وأصدرت بعثة إيران في الأمم المتحدة بياناً قالت فيه إن "الجميع يجب أن يواجه تشويه الحقائق، ففهم التاريخ والجغرافيا أمر ضروري لاتخاذ القرارات، والحقائق لا تتغير بقرارات تُتخذ في المكتب البيضوي".
ردود الفعل لم تقتصر على المسؤولين الحاليين في الجمهورية الإسلامية، إذ وصف رضا بهلوي، نجل الشاه السابق، قرار ترامب بأنه "إهانة للشعب الإيراني وحضارته العريقة"، مضيفاً: "لآلاف السنين، كان الإيرانيون والعرب والغربيون يعرفون هذا الممر المائي الواقع بين إيران وشبه الجزيرة العربية باسمه الحقيقي والوحيد: الخليج الفارسي".
وقد تداول العديد من الإيرانيين على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو للشاه محمد رضا بهلوي، يُظهره وهو يرد على صحافي استخدم كلمة "الخليج" بدلاً من "الخليج الفارسي"، حيث سأله الشاه: "ألم تذهب إلى المدرسة؟ ما الإسم الذي علّموك إياه؟"، فأجاب الصحافي: "الخليج الفارسي". وقد انتشر هذا المقطع آلاف المرات.
أما وزير الخارجية الإيراني الأسبق محمد جواد ظريف، فعلق على الخبر بقوله: "سنثبت للعالم ولسكان البيت الأبيض أن الإيرانيين سيقفون صفاً واحداً في وجه مثل هذه القرارات".
كذلك، نشر مستخدمون آخرون صوراً لشواهد قبور جنود أميركيين كُتب عليها أن مكان مقتلهم عام 1991 كان في "الخليج الفارسي".
وعبّر الإيرانيون عن رفضهم لتغيير الإسم من خلال استخدام وسم "الخليج الفارسي" باللغتين الفارسية والإنكليزية. ونشر بعضهم خرائط ووثائق تاريخية، مثل خريطة للشرق الأوسط تعود إلى القرن الثامن عشر من مكتبة الكونغرس الأميركي، وخريطة أخرى من متحف الملاحة الوطني في لندن تعود لعام 1663، وكلها تستخدم تسمية "الخليج الفارسي".
وشارك كثير من المستخدمين صوراً ومقاطع فيديو دعماً لتسمية "الخليج الفارسي"، وكتبوا: "حتى لو كان بوسع ترامب أن يحدد التسمية التي تستخدمها الولايات المتحدة في وثائقها الرسمية، إلا أنه لا يمكنه فرض ذلك على الدول الأخرى".
ورغم أن الوثائق والخرائط التاريخية استخدمت تسمية "الخليج الفارسي" لهذا الممر المائي، فإن بعض الدول العربية بدأت خلال العقود الأخيرة باستخدام مصطلح "الخليج العربي"، وهو ما قوبل باعتراضات شديدة من الإيرانيين.
وفي الوقت الحالي، يظهر على خرائط "غوغل" في أميركا الشمالية اسم "الخليج الفارسي"، وتُذكر تسمية "الخليج العربي" بين قوسين. وكانت الحكومة الإيرانية قد هددت بمقاضاة "غوغل" عام 2012 بسبب إزالة اسم "الخليج الفارسي" من خرائطها. أما في تطبيق "آبل"، فيُدرج الإسم "الخليج الفارسي" فقط.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى البلد
منذ 20 دقائق
- صدى البلد
رامافوزا مازحا لـ ترامب: آسف لا أملك طائرة لك .. والأخير يرد بجدل حول الإبادة
في مستهل اللقاء الذي جمع بين رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، اليوم الأربعاء، استهل الزعيمان حديثهما بلمحة مرحة حول رياضة الجولف، التي تُعد من اهتمامات ترامب الشخصية والتجارية البارزة. وفاجأ رامافوزا نظيره الأمريكي بإهدائه كتابًا ضخمًا يزن 14 كغ يوثق ملاعب الغولف في جنوب أفريقيا، قائلاً: 'أحضرت لك هذا الكتاب عن ملاعب الغولف في بلادنا'، مضيفا :أنا آسف، لأنني لا أملك طائرة لأعطيك إياها"، في إشارة ساخرة إلى الجدل الأخير حول الطائرة التي قُدمت للرئيس الأمريكي من قطر. ورغم البداية الدافئة، سرعان ما تحوّل اللقاء إلى ساحة حوار دبلوماسي مشحونة بالتوترات حول قضايا شائكة، أبرزها مزاعم "إبادة جماعية" تستهدف المزارعين البيض في جنوب أفريقيا، وهي ادعاءات لطالما روّج لها ترامب وحلفاؤه، بمن فيهم مستشاره إيلون ماسك الذي حضر اللقاء. وعرض ترامب في المكتب البيضاوي مقاطع فيديو توثق مزاعم عن عمليات قتل وتشييع لمزارعين بيض، كما أشار إلى وجود مقبرة جماعية مزعومة دون أن يحدد موقعها، مما دفع رامافوزا للرد متسائلًا: "هل أخبروك بمكانها يا سيادة الرئيس؟"، ليجيبه ترامب: "في جنوب أفريقيا". وفي مواجهة هذه الادعاءات، نفى رامافوزا وجود أي سياسة حكومية تستهدف المزارعين البيض، مؤكدًا أن الجريمة تطال جميع فئات المجتمع، سواء كانوا من البيض أو السود. كما شدد على أن التصريحات التحريضية التي ظهرت في مقاطع الفيديو، والتي تعود إلى زعيم حزب المعارضة "المناضلون من أجل الحرية الاقتصادية"، جوليوس ماليما، لا تعبّر عن موقف الحكومة. وأضاف رامافوزا: "لو كانت هناك إبادة جماعية فعلاً، لما كان أصدقاؤك من جنوب أفريقيا حاضرين معنا هنا". ومن جانبه، حاول ترامب تسليط الضوء على القضية باستخدام مواد أعدها مسبقًا، بما في ذلك صور ومقالات حول ضحايا مزعومين، قائلاً: "نريد الحديث عن هذا"، ما أدخل اللقاء في حالة من الفوضى وسط تدافع الأسئلة من الصحفيين. وفي ختام الجدل، سعى رامافوزا إلى إعادة المحادثات لمسار أكثر إنتاجية، مشيرًا إلى أهمية الشراكة التجارية والتكنولوجية بين البلدين، وداعيًا إلى حوار مغلق بعيدًا عن الكاميرات قد يفضي إلى نتائج إيجابية لكلا الطرفين.


النهار
منذ ساعة واحدة
- النهار
دونالد ترامب الابن: ربما أسعى للترشح للرئاسة يوماً ما
قال دونالد ترامب الابن، وهو الابن الأكبر للرئيس الأميركي، اليوم الأربعاء إنه ربما يسعى للترشح لانتخابات الرئاسة يوما ما. وتلقى ترامب البالغ 47 عاما سؤالا في منتدى قطر الاقتصادي بالدوحة عما إذا كان سيترشح "ويتسلم زمام الأمور" بعد أن يغادر والده المنصب. وقال: "الإجابة هي لا أعرف، ربما في يوم من الأيام... سأكون دائما من أشد المدافعين عن تلك الأشياء"، في إشارة إلى مبادئ تيار "لنجعل أميركا عظيمة مجددا" الذي أسسه والده. وبرزت قوة دونالد ترامب الابن في مجال السياسة، إذ ذكرت رويترز في تشرين الثاني/ نوفمبر أنه كان أكثر أفراد العائلة نفوذا في الفترة الانتقالية حينما كان والده يشكل الحكومة ويستعد للعودة إلى البيت الأبيض. ويعتمد الرئيس الأميركي، الذي يثمن غاليا صفة الولاء، على أفراد عائلته في المشورة السياسية. وذكرت مصادر أن دونالد ترامب الابن ساهم في تعزيز أو تقليل فرص المرشحين للانضمام إلى الحكومة، بما في ذلك دعمه لنائب الرئيس الحالي جيه.دي فانس كمرشح للمنصب خلال الحملة الانتخابية ومنع وزير الخارجية السابق مايك بومبيو من الانضمام إلى الحكومة. وقال ترامب الابن: "أرى أن والدي غير الحزب الجمهوري حقا، أعتقد أنه أصبح حزب أمريكا أولا، و(يتبنى بشدة مبادئ) لنجعل أمريكا عظيمة مجددا". وأضاف: "لأول مرة على الإطلاق، أصبح لدى الحزب الجمهوري بالفعل مجموعة من أشد المؤيدين لسياسة أميركا أولا". وعلى صعيد منفصل قال ترامب الابن اليوم الأربعاء خلال الفعالية نفسها إن مؤسسة ترامب، التي يشغل منصب نائب رئيسها التنفيذي، لا تعمل مع كيانات حكومية. وأبرمت عائلة ترامب اتفاقيات تجارية بمليارات الدولارات في دول الخليج، وهي خطوات يقول الديمقراطيون وغيرهم من المنتقدين إنها قد تفتح الباب أمام التأثير على قرارات الرئيس. وركزت زيارة الرئيس الأميركي إلى السعودية وقطر والإمارات الأسبوع الماضي على إبرام اتفاقيات تجارية كبرى من تلك الدول الغنية بالنفط.


ليبانون ديبايت
منذ 2 ساعات
- ليبانون ديبايت
ترامب الإبن يسعى لخلافة والده... ودخول "الحياة السياسية"
ألمح دونالد ترامب الابن إلى إمكانية دخوله معترك السياسة في المستقبل، وربما السعي لخلافة والده، الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في رئاسة الولايات المتحدة. وفي تصريح لافت خلال مشاركته في منتدى قطر الاقتصادي، نقلته وكالة "بلومبرغ"، قال ترامب الابن: "لا أدري، ربما أسعى في يوم من الأيام إلى دخول الحياة السياسية، وربما خلافة والدي في منصب الرئاسة". وأضاف، "أعتقد أن والدي غيّر فعلًا الحزب الجمهوري، أصبح الآن حزب أميركا أولًا، أو حزب MAGA، أيًّا كان ما تفضّلون تسميته". ورغم ندرة حديثه العلني عن طموحاته السياسية، برز ترامب الابن كلاعب فاعل في الساحة السياسية الأميركية، من خلال مشاركته الفاعلة في الحملات الانتخابية لوالده، وظهوره المتكرر على وسائل الإعلام، فضلًا عن إلقائه خطابًا رئيسيًا خلال المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري. من جانبه، لا يزال ترامب الأب يلمّح إلى احتمال الترشّح لولاية رئاسية جديدة في عام 2028، رغم تحديد الدستور الأميركي بفترتين رئاسيتين فقط، وهو ما يثير تساؤلات قانونية ودستورية في حال سعيه لذلك. وفي الولاية الأولى لترامب، لعبت ابنته إيفانكا وصهره جاريد كوشنر دورًا محوريًا كمستشارين في البيت الأبيض، بينما تراجع حضورهما بشكل ملحوظ خلال الولاية الثانية، في وقتٍ تصاعد فيه نفوذ دونالد الابن داخل الدائرة الضيقة المحيطة بالرئيس. وفي غياب أي منصب رسمي له داخل الإدارة، برز ترامب الابن كرجل أعمال وناشط سياسي محافظ. فقد انضم إلى شركة "1789 كابيتال"، وهي شركة استثمارية أنشأها المستثمر عميد مالك، وتركّز على دعم الشركات ذات التوجهات المحافظة. كما أدى دورًا في دفع ترشيح السيناتور جيه دي فانس لمنصب نائب الرئيس، ضمن جهود الحزب الجمهوري لترسيخ تيار "أميركا أولًا". وخلال كلمته في منتدى الدوحة، توجّه ترامب الابن بإشادة لبيئة الاستثمار في دول الخليج، قائلاً: "الناس هنا يعملون بجد، ولا يتعاملون مع مناخ تنظيمي خانق كما هو الحال في أوروبا الغربية"، في انتقاد لاذع للبيروقراطية الأوروبية. وأشار إلى أنّ البيئة الاستثمارية في الخليج تُعدّ جاذبة لرؤوس الأموال، مقارنة بما وصفه بـ"المناخ التنظيمي المُعقّد" في دول الغرب الأوروبي، في تأكيد على تحوّل اهتمام بعض روّاد الأعمال المحافظين نحو الأسواق الخليجية.