logo
#

أحدث الأخبار مع #روبرتشيلر

كيف تؤثر الغرائز الحيوانية على الاقتصاد
كيف تؤثر الغرائز الحيوانية على الاقتصاد

شبكة النبأ

time٠٦-٠٤-٢٠٢٥

  • أعمال
  • شبكة النبأ

كيف تؤثر الغرائز الحيوانية على الاقتصاد

ما يقوله الناس يحمل في طياته معلومات مهمة كثيرة عن التوجهات الشخصية والاتجاهات العامة الأوسع نطاقا في الاقتصاد. فالمستندات التنظيمية العامة ومكالمات أرباح الشركات تحتوي بالفعل على الكثير من المعلومات القيمة. وبإمكان صناع السياسات والباحثين على حد سواء استخدام لوغاريتمات تعلُّم الآلة المطورة وأدوات معالجة البيانات لتحليل تلك المعلومات... السرديات الاقتصادية سريعة الانتشار ربما تكون الحلقة المفقودة بين الأحاسيس والتذبذبات الاقتصادية. يشكل سرد القصص الاقتصادية عاملا محوريا في كيفية تفسير الأحداث الاقتصادية. فنحن نستدعي أحداث التاريخ الاقتصادي من خلال صور ظلت عالقة بأذهاننا للحشود القلقة في انتظار سحب الأموال من البنوك أثناء فترة الكساد الكبير أو لموظفين اتسمت وجوههم بالحزن وهم يحملون صناديق الكرتون لدى مغادرتهم بنك ليمان براذرز في عام 2008. ونقيس مستوى التضخم بمقارنة مشترياتنا من السلع مع أصدقائنا وأفراد عائلاتنا. ونحاول أن نستوعب تبعات الذكاء الاصطناعي بتوجيه آمالنا ومخاوفنا إلى قصص الخيال العلمي. ولكن هل القصص في حد ذاتها تؤثر على الاقتصاد؟ لقد شغلت هذه الفكرة حيزا في الفكر الاقتصادي منذ فترة طويلة. وكتب الاقتصادي جون ماينارد كينز دراسات مطولة حول دور "الغرائز الحيوانية" -أي الغرائز والأحاسيس التي تؤثر على السلوك- في تحفيز التصرفات الاقتصادية لدى البشر، مثل الإنفاق أو الاستثمار في الأعمال التجارية. وذهب إلى أن هذه الرغبات الجامحة ضمن سلوك القطيع تحتل موضع الصدارة خلال فترات الرواج والركود الاقتصادي. وبالانتقال بهذه الفكرة إلى مفهوم أكثر تطورا، انصب تركيز الاقتصادي روبرت شيلر من جامعة ييل على إجراء دراسة أكثر تفصيلا للسرديات الاقتصادية - أي القصص سريعة الانتقال التي تشكل رؤية الناس للاقتصاد وكيفية اتخاذهم القرارات. ويذهب شيلر في فرضيته إلى أن السرديات الشائعة بالقدر الكافي يمكن أن تصبح سريعة الانتشار وتؤثر على المجتمع بأسره (دراسة Shiller 2020). وقد تكون السرديات الاقتصادية سريعة الانتشار هي الحلقة المفقودة بين الأحاسيس والتقلبات الاقتصادية. ومع ذلك، لا يزال صناع السياسات والباحثون والممارسون على السواء يفتقرون للأدوات الفعالة التي تمكنهم من التعرف على هذه السرديات، وقياس سرعة انتقالها، وتحديد حجم مساهمتها في الأحداث الاقتصادية. وجاءت أولى محاولاتنا لتفهم تبعات السرديات على الاقتصاد الكلي في سياق دراستنا التي صدرت مؤخرا (Flynn and Sastry 2024). فأنشأنا مجموعة أدوات جديدة لقياس السرديات الاقتصادية وتحديد حجمها واستخدمنا هذه الأدوات في تقييم أهمية تلك السرديات في الدورة الاقتصادية في الولايات المتحدة. وتشير النتائج المستخلصة إلى أن هذه السرديات تضطلع بدور رئيسي، كما تثير تساؤلات جديدة حول كيفية وأسباب ظهور مثل تلك القصص وما يمكن أن يفعله صناع السياسات بطريقة مختلفة في مثل هذا العالم. معالجة اللغات الطبيعية حتى نتمكن من قياس حجم هذه السرديات، استخدمنا موارد لم تكن متاحة لكينز، ألا وهي قواعد البيانات النصية الضخمة لما يقوله صناع القرار الاقتصادي، إلى جانب أدوات معالجة اللغات الطبيعية التي يمكنها ترجمة هذه الكلمات إلى بيانات صلبة. وكانت أبرز مجموعات البيانات التي تناولناها في دراستنا هي نصوص المكالمات الجماعية للشركات العامة الأمريكية التي تُعقد في المعتاد كل ربع سنة لاستعراض النتائج المالية، بالإضافة إلى إقرارات النموذج Form 10-K، وهي عبارة عن تقارير تنظيمية ترفعها الشركات سنويا إلى هيئة الأوراق المالية وعمليات البورصة في الولايات المتحدة. وتمثل هذه البيانات بمجموعتيها مخرجات الإدارة العليا لتلك الشركات بحيث لا تقتصر على إبلاغ النتائج المالية للشركات فحسب، بل عرض تفسيراتها أيضا: فهي توفر المعلومات عن كيفية وأسباب تحقيق النتائج الاقتصادية كما تقدم دلالات عن كيفية تفكير الإدارة العليا والمستثمرين بخصوص الاتجاهات العامة الأوسع نطاقا. ولتحديد تلك السرديات، استخدمنا مجموعة متنوعة من أساليب معالجة اللغات الطبيعية، تتراوح بين أساليب بسيطة تستند إلى استخدام المعاجم اللغوية التي تقوم بعملية مسح للتوصل إلى كلمات وعبارات مفتاحية، وأساليب لوغاريتمية أكثر تعقيدا تكتشف موضوعات أقل تنظيما. وتتعلق السرديات التي اكتشفناها بمجموعة متنوعة من الموضوعات، مثل درجة التفاؤل العام لدى الشركات حول المستقبل، أو مدى استبشارها بالذكاء الاصطناعي، أو اعتمادها أساليب تسويق رقمية جديدة. وباستخدام قاعدة البيانات المشار إليها، استطعنا أن نضع نموذجا تجريبيا لمدى قدرة السرديات في التأثير على قرارات الشركات والمنهج الذي تنتشر هذه القصص بمقتضاه في الاقتصاد الأمريكي. صياغة القرارات الاقتصادية خلُصت دراستنا إلى أن الشركات ذات السرديات الأكثر تفاؤلا تميل غالبا إلى تسريع وتيرة التوظيف والاستثمار الرأسمالي. وعلى وجه الخصوص، تزداد وتيرة تعيين الموظفين في الشركة التي تستخدم لغة متفائلة بنسبة قدرها 2,6 نقطة مئوية سنويا مقارنة بالشركة التي تستخدم لغة متشائمة. وهذا التأثير يزيد بدرجة كبيرة عما كان يمكن التنبؤ به من خلال إنتاجية الشركات أو نجاحاتها المالية مؤخرا. وتشكل هذه النتائج تحديا للنظريات الاقتصادية التقليدية التي تفيد بأن تلك الأساسيات الاقتصادية، وما تجسده من توقعات 'عقلانية' للمستقبل، يفترض فيها تفسير القرارات الاقتصادية التي تتخذها الشركات تفسيرا شاملا. ولكن ما يلفت الانتباه أن الشركات ذات السرديات المتفائلة لا ترى عادة ارتفاع عائدات الأسهم أو الربحية في المستقبل وتقدم كذلك تنبؤات مفرطة في التفاؤل إلى المستثمرين؛ مما يعني أن السرديات ليست مجرد أداة لرصد الأنباء الإيجابية عن المستقبل. وعلى هذا الأساس، فإن السرديات المتفائلة والمتشائمة في الشركات على حد سواء تحمل في طياتها السمات الأساسية لنظرية كينز عن الغرائز الحيوانية: أي القوى التي تدفع المديرين للتوسع والانكماش في أنشطة الأعمال، ولكنها تستند إلى الأحاسيس وليس إلى الأساسيات الاقتصادية. وتؤيد البيانات كذلك فكرة أن السرديات تنتشر بسرعة، مثل الفيروسات. وبعبارة أخرى، تميل الشركات غالبا إلى تبني سرديات الشركات النظيرة: فعندما تتبنى شركة ما مزاجا متفائلا أو تبدأ بالتحدث بحماس عن القوة التحويلية للذكاء الاصطناعي، فإن الشركات الأخرى على ما يبدو تحذو حذوها. ويبدو أن الانتقال السريع للسرديات يبدأ داخل مجموعات الشركات النظيرة التي تتنافس في نفس الصناعة ثم تنتشر بعد ذلك على المستوى الكلي. وبالإضافة إلى ذلك، ثمة أثر كبير بصفة خاصة للسرديات التي تنشأ في الشركات الكبرى. وهذا يزيد من إمكانية اعتبار أن الشركات الكبرى هي قادة الفكر في الاقتصاد السردي، بحيث يزيد تأثيرها عما تفترضه القياسات التقليدية للقوة السوقية. التأثير الاقتصادي الكلي لتفسير هذه النتائج، أنشأنا نموذجا اقتصاديا كليا لانتشار السرديات المتغلغلة بين الشركات. ولما كانت السرديات تتسم بسرعة تغلغلها، فإنها تطيل أمد التقلبات الاقتصادية: فحتى الصدمة التي تحدث لمرة واحدة للاقتصاد قد تكون لها آثار طويلة الأمد، لأن المزاج العام السلبي يتغلغل في المجتمع ويعوق النشاط الاقتصادي. ومع تغلغل السرديات بالقدر الكافي بحيث تفوق حدود الانتشار السريع فإنها تتسبب في ظاهرة نطلق عليها اسم امتداد أثر السرديات، حيث يمكن للصدمة التي تحدث لمرة واحدة أن تنقل الاقتصاد إلى فترات مستقرة من التفاؤل أو التشاؤم المحققة لذاتها. وتنشأ في مثل هذه السيناريوهات حلقة من الآثار المرتدة القوية: حيث يدعم الأداء الاقتصادي سردية معينة تعزز بدورها الأداء الاقتصادي. وتؤكد هذه النتائج أهمية القياس في تحديد مدى تأثير السرديات على الاقتصاد على وجه الدقة. ما مدى قوة السرديات المحركة للاقتصاد الأمريكي؟ باستخدام نموذجنا وقياساتنا التجريبية، تشير تقديراتنا إلى أن السرديات تفسر حوالي 20% من تقلبات الدورة الاقتصادية في الولايات المتحدة منذ عام 1995. وعلى وجه التحديد، تشير هذه التقديرات إلى أن السرديات تفسر حوالي 32% من الركود في أوائل العقد الأول من القرن الحالي و18% من الركود الكبير في الفترة من 2008 - 2009. وهذا يتسق مع فكرة أن القصص سريعة الانتقال عن التفاؤل التكنولوجي كانت السبب في حدوث فقاعة الدوت كوم في التسعينات من القرن الماضي وفقاعة الإسكان في أواسط العقد الأول من القرن الحالي. كذلك أدت القصص سريعة الانتقال عن حالات الفشل واليأس إلى انهيارات اقتصادية مقابلة. ورغم ما يبدو من أن المزاج العام للاقتصاد الأمريكي يتذبذب ببطء حول متوسط طويل المدى، فإن السرديات المنفردة - كالتي تدور حول التكنولوجيا الجديدة - تميل غالبا إلى اتخاذ مسار أكثر تقلبا. فحسبما يشير بحثنا، من الأرجح أن تتفوق هذه السرديات الدقيقة على المزاج العام في سرعة انتشارها وقوة تغلغلها في المجتمع بالكامل. وبعبارة أخرى، هناك مجموعة من المخاوف والصرعات سريعة التنقل تساهم في الاستقرار النسبي للمشاعر الاقتصادية الكلية. الانعكاسات على السياسة يشير تحليلنا إلى أن السرديات سريعة الانتقال هي إحدى القوى الدافعة المهمة في الدورة الاقتصادية، لكنه خفف أيضا من قوة هذا الاستنتاج بعدة طرق جوهرية. فليست كل السرديات متساوية في قدرتها على تشكيل الاقتصاد، وقد يعتمد مصير السردية بشدة على اقترانها (المتعمد أو العرضي) مع سرديات أو أحداث اقتصادية أخرى. فكيف ينبغي لصناع السياسات التصرف في اقتصاد مدفوع بالسرديات؟ خلُصت دراستنا التحليلية إلى ثلاثة استنتاجات رئيسية على الأقل، تشير كذلك إلى الاتجاهات المستقبلية للبحوث الأكاديمية والمتعلقة بالسياسة على حد سواء. أولا، إن ما يقوله الناس يحمل في طياته معلومات مهمة كثيرة عن التوجهات الشخصية والاتجاهات العامة الأوسع نطاقا في الاقتصاد. فالمستندات التنظيمية العامة ومكالمات أرباح الشركات تحتوي بالفعل على الكثير من المعلومات القيمة. وبإمكان صناع السياسات والباحثين على حد سواء استخدام لوغاريتمات تعلُّم الآلة المطورة وأدوات معالجة البيانات لتحليل تلك المعلومات. غير أن هناك انعكاسات محتملة أيضا لكيفية جمع الباحثين والحكومات للمعلومات. وقد أدت تطورات علم البيانات إلى زيادة قيمة المسوح الاستقصائية الحديثة التي تسمح للأسر أو الأعمال بتفسير "الأسباب" وراء توجهاتها وقراراتها (دراسة Andre and others 2024). ثانيا، بعض السرديات أكثر تأثيرا وتغلغلا عن غيرها. لذلك، من الضروري تجميع الدراسات الوصفية التي تقيس السرديات مع إجراء تحليل تجريبي لآثارها على القرارات ومدى انتشارها في كافة المجتمعات. ثالثا، السرديات التي ينشئها صناع السياسات قادرة على إحداث تأثير كبير. فنحن لا نعلم سوى القليل نسبيا عما يجعل سردية السياسات قصة اقتصادية عظيمة: لماذا، على سبيل المثال، أصبحت تعليقات ماريو دراغي الارتجالية عن القيام "بكل ما يلزم" بمثابة قصة جاذبة للانتباه بدرجة تفوق التصريحات المماثلة من البنوك المركزية الأخرى؟ إن دراسة الاقتصاد السردي لا تزال في مراحلها الأولى، ولكن التعمق في فهم نشأة السرديات وانتشارها وتبعاتها الاقتصادية يمكن أن يحدث تغييرا كبيرا في كيفية جمعنا للمعلومات عن الاقتصاد وسردنا لوقائع فترات انتعاش وركود الدورة الاقتصادية. * جويل فلين، أستاذ مساعد في الاقتصاد في جامعة ييل. كارثيك ساستري، أستاذ مساعد في الاقتصاد والشؤون العامة في جامعة برينستون.

حسين سلمان أحمد الشويخ كيف تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي على الأسواق المالية الأربعاء 05 فبراير 2025
حسين سلمان أحمد الشويخ كيف تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي على الأسواق المالية الأربعاء 05 فبراير 2025

البلاد البحرينية

time٠٥-٠٢-٢٠٢٥

  • أعمال
  • البلاد البحرينية

حسين سلمان أحمد الشويخ كيف تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي على الأسواق المالية الأربعاء 05 فبراير 2025

أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من بيئة المعلومات المالية، مما أدى إلى تغيير طريقة إنتاج المعلومات المالية واستهلاكها وتوزيعها. وكان لهذا تأثير كبير على الأسواق المالية أيضًا. يقضي المستثمرون جزءًا كبيرًا من وقت فراغهم في مناقشة الاستثمارات، أو القراءة عنها، أو الثرثرة حول نجاحات أو إخفاقات الآخرين في الاستثمار"، كما لاحظ الخبير الاقتصادي المالي والحائز على جائزة نوبل عام 2013 روبرت شيلر في عام 1984. وخلص إلى أن الاستثمار هو أنشطة اجتماعية وبالتالي فإن سلوك المستثمرين، وبالتالي أسعار الأصول، قد يتأثر بالتفاعلات الاجتماعية. على مدى العشرين عامًا الماضية، انتقلت التفاعلات الاجتماعية بشكل متزايد إلى الإنترنت، ومنصات التواصل الاجتماعي، مما أدى إلى تغيير الطريقة التي يصل بها الناس إلى المعلومات حول العالم والتأثير على كل مجال من مجالات الحياة، بما في ذلك التمويل. أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي المالية (مثل StockTwits، وFinTwit، وSeeking Alpha، وWallStreetBets على Reddit) المكان الأساسي الذي يقضي فيه المستثمرون أوقات فراغهم في "المناقشة أو القراءة أو النميمة". في مراجعة حديثة، قام أنتوني كوكسون، الباحث في مجال التمويل السلوكي وأستاذ في جامعة كولورادو، وزملاؤه بتحليل الأدبيات الأكاديمية حول وسائل التواصل الاجتماعي المالية. كسر "احتكار" المعلومات يمكن تصور قوة وسائل التواصل الاجتماعي المالية بناءً على مدى تغييرها للنظام البيئي للمعلومات المالية، والذي كان يهيمن عليه في السابق المنتجون والموزعون والمستهلكون المتخصصون. لقد أنشأ المنتجون "المعتمدون" (المحللون والصحفيون الماليون) الغالبية العظمى من المعلومات المالية، والتي تم توزيعها بشكل رئيسي بين المتخصصين الماليين من خلال عدد صغير من وسائل الإعلام المتخصصة والعلاقات الاجتماعية الشخصية. أدت وسائل التواصل الاجتماعي إلى ظهور فئة كبيرة من المحللين غير المحترفين الذين يتم نشر تحليلاتهم السوقية المنتظمة إلى عدد غير محدود تقريبًا من المستخدمين. إن الوظيفة الأكثر أهمية لوسائل التواصل الاجتماعي بالنسبة للمستثمرين هي أنها جعلت الوصول إلى المعلومات المالية أكثر ديمقراطية، مما جعلها في متناول أولئك خارج القطاع المالي. وفي الوقت نفسه، ومن خلال إزالة الوساطة عن منتجي المعلومات التقليديين وكسر "احتكارهم" لتغطية الأخبار والروايات ذات الصلة، تتحايل وسائل التواصل الاجتماعي أيضًا على ضوابط الجودة التي كانت موجودة مع المنتجين التقليديين، وبالتالي تسهل انتشار المعلومات المزيفة. وهناك نتيجة أخرى هي أن التدفق الهائل للمعلومات الناتج عن ذلك يعني أنه لم يعد من الممكن استهلاك الكثير منها (على سبيل المثال، يقوم مستخدمو WallStreetBets وحدهم بتوليد ما يصل إلى 7 ملايين رسالة شهريًا): حيث يضطر المستثمرون إلى اختيار المعلومات التي يريدون استهلاكها. وعلاوة على ذلك، بدلاً من أن يتولى المحررون في وسائل الإعلام التقليدية تحديد الأخبار والقصص التي سيتم عرضها وبالتالي تحظى بأكبر قدر من الاهتمام، فإن خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي الآن غالباً ما تحدد "الأجندة" من خلال تنظيم شعبية المنشورات. وسائل التواصل الاجتماعي المالية تأسست أول "وسائل التواصل الاجتماعي المالية"، The Motley Fool وYahoo Finance Message Boards، في تسعينيات القرن العشرين. (الأول لا يزال يعمل). وقد حدثت الموجة التالية الأكبر بكثير من ظهور منصات وسائل التواصل الاجتماعي بين عامي 2004 و2010، مع ظهور كل من منصات التواصل الاجتماعي العامة الأكبر حجماً الآن (مثل تويتر) ومنصات متخصصة في المجال المالي مثل Seeking Alpha وStockTwits. مع مرور الوقت، طورت منصتا Reddit وTwitter مكونات فرعية مالية - WallStreetBets (WSB) وFinTwit، على التوالي. تم إطلاق WSB في عام 2013، وفي عام 2012 قدم تويتر "cashtag" (وسم على شكل علامة الدولار - $) للمساعدة في فصل الأخبار المالية عن كل شيء آخر. وبالإضافة إلى المنصات الرئيسية التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها، درس الباحثون تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على التمويل باستخدام بيانات من شبكات التواصل الاجتماعي الصينية Sino Weibo وSnowball وHot Copper الأسترالية. رغم أنه من الصعب قياس محتوى المعلومات بشكل مباشر، إلا أنه من الممكن قياس الروايات والمشاعر التي تحتويها. تظهر الأبحاث أن مشاعر وسائل التواصل الاجتماعي المالية (النغمة "الصعودية" أو "الهبوطية" للمنشورات) تختلف كثيرًا عن تلك الموجودة في وسائل الإعلام المالية التقليدية. تتمتع وسائل التواصل الاجتماعي المالية بمزاج إيجابي واضح - ما يصل إلى 80٪ من الرسائل "الصعودية"، كما يشير مؤلفو المراجعة (تم إظهار المزاج "الصعودي" لوسائل التواصل الاجتماعي في عينات مختلفة: StockTwits، SeekingAlpha ، Twitter). في حين أن وسائل الإعلام التقليدية تميل إلى أن يكون لها نبرة أكثر سلبية (1، 2). وقد يكون الاختلاف هو أن المستثمرين يميلون إلى اللجوء إلى وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على المشورة الاستثمارية، ولأن المستثمرين الأفراد غالباً ما يحتفظون بمراكز طويلة الأجل، فإنهم يركزون على الأسهم التي يشعرون بالتفاؤل بشأنها. ومن ناحية أخرى، فإن وسائل الإعلام التقليدية هي التي يلجأ إليها الناس للحصول على الأخبار. وبما أن وسائل الإعلام تعمل كبوابة للمصالح العامة، فإنها تميل إلى التركيز على ما قد يهدد هذه المصالح، أي على الأخبار ذات التحيز السلبي. ومن المرجح أيضًا أن يفضل القراء الأخبار السلبية، وهو ما يحفز الصحفيين الماليين على تغطية الأخبار ذات التحيز السلبي أولاً. المعتقدات والحالات المزاجية تساعدنا دراسة وسائل التواصل الاجتماعي على فهم كيفية تشكيل المستثمرين للمعتقدات. عادةً ما تعرض شبكات التواصل الاجتماعي المعلومات للمستخدم في شكل مجموعة من الرسائل من الأشخاص الذين قرر متابعة منشوراتهم. ويؤدي هذا إلى ظهور ظاهرة معروفة باسم غرف الصدى - وهي عبارة عن موجزات إخبارية تعكس المعتقدات الشخصية للمستخدم. ومن الطبيعي أيضًا في وسائل التواصل الاجتماعي المالية أن يفضل المستثمرون متابعة أولئك الذين يعبرون عن آراء مماثلة لآرائهم. وهكذا، يتلقى المستثمرون المتفائلون أخباراً أكثر تفاؤلاً وأقل تفاؤلاً من المتفائلين بشأن نفس الأسهم. وهذا يؤدي إلى الخسائر: حيث ترتبط غرف الصدى بتداولات أكثر نشاطًا وعوائد أقل. مع ظهور السهم في موجزات الأخبار الخاصة بعدد متزايد من الأشخاص، يصبح سعره أكثر تقلبًا. ترتبط مثل هذه التغييرات في اهتمام المستخدمين بالأمن بشكل إيجابي بأدائه على المدى القصير، ولكنها ترتبط بشكل سلبي بأدائه على المدى الطويل. إن توفر المعلومات حول التفضيلات الشخصية لمستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي يسمح للباحثين بدراسة أسباب عدم تجانس المشاعر وعواقبها على السوق. على سبيل المثال، وجدت إحدى الدراسات "فجوة حزبية" في معتقدات المستثمرين الأميركيين بشأن جائحة فيروس كورونا، حيث ظل الجمهوريون متفائلين بينما أصبح المستثمرون الآخرون أكثر تشاؤما بشكل ملحوظ. وتوصلت دراسة أخرى، استخدمت أيضًا بيانات أمريكية، إلى أن الاستقطاب الحزبي للمستثمرين خلال فترة كوفيد-19 يفسر حوالي نصف (40%) الفجوة في العائدات بين الأسهم التي يفضلها الجمهوريون والأسهم التي يفضلها الديمقراطيون (كانت العائدات الأولى أعلى). وتخضع قرارات المستثمرين للتحيزات المعرفية، التي تؤثر على أسعار الأسهم، وخاصة العائدات غير الطبيعية (العائد على الأصول مقارنة بمتوسط السوق). ومن بين هذه التشوهات الإسناد الخاطئ، حيث يعزو الناس مزاجهم إلى عوامل خارجية. المزاج الجيد قد يزيد من احتمالية الاستثمار في الأسهم، والمزاج السيئ قد يقللها. وحتى الطقس ونتائج المسابقات الرياضية يمكن أن تؤثر على معنويات المستثمرين، وبالتالي أسواق الأسهم (على سبيل المثال، في الأيام التي تعقب خسارة فرق كرة القدم في البطولات الدولية، تشهد الأسواق الوطنية انخفاضاً). يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أيضًا التأثير على مشاعر المستثمرين، ليس فقط من خلال الرسائل الإخبارية في شكل منشورات، ولكن أيضًا من خلال الإعجابات والصور الميمية على تلك المنشورات. على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي انتشار الميمات ــ الصور الفكاهية التي لا تحتوي على معلومات ذات مغزى أو نصائح استثمارية ــ استجابة للأخبار السيئة إلى الحد من انخفاضات السوق في الأمد القريب: حيث يواصل المستثمرون الاحتفاظ بالأسهم التي تدور حولها الميمات في محافظهم الاستثمارية بدلاً من بيعها. (يتم التصحيح لاحقًا). الثقة والاحتيال في عام 2014، سرب أحد مؤلفي موقع Seeking Alpha 171 مقالة كتبها 20 مؤلفًا حول 47 شركة إلى لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC)، وكانت جميعها تحتوي على معلومات كاذبة بشكل متعمد عن تلك الشركات. أطلقت هيئة الأوراق المالية والبورصات تحقيقًا أدى إلى مقاضاة الشركات والمبدعين، ولكن ليس المنصة نفسها. ومع ذلك، أدت أنباء التحقيق إلى انخفاض في تأثير الشبكة الاجتماعية على نشر المعلومات - انخفاض في حجم التداول استجابة لجميع الأخبار في Seeking Alpha، بما في ذلك الأخبار المشروعة. ويشير هذا إلى أنه على الرغم من أن المنصات لا تتحقق من المعلومات التي تنشرها، فإنها تحظى بثقة المستثمرين، والمعلومات المزيفة تقوض هذه الثقة. توصلت إحدى الدراسات التي استخدمت بيانات من منصة صنف فيها المستخدمون الأسهم على أساس العائدات المستقبلية المتوقعة إلى أن توقعات المستثمرين تشكلت من خلال العائدات الماضية الأخيرة، مما يعني أن المستثمرين استقرأوا الأداء الأخير في المستقبل. بالإضافة إلى ذلك، تتأثر نتائج التوقعات بالأداء السابق ليس فقط للأمن نفسه، بل أيضًا بالأسهم المماثلة الأخرى. ومع ذلك، وجد أن مثل هذه التصنيفات مرتبطة سلباً بالعائدات المستقبلية قصيرة الأجل: حيث تتنبأ الدرجة الأعلى بعائدات أقل. إن المستثمرين المحترفين أقل ميلاً إلى الاستقراء، وإذا أخذوا في الاعتبار العائدات السابقة، فعلى مدى فترة طويلة. وبحسب دراسة استخدمت بيانات شركة Seeking Alpha، فإن 13% فقط من مؤلفي الشبكة الاجتماعية المالية أظهروا مهارات تحليلية عالية: واتباع توصياتهم يحقق عائداً متوسطاً معدلاً للمخاطر يبلغ 61 نقطة أساس. في الأسبوع (بالنسبة لـ 87% المتبقية – بمعدل 6 نقاط أساسية). الإشارات والشركات تدرس الأدبيات المالية إشارات المشاعر في وسائل التواصل الاجتماعي منذ عقد من الزمان على الأقل. تظهر الأبحاث أن المشاعر على StockTwits، على سبيل المثال، مفيدة لحركات الأسعار في اليوم، وعلى Twitter، للتنبؤ بأرباح الشركة. صحيح أن المحتوى المعلوماتي العالي للإشارة عادة ما يهم مزاج المتداولين ذوي الخبرة. ويظل السؤال مفتوحا بشأن ما إذا كانت وسائل التواصل الاجتماعي تساعد أو تضر بكفاءة السوق، وفقا لما ذكره مؤلفو المراجعة. صعود وسائل التواصل الاجتماعي في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين تزامن ذلك مع تحسن في جودة توقعات المحللين على المدى القصير، ولكن ليس في توقعات المحللين على المدى الطويل. يمكن لمشاعر وسائل التواصل الاجتماعي أن تتنبأ بفشل عمليات الاندماج المعلنة بين الشركات، مما يعني أن المعلومات الموجودة على وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تكون مفيدة لاتخاذ القرارات الخاصة بالشركات. ومن بين الشركات، فإن الشركات التي من المتوقع أن تستفيد أكثر من صعود وسائل التواصل الاجتماعي هي الشركات الصغيرة التي عادة ما تتجاهلها وسائل الإعلام التقليدية - ولكن ليس وسائل التواصل الاجتماعي؛ وتؤثر مشاعر وسائل التواصل الاجتماعي بشكل أكبر على أسعار أسهم الشركات الصغيرة. الشركات نفسها ليست سلبية فيما يتعلق بشبكات التواصل الاجتماعي، وغالبًا ما تحتفظ بحساباتها الخاصة عليها للتواصل مع المستثمرين والعملاء. توصل تحليل لحسابات شركات التكنولوجيا على تويتر إلى أن نشر المعلومات المالية يؤدي إلى انخفاض فروق العرض والطلب، مما يشير إلى انخفاض عدم التماثل في المعلومات. علاوة على ذلك، يتم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل متزايد من قبل الشركات لإظهار الموقف الاجتماعي والسياسي لرؤسائها التنفيذيين، مما يؤثر بشكل إيجابي على الطلب على أسهم الشركة وسعرها. إن ما إذا كان المستثمرون يحبون مدير الشركة الرئيسي أثناء خطابه قبل الطرح العام الأولي يؤثر في تقييمهم لقيمة الشركة. التنسيق وتأثير "النجوم" مع تزايد ديمقراطية إنتاج المعلومات، يتزايد خطر نشر وسائل التواصل الاجتماعي لمعلومات غير كاملة أو غير دقيقة أو حتى كاذبة. إن فهم دور وسائل التواصل الاجتماعي في التضليل هو مجال بحثي نشط ومتميز. وبالإضافة إلى إنشاء غرف صدى، يقوم المستثمرون على وسائل التواصل الاجتماعي بمشاركة المعلومات بشكل انتقائي لأغراض إدارة الانطباع، وهو ما قد يؤدي إلى زيادة مستوى "الضوضاء" ويؤدي إلى ارتفاع الأسعار. وقد يكون المستثمرون أيضًا عرضة ليس فقط لاختيار المعلومات الانتقائية، ولكن أيضًا لتفسيرها بشكل انتقائي. ويؤدي هذا على وجه الخصوص إلى ما يسمى بتأثير "التحول التفاؤلي"، عندما لا يقوم المستثمرون، عند تلقي معلومات سلبية بشأن أحد الأصول المفضلة، بمراجعة تقييمهم، بل "يحولون" التقييم السابق المتفائل إلى مستقبل أكثر بعداً. إن الميل إلى تحديث المعلومات بطريقة لا تقوض وجهة النظر السابقة للشخص هو ظاهرة شائعة لم تُلاحظ فقط في وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن مع تطور هذه الأخيرة، قد يصبح هذا التحيز المعرفي أكثر وضوحًا فيها، كما يعتقد مؤلفو المراجعة. لقد لفتت ظاهرة GameStop - وهي عملية ضخ منسقة لأسهم شركة غير معروفة من قبل المستثمرين الأفراد - انتباه الباحثين إلى الدور التنسيقي الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها على الأسواق (1، 2، 3).. يمكن أن تؤثر التفاعلات عبر وسائل التواصل الاجتماعي أيضًا على التسعير في سوق NFT. ومن بين العواقب الأخرى المترتبة على تنسيق وسائل التواصل الاجتماعي إمكانية حدوث تهافت سريع على سحب الودائع من البنوك، مثل ما حدث في بنك وادي السيليكون. في الآونة الأخيرة، أصبح "نجوم" وسائل التواصل الاجتماعي - أصحاب الحسابات التي تحتوي على عدد كبير من المشتركين - هدفًا آخر لاهتمام الباحثين الماليين. عندما يقوم "المشاهير" الذين ليسوا من العاملين في الصناعة المالية بتقديم نصائح مالية، فإن ذلك قد يؤدي إلى معلومات مشوهة. تسلط إحدى الدراسات الضوء على هذه النقطة في سياق سوق العملات المشفرة: حيث يزيد منشور أحد المشاهير حول عملة مشفرة من احتمالية الاستثمار فيها بنسبة 16%، وفي يوم المنشور، تزيد أحجام التداول للعملة المذكورة فيه بنسبة 10%. وتشير دراسات أخرى إلى أن تأييد المشاهير يساعد مصدري العملات على جمع المزيد من الأموال، لكنها لا ترتبط بالنجاح على المدى الطويل، حيث من المرجح أن تكون عمليات الطرح الأولي للعملات المدعومة من المشاهير عبارة عن عمليات احتيال. يمكن تقسيم المجموعة الواسعة من الأبحاث المالية المتعلقة بوسائل التواصل الاجتماعي إلى مجموعتين: واحدة تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي كعدسة للإجابة على أسئلة أوسع نطاقاً حول السلوك المالي (مثل تكوين المعتقدات)، وأخرى تدرس تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الأسواق المالية. لكن في الواقع فإن الحدود بين هذين النوعين من الأبحاث ليست واضحة كما قد تبدو. على سبيل المثال، سواء كان ميل المستثمرين إلى تشكيل غرف صدى على وسائل التواصل الاجتماعي سمة من سمات وسائل التواصل الاجتماعي، أو "خاصية" عامة للأشخاص ستظل موجودة بغض النظر عن التفاعل مع وسائل التواصل الاجتماعي - فإن الإجابة على كلا السؤالين قد تكون إيجابية، كما يقول المؤلفون. يقول أحد المراجعين: "في الواقع، تعمل وسائل التواصل الاجتماعي على تشكيلنا وتعكس جوانب أساسية من أنفسنا".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store