أحدث الأخبار مع #زمزم


روسيا اليوم
منذ 2 أيام
- سياسة
- روسيا اليوم
جهود إقليمية ودولية لإحياء "منبر جدة" التفاوضي بشأن السودان
وقال شريف محمد عثمان، الأمين السياسي لحزب المؤتمر السوداني والقيادي في تحالف "صمود"، في مقابلة إعلامية إن تلك الجهود "قد تثمر" في حال توفرت الإرادة السياسية لدى الطرفين. وأضاف: "لدي معلومات بأن هناك مساعي تبذل لعودة الجيش والدعم السريع إلى طاولة التفاوض عبر منبر جدة". وأشار عثمان إلى أهمية الدور الخارجي، لكنه عاد وشدد على ضرورة أن تضطلع القوى المدنية بدور مباشر في دعم مسار التفاوض، داعيا إياها إلى الضغط على طرفي النزاع من أجل الوصول إلى تسوية سياسية تنهي الحرب المستمرة. كما حذر من تكرار تجربة "السلام الهش"، التي قال إنها لم تفض إلى استقرار دائم في البلاد. المصدر: RT أدانت الإمارات بشدة الهجمات المسلحة على مخيمي زمزم وأبوشوك قرب مدينة الفاشر في دارفور وعلى فرق وكوادر الإغاثة العاملة في المنطقة. دانت السعودية ومنظمة الصحة العالمية الهجمات التي استهدفت مخيمات للنازحين حول مدينة الفاشر في السودان بمنطقتي زمزم وأبو شوك، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى. أعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة المملكة واستنكارها الشديدين للهجوم الذي استهدف المستشفى السعودي في مدينة الفاشر بغرب السودان، وأسفر عن مقتل وإصابة عشرات الأشخاص.


الجزيرة
١١-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- الجزيرة
توثيق ذاتي لمفقودي جرائم الدعم السريع بمخيم زمزم
الفاشر- أين أنت يا هارون؟ سؤال يتردد، يوميا، في ذهن الشاب مبارك بشير النور، وهو يقف أمام خيمته في أحد مراكز الإيواء في مدينة الفاشر غربي السودان ، بعد أن فقد شقيقه الأكبر في هجوم قوات الدعم السريع على مخيم زمزم للنازحين، ليتحول ألمه الشخصي إلى دافع للعمل من أجل الآخرين. لا يمكن لمبارك -كما يقول للجزيرة نت- وصف الألم الذي يشعر به بعد فقدان هارون، "ففي كل ليلة تتجدد ذكرياته في ذهني، وأتمنى لو أعرف مصيره". ويضيف "فقدان قريب تجربة مشتركة مع كثيرين هنا، نحن نساعد أسر الضحايا في البحث عن الحقيقة وإيصال أصواتهم إلى العالم، كل حالة مفقود أو قتيل تُمثِّل جزءا من قصتنا، التي يجب أن تُروى". وانضم مبارك إلى مجموعة من الشبان الذين أسسوا منظمة باسم "هيئة ضحايا الإبادة الجماعية في زمزم"، لتوثيق وحصر عدد القتلى والمفقودين وحالات الاغتصاب، و يعملون لتحقيق العدالة وإنصاف الضحايا عبر المنابر الدولية، حسب توضيحه. توثيق ودعم يقول أحد مؤسسي الهيئة، أحمد حسين هاشم، للجزيرة نت: إنهم تمكنَّوا -حتى الآن- من توثيق نحو101 مفقود و400 قتيل، خلال الهجوم على المخيم، حيث يعملون عبر قاعدة بيانات رقمية "متطورة" بمساعدة متطوعين من داخل السودان وخارجه. ويضيف هاشم، أن عمل الهيئة لا يقتصر على التوثيق فحسب، بل يشمل تنظيم جلسات دعم نفسي للأسر المتضررة وتقديم المساعدة القانونية، والتواصل مع المنظمات الدولية، إضافة إلى بناء شبكة تضامن بين النازحين. ويردف "كل حالة نُوثّقها هي قصة إنسانية، ونحن ملتزمون بمساندة الأسر في البحث عن الحقيقة ومعرفة مصير أبنائهم". ومنذ أن كثَّفت قوات الدعم السريع هجماتها على مخيم زمزم ومدينة الفاشر، قام بعض عناصرها باستعباد العديد من الأشخاص، حسب مراقبين. تروي النازحة حواء جمعة، قصتها المأساوية للجزيرة نت، وتقول إن زوجها وثلاثة رجال آخرين اختطفوا خلال الهجوم الأخير على المخيم، وأُجبروا على العمل رعاة للماشية تحت تهديد السلاح. وتضيف "أُخذوا إلى مناطق نائية قرب بلدة كبكابية، وكانوا يعملون ساعات دون طعام كاف، ولم يكن أمامهم خيار سوى الطاعة أو مواجهة الموت". ولحسن الحظ -تتابع حواء- "تمكَّن زوجي من الهرب بعد اتخاذ قرار جريء، ويقيم الآن في منطقة حدودية داخل الأراضي التشادية مع عدد من اللاجئين". وحسب المتحدث الرسمي باسم النازحين، محمد خميس دودة، فقد وصل عدد قتلى الهجوم على المخيم إلى نحو 1500 شخص، بينما بلغ عدد المفقودين نحو 400. وأضاف خميس دودة للجزيرة نت "الهجوم كان عنيفا، وخلَّف دمارا واسعا في المجتمع، ويجب أن تُسمع أصوات الضحايا، وأن تكون الهيئة التي تشكلت أخيرا صوتهم في هذه اللحظات العصيبة، حيث يعاني المجتمع من وجود قتلى وجرحى ومفقودين وحالات اغتصاب". من جهته، أشار عضو الهيئة، سليمان مختار، إلى وجود ازدواجية معايير واضحة في التعامل مع الحرب في السودان مقارنة بالنزاعات في دول أخرى. وأوضح للجزيرة نت، أن الاهتمام الدولي بالأزمة السودانية يفتقر إلى "الجدية والعدالة"، حيث تُعطى أولوية لبعض الصراعات على حساب أخرى، ما زاد من تهميش القضية السودانية على الساحة الدولية. وأضاف أن بعض الأزمات تتلقى تغطية إعلامية واسعة ودعمًا دوليًا سريعًا، بينما تُترك السودان لمواجهة "مآسيها"، حسب وصفه، وشدد على ضرورة الاهتمام بالهيئة ومناصرتها في كافة المحافل. ومن جانبها، أكدت الناشطة الحقوقية، فاطمة عبد الله، أن هذه "الازدواجية" تمتد إلى مستوى المساعدات الإنسانية، مشيرة إلى أن السودان يعاني "نقصا حادا" في التمويل الدولي المخصص للإغاثة مقارنة بأزمات أخرى تحظى باهتمام أكبر. وأردفت "هذا التفاوت يعني أن الأسر النازحة والمتضررة في السودان تُحرم من الدعم الأساسي، بينما تُخصص موارد ضخمة لأزمات أخرى، مما يعمق الفجوة في تحقيق العدالة". من جانبه، يرى الخبير القانوني محمد إبراهيم نكروما، أن توثيق الانتهاكات المتعلقة بالاختفاء القسري للمفقودين في دارفور يُشكِّل خطوة أساسية نحو تحقيق العدالة. ويقول للجزيرة نت، إن هناك "حاجة ماسة" لتسليط الضوء على هذه الانتهاكات محليا وإقليميا ودوليا للحد من تفشي هذه الظاهرة، ويضيف "بات ضروريا الكشف عن أماكن الاحتجاز ومعرفة مصير المفقودين، لأن معاناة أسرهم لا تقل وطأة عن آلام من فقدوا أحباءهم قتلا". وأكمل نكروما "يجب تقديم هذه المعلومات إلى الجهات القانونية الدولية لضمان محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم. كما أن التعاون بين المنظمات المحلية والدولية يعزز فرص تحقيق العدالة وإنصاف الضحايا". ويشير مراقبون إلى أنه وفي ظل غياب المجتمع الدولي، يلعب المجتمع المدني في السودان دورا حيويا في تعزيز حقوق الإنسان خاصة في دارفور، حيث تعمل منظمات محلية على الرصد والمتابعة وتقديم الدعم للضحايا والنازحين الفارِّين من مناطقهم جرَّاء الحرب. وتقول الناشطة شذى محمد "نعمل على توفير المساعدات الأساسية، ولكننا بحاجة إلى دعم أكبر لنكون قادرين على تلبية احتياجات المجتمع". وأضافت للجزيرة نت، أن تضافر الجهود بين المنظمات المحلية والدولية أمر ضروري لضمان استدامة هذه المبادرات، داعية العالم للتركيز على السودان الذي بات يُمثِّل "أكبر أزمة إنسانية في العالم". إبادة وفي ظل هذا الوضع، يعمل الناشط في مجال حقوق الإنسان، مأمون صالح، على توثيق الجرائم التي ارتُكبت خلال اقتحام المخيم عبر جمع الأدلة، ويقول "نحن لا نحمل السلاح، لكننا نخوض حربا من أجل الحقيقة، يجب أن يعرف العالم حجم الفاجعة التي تعرض لها سكان مخيم زمزم". ويضيف للجزيرة نت، "نتنقل بين الناجين، ونجمع شهاداتهم حيث نعتمد على الهاتف لجمع المعلومات من الناجين والشهود الذين فرّوا إلى مناطق أخرى". ولفت إلى أنهم يكتشفون المزيد من القصص "المفجعة" يوميا، وأن أسرا بأكملها اختفت، وهناك ناجون يعانون من صدمة لا توصف، وأكد أن ما حدث في زمزم ليس مجرد اقتحام للدعم السريع، بل عملية "إبادة ممنهجة" ضد المدنيين، منتقدا الصمت الدولي الذي يفاقم معاناة الضحايا أكثر، وطالب الجميع بتحمل مسؤولياتهم.


وكالة الصحافة اليمنية
١٠-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- وكالة الصحافة اليمنية
السودان: مقتل العشرات من لاجئين وسجناء في دارفور وشمال كردفان بقصف للدعم السريع
قُتل نحو 14 سودانياً من عائلة واحدة، في قصف لقوات الدعم السريع، استهدف مساء أمس الجمعة، مخيم أبو شوك، للنازحين، في إقليم دارفور غرب البلاد، بحسب ما ذكرت مصادر إغاثية. وقالت غرفة طوارئ مخيم 'أبو شوك'، اليوم السبت، إنّ المخيم 'شهد قصفاً مدفعياً عنيفاً من قبل قوات الدعم السريع ما أسفر عن مقتل 14 شخصاً من عائلة واحدة وإصابة آخرين'. ويقع مخيم أبو شوك في مدينة الفاشر بشمال دارفور، التي تشهد هجمات مكثّفة للدعم السريع في الآونة الأخيرة أدت إلى مقتل العشرات ونزوح مئات الآلاف من مخيمات اللاجئين في المدينة. وكانت هجمات 'الدعم السريع' على مخيم 'زمزم' للاجئين بالفاشر في شمال دارفور، في أبريل الماضي، قد أدّت إلى فرار اللاجئين منه إلى المدن المجاورة حتى أصبح 'شبه خال' بحسب الأمم المتحدة، بعد أن كان يقطنه نحو مليون شخص. ووثقت 'تنسيقية لجان المقاومة' في الفاشر في الأسبوع الأخير من أبريل سقوط أكثر من 750 قذيفة 'هاون' وراجمات ودبابات ومدافع ثقيلة في ما وصفته بأنه 'مجزرة دموية بحق مدينة الفاشر وسكانها العزّل'. وبحسب بيانات 'المنظمة الدولية للهجرة' التابعة للأمم المتحدة، 'نزح ما بين 60 و80 ألف أسرة من مخيم زمزم'، بعدما سيطرت 'الدعم السريع' عليه. يُذكر أنّ لمدينة الفاشر أهمية استراتيجية في الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث تُعد المدينة الرئيسية الوحيدة في إقليم دارفور، ذات المساحة الشاسعة التي لا تزال خارج سيطرة 'الدعم السريع'. وتحذّر الأمم المتحدة ومراقبون دوليون من فظائع قد تكون تُرتكب على نطاق واسع في المناطق التي تشهد المعارك بين الطرفين. مقتل 19 سجيناً بقصف 'الدعم السريع' سجناً في مدينة الأبيض في السياق ذاته، قتل 19 شخصاً وأصيب 45 في قصف لقوات الدعم السريع استهدف السبت سجن مدينة الأبيض عاصمة شمال كردفان والواقعة تحت سيطرة الجيش السوداني، بحسب مصدر طبي. وقال المصدر الطبي بمستشفى الأبيض لوكالة 'فرانس برس' إن طائرة مسيرة تابعة للدعم السريع قصفت السجن بصاروخ متسببة في 'مقتل 19 من نزلاء سجن المدينة وإصابة 45 آخرين'. وفجر الخميس الماضي، تعرّضت مدينة بورتسودان شرقي السودان، لهجوم بطائرات مسيرة تابعة لـ'الدعم السريع' لليوم الخامس على التوالي، تصدَّت له المضادات الأرضية للجيش السوداني. ويوم الثلاثاء الماضي، اتهمت السلطات السودانية 'الدعم السريع' باستهداف مستودعات الوقود في الميناء الجنوبي ومطار بورتسودان ومحطة كهرباء من دون تعقيب من الأخيرة. وكان السودان قد تقدم بشكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي ضد الإمارات في شهر مارس الماضي، بسبب دعم الأخيرة لقوات 'الدعم السريع' في مواجهة الجيش السوداني.


صقر الجديان
٠٧-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- صقر الجديان
مفوضية اللاجئين: 20 ألف لاجئ سوداني وصلوا تشاد خلال أسبوعين
الخرطوم – صقر الجديان قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الأربعاء، إن نحو 20 ألف لاجئ سوداني وصلوا إلى شرق تشاد خلال الأسبوعين الماضيين، إضافة إلى أكثر من 10 آلاف آخرين 'يحاولون يائسين عبور الحدود هربا من العنف'. وأعربت المفوضية، في سلسلة منشورات على 'إكس'، عن 'قلقها البالغ إزاء التزايد السريع في أعداد اللاجئين السودانيين العابرين إلى شرق تشاد'. وأضافت: 'وصل خلال الأسبوعين الماضيين فقط نحو 20 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال المنهكين والمصدومين'. وأوضحت المفوضية أن التحركات الأخيرة 'تأتي في أعقاب هجمات وحشية شنتها جماعات مسلحة في (ولاية) شمال دارفور، حيث تسببت هجمات على مخيمات النازحين، بما في ذلك: زمزم وأبو شوك ومدينة الفاشر، في حالة من الرعب على نطاق واسع'. وأشارت إلى أن اللاجئين السودانيين الوافدين إلى تشاد قالوا إن 'أكثر من 10 آلاف شخص لا يزالون في طريقهم ويحاولون يائسين عبور الحدود هربا من العنف'. وفي 13 أبريل/ نيسان الماضي، أعلنت قوات 'الدعم السريع' السيطرة على مخيم 'زمزم' للنازحين بالفاشر بولاية شمال دارفور (غرب)، بعد اشتباكات مع الجيش استمرت عدة أيام، ما أدى لسقوط 400 قتيل ونزوح أكثر من 400 ألف شخص، وفق الأمم المتحدة. وأوضحت المفوضية أن 'العديد من اللاجئين الوافدين حديثًا يفيدون بتعرضهم لعنف شديد وانتهاكات لحقوق الإنسان أجبرتهم على الفرار' من السودان. وتحدث اللاجئون الجدد عن 'مقتل عدد من الرجال وتعرض نساء وفتيات لعنف جنسي، وإحراق منازل بالكامل'، وفق المفوضية الأممية. وطالبت المفوضية الأممية بـ'وجوب توقف الهجمات على المدنيين في السودان، ووجوب توفير ممر آمن للفارين حفاظا على حياتهم'. ودعت إلى 'التضامن والتمويل الفوري لضمان حصول هؤلاء الأشخاص على الحماية والمساعدة التي يحتاجونها'. وقبل أيام، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش، عن 'انزعاجه إزاء الوضع الكارثي المتفاقم في ولاية شمال دارفور السودانية حيث تستمر الهجمات المميتة على عاصمتها الفاشر'. ومنذ 10 مايو/ أيار 2024، تشهد الفاشر اشتباكات بين الجيش والدعم السريع رغم تحذيرات دولية من خطورة المعارك في المدينة، التي تعد مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس. ويخوض الجيش السوداني وقوات 'الدعم السريع' منذ منتصف أبريل 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألف شخص.


الجزيرة
٠٧-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- الجزيرة
هكذا تتبنى الدعم السريع "نموذج الإبادة الجماعية" الإسرائيلي بالسودان
نشر موقع الجزيرة الانجليزية تقريرا للكاتب مات ناشد، شرح فيه أن طرق تنفيذ وتبرير مليشيا الدعم السريع انتهاكاتها، خاصة بدارفور، تشبه طرق وتبريرات إسرائيل، ما دفعه إلى القول "إن الدعم السريع تتبنى النموذج الإسرائيلي"، وهذا ما جاء في التقرير. في 11 أبريل/نيسان، اقتحمت مليشيا الدعم السريع معسكر زمزم للنازحين في شمال دارفور ، حيث أحرقت الأكواخ والمتاجر، وأعدمت المسعفين، وأطلقت النار على المدنيين الفارين. وبحسب مراقبين، قُتل ما لا يقل عن 500 شخص من رجال ونساء وأطفال وكبار سن وهُجّرت مئات الآلاف. أثار ذلك الهجوم غضبا عالميا، مما دفع قوات الدعم السريع إلى تكثيف دعايتها التي روجت لها منذ شهور، بأن معسكر زمزم لم يكن سوى ثكنة عسكرية. وقال مستشار قوات الدعم السريع، علي مسبل، لقناة الجزيرة: "زمزم كانت منطقة عسكرية.. لذلك قررت قوات الدعم السريع أنه ينبغي علينا إجلاء المدنيين"، دون أن يقدم دليلا على ذلك. وأضاف: "لم نكن نريد أن يُصاب المدنيون بنيران متبادلة". واعتبر المحامي السوداني في مجال حقوق الإنسان، رفعت مكاوي، أن تصنيف زمزم كمنطقة عسكرية هو محاولة لتطبيق نفس النموذج الذي تستخدمه إسرائيل لتبرير قصف المستشفيات والمدارس في غزة. وقال للجزيرة: "هذا ليس مصادفة، بل ممارسة متعمدة تهدف إلى تجريد المدنيين من الحماية القانونية من خلال تصنيفهم كمقاتلين أو أدوات حرب". نموذج للإبادة الجماعية خلال الحرب الأهلية السودانية، استخدمت قوات الدعم السريع مصطلحات تنتمي إلى خطاب حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، وهو الإطار القانوني المصمم لحماية المدنيين في أوقات الحرب، لتنفيذ فظائعها. وقد استخدمت إسرائيل هذا النهج سنوات، لتجنب الانتقادات بسبب قتلها واضطهادها الفلسطينيين، بحسب خبراء قانونيين. ومنذ أن شنت حربها على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، كثفت هذا النهج. فإسرائيل تزعم أن المستشفيات في غزة هي "مراكز قيادة وتحكم" تابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مبررة بذلك مهاجمتها، رغم أن القانون الإنساني الدولي يحظر استهداف المرافق الصحية. كما تدّعي إسرائيل أن حماس تختبئ بين المدنيين وتستخدمهم "دروعا بشرية"، لتبرير الهجمات غير المتناسبة والمتعمدة على المدنيين. كما وصفت عمليات التهجير الجماعي بأنها "إجلاءات إنسانية"، رغم أن الناس يُجبرون على مغادرة منازلهم خلال ساعات قليلة للنجاة من القصف الإسرائيلي، إن استطاعوا. وتتهم منظمات حقوق الإنسان وخبراء أمميون إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في حربها التي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 52 ألفا و567 فلسطينيا. ويقول مراقبون محليون وخبراء قانونيون، إن قوات الدعم السريع بدأت تتبنى هذه الإستراتيجية الإسرائيلية. التشابه بين مزاعم إسرائيل والدعم السريع وقال لويغي دانييلي، أستاذ القانون الإنساني الدولي في كلية نوتنغهام للقانون: "إن التشابه بين مزاعم قوات الدعم السريع في السودان ومزاعم إسرائيل في غزة يكشف عن نشوء نموذج يرتكز على الإبادة الجماعية أو الإبادة الجماعية الفعلية". وتتهم الأمم المتحدة طرفي الصراع في السودان -قوات الدعم السريع والجيش السوداني- بارتكاب جرائم جسيمة مثل قتل وتعذيب أسرى الحرب منذ اندلاع النزاع في أبريل/نيسان 2023. لكن منظمات حقوقية تتهم قوات الدعم السريع تحديدا بارتكاب فظائع إضافية، بما فيها الإبادة الجماعية ضد المجتمعات "غير العربية" في دارفور. من الجنجويد إلى خطاب حقوق الإنسان نشأت قوات الدعم السريع من المليشيات "العربية" الرعوية التي عُرفت باسم " الجنجويد" -أي "الجن على ظهر الجواد" باللهجة السودانية- بسبب الفظائع التي ارتكبتها. وظلت قوات الدعم السريع والجيش السوداني متحالفين حتى عام 2021 تقريبا، عندما نفذا انقلابا على الحكومة المدنية الانتقالية بعد إطاحة الرئيس السابق عمر البشير عام 2019. وبعد الانقلاب، وقعت قوات الدعم السريع مذكرة تفاهم مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر لتلقي تدريب على حقوق الإنسان. واليوم، يستخدم قادة قوات الدعم السريع وحلفاؤهم السياسيون مصطلحات حقوقية لتبييض جرائمهم. ففي 8 مارس/آذار، نشر تحالف "تأسيس" -وهو تحالف سياسي مدعوم من قوات الدعم السريع- تغريدة قال فيها: "نقف متضامنين مع النساء السودانيات في محنتهن الأخيرة، حيث واجهن ظروفا مأساوية وتعرضن لانتهاكات مروعة بسبب هذه الحرب الظالمة". لكن التغريدة لم تشر إلى تقارير من " هيومن رايتس ووتش" و" منظمة العفو الدولية" تتهم قوات الدعم السريع بارتكاب اغتصاب واسع النطاق خلال الحرب. وأثناء مداهمة زمزم، أفادت "المبادرة الإستراتيجية للنساء في القرن الأفريقي" -وهي جهة محلية تراقب العنف الجنسي- أن قوات الدعم السريع اختطفت 25 امرأة وفتاة واغتصبت أخريات. وقال المحامي رفعت مكاوي: "ما أراه اليوم في دارفور، وخاصة في زمزم، ليس مجرد انتهاك للقانون الإنساني، بل دليل على تشويهه وتحويله إلى غطاء لارتكاب أفظع الجرائم". إتمام الإبادة الجماعية؟ نشأ معسكر زمزم عام 2003 على بعد 15 كم من عاصمة شمال دارفور، الفاشر ، لإيواء مجتمعَي الزغاوة والفور "غير العربيين" الفارين من العنف في حرب دارفور الأولى. إعلان وقد تعرض هذان المجتمعان إلى مستويات من العنف ترقى إلى الإبادة الجماعية، وطُردوا من أراضيهم على يد الجنجويد المدعومة من الدولة، حتى أصبح زمزم رمزا للفظائع. وسكن في المخيم نحو 350 ألف شخص، وارتفع العدد إلى أكثر من نصف مليون مع تصاعد الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع التي سيطرت على جنوب وشرق وغرب ووسط دارفور أواخر 2023. وفي أبريل/نيسان 2024، حاصرت قوات الدعم السريع مدينة الفاشر والبلدات المجاورة، بعدما انحازت "القوات المشتركة" -وهي تحالف من الجماعات المسلحة "غير العربية"- إلى الجيش. وبسبب العداء التاريخي لقوات الدعم السريع تجاه المجموعات "غير العربية"، خشي المقاتلون من عمليات قتل جماعي إذا استولت القوات على الولاية بأكملها. وقد منعت قوات الدعم السريع وصول المساعدات من أي جهة لا تبايعها، مما أدى إلى مجاعة في زمزم. وبينما كان المدنيون يموتون جوعا، بدأت قوات الدعم السريع تروج لفكرة أن زمزم "قاعدة عسكرية"، تمهيدا لهجومها. وقال مصعب، وهو رجل نجا من المذبحة في زمزم ويعيش الآن في بلدة طويلة المجاورة: "الادعاء بوجود قاعدة عسكرية في زمزم غير صحيح أبدا.. كان هناك أشخاص يقومون بدور الشرطة، لكن لم يكن هناك أي قادة عسكريين". وقال مستشار قوات الدعم السريع، علي مسبل، إن عدد القتلى المدنيين الكبير يعود إلى أن "القوات المشتركة استخدمتهم دروعا بشرية"، دون أن يقدم دليلًا. كما قلدت قوات الدعم السريع تكتيك إسرائيل في تنفيذ عمليات التهجير الجماعية تحت غطاء "الإنسانية". فمنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، دفعت إسرائيل 2.3 مليون فلسطيني إلى مناطق ضيقة تدريجيا، وصفتها بأنها "مناطق آمنة" في غزة. ثم تقصف هذه المناطق أو تجتاحها، وتزعم أنها أصبحت "أهدافا عسكرية" بسبب وجود عنصر من حماس. وقال دانييلي من كلية نوتنغهام: "ما فعلته إسرائيل في غزة في الحقيقة هو إصدار أوامر تهجير جماعي تحت التهديد بالإبادة، وهو إعلان نية ارتكاب جرائم دولية". وفي 11 أبريل/نيسان، نشرت "تأسيس" منشورا على فيسبوك تدعو فيه المدنيين إلى مغادرة زمزم عبر "ممرات إنسانية" إلى بلدات مثل طويلة وكورما. لكن في 27 أبريل/نيسان، ظهر قائد من قوات الدعم السريع في فيديو -تم التحقق من صحته بواسطة وحدة "سند" في الجزيرة- يعلن اعتقال مجموعة من المدنيين غير المسلحين الذين فروا من زمزم عبر أحد هذه الممرات. وقال إن هؤلاء وقفوا ضد "إخوتهم في دارفور" وانحازوا للنخب التقليدية المتمثلة في قبائل "الجلابة العرب" التي تهيمن على الجيش والسلطة في وسط وشمال السودان، وأضاف أنهم قد يقتلونهم "ليكونوا عبرة لغيرهم".