أحدث الأخبار مع #سرفانتس


الغد
١١-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- الغد
فروسية الإعلام الدونكشوتي
هناك مقطع أحب بساطته والفلسفة الكامنة فيه، من رواية "دون كيشوت" للإسباني سرفانتس. تذكرته على خلفية كل ما يحدث، وما لا يجب أن يحدث في زوبعة الموقع "اللندني" ميدل إيست آي. اضافة اعلان لماذا لم تمنعني يا سانشو من مقاتلة طواحين الهواء؟ -حاولت يا دون كيشوت.. حاولت.. لكن الفارس في داخلك لم يسمع ولم ير. -تبا.. وأي فروسية تلك التي تعاني العمى والصمم؟ -بالضبط يا دون.. فروسية تتناسب مع صمم وعمى طواحين الهواء.. لا أكثر. المشكلة عندي ليست في تلك الزوبعة التي أثارها تقرير عابر مجهول النسب في التوثيقات، بل في رد الفعل لدينا في الإعلام الأردني الذي لا ألوم المشتغلين "المهنيين الحقيقيين" فيه من كل هذا العجز في التصدي بالحقائق أمام التضليل. دعونا نتفق أولا على عبثية رفع المواقع الصحفية إلى صف أمامي ودرجة أولى فقط لأنها تعنون نفسها بالصدور من عاصمة أوروبية أو من واشنطن. هذه لعبة انكشفت "وكنا في داخلها مرات عديدة" ويمكن الآن وبتكاليف بسيطة أن يتم إصدار موقع إلكتروني بتصميم راق ووضع عاصمة مثل لندن أو باريس أو سيدني جنوب الكوكب على ترويسته، لكن مطبخه الحقيقي قد يكون في جيبوتي مثلا.. أو الدوحة ( أيضا مثلا). و "عين الشرق الأوسط" أو ميدل إيست آي، تسمية ماكرة منذ البداية تمنح الانطباع "بالرقابة المحايدة"، وهذا غير صحيح. ولا توجد مؤسسة إعلامية في العالم كله يمكن لها أن تثبت أنها محايدة على الإطلاق. أما الموضوعية، فتلك جدلية أكثر مكرا، ويمكن أن تدعي مؤسسات كثيرة الموضوعية والتفاصيل "غير الموضوعية" يمكن التلاعب بها في مطبخ التحرير دوما. "عين الشرق الأوسط" موقع إخباري يدعي انه مستقل ماليا، وهو أمر صحيح شكليا، إلا أن الرواتب والتكاليف التي يتكبدها الموقع ومؤسسته المالكة تحتاج إدارة ذكية لتدبيرها وتوفيرها، وهذا يحتاج مديرا للمؤسسة المالكة مثل الموجود فيها وهو رجل أثبت نجاحاته الإدارية سابقا في مؤسسة قناة الجزيرة كمدير سابق للتخطيط والموارد البشرية فيها(!). المادة مثار الجدل، كانت ناقصة حسب أصول المهنة والاحترافية، لكن عبارة "موقع لندني" قد تكون حيلة جيدة وقنبلة دخانية مناسبة للتعمية أمام القارئ العادي الذي تبهره العواصم الغربية "ومصداقيتها" التي لا بد حسب الانطباع أن تكون فوق الشبهات. ربما يكون هذا درس "جديد ومكرر" لنا في كل مستويات الدولة الأردنية لإعادة تأهيل الجسم الإعلامي للدولة رسميا وأهليا، والدفع بالمحترفين المهنيين الحقيقيين إلى الواجهة والتخلص من حمولة "الطارئين" والدكاكين وكتبة الإنشاء المدرسي. ليس معقولا أن يهز الدولة تقرير صحفي "ناقص" لو كان إعلام الدولة "كله" بصحة جيدة. لكن إعلامنا فيه فروسية عمياء وصماء تحارب طواحين هواء عملاقة لا أكثر.


مراكش الإخبارية
٢٦-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- مراكش الإخبارية
تقديم النسخة المزدوجة عربي/إسباني لكتاب « حكايات الضفتين » في مراكش
نظم المعهد الإسباني « سرفانتس » بمراكش بالتعاون مع « بيت المتوسط » (كازا ميديترانيو)، جلسة أدبية لتقديم النسخة المزدوجة عربي/إسباني لكتاب « حكايات الضفتين » (Cuentos de las dos orillas)، للكاتبة الإسبانية كونتشا لوبيز ساراسوا والمترجم المغربي مزوار الإدريسي. وعرف هذا اللقاء الثقافي، المنظم بمناسبة اليوم العالمي للكتاب، مشاركة آنا كريس بايدال، ابنة الكاتبة، وناتاليا مولينوس ممثلة « بيت المتوسط »، برفقة مدير المعهد الإسباني بمراكش ميغيل أنخيل سانخوسيه وأستاذ جامعي ومعلمين وطلاب سرفانتس. ويضم هذا العمل الأدبي تسع حكايات موجهة بالأساس إلى الأطفال، أبطالها أطفال من ضفتي البحر الأبيض المتوسط، يتقاطعون عبر روابط إنسانية وثقافية تنسجها الكاتبة بخيال خصب، وشخصيات أسطورية، وكائنات بحرية. ويهدف الكتاب إلى تعزيز التقارب بين شعوب شمال وجنوب المتوسط، مستحضرا رؤية الكاتبة التي عاشت لأكثر من عشرين سنة في المغرب، وكرست جزء كبيرا من أعمالها لهذا الحوار الثقافي بين الضفتين. وقد كرست كونتشا لوبيز ساراسوا (1932-2021) مسيرتها الأدبية للتعريف بالثقافة المغربية، وسعت من خلال أعمالها إلى تعزيز التفاهم بين إسبانيا والمغرب، مع اهتمام خاص بعالم الطفولة، ومن بين منشوراتها « نداء المؤذن »، « عن ماذا كنتم تبحثون في مراكش؟ »، « الخنجر التركي ».


المصري اليوم
٢٢-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- المصري اليوم
ترجمات.. «أوكتافيو باث».. يتعمق في الحب والإثارة في كتابه «اللهب المزدوج»
«أوكتافيو باث» شاعر وكاتب ودبلوماسى مكسيكى بارز، اشتهر بإسهاماته العميقة فى الأدب والفكر فى القرن العشرين، وسرعان ما رسخ مكانته فى الأوساط الأدبية العالمية، وتجاوزت كتاباته حدود وطنه، وعكست التأثيرات الثقافية لسنواته فى الخارج. وهو الأهم بين شعراء الحداثة فى أمريكا اللاتينية؛ وقد فرض نفسه على النقد الأوروبى والغربى عامة، بوصفه رائدًا من روّاد التجديد الشعرى على مستوى عالمى، إنتاج «أوكتافيو باث» كان غزيرًا، إذ تجاوز الأربعين مجلدًا من الشعر والمقالات، وتُرجم العديد منها لعشرات اللغات. تأثر شعر «باث» فى بداياته بالماركسية والسريالية والوجودية، بالإضافة إلى ديانات مثل البوذية والهندوسية. وقد أُشيد بقصيدته «حجر الشمس» التى كتبها عام 1957 باعتبارها مثالًا رائعًا للشعر السريالى فى خطاب تسليمه جائزة نوبل للأدب عام 1990. نظراً لما تميزت به كتاباته بلغة عاطفية واسعة الآفاق، وما تميز به أسلوبه بذكاء حسى ونزاهة إنسانية، ولذا جاءت جائزة نوبل تكريمًا لأعماله الأدبية الغزيرة التى ما تزال تلقى صدىً لدى القراء فى جميع أنحاء العالم. توفى «باث» عن عمر يناهز الـ 84 عامًا فى19 أبريل عام 1998، تاركًا وراءه إرثًا ثقافيًا بارزًا أسهم فى تشكيل الشعر والفكر المعاصرين. وُلد أوكتافيو باث فى 31 مارس 1914 بمدينة مكسيكو، المكسيك، لعائلة مرموقة كان والده صحفيًا سياسيًا نشيطًا، انضمّ، مع مثقفين تقدميين آخرين، إلى الانتفاضات الزراعية التى قادها إميليانو زاباتا، قائد الثورة الشعبية 1911. كان جده مثقّفًا ليبراليًا بارزًا، وبفضل مكتبة جده الوافرة، انخرط باث فى الأدب مبكرًا.. بدأ كتابة الشعر فى سن المراهقة، وظهرت بدايته الأدبية بمجموعة «قمر جامح» عام 1933. وخلال رحلة إلى إسبانيا عام 1938، انخرط فى الحرب الأهلية الإسبانية. عاد إلى المكسيك، وأصبح أحد مؤسسى مجلة «تالر»، وهى مجلة أشارت إلى ظهور جيل جديد من الكتاب فى المكسيك. وفى عام 1943 سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية بمنحة جوجنهايم، حيث انغمس فى الشعر الحديث الأنجلو أمريكى؛ وبعد عامين، انضم إلى السلك الدبلوماسى المكسيكى وأُرسل إلى فرنسا، حيث كتب دراسته الأساسية للهوية المكسيكية، وخلال هذه الفترة نشر العديد من الدواوين الشعرية والنثرية، أهمها «متاهة العزلة» (1950) وهو مجموعة مقالات يحلل فيها التاريخ والثقافة المكسيكية. أصبح الكتاب قراءة قياسية لطلاب تاريخ وأدب أمريكا اللاتينية. وفى عام 1962، عُيّن باز سفيرًا للمكسيك فى الهند: وهى لحظة مهمة فى حياة الشاعر وعمله، كما تشهد على ذلك العديد من الكتب التى كتبها خلال إقامته هناك. فى عام 1968، استقال من الخدمة الدبلوماسية احتجاجًا على قمع الحكومة الملطخ بالدماء للمظاهرات الطلابية فى تلاتيلولكو، خلال دورة الألعاب الأوليمبية فى المكسيك. ومنذ ذلك الحين واصل باز عمله كمحرر وناشر، حيث أسس مجلتين مهمتين مخصصتين للفنون والسياسة. فى عام 1980 تم تعيينه دكتورًا فخريًا فى جامعة هارفارد. ونال باث العديد من الجوائز جائزة سرفانتس فى عام 1981 - وهى أهم جائزة فى العالم الناطق بالإسبانية - وجائزة نيوستادت الأمريكية المرموقة فى عام 1982. «اللهب المزدوج» صدر فى عام 1993، وهى سلسلة من المقالات، يستكشف فيها باث الحدود بين الحب والجنس. مُسجِّلاً أصولهما وأبعادهما ببصيرةٍ شعريةٍ وعمقٍ فلسفى. يغوص هذا العمل الرائد فى التوازنِ الدقيقِ بين الشغف والرفقة، مُتتبعاً تطور الروابطِ الإنسانيةِ من الأساطيرِ القديمةِ إلى ديناميكيات العلاقاتِ الحديثة. يكشف عن تأملاتٍ تاريخية وثقافية وشخصية. دراسة مطولة ونقاش يأخذنا فيها باث فى رحلة متعمقة عبر تاريخ الحب الغربى. كما يُسلّط الضوء على أهمية الثقافة العربية خلال ما يُسمى بالعصور المظلمة، ويسافر إلى اليونان القديمة والإسكندرية وروما، ويوثّق ظهور وتراجع الشعر والثقافة البروفنسية خلال العصور الوسطى. يختتم تحليله فى العصر الحديث. يدرس التقاليد الفلسفية والأدبية لكل فترة، ويتناول أحيانًا قصائد معينة من حيث علاقتها بالإيروتيكية والحب. يتعمق باث فى تطور الحب عبر التاريخ، مُلقيًا الضوء على تحولاته من العصور القديمة إلى الحديثة. يوضح «اللهب المزدوج» كيف تُشكّل السياقات التاريخية والثقافية فهمنا وتجربتنا لإحدى أكثر القوى البشرية تأثيرًا. كما يتعمق فى التقاء إيروس وسايكى فى العلاقات الإنسانية، مُسلِّطًا الضوء على الجوانب الثنائية للحب، حيث يتشابك الانجذاب الجسدى والرابط الروحى. ويناقش تصوير الحب والإثارة فى الفن والأدب بغنى وتنوع جوانبهما، مسلطًا الضوء على كيفية انعكاس هذه الوسائط الثقافية وتشكيلها لفهمنا لهذه المشاعر المعقدة عبر التاريخ. ويؤكد باث أن الفن والأدب بمثابة مرآة للمجتمع، إذ يجسدان تطور مفاهيم الحب والإثارة عبر مختلف العصور والمناخات الثقافية. يُحلل أوكتافيو باث نقديًا تأثير الحداثة على الحب والتواصل الإنسانى. لقد غيّرت التطورات التكنولوجية والتحولات المجتمعية جذريًا طريقة إدراك الناس للحب والتعبير عنه فى عصرنا الحالى. وقد أتاحت هذه التغييرات فرصًا وتحديات، وأعادت تعريف العلاقات الرومانسية والألفة العاطفية. يُتوج استكشاف أوكتافيو باث للحب والإيروس فى قدراتهما التحويلية، للأفراد والمجتمعات على حد سواء. ومن خلال تحليله الدقيق لمختلف جوانب الحب - من تطوره التاريخى إلى تصويره فى الفن والأدب والفلسفة - يُثبت باث أن الحب ليس مجرد ضرورة بيولوجية، بل هو قوة عميقة قادرة على تشكيل الوجود الإنسانى وإعادة تعريفه. من خلال «اللهب المزدوج»، يترك أوكتافيو باز للقراء فهمًا دقيقًا لحقيقة أن الحب، بكل أشكاله وتعبيراته، هو قوة تحويلية ذات قدرة عميقة على تنوير وإثراء الوجود الإنسانى، مما يجعله جزءًا خالدًا لا غنى عنه من التجربة الإنسانية.


مراكش الإخبارية
١٢-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- مراكش الإخبارية
الكاتب الإسباني مانويل كاهيتي والمترجمة المغربية سلمى متوكل يقدمان بمراكش كتاب « طريق وليلي »
يعقد المعهد الإسباني « سرفانتس » بمراكش، يوم الإثنين 14 أبريل الجاري، في إطار برنامج « الجامعة »، مختارات شعرية بعنوان « طريق وليلي » (Sentier de Volubilis) وترجمتها إلى اللغة العربية، خلال لقاء مع المؤلف الإسباني مانويل غهيتي والأستاذة والمترجمة المغربية سلمى متوكل. ويقدم كتاب « طريق وليلي »، الذي صدر في طبعة ثنائية اللغة عن دار « ديوان مايريت »، رحلة شعرية بين الأندلس والمغرب، تستكشف الذاكرة والهوية والثراء الثقافي المشترك. وعن مانويل غاهيتي (فوينتي أوبيجونا، 1957)، فهو شاعر وكاتب مقالات وأكاديمي ومؤلف شعر، فاز بالعديد من الجوائز الأدبية وترجمت أعماله إلى العديد من اللغات، حصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة والآداب من جامعة قرطبة ودرجة الدكتوراه في العلوم التربوية من جامعة غرناطة، وهو نائب رئيس الأكاديمية الملكية في قرطبة ورئيس الجمعية الجامعية للكتاب الإسبان في الأندلس، وقد تم تكريم مسيرته الأدبية وعمله الثقافي بالميدالية الذهبية من أثينيوم قرطبة، وجائزة الشعر من مدينة كابرا، وجائزة آنا ماريا دي سوتو من وفد الدفاع الفرعي في قرطبة وجائزة ابن رشد دي أورو من مدينة قرطبة في الأدب. أما سلمى متوكل فهي أستاذة وباحثة ومترجمة، حصلت على شهادة الإجازة في فقه اللغة الإسبانية من جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، وشهادة الدكتوراه في اللغة والأدب الإسباني من جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، وقد قامت بترجمة أعمال مؤلفين بارزين مثل إيدا فيتالي، ألفارو موتيس، خوسيه ساريا، فرناندو فالفيردي، مانويل غاهيتي، وغيرهم، وهي حاليا أستاذة في جامعة القاضي عياض بمراكش، ومعلمة اللغة الإسبانية في المدارس الثانوية العمومية المغربية، ومستشارة في مركز التربية والتكوين لافتتاح اليوسفية، ومتعاونة في معهد « سرفانتس » بمراكش.


جو 24
٠٤-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- جو 24
هآرتس: نتنياهو يحاول جرّنا نحو الهاوية.. والخناق السياسي يشتدّ حول عنقه #عاجل
جو 24 : هآرتس * شهدت نهاية الأسبوع وضعاً لا يمكن فهمه، مع سلوك مجنون يشبه التنمر على الساحة الدولية (الضربة القاضية التي وجّهها دونالد ترامب إلى فولوديمير زيلينسكي أمام أعين العالم)، ومع سانشو بانشا [بطل رواية دون كيشوت للكاتب سرفانتس] في القدس الذي بدلاً من أن يمدّ يد السلام إلى أحمد الشرع، الزعيم الجديد لسورية، ودعوته إلى قمة تاريخية في القدس، والانضمام إلى المحور السنّي المعتدل، رأينا نتنياهو يهاجمه بكل الطرق، من خلال هجمات سلاح الجو بالقرب من دمشق ودرعا؛ وتهديده مع كاتس بعدم التجرؤ على المسّ بدروز مدينة جرمانا القريبة من دمشق. كل هذا بموجب "الالتزام" حيال الدروز في إسرائيل (استناداً إلى قانون القومية)، هذا على الرغم من أن الدروز السوريين لا يطلبون "خدمات" من إسرائيل في مواجهة الحكم المركزي في سورية؛ كذلك، يُحكم الجيش الإسرائيلي قبضته على المناطق التي يسيطر عليها في سورية، بخلاف ما ينص عليه القانون الدولي؛ ونرى داني كوشمارو [مقدم برامج تلفزيونية] يتزلج مع متسلقي الجبال على قمة جبل الشيخ، بموافقة الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي والسلطات العليا. وفي الخلفية، هناك التقارير التي تتحدث عن مساعدة إسرائيل للأكراد في شمال سورية في مواجهة التهديد التركي، في حين تفضل إسرائيل استمرار الوجود الروسي في سورية، بدلاً من موطىء قدم أكثر عمقاً لتركيا (على الرغم من مناشدة ترامب في هذا المجال!) من الواضح أن سيد البيت أصابه الجنون، ويبحث عن احتكاك عنيف بأيّ ثمن! وهذا ما يجري أيضاً في قطاع غزة: لو كان نتنياهو زعيماً حقيقياً، لاحترم الاتفاق الذي وقّعه رجاله في الدوحة، وأنهى المرحلة الأولى. بحسب الاتفاق، كان يجب أن يأمر الجيش الإسرائيلي بالانسحاب من محور فيلادلفيا في 1 آذار/مارس. لكنه تجاهل ذلك بفجاجة مطلقة تشبه أسلوب ترامب، وربط رفضه بعدم موافقة "حماس" على قبول "مخطط ويتكوف" (أي خطة نتنياهو بغلاف ويتكوف) الذي يقترح "هدوءاً في الأعياد، في مقابل تحرير مزيد من المخطوفين"، أي الإفراج عن الأسرى "بالتنقيط"، على طريقة "السلامي"، من أجل إرضاء الجمهور وبعض العائلات (وخلال هذا الوقت، سيزداد الجدل بشأن مَن يصنَّفون حالات إنسانية يجب تحريرهم ومَن سيظل قابعاً في الأنفاق) - وطبعاً، كسب مزيد من الوقت. إن فكرة تمديد المرحلة الأولى (المرحلة الأولى-2) فكرة مستحسَنة لو كانت ستوفر الوقت لمناقشة المرحلة الثانية، وتؤدي إلى إطلاق كل المخطوفين دفعة واحدة، خلال أسبوع، أو عشرة أيام، أو بالتدريج، خلال شهر، لا أكثر. لكن نتنياهو لم يكن ينوي الوفاء بالالتزامات المطلوبة منه (الانسحاب من القطاع كله وإنهاء الحرب)، لذا، فإن وجهته هي نحو استئناف القتال بحجة واهية وكاذبة، مفادها أن الضغط العسكري سيعيد المخطوفين. فهو يعتقد فعلاً أن الجمهور غبي، ولا يفهم ثمن هذه المخاطرة ("القتل" غير الضروري للمخطوفين، ولمزيد من الجنود). في خلاصة الأمر، بدأ الخناق السياسي يشتد حول عنق نتنياهو. وكل أفعاله هذه هي محاولة يائسة للتحرر من ذلك. ومثلما هو معروف، كلما بذلنا جهداً أكبر للتخلص من هذا الخناق، كلما ازداد شدة. وبدلاً من التصرف كزعيم عاقل والحرص على 59 مخطوفاً ما زالوا في غزة (24 منهم في قيد الحياة!)، وإنهاء مسيرته السياسية بطريقة محترمة، فإن رئيس الحكومة يقرر "الانتحار" وجرّنا جميعاً إلى الهاوية. نحن مُجبرون على إيقافه. * يوسي بن آري تابعو الأردن 24 على