أحدث الأخبار مع #سلطان_باشا_الأطرش


البيان
٢٠-٠٧-٢٠٢٥
- سياسة
- البيان
حدث وتاريخ .. 21 يوليو
1798 - هزيمة المماليك أثناء الحملة الفرنسية على مصر بقيادة نابليون بونابرت. 1925 - اندلاع الثورة السورية الكبرى بقيادة سلطان باشا الأطرش ضد الانتداب الفرنسي. 1969 - رائد الفضاء الأمريكي نيل آرمسترونج أول إنسان يحط على سطح القمر. 2020 - إثيوبيا تُعلن عن اكتمال المرحلة الأولى من ملء خزان سد النهضة.


الميادين
١٨-٠٧-٢٠٢٥
- سياسة
- الميادين
بعد أحداث الساحل والسويداء... هل أصبح تقسيم سوريا أمراً واقعاً؟
لا يلبث الحديث عن مخططات تقسيم سوريا يخبو ويخف وهجه، حتى يعود ليطفو على السطح من جديد مع كل محطة مفصلية في تاريخ هذا البلد... هذه المخططات التي يجري ترويجها تُنسب غالباً إلى جهات خارجية، إقليمية أو دولية، تعمل على تكريسها من خلال الاضطرابات والقلاقل، خدمة لمصالحها، لكننا لم نسمع من أي جهة معتبرة داخل سوريا أي دعوة للتقسيم، إلا في الأشهر القليلة الماضية، والتي أعقبت سقوط النظام السابق. وربما يرجع ذلك إلى أن السوريين على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم الطائفية والمناطقية كانوا يرفضون أي طرح للتقسيم، ويؤمنون بالتعايش في كنف دولة واحدة موحدة، وقد كان خير تجسيد لهذا الشعار هو النضال الذي خاضه السوريون بعد إعلان الانتداب الفرنسي على بلدهم في بداية عشرينات القرن الماضي، وسعيه لحكم سوريا من خلال تقسيمها إلى 4 كانتونات، اعتمد في تقسيمها على البعد الطائفي فقط، وهو كان أول تقسيم من هذا النوع، حتى التقسيمات الإدارية المتعددة في عهد العثمانيين لم تقم على أي أساس طائفي، بل تبعاً لمصالح الدولة ورؤيتها الاقتصادية والاجتماعية، أو للتغيرات السياسية... التقسيم الفرنسي لسوريا سعى لأول مرة إلى تكريس الانتماء الطائفي كحالة استقلالية، وتعزيزه لدى المكونات الطائفية، كمحاولته إغراء الدروز لتأسيس دولتهم في السويداء من خلال امتيازات متعددة، أو إغراء الشيعة بمحاكم شرعية خاصة بهم، أو محاولة شراء تجار حلب ودمشق وإغرائهم بالمناصب. لكن رفض المكونات جميعاً للتقسيم ولإجراءات الانتداب كلها، جعل السوريين بكل مكوناتهم يثورون عليه، وهنا يسجل لأبناء المكونات التي باتت اليوم تسمى (أقليات) أنهم كانوا سباقين للثورة على المحتل ورفض مخططاته، ومن هنا قاد سلطان باشا الأطرش من جبل العرب الثورة السورية ضد الاحتلال، ولاقاه صالح العلي من جبال الساحل، وبالطبع كان لقيادات الثوار في دمشق وأعيانها، وكذلك لإبراهيم هنانو في حلب دورهم المركزي الفاعل. حتى الأمس القريب كان السوريون يفتخرون بأجدادهم لرفضهم الاحتلال ومخططاته التقسيمية، لكن الأحداث التي شهدناها في الأشهر القليلة الماضية رفعت من منسوب مطالبات شعبية من قبيل (التقسيم، الإدارة الذاتية، الحماية الدولية…)، وبات الكثيرون لا يجدون حرجاً في طرح التقسيم، حتى من بعض من يرون أن السلطة الحالية في دمشق تمثلهم. ورغم أن جميع الخطابات السياسية في سوريا، من النظام وحتى من معارضيه، لا تزال تُصرّ على الحديث عن "سوريا الواحدة الموحدة" والتمسك بالوطن الواحد، إلا أن الواقع على الأرض يشي بانقسام يتجاوز الجغرافيا إلى الطوائف والهويات. كما أن بعض الأفعال والقرارات تشي بأن البعض ومن دون أن يعي يدفع الآخرين باتجاه طلب التقسيم. فمع المجازر البشعة التي شهدها الساحل في آذار الفائت، واندلاع المواجهات في السويداء التي شهدت حوادث قتل وإعدامات وإهانات، بات من المشروع طرح السؤال: هل أصبح التقسيم أمراً واقعاً في سوريا، حتى وإن لم يُعلن رسمياً؟ النظام السوري الحالي لا يفوّت فرصة لتأكيد تمسكه بوحدة البلاد وسيادتها، كما أن حرصه على فرض سلطة الدولة على الساحل السوري وسحب السلاح من مختلف المناطق، ومحاولة إعادة مؤسسات الدولة إلى السويداء، وأيضاً مفاوضاته مع الكرد، يشي كل ذلك بحرصه على الحفاظ على وحدة البلاد. لكن السياسات التي يتبعها تُظهر تناقضاً بين الخطاب والممارسة. ففي الوقت الذي تروّج فيه السلطة لخطاب وطني جامع، تغضّ الطرف عن تصاعد الخطاب الطائفي، وتسمح لأذرعها الإعلامية والأمنية بل حتى العسكرية بتكريس الفروقات والتمييز في التعامل مع مختلف المكونات. بل إن عدم قدرتها – أو عدم رغبتها – في حماية مناطق كالسويداء، أو وضع حدّ للفوضى الأمنية في الساحل، يجعلها تظهر كأنها تدير أزمة التقسيم بدلاً من أن تُحاربها. في السويداء، تُركت المنطقة لمصيرها الأمني، وسُمح للصدامات بين البدو والدروز أن تتوسع وتأخذ مداها، ولم يُعمل على حل، سواء كان أمنياً أم اجتماعياً لمنع الصدام، بل إن بعض الممارسات أوحت للبعض بأن السلطة تنتظر الصدام حتى تجعل منه ذريعة للقضاء على المسلحين الدروز والسيطرة على المحافظة بالقوة العسكرية. وفي الساحل، رغم أن السلطة أعلنت عن لجنة للتحقيق في المجازر، إلا أنها لم تعلن نتائجها حتى ساعة كتابة هذا المقال، ولم تحاسب أحداً أو تسجن مقاتلاً، كما أن حوادث القتل والخطف استمرت بوتيرة يومية هناك، وتصاعد الفلتان الأمني يوماً بعد آخر، ما عكس احتقاناً داخلياً واسعاً شمل حتى المحسوبين على البيئة المؤيدة للسلطة. 17 تموز 10:43 15 تموز 09:09 خريطة السيطرة في سوريا اليوم لا تعكس وحدة دولة، بل فسيفساء سلطات أمر واقع ومجتمعات منفصلة وخائفة ومعزولة عن بعضها: - شمال شرقي البلاد بيد الإدارة الذاتية الكردية (قسد). - الجنوب في السويداء تحت سلطة الدروز، التي تأكدت بعد أحداث اليومين الماضيين. - الساحل، وبرغم سيطرة السلطة عليه أمنياً إلا أن النداءات والدعوات ما زالت تنطلق مطالبة بالحماية الدولية. أما الوسط والأطراف فتسيطر عليها حكومة الشرع اسمياً، أما السيطرة الفعلية فهي لقادة بعض الفصائل والمتزعمين، وخصوصاً في الأرياف. كل منطقة من هذه المناطق لها قوانينها، ومرجعياتها الطائفية، وإن بقيت خاضعة اسمياً لدمشق. هذا الانقسام الإداري والفعلي قد لا يُعتبر "تقسيماً رسمياً"، لكنه يؤسس لواقع يصعب التراجع عنه، وخصوصاً أن الأفق بات مسدوداً على الاتفاق مع الكرد، وفرض سيطرة الدولة في الشمال والشمال الشرقي، وبعد أحداث السويداء باتت عودة مؤسسات حكومة دمشق وأذرعها الأمنية إلى المحافظة أمراً صعباً جداً، يحتاج إلى اتفاقات تتدخل فيها دول إقليمية ودولية وضمانات، قد لا تقوى حكومة الشرع على الوفاء بها. "إسرائيل"، التي ما زال القانون السوري يعتبرها "عدوة"، لا تكتفي بالمراقبة عن كثب، بل تتدخل بشكل كبير بما يحقق مصالحها، ويكرس الضعف والانقسام السوريين، وهي التي لطالما كانت من أبرز المستفيدين من تفكك سوريا وضعفها، كونها كانت داعمة للمقاومة الفلسطينية واللبنانية، ورافضة للاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية، وغير مستعدة للتفريط بأي شبر من الأراضي المحتلة. التدخل الإسرائيلي الأخير والوقح في ملف السويداء، تحت عنوان "الدفاع عن الدروز"، لا يمكن فصله عن المصلحة الإسرائيلية في خلق كيان درزي مستقل أو شبه مستقل يُشكّل "حزاماً آمناً" على حدود الجولان، وكذلك الإسهام في إضعاف سلطة دمشق، حتى لا تملك أي أوراق قوة في المفاوضات التي كانت تجري بين الطرفين، برعاية أميركية. وخصوصاً أن التدخل الإسرائيلي الأخير وضرب قلب دمشق في مبنى الأركان وقصر الشعب، جاءا عقب أيام من لقاءات مباشرة في باكو بين الشرع ومسؤولين إسرائيليين، وربما بإدراك الإسرائيليين أن الشرع غير قادر على إتمام صفقة تطبيع معهم أو الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان المحتل، واقتصار مطالباته على العودة إلى اتفاق فض الاشتباك 1974. الخطاب الإسرائيلي المتكرر عن "حماية الأقليات"، وخصوصاً الدروز، يحاول اللعب على الخوف من التجاوزات التي يقوم بها المتطرفون في قوات الحكومة أو المسلحين المحسوبين عليها، وإظهار "إسرائيل" بصفة الحامية لهم، وتحقق بذلك بقاء الجنوب السوري منزوع السلاح وحديقة خلفية للقوات الإسرائيلية التي باتت تسيطر على أجزاء منه سيطرة فعلية، وتحلم بالسيطرة على الباقي من خلال الولاءات. ناهيك عن الصراع الإقليمي بينها وبين تركيا التي باتت ترعى النظام الجديد في دمشق، وترى فيها "إسرائيل" تهديداً لسلطتها في المنطقة، بحيث لا يرغب الإسرائيليون برؤية قوات تركية بالقرب من حدود فلسطين المحتلة، بعد أن شعروا أنهم تخلصوا من الخطر الإيراني قرب هذه الحدود. لكن، ورغم كل المؤشرات ورغم كل الحشد والتجييش الطائفي المقيت الذي يزرع الخلاف والتباغض بين المكونات السورية، لا تزال في الجغرافيا السورية عوامل وحدة قوية: - الذاكرة الجمعية لشعب قاوم الانتداب والاحتلال بوصفه شعباً موحداً. - رفضٌ شعبيٌ واسعٌ لدى معظم المكونات لأي تقسيم رسمي، وخصوصاً لدى النخب. - الروابط الاجتماعية والاقتصادية بين المناطق المختلفة، والاختلاط الكبير بين هذه المكونات طوال قرن كامل من الزمن. كما أن فشل مشروع التقسيم الفرنسي في العشرينات، يُظهر أن مثل هذه المشاريع قد تُبنى على الورق، لكنها تنهار أمام صمود المجتمعات ووعيها. التقسيم في سوريا اليوم ليس مجرد سيناريو نظري أو نظريات مؤامرة، بل هو واقع يتكرّس شيئاً فشيئاً عبر الجغرافيا، والطوائف، والمصالح الإقليمية والدولية. لكن تكريسه وتعميقه مرهون بعدم تحرك وطني حقيقي؛ تحرك يقع على عاتق الفئة الطائفية الأكبر (السنة) والتي مطلوب من رموزها الدينيين ووجهائها قيادة تحرك مجتمعي جامع لتطمين المكونات الأخرى والدفاع عنها في وجه المتطرفين والأجانب، وإعادة وصل ما انقطع في هذه الشهور المريرة. أما إذا استمرّت السلطة في إدارة الانقسام بدل مواجهته، وتغذية التجييش الطائفي عبر الحلول الأمنية والعسكرية، وعدم ضبط الخطاب الطائفي وتجريمه، وكذلك عدم ضبط الأمن، والإصرار على التفرد في السلطة وعدم إجراء تغييرات سياسية جذرية في المرحلة الانتقالية تشعر الجميع بالانتماء والمشاركة، فإن دعوات التقسيم ستتعمق وستلاقي أيدي خبيثة من الخارج تدفعها وتدعمها، وسيتحول هذا الواقع المؤلم إلى مصير. أما إذا انتبه السوريون إلى خطورة اللحظة، وبدأت قوى الداخل – لا الخارج – بصياغة مشروع وطني جامع، فقد يُكتب الفشل مجدداً لهذا المخطط، وتبقى سوريا، كما كانت، وطناً واحداً لكل أبنائها ومكوناتها.


اليوم السابع
١٧-٠٧-٢٠٢٥
- سياسة
- اليوم السابع
مدير معهد فلسطين للأمن القومي: إسرائيل تستغل الدروز لخلق انقسامات دينية
أكد اللواء حابس الشروف، مدير معهد فلسطين للأمن القومي، أن العلاقة بين الدروز وإسرائيل معقّدة ومتداخلة، مشيرًا إلى أن دروز لبنان وسوريا يحتفظون بهويتهم العربية والقومية، ولعبوا أدوارًا تاريخية في مقاومة الاستعمار الفرنسي بقيادة رموز مثل سلطان باشا الأطرش وكمال جنبلاط. وأوضح الشروف، خلال مداخلة على قناة "إكسترا نيوز"، أن دروز الجولان السوري المحتل يرفضون الاندماج مع الاحتلال الإسرائيلي، ويمتنعون عن الحصول على جنسيته، متمسكين بهويتهم السورية رغم محاولات فرض الأمر الواقع من جانب إسرائيل. وتطرق إلى أحداث السويداء الأخيرة، مؤكدًا أن جذورها تعود لصراعات داخلية، وكان ينبغي على الدولة السورية التعامل معها بحكمة ومحاسبة المعتدين، لا سيما أن الاعتداء طال شخصية دينية مرموقة. ورأى الشروف أن لجوء بعض دروز السويداء لإسرائيل سببه شعورهم بتهديد وجودي، واستغلالًا لوجود أبناء طائفتهم في الجيش الإسرائيلي، لكنه شدد على أن هذه التصرفات لا تمثل الأغلبية، التي ترفض بشكل قاطع التدخل الإسرائيلي أو فكرة إقامة كيان درزي منفصل. واختتم الشروف بأن إسرائيل تسعى لاستغلال الوضع لخلق شرخ طائفي وديني يخدم مصالحها الاستراتيجية، مؤكداً أن وعي أبناء الطائفة الدرزية في لبنان وسوريا كفيل بإفشال هذه المخططات.


الشرق السعودية
١٧-٠٧-٢٠٢٥
- سياسة
- الشرق السعودية
السويداء.. من محاولات "النأي بالنفس" إلى دائرة صراع مسلح
دخلت محافظة السويداء في جنوب سوريا إلى دائرة من الأحداث المتصاعدة خلال الأيام الماضية، إذ تسبب حادث على طريق دمشق مع تاجر من المحافظة في عمليات خطف متبادلة بين مجموعات درزية وأخرى من عشائر المنطقة، قبل أن تتصاعد إلى نزاع مسلح بين الجيش السوري ومجموعات وصفتها الحكومة بالخارجة على القانون، مصحوباً بتدخل إسرائيلي عبر قصف جوي وصل إلى عمق العاصمة دمشق، إلى إعلان اتفاق لوقف إطلاق النار. السويداء التي تعد أكبر معاقل طائفة الدروز في سوريا، اتبعت طوال أكثر من 12 عاماً منذ اندلاع الثورة السورية في مارس 2011، مبدأ "النأي بالنفس" عن الأحداث، وتجلى ذلك بعد رفضت أعداد كبيرة من أبناء المحافظة، الالتحاق بالجيش السوري خلال فترة الحرب حتى إسقاط الرئيس السابق بشار الأسد، لكنها دخلت مساراً متأرجحاً مرة أخرى مع الحكومة السورية الحالية. وبحسب كتاب "جبل الدروز" الذي بحث في تاريخ الدروز، وأخلاقهم، ونسبهم وعاداتهم، واعتقاداتهم، وحروبهم، تحظى المحافظة بميزة تاريخية لكونها مهد انطلاق الثورة السورية الكبرى ضد الاستعمار الفرنسي التي قادها سلطان باشا الأطرش ابن بلدة القريا التابعة للمحافظة. وتقع السويداء على مقربة من الحدود الأردنية وتعد إحدى أصغر المحافظات السورية، إذ تمتد إلى ما مجمله 3% من مساحة البلاد، ويقطنها ما يقرب من نصف مليون شخص. تتنوع التركيبة الدينية والسكانية في السويداء، لكن الأغلبية الدرزية، تحكم الطابع الرئيسي للمحافظة، إذ يشكل الدروز نحو 90 % من السكان، فيما يشكل المسيحيون نسبة 7%، ويشكل السُنة نسبة 3%. طبعت الأغلبية الدرزية، السمت العام للمحافظة، ما وضعها في دوائر الجدل بشأن "حماية الأقليات" في سوريا، مع صعود الإدارة السورية الجديدة، وهو الأمر الذي يقابله تأكيد مستمر من بعض شيوخ الطائفة الدرزية وأهالي المحافظة على أهمية وحدة سوريا، عند الدخول في تفاهمات مع إدارة دمشق في إطار المطالب الملحة للطائفة. الاعتقاد الدرزي حسبما أورد كتاب "جبل الدروز" الذي كتبه الباحث حنا أبو راشد وتمت طباعته في عام 1925، فإن الطائفة الدرزية لديها درجات في عقيدتهم، تتنوع بين "الرؤساء" الذين بيدهم مفاتيح الأسرار العامة، و"العقال" الحاملين لمفاتيح الأسرار الداخلية، و"الأجاويد" المختصين بمفاتيح الأسرار الخارجية، و"الجاهل" الذي يبقى في هذه المرتبة دون الأخذ في الاعتبار أي درجات علمية، فلا يحق له الدخول في مجالس الطائفة، كما أنه لا يعلم الكثير عن أسرارها. وفي حال رغب من يصنف في رتبة الجهال، معرفة الكثير من تعاليم هذه الطائفة، من أجل الدخول في سلك الموحدين، فإنه ينبغي له أن ينال إجازة من "مشيخة العقال"، يلتمس منهم قبوله وإدخاله في الجماعة، وعليه ضرورة أن يكتم السر دون إشهاره، وفق الكتاب. وللطائفة الدرزية مجالس خاصة في القرى القاطنة فيها، وهذه المجالس يجتمع فيها جميع العقال والأجاويد، وهي اجتماعات تتسم بالسرية، إذ لا يمكن لغير العقال والأجاويد دخولها. ويقف على زعامة الرئاسة الروحية للطائفة الدرزية، شيخ من العقال، إذ يعتبرون في طبقة الأتقياء، وهم مثابرون على العبادة والورع، ويرجع لهم كل أمر روحي وحكمهم من الوجهة الدينية "مبرم ونافذ". مشيخة العقل في الوقت الحالي، يتزعم المرجعية الدينية لطائفة الموحدين الدروز في محافظة السويداء، ثلاثة مشايخ هم، حكمت الهجري، ويوسف جربوع، وحمود الحناوي. حكمت الهجري، الزعيم الروحي للطائفة، كانت له مواقف تسير جنباً إلى جنب مع النظام السوري السابق (بشار الأسد) لكن دون تطابق مطلق، إذ سعى في 2015 إلى تلبية مطالب النظام السابق وتسليح الطائفة الدرزية في محاولة إلى الزج بأبناء الطائفة الدرزية في الحرب الأهلية السورية. أما جربوع والحناوي، فبحسب مركز "جسور" للدراسات، ركزا على تحقيق مصالح الطائفة، وقاما بدور الوسيط في كثير من الأحيان بين الفصائل المحلية والنظام السوري، وقاما بعقد مصالحة في منتصف عام 2017 مع حركة "رجال الكرامة" التي يتزعمها "آل بلعوس"، التي كانت تعارض تجنيد أبناء محافظة السويداء في جيش النظام السوري السابق، مما جعلهما أقرب للموقف المحلي منه إلى سلطة النظام السابق، باستثناء ما يخص رفض تجنيد شباب الطائفة. مواقف متباينة مع تصاعد الأحداث الحالية في السويداء، تباينت المواقف بين مشيخة العقل، إذ رحب الهجري في أول رد رسمي من الطائفة الدرزية، بدخول قوات وزارتي الداخلية والدفاع إلى المدينة، لكنه تراجع في وقت لاحق، إذ قال في بيان متلفز، إنه "بعد مفاوضات عديدة مع دمشق لم تفض إلى أي نتائج أو صدق في التعامل، تم فرض البيان الذي أصدرناه منذ قليل بتفاصيله الكاملة من دمشق وبضغط جهات خارجية من أجل حقن دماء أبنائنا". واعتبر الهجري، أنه رغم قبوله بما ورد في البيان الذي وصفه بـ"المذل"، "إلا أنهم قاموا (الحكومة السورية) بنكث العهد والوعد، واستمروا في القصف العشوائي على المدنيين العزل"، على حد وصفه. أما جربوع، أحد شيوخ العقل الثلاثة للطائفة، فأعلن في بيان، توصل وجهاء محافظة السويداء إلى اتفاق مع دمشق لوقف إطلاق النار، وعودة قوات الجيش إلى ثكناتها، مع تحقيق "الاندماج الكامل لمحافظة السويداء ضمن الدولة السورية"، والتأكيد على "السيادة الكاملة للدولة على جميع أراضي المحافظة، بما يشمل استعادة كافة مؤسسات الدولة وتفعيلها على الأرض". رغم الإعلان عن هذا الاتفاق، عاد الهجري مجدداً وأصدر بياناً عبر صفحة تابعة للرئاسة الروحية للطائفة الدرزية على فيسبوك، مشدداً على "ضرورة الاستمرار في الدفاع المشروع والقتال حتى تحرير كامل تراب محافظة السويداء من العصابات"، على حد وصفه. ينفرد الهجري بالرئاسة الروحية للدروز، ما يجعله أكثر وزناً دينياً ونفوذاً من الشيخ حمود الحناوي، والشيخ يوسف جربوع، وقد منحه موقفه المناهض لنظام الأسد أهمية أكبر على الجانبين المحلي والدولي، حيث كان طيلة السنوات الماضية، يتلقى اتصالات من مسؤولين في الولايات المتحدة وأوروبا. وبينما يتركز ثقل جربوع في مدينة السويداء حيث يعيش، والحناوي في بلدة سهوة الخضر جنوباً، تُعد بلدة قنوات شمالاً هي مركز ثقل عائلة الهجري. وتولى الشيخ حكمت الهجري منصب "شيخ العقل" في سوريا بعد وفاة شقيقه الشيخ أحمد بحادث سيارة في عام 2012، ومنذ ذلك الوقت حتى عام 2021 كان على علاقة جيدة مع النظام السابق، ثم تغير موقفه، وانحاز إلى حركة الاحتجاجات التي خرجت في السويداء خلال نفس العام ضد بشار الأسد، واستمرت حتى سقوطه في ديسمبر الماضي. ويتخذ الحناوي وجربوع موقفاً أقل حدّة تجاه الإدارة السورية الجديدة مقارنة بالهجري، لكن حتى الآن لم يصل التباين إلى درجة التصادم، وهو ما يخشاه السكان بالفعل في ضوء انتشار السلاح على نطاق واسع، إذ خاض الدروز نزاعات أهلية في عامي 1885 و1947 بين العائلات الإقطاعية من جهة والعائلات الفقيرة من جهة أخرى. التداخل الإسرائيلي منذ سقوط نظام الأسد في ديسمبر الماضي، استخدمت إسرائيل ورقة الضغط العسكري، ضد أي تواجد للجيش السوري في جنوب البلاد، تحت ذريعة "حماية الطائفة الدرزية" في سوريا، على الرغم من أن دروز سوريا لم يطلبوا الحماية، بل خرج بعضهم في احتجاجات ضد ما اعتبروه "تدخلاً إسرائيلياً في الشأن السوري"، مؤكدين أنهم لا يحتاجون إلى حمايتهم. ولم يخف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نواياه في التقارب مع دروز سوريا، إذ ذكر أن إسرائيل ستقوم باستثمار أكثر من مليار دولار في المناطق الشمالية الواقعة تحت سيطرتها، أي في الجولان المحتل، والتي ينتشر فيها الدروز. وكانت القوات الإسرائيلية، قد توغلت منذ سقوط نظام الأسد داخل المناطق السورية شمالاً، وأنشأت العديد من النقاط العسكرية، حتى وصلت قمّة جبل الشيخ على ارتفاع 2814 متراً عن سطح البحر، وذلك من منطلق ادعائها بوجود مخاوف أمنية تحتم عليها فرض منطقة عازلة بين هضبة الجولان المحتلة والأراضي السورية. ولا تريد إسرائيل بعد رحيل نظام الأسد الذي كان ملتزماً باتفاق "فض الاشتباك" منذ عام 1974، أن تدخل في رهان على نوايا الرئيس السوري أحمد الشرع، بل قررت خلق وضع جديد في جنوب سوريا، وهو ما ظهر جلياً في تحركاتها لاستهداف الجيش السوري المستمر منذ ديسمبر الماضي، وكذلك التصعيد المتزامن مع أزمة السويداء الأخيرة، إذ شنت نحو 160 غارة جوية على مناطق عدة في سوريا، في إطار إنهاك القدرات العسكرية لدمشق. دروز سوريا والجولان منذ احتلال إسرائيل للجولان قبل نحو 50 عاماً، لم يتمكن دروز سوريا، بما في ذلك الذين يعيشون في جبل الشيخ وحضر، من زيارة أقاربهم في الشطر الذي تحتله إسرائيل من الجولان، لكن كان بإمكان دروز الجولان القيام بزيارات متقطعة إلى سوريا يتم تنظيمها بوساطة قوة الأمم المتحدة لفضل الاشتباك على الحدود بموافقة السلطات السورية والإسرائيلية، وكان هناك تسهيلات أيضاً للعديد من دروز الجولان المحتل تتيح لهم الالتحاق بالجامعات السورية، بما في ذلك اختيار التخصص الذي يرغبون به بغض النظر عن درجاتهم في الثانوية. وحتى عقد مضى، كانت الغالبية العظمى من دروز الجولان المحتل ترفض الحصول على الجنسية الإسرائيلية، إلا أن ازدياد الشعور بأن النظام السوري غير قادر على تحرير الجولان أو استعادته عبر اتفاقية سلام، دفع البعض إلى القبول بالعرض الإسرائيلي كأمر واقع، حيث لا يستطيع الناس هناك الحصول على جوازات سفر سورية أساساً، وفي الوقت الحالي يحمل 20% من دروز الجولان، الجنسية الإسرائيلية، بينما ترفض البقية ذلك، متمسكة بالانتماء للوطن السوري. ورغم عدم وجود إحصاءات دقيقة، تُقدر نسبة الدروز بـ3% من تعداد السوريين، وتصل أعدادهم إلى 800 ألف، يتوزعون على 4 محافظات، هي السويداء التي يشكلون الغالبية العظمى من سكانها، وهناك نحو 200 ألف في بعض مناطق دمشق وريفها مثل جرمانا وأشرفية صحنايا، إضافة إلى عدة آلاف في بلدات جبل السماق بريف محافظة إدلب، بينما تعيش أقلية درزية لا تتعدى 13 ألف نسمة في الجولان المحتل التابع لمحافظة القنيطرة، وتتركز بشكل رئيسي في بلدة مجدل شمس.


رؤيا نيوز
١٣-٠٧-٢٠٢٥
- سياسة
- رؤيا نيوز
أخطر ما يتعرض له الشرق
أخطر ما يتعرض له المشرق العربي محاولات تفتيت وحدته الداخلية، وتشظية هذه الوحدة من خلال إثارة الكراهية والنعرات على أساس ديني أو مذهبي أو طائفي، وهذه المحاولات أخطر على شعوب الشرق من الاحتلالات بكل الأحوال. المشرق العربي يتميز بالتنوع، وهذا هو سر قوة شعوب الهلال الخصيب التي حملت إرثا حضاريا ممتدا لآلاف السنين في العراق وبلاد الشام، والذي يستعرض تكوينات المنطقة يكتشف أنها منوعة ومتعايشة، وهذا التنوع طبيعي بل لعله سبب قوة دول عظمى في العالم قامت على التنوع، وتوظيف القدرات والإيجابيات من أجل بناء دول حديثة تقوم على المواطنة أولا، والإيمان بهوية البلد، ومشروعه. في بلاد الشام مكونات عدة تشكل هوية هذه المنطقة، لكننا نشهد منذ سنوات إثارة للكراهية والنعرات والفتن بين أبناء المنطقة، وإشعالا للحروب، والشكوك على خلفيات مختلفة، وهذا أخطر ما تتعرض له المنطقة، تحت وطأة التغذية ومحاولات بث الفرقة والاحتراب، كما أن الوقوع أحيانا في فخ التعميم عند تقييم أي لحظة يمثل مدخلا لترسيمات داخلية تهدد وحدة أي شعب، أو أي بلد في منطقتنا. ومن الأمثلة المشرقة والإيجابية يأتي الدروز الموحدون الذين يعدون من أبرز تكوينات منطقتا ولهم تاريخ في الوقوف ضد الاحتلالات، وفي الواحد والعشرين من الشهر الحالي تمر الذكرى المئوية الأولى لثورة سلطان باشا الأطرش، وتاريخه وتاريخ الدروز ضد الاحتلال الفرنسي، وما شهدناه لاحقا من مشاركة للدروز في مقاومة لبنان ضد الاحتلال الإسرائيلي، وما مثلته تيارات درزية في فلسطين من وقوف ضد إسرائيل في فترات مختلفة، ويكفي ما شهدناه خلال الحرب الأخيرة على لبنان من لجوء أغلب أهل جنوب لبنان إلى مناطق الجبل في لبنان حيث الدروز الذين وفروا لهم الحماية حتى انتهت الحرب، وما يمكن قوله أيضا من مواقف وطنية داخل سورية تعزز وحدة سورية، وتقف ضد التقسيم، وضد أي اتجاهات مرفوضة، وهذا نموذج حي لقدرة مكون طبيعي في المنطقة على تقديم نموذج وطني يفرض علينا الوقوف عند دلالته. وفي الأردن يمثل الدروز الموحدون نموذجا فريدا إذ إن أول رئيس وزراء للأردن كان رشيد طليع وهو من الدروز الموحدين واختير لخبرته وكفاءته الكبيرة، وتبوأت أسماء مهمة منهم مواقع ثانية مهمة عند تأسيس الدولة، بما يلتقي مع عيش الدروز الموحدين في الأردن وتقديمهم لنموذج اجتماعي نبيل في العمل والإخلاص، واحترام الدولة منذ عهد الملك المؤسس، ووجودهم في كل المواقع التي خدموا فيها بإخلاص، وكونهم عشيرة أردنية لها مكانتها، وتتجسد فيها قيم الشهامة والأصالة والتسامح مثل كل العشائر الأردنية، وكان لموقفهم في حرب غزة، دلالة فريدة قدرها عاليا المجتمع الأردني من كل أطيافه، وسيبقى محلا للتقدير، كما يعد الدروز الموحدون من العشائر التي ينظر إليها باحترام لدورها الخيري والإنساني، من جهة، ولدورها الاجتماعي في حل كثير من الخلافات، وتعزيز السلم المجتمعي في الأردن على مستوى العلاقات الاجتماعية. منطقتنا تقوم على التنوع الغني، وهذا التنوع يمنح شعوب المنطقة قوة إضافية، ويعبر أيضا عن قدرتنا جميعا على الشراكة الوطنية، والانسجام تحت هوية وطنية، وواجبنا دوما أن نعظّم الإيجابيات ونحافظ على بعضنا البعض، ولا تستدرجنا السلبيات تحت وطأة الانفعال، أو الشك، بما يستجيب أصلا مع مخططات تريد تفتيت هذه المنطقة.