أحدث الأخبار مع #سلمانالفارسى


بوابة الفجر
١٨-٠٤-٢٠٢٥
- منوعات
- بوابة الفجر
سنن يوم الجمعة المستحب فعلها للرجال قبل الذهاب إلى المسجد
سنن يوم الجمعة المستحب فعلها للرجال قبل الذهاب إلى المسجد. سنن يوم الجمعة ، يعد يوم الجمعة من أفضل الأيام التي كرمها الله تعالى، حيث فيه خلق ادام عليه السلام، وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها، وفيه تقام الساعة، وصلاة الجمعة شرعت فى أول الهجرة عند قدوم النبى صلى الله عليه وآله وسلم المدينة، وثبتت فرضيتها بقوله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَوٰةِ مِن يَوۡمِ ٱلۡجُمُعَةِ فَٱسۡعَوۡاْ إِلَىٰ ذِكۡرِ ٱللهِ وَذَرُواْ ٱلۡبَيۡعَۚ ذَٰلِكُمۡ خَيۡرٌ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ﴾ [الجمعة: 9]، ولصلاة الجمعة عدد من السنن التي يستحب للمسلم أن يفلعها وهي كالتالي:- السنن التى يستحب فعلها في يوم الجمعة والسنن التى يستحب فعلها يوم الجمعة هى: 1- الاغتسال والتطيب. 2- قراءة سورة الكهف. 3- تحرى ساعة الإجابة. 4- لبس أحسن الثياب. 5- كثرة الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم. 6- التبكير إلى المسجد. 7- التسوك. واتفق علماء الأمة سلفًا وخلفًا على أن سنة الجمعة القبلية مشروعةٌ مستحبةٌ، وقد ورد فعلها عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم وجماعةٍ من الصحابة الكرام والسلف الصالح رضى الله عنهم، ولا وجه للقول بكراهتها فضلًا عن بدعيتها أو تحريمها، بل القول ببدعيتها هو البدعة المنكرة. حكم التنفل بعد صلاة الجمعة واتفق العلماء على مشروعية التنفل بعد صلاة الجمعة؛ على اختلاف بينهم فى الأفضل؛ هل هو ركعتان أو أربع. وأما النفل قبل الجمعة؛ فهو إما أن يكون نفلًا مطلقًا، أو سنةً راتبة. فأما النفل المطلق: فلا خلاف فى جوازه بين الفقهاء؛ فهو جائزٌ بل مستحبٌّ، ومن الأدلة عليه: حديث سلمان الفارسى رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ، وَتَطَهَّرَ بِمَا اسْتَطَاعَ مِنْ طُهْرٍ، ثُمَّ ادَّهَنَ أَوْ مَسَّ مِنْ طِيبٍ، ثُمَّ رَاحَ فَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ اثْنَيْنِ، فَصَلَّى مَا كُتِبَ لَهُ، ثُمَّ إِذَا خَرَجَ الإِمَامُ أَنْصَتَ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الجُمُعَةِ الأُخْرَى» رواه البخاري. وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنِ اغْتَسَلَ، ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ، فَصَلَّى مَا قُدِّرَ لَهُ، ثُمَّ أَنْصَتَ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ خُطْبَتِهِ، ثُمَّ يُصَلِّى مَعَهُ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى، وَفَضْلُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ» رواه مسلم. وأما السنة القبلية الراتبة للجمعة فقد اختلفوا فيها على قولين: القول الأول : أن للجمعة سنةً قبليةً راتبةً، وهو قول الحنفية، وقول الشافعية فى أظهر الوجهين، وقول الحنابلة فى إحدى الروايتين، بل هو قول أكثر العلماء كما يقول الحافظ ابن رجب الحنبلي. فعند الحنفية: سنة الجمعة القبلية أربع، والبعدية أربع؛ قال العلامة ابن عابدين الحنفى فى "رد المحتار على الدر المختار" (1/ 452، ط. إحياء التراث): [وسُنَّ مُؤَكَّدًا أربعٌ قبلَ الظُّهر، وأربعٌ قبلَ الجمعة، وأربعٌ بعدَها بتسليمة] اهـ. وقال الشافعية: أقل السُّنّة ركعتان قبلَها، وركعتان بعدَها؛ قال العلامة الخطيب الشربينى الشافعى فى "مغنى المحتاج على شرح منهاج الطالبين" (1/ 220، ط دار الفكر): [وبعد الجمعة أربع، وقبلها ما قبل الظهر؛ أى: ركعتان مؤكدتان وركعتان غير مؤكدتين] اهـ. القول الثاني :أنه ليس للجمعة راتبة قبلية، مع مشروعية التنفل المطلق بالصلاة قبل الجمعة، وهو قول المالكية، وأحد قولى الحنابلة. أما المالكية: فليس عندهم مع الصلوات المكتوبات رواتب محدودات، مع جواز التنفل المطلق؛ قال العلامة ابن شاس المالكى فى "عقد الجواهر الثمينة فى مذهب عالم المدينة": [الفصل الأول: فى الرواتب، وهى المفعولة تبعًا للفرائض، كركعتى الفجر، وركعة الوتر. وعد القاضى أبو محمد، من ذلك الركوع قبل العصر، وبعد المغرب. وقال فى الكتاب: قلت: هل كان مالك يؤقت قبل الظهر من النافلة ركعات معلومات أو بعد الظهر، أو قبل العصر، أو بعد المغرب، فيما بين المغرب والعشاء، أو بعد العشاء؟ قال: لا، وإنما يؤقت فى هذا أهل العراق] اهـ. وأما الحنابلة: فهم متفقون على استحباب الصلاة قبل الجمعة؛ ثم منهم من يجعل ذلك سُنّةً راتبةً، ومنهم من يجعلها نفلًا مطلقًا؛ قال الحافظ ابن رجب الحنبلى فى "فتح الباري" [وقد اختلف فى الصلاة قبل الجمعة: هل هى من السنن الرواتب كسنة الظهر قبلَها، أم هى مستحبة مرغَّبٌ فيها كالصلاة قبل العصر؟ وأكثر العلماء على أنها سُنَّةٌ راتبةٌ، منهم: الأوزاعى، والثورى، وأبو حنيفة، وأصحابه، وهو ظاهر كلام أحمد، وقد ذكره القاضى أبو يعلى فى "شرح المذهب" وابن عقيل، وهو الصحيح عند أصحاب الشافعي. وقال كثير من متأخرى أصحابنا: ليست سنةً راتبة، بل مستحبة] اهـ. وقال العلامة المرداوى الحنبلى فى "الإنصاف": [وعنه (أي: من الروايات عن الإمام أحمد): لها (أى للجمعة) ركعتان، اخْتارَه ابن عَقيلٍ. قال الشيخُ تقى الدين: هو قولُ طائفةٍ من أصحاب الإِمام أحمدَ، قلتُ: اخْتارَه القاضى مُصَرَّحًا به فى "شرح المذهَبِ"، قاله ابنُ رَجَبٍ فى كتابِ "نفى البِدْعَةِ عن الصَّلاةِ قبلَ الجُمُعَةِ". وعنه: أرْبَعٌ بسَلامٍ أو سلامين، قالَه فى "الرعاية" أيضًا، قال الشَّيخُ تقى الدين: هو قولُ طائفةٍ مِن أصحابِنا أيضًا، قال عَبْدُ اللَّهِ: رأيْتُ أبِى يصلِّى فى المَسجِد إذا أذَّن المُؤَذِّنُ يومَ الجمعة ركعاتٍ، وقال: رأَيتُه يصلِّى ركعاتٍ قبلَ الخُطْبَةِ، فإذا قَرُبَ الأذانُ أو الخُطْبةُ تربَّع ونكَّس رأْسَه. وقال ابن هانئٍ: رأيتُه إذا أخَذ فى الأَذانِ قامَ فصلَّى ركْعَتَين أو أرْبعًا، قال: وقال: أخْتارُ قبلَها رَكْعَتَين وبعدَها سِتًّا، وصلاةُ أحمدَ تدُلُّ على الاسْتِحْبابِ] اهـ. واستدل القائلون بكونها سنة راتبة بأحاديث كثيرة؛ منها، حديث جابر بن عبد الله رضى الله عنهما قال: جاء سُلَيْكٌ الغَطَفانى رضى الله عنه يوم الجمعة، ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قاعدٌ على المنبر، فقعد سُلَيْكٌ رضى الله عنه قبل أن يصلى، فقال له النبى صلى الله عليه وآله وسلم: «أَرَكَعْتَ رَكْعَتَيْنِ؟» قال: لا. قال: «قُمْ فَارْكَعْهُمَا» متفق عليه واللفظ لمسلم.

مصرس
١٨-٠٤-٢٠٢٥
- منوعات
- مصرس
سنن يوم الجمعة المستحب فعلها للرجال قبل الذهاب إلى المسجد
سنن يوم الجمعة، يعد يوم الجمعة من أفضل الأيام التي كرمها الله تعالى، حيث فيه خلق ادام عليه السلام، وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها، وفيه تقام الساعة، وصلاة الجمعة شرعت فى أول الهجرة عند قدوم النبى صلى الله عليه وآله وسلم المدينة، وثبتت فرضيتها بقوله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا 0لَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَوٰةِ مِن يَوۡمِ 0لۡجُمُعَةِ فَ0سۡعَوۡاْ إِلَىٰ ذِكۡرِ 0للهِ وَذَرُواْ 0لۡبَيۡعَۚ ذَٰلِكُمۡ خَيۡرٌ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ﴾ [الجمعة: 9]، ولصلاة الجمعة عدد من السنن التي يستحب للمسلم أن يفلعها وهي كالتالي:- السنن التى يستحب فعلها في يوم الجمعةوالسنن التى يستحب فعلها يوم الجمعة هى:1- الاغتسال والتطيب.2- قراءة سورة الكهف.3- تحرى ساعة الإجابة.4- لبس أحسن الثياب.5- كثرة الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم.6- التبكير إلى المسجد.7- التسوك.واتفق علماء الأمة سلفًا وخلفًا على أن سنة الجمعة القبلية مشروعةٌ مستحبةٌ، وقد ورد فعلها عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم وجماعةٍ من الصحابة الكرام والسلف الصالح رضى الله عنهم، ولا وجه للقول بكراهتها فضلًا عن بدعيتها أو تحريمها، بل القول ببدعيتها هو البدعة المنكرة.بالفيديو الأوقاف تحذر.. الخرزة الزرقاء والتمائم تفتح باب الشيطان والشرك باللهa href="/5150594" title="ذكر مخصص بعد صلاة الجمعة يعرف ب " مسبعات="" الجمعة"..والافتاء="" تنصح="" به="" فما="" هو؟"=""ذكر مخصص بعد صلاة الجمعة يعرف ب "مسبعات الجمعة"..والافتاء تنصح به فما هو؟حكم التنفل بعد صلاة الجمعة واتفق العلماء على مشروعية التنفل بعد صلاة الجمعة؛ على اختلاف بينهم فى الأفضل؛ هل هو ركعتان أو أربع. وأما النفل قبل الجمعة؛ فهو إما أن يكون نفلًا مطلقًا، أو سنةً راتبة.فأما النفل المطلق: فلا خلاف فى جوازه بين الفقهاء؛ فهو جائزٌ بل مستحبٌّ، ومن الأدلة عليه:حديث سلمان الفارسى رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ، وَتَطَهَّرَ بِمَا اسْتَطَاعَ مِنْ طُهْرٍ، ثُمَّ ادَّهَنَ أَوْ مَسَّ مِنْ طِيبٍ، ثُمَّ رَاحَ فَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ اثْنَيْنِ، فَصَلَّى مَا كُتِبَ لَهُ، ثُمَّ إِذَا خَرَجَ الإِمَامُ أَنْصَتَ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الجُمُعَةِ الأُخْرَى» رواه البخاري.وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنِ اغْتَسَلَ، ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ، فَصَلَّى مَا قُدِّرَ لَهُ، ثُمَّ أَنْصَتَ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ خُطْبَتِهِ، ثُمَّ يُصَلِّى مَعَهُ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى، وَفَضْلُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ» رواه مسلم.وأما السنة القبلية الراتبة للجمعة فقد اختلفوا فيها على قولين:القول الأول: أن للجمعة سنةً قبليةً راتبةً، وهو قول الحنفية، وقول الشافعية فى أظهر الوجهين، وقول الحنابلة فى إحدى الروايتين، بل هو قول أكثر العلماء كما يقول الحافظ ابن رجب الحنبلي.فعند الحنفية: سنة الجمعة القبلية أربع، والبعدية أربع؛ قال العلامة ابن عابدين الحنفى فى "رد المحتار على الدر المختار" (1/ 452، ط. إحياء التراث): [وسُنَّ مُؤَكَّدًا أربعٌ قبلَ الظُّهر، وأربعٌ قبلَ الجمعة، وأربعٌ بعدَها بتسليمة] اه.وقال الشافعية: أقل السُّنّة ركعتان قبلَها، وركعتان بعدَها؛ قال العلامة الخطيب الشربينى الشافعى فى "مغنى المحتاج على شرح منهاج الطالبين" (1/ 220، ط دار الفكر): [وبعد الجمعة أربع، وقبلها ما قبل الظهر؛ أى: ركعتان مؤكدتان وركعتان غير مؤكدتين] اه.القول الثاني:أنه ليس للجمعة راتبة قبلية، مع مشروعية التنفل المطلق بالصلاة قبل الجمعة، وهو قول المالكية، وأحد قولى الحنابلة.أما المالكية: فليس عندهم مع الصلوات المكتوبات رواتب محدودات، مع جواز التنفل المطلق؛ قال العلامة ابن شاس المالكى فى "عقد الجواهر الثمينة فى مذهب عالم المدينة": [الفصل الأول: فى الرواتب، وهى المفعولة تبعًا للفرائض، كركعتى الفجر، وركعة الوتر. وعد القاضى أبو محمد، من ذلك الركوع قبل العصر، وبعد المغرب. وقال فى الكتاب: قلت: هل كان مالك يؤقت قبل الظهر من النافلة ركعات معلومات أو بعد الظهر، أو قبل العصر، أو بعد المغرب، فيما بين المغرب والعشاء، أو بعد العشاء؟ قال: لا، وإنما يؤقت فى هذا أهل العراق] اه.وأما الحنابلة: فهم متفقون على استحباب الصلاة قبل الجمعة؛ ثم منهم من يجعل ذلك سُنّةً راتبةً، ومنهم من يجعلها نفلًا مطلقًا؛ قال الحافظ ابن رجب الحنبلى فى "فتح الباري" [وقد اختلف فى الصلاة قبل الجمعة: هل هى من السنن الرواتب كسنة الظهر قبلَها، أم هى مستحبة مرغَّبٌ فيها كالصلاة قبل العصر؟ وأكثر العلماء على أنها سُنَّةٌ راتبةٌ، منهم: الأوزاعى، والثورى، وأبو حنيفة، وأصحابه، وهو ظاهر كلام أحمد، وقد ذكره القاضى أبو يعلى فى "شرح المذهب" وابن عقيل، وهو الصحيح عند أصحاب الشافعي. وقال كثير من متأخرى أصحابنا: ليست سنةً راتبة، بل مستحبة] اه.دعاء يوم الجمعة لمغفرة الذنوب والتقرب إلى الله تعالىتعرف على أهمية الدعاء يوم الجمعة لدي المسلم.. وأفضل الأدعية المستحبةوقال العلامة المرداوى الحنبلى فى "الإنصاف": [وعنه (أي: من الروايات عن الإمام أحمد): لها (أى للجمعة) ركعتان، اخْتارَه ابن عَقيلٍ. قال الشيخُ تقى الدين: هو قولُ طائفةٍ من أصحاب الإِمام أحمدَ، قلتُ: اخْتارَه القاضى مُصَرَّحًا به فى "شرح المذهَبِ"، قاله ابنُ رَجَبٍ فى كتابِ "نفى البِدْعَةِ عن الصَّلاةِ قبلَ الجُمُعَةِ".وعنه: أرْبَعٌ بسَلامٍ أو سلامين، قالَه فى "الرعاية" أيضًا، قال الشَّيخُ تقى الدين: هو قولُ طائفةٍ مِن أصحابِنا أيضًا، قال عَبْدُ اللَّهِ: رأيْتُ أبِى يصلِّى فى المَسجِد إذا أذَّن المُؤَذِّنُ يومَ الجمعة ركعاتٍ، وقال: رأَيتُه يصلِّى ركعاتٍ قبلَ الخُطْبَةِ، فإذا قَرُبَ الأذانُ أو الخُطْبةُ تربَّع ونكَّس رأْسَه. وقال ابن هانئٍ: رأيتُه إذا أخَذ فى الأَذانِ قامَ فصلَّى ركْعَتَين أو أرْبعًا، قال: وقال: أخْتارُ قبلَها رَكْعَتَين وبعدَها سِتًّا، وصلاةُ أحمدَ تدُلُّ على الاسْتِحْبابِ] اه.واستدل القائلون بكونها سنة راتبة بأحاديث كثيرة؛ منها، حديث جابر بن عبد الله رضى الله عنهما قال: جاء سُلَيْكٌ الغَطَفانى رضى الله عنه يوم الجمعة، ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قاعدٌ على المنبر، فقعد سُلَيْكٌ رضى الله عنه قبل أن يصلى، فقال له النبى صلى الله عليه وآله وسلم: «أَرَكَعْتَ رَكْعَتَيْنِ؟» قال: لا. قال: «قُمْ فَارْكَعْهُمَا» متفق عليه واللفظ لمسلم.


الدستور
١٣-٠٤-٢٠٢٥
- منوعات
- الدستور
أمير المدائن.. حكيم المسلمين
برزت أدوار سلمان الفارسى على مسرح الإسلام سنة ٥ هجرية، وبالتالى فهو لم يماثل غيره من الصحابة الذين سبقوه إلى الإسلام، وقضوا فى كنف الرسول، عليه الصلاة والسلام، ما يزيد على ٢٠ عامًا، ست سنوات فقط قضاها «سلمان» مع النبى الذى توفى سنة ١١ هجرية، ورغم قصر المدة إلا أنه نال مكانة كبيرة لديه لم ينلها كثير ممن سبقوه إلى الإيمان، فيكفيه شرفًا أن نسبه النبى إلى أهل البيت: «سلمان منا أهل البيت». تمتع «سلمان» برؤية إيمانية عميقة، تفاعلت مع ثقافة رفيعة نالها فى بلاده وتجربة عريضة وخبرات متنوعة اكتسبها بسبب أسفاره، وانفعلت بعقل يسعى باستمرار إلى البحث عن الحقيقة، ويعرف كيف يصل إليها. شهد النبى، صلى الله عليه وسلم، لسلمان بالعلم والمعرفة، وثمة مواقف عديدة فى السيرة تدلل على ذلك. من هذه المواقف ما حدث مع أبى الدرداء حين نزل عليه سلمان، وكان أبوالدرداء إذا أراد أن يصلى منعه سلمان وإذا أراد أن يصوم منعه، فقال: أتمنعنى أن أصوم لربى وأصلى لربى؟ فقال: إن لعينك عليك حقًا وإن لأهلك عليك حقًا، فصم وأفطر وصل ونم، فبلغ ذلك رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال: لقد أشبع سلمان علمًا. لقد امتلك «سلمان» الحكمة التى جعلت النبى، صلى الله عليه وسلم، يصفه قائلًا: «لقد أشبع علمًا»، فقد كان ملتصقًا برسول الله منذ إسلامه يمتص منه رحيق المعرفة ويتعلم منه، ما مكنه من حسن التفكير وعمق النظر، لقد أدرك أن التوازن أصل الإيمان، خصوصًا التوازن فى العبادات، إعمالًا لقول النبى، صلى الله عليه وسلم: «روّحوا عن أنفسكم ساعة بعد ساعة فإن القلوب إذا كلّت عميت». وقد سُئل على بن أبى طالب عن سلمان الفارسى فقال: ذاك امرؤ منا وإلينا أهل البيت، من لكم بمثل لقمان الحكيم، علم العلم الأول والعلم الآخر، وقرأ الكتاب الأول وقرأ الكتاب الآخر، وكان بحرًا لا ينزف. لك أن تتصور حجم ما تمتع به «سلمان» من علم وحكمة بحيث يصفه صحابى بقيمة وقامة على بن أبى طالب وما امتلكه من عقل وفقه بمثل الوصف السابق. وتستطيع أن تستخلص ذلك من مراجعة بعض أقوال سلمان ونصائحه لمن حوله، مثل النصيحة التى يقول فيها: «إن استطعت أن تأكل من تراب فكل منه ولا تكونن أميرًا على اثنين، واتق دعوة المظلوم المضطر فإنها لا تحجب». لقد خاض «سلمان» تجربة الإمارة، حين أصبح أميرًا على المدائن، فانظر منسوب المسئولية الذى تمتع به وهو يحذّر من أن يكون المرء أميرًا على اثنين، فمسئولية الأمير كبيرة عن رعيته، وحسابه عسير سواء أمام الرعية فى الدنيا أو أمام الله فى الآخرة، لذلك كان تحذيره من التورط فى فخ الإمارة، حتى ولو اضطر الفرد إلى أن يأكل من تراب الأرض، فهذا أهون عليه من الحساب على الإمارة. فماذا إذا ظلم من تُوّج بتاج الإمارة ودعا عليه هذا المظلوم المضطر دعوة تصعد إلى خالق السماوات والأرض دون حجاب؟. ويحكى «ابن سعد» فى «طبقاته» أنه «عندما كان سلمان أميرًا على المدائن كان إذا سجدت له العجم طأطأ رأسه وقال خشعت لله». ثم انظر بعد ذلك فى الوصف الذى قدمه سلمان لما يكرهه فى الإمارة، فقد قيل لسلمان الفارسى: ما يكرهك الإمارة؟ قال: حلاوة رضاعتها ومرارة فطامها. لا تجد وصفًا أروع أو أبدع من هذا الوصف لمن يدخل من باب الإمارة ثم يخرج منه، فمن يجلس على كرسى السلطة، أيًا كانت هذه السلطة، عادة ما يستمرئ حلاوته ويتعود عليه، كيف لا وهو يجد الجميع يخضع له ويسمع له وينفذ ما يأمر به ويتقرب إليه ويخشاه، ويظل هكذا يرضع من حلاوة المثول على مسرح السلطة حتى يأذن الله له بالخروج من باب الإمارة، لحظتها تميد الأرض من تحته وتزل قدم بعد ثبوتها، فليس من السهل عليه أن يفطم نفسه عنها ويبتعد عن الرضاعة من متعها، إنه يشعر بالمرارة التى يشعر بها الطفل الذى يجبره الفطام على التوقف عن الرضاعة من ثدى أمه ليأكل مثلما يأكل الجميع. لا تجد تشبيهًا أبلغ من هذا التشبيه لعملية الدخول إلى السلطة والخروج منها. ثم انظر كيف شبّه المؤمن فى الدنيا، يقول سلمان: «إنما مثل المؤمن فى الدنيا كمثل المريض معه طبيبه الذى يعلم داءه ودواءه فإذا اشتهى ما يضره منعه، وقال: لا تقربه، فإنك إن أتيته أهلكك، فلا يزال يمنعه حتى يبرأ من وجعه، وكذلك المؤمن يشتهى أشياء كثيرة مما قد فضل به غيره من العيش فيمنعه الله، عز وجل، إياه، ويحجزه حتى يتوفاه، فيدخله الجنة». لقد أراد سلمان أن يقول إن الحرمان فى الدنيا قد يكون للصحة الإيمانية للفرد، والامتناع عما حرم الله هو السبيل الأمثل للنجاة. وكان رضى الله عنه يقول أيضًا: ثلاث أعجبننى حتى أضحكننى: مؤمل دنيا والموت يطلبه، وغافل وليس بمغفول عنه، وضاحك ملء فيه لا يدرى أساخط رب العالمين عليه أم راضٍ عنه. وثلاث أحزننى حتى أبكيننى: فراق محمد وحزبه، وهول المطلع، والوقوف بين يدى الله. عاصر سلمان خلافة أبى بكر وعمر وتوفى فى خلافة عثمان بن عفان، وقد دخل عليه سعد بن أبى وقاص فى مرضه الأخير- كما يحكى «ابن سعد» فى «طبقاته»- يعوده، قال: فبكى سلمان، فقال له سعد: ما يبكيك يا أبا عبدالله، توفى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وهو عنك راضٍ وتلقى أصحابك وترد عليه الحوض؟ قال سلمان: والله ما أبكى جزعًا من الموت ولا حرصًا على الدنيا، ولكن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عهد إلينا عهدًا فقال: لتكن بلغة أحدكم من الدنيا مثل زاد الراكب وحولى هذه الأساود، قال: وإنما حوله جفنة أو مطهرة، فقال له سعد: يا أبا عبدالله اعهد إلينا بعدك، فقال: يا سعد اذكر الله عند همك إذا هممت، وعند حكمك إذا حكمت، وعند يدك إذا قسمت. رضى الله عن الفارسى النبيل الذى نال شرف الانتساب إلى أهل بيت النبى، صلى الله عليه وسلم.


الدستور
٠٦-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- الدستور
رجل جاء على قدر
حظى سلمان الفارسى بحضور آسر فى موقعة «الأحزاب»، تلك الموقعة الفاصلة فى تاريخ المسلمين، والتى مثلت المقدمة الكبرى لفتح مكة، فهو صاحب فكرة حفر خندق يحيط بالمدينة ويحول بين جيش المشركين- وكان تعداده ١٠ آلاف مقاتل- وبين دخولها، وكانت هذه الفكرة أساس الانتصار المعنوى الكبير الذى حققه المسلمون فى الموقعة، إذ اضطر المشركون فى النهاية إلى الانسحاب عن المدينة والعودة إلى مكة. رحلة تأمل وتجربة طويلة خاضها سلمان الفارسى بحثًا عن الحقيقة، تقلب على أديان ومعتقدات تأملها بعقله وتفاعل معها بوجدانه حتى آمن بالإسلام. هو كما تعلم فارسى من إحدى قرى أصبهان، وابن لأب غنى من أغنياء الفرس، كانت له أرض وممتلكات عديدة، وكان شديد الحب والعطف على سلمان، ودفعه خوفه عليه إلى حبسه فى البيت كما تُحبس الجوارى، وهو أسلوب فى التربية لم يكن يعجب الابن الذى امتلك روحًا منطلقة تهوى البحث والتجول. آمن «سلمان» بالمجوسية وعبد النار، مثله فى ذلك مثل أهله فى فارس، لكنه بعد حين عثر على كنيسة يتعبد فيها الناس بالمسيحية، فدخلها، وأعجبه ما سمعه من تعاليم، فآمن بالمسيحية، وسأل المصلين فى الكنيسة عن خير وجهة يمكن أن يتعلم فيها هذا الدين فدلوه على الشام، عاد بعدها «سلمان» إلى أبيه واستأذنه فى الرحيل إلى الشام، فأبى الأب المحب ذلك، وسلسل قدميه بالحديد خوفًا من أن يهرب، لكن الشاب الباحث عن الحقيقة تمكن من فك قيوده وهرب وانضم إلى ركب انتوى الرحيل من أصبهان إلى الشام، وهناك انضم إلى كنيسة كان يقودها فى البداية رجل دين غير ملتزم يجمع مال الصدقات لنفسه، ثم خلفه رجل دين تقى تعلق به «سلمان»، وأوصاه قبل أن يموت بالانضمام إلى رجل دين آخر لا يقل عنه تقوى، فانضم إليه، وهكذا أخذ يتقلب من رجل دين إلى آخر، وحينما طلب الوصية من آخر رجل دين مسيحى لحق به قال له: «ما أعلم أنه أصبح فى الأرض أحد على مثل ما كنا عليه آمرك أن تأتيه، ولكنه قد أظلك زمان نبى يبعث بدين إبراهيم الحنفية، يخرج من أرض مهاجرة وقرارة ذات نخل بين حرتين، فإن استطعت أن تخلص إليه فاخلص، وإن به آيات لا تخفى، إنه لا يأكل الصدقة وهو يأكل الهدية، وإن بين كتفيه خاتم النبوة إذا رأيته عرفته». تحرك «سلمان» بعدها إلى المدينة ولحق بالنبى، صلى الله عليه وسلم، وأسلم بعد أن اختبر علامات نبوته كما لقنها له آخر رجل دين كان معه. تلك قصة إسلام سلمان الفارسى كما تجدها فى كل كتب التراث، وهى كما تعلم تمثل محاولة للتأكيد على أن العارفين بدينهم من النصارى كانوا يعلمون أن ثمة نبيًا سوف يظهر فى الجزيرة العربية، ويعرفون علاماته جيدًا: «لا يأكل الصدقة وهو يأكل الهدية وإن بين كتفيه خاتم النبوة»، وبالتالى تأتى هذه السردية ضمن محاولات التدليل على نبوة محمد، صلى الله عليه وسلم، عبر مقولات أهل الكتاب، رغم عدم حاجتهم إلى ذلك. فى كل الأحوال أسلم «سلمان» فى المدينة، لكنه كان رقيقًا فى معية يهودى ما حال بينه وبين المشاركة فى غزوتى بدر وأُحد، وكانت غزوة الخندق أول غزوة شارك فيها سنة ٥ هجرية، وكأنه كان على موعد مع هذا الحدث الكبير، وسبحان من يدبر الأمر، فقد كان هو صاحب الفكرة الحاسمة التى أدت إلى حماية المسلمين من هجوم كاسح رتب له مشركو مكة وأعدوا له العدة والعتاد، وعندما رأى هؤلاء الخندق تحيروا كل الحيرة، ووقفوا أمامه وتساءلوا عن هذه الفكرة التى ابتكرها محمد ولم يسبق لهم معاينتها فيما خاضوه من حروب، فقيل وقتها إن فارسيًا انضم إليه، وهو من أشار عليه بهذه الفكرة. ولك أن تتخيل حجم التكريم الذى ناله سلمان بعد أشهر قليلة من إسلامه حين أشار إليه النبى، صلى الله عليه وسلم، قائلًا: «سلمان منا أهل البيت». يقول «ابن كثير» فى «البداية والنهاية»: «إن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، خطّ الخندق بين كل عشرة أربعين ذراعًا واحتج المهاجرون والأنصار فى سلمان، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: سلمان منا أهل البيت»، فقد قسّم النبى، صلى الله عليه وسلم، العمل فى الخندق بين المهاجرين والأنصار، بحيث يحفر كل ١٠ منهم ٤٠ ذراعًا، وتسابق كل فريق من الفريقين يريد أن يضم صاحب الفكرة العبقرية إليه، وحسم النبى الخلاف قائلًا: «سلمان منا أهل البيت» تكريمًا للصحابى الجليل. كان سلمان الفارسى ابن ثقافة وحضارة مختلفة عن ثقافة العرب، لم يجد النبى، صلى الله عليه وسلم، غضاضة فى الاستفادة منها، مثلما فعل فى غزوة الأحزاب، وحقيقة الأمر أن سلمان كان حاضرًا بأفكاره فى سياق العديد من المعضلات العسكرية التى واجهها المسلمون خلال غزوة الخندق وما بعدها، مثل المعضلة العسكرية التى وجدوها خلال غزوة الطائف حين تحصن أهلها بأسوارها العالية، ما دفع «سلمان» إلى أن يشير على النبى باستخدام المنجنيق والدبابات للتعامل مع الموقف، يقول «ابن كثير»: «سلمان الفارسى هو الذى أشار بالمنجنيق وعمله بيده، وقيل قدم به وبدبابتين». والمنجنيق كما تعلم آلة ترمى بها الحجارة الغليظة على الأسوار فتحطمها وتقوض أساسها، والدبابة عبارة عن مركبة خشبية يختبئ فيها الرجال وتدفع على عجلات لتخترق الأسوار عبر أى ثقب نجحت آلة المنجنيق فى ثقبه. لم يكن سلمان الفارسى إذن شخصًا عاديًا.. بل رجل جاء على قدر.