logo
#

أحدث الأخبار مع #شتراوس

انخفاض الطلب على الطائرات الخاصة وسط مخاوف من الرسوم الجمركية
انخفاض الطلب على الطائرات الخاصة وسط مخاوف من الرسوم الجمركية

مستقبل وطن

time٢٦-٠٤-٢٠٢٥

  • أعمال
  • مستقبل وطن

انخفاض الطلب على الطائرات الخاصة وسط مخاوف من الرسوم الجمركية

تراجع الطلب على الطائرات الخاصة، مع تراجع ثقة المستهلكين، وفقًا لأحدث استطلاع أجراه مصرف "باركليز" لوسطاء وممولي طائرات رجال الأعمال. وانخفض اهتمام العملاء بشراء طائرات رجال الأعمال بنسبة 49% منذ مارس، وفقًا للاستطلاع الذي أُجري في الفترة من 9 إلى 15 أبريل، وشارك فيه 65 مشاركًا. ويستخدم استطلاع مؤشر باركليز لطائرات رجال الأعمال، خمسة مقاييس، بما في ذلك توقعات 12 شهرًا والأسعار، لتقييم حالة السوق. وانخفضت جميع المقاييس باستثناء مقياس واحد (مستويات المخزون) من منتصف مارس إلى منتصف أبريل. ونتيجة لذلك، انخفض المؤشر المركب من 52 إلى 40. ويُعد الانخفاض النسبي المسجل في أحدث استطلاع، والبالغ 23%، الأكبر الذي يسجله باركليز منذ جائحة كوفيد. وصرح محلل باركليز، ديفيد شتراوس، لشبكة "سي إن بي سي" بأنه يتوقع أن تضعف المعنويات، ولكن ليس إلى هذا الحد. ويشير مؤشر مُركّب في أوائل الأربعينيات إلى تباطؤ السوق، وفقًا لباركليز. وأوضح شتراوس أن الدرجة 40 تشير إلى أن القيمة الدولارية للطلبات الجديدة لدى المُصنّعين أقل بنحو 10% عن الطلبات التي تُلبّيها حاليًا. وأبلغ المُشاركون في الاستطلاع باركليز أن العملاء قد أجلوا عمليات الشراء، خوفًا من تأثير الرسوم الجمركية ليس فقط على سوق الطائرات، بل أيضًا على أعمالهم التشغيلية. وأفاد ما يقرب من نصف المُشاركين (46%) أن اهتمام العملاء بشراء طائرات رجال الأعمال قد تدهور منذ مارس. وقال 44% إن اهتمام العملاء ظل كما هو، بينما أفاد 10% فقط أنه قد تحسّن. عند سؤالهم تحديدًا عن تأثير الرسوم الجمركية على الطلب على الطائرات الجديدة، قال 93% من المُشاركين إنها ستؤثر سلبًا على الطلب، مع توقع الأغلبية أن يكون التأثير كبيرًا. بينما قال 7% فقط إنهم يعتقدون أنه لن يكون هناك أي تأثير. أما بالنسبة للطائرات المستعملة، فقد أبدى 67% من المشاركين تشاؤمهم، متوقعين تأثيرًا سلبيًا كبيرًا أو طفيفًا على الطلب. وتوقع أقل من الثلث بقليل (27%) زيادة الطلب على الطائرات المستعملة بدرجة ما. واعتمد كلٌّ من مجلس الشيوخ ومجلس النواب الأمريكي قرارًا بشأن الميزانية يهدف إلى تمديد قانون التخفيضات الضريبية والوظائف، ويسمح أحد الأحكام الرئيسية في قانون التخفيضات الضريبية والوظائف للشركات بخصم 100% من مشتريات المعدات المؤهلة فورًا بدلًا من توزيع الخصم على فترات زمنية. وانخفض هذا المعدل بنسبة 20% سنويًا منذ عام 2023، وكان من المقرر إلغاؤه تدريجيًا في عام 2027. أمام المُشرّعين الجمهوريين الآن طريقٌ لرفع المعدل إلى 100% والسماح بالخصومات بأثر رجعي، وهو ما دعا إليه الرئيس دونالد ترامب في مارس. وإذا نجحوا في إعادة 100% من الاستهلاك الإضافي، فستُصبح الطائرات الخاصة أكثر جاذبيةً من الناحية الضريبية.

تراجع الطلب على الطائرات الخاصة وسط مخاوف من الرسوم الجمركية
تراجع الطلب على الطائرات الخاصة وسط مخاوف من الرسوم الجمركية

الدستور

time٢٥-٠٤-٢٠٢٥

  • أعمال
  • الدستور

تراجع الطلب على الطائرات الخاصة وسط مخاوف من الرسوم الجمركية

تراجع الطلب على الطائرات الخاصة، مع تراجع ثقة المستهلكين، وفقًا لأحدث استطلاع أجراه مصرف "باركليز" لوسطاء وممولي طائرات رجال الأعمال، وانخفض اهتمام العملاء بشراء طائرات رجال الأعمال بنسبة 49% منذ مارس، وفقًا للاستطلاع الذي أُجري في الفترة من 9 إلى 15 أبريل، وشارك فيه 65 مشاركًا. 5 مقاييس ويستخدم استطلاع مؤشر باركليز لطائرات رجال الأعمال، خمسة مقاييس، بما في ذلك توقعات 12 شهرًا والأسعار، لتقييم حالة السوق. وانخفضت جميع المقاييس باستثناء مقياس واحد (مستويات المخزون) من منتصف مارس إلى منتصف أبريل، ونتيجة لذلك، انخفض المؤشر المركب من 52 إلى 40. ويُعد الانخفاض النسبي المسجل في أحدث استطلاع، والبالغ 23%، الأكبر الذي يسجله باركليز منذ جائحة كوفيد. وصرح محلل باركليز، ديفيد شتراوس، لشبكة "سي إن بي سي" بأنه يتوقع أن تضعف المعنويات، ولكن ليس إلى هذا الحد. ويشير مؤشر مُركّب في أوائل الأربعينيات إلى تباطؤ السوق، وفقًا لباركليز، وأوضح شتراوس أن الدرجة 40 تشير إلى أن القيمة الدولارية للطلبات الجديدة لدى المُصنّعين أقل بنحو 10% عن الطلبات التي تُلبّيها حاليًا. وأبلغ المُشاركون في الاستطلاع باركليز أن العملاء قد أجلوا عمليات الشراء، خوفًا من تأثير الرسوم الجمركية ليس فقط على سوق الطائرات، بل أيضًا على أعمالهم التشغيلية. وأفاد ما يقرب من نصف المُشاركين (46%) أن اهتمام العملاء بشراء طائرات رجال الأعمال قد تدهور منذ مارس. وقال 44% إن اهتمام العملاء ظل كما هو، بينما أفاد 10% فقط أنه قد تحسّن و عند سؤالهم تحديدًا عن تأثير الرسوم الجمركية على الطلب على الطائرات الجديدة، قال 93% من المُشاركين إنها ستؤثر سلبًا على الطلب، مع توقع الأغلبية أن يكون التأثير كبيرًا. بينما قال 7% فقط إنهم يعتقدون أنه لن يكون هناك أي تأثير، أما بالنسبة للطائرات المستعملة، فقد أبدى 67% من المشاركين تشاؤمهم، متوقعين تأثيرًا سلبيًا كبيرًا أو طفيفًا على الطلب. وتوقع أقل من الثلث بقليل (27%) زيادة الطلب على الطائرات المستعملة بدرجة ما. واعتمد كلٌّ من مجلس الشيوخ ومجلس النواب الأمريكي قرارًا بشأن الميزانية يهدف إلى تمديد قانون التخفيضات الضريبية والوظائف، ويسمح أحد الأحكام الرئيسية في قانون التخفيضات الضريبية والوظائف للشركات بخصم 100% من مشتريات المعدات المؤهلة فورًا بدلًا من توزيع الخصم على فترات زمنية. وانخفض هذا المعدل بنسبة 20% سنويًا منذ عام 2023، وكان من المقرر إلغاؤه تدريجيًا في عام 2027. أمام المُشرّعين الجمهوريين الآن طريقٌ لرفع المعدل إلى 100% والسماح بالخصومات بأثر رجعي، وهو ما دعا إليه الرئيس دونالد ترامب في مارس. وإذا نجحوا في إعادة 100% من الاستهلاك الإضافي، فستُصبح الطائرات الخاصة أكثر جاذبيةً من الناحية الضريبية

شواطىء.. الأنثروبولوجيا.. الإنسـان والعــالم (1)
شواطىء.. الأنثروبولوجيا.. الإنسـان والعــالم (1)

البوابة

time٠٨-٠٣-٢٠٢٥

  • علوم
  • البوابة

شواطىء.. الأنثروبولوجيا.. الإنسـان والعــالم (1)

جرت العادة أن يدرس علم الأنثروبولوجيا العلاقات الاجتماعية في مجموعة محدودة، آخذا في الاعتبار سياقها الجغرافي والتاريخي والسياسي، ولكن اليوم أصبح السياق كوكبياَ. أما بالنسبة للعلاقات فقد تغيرت طبيعتها وشكلها مع تطور تكنولوجيا الاتصالات التي تتدخل في إعادة ترسيم حدود السياق والعلاقات التي تتم فيه. وهكذا نعيد النظر في الفرق بين الأثنولوجيا بوصفها ملاحظة محدودة المكان، والأنثروبولوجيا بوصفها وجهة نظر أعم ومقارنة. فكل إثنولوجيا في عصرنا هذا هي بالضرورة أنثروبولوجيا. وكذلك البعد الانعكاسي للملاحظة الأنثروبولوجية التي كانت دوماَ ذات أهمية قصوى، فقد اكتسبت حقيقة جديدة منذ أن انتمينا كلنا للعالم نفسه تحت عدة مظاهر، وفى الوقت نفسه ينتمي الملاحظ –أيا كان –إلى من يلاحظهم ويصبح مواطناَ مثلهم. كان عالم الأنثروبولوجيا نفسه، أيا كانت درجه خروجه عن جذوره واضطراره للابتعاد عن أصوله، يحاول أن يوصل إلى من يخبرهم، أي من يستقى منهم المعلومات، أن ما يعتبرونه طبيعياَ وأكيدًا إنما هو ثقافي وإشكالي. فمن الآن وصاعداَ تكون مهمته الكبرى أن يأخذ على عاتقه هذه الرسالة الحرجة، ليس فقط في مجتمعة المحدود، بل أيضاَ في هذا الكيان المتنوع الذي نسميه العالم الشامل الذي ينتمي إليه مع الآخرين. فلم نكن يوماَ أحوج ما نكون إلى نظرة أنثروبولوجية ناقدة مثل اليوم. ولم تكن يوماَ هذه النظرة أصعب ما يكون مثل اليوم، بما أن معايير الطبيعي والأكيد قد تغيرت. إن أولى المنافع التي يطالب بها الأنثروبولوجي تتعلق بتحري الدقة، بحيث يستطيع أن يتوصل إلى الانتباه إلى النظام الرمزي لمجموعة ما في المجتمع، وهذا النظام هو ما نطلق عليه أحيانا َلفظة (ثقافة)، ولكن هذا المفهوم للثقافة لا يعنى مجرد كيان من التمثيل، بل إن الثقافة هي نظرية الطبيعة، والقانون المدني، وطريقة استخدامه في الوقت نفسه. والنظرة الأنثروبولوجية تأبى إلا أن تكون ناقدة تجاه كل ثقافة. فالأنثروبولوجي لا يكفي بالاستماع لكل ما يقال له، ولكنه يطلب أيضاَ أن يرى. فهو لا يخدع، فلا يشك في أحد معين، ولكنه يعرف بالتجربة أنه لا يوجد مجتمع بدون سلطة، ولا قانون اجتماعي يقوم على المساواة. وفى هذا الاتجاه تكون نظرته هادمة بالطبيعة، وتكون أولى مهامه على الأرض تعليم من يستقى منهم المعلومات بالتدريج، ومن خلال وجوده فقط، بل أيضاَ بملاحظاته والأسئلة التي يوجهها إليهم، وإلى حد ما اعتباطي. وهو يرى نفسه يعطى المعالجة نفسها، ويسأل بدوره "وعندك كيف يكون الأمر؟"، وما يمنعه ليس الفرق النسبي بين الثقافات، بل على الأحرى القاعدة المشتركة للتمثيل المتنوع التي تستخدمه. ولأن النظرية الاجتماعية لم تأت من فراغ، ففي بعض المجموعات الإنسانية التي يمكن أن ندرسها، دائماَ ما توجد ثمره الملاحظة والتخمين الفكري، وعلى الأصح فإنها من البعد الاعتباطي للرمزية التي لاحظها شتراوس (منذ ظهور اللغة التي عرفها العالم )، ومن خلال الملاحظة الواعية والمبنية على الواقع، ومن هنا يأتي التناقض؛ مهما كانت مختلفة ومتنوعة، فإن الثقافات كانت دائماَ، في أعين الإثنولوجى الذي يلاحظها أو الذي يتعرف عليها من خلال أعمال زملائه، تبدو مألوفة بحيث يمكن مقاربتها والمقارنة بينها. وفى هذه النقطة تولد إمكانية عمل ليس فقط دراسة أنثروبولوجية مقارنة، بل أيضاَ أنثروبولوجيا نظرية. ونقصد بهذا أنه من حيث إن النظم المحلية تسأل عن أكبر الموضوعات الإشكالية (الحياة والموت، الميلاد، والوراثة، والعلاقة بين الرجل والمرأة،.. الخ)، وهي تهم كل تفكير فلسفي، بغض النظر عن الطابع المميز اجتماعياَ للإجابات عن الأسئلة المطروحة. يقول البروفسور مارك أوجية أستاذ الأنثروبولوجيا الفرنسي في كتاب "الأنثروبولوجيا والعالم الشامل" والذي نقلته إلى العربية رانيا الحسيني والصادر حديثا عن المركز القومي للترجمة بالقاهرة. لقد تحدثت مرة أو مرتين عن (الأنثروبولوجيا التحليلية)، ولكنني لم أكن أقصد أن أتحدث عن منهج، وذلك لأنه ببساطة غير موجود. وقد قلت لنفسي على سبيل الدعابة، إن أساس الأبعاد الأربعة المفضلة لدى الإنثولوجى (البنوة، والمصاهرة، والإقامة، والجيل)، بشرط أن نأخذها بمعناها الأشمل، يمكننا أن نلقى الضوء على الأفراد، وليس على المجموعات، حيث نستطيع تنظيم كلام كل فرد عن نفسه وتحليله، والذي ربما يقوله ليتخفف من الضغط النفسي، أو على سبيل الفضفضة، أو يلقى نظرة على ماضيه. نظريا لدى كل متخصص في علم الأعراق مقدرة على الإنصات، تمكنه من مواجهة أحاديث قد لا يملك الوسائل الذهنية لتفسيرها. حينئذ يقع بين نقطة التقاء الرمزية الاجتماعية والخيال الفردي. فيجب عليه أن يعلمه ويدركه وأن يعرف أن يتوقف أمام ما يرتسم وما يتراءى له في أفق بحثه، الذي لا يكتمل فعلا إلا إذا نجح في تحديد مناطق فراغ، والخطوط التي فاتته، والآثار الدالة على عدم اكتماله. كما أن الطب النفسي الإثنولوجى، على ما يبدو، قد أنتج أعمالا مبهرة متمسكاَ بالملاحظة. ولكي أكون أكثر دقة سوف أضيف ثلاث ملاحظات: الملاحظة الأولى، إننا نشهد اليوم، ومع تطور تكنولوجيا الاتصالات، إفراطاَ في استعراض، بل تعرية النفس بشتى الطرق، وقد خلق هذا نوعاَ جديداَ من العلاقات عن طريق الشاشات، مما جعل في الوقت نفسه مسألة العلاقات مع الآخرين ومع النفس أكثر تعقيداَ. إن هذا الظهور المزدوج والإشكال يشكل موضوعاَ بحثياَ جديداَ ذا جوهر أنثروبولوجي. الملاحظة الثانية، إن الأبحاث التي تخص علم الأعراق في هذا الموضوع لا نستطيع اختصارها إلى (إثنولوجيا الويب)، إن إعادة استخدام مفهوم (الحدث الاجتماعي الكامل) تفرض نفسها هنا. إذ يجب إعادة تعريف مفهوم السياق. الملاحظة الثالثة، إنه يجب أن نحترس من الخلط بين الأنواع، وألا نخلط الدراسات المنتمية إلى إثنولوجيا الانغماس الضرورية والملاحظات الأكثر تفصيلاَ وعمقاَ في (إثنولوجيا اللقاء)، فالأخيرة يمكنها صياغة الافتراضات واقتراح البديهيات، لكن الرحلات الميدانية على المقارنات المتعلقة (بإثنولوجيا اللقاء) إلا بعد ممارسة طويلة للفرعين الآخرين، آخذين في الحسبان المعايير الأنثروبولوجية الكبرى. لكن نظرًا لعدم إمكانية ذلك، فقد نلجأ لعمل أبحاث وثائقية، أو تحقيقات صحفية عالية الجودة، لكنها ليست لها علاقة حقيقية بعلم الأنثروبولوجيا. وللحديث بقية

النمسا تحتفي بالمئوية الثانية ليوهان شتراوس
النمسا تحتفي بالمئوية الثانية ليوهان شتراوس

البيان

time١٦-٠٢-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • البيان

النمسا تحتفي بالمئوية الثانية ليوهان شتراوس

من الموسيقى الخلفية في الطائرات إلى حفلات فيينا الراقصة، تحضر مقطوعات يوهان شتراوس الثاني في كل مناحي الحياة في النمسا، التي تحتفل سنة 2025 بالذكرى المئوية الثانية لـ«ملك الفالس». ولاحظت السائحة البريطانية هيلين فوستر بحماسة خلال زيارتها المتحف المخصص لشتراوس في عاصمة الموسيقى الكلاسيكية العالمية أنه فنان «محبوب من الجميع على مر العصور». وتقدم أعمال شتراوس بكل الأشكال في فيينا، حيث لا تزال ألحانه الجذابة تحظى بشعبية كبيرة، وتعد مقطوعة «الدانوب الأزرق» بمنزلة النشيد غير الرسمي للنمسا. وستكون الذكرى المئوية الثانية لميلاده، حيث ولد في 25 أكتوبر 1825 مناسبة لإقامة عدد كبير من الأنشطة، من حفلات موسيقية ومعارض وسواها، حتى أن شركة الخطوط الجوية النمساوية وضعت صورته على إحدى طائرتها. وتستحضر نغمات شتراوس المبهجة والحيوية صوراً احتفالية وفَرِحة، في أجواء من «الحقبة الجميلة». وترك يوهان وراءه إنتاجاً غزيراً يتجاوز 500 من مقطوعات الفالس والبولكا والرباعيات والأوبريتات، كانت تتناسب تماماً مع حاجات المجتمع. وأصبح شتراوس الذي توفي بسبب التهاب رئوي في مطلع القرن العشرين عن 73 عاماً أحد أبرز وجوه الثقافة النمساوية، إلى جانب موزار وسيسي، إلى درجة أن النازيين حتى لم يجرؤوا على المسّ بإرثه.

كلود ليفي شتراوس والبحث عن الجدول الدوري للغات البشرية
كلود ليفي شتراوس والبحث عن الجدول الدوري للغات البشرية

الدستور

time١٣-٠٢-٢٠٢٥

  • علوم
  • الدستور

كلود ليفي شتراوس والبحث عن الجدول الدوري للغات البشرية

مهدي نصير كلود ليفي شتراوس مفكر انثروبولوجي ميداني كبير خاض التجربة الانثروبولوجية مباشرة وعاش بين القبائل والشعوب البدائية واطلع على عاداتها وطقوسها ومعارفِها وموسيقاها وأديانها وأساطيرها وكتب عن كل ذلك بلغة علمية وحميمية شعرية أعطته نكهةً خاصة لا يمكن لأحد من الانثروبولوجيين مضاهاتها أو الاقتراب من نارها. ولد شتراوس في فرنسا في العام 1908 وفي العام 1935 كان أستاذا في جامعة ساو باولو في البرازيل حيث بدأ هناك وعلى مدار أربعة سنوات بحثه الميداني عن الشعوب الأصلية في البرازيل. انتقل بعد ذلك للعمل في الولايات المتحدة الأمريكية حيث أصدر في العام 1955 كتابه الشهير «مدارات حزينة». من كتبه الهامة كتابه الموسوعي «ميثولوجيات» وكتابه التأسيسي للأنثروبولوجيا البنيوية «الانثروبولوجيا البنيوية». وله كتبٌ وأبحاث ودراسات ومقالات ومقابلات كثيرة جداً بثَّ فيها خلاصة فكره وتجاربه ورؤاه في الانثروبولوجيا، ومما يُعطي دراسات شتراوس القيمة العلمية العالية هو أنها مبنية على دراسات ميدانية حقيقية تلقفها عقل جبار وحلَّلها برؤيوية وأشَّر إلى قضايا كبيرة وفتح أبواباً للبحث ما زالت بكراً حتى الآن وبحاجة الى جهود مئات بل آلاف الدارسين للوصول الى نتائج فيما طرحه هذا المفكر العملاق. في هذه الورقة سأقرأ عن بُعد مقولة طرحها هذا المفكر الكبير في كتابه « الأنثروبولوجيا البنيوية « وأسرتني لسنوات طويلة في الثمانينات من القرن الماضي وسوف أستعيد ظِلال هذه الفكرة كما علقت في ذاكرتي من تلك السنوات البعيدة إذ أن الكتاب اختفى من مكتبتي ولم أعثر على نسخة بديلة له. قبل الدخول في جوهر الفكرة الشتراوسية عن أصل اللغات البشرية دعوني أكرر فكرة أكَّد عليها كثير من مؤرخي الفلسفة وفحواها أن الفكر الغربي كان يتناوب على قيادته أفلاطون بمُثُلِهِ وكُليَّاتِهِ وأرسطو بمنطقه وجُزئياتهِ، فتجد تارةً الأفلاطونية تسيطر وكمثال على ذلك «البنيوية» التي هي أفلاطونية من حيث بحثها عن الكُليَّات أو البِنية بلغة الفلسفة المعاصرة وتارةً أُخرى تجد الأرسطية تسيطر وكمثال على ذلك التفكيكية التي انبثقت من البنيوية كما انبثق الفكر الأرسطي من الأفلاطونية. شذَّ عن هذه القاعدة الفكر الهيجلي – الماركسي الذي أسَّس للجدل بين الجزئيات والكليَّات بما أعاد فكرة الصيرورة المتغيرة للأشياء من خلال جدل الجزئيات والكليَّات وإنتاجها لكُليَّات جديدة مؤقتة سرعان ما تدخل في جدل مع جزئيات جديدة بما يُنتج كليَّات جديدة وهكذا إلى ما لا نهاية. سُقتُ هذه المقدمة لأتحدث عن فكرة شتراوس المدهشة في محاولته للبحث عن جدول دوري للِّغات البشرية كالجدول الدوري للعناصر في الطبيعة (جدول مندليف الدوري) والذي أدّى تكوينه إلى التنبوء بوجود عناصر في الطبيعة غير معروفة للإنسان حيث تم تحديد صفاتها وأوزانها وخصائصها قبل اكتشافها، حيث أثبتت الأبحاث العلمية لاحقاً صحة ودقة ما تنبأ به مندليف في جدوله الدوري للعناصر في الطبيعة. شتراوس ينطلق في مغامرته الكبرى في هذه الفكرة الجبارة من واقع العلم الحديث أولاً ومن ثمَّ من فكرة أفلاطونية «وجود كليَّات حقيقية» أي بلغة بنيوية وجود بِنية للِّغات البشرية تبدأ من اللغات البسيطة والبدائية كما بدأ الجدول الدوري للعناصر من ذرة الهيدروجين وتدرَّج إلى أعقد وأثقل العناصر الموجودة في الطبيعة، كان شتراوس يطمح أن تستطيع الانثروبولوجيا البنيوية أن تمضي بهذا الاتجاه وذلك لإدراكه العميق أن البحث بهذا الاتجاه لا يستطيعه عالم بمفرده مهما أوتي من القدرة والذكاء والإطلاع وأنه يحتاج إلى نبش عميق في طبقات المعرفة البشرية والتي لا يمكن القيام بها إلا من خلال مراكز بحث علمية رصينة. تتضمن هذه الفكرة الانثروبولوجية العميقة والرؤيوية أن أصل كل اللغات البشرية أصل صوتي واحد انبثق من مكونات عضوية للحنجرة البشرية (ذرة الهيدروجين في الجدول الدوري للعناصر) ومن ثَمَّ دخلت الحضارات واختلافها والبيئات والحاجات المختلفة للبيئات البشرية والعناصر المختلفة المُشكِّلة للأفق المعرفي للمجتمعات البشرية فتطورت هذه اللغات وانزاحت في اتجاهات مختلفة عن الأصل العضوي لها ولعل هذا الصَدى الذي نجده أحيانا في التشابهات (بعد إزالة بعض الأقنعة التاريخية للكلمات ) لكلمات كثيرة في لغات مختلفة ومتباعدة ولعل التشابه يكمن في المكونات الأولى للذهن البشري (بابا، ماما، ماء، سماء.. الخ). أن الوصول الى نتائج حقيقية وعلمية في هذا المجال بحاجة الى أبحاث صوتية ولسانية وميدانية مع الشعوب البدائية التي ما زالت لغاتها تحتفظ بالمكونات الأولى للغة الأُم ودراسات اركيولوجية للغات الحديثة بعائلاتها المختلفة للوصول (أو عدم الوصول) للعناصر المشتركة الأصلية لهذه اللغات. إن السؤال الجوهري الذي يُطرح بقدر كبير من الاحترام هو: هل هناك أصلٌ عضويٌ واحد لكل اللغات البشرية؟ أم أن هناك أصولاً متعددة؟ بغضِّ النظر عن الجواب على هذا السؤال فبمجرد طرحه بهذا الشكل يؤشِّر إلى فكرة إنسانية عبقرية وهي أن اللغات البشرية سواءً كانت أصولها واحدةً أم متعددةً، هي إنجازٌ بشريٌّ وليست هِبةً غيرَ ذات أصلٍ بشري. هذا الحديث بهذا الاتجاه والذي افتتحه شتراوس برؤيته العميقة والشمولية للحضارة البشرية وللتاريخ البشري يفتحُ باباً وحقلاً عميقاً من الأبحاث سيغيِّر رؤى كثيرة في إعادة قراءة التاريخ والوعي والحضارة البشرية، وسُيعيد النظر في بدهيات فكريَّة مسيطرة أدخلت شتراوس في صراعات مع مفكري عصره ومع فلسفات عصره المهيمنة (الماركسية والهيجلية مثالاً) ففكرته عن جدول دوري للغات الإنسانية هجوم عنيف على مركزيَّة الفكر الأوروبي وعلى خطيَّة التاريخ الهيجلية والماركسية معاً، وهي دعوة إلى أفقيَّة التاريخ لا خطِّيته وعموديَّته التي تُكرِّس النزعة المركزيَّة الأوروبية والأمريكية المنتصرة وتُلغي الآخر باعتباره صورة متخلَّفة تم تجاوزها على المستوى الحضاري الذي يؤمن برأسيَّة التطوّر التاريخي والتي لم يستطع حتى ماركس بفكره الإنساني الجبّار الإفلات من جبروتها، فشتراوس هاجم هذه المركزية الفكرية في الفكر الغربي وحاول تعريتها عبر تبنيه لمفهوم أفقي للتاريخ يعترف بالتنوع الثقافي كمكوِّن بُنيوي لحضارات الإنسان لا حضارته الواحدة المتغوِّلة التي تُلغي الحضارات الأخرى باسم العلم والفلسفة والتقدم، لذلك وبهذه الرؤية غلَّفت رؤية شتراوس للتاريخ رؤية شعريَّة يمكنني تسميتها الرؤية الشِّعرية للتاريخ وهو بهذا يقترب كثيراً من رؤية اشبنغلر الشعرية للتاريخ، ففكر شتراوس فكرٌ بَريٌّ ضد العولمة والهيمنة الأحادية، ضد نشر النموذج الغربي المنتصر كنموذج حتمي لحضارة الإنسان سواءً في بعده المتوحش الرأسمالي أو في بعده الماركسي الإنساني والذي كان شتراوس متعاطفاً معه، شتراوس يدعو إلى علم للتواريخ والثقافات البشريَّة وليس إلى علم للتاريخ. وفي واحدة من تجليات عقله في تحليله للبُنى العميقة اللاتاريخية أو التي تعمل على مستوى أعلى من مستويات التاريخ اليومي أو أن دورتها التاريخية طويلة إلى حد يمكن اعتبارها بُنى لاتاريخية إلى مستوى مقبول من التحليل لهذه البُنى في علاقاتها مع بُنى ذات دورة تغيُّر سريعة، تحدَّث عن بنية الموسيقى كبديل إنساني يُعيد التوازن في الفكر الغربي وكبديل للتوحُّش الغربي الرأسمالي المادي والذي عمل ويعمل على قتل كل البُنى اللاتاريخيَّة العميقة والبعيدة التأثير (لدى الثقافات الأخرى وفي الثقافة الغربية نفسها) والتي تُفلت من هيمنة اللغة كواحدة من البُنى المُراوغة والسريعة التبدل والقابلة للتصنيم والترميز وفي واحدة من أعتى تجليات سفالة وانحطاط منظري العولمة في الفكر الغربي عبرَ محاولة ضبط هذه البِنية اللاتاريخية (الموسيقى والأسطورة)، ولإحكام السيطرة على حركة التاريخ وتوجيهها كان الهجوم الكاسح على هذه البُنى من خلال تسطيحها وإنتاجها من خلال بُنى عامة وتحطيم نخبوية إنتاجها كمحرِّك نخبوي خارج السيطرة اليومية للتاريخ بما يمنح هذا التاريخ درجة من التوازن في مقاومة محاولة تسطيحه وتعويمه \وهذا ما نلاحظه في انتشار ثقافة مسطحة متشابهة نمطية تُعلَّم في المعاهد والجامعات وفق نماذج مدروسة ومسيطرة ينتجها محترفون وأكاديميون وعوام وإغراق التاريخ في هذا النتاج المشبوه ليفقد النتاج الحقيقي للثقافة قدرته على التأثير وقتله بهدوء.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store