أحدث الأخبار مع #صوتفلسطين

الدستور
١٧-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- الدستور
سياسيون وإعلاميون فلسطينيون لـ«الدستور»: موقف أردني متقدّم في «قمة بغداد»
كتبت: نيفين عبد الهادي في القول إن كلمة الأردن في قمة بغداد تفرّدت بحرفية الكلمة والمعنى والموقف تجاه القضية الفلسطينية بكافة تفاصيلها المتعلقة بالحرب الكارثية على قطاع غزة، أو بالاعتداءات والانتهاكات في الضفة الغربية المحتلة، أو على القدس، نتحدث بذلك عن واقع وضعه الأردن على طاولة الأشقاء العرب في قمة بغداد، بوضوح وحسم واضح بأن «مستقبل المنطقة؛ أمنها واستقرارها أساسه حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية».بالأمس، مندوباً عن جلالة الملك عبدالله الثاني ، ترأس رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان، الوفد الأردني في القمة العربية الرابعة والثلاثين، والمنعقدة في العاصمة العراقية بغداد، وألقى كلمة الأردن في القمة نيابة عن جلالته، مؤكدا أن الأردن سيستمر بدوره التاريخي تجاه الأهل في غزة، والضفة الغربية، وكذلك في حماية ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.في الشارع الفلسطيني، وفي متابعة خاصة لـ»الدستور»، لقيت كلمة الأردن في قمة بغداد شكرا وتقديرا كبيرين، وثقة مضاعفة بأن الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني هو السند الحقيقي للقضية الفلسطينية. الدكتور فخري أبو دياب من القدس، قال الباحث المختص بشؤون القدس الدكتور فخري أبو دياب: نعلم تماما أن قلب الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني على القضية الفلسطينية والفلسطينيين يكفينا أنه عندما تخاذلت الأمة لم يقف معنا بعد الله إلاّ الأردن، نعي تماما أن الأردن الأهم في دعم صمود وثبات وتمكين الفلسطينيين.ولفت الدكتور أبو دياب إلى أن أبرز ما يميّز الأردنيون أنهم يقولون ويفعلون للأسف الكثير من الدول تتحدى بجمل لا تسمن ولا تغني من جوع، تقال الكلمات فقط كي تسجل مواقف، لكننا نحن نرى عمل الأردن على أرض الواقع، فالأردن هو الذي حمى المقدسين والمقدسات، إضافة لمواقفه العظيمة في غزة، حقيقة لم نجد معيلا إلا الأردن رغم امكانياته المتواضعة لكنه يقدّم الكثير وربما يؤثر المحتاجين في فلسطين على مصالحه واحتياجاته.وأوضح الدكتور أبو دياب أن كثيرا من الدول لم نر منها شيئا للأسف، لكن الأردن بقيادة جلالة الملك هو الدرع الحامي والواقي لنا وسندنا، فجلالة الملك عبد الله الثاني يضع القدس والمقدسات أولوية ونحن في القدس نقدّر ذلك عاليا، ويقدّم دوما كل ما هو في صالحنا، فلم يحدث أن يقول الأردن قولا فقط، إلا ويتبعه وربما يسبقه بالفعل بإصرار وتصميم بقيادة ترى في عدالة القضية الفلسطينية حلا لكافة قضايا المرحلة.أحمد العريدي من جانبه، قال المدير العام لإذاعة صوت فلسطين ومدير الأخبار في تلفزيون فلسطين الأسبق أحمد زكي العريدي في قمة بغداد الموقف الأردني صريح ومتماسك، وربما هذا الموقف من المواقف المتقدمة عربيا على أساس العلاقات الأخوية المتينة بين الأردن وفلسطين، فقد كان موقفا واضحا بشكل كبير.ولفت العريدي إلى أن الأردن في الكلمة التي ألقاها رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان وصف الواقع بمسمياته الواضحة، فقد وصف الحرب على غزة بأنها حرب ظالمة وكارثية، وبالطبع موقف لا لٌبس فيه. وبين العريدي أن الأردن يحتاج اسنادا عربيا ودوليا لموقفه الصريح والصلب والشجاع تجاه الحرب على غزة، والقضية الفلسطينية، وضرورة حل الدولتين، إضافة إلى مسألة مهمة جدا المتمثلة في الحافظ على المقدسات والوصاية الهاشمية في القدس الشريف، التي تنتهكها إسرائيل، حقيقة الأردن في قمة بغداد موقفه غاية في الأهمية، وشجاع ومتقدّم على غالبية المواقف. الدكتور محمود خلوف القضاة بدوره، قال الأكاديمي والمحلل السياسي الدكتور محمود خلوف القضاة كلمة الأردن تليق بالتحديات الجسام، وجاءت لتساند جهود الوفد الفلسطيني في القمة. واضاف : عودتنا المملكة الأردنية الهاشمية تاريخيا، بخطاب ناضج ومتقدم في كل المناسبات والمحافل، والشعب الفلسطيني يحتاج لتنفيذ قرارات عشرات القمم العربية بشأن توفير شبكة أمان مالي للسلطة الفلسطينية، وبشأن القدس، وغيرها من الجوانب التي تحدث بها رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان وبطبيعة الحال المواضيع المستجدة بعد 7 تشرين الأول 2023. وقال: كان واضحا أن كلمة الأردن جاءت مختلفة وسط حالة من تأثر المرحلة بتحديات كبيرة، انعكست على دول كثيرة، أما الأردن تمسك دائما بمبادرة السلام العربية ورفض الالتفاف عليها، وجاء ليذكر العالم والأشقاء بالمسؤوليات الأخلاقية والسياسية والقانونية تجاه أهالي فلسطين المحتلة.بكل الأحوال المواطن الفلسطيني يطلب من القمة العربية قرارات مختلفة وواقعية ترتقي إلى درجة التحدي، وهو ما انسجم مع موقف الأردن وفلسطين وخطابهما أساسا في القمة.محمد أبو خضير وأكد مدير تحرير جريدة القدس المقدسية محمد أبو خضير أن موقف الأردن في قمة بغداد يكمّل مواقفه التاريخية، وقال إن العلاقات الفلسطينية الأردنية تاريخياً تشكّلت على أسس الجغرافيا المشتركة، والروابط الاجتماعية، والمواقف السياسية الموحدة تجاه القضايا المركزية للأمة العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. هذه العلاقات لم تكن محصورة في الدعم السياسي فقط، بل امتدت إلى أدوار عملية، منها الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.في كلمة رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان في قمة بغداد، يضيف أبو خضير، برزت هذه العلاقات كجزء أصيل من الدور الأردني في دعم الحقوق الفلسطينية والتصدي للانتهاكات الإسرائيلية، تأكيده على استمرار الأردن في «دوره التاريخي في حماية ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس» ليس مجرد تصريح، بل هو تجديد لعهد تاريخي بدأ منذ عشرينيات القرن الماضي، حيث أُوكلت للهاشميين مسؤولية الوصاية على الأماكن المقدسة، وهو دور اعترفت به اتفاقيات دولية ومواقف عربية.ولفت أبو خضير إلى أنه في هذه الكلمة، اعتمد رئيس الوزراء على لغة حازمة تعكس قلقاً عميقاً تجاه الانتهاكات المستمرة في القدس والضفة الغربية، مؤكدا على رؤية أردنية متجذرة تُحمّل إسرائيل مسؤولية التصعيد في المنطقة، وتربط بين تصرفاتها واستدامة الصراعات. خالد جودةوقال الناشط السياسي خالد جودة معلقاً على كلمة المملكة الأردنية الهاشمية في القمة العربية في العراق، موقف الأردن تجاه القضية الفلسطينية هو امتداد طبيعي للعلاقات التاريخية العميقة التي تربط البلدين، حيث تواصل المملكة دعمها الثابت للشعب الفلسطيني في مختلف الظروف، لافتا إلى أن الدور الأردني لا يقتصر فقط على الدعم السياسي والدبلوماسي، بل يشمل أيضًا المساعدات الإغاثية والطبية، التي تسهم في التخفيف من معاناة الفلسطينيين داخل القطاع.وقال جودة: نحن كفلسطينيين نثمن هذا الدور الأردني ونأمل استمراره وتوسعته ليشمل المزيد من الجهود السياسية والدبلوماسية التي تعزز الوحدة الفلسطينية وتسهم في تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني نحو الحرية والعدالة والاستقلال.وشدد جودة على أن الأردن يلعب دورًا دوليًا بارزًا في دعم القضية الفلسطينية عبر الأمم المتحدة ومجلس الأمن والجمعية العامة، وكافة المحافل الدولية، وعواصم صنع القرار الدولي، حيث يواصل جهوده الدبلوماسية لضمان حقوق الشعب الفلسطيني.


شبكة أنباء شفا
١١-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- شبكة أنباء شفا
يوسف القزاز : صوت فلسطين الذي لا ينطفئ ، بقلم : المهندس غسان جابر
يوسف القزاز : صوت فلسطين الذي لا ينطفئ ، بقلم : المهندس غسان جابر في سجل الإعلام الفلسطيني، تتلألأ أسماء صنعت الفرق وسط الركام والرماد، وكان لها الصوت الأوضح في خضم العواصف السياسية والعسكرية. من بين هؤلاء يقف الإعلامي الفلسطيني يوسف القزاز، الرجل الذي شكل علامة فارقة في تاريخ الإعلام الوطني المقاوم، وصوتًا صادقًا عبر أثير الإذاعة، لم يهادن، ولم يساوم، بل بقي وفياً لفلسطين الكلمة، وفلسطين الحقيقة. النشأة والبدايات وُلد يوسف القزاز في بلدة دورا جنوب مدينة الخليل عام 1945، في زمن مضطرب شهد نكبة الشعب الفلسطيني. ومنذ شبابه، اختار أن يكون جزءًا من الحكاية لا راويًا من بعيد. انخرط في صفوف الثورة الفلسطينية مقاتلاً وناشطًا قبل أن يصبح إعلاميًا، حيث أدرك مبكرًا أن الكلمة قد توازي الرصاصة في ميدان المواجهة، وربما تتجاوزها حين تحمل الحقيقة وتُعبّئ الوجدان. من 'صوت العاصفة' إلى 'صوت فلسطين' بدأ القزاز مسيرته الإعلامية كمذيع في إذاعة 'صوت العاصفة' في القاهرة، الذراع الإعلامية لحركة 'فتح'، ثم واصل العمل بها عندما انتقلت إلى بيروت، حيث كانت تبث من قلب المعركة. وفي بيروت، كان أحد المؤسسين الأوائل لإذاعة 'صوت فلسطين'، التي كانت تبث من مواقع الفدائيين، وسط ظروف قصف وحصار، لتحمل صوت الأرض واللاجئين والكرامة المهدورة. تميّز القزاز بأسلوبه الإذاعي الحيّ والميداني، إذ لم يكتفِ بتقديم الأخبار بل رافق الفدائيين في ساحات المواجهة، وجعل من الإذاعة منصةً للمقاومة، وصوتًا من قلب الحدث لا من خلفه. مدير عام إذاعة 'صوت فلسطين': تحديث الرؤية عُيّن يوسف القزاز لاحقًا مديرًا عامًا لإذاعة 'صوت فلسطين'، وهناك بدأ مرحلة جديدة من العمل المؤسسي والتطويري، حيث وضع خطة استراتيجية لتوسيع نطاق البث، شملت: الانتقال إلى البث 24 ساعة بدلاً من 18، وتنسيق البث بين الضفة الغربية وقطاع غزة. إطلاق برامج باللغة العبرية إلى جانب الإنجليزية والفرنسية، بهدف إيصال الرواية الفلسطينية إلى المجتمع الإسرائيلي والعالم. تحديث البنية التقنية للإذاعة بدعم من دول شقيقة كالإمارات، التي قدمت مرسلات حديثة لتقوية بث 'صوت فلسطين' على موجات FM والأقمار الصناعية مثل 'هوت بيرد' و'تل ستار'. توسيع المحتوى الوطني من خلال إدماج الأغاني الثورية التي كانت تؤديها الفرقة المركزية التابعة للفدائيين، والتي شارك في إنتاجها كبار الملحنين مثل مهدي سردانة وعبد العظيم محمد. صوت الثورة والوجدان الوطني حرص القزاز على أن تبقى الإذاعة تجسيدًا حيًا لهوية الشعب الفلسطيني ونضاله، فكانت افتتاحية 'صوت فلسطين' اليومية موسيقى مقتبسة من البولونيز لشوبان، اقترحها الرئيس الراحل ياسر عرفات، لما تحمله من رمزية نضالية عميقة. هذه اللمسات جعلت الإذاعة جزءًا من التشكيل الثقافي والوطني للجيل الفلسطيني الجديد. تحديات الاعتقال والاحتلال لم تكن مسيرة القزاز مفروشة بالورود؛ فقد اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي عدة مرات إداريًا وفعليًا، وخاض إضرابات عن الطعام احتجاجًا على الاعتقال، في وقت تعرضت فيه عائلته للتهديد والاعتداء. رغم ذلك، لم يتوقف عن العمل الإعلامي، بل حول الاعتقال إلى منصة جديدة للتحدي وإيصال رسالة الأسرى والمظلومين إلى العالم. نقد الواقع وتطوير الهيئة لم يكن القزاز رجل مؤسسة تقليدي، بل صاحب رأي وموقف. انتقد تأخر قناة الجزيرة في دعم هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية، ودعا إلى شراكة حقيقية في التدريب وتوفير الأجهزة والبرامج. كما أشاد بجهود الوزير نبيل شعث في إدخال الثقافة إلى الإعلام، مشيرًا إلى ضرورة إشراك المسرح والدراما في البرامج الوطنية. الإرث الإعلامي استمر يوسف القزاز في العطاء حتى سنوات عمره الأخيرة، قبل أن يرحل بعد صراع مع المرض، تاركًا خلفه إرثًا إعلاميًا يُعد من الأعمدة الأساسية التي بُني عليها الإعلام الفلسطيني المعاصر. لقد كان أحد القلائل الذين جعلوا من الإذاعة صوتًا للوطن والحرية، لا مجرد وسيلة اتصال. نقول أن يوسف القزاز لم يكن مجرد إعلامي، بل مناضل بالكلمة، وفارس في معركة الوعي، وركن من أركان الإعلام الفلسطيني المقاوم. إرثه لا يُقاس فقط بعدد البرامج أو ساعات البث، بل بقدرته على ترسيخ البعد الوطني في وجدان المستمع الفلسطيني والعربي، في وقت كانت الكلمة فيه معركة. في زمن يُساق فيه الإعلام إلى الترفيه والسطحية، يبقى صوت يوسف القزاز نداءً لضمير الإعلاميين: أن تكونوا مع الشعب، لا على الهامش. م. غسان جابر (القيادي في حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية)