أحدث الأخبار مع #عبّاس

القناة الثالثة والعشرون
١٠-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- القناة الثالثة والعشرون
شتم 'السيد'… فاعتقلوه وضربوه!
تقدّم والدٌ بشكوى قضائية ضدّ أربعة أشخاص اتهمهم فيها بإقدامهم 'بالاشتراك فيما بينهم على خطف ابنه لدواعٍ حزبيةٍ، وتعذيبه جسديًّا ومعنويًّا عن طريق ضربه وإيذائه وقصّ شعره ووضع حذاءٍ على رأسه'. بعد التحقيق في القضية، تبيّن أن المدعى عليهم 'ع.ي' و'ح.ش' و'أ.ف' و'ح.هـ'، أقدموا على حجز حرّية المدعو 'إ.ش' لبعض الوقت، حيث تقاسموا الأدوار فيما بينهم، إذ أحضر المدعى عليه 'أ.ف' المدعو 'إ.ش' الى المبنى الذي يقطن فيه 'عبّاس' في محلّة الصنائع في بيروت، وقام برفقة المدّعى عليهما 'حسين' و'حمزة' على إنزال الشاب الى الغرفة العائدة للمدّعى عليه 'ع.ي' في الطابق السفلي الثاني من المبنى، وقاموا بضربه وشتمه على خلفية قيامه بشتم السيد حسن نصر الله والمقامات الدينية في سوريا ضمن مجموعةٍ على تطبيق واتسأب، ومن ثمّ قاموا بنقله الى محلة زقاق البلاط وتسليمه الى عناصر حزبية. وقد أوقف 'ع.ي' وأقرّ خلال التحقيقات الأولية بما هو مسند إليه، ثم عاد ونفى إقدامه على حجز حرّية المدعو 'إ.ش' ابن المدعي 'أ.ش' خلال التحقيق الاستنطاقي، وأضاف أنه قام بالاشتراك مع باقي المدّعى عليهم الثلاثة (فارّون) على ضرب ابن المدعي وشتمه ومن ثمّ تسليمه الى عناصر حزبية في منطقة زقاق البلاط. ولمّا لم يحضر المدعى عليهم الثلاثة 'ح.ش' و'أ.ف' و'ح.هـ' التحقيقات الأولية ولا الاستنطاقية، أصدر قاضي التحقيق أسعد بيرم مذكّرات توقيف غيابية بحقهم فيما أوقف 'ع.ي' بموجب مذكرة توقيف وجاهية. ولأن فعل المدّعى عليهم بإقدامهم على حجز حرية ابن المدّعي يكونون بذلك قد اقترفوا الجرم المنصوص عنه والمُعاقب عليه في جناية المادة 569 من قانون العقوبات ('مَن حرَم آخر حريته الشخصية بالخطف أو بأي وسيلة اخرى عوقب بالأشغال الشاقة الموقتة')، وحيث إنّ إقدامهم على ضرب ابن المدّعي وشتمه، يكونون قد اقترفوا الجرميْن المنصوص عنهما في جنحتيْ المادتين 554 ('من أقدم قصدًا على ضرب شخص أو جرحه أو إيذائه ولم ينجم عن هذه الأفعال مرض أو تعطيل شخصي عن العمل لمدة تزيد عن عشرة أيام عوقب بناءً على شكوى المتضرر بالحبس ستة أشهر على الأكثر أو بالتوقيف التكديري') والمادة 584 من قانون العقوبات (يُعاقب على القدح بالحبس من أسبوع الى ثلاثة أشهر وبالغرامة المالية وحدها إذا لم يقترف القدح علانية). وبناءً عليه، قرّر قاضي التحقيق أسعد بيرم الظنّ بهم وفقًا لتلك المواد واتباع الجنحتين بالجناية للتلازم، وإخلاء سبيل الموقوف الوحيد في القضية 'ع.ي' بالنّظر لمدة التوقيف ولماهية الجرم موضوع الدعوى، وذلك لقاء كفالةٍ ماليةٍ ضامنةٍ للحقوق الشخصيّة بقيمة خمسين مليون ليرة وأخرى ضامنةٍ للحضور والرسوم بقيمة عشرة ملايين ليرة وإبلاغ من يلزم، وأحال المدعى عليهم أمام محكمة الجنايات للمحاكمة مع تضمينهم الرّسوم والنفقات القانونية. سمر يموت -'هنا لبنان' انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


الشرق الجزائرية
٢٩-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- الشرق الجزائرية
نائب للرّئيس الفلسطينيّ… بديل للإصلاح؟
«أساس ميديا» أوفى الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس بوعد كان أطلقه أمام القمّة العربية الطارئة في القاهرة، في 4 آذار الماضي، يقضي بتعيين نائب لرئيس اللجنة التنفيذية لمنظّمة التحرير. وَعَدَ حينها أيضاً بإعادة المفصولين من حركة 'فتح' إلى صفوف الحركة، فاستبشر الفلسطينيون خيراً مخلوطاً بشكوك وكثير من الريية. وكان عبّاس في ذلك 'يبشّر' العرب بخوض طريق الإصلاح الداخلي وشقّ مسالك للوحدة الوطنيّة الفلسطينية، التي باتت مفقودة منذ انشقاق حركة 'حماس' عن السلطة الفلسطينية الذي تصفه السلطة بالانقلاب، في حزيران 2007، واتّخاذ اللجنة المركزية لـ'فتح' قرارات فصل بالجملة والمفرّق بحقّ قيادات ورموز و'مغضوب عليهم'. قد لا تكون مفهومةً علاقة تعيين نائب لعبّاس على رأس منظّمة التحرير بالوحدة والإصلاح، لكنّ الأمر ينظّم على الأقلّ، ولو جزئيّاً وعلى نحو ما زال ضبابيّاً، مسألة الانتقال السلس للسلطة في حال شغور منصب الرئاسة لسبب أو لآخر. ولطالما انشغل الداخل الفلسطيني والعواصم القريبة والبعيدة المعنيّة بمسألة 'وراثة' عبّاس (90 عاماً) داخل منظومة حكم صُمّمت بشكل يشبه مقولة 'من بعدي الطوفان'. وإذا ما كانت ضغوط خارجية فرضت على الرئيس الراحل ياسر عرفات إجراءات أتت بعبّاس من بعده، فإنّ ضغوطاً مماثلة فرضت، أخيراً، على عبّاس تعيين حسين الشيخ نائباً له. قرار منفصل عن حدث القطاع الحال أنّ الحدث يأتي ترفيّاً مقارنة بالكارثة التي حلّت بقطاع غزّة منذ بدء حرب 'طوفان الأقصى' في 7 أكتوبر (تشرين الأوّل) 2023. تبدو 'النكبة' الجديدة أكثر فتكاً من تلك الأولى عام 1948 وأكثر إيلاماً. تكفي قراءة جيوسياسية لاستنتاج تبدّل موازين القوى الدولية لمصلحة رواية إسرائيلية مهدِّدة لفكرة فلسطين ودولتها المستقلّة العتيدة. وفيما أظهرت كارثة غزّة حجم البون الذي يفصلها عن الضفّة الغربية داخل الدولة التي تعد بها القرارات الأممية، فإنّ قرار تعيين نائب للرئيس بدا منفصلاً عن حدث القطاع، ولا علاقة له براهن الغزّيّين والترتيبات المفترضة لذلك 'اليوم التالي' الموعود. لكنّ المفارقة أنّ تفصيلاً تنظيميّاً مهما كان شأنه في ترتيب قيادة منظّمة التحرير استنزف ردود فعل متشكّكة وشاجبة ومعترضة ومتبرّمة من داخل المنظمة كما من خارجها. شنّت حركة 'حماس' هجوماً على قرار داخل تنظيم لا تنتمي إليه، واعتبرته تطوّراً يستجيب 'لإملاءات خارجية'. ثمّ شمل الهجوم قرار تعيين نائب للرئيس، وكأنّها كانت راضية أساساً على الرئيس من دون نائب له. يشمل الهجوم شخص حسين الشيخ بالذات لاعتبارات تماسّه مع الطرف الإسرائيلي بحكم المهمّات والمناصب التي شغلها قبل ذلك، من دون أن تُظهر 'الحركة' تفضيلها لأيّ مرشّح آخر. ولئن تصوّر 'حماس' الأمر 'مصيبة' تستحقّ موقفاً 'تاريخيّاً'، فإنّ حملتها تقوم ضدّ 'إثم' ارتكبته المنظّمة ومجلسها المركزي وتتجاهل تماماً 'الخطيئة' التي قادت إلى كارثة 'الطوفان' وعدميّته. أهداف خفيّة ينسحب هذا 'الزلزال' الذي أغضب 'حماس' على فصائل فلسطينية أخرى عابت على الحدث عدم ديمقراطيّته وابتعاده عن الورشة الموعودة الكبرى للإصلاح. وتتشارك تلك الفصائل مع 'حماس' في اكتشاف حذق لمؤامرة إملاءات خارجية (غريبة جدّاً عن تاريخ الفصائل و'حماس' بالذات!) تخطّط أن يكون للرئيس نائب من أجل أهداف خفيّة. وفي ذلك هروب من مسؤوليّة كلّ النظام السياسي الفلسطيني، بالموالين والمعارضين وأهل الحرد، عن إعطاء أجوبة جذرية تاريخية على أسئلة مصيريّة تداهم الفلسطينيين قضيّةً وبقاء. فيما أهل غزّة يعيشون 'قيامة' بحيث بات الموت عدداً والحياة صدفة، بات ذلك من العاديّات المملّة للعقل الفلسطيني السياسي، بحيث يتلهّى في اتّخاذ الموقف تلو الموقف ضدّ 'كارثة' تعيين الشيخ نائباً لعبّاس. لا نتدخّل في حبكة تصعيد الشيخ إلى قمّة القيادة والتقويمات المتعدّدة لكفاءاته ومساراته صوب أعلى الصفوف، فذلك شأن يناقشه 'أهل مكّة' وهم الأدرى بشعابها. ولطالما كانت قرارات تنظيم السلطة منذ عهد الراحل ياسر عرفات خليطاً من 'كولسة' وهمهمات 'قصور' وتقاطعات قوى إقليمية ودولية. غير أنّ الوضع الفلسطيني، في شقّه السلطوي الداخلي أو تشظّي صفوفه ووهن أدائه، بات هامشيّاً داخل المشهد الدولي إلى درجة استغراب اهتمام القوى الكبرى بالضغط من أجل إصلاح شأنه وترميم هياكله. حتّى إنّ الإملاءات، التي وجد فيها الغاضبون حجّة نقد واستنكار، تبدو نعمة وجب التشبّث بها لأنّها دليل وجود واعتراف من جهة، ودليل استمرار الحاجة إلى هيكل قيادي فلسطيني داخل ما قد يدبّر من جهة أخرى. تبدو الإرادة الخارجية عاملاً يحتاج إليه الفلسطينيون للدفع بما لا يستطيعونه من خلال ديناميّاتهم الذاتية. لم يستطيعوا رأب الصدع بين 'فتح' و'حماس'، ولم يستطيعوا قبل 'الطوفان' استعادة الوصل بين الضفّة والقطاع، ولم يستطيعوا تجديد النظام السياسي الفلسطيني وترشيقه. قد لا يتحمّل الفلسطينيون وحدهم وزر معضلات يتداخل فيها عامل الخارج ومصالح الدول و'صراع الأمم'. غير أنّ هذه الحقيقة يمكن قراءتها بشكل آخر أيضاً، إذ تبدو فلسطين داخل حسابات الكبار وليست هامشاً ثانويّاً لها، وتستحقّ، وفق ذلك، تدخّلات وإملاءات تضع الجسم الفلسطيني في متن 'اليوم التالي' وحساباته. الضّغوط الخارجيّة فعلت فعلها قد يُقال الكثير عن شخص الشيخ والحكمة من اختياره مرشّحاً عزيزاً على قلب الرئيس. وقد يرتاب كثيرون من نوعية الصلاحيّات التي قد يتمتّع بها أو يُحرم منها. وقد يرى بعض المستشرفين صراعاً على السلطة مقبلاً ولو بعد حين. غير أنّ حقيقة أنّ قرار عبّاس يرضخ لضغوط خارجية تؤكّدها بيانات الإشادة الصادرة من الخارج، والتي تجد في استحداث منصب نائب الرئيس وتعيين الشيخ 'إجراءات إصلاحية'. ولئن يُخرج الحدث بالحدّ الأدنى أداء السلطة من رتابة وشلل، فإنّ نجاعة ما يُزعم من إصلاحات ستُقاس بقدرة هذا التطوّر وأصحابه (عبّاس – الشيخ) على إعادة اللحمة إلى حركة 'فتح' ما دام من الأوهام تخيّل وحدة تجمعها مع حركة 'حماس'… إلّا إذا نجحت 'إملاءات خارجية' في ذلك بعونه تعالى.


سيدر نيوز
٢٤-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- سيدر نيوز
تفاعل واسع بعد استخدام محمود عباس تعبيراً 'نابياً' في مخاطبته حماس
Reuters طالب رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عبّاس، حركة حماس بإطلاق سراح الرهائن لـ 'سد الذرائع' أمام إسرائيل التي تواصل قصفها وعملياتها العسكرية في قطاع غزة. واستخدم عبّاس في كلمته خلال افتتاح أعمال الدورة الـ 32 للمجلس المركزي الفلسطيني في رام الله، الأربعاء، تعبيراً وصف بالجارح غداة مخاطبته حركة حماس. وطالب عبّاس، حماس بتسليم الرهينة الأمريكي، عيدان ألكسندر، المحتجز في قطاع غزة منذ هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. وأثار استخدام التعبير، الذي اعتبر جارحا، جدلاً واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، خاصّة وأنه تعبير عامّي قلّما يخرج من شخصيات سياسية، أو خلال خطابات رسمية. وقال أحد المستخدمين على منصة إكس، إن تسمية محمود عبّاس لـ 'شركائه في الوطن' بهذه التسمية، تعني أنه قد آن أوان تنحيه عن السلطة. و رأى مستخدم آخر أن انتقاد 'تشبث حماس بالسلطة' في غزة أمر ضروري. وأبدى المستخدم استغرابه من استنفار حسابات من وصفهم بـ 'الإخوان' على منصات التواصل الاجتماعي، يقصد الإخوان المسلمين، عقب كلمات أبو مازن 'الجارحة' بحق حماس، فالحركة برأيه ليست رمزاً دينياً، بل 'منظمة سياسية ارتكبت خطأ فادحاً'. ووصف عبّاس ما يتعرض له 'الشعب الفلسطيني بالنكبة الجديدة التي تهدد وجوده'، متهماً حماس بمنح إسرائيل ذريعة 'لارتكاب جرائم في قطاع غزة'. وأضاف: 'أنا من يدفع الثمن، وشعبنا هو من يدفع الثمن'. وشدد في خطابه على ضرورة أن تتحاور حماس مع السلطة الفلسطينية بدلاً من الولايات المتحدة الأمريكية، قائلاً إن 'العالم ظالم وأمريكا ظالمة'. وأشار مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي إلى ما وصفوها بـ 'ممارسات الاحتلال في الضفة الغربية'، وتساءلوا عن 'الذرائع' التي لدى إسرائيل في الضفة الغربية، حيث 'لا أنفاق، ولا رهائن، ولا صواريخ'. وطرح عبّاس في كلمته أربع أولويات للقيادة الفلسطينية في هذه المرحلة؛ وهي 'وقف الحرب على غزة وانسحاب الجيش الإسرائيلي، ورفع الحصار عن القطاع وضمان تدفق المساعدات الإنسانية، ومنع تهجير السكان وتثبيتهم في أرضهم، وحماية القضية الفلسطينية على المستوى الدولي والعمل وفق الشرعية الدولية'. وأكد على أن الفلسطينيين يسعون إلى السلام العادل، ويطالبون بحقوقهم المعترف بها دولياً، مشيراً إلى أن أهالي غزة 'باقون ويرفضون هجرة أبنائهم عن الوطن'. واتهم عبّاس حركة حماس بارتكاب 'نكبة الانقلاب'، في إشارة إلى سيطرة الحركة على غزة في العام 2007 بعد الإطاحة بحكم السلطة الفلسطينية في القطاع. وأضاف أن حماس 'ألحقت أضراراً بالغة بالقضية الفلسطينية ووفرت للاحتلال ذرائع مجانية لمؤامراته وجرائمه في الضفة وغزة'، على حدّ تعبيره. واتهم عبّاس كذلك الولايات المتحدة وإسرائيل بـ 'محاولات محمومة لتصفية الشعب الفلسطيني في قطاع غزة عبر الترويج للتهجير القسري أو الطوعي'. وبدأ المجلس المركزي الفلسطيني، وهو هيئة تشريعية عليا في النظام السياسي الفلسطيني، اجتماعاً الأربعاء، يستمر ليومين، ومن المتوقع أن يتم خلاله استحداث منصب نائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية. ولم تردّ حركة حماس بشكل رسمي على انعقاد المجلس، أو على تصريحات عبّاس، لكن القيادي في الحركة، باسم نعيم، شنّ هجوماً لاذعاً عبر صفحته على فيسبوك، واصفاً الاجتماع بـ ' المغتصب لشرعية قيادة الشعب الفلسطيني'. وانتقد نعيم وصف عبّاس 'جزءاً كبيراً من الشعب الفلسطيني بألفاظ نابية'، متهماً إياه 'بتحميل الشعب الفلسطيني مسؤولية جرائم الاحتلال وعدوانه المستمر'، على حدّ تعبيره. ولطالما شهدت العلاقات بين حركة فتح برئاسة عبّاس وحركة حماس توتراً في ظل وجود انقسامات سياسية عميقة. ويتّهم عبّاس حركة حماس بتقويض الوحدة الفلسطينية، بينما تنتقد حماس عبّاس وتتهمه بالتعاون مع إسرائيل وقمع المعارضة في الضفة الغربية المحتلة.


العرب اليوم
٠٨-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- العرب اليوم
مفتاح عرفات… ليس بيد عبّاس؟
أمضى ياسر عرفات قرابة نصف قرن قائداً مركزيّاً للحالة الفلسطينية بجملتها وتفاصيلها. ومنذ تسميته ناطقاً رسمياً باسم حركة فتح وترشيحه ليكون رئيساً لمنظّمة التحرير، خلفاً لرئيسها المؤسّس أحمد الشقيري، وإلى أن توفّاه الله، وهو يكيّف الحالة الفلسطينية مع قيادته الدائمة لها على مبدإٍ وضَعه لنفسه: 'أنا فلسطين وفلسطين أنا'. ورث عن سلفه أحمد الشقيري منظّمة التحرير بإطاراتها ومؤسّساتها المثبتة في ميثاق تأسيسها. حافظ عليها هي هي، لكنّه أضاف إليها ما يسهّل عليه الإمساك القويّ بزمامها، فاستحدث إطاراً وسيطاً بين برلمانها 'المجلس الوطني' وقيادتها اليومية 'اللجنة التنفيذية'، هو المجلس المركزي الذي تمتّع بصلاحيّاتٍ موازية لصلاحيّات 'المجلس الوطني' وأحياناً ما هو أوسع منها، وذلك بفعل الصعوبات والمعوّقات التي كانت تحول دون دورية انعقاد 'الوطني'. حتّى اتّفاقات وتفاهمات أوسلو على أهمّيتها تمّت بإقرار من الحلقة الوسيطة لا الأساسيّة العليا. منذ تسلّمه رئاسة منظّمة التحرير عمل بدأب ومواظبة وبراعة على أن يُحكم قبضته على القرارات الأساسية، معتمداً على قوّة 'فتح' وتحالفها مع الشخصيات الاعتبارية المستقلّة التي حقّقت له غالبيّة ثابتة حيّدت تأثير القوى المعارضة له، سواء من داخل المنظّمة أو من النظم العربية ذات الامتدادات العضويّة فيها، كالبعثين العراقي والسوري. نظام عرفات مع الزمن وبفعل سلسلة المعارك الكبرى التي قادها على الجغرافيات العربية المحاذية لفلسطين، وما نتج عنها من إنجازات سياسية، تكرّس نظام سياسي يستحقّ تسميته بنظام عرفات. كانت واجهته مؤسّسات 'فتح' والمنظّمة، التي توفّر شرعيّة مستقرّة له، ومحتواه إمساك الرجل المركزي بكلّ المفاتيح والأقفال التي تجعل من السيطرة عليه مستحيلةً على غيره، فلسطينياً كان أم عربيّاً أم دوليّاً. رحل عرفات بعد ما يربو على نصف قرن وهو في قلب الحالة الفلسطينية ومركزها رحل عرفات بعد ما يربو على نصف قرن وهو في قلب الحالة الفلسطينية ومركزها. وقبل رحيله وقعت جائحة أودت بحياة كلّ المرشّحين لخلافته ممّن يسمّون بالتاريخيّين المؤسّسين، خليل الوزير، صلاح خلف، خالد الحسن وفاروق القدومي، ولم يبق من هذا الجيل سوى محمود عبّاس الذي قيّضت له الأقدار أن يكون الخليفة التلقائيّ لعرفات، والوارث لنظامه، الذي يشبه صندوقاً مغلقاً مفتاحه بيد عرفات وحده. وفي هذه الحالة وخلال أيّام معدودات، تبيّن للخليفة التلقائي أنّ الراحل أخذ أقفاله ومفاتيح صندوقه معه. عبّاس لم يكن شريكاً في التّأسيس كان عبّاس جزءاً من نظام عرفات ولم يكن شريكاً في تأسيسه وتشغيله، وحين آلت كلّ الأمور إليه وجد نفسه على رأس جيش أسّس غيره بناه وتقاليد عمله وكتائبه وألويته وفرقه. في حياة عرفات حاول العالم وضع حلٍّ لهذه المعضلة بإيجاد صيغةٍ يكون فيها عبّاس شريكاً فعليّاً في إدارة النظام السياسي الذي نشأ بفعل أوسلو في حياة عرفات حاول العالم وضع حلٍّ لهذه المعضلة بإيجاد صيغةٍ يكون فيها عبّاس شريكاً فعليّاً في إدارة النظام السياسي الذي نشأ بفعل أوسلو. كان نظاماً مزدوجاً، المنظمة والسلطة في مكان واحد. وقد تأسّست شراكة بين الرجلين على رأس النظام المستجدّ من خلال استحداث موقع رئيس الوزراء الذي يتقاسم السلطات والمسؤوليّات مع رئيس السلطة. إلّا أنّ التجربة فشلت تماماً بفعل هيمنة عرفات ونفوذه الشامل في الحياة الفلسطينية، وهو ما حمل عبّاس على فضّ الشراكة بالاستقالة المبكرة بعدما دامت أقلّ من أربعة شهور أنتجت حالةً تحوّلت فيها رئاسة الوزراء من شريك إلى موظّفٍ ملحق بالرئاسة العليا، وهذا ما بقي حتّى الآن. عرفات لسوء حظّ عبّاس أنّه ورث حالة لا يقوى على إدارتها سوى صانعها. كان صندوق عرفات مستجيباً تماماً لزمن الثورة ومتطلّباته، وأمّا ما نحن فيه الآن من تشتّت في القوى وتهميش للإطارات وانحسار في الالتفاف الشعبي حول فتح والمنظّمة والسلطة، فكثير منه راجع لغياب المؤسّس. وما يجري الآن من محاولات للمعالجة تحت عنوان الإصلاح، لا صدقيّة عمليةً لها، بل هي تحسينات تصيب القشرة ولا تصل إلى الجوهر.


إيطاليا تلغراف
١٣-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- إيطاليا تلغراف
فعلها محمود عبّاس
إيطاليا تلغراف زياد بركات مؤسفٌ أن تأتي أي خطوات للرئيس الفلسطيني محمود عبّاس دوماً في الاتجاه المعاكس للمزاج الفلسطيني العام، وقراراته في توقيت يفترض خلافها، ولو على سبيل مراعاة المشاعر، على غير ما يُقدِم عليها الأفراد وتلحقهم الهيئات الاعتبارية والحكومات لأسباب محض عاطفية (جَمعية غالباً) تتعلق بالشخصية الوطنية ورموزها، وهو ما لا يلقي له بالاً الرئيس الفلسطيني، أمس واليوم. تخرج غزّة من حرب إبادة غير مسبوقة، بدمار يذكّر بالمدن الألمانية واليابانية بعد الحرب العالمية الثانية، وبعدد شهداء باهظ (أكثر من 37 ألفاً)، وجرحى يتجاوزون المائة ألف، ناهيك عن مفقودين ومنكوبين تقدّر وكالات الأمم المتحدة أنهم يحتاجون عقوداً قبل أن يتعافوا وبيئاتهم الاجتماعية، فلا يرى الرئيس الفلسطيني الذي يقيم في مقر المقاطعة برام الله من ذلك شيئاً، فانشغالاته لا تشمل 'تعاطفاً' من أي نوع أو درجة، بل إنه وهو بحكم منصبه يمثّل الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزّة، لم يخاطب جزءاً أصيلاً من شعبه مرة واحدة بينما كان يُباد، ولم تذكر وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية، أو حتى اللاتينية، أن عباس فعلها مرة واحدة، فهاتف أسرة مفجوعة في قطاع غزّة، وتعهّد على مسامع من تبقّى من أفرادها ولو على سبيل الكلام المرسل برعايتها. وكان من مخازي سلطته وعارها أنها قدّمت عبر وسطاء طلباً إلى إسرائيل لتسمح له بزيارة القطاع المنكوب، وكاد السيد محمود الهباش، وهو مستشارُه، يقفز من مقعده من الحماسة وهو يؤكد لقناة العربية أن عبّاس سيفعلها، وسيزور غزّة شاء من شاء وأبى من أبى، وعندما أبت إسرائيل تراجع الهبّاش وعبّاس وأتباعهما عن موجة تطبيل استمرّت نحو أسبوعين، ظن متابعوها أنها تمهّد لدخول الفاتح صلاح الدين بيت المقدس. وهذا مؤسفٌ، بل مخجل، ولا يبالغ كاتب هذا المقال حين يقول إنه يشعر بالخجل وهو يكتب بهذه اللغة عن عبّاس أو سواه من مسؤولين فلسطينيين، يفترض أن يكونوا قادة لشعبٍ ذبيح ومُخان في هذا العالم، وورثة ثورة مجيدة وقادة كانت إسرائيل ترسل إليهم فرق الاغتيالات عبر الدول، فتقطع مئات الكيلومترات وتعبر الحدود وترشو المسؤولين وتجنّد العملاء لاغتيالهم، بينما يكتفي السيد الرئيس محمود عبّاس بجلوسه في المقاطعة أو منزله مع زوجته وبين أحفاده، ليتابع المقتلة غير المسبوقة في قطاع غزّة عبر شاشة التلفاز، كأن الإبادة تجري في كوكب زحل، وليس في بقعة فلسطينية يفترض أن تشملها ولايته، ولكن على من تتلو مزاميرك يا داود؟!! يحتاج عبّاس إلى اتّخاذ قرارات كان قد تفاوض عليها العام الماضي، بل منذ عام 2018، لتأهيل سلطته لتُعتمَد كجهة مسؤولة وذات صلة بما يسمّى اليوم التالي للعدوان، ومنها 'تنشيط' سلطته، ومحاربة الفساد وإلغاء مخصّصات عائلات الشهداء والأسرى والجرحى، وسوى ذلك من اشتراطات أميركية وبعضها أوروبي، ليضمن الساكن في مقاطعته مقعداً على الطاولة، فلا يتخذ قراراً ذا صبغة عاطفية ورمزية إلا في الوقت الأسوأ في مسيرة شعبه، وهو بتوقيت غزّة لا واشنطن أو تل أبيب: وقت الصمود والتمسّك بالثوابت كي لا تذهب ريح الفلسطينيين في العالم، لكن عبّاس، بدلاً من الاستثمار في صمود شعبه، يهدر الفرصة ويبادر من طرف واحد لتقديم التنازلات، ولمن؟ لرئيس أميركي يقوم بتغيير قواعد اللعبة السياسية كلها، ما يعني أن عبّاس يتحرّك في الوقت الضائع، وضد نفسه قبل شعبه، باتخاذه قراراً بالغ السوء، كان يمكن تحمّل تبعاته لو كان ثمة ثمن كبير دُفع للفلسطينيين، مثل الاعتراف بدولة مستقلة حتى لو على الورق. أما أن يأتي قراره الآن، وعلى سبيل الرهان على تفهّم وتقدير من إدارة ترامب، والضغط بالتالي على نتنياهو فمجانية شائنة ومهينة للرجل (عبّاس) وشعبه مؤيدين أو معارضين، في الضفة الغربية أو قطاع غزّة وجزر سيشل وجوارها. ولا يقضي مرسوم عبّاس الصادر أخيراً وقف مخصّصات عائلات الشهداء والأسرى والجرحى، بل نقلها إلى مؤسسة أخرى، بما يجعل ملف عائلات الشهداء والأسرى أقرب إلى الحالات الاجتماعية والأسر المتعفّفة، وبشروط قد تتغيّر فتُلغى معها هذه المخصّصات لاحقاً وبالتدريج، وفي هذا إهانة لتاريخ من الدم الذي بذله الفلسطينيون عبر تاريخهم لتحرير بلادهم، وليس تركها لعبّاس أو سواه ليعبث فيها ويهين رموزها.