أحدث الأخبار مع #علاءالدينأبوزينة


الغد
٢٩-٠٤-٢٠٢٥
- علوم
- الغد
كيف نوازن بين إمكانات الذكاء الاصطناعي وتحدياته الأخلاقية؟
غوراف ميتال* - (معهد الإعلام المستقل) 25/4/2025 ترجمة: علاء الدين أبو زينة يقوم الذكاء الاصطناعي بتحويل الصناعات من خلال أتمتة العمليات، وتحسين الكفاءة، واكتشاف الأنماط التي قد يفوتها البشر. ومع ذلك، تزداد مع استمرار تطور الذكاء الاصطناعي التحديات التي يطرحها استخدامه. وبشكل خاص، تثير قضايا مثل جودة البيانات، والتحيز، والشفافية، ومخاوف الخصوصية أسئلة أخلاقية مهمة. ويتطلب ضمان عمل الذكاء الاصطناعي بشكل عادل وفعال تحسينًا مستمرًا وملاحظة دقيقة، خاصة في قطاعات مثل التأمين، حيث الدقة والثقة أمران بالغا الأهمية. اضافة اعلان تشمل القضايا الرئيسية المثيرة للقلق بشأن الذكاء الاصطناعي ما يلي: انخفاض جودة البيانات: تعتمد فعالية الذكاء الاصطناعي إلى حد كبير على جودة البيانات التي يستخدمها. فإذا كانت البيانات غير دقيقة أو غير مكتملة، فسوف يتأثر أداء الذكاء الاصطناعي. وتحتل جودة البيانات هذه الأهمية البالغة في الذكاء الاصطناعي لأنها تؤثر بشكل مباشر على أداء نماذج الذكاء الاصطناعي ودقتها وموثوقيتها. وبذلك تكون جودة البيانات الرديئة هي العقبة الأساسية أمام نشر وتنفيذ مشاريع وعمليات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي. "قمامة تدخل، قمامة تخرج" (GIGO)، وهو مفهوم مألوف لمستخدمي الحاسوب لأجيال، ينطبق تمامًا على الذكاء الاصطناعي. فإذا كان نموذج الذكاء الاصطناعي رديئًا أو غير دقيق أو غير ذي صلة، فستكون مخرجات النظام أيضًا ذات جودة رديئة، أو غير دقيقة أو غير ذات صلة. يمكن أن تؤدي حتى خوارزميات الذكاء الاصطناعي الأكثر تطورًا إلى إنتاج مخرجات معيبة، بما يؤدي إلى ضعف الأداء والفشل. ينبغي أن يهدف نموذج الذكاء الاصطناعي عالي الجودة إلى الدقة والاتساق (بمعنى أن تتسم البيانات بأنها تتبع تنسيقًا وهيكلاً قياسيًا لتسهيل المعالجة والتحليل)، والاكتمال (لتجنب فقدان الأنماط والارتباطات الأساسية)، والتوقيت، والأهمية. لضمان كفاءة نموذج الذكاء الاصطناعي، يحتاج المطورون إلى جمع البيانات ذات الصلة، والتي تعتمد على اختيار المصادر التي يتم استخلاص البيانات منها. ويصبح هذا التحدي أكثر صعوبة بسبب الحاجة إلى الحفاظ على الجودة والمعايير للتخلص من البيانات المكررة أو المتضاربة. وبعد ذلك، يجب تسمية البيانات بشكل صحيح، وهي عملية يمكن أن تستغرق وقتًا طويلاً وتظل عرضة للأخطاء. وفي الوقت نفسه، يجب تخزين البيانات بطريقة تمنع الوصول غير المصرح به وتحميها من التلف. ويشكل تسمم البيانات خطرًا آخر: وهو مفهوم يشير إلى هجوم متعمد يُشن على أنظمة الذكاء الاصطناعي، حيث يقوم المهاجمون بحقن بيانات ضارة أو مضللة في مجموعة البيانات، مما يؤدي إلى إنتاج مخرجات غير موثوقة -بل وحتى خطيرة في بعض الأحيان. التحيز في نماذج الذكاء الاصطناعي في بعض الأحيان، يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي متحيزًا، بمعنى أنه قد يعامِل بشكل غير عادل مجموعات معينة من الأشخاص بشكل مختلف. على سبيل المثال، إذا تم تدريب نظام الذكاء الاصطناعي على بيانات متحيزة، فقد يتخذ قرارات تميز ضد أفراد معينين بناء على عوامل، مثل العرق أو الجنس أو خصائص أخرى. هناك نوعان أساسيان من التحيز: صريح وضمني. يشير التحيز الصريح إلى تحيز أو اعتقاد واعٍ ومتعمد تجاه مجموعة معينة من الناس. وفي المقابل يعمل التحيز الضمني من دون وعي، ويمكن أن يؤثر على القرارات من دون أن يدرك الشخص ذلك. وتسهم عوامل التكييف الاجتماعي، ووسائل الإعلام، والتعرض الثقافي في هذه القرارات. يمكن أن يتسلل التحيز الخوارزمي بسبب أخطاء في البرمجة، مثل ترجيح المطوِّر بشكل غير عادل للعوامل في صنع القرار في الخوارزمية بناء على تحيزاته الواعية أو اللاواعية. على سبيل المثال، قد تستخدم الخوارزمية مؤشرات مثل الدخل أو المفردات للتمييز ضد الأشخاص من عرق أو جنس معين عن غير قصد. ويمكن للأشخاص أيضًا معالجة المعلومات وإصدار الأحكام بناء على البيانات التي اختاروها في البداية (التحيز المعرفي)، مع تفضيل مجموعات البيانات المستندة إلى الأميركيين بدلاً من أخذ عينات من بقية السكان في جميع أنحاء العالم. ليس التحيز في الذكاء الاصطناعي مجرد قضية فنية، وإنما تحد مجتمعي، حيث يتم دمج أنظمة الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد في عمليات صنع القرار في مجالات، مثل الرعاية الصحية، والتوظيف، وإنفاذ القانون، والإعلام وغيرها من المجالات الحرجة. ويمكن أن يحدث التحيز في مراحل مختلفة من مسار عمل الذكاء الاصطناعي، خاصة في جمع البيانات. وقد تكون المخرجات متحيزة إذا كانت البيانات المستخدمة لتدريب خوارزمية الذكاء الاصطناعي غير متنوعة أو غير ممثلة للبيانات الفعلية. على سبيل المثال، قد يؤدي التدريب الذي يفضل المتقدمين لوظيفة من الذكور والبيض إلى توصيات متحيزة للذكاء الاصطناعي في التوظيف. ويمكن أن يؤدي وضع العلامات على بيانات التدريب أيضًا إلى التحيز لأنه يمكن أن يؤثر على التفسير المعطى للمخرجات. وقد يكون النموذج نفسه غير متوازن أو يفشل في مراعاة المدخلات المتنوعة، بحيث يفضل آراء الأغلبية على آراء الأقليات. ولجعل الذكاء الاصطناعي أكثر دقة وعدلاً، يحتاج الباحثون إلى إعادة تدريبه بانتظام. ويجب على الشركات، وخاصة شركات التأمين، التأكد من أنها تستخدم بيانات دقيقة وكاملة ومحدَّثة، مع ضمان أن تكون نماذجها عادلة للجميع. الشفافية تشكل الشفافية قضية رئيسية، حيث قد يكون من الصعب شرح كيفية اتخاذ الذكاء الاصطناعي قراراته. ويمكن أن يكون هذا الافتقار إلى الوضوح مشكلة لكل من العملاء والمنظمين الذين يرغبون في فهم كيفية عمل هذه الأنظمة. ولذلك تظل الشفافية في الذكاء الاصطناعي أمرًا ضروريًا لأنها توفر تفسيرًا واضحًا لسبب اتخاذ الذكاء الاصطناعي الاصطناعي قراراته وفهم أفعاله، بطريقة تسمح لنا بضمان أن تكون عادلة وموثوقة. يمكن أن يساعد استخدام الذكاء الاصطناعي في مكان العمل في عملية التوظيف، ولكن لا يمكن تحقيق فهم الكيفية التي يقوم بها الذكاء الاصطناعي بذلك من دون تحيز إلا إذا كان شفافًا. ونظرًا إلى اكتساب الذكاء الاصطناعي أهمية متزايدة في قطاعات المجتمع، والأعمال، والرعاية الصحية ووسائل الإعلام والثقافة، تحتاج الحكومات والهيئات التنظيمية إلى وضع قواعد ومعايير وقوانين تضمن الشفافية في استخدام الذكاء الاصطناعي. ترتبط الشفافية ارتباطًا وثيقًا بما يسمى "الذكاء الاصطناعي القابل للتفسير" (XAI)، الذي يسمح للغرباء عن المجال فهم سبب اتخاذ الذكاء الاصطناعي قراراته. سوف تبني مثل هذه القابلية للتفسير ثقة العملاء. ويشار إلى هذا الترتيب باسم "نظام الصندوق الزجاجي"، كنقيض لـ"نظام الصندوق الأسود"، حيث تكون النتائج أو المخرجات من الذكاء الاصطناعي شفافة، وأسباب القرارات التي تم اتخاذها بشأنها معروفة، أحيانًا حتى لمطور النظام. أخطاء في تنبؤات الذكاء الاصطناعي يمكن أن تنتج عن الذكاء الاصطناعي أحيانًا نتائج غير صحيحة، تعرف باسم "الإيجابيات الخاطئة" أو "السلبيات الزائفة". ويحدث هذا لأن البيانات المستخدمة لتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي غالبًا ما تكون غير كاملة، مما يترك مجالاً للأخطاء. إن من الطبيعة البشرية المبالغة في تقدير تأثير التكنولوجيا على المدى القصير والتقليل من تأثيرها على المدى الطويل. وينطبق هذا الاتجاه بالتأكيد على تنبؤات الذكاء الاصطناعي. والسؤال، بطبيعة الحال، هو: كم من الوقت على المدى الطويل. يواجهنا ظهور "الذكاء الاصطناعي التوليدي" بأسئلة رئيسية حول فشل الذكاء الاصطناعي وكيف نفهمه. وكما يقر معظم الخبراء (والعديد من المستخدمين)، فإن مخرجات الذكاء الاصطناعي، بقدر ما يمكن أن تكون مذهلة وقوية بشكل لا يصدق، قد تكون أيضًا خاطئة وغير دقيقة -وفي بعض الأحيان غير منطقية على الإطلاق. وثمة مصطلح اكتسب شعبية لوصف هذه القابلية للخطأ -"هلوسة الذكاء الاصطناعي". جادلت الباحثة والمؤلفة صاحبة الكتب الأكثر مبيعًا، نعومي كلاين، في مقال لصحيفة "الغارديان" نُشر في أيار (مايو) 2023 بأن مصطلح "الهلوسة" لم يجسد سوى مشكلة فنية وأنه "من خلال الاستيلاء على كلمة شائعة الاستخدام في علم النفس والمخدرات وأشكال مختلفة من التصوف، فإن صناعة التكنولوجيا تغذي الأسطورة القائلة بأننا نكون، من خلال بناء هذه النماذج اللغوية الكبيرة، بصدد توليد ذكاء حيوي". ومع ذلك، تناول جميع مطوري الذكاء الاصطناعي الرئيسيين، بما في ذلك "غوغل"، و"ميكروسوفت"، و"أوبن آي. إيه"، هذه المشكلة على الملأ، سواء كانت تسمى هلوسة أم لا. على سبيل المثال، ذكرت وثيقة داخلية من "ميكروسوفت" أن "هذه الأنظمة مصممة لتكون مقنعة وليس صادقة"، مما يسمح بأن "المخرجات يمكن أن تبدو واقعية للغاية، ولكنها تتضمن عبارات غير صحيحة". واعترفت شركة "ألفابيت"؛ الشركة الأم لشركة "غوغل"، بأنها مشكلة "لا يبدو أن أحدًا في هذا المجال قد حلها". وهذا يعني أنه لا يمكن الاعتماد على مخرجات الذكاء الاصطناعي بالكامل في تنبؤاتها، وهي تحتاج إلى التحقق منها من مصادر موثوقة. مخاوف الخصوصية في كثير من الحالات، لا يمكن استخدام البيانات الحقيقية لتدريب الذكاء الاصطناعي بسبب مشكلات الخصوصية. بدلاً من ذلك، يتم إنشاء بيانات مزيفة بناء على بيانات حقيقية، مما قد يفضي إلى عدم الدقة وانخفاض سوية الأداء في نظام الذكاء الاصطناعي. تشير خصوصية الذكاء الاصطناعي إلى حماية المعلومات الشخصية أو الحساسة التي يتم جمعها أو استخدامها أو مشاركتها أو تخزينها بواسطة أنظمة الذكاء الاصطناعي. أحد الأسباب التي تجعل الذكاء الاصطناعي يشكل خطرًا أكبر على خصوصية البيانات مقارنة بالتقنيات الرقمية الأخرى هو الحجم الهائل للمعلومات التي يحتاج الذكاء الاصطناعي إلى التدريب عليها: تيرابايت أو بيتابايت من النصوص أو الصور أو مقاطع الفيديو، والتي غالبًا ما تتضمن بيانات حساسة مثل معلومات الرعاية الصحية والبيانات الشخصية من مواقع التواصل الاجتماعي، وبيانات التمويل الشخصي، والبيانات البيومترية المستخدمة للتعرف على الوجه. بينما يتم جمع البيانات الأكثر حساسية وتخزينها ونقلها، تزداد مخاطر التعرض لنماذج الذكاء الاصطناعي. وكما أوضح جيف كروم، مهندس "آي. بي. إم" المتميز، في مقطع فيديو عن تقنية شركته، فإن "هذه [البيانات] تنتهي بنقطة هدف كبيرة سيحاول شخص ما ضربها". يمكن أن يحدث تسريب البيانات من نموذج الذكاء الاصطناعي من خلال التعرض العرَضي للبيانات الحساسة، مثل وجود ثغرة أمنية فنية أو خطأ أمني إجرائي. ومن ناحية أخرى، فإن استخراج البيانات هو سرقة للبيانات. ويمكن للمهاجم أو المتسلل أو مجرم الإنترنت أو خصم أجنبي أو أي جهة ضارة أخرى اختيار تشفير البيانات كجزء من هجوم برامج الفدية، أو استخدامها لاختطاف حسابات البريد الإلكتروني للمديرين التنفيذيين للشركات. ولا يعد الأمر تسريب بيانات إلا عندما يتم نسخ البيانات أو نقلها إلى جهاز تخزين آخر تحت سيطرة المهاجم. وقد يأتي الهجوم في بعض الأحيان من تهديد داخلي -مثل موظف، أو شريك تجاري، أو مستخدم مخوّل آخر- يقوم عن عمد أو عن غير قصد بكشف البيانات نتيجة لخطأ بشري، أو سوء تقدير، أو جهل بإجراءات الأمان، أو بدافع الاستياء أو الطمع. مستقبل الذكاء الاصطناعي في الكشف عن الاحتيال مع تحسن تقنية الذكاء الاصطناعي، من المتوقع أن يصبح أكثر فاعلية في اكتشاف الاحتيال المعقَّد ومنعه. على سبيل المثال، دعونا نفكر في الاحتيال في التأمين على الهاتف. يحدث الاحتيال في التأمين على الهاتف، المعروف أيضًا باسم "الاحتيال على التأمين على الأجهزة" (لأنه يمكن أن يشير إلى الاحتيال الذي يشمل أجهزة الحاسوب المحمولة والأجهزة اللوحية، وكذلك الهواتف الذكية)، عندما يقدِّم شخص ما عمدًا مطالبة كاذبة إلى شركة التأمين الخاصة بجهازه، أو يؤكد زورًا أن جهازه قد فُقد أو سرق أو تلف، أو يبالغ في وصف مدى الضرر. أظهر أحد الاستطلاعات أن 40 في المائة من جميع مطالبات التأمين احتيالية. وبالنسبة للشركات، يمكن أن يؤدي الاحتيال إلى خسائر كبيرة وإلى زيادة تكلفة الأقساط للمستهلكين. وقد زادت معدلات حوادث الاحتيال بشكل كبير. ووجدت دراسة استقصائية أجرتها "مؤسسة جافلين للأبحاث الاستراتيجية" أن المطالبات الاحتيالية بشأن الهواتف المحمولة زادت بنسبة 63 في المائة بين العامين 2018 و2019. أصبحت سرقة الهواتف أكثر تطورًا وتنظيمًا، مما أدى إلى استخدام هجمات التصيد الاحتيالي والهندسة الاجتماعية للوصول إلى الأجهزة المسروقة وارتكاب عمليات الاحتيال وتقديم مطالبات كاذبة. في بعض الحالات، يقوم مالكو الهواتف بشراء وثائق تأمين عدة على الهاتف نفسه، ثم يدّعون تعرضه للسرقة أو الفقدان أو التلف من أجل الحصول على تعويضات مالية من شركات تأمين عدة. وهناك نوع آخر من الاحتيال يجب الانتباه إليه. فبحسب جوناثان نيلسون، مدير إدارة المنتجات في شركة "هيا" (Hiya) المتخصصة في التأمين والخدمات المالية، ينبغي لشركات التأمين أن تكون يقظة إزاء الكيفية التي قد يُضلَّل بها عملاؤها أو يُستهدَفون من دون علمهم. يقول نيلسون: "أكثر الأمور شيوعًا التي قد تواجهها عندما تكون ضحية للاحتيال المتعلق بالسيارات أو التأمين أو الائتمانات، هو ما نسميه توليد العملاء المحتملين بطرق غير قانونية. والهدف الأساسي هو خداع المستلم لحمله على التسجيل لدى شركة تأمين طرف ثالث، قد تكون أو لا تكون على علم بأن عملاءها الجدد تم استقطابهم عبر هذه القناة الاحتيالية المشبوهة". الذكاء الاصطناعي يأتي للنجدة من التطورات الواعدة استخدام نماذج التعلُّم العميق، التي تستطيع مقارنة المطالبات التأمينية الجديدة بملايين المطالبات السابقة بسرعة كبيرة. وتبحث هذه النماذج عن أنماط غير معتادة قد تشير إلى وجود احتيال، مثل أوصاف الأضرار الغريبة، أو تعدد المطالبات من الشخص نفسه، أو التناقضات في بيانات الموقع الجغرافي. ولا تتبع هذه النماذج المتقدمة قواعد ثابتة فحسب، بل تتعلم وتتحسن مع كل معلومة جديدة تحللها. فعلى سبيل المثال، يمكنها فحص صور الهواتف التالفة، ومقارنتها بقواعد بيانات ضخمة، واكتشاف علامات التلاعب بالصور، وتقييم احتمالية وجود عملية احتيال. وسيعزز "إنترنت الأشياء" جهود مكافحة الاحتيال عبر ربط البيانات القادمة من أجهزة متعددة، مثل الهواتف الذكية والأجهزة القابلة للارتداء. وسوف يسمح هذا لشركات التأمين بجمع معلومات فورية عن كيفية استخدام الأجهزة، ومواقعها، وأي أنشطة غير معتادة. وبالإضافة إلى ذلك، يتم تطوير منصات جديدة لمساعدة شركات التأمين على تبادل البيانات مجهولة الهوية حول الاحتيال، مما يسهل التعرف على الجناة المتكررين ومواكبة تطور أساليب الاحتيال. مع استمرار تطور الذكاء الاصطناعي، سيكون تحقيق التوازن بين الابتكار والاعتبارات الأخلاقية أمرًا حاسمًا. بينما يمتلك الذكاء الاصطناعي القدرة على إحداث ثورة في كشف الاحتيال وفي العديد من الصناعات الأخرى، من الضروري معالجة الانحيازات، وتحسين جودة البيانات، وضمان الشفافية. ومن خلال الرقابة السليمة والتنفيذ المسؤول، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون أداة قوية تعود بالنفع على الشركات والمستهلكين معًا. *غوراف ميتال Gaurav Mittal: خبير في الأمن السيبراني وعلوم البيانات وتكنولوجيا المعلومات. *نشر هذا المقال تحت عنوان How Can We Balance AI's Potential and Ethical Challenges? في موقع Independent Media Institute.


Amman Xchange
٢٢-٠٤-٢٠٢٥
- أعمال
- Amman Xchange
هيئة التحرير - (الغارديان) 9/4/2025
الغد-ترجمة: علاء الدين أبو زينة تستعد بكين للاضطرابات التي ستنجم عن التعريفات الجمركية المتأرجحة. لكنها ترى قصة أكبر وأكثر وعدًا عن تراجع الهيمنة الأميركية. لا أحد، وخاصة المستهلكين والعمال، سيفوز في الحرب التجارية الشرسة التي أطلقها دونالد ترامب. هذه، على حد تعبير أحد المحللين، "لعبة عض أصابع"، واختبار لمن يمكنه أن يتحمل الألم أكثر. ولأن التجارة تقع في القلب من العلاقات الأميركية مع أكبر هدف للتعريفة الجمركية، الصين، فإن من المرجح أن تتدهور بقية العلاقات الثنائية. وهذا أيضًا مثير للقلق. ومع ذلك، ربما ترى الصين، على الرغم من المصاعب الاقتصادية في السنوات الأخيرة، فرصة أطول أجلاً في الأزمة الحالية. كانت استجابة بكين لإعلانات التعريفة الجمركية الأميركية الأولية محسوبة. وهي تتعهد الآن بـ"القتال حتى النهاية"، وفرضت تعريفة جمركية إضافية بنسبة 50 في المائة على السلع الأميركية -ليصل الإجمالي إلى 84 في المائة- ردًا على التعريفات الجمركية التي يقول ترامب الآن إنها ستصل إلى 125 في المائة. ولا يتوقعن أحد أن تكون الصين هي التي تتراجع أولاً. من المرجح أن تُفهم التنازلات على أنها علامة على الضعف، مما يشجع الولايات المتحدة على تصعيد الضغط. كما أن شي جين بينغ هو أيضًا رجل قوي قام بتعزيز النزعة القومية مع تباطؤ النمو الاقتصادي. وسيكون التراجع بالنسبة للصين مهينًا، خاصة عندما يتحدث نائب الرئيس الأميركي، جي دي فانس، بازدراء عن "الفلاحين الصينيين". تسمح بكين بالفعل لليوان بأن يضعُف، على الرغم من أنه يُعتقد بأن تخفيضًا كبيرًا في قيمة العملة غير مرجح. وكانت تستعد لهذه اللحظة. وقد بدأت نهاية طفرتها الديموغرافية، ورؤية السيد شي لأمته، وتأثير الوباء، وولاية السيد ترامب الأولى، وتحول الولايات المتحدة من كلا الحزبين ضد الصين (وهو الأمر الذي تستحق فيه بكين نفسها الكثير من اللوم) في إعادة تشكيل الاقتصاد. وعملت الصين على تنويع وارداتها الزراعية ووجدت أسواقًا جديدة لسلعها على الرغم من أن الصادرات إلى الولايات المتحدة ما تزال تمثل أقل بقليل من 3 في المائة من ناتجها المحلي الإجمالي. وفي الشهر الماضي، أعلنت عن خطط "لتعزيز الاستهلاك المحلي بقوة"، على الرغم من أن الإجراءات السابقة بشأن هذا الطموح المعتنق منذ وقت طويل لم تتطابق مع الخطاب. يسلط إعلان ترامب المفاجئ يوم الأربعاء عن تعليقه التعريفات العقابية على الدول الأخرى لمدة 90 يومًا الضوء على نية أساسية واضحة لجعل هذه الدول تنأى بنفسها عن الصين ومنع استخدامها كقناة لبضائعها. لكنه إذا مضى قدمًا، فإن أسعار الفائدة المرتفعة تخاطر بدفع هذه الدول نحو بكين بدلاً من ذلك. وقد تعكس سياسات السيد ترامب المتقلبة أيضًا تزايد القلق بشأن تأثير هذه الرسوم الجمركية، خاصة في أوساط مؤيديه أنفسهم. وتثق الصين في أن ترامب سيواجه ضغوطًا متزايدة لإعادة النظر في سياساته، من داعميه المليارديرات، والعمال المُسنّين الذين يرون صناديق تقاعدهم تنهار، والمزارعين، والموظفين القلقين على وظائفهم، والمستهلكين الذين يواجهون احتمال ارتفاع أسعار هواتف الآيفون وسلع البقالة. ولن يكون إبرام اتفاق ثنائي مستحيلًا. لا تحب بكين ما ينتظر في الأمام. لكنّ لديها ثقة أكبر في مسارها على المدى الطويل. إنها تنظر وراءً إلى الأزمة المالية في العام 2008، عندما "أنقذَت العالم" بحزمتها الضخمة للتحفيز، وتتطلع إلى الأمام بثقة جديدة بالنفس بعد "لحظة سبوتنيك" التي شهدتها في مجال الذكاء الاصطناعي عندما أطلقت في كانون الثاني (يناير) منصة "ديب-سيك" DeepSeek الخاصة بها. قبل وفوق كل شيء، تعتقد بكين أنه عندما تمر هذه العاصفة، فإن قلة من الناس هم الذين سينظرون إلى الولايات المتحدة باعتبارها ضامنًا اقتصاديًا أو أمنيًا يمكن الاعتماد عليه، وسوف تبدو الصين شريكًا أكثر قابلية للتنبؤ به، إن لم يكن أكثر جاذبية. في مؤتمر ميونخ الأمني الذي عُقد في شباط (فبراير) -حيث تصدَّر هجوم فانس الساخر على الحلفاء الأوروبيين عناوين الصحف- تعهد وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، بأن تكون الصين "قوة بناءة ثابتة" و"عامل يقين في هذا النظام متعدد الأقطاب". وقد تشعر بعض البلدان بأنها مضطرة للتعايش مع القيود التجارية والاستثمارية التي تفرضها بكين، واستخدامها الإكراه الاقتصادي لأغراض سياسية. وربما ينجرف آخرون ببساطة خارجين من مدار أميركا. هذه لحظة تحويلية في النظام العالمي. وتتوقع الصين أن تعاني. لكنها لن تكون غير سعيدة تمامًا بينما تراقب الولايات المتحدة وهي تمضي حثيثًا نحو الانحدار.


الغد
١٧-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- الغد
تقسيم أوكرانيا: كيف تنتهي الحرب مع روسيا؟
ترجمة: علاء الدين أبو زينة مايكل روبن* - (مجلة 1945) 12/4/2025 لن يبقى ما يحدث في أوكرانيا محصورًا في أوكرانيا. وبينما يقوم كيلوغ بتجزيء الصراع الأوكراني، فإن الاستراتيجيات التي يتبناها ستصب الوقود على الحرائق في جميع أنحاء العالم. اضافة اعلان * * * تقسيم أوكرانيا؟ بحسب ما ورد، اقترح المبعوث الخاص للرئيس ترامب، الجنرال كيث كيلوغ، تقسيم أوكرانيا. وقال لصحيفة "تايمز أوف لندن": "يمكنك أن تجعل الأمر يبدو تقريبًا مثل ما حدث مع برلين بعد الحرب العالمية الثانية، عندما كانت لديك منطقة روسية، ومنطقة فرنسية، ومنطقة بريطانية، ومنطقة أميركية". فكرة التقسيم بالنسبة لأوكرانيا: فكرة سيئة فلنضع جانبًا كيف أن مثل هذا التقسيم سيكون من شأنه أن يكافئ العدوانية الروسية، وربما يشجع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن يكرر في مولدوفا وشمال كازاخستان عمليات الاستيلاء على الأراضي التي قام بها في جورجيا وأوكرانيا. قد يسرّع بوتين فتوحاته إذا اعتقد أنه يستطيع الاعتماد على الرئيس دونالد ترامب وكيلوغ لعقلنة العدوان وتبريره بطريقة لن يفعلها رؤساء الولايات المتحدة في المستقبل. ربما يشرب بوتين نخب التسوية التي يقترحها كيلوغ، وقد يدخل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نفسه كوسيط من وراء الكواليس. ومع ذلك، قد تندم كل من روسيا وتركيا على اليوم الذي قبلتا فيه بأي تغيير في حدود أوكرانيا. وكذلك أيضًا قد تفعل الصين ونيجيريا. برر بوتين الغزو الروسي لأوكرانيا -جزئيًا- بالحاجة إلى حماية المتحدثين باللغة الروسية في شرق أوكرانيا الذين قالت العديد من أصوات الكرملين ومكبراتها في الغرب إنهم لا يريدون أن يكونوا جزءًا من أوكرانيا على أي حال. وقد كذَّب استعداد الأوكرانيين الناطقين بالروسية للقتال والموت من أجل بلادهم ذلك، في حين أنهت الوحشية التي تعاملت بها القوات الروسية أي تعاطف كامن لدى بعض الأوكرانيين تجاه موسكو. ماذا يقول التاريخ؟ تقسيم أوكرانيا سيكون خطيرًا قبل سقوط الاتحاد السوفياتي، كانت العديد من النساء الروسيات يتزوجن من رجال يهود، خاصة في سيبيريا. وكانت الأسباب بسيطة وذات طابع انتهازي: كان الرجال اليهود يشربون الكحول أقل ويضربون زوجاتهم أقل من الرجال الروس. وبدلاً من ذلك، مع هجرة اليهود الروس إلى إسرائيل بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، بدأت النساء الروسيات في سيبيريا في الزواج من رجال من أصل صيني. عندما يموت بوتين، ستواجه روسيا فراغًا في القيادة، لأنه سجَن أو ألقى من النافذة بأي شخص كفء زادت شعبيته أو يمكن أن يتحداه. من جهتها، تطمع الصين في الأراضي، وتلوح سيبيريا في الأفق، خاصةً مع تزايد أعداد الصينيين الإثنيين هناك. وتمهد السابقة التي وضعها بوتين الطريق لعملية استيلاء مستقبلية على أراضي سيبيريا. ومع تزايد اهتمام الصين بالقطب الشمالي، قد تلجأ الصين أيضًا إلى استخدام السابقة الروسية في دونيتسك ولوهانسك لدعم استقلال جمهوريات روسية تتمتع بالحكم الذاتي شكليًا، مثل ياقوتيا (ساخا). ويمكن لمنغوليا أيضًا أن تطالب، محقة، بتوفا -وهي منطقة مغولية تاريخيًا ضمها السوفيات بعد الثورة البلشفية. والصين، أيضًا، ربما تكون ناضجة للتقسيم. بعد روسيا، تشكل الصين الدولة الأكثر إمبريالية في العالم. وهي لا تطمع فقط في تايوان، الدولة الجزيرة التي اعترف حتى ماو تسي تونغ بأنها ليست صينية، لكنّ جحافل "الهان" تستمر في احتلال التبت وتركستان الشرقية، وكل منهما تستحق أن تكون حرة؛ بينما تستحق منغوليا التراجع عن التقسيم المصطنع الذي شهد احتلال الصين لـ"منغوليا الداخلية". التهديد لتركيا قد تواجه تركيا تقسيمًا وشيكًا وأكثر قُربًا. عند التفاوض على النزاعات، تتلخص فلسفة ترامب والمبعوث الخاص ستيفن ويتكوف في تقسيم الاختلاف. وهذا يمكن أن ينهي تركيا كما يعرفها العالم اليوم. إذا كان إردوغان يعتقد أنه قادر على هزيمة الأكراد عسكريًا، فإنه يكون ساذجًا -إن لم يكن غبيًا: لم يكن هو ولا أسلافه قادرين على هزيمة الأكراد سابقًا، ولذلك، فإن فكرة أنهم يستطيعون فعل ذلك الآن تبدو هزلية. إذا قامت تركيا بغزو المناطق الكردية في سورية -أو استخدمت الوكيل التركي أحمد الشرع للقيام بذلك- فسوف يشتعل الصراع -ليس في شمال شرق سورية فقط ولكن أيضًا في داخل تركيا نفسها. لن يختفي الأكراد، وليس لديهم مكان آخر يذهبون إليه، ولذلك سيقاتلون، سواء كان ذلك في جنوب شرق الأناضول أو في شوارع إسطنبول نفسها، مع انفجار القنابل وتحليق الطائرات من دون طيار من منطقة "سلطان بيلي" الكثيفة والمكتظة في إسطنبول لضرب الجسور الرئيسية ومكاتب الدولة في المناطق السياحية في إسطنبول. سوف ينهار الاقتصاد التركي وسيصعد التمرد إلى مستويات تتجاوز تلك التي بلغها في منتصف الثمانينيات. وفي ظل هذه الظروف، يمكن لترامب أو ويتكوف إعادة إقحام أنفسهم واقتراح التقسيم كحل. وحتى لو لم يقبل أردوغان أو حلفاؤه مثل هذا الاقتراح، فإنه بمجرد طرحه لا يمكن التراجع عنه أبدًا. سوف يصبح التقسيم على غرار أوكرانيا خط الأساس الجديد لإنهاء الصراع والإيذان بإقامة كردستان مستقلة وعاصمتها ديار بكر. بينما يصف بوتين أوكرانيا -كذبًا- بأنها مصطنعة، فإن نيجيريا هي كذلك حقًا. وفي حين أن ترامب لا يهتم كثيرًا بإفريقيا -حيث لم يرشح بعد مساعدًا لوزير الخارجية لشؤون القارة- فإنه يمكن أن يستخدم سابقة أوكرانيا للتعامل مع الصراعات المتنامية في كل من نيجيريا والكاميرون. في نيجيريا، أعلنت "بيافرا" استقلالها في كانون الأول (ديسمبر) 2024، على الرغم من اعتقال فنلندا لزعيم "بيافرا" المنفي، سيمون إيكبا، حيث سعى الرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب إلى تعزيز المصالح التجارية لهلسنكي على حساب المسيحيين في نيجيريا والإيغبو العرقيين. كما تواجه الكاميرون أيضًا صراع "أمبازونيا" الانفصالي بعد انتفاضة الناطقين بالإنجليزية في البلاد بعد عقود من فشل الكاميرون في دعم الفيدرالية الإقليمية واللغوية التي بنيت عليها البلاد. الأزمة الأوكرانية هي ثقب أسود من المشاكل لن يبقى ما يحدث في أوكرانيا محصورًا في أوكرانيا. وبينما يقوم كيلوغ بتجزيء الصراع الأوكراني، فإن الاستراتيجيات التي يتبناها ستصب الوقود على الحرائق في جميع أنحاء العالم. ليس هذا ليس أمرًا سيئًا دائمًا: إن روسيا، والصين، وتركيا، ونيجيريا تستحق كلها التحليل والفحص. لكنَّ على ترامب أن يُدرك نوع القوى التي يُطلق هو وكيلوغ لها العنان الآن. *مايكل روبن Michael Rubin : زميل أقدم في "معهد أميركان إنتربرايز" ومدير تحليل السياسات في "منتدى الشرق الأوسط". أقام الدكتور روبن، وهو مسؤول سابق في البنتاغون، في إيران واليمن بعد الثورة والعراق قبل الحرب وبعدها. كما أمضى بعض الوقت مع طالبان قبل 11 أيلول (سبتمبر). ولأكثر من عقد من الزمان، قام بتدريس مساقات عن البحار حول القرن الأفريقي وصراعات الشرق الأوسط والثقافة والإرهاب، لوحدات البحرية ومشاة البحرية الأميركية المنتشرين خارج البلاد. وهو مؤلف مشارك ومحرر مشارك للعديد من الكتب التي تستكشف الدبلوماسية والتاريخ الإيراني والثقافة العربية والدراسات الكردية والسياسة الشيعية. *نشر هذا المقال تحت عنوان: The Partition of Ukraine: How the War with Russia Ends?


الغد
١٣-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- الغد
وسائل التواصل الاجتماعي في زمن الحرب: تسويق الاحتلال
ترجمة: علاء الدين أبو زينة ستيفن سيلرز لابهام - (تقرير واشنطن عن الشرق الأوسط) 30/3/2025 "لماذا يشكل الحضور على الإنترنت جزءا مهما من الدعوة إلى التحرر الفلسطيني"؟ سألت مايا بيري، المديرة التنفيذية لـ"المعهد العربي الأميركي"، أثناء إدارتها للدورة 53 لـ"صالون الأفلام: أصوات من الأرض المقدسة" على الإنترنت في 19 كانون الثاني (يناير). اضافة اعلان قال عضو اللجنة عمر زهزه، الأستاذ المساعد في جامعة ولاية سان فرانسيسكو: "يلجأ الفلسطينيون إلى أي وسيط تحت تصرفهم لإيصال الحقيقة إلى بقية العالم. وقد أثبتت وسائل التواصل الاجتماعي أنها شريان حياة حيوي لفعل ذلك. ولكن، في الوقت نفسه، تبقى وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة خاضعة للغاية للسيطرة الكولنيالية وهي مقيدة للغاية. إن إسرائيل قادرة على فرض انقطاعات ومراقبة استخدامات الفلسطينيين للإنترنت. حتى عندما سمحت وسائل التواصل الاجتماعي بإحداث بعض الشقوق في السردية الاستعمارية الأوسع، فإنها تصبح الآن مساحة تخضع للرقابة بشكل متزايد". ولاحظ عضو اللجنة برايس غرين، وهو منظم طلابي وعضو في "لجنة الإنصاف ودقة التغطية" في جامعة إنديانا، بلومنغتون: "تعمل الكيانات الإعلامية الكبيرة التابعة للشركات نيابة عن الإمبراطورية، ومهمة وسائل الإعلام البديلة هي انتقادها. تسمح وسائل الإعلام الجديدة للشباب بالحصول على رؤية تتجاوز ما يرغب في أن يروه حراس البوابات المعتادون. يفهم الطلاب، بشكل حدسي، أنه يتم الكذب عليهم، وأن الدعاية سخيفة. ويقوم المستخدمون من "الجيل زد" بفضح وتفنيد الدعاية الإسرائيلية في الوقت الفعلي -في الواقع يحولونها إلى نكتة. أعتقد أن هذا كان تطورا إيجابيا كبيرا". وقالت كاتي هالبر، وهي صحفية ومضيفة "برنامج كاتي هالبر" ومضيفة مشاركة في البودكاست السياسي، "حمقى مفيدون" Useful Idiots: "توفر وسائل التواصل الاجتماعي بعض الدمقرطة للإعلام الذي لا نراه في وسائل الإعلام التقليدية. تستنطق وسائل التواصل الاجتماعي الروايات الرسمية بشكل أكبر. غالبا ما تعمل وسائل الإعلام الرئيسية أو إعلام الشركات كناطق غير رسمي ولسان حال للحكومة الإسرائيلية. تقول الحكومة الإسرائيلية شيئا ما، ثم يقوم صحفي (سي. إن. إن) بتكراره مثل ببغاء، ثم تعيد رابطة مكافحة التشهير تكراره. وهكذا، تكون لديك غرفة صدى". وأضافت هالبر: "أحد الأمثلة التي أجدها مزعجة للغاية، ولكنها مفيدة أيضا، هي الطريقة التي نقلت بها وسائل الإعلام التقليدية الأخبار عن "الاغتصاب" المزعوم في 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023. في الواقع لم يكن هناك أي دليل على حدوث أي حملة اغتصاب جماعية، أو على أي اغتصاب منسق. ومع ذلك، كرر صحفيو (سي. إن. إن) ، سواء على وسائل التواصل الاجتماعي من خلال حساباتهم على "تويتر"، وكذلك على شاشات التلفزة -دانا باش وجيك تابر، على سبيل المثال- هذه الأخبار المزيفة إلى حد الملل". وقالت هالبر أيضًا: على النقيض من ذلك، لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دورًا حاسمًا في توثيق الاغتصاب الفعلي الذي تعرض له الفلسطينيون. يوثق الجنود الإسرائيليون جرائم الحرب التي يرتكبونها هم من خلال فيديو الهاتف الخلوي. إنه احتفال بالعنف. وقد أكد الأطباء الإسرائيليون الجريمة. وعندما حاولت الشرطة الإسرائيلية اعتقال بعض جنود الجيش الإسرائيلي الذين اغتصبوا سجناء فلسطينيين، احتج العديد من الإسرائيليين على محاولة فرض أي مساءلة على المغتصبين الإسرائيليين. وأُطلق على هذه الاحتجاجات اسم "الحق في الاغتصاب". وانتقد عضو في الكنيست محاولة محاسبة الجنود واعتقالهم. وهناك مقطع فيديو لحاخام يبارك أحد المغتصبين، وأصبح أحدهم نوعًا من نجم للتلفزيون الإسرائيلي". أشار بيري إلى أن إحدى الطرق التي يتم بها قمع النقاش المدني لهذه المشاكل هي "ترويج تعريف معين لمعاداة السامية؛ تعريف يساوي بين انتقاد دولة إسرائيل أو الصهيونية ومعاداة السامية. في السنوات القليلة الماضية، حولت الشركات الكبرى "المبادئ التوجيهية المجتمعية" الخاصة بها إلى الحاجة إلى الامتناع عن انتقاد إسرائيل أو الصهيونية". وقال زهزه: "خرجت "ميتا" بسياسة تقول إن لديهم قيودا جديدة حول انتقاد الصهيونية. ثم فعلت "تويتش" Twitch شيئًا مشابهًا. يتعين على المستخدمين إذن أن يتبنوا أيديولوجية معينة حتى يتمكنوا من استخدام المنصات في المقام الأول". ولاحظ غرين: "الشباب، على وجه الخصوص، يحصلون على أخبارهم من خلال التعرض العرَضي، وهو ما يسميه الباحثون "الوجبات الخفيفة". إنهم يضغطون على شرط التمرير ويتصفحون، وتظهر الأخبار، ويتفاعلون معها. قلة قليلة منهم هم الذين يذهبون إلى موقع "موندوويس" أو "الانتفاضة الإلكترونية" ثم يبحثون عن الأخبار بأنفسهم. هذا يجعلهم عرضة لرغبات الخوارزميات المتحيزة. أحد الأشياء التي كنت أحاول تشجيع الطلاب والمنظمين الآخرين على القيام بها، هو الخروج من دورة التغذيات الإخبارية المنشأة خوارزميًا كمصدر أساسي لتجربة الأخبار، والسؤال عما إذا كانوا يريدون أن يكونوا في هذه "الحدائق المسوَّرة"". وأضاف زهزه: "يعرف الكثير منا ممن قاموا بهذا العمل لسنوات أن هناك مجموعة من التكتيكات الممولة جيدًا بشكل لا يصدق المستخدمة ضدنا". ذكر موقع "العربي الجديد" أن إسرائيل خصصت 150 مليون دولار أميركي لميزانيتها للعام 2025 لتعزيز العلاقات العامة الدولية بشأن عملياتها العسكرية في غزة. "وهذا سيشمل وسائل التواصل الاجتماعي كذراع مباشر" لجهود الدعاية الإسرائيلية. ولاحظ غرين: "يحدث القمع على المستوى الفكري، لكنه يحدث أيضًا على المستوى الجسدي"، "في جامعة إنديانا، نزلنا نحن الطلاب إلى المرج وأنشأنا مخيما لدعم فلسطين، احتجاجًا على دور جامعتنا في الإبادة الجماعية. وردت الجامعة بحملة قمعية بمستويات غير مسبوقة من القوة، حيث احتشدت شرطة مكافحة الشغب والمركبات المدرعة وحلقت طائرة عمودية وطائرات من دون طيار في سماء المنطقة. كان لديهم أسلحة هجومية وقاذفات قنابل يدوية. كان لديهم قناص على السطح موجهًا بندقيته إليّ على وجه التحديد. كان ذلك مجنونا جدًا. في ظل هذه الحكومة الفيدرالية المتطرفة الجديدة، أظن أن الأمور قد تزداد حدة". واختتم زهزه حديثه بالقول: "ما يمكن لكل واحد منا فعله هو الاستمرار في إدراك هذه الديناميات الأوسع نطاقا، والاستمرار في تسميتها في أكبر عدد ممكن من المساحات الرقمية، وتسمية هذا الخطاب على حقيقته وبما هو، ورفض الاستسلام، ورفض إسكاته. لم يكن ليتم إنفاق كل هذا القدر من المال على هذه الحملات الدعائية لو لم يكن هناك تأثير للناس الذين يفزعون إلى وسائل التواصل الاجتماعي لفضح هذه الروايات الكاذبة، ويقومون بهذا العمل المضاد للهيمنة. أعتقد أننا في حاجة إلى أن نتذكر –إن هذا له تأثير. نحتاج فقط إلى الاستمرار في فعل ما نقوم به، حتى عندما نشعر بإنه صراع غير متماثل كما كان في أي وقت مضى". هذا "الصالون"، وهو الثالث في سلسلة حول "تسويق الاحتلال" Marketing the Occupation، شاركت في رعايته كل من "زمالة السلام الأسقفية –شبكة فلسطين إسرائيل" ومنظمة "الدفاع عن الحقوق والمعارضة". *ستيفن سيلرز لافهام Steven Sellers Lapham: كاتب ومحرر أميريي، وُلد في روتشستر، نيويورك. حصل على درجة البكالوريوس في علم النفس من جامعة روتشستر، ثم نال درجة الماجستير في العلوم الاجتماعية من جامعة سيراكيوز. يعمل حاليًا كمحرر في "المجلس الوطني لدراسات العلوم الاجتماعية"، حيث يشرف على تحرير منشورات مثل "ميدل ليفل ليرننغ". *نشر هذا المقال تحت عنوان: Social Media in a Time of War: Marketing the Occupation اقرأ المزيد في


الغد
٠٩-٠٤-٢٠٢٥
- أعمال
- الغد
كيف تدفع تعريفات ترامب العالم نحو فوضى اقتصادية
ترجمة: علاء الدين أبو زينة عمران خالد* - (فورين بوليسي إن فوكس) 3/4/2025 يؤشر إعلان الرئيس دونالد ترامب عن التعريفات الجمركية المتبادلة الشاملة، في ما وُصف بـ"يوم التحرير"، على تحول جذري في ديناميات التجارة العالمية. وتؤكد الخطة، التي تفرض تعريفة أساسية بنسبة 10 في المائة على جميع الواردات إلى الولايات المتحدة وتفرض معدلات أكثر حدة على شركاء تجاريين محدَّدين، التزامه بنظرة اقتصادية للعالم في القرن العشرين. وفي تجاهل تام للترابط المعقد للاقتصاد العالمي الحديث، يتجذر منظور ترامب حول التجارة في نظرية لعبة محصلتها صفر، حيث يُنظر إلى مكاسب دولة على أنها خسارة لدولة أخرى. وتمثل هذه السياسة خروجًا صارخًا عن عقود من الاستراتيجية التجارية الأميركية، والتي ستدفع بالتأكيد حلفاء اقتصاديين رئيسيين إلى اللجوء إلى إجراءات انتقامية. اضافة اعلان التسويغ المنطقي المعطى وراء سياسة التعريفة الجمركية التي ينتهجها ترامب هو أنه إذا فرضت دولة ما تعريفة جمركية بنسبة 10 في المائة على السلع الأميركية، فيجب على الولايات المتحدة أن تردّ بالمثل. لكنّ هذا النهج يعكس سوء فهم أساسيًا لآليات التجارة الدولية. في الأساس، يعتمد المصنّعون الأميركيون بشكل كبير على المكونات المستوردة لتجميع المنتجات النهائية. ومن خلال تضخيم تكلفة هذه المدخلات بسبب التعريفات الجمركية، سيتم تقويض القدرة التنافسية للسلع أميركية الصنع في الأسواق العالمية بشكل كبير. وبالإضافة إلى ذلك، هناك شريحة كبيرة من القوى العاملة الأميركية تعمل في الصناعات التي تعتمد على التصدير -من الزراعة إلى تصنيع السيارات- التي تزدهر في الأسواق المفتوحة. ومن شأن السياسة التجارية الانتقامية أن تستفز حكومات أجنبية حتمًا وتدفعها إلى فرض تعريفات مضادة على الصادرات الأميركية، مما يعرض هذه الصناعات وعمالها للخطر بشكل مباشر. كانت الاستجابة العالمية لهذا الإعلان بالغة الأهمية. وقد أشار حلفاء الولايات المتحدة الرئيسيون، بمن فيهم أعضاء في الاتحاد الأوروبي، بالفعل إلى نيتهم الرد. وألمح الاتحاد الأوروبي، الذي كان تاريخيًا شريكًا تجاريًا قويًا للولايات المتحدة، إلى فرض رسوم مضادة على الصادرات الأميركية الشهيرة، مثل المنتجات الزراعية والسلع الفاخرة والسيارات. ويمكن لمثل هذه الإجراءات أن تشل الصناعات الأميركية التي تعتمد بشكل كبير على الأسواق الخارجية. وبالمثل، تقوم الصين، التي تعد هدفًا متكررًا للمظالم التجارية الأميركية، بإعداد مجموعتها الخاصة من التعريفات العقابية التي تستهدف القطاعات الأميركية الحيوية، مثل التكنولوجيا والزراعة والطيران. كما أدانت أستراليا، وهي حليف تجاري وأمني وثيق للولايات المتحدة، هذه الخطوة، وقالت إنها تقوض النظام التجاري العالمي الذي تم بناؤه بشق الأنفس على مدى عقود. وحذرت البرازيل، وهي مصدر رئيسي للمواد الخام، من الآثار المزعزعة للاستقرار التي تخلفها الإجراءات الأميركية على أسواق السلع العالمية، وأبدت استعدادها لاستكشاف تدابير مضادة. وتشير ردود الفعل هذه إلى أنه بدلاً من إعادة معايرة العلاقات التجارية الأميركية، يمكن للتعريفات الجديدة أن تغرق العالم في دورة متصاعدة من الحروب التجارية. بالنسبة للمستهلكين الأميركيين، ستكون تداعيات هذه التعريفات ملموسة. مع استيراد الولايات المتحدة لما يقرب من 3.3 تريليون دولار من السلع سنويًا، ستؤثر التعريفات الجديدة على كل قطاع تقريبًا. من الإلكترونيات والملابس إلى السيارات والمنتجات الغذائية، سيتم نقل تكاليف الاستيراد المتزايدة حتمًا إلى المستهلكين. وسيؤدي ذلك إلى ارتفاع الأسعار في جميع المجالات، وتآكل القوة الشرائية، والتأثير بشكل غير متناسب على الأسر ذات الدخل المنخفض والمتوسط. وعلى سبيل المثال، يمكن أن تشهد الإلكترونيات التي تعتمد على المكونات الآسيوية ارتفاعًا حادًا في الأسعار بطريقة تجعل العناصر اليومية، مثل الهواتف الذكية وأجهزة الحاسوب المحمولة، أكثر تكلفة بكثير. ولنأخذ صناعة السيارات كمثال. من المرجح أن تواجه صناعة السيارات زيادة كبيرة في الأسعار في الولايات المتحدة لأن ترامب فرض رسوما جمركية بنسبة 25 في المائة على السيارات المستوردة وقطع غيار السيارات. وقد يرتفع سعر السيارات الجديدة بين 5.000 و15.000 دولار بناء على الطراز المحدد. وحتى لو تم تصنيع السيارات محليًا، فإن غالبية مبيعات السيارات الأميركية تعتمد على مكونات مستوردة. وستقوم شركات صناعة السيارات بتحويل التكاليف المتزايدة إلى العملاء، مما سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار لجميع السيارات التي تُباع في السوق. وسوف تمتد الآثار المتتابعة إلى ما هو أبعد من السلع الاستهلاكية. بينما يتصارع المُصنّعون وتجار التجزئة مع ارتفاع تكاليف المدخلات، قد يضطر البعض إلى تقليص العمليات أو تقليل التوظيف، مما يؤدي إلى فقدان الوظائف، خاصة في الصناعات التي تعتمد على سلاسل التوريد العالمية المعقدة. ومن المفارقات أن العمال الأميركيين الذين تهدف هذه التعريفات إلى حمايتهم قد يتحملون العبء الأكبر من التداعيات. كما أن القطاع الزراعي على وشك أن يعاني هو الآخر. يمكن أن تؤدي التعريفات الانتقامية من المستوردين الرئيسيين للمنتجات الزراعية الأميركية، مثل فول الصويا والذرة، إلى تدمير المزارعين الذين يعملون مُسبقًا بهوامش ربح ضئيلة للغاية، مما يزيد من تفاقم التفاوتات الاقتصادية في المجتمعات الريفية. غالبًا ما أسفرت السياسات الحمائية، تاريخيًا، عن عواقب غير مقصودة، ومن غير المرجح أن تكون هذه الحالة استثناء. وكان "قانون سموت-هاولي للتعريفة الجمركية للعام 1930"**، الذي تم سنه خلال فترة "الكساد الكبير"، قد أثار موجة من التعريفات الانتقامية من الشركاء التجاريين، مما أدى إلى انكماش حاد في التجارة العالمية وتفاقم الأزمة الاقتصادية. وعلى الرغم من اختلاف السياق الاقتصادي الحالي، إلا أن المخاطر تظل متشابهة. والحروب التجارية ليس فيها فائزون، وفي الاقتصاد العالمي المترابط اليوم، نادرًا ما تقتصر التداعيات على البلد الذي يبدأ الحرب. بالإضافة إلى التداعيات الاقتصادية، فإن العواقب الجيوسياسية لهذه السياسة مثيرة للقلق بالقدر نفسه. في الوقت الذي تتطلب فيه التحديات العالمية، مثل تغير المناخ والأوبئة والاضطرابات التكنولوجية، عملاً جماعيًا، يعرض هذا النهج الأميركي أحادي الجانب خطر إبعاد الحلفاء وتقويض التعاون الدولي. وقد تبدأ الدول التي كانت تتطلع تقليديًا إلى الولايات المتحدة للقيادة في استكشاف تحالفات بديلة، مما قد يؤدي إلى تغيير ميزان القوى العالمي بطرق يمكن أن تكون لها عواقب دائمة. وبالإضافة إلى ذلك، تؤدي هذه التعريفات الجمركية إلى تآكل النظام التجاري الدولي القائم على القواعد الذي دعم الاستقرار الاقتصادي العالمي منذ الحرب العالمية الثانية. من خلال تهميش المفاوضات متعددة الأطراف لصالح العمل أحادي الجانب، تضع الولايات المتحدة سابقة قد تحاكيها الدول الأخرى، مما يلحق المزيد من التصدع بالنظام التجاري العالمي. كان الأساس المنطقي الاقتصادي لهذه التعريفات معيبًا للغاية. إن الاختلالات التجارية لا تجيء نتيجة للممارسات غير العادلة التي تمارسها الدول الأخرى فحسب؛ إنها تتشكل من خلال تفاعل معقد للعديد من العوامل، بما في ذلك تقييمات العملات، وأنماط الاستهلاك المحلي، والمزايا النسبية. وتفشل التعريفات الشاملة في معالجة هذه القضايا الأساسية، وتخاطر بدلاً من ذلك بخلق تحديات جديدة. وعلى الرغم من أن بعض الصناعات قد تشهد استرخاءً قصير الأجل، فإن المرجح هو أن تفوق العواقب طويلة المدى أي مكاسب فورية. وسوف يكافح المصدرون الأميركيون، الذين يواجهون تعريفات جمركية انتقامية، للمنافسة في الأسواق الدولية، مما قد يؤدي إلى فقدان الوظائف في القطاعات المعتمدة على التصدير وتعويض أي فوائد في الصناعات المحمية. يضيف توقيت هذا الإعلان طبقة أخرى من التعقيد. مع استمرار معاناة الاقتصاد العالمي من الهزات الارتدادية التي أحدثتها جائحة "كوفيد-19"، بما في ذلك الضغوط التضخمية المستمرة واضطرابات سلاسل التوريد، يهدد انتهاج مثل هذه السياسة التخريبية في هذه المرحلة بمفاقمة عدم الاستقرار الاقتصادي، محليًا ودوليًا. إنها مقامرة عالية المخاطر وذات عواقب بعيدة المدى. *عمران خالد Imran Khalid: محلل جيوستراتيجي وكاتب عمود في الشؤون الدولية. تُنشر أعماله على نطاق واسع من قبل المؤسسات والمنشورات الإخبارية الدولية المرموقة. *نشر هذا المقال تحت عنوان: How Trump's Tariffs Are Pushing the World Toward Economic Chaos هامش المترجم: **قانون سموت-هاولي التعرفة الجمركية للعام 1930 (The Smoot-Hawley Tariff Act of 1930): هو قانون أميركي فرض تعريفات جمركية مرتفعة على عدد كبير من السلع المستوردة إلى الولايات المتحدة. سُمي باسم السيناتور ريد سموت والنائب ويليس هاولي، وأُقر في عهد الرئيس هيربرت هوفر. كان الهدف من القانون في البداية هو حماية المزارعين والصناعات الأميركية من المنافسة الأجنبية في ظل تفاقم الكساد الاقتصادي الكبير (الكساد العظيم). أثار ردود فعل انتقامية من العديد من الدول التي رفعت بدورها التعريفات على البضائع الأميركية. تسبب في انخفاض التجارة العالمية وزاد من حدة الكساد الاقتصادي العالمي. يعتبره الكثير من الاقتصاديين أحد الأخطاء الاقتصادية الكبرى في التاريخ الأميركي الحديث.