
هيئة التحرير - (الغارديان) 9/4/2025
الغد-ترجمة: علاء الدين أبو زينة
تستعد بكين للاضطرابات التي ستنجم عن التعريفات الجمركية المتأرجحة. لكنها ترى قصة أكبر وأكثر وعدًا عن تراجع الهيمنة الأميركية.
لا أحد، وخاصة المستهلكين والعمال، سيفوز في الحرب التجارية الشرسة التي أطلقها دونالد ترامب. هذه، على حد تعبير أحد المحللين، "لعبة عض أصابع"، واختبار لمن يمكنه أن يتحمل الألم أكثر. ولأن التجارة تقع في القلب من العلاقات الأميركية مع أكبر هدف للتعريفة الجمركية، الصين، فإن من المرجح أن تتدهور بقية العلاقات الثنائية. وهذا أيضًا مثير للقلق.
ومع ذلك، ربما ترى الصين، على الرغم من المصاعب الاقتصادية في السنوات الأخيرة، فرصة أطول أجلاً في الأزمة الحالية. كانت استجابة بكين لإعلانات التعريفة الجمركية الأميركية الأولية محسوبة. وهي تتعهد الآن بـ"القتال حتى النهاية"، وفرضت تعريفة جمركية إضافية بنسبة 50 في المائة على السلع الأميركية -ليصل الإجمالي إلى 84 في المائة- ردًا على التعريفات الجمركية التي يقول ترامب الآن إنها ستصل إلى 125 في المائة.
ولا يتوقعن أحد أن تكون الصين هي التي تتراجع أولاً. من المرجح أن تُفهم التنازلات على أنها علامة على الضعف، مما يشجع الولايات المتحدة على تصعيد الضغط. كما أن شي جين بينغ هو أيضًا رجل قوي قام بتعزيز النزعة القومية مع تباطؤ النمو الاقتصادي. وسيكون التراجع بالنسبة للصين مهينًا، خاصة عندما يتحدث نائب الرئيس الأميركي، جي دي فانس، بازدراء عن "الفلاحين الصينيين".
تسمح بكين بالفعل لليوان بأن يضعُف، على الرغم من أنه يُعتقد بأن تخفيضًا كبيرًا في قيمة العملة غير مرجح. وكانت تستعد لهذه اللحظة. وقد بدأت نهاية طفرتها الديموغرافية، ورؤية السيد شي لأمته، وتأثير الوباء، وولاية السيد ترامب الأولى، وتحول الولايات المتحدة من كلا الحزبين ضد الصين (وهو الأمر الذي تستحق فيه بكين نفسها الكثير من اللوم) في إعادة تشكيل الاقتصاد. وعملت الصين على تنويع وارداتها الزراعية ووجدت أسواقًا جديدة لسلعها على الرغم من أن الصادرات إلى الولايات المتحدة ما تزال تمثل أقل بقليل من 3 في المائة من ناتجها المحلي الإجمالي. وفي الشهر الماضي، أعلنت عن خطط "لتعزيز الاستهلاك المحلي بقوة"، على الرغم من أن الإجراءات السابقة بشأن هذا الطموح المعتنق منذ وقت طويل لم تتطابق مع الخطاب.
يسلط إعلان ترامب المفاجئ يوم الأربعاء عن تعليقه التعريفات العقابية على الدول الأخرى لمدة 90 يومًا الضوء على نية أساسية واضحة لجعل هذه الدول تنأى بنفسها عن الصين ومنع استخدامها كقناة لبضائعها. لكنه إذا مضى قدمًا، فإن أسعار الفائدة المرتفعة تخاطر بدفع هذه الدول نحو بكين بدلاً من ذلك. وقد تعكس سياسات السيد ترامب المتقلبة أيضًا تزايد القلق بشأن تأثير هذه الرسوم الجمركية، خاصة في أوساط مؤيديه أنفسهم. وتثق الصين في أن ترامب سيواجه ضغوطًا متزايدة لإعادة النظر في سياساته، من داعميه المليارديرات، والعمال المُسنّين الذين يرون صناديق تقاعدهم تنهار، والمزارعين، والموظفين القلقين على وظائفهم، والمستهلكين الذين يواجهون احتمال ارتفاع أسعار هواتف الآيفون وسلع البقالة. ولن يكون إبرام اتفاق ثنائي مستحيلًا.
لا تحب بكين ما ينتظر في الأمام. لكنّ لديها ثقة أكبر في مسارها على المدى الطويل. إنها تنظر وراءً إلى الأزمة المالية في العام 2008، عندما "أنقذَت العالم" بحزمتها الضخمة للتحفيز، وتتطلع إلى الأمام بثقة جديدة بالنفس بعد "لحظة سبوتنيك" التي شهدتها في مجال الذكاء الاصطناعي عندما أطلقت في كانون الثاني (يناير) منصة "ديب-سيك" DeepSeek الخاصة بها.
قبل وفوق كل شيء، تعتقد بكين أنه عندما تمر هذه العاصفة، فإن قلة من الناس هم الذين سينظرون إلى الولايات المتحدة باعتبارها ضامنًا اقتصاديًا أو أمنيًا يمكن الاعتماد عليه، وسوف تبدو الصين شريكًا أكثر قابلية للتنبؤ به، إن لم يكن أكثر جاذبية. في مؤتمر ميونخ الأمني الذي عُقد في شباط (فبراير) -حيث تصدَّر هجوم فانس الساخر على الحلفاء الأوروبيين عناوين الصحف- تعهد وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، بأن تكون الصين "قوة بناءة ثابتة" و"عامل يقين في هذا النظام متعدد الأقطاب". وقد تشعر بعض البلدان بأنها مضطرة للتعايش مع القيود التجارية والاستثمارية التي تفرضها بكين، واستخدامها الإكراه الاقتصادي لأغراض سياسية. وربما ينجرف آخرون ببساطة خارجين من مدار أميركا.
هذه لحظة تحويلية في النظام العالمي. وتتوقع الصين أن تعاني. لكنها لن تكون غير سعيدة تمامًا بينما تراقب الولايات المتحدة وهي تمضي حثيثًا نحو الانحدار.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البوابة
منذ ساعة واحدة
- البوابة
تصعيد خطير.. منع جامعة "هارفارد" من قبول طلبة دوليين
أخطرت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب جامعة هارفارد العريقة بقرارها الجديد بمنعها من قبول الطلبة الدوليين في كلياتها، في خطوة تمثل "تصعيدا كبيرا" في إطار الضغط على الجامعة من أجل التناغم مع أجندة ترامب. إدارة ترامب والجامعة تبادلتا الاتهامات خلال الأيام الأخيرة بشأن قانونية "طلب سجلات" من وزارة الأمن الداخلي. وزيرة الأمن الداخلي كرسيتي نويم، بعثت رسالة للجامعة جاء فيها "أكتب إليكم لأخطركم بأنه ابتداء من الآن سيتم، إلغاء اعتماد برنامج الطلاب وتبادل الزوار في جامعة هارفارد". وكانت وزارة التعليم الأميركية أبلغت جامعة هارفارد في وقت سابق، أنها ستجمد مليارات الدولارات من المنح البحثية وغيرها، كما تقوم إدارة ترامب باستخدام نفوذ التمويل الاتحادي لإجبار شركات محاماة وجامعات وغيرها على إجراء تغييرات شاملة في السياسات. الجامعة، التي تدعم حرية التعبير، عبّر طلابها من خلال احتجاجات سلمية، عن رفضهم لحرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة. وصعدت إدارة ترامب إجراءاتها ضد جامعة هارفارد في الأسابيع القليلة الماضية، إذ بدأت مراجعة رسمية لتمويل اتحادي يبلغ نحو 9 مليارات دولار للجامعة، وطالبتها بحظر ممارسات التنوع والمساواة والشمول، واتخاذ إجراءات صارمة ضد بعض الجماعات الداعمة للفلسطينيين. ورفضت جامعة هارفارد الشهر الماضي، العديد من مطالب ترامب، ووصفتها بأنها هجوم على حرية التعبير والحرية الأكاديمية، كما رفعت دعوى قضائية على إدارة ترامب بعد أن علقت الإدارة نحو 2.3 مليار دولار من التمويل الاتحادي للمؤسسة التعليمية، في حين تعهدت الجامعة أيضا بمواجهة التمييز في الحرم الجامعي. المصدر: الجزيرة


الغد
منذ 4 ساعات
- الغد
نتنياهو ينقلب من جديد.. انسحاب الوفد الصهيوني من مفاوضات الدوحة
اضافة اعلان عواصم - قرر رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو سحب الوفد المفاوض من الدوحة مع إصراره على صفقة جزئية تتضمن وقفا مؤقتا لإطلاق النار في قطاع غزة، وفقا لما أوردته تقارير صحفية عبرية امس.وقالت صحيفة "يسرائيل هيوم" إن نتنياهو قرر إعادة جميع أعضاء الوفد المفاوض.وأوضحت قناة "كان" التابعة لهيئة البث الرسمية أن إسرائيل أصرت على صفقة جزئية تتضمن الإفراج عن بعض المحتجزين في غزة مقابل وقف مؤقت لإطلاق النار، بينما طالبت حماس بضمانات دولية، معظمها من الولايات المتحدة، بعدم العودة إلى القتال مقابل إطلاق سراح جميع المحتجزين.وأضافت القناة أنه لم يتسن التقريب بين موقفي الطرفين رغم الضغوط الأميركية.وكذلك، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مسؤول صهيوني قوله إن حماس متمسكة بموقفها وتطالب بإنهاء الحرب في إطار أي اتفاق.كما نقلت قناة "آي 24" عن مسؤول في فريق التفاوض قوله إن حماس تطالب بضمانات أميركية لإنهاء الحرب، وإسرائيل تنتظر رد الحركة وقد تعيد إرسال الوفد إلى قطر وفق ما يقتضيه الأمر.وكانت تل ابيب أرسلت وفد التفاوض إلى العاصمة القطرية في 13 أيار (مايو) الحالي في إطار مساع جديدة تبذلها الولايات المتحدة وقطر ومصر لوقف إطلاق النار في غزة بعدما تنصل نتنياهو من الاتفاق المبرم في كانون الثاني (يناير) الماضي.وجاءت هذه المساعي على ضوء إفراج حركة حماس عن الجندي الصهيوني الأسير عيدان ألكسندر الذي يحمل الجنسية الأميركية بعد تفاهمات بين الحركة وإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.وتزامنًا مع وجود وفدها المفاوض في الدوحة، أطلقت تل ابيب يوم الأحد الماضي عملية عسكرية جديدة في غزة أسمتها "عربات جدعون" لتوسيع حرب الإبادة، في إطار خطط لاحتلال القطاع بالكامل.في سياق اخر، سارعت فرنسا إلى إعلان رفضها التصريحات الصهيونية التي تتهم بعض المسؤولين الأوروبيين بالتحريض المعادي للسامية، ونددت بتلك التصريحات واعتبرتها "مشينة وغير مبررة".وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية كريستوف ليموين للصحفيين امس في مؤتمره الصحفي الأسبوعي "إن فرنسا ترفض التصريحات الإسرائيلية التي تتهم بعض المسؤولين الأوروبيين بالتحريض على معاداة السامية"، مضيفا أن هذه التصريحات "غير مبررة ومثيرة للغضب".وتابع "فرنسا أدانت، وستواصل إدانتها، وستواصل إدانتها دائما ودون لبس جميع الأعمال المعادية للسامية".ويأتي الرفض الفرنسي بعد اتهام وزير الخارجية الصهيوني جدعون ساعر امس مسؤولين أوروبيين -لم يسمهم- بـ"التحريض السام على معاداة السامية"، ملقيا باللوم فيه على "المناخ العدائي الذي شهد إطلاق النار المميت على اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية في واشنطن".أما وزير الشتات الإسرائيلي عميحاي شيكلي فحمّل قادة فرنسا وبريطانيا وكندا وكل المعارضين للحرب على قطاع غزة المسؤولية عن إطلاق النار في العاصمة الأميركية واشنطن.وواجهت تل ابيب موجة من الانتقادات من أوروبا في الآونة الأخيرة مع تكثيفها العدوان على غزة، حيث حذرت جماعات إنسانية من أن الحصار الصهيوني المستمر منذ 11 أسبوعا على إمدادات المساعدات قد ترك القطاع الفلسطيني على حافة الهاوية.-(وكالات)


جو 24
منذ 5 ساعات
- جو 24
ديرمر ورئيس الموساد يتوجهان للقاء ويتكوف في روما لإنقاذ صفقة الاسرى #عاجل
جو 24 : من المقرر أن يلتقي وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية رون ديرمر ورئيس الموساد ديدي برنيع في روما غدا مع مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف لإجراء محادثات حول القضية النووية الإيرانية، بحسب مسؤولين إسرائيليين كبيرين. وستجرى المحادثات على هامش الجولة الخامسة من المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة، التي ستعقد غدا في روما. وفي الأيام الأخيرة، واجهت المفاوضات صعوبات بشأن مسألة ما إذا كان سيُسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم على أراضيها، حتى على أساس محدود. تطالب إدارة ترامب إيران بعدم تخصيب اليورانيوم على أراضيها على الإطلاق، مؤكدة أن هذا خط أحمر بالنسبة للولايات المتحدة. تؤكد إيران أنها لن توافق على وقف تخصيب اليورانيوم بشكل كامل، وتؤكد أيضاً أن هذا خط أحمر بالنسبة لها وقال مصدران إسرائيليان لموقع "واللا" إن التقييم في الاستخبارات الإسرائيلي بشأن المحادثات النووية تغير في الأيام الأخيرة - من الاعتقاد بأن الاتفاق قريب، إلى التقييم بأن المحادثات قد تدخل في أزمة وحتى تنهار في المستقبل القريب. وأشارت المصادر إلى أن إسرائيل تستعد لتنفيذ هجوم سريع على المنشآت النووية الإيرانية إذا انهارت المحادثات النووية خلال الأسابيع المقبلة. وقال مصدر إسرائيلي إن الجيش الإسرائيلي يقدر أن نافذة الفرصة لتنفيذ هجوم ناجح على إيران ربما تغلق قريبا، وبالتالي سيتعين على إسرائيل التحرك بسرعة. وبعث وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم الخميس، رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، أكد فيها أن إيران سترد بحزم على أي هجوم إسرائيلي على منشآتها النووية، وسترى الولايات المتحدة شريكا مسؤولا عن مثل هذا الهجوم. وتضمنت رسالة عراقجي تهديدا ضمنيا بأن إيران ستنقل اليورانيوم المخصب، الذي يخضع لإشراف الأمم المتحدة، إلى مواقع غير معلنة لحمايتها من هجوم إسرائيلي محتمل. ومن المتوقع أن يناقش ديرمر وبارنيع مع فيتكوف أيضا الطريق المسدود الذي وصلت إليه المفاوضات بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار في غزة. وعاد أعضاء فريق التفاوض الذين كانوا لا يزالون في الدوحة إلى إسرائيل، الخميس. معا تابعو الأردن 24 على