logo
#

أحدث الأخبار مع #فاليورو

فاينانشيال تايمز: على أوروبا اغتنام فرصة اضطرابات ترامب لاجتذاب المستثمرين
فاينانشيال تايمز: على أوروبا اغتنام فرصة اضطرابات ترامب لاجتذاب المستثمرين

البوابة

time٢٣-٠٤-٢٠٢٥

  • أعمال
  • البوابة

فاينانشيال تايمز: على أوروبا اغتنام فرصة اضطرابات ترامب لاجتذاب المستثمرين

حثت صحيفة /فاينانشيال تايمز/ البريطانية الدول الأوروبية على اغتنام فرصة اضطرابات الأسواق التجارية والمالية بسبب أجندة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والتحرك بسرعة نحو إدخال إصلاحات النمو للاستفادة من اهتمام المستثمرين المتزايد بأوروبا. وذكرت الصحيفة، في مقال افتتاحي، أنه لطالما كانت أسواق رأس المال الأوروبية تحت ظل نظيراتها الأمريكية، لكن هذا العام، بدأ المستثمرون فجأة يرون القارة بنظرة أكثر إشراقا، وتثير تطورات السياسات اهتمامهم. وقالت الصحيفة إن خطط الاتحاد الأوروبي لزيادة الإنفاق الدفاعي، وإصلاح ألمانيا "لكبح جماح الديون" - الذي يُتيح مليارات اليورو من الاستثمارات في أكبر اقتصاد في الاتحاد - والمبادرات الأوسع نطاقا لتعزيز القدرة التنافسية الإقليمية، استنادا إلى توصيات رئيس البنك المركزي الأوروبي السابق ماريو دراجي، سببت حالة من التفاؤل. كما أن أجندة ترامب السياسية غير المتوقعة سببت في تحويل توزيعات المحافظ الاستثمارية لصالح أوروبا. وقد أدى تجدد هجماته على رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول، إلى انخفاض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 أكثر هذا الأسبوع. وفي الواقع، على الرغم من أن رسوم الرئيس الأمريكي الجمركية ستضر بمصدري القارة، إلا أن أوروبا لا تزال تتفوق على أمريكا في العديد من فئات الأصول هذا العام، بحسب الصحيفة. وأشارت الصحيفة إلى أنه بفضل ما يحظى به من اهتمام نادر بين الممولين، تُتاح للاتحاد الأوروبي فرصة لجذب المزيد من رؤوس الأموال وتعزيز مكانته الاقتصادية العالمية. لكن إذا فشل في التحرك بسرعة وجرأة لإزالة عوائق الاستثمار والنمو الاقتصادي، فإنه يُخاطر بإضاعة الفرصة، فالمستثمرون متقلبو المزاج، والثقة قابلة للتبخر بنفس السرعة التي عادت بها. وحثت الفاينانشيال تايمز الاتحاد الأوروبي على تنفيذ إجراءات لتعزيز الحيز المالي وتمويل الإنفاق الدفاعي، كما هو موضح في خطة الاستعداد 2030 الخاصة به الشهر الماضي. ثم، مع زيادة الإنفاق، ينبغي على صانعي السياسات ضمان تخصيص مبالغ نقدية كافية للابتكار والبحث العسكري، بحيث تكون الآثار الاقتصادية المحتملة أكبر خارج قطاع الدفاع. ويجب أن يظل خيار إصدار الديون المشتركة، لزيادة القدرة الاستثمارية للأمن وما بعده، مطروحا على الطاولة. وأضافت الصحيفة أنه بينما ستحظى مفاوضات الاتحاد الأوروبي مع البيت الأبيض بشأن خطط ترامب للرسوم الجمركية "المتبادلة" بالأولوية، يجب على الاتحاد ألا يغفل عن المكافأة الاقتصادية الأوسع نطاقا المتمثلة في ترسيخ نفسه بشكل أعمق في النظام التجاري العالمي، لا سيما مع سعي مناطق أخرى إلى تعويض الحمائية الأمريكية. وهذا يعني الإسراع في التصديق على اتفاقيته مع السوق المشتركة لأمريكا الجنوبية /ميركوسور/، وتسريع المناقشات التجارية مع الهند والمملكة المتحدة، والحفاظ على قنوات مفتوحة مع بكين لضمان عدم إغراق منتجاتها أسواق القارة. وأشارت الصحيفة إلى أن حشد ال27 دولة الأعضاء في التكتل ستظل تحديا. لكن أجندة ترامب - التي أثارت اضطرابات في الأسواق التجارية والمالية - ينبغي أن تجعل العقول تُركز على التهديد والفرصة المزدوجة التي تُشكلها لجميع دول الاتحاد الأوروبي. وفي ختام افتتاحيتها، رأت الصحيفة أن رأس المال يعود إلى أوروبا، فاليورو في أقوى مستوياته مقابل الدولار الأمريكي منذ ثلاث سنوات. وفي الأسابيع الأربعة حتى أوائل الشهر المتضي، اجتذبت صناديق الأسهم الإقليمية أعلى تدفقات لها منذ ما يقرب من عقد من الزمان. وأكدت أنه يجب على صناع السياسات الأوروبيين الآن أن يُعطوا المستثمرين سببا للبقاء داخل القارة.

سعر اليورو في السوق المصرفي المصري اليوم الأربعاء 16 إبريل 2025
سعر اليورو في السوق المصرفي المصري اليوم الأربعاء 16 إبريل 2025

الدستور

time١٦-٠٤-٢٠٢٥

  • أعمال
  • الدستور

سعر اليورو في السوق المصرفي المصري اليوم الأربعاء 16 إبريل 2025

يشهد سعر اليورو اليوم الأربعاء 16 أبريل 2025 استقرارًا نسبيًا مقابل الجنيه المصري، مع تفاوتات طفيفة بين البنوك المحليةش، ويأتي هذا الثبات في ظل استمرار التغيرات الاقتصادية على المستويين المحلي والعالمي، مما يجعل من متابعة أسعار العملات أمرًا حيويًا للمستهلكين والمستثمرين على حد سواء. فاليورو هو مفتاح التجارة بين مصر والاتحاد الأوروبي، حيث يؤثر على السلع والخدمات من الآلات إلى المنتجات الاستهلاكية. ويحتاج الكثير من المصريين إلى اليورو للدراسة أو العمل في أوروبا، كما أنه شائع لدى المسافرين. وتؤثر التقلبات في أسعار صرف اليورو مقابل الجنيه المصري على تكلفة الواردات الأوروبية في مصر وتستخدم 19 دولة في الاتحاد الأوروبي اليورو وهو ثاني أكثر العملات تداولًا على مستوى العالم. سعر اليورو الأوروبي اليوم الأربعاء 16 أبريل 2025: وجاء سعر اليورو فى بعض البنوك كالتالى: سعر اليورو في البنك المركزي المصري 57.66 جنيه للشراء 57.83 جنيه للبيع. سعر اليورو في البنك الأهلي المصري 57.54 جنيه للشراء. 58.22 جنيه للبيع. سعر اليورو في بنك مصر 57.51 جنيه للشراء. 58.19 جنيه للبيع. سعر اليورو في بنك الاسكندرية 57.52 جنيه للشراء. 58.2 جنيه للبيع. سعر اليورو في البنك التجارى الدولى 57.56 جنيه للشراء. 58.21 جنيه للبيع. سعر اليورو في مصرف أبو ظبى الاسلامى 57.59 جنيه للشراء. 58.26 جنيه للبيع. سعر اليورو في بنك البركة 57.50 جنيه للشراء. 58.17 جنيه للبيع. سعر اليورو في بنك قناة السويس 57.54 جنيه للشراء. 58.22 جنيه للبيع. اسعار اليورو بالجنيه المصري: 1 يورو يساوي 58 جنيه مصري 5 يورو يساوي 288 جنيه مصري 10 يورو يساوي 577 جنيه مصري 25 يورو يساوي 1،441 جنيه مصري 50 يورو يساوي 2،883 جنيه مصري 100 يورو يساوي 5،765 جنيه مصري 500 يورو يساوي 28،825 جنيه مصري 1000 يورو يساوي 57،650 جنيه مصري 5000 يورو يساوي 288،250 جنيه مصري 10000 يورو يساوي 576،500 جنيه مصري

استراتيجية ترامب: إعادة ترتيب الأولويات العالمية على الصعيدين الاقتصادي والأمني
استراتيجية ترامب: إعادة ترتيب الأولويات العالمية على الصعيدين الاقتصادي والأمني

دفاع العرب

time١٠-٠٤-٢٠٢٥

  • أعمال
  • دفاع العرب

استراتيجية ترامب: إعادة ترتيب الأولويات العالمية على الصعيدين الاقتصادي والأمني

العقيد الركن م. ظافر مراد يعيش العالم اليوم حالة إرباك وغموض على مستويين أساسيين، أولهما الإقتصادي بسبب التعريفات الجمركية الجديدة التي فرضها ترامب على معظم الدول، وثانيهما الأمني بسبب موقف ترامب من الحرب الروسية-الأوكرانية والحرب على غزة، وعمليات القصف الإستراتيجي على الحوثيين في اليمن إضافةً إلى تهديد إيران. ليس ما يقوم به ترامب وليد ساعة وصوله إلى الرئاسة الاميركية، بل أن كل ما يفعله هو المرحلة التنفيذية لخطط مسبقة كان قد أعدها ودرسها جيداً هو ومستشاريه، وكما كان الحال في فترة الإنتخابات الأميركية من حيث هجوم وسائل الإعلام عليه، فهو حالياً يواجه نفس الضغوطات من قبل المعارضين والشركات والدول المتضررة من قراراته وسياساته الخارجية على المستويين الإقتصادي والامني. لطالما اعتبر ترامب أن القوة الإقتصادية هي الأهم بالنسبة للولايات المتحدة الاميركية، وفي هذا المجال يعتبر الصين العدو الاول والخطر الجدي الوحيد الذي يهدد الهيمنة الإقتصادية الأميركية وسمعة الدولار كعملة تجارية عالمية، بعد الصين تأتي أوروبا في المرتبة الثانية، فاليورو هو العملة التي تنافس الدولار في التجارة العالمية، وما يقوم به ترامب حالياً هو إعادة تشكيل للإقتصاد الأميركي بما يتناسب مع الظروف الدولية المستجدة، لناحية تعاظم قدرات الصين الإقتصادية والعسكرية، ولناحية جنوح أوروبا نحو الإستقلال عن الولايات المتحدة الأميركية في قراراتها السياسية والإقتصادية، ومؤخراً الأمنية، ويُخطيء من يظن أن قراراته متهورة وغير مدروسة، فهو يعي تماماً هذه اللحظة المناسبة التي يريد فيها إستعادة المبادرة وإعادة تشكيل إقتصاد بلاده عبر جذب الإستثمارات إلى داخل الولايات المتحدة وتوطين الصناعات الهامة، والتوصل إلى إتفاقات جديدة مع الدول الشريكة في التجارة، بهدف تعديل الميزان التجاري معها وإلزامها بعقود تجارية تزيد من ارباح بلاده، وما سيحصل في النهاية أن معظم الدول سترضخ لقراراته وتتفاوض معه للتوصل إلى حلول باقل خسارات ممكنة، أما بالنسبة للصين، فالحرب التجارية معها ستكون قاسية وطويلة الأمد. على الصعيد الأمني، لا يعتبر ترامب أن روسيا تشكل تهديداً مباشراً لمصالح الولايات المتحدة الاميركية، لذلك يريد إنهاء حربها مع أوكرانيا وصياغة علاقات خارجية معها تخرجها إلى حدٍ ما من إطار التحالف مع الصين وإيران وكوريا الشمالية، وعلى صعيد الشرق الأوسط، فأولويات ترامب تتعلق بأمن إسرائيل وأمن سلاسل الإمداد والتوريد العالمية، وضمان إستقرار منطقة الشرق الاوسط التي يعتبرها واعدة في الإستثمار. وهو اتَّهم الإدارة الأميركية السابقة بأنها تسببت بفوضى أمنية في الشرق الأوسط بسبب التغاضي عن نشاطات إيران ووكلائها في المنطقة، والتعامل معها بضعف وقلة مسؤولية، وفي هذا الشأن، ولأول مرة، تشعر إيران بالتهديد الحقيقي الذي يستهدفها ويستهدف النظام القائم فيها، فالنشاطات الأميركية الحاصلة حالياً هي مؤشرات واضحة على جدية القرار الأميركي بضرب صميم القوة الإيرانية وتدمير منشآتها النووية التي تعتبر أن فيها نشاطات غامضة وتؤسس ربما لتصنيع قنابل نووية. تحضر الولايات المتحدة نفسها جيداً لخيار الحرب مع إيران، وهذا التحضير مكلف وجدي وغير مسبوق، ويجري العمل عليه في السر وفي العلن، فإنتقال عشرات الطائرات الاميركية إلى قاعدة دييغو غارسيا، وأبرزها القاذفات الإستراتيجية نوع B-52 و B-2 الشبحية، هو أبرز هذه المؤشرات، وهذه المرة لا يأتي ذلك فقط في إطار الردع، بل هو فعلياً خطوة تحضيرية للقيام بعمل عسكري إنطلاقاً من هذه القاعدة، فهناك الكثير من النشاطات غير المسبوقة تجري هناك. لعبت هذه القاعدة دوراً هاماً جداً في العمليات العسكرية الاميركية السابقة في منطقة الشرق الأوسط، وتأتي أهمية هذه القاعدة من كونها جزيرة نائية ومعزولة وبعيدة عن أي تهديدات محتملة، ويمكن مراقبة وحماية محيطها القريب والبعيد بكل سهولة، إضافة إلى موقعها الجغرافي الوسيط في المحيط الهندي، ما يجعلها قاعدة إنطلاق لأية عمليات عسكرية في أفريقيا أو الشرق الأوسط، وتبعد الجزيرة حوالي 3000 كلم عن سواحل أفريقيا، و3800 كلم عن إيران، استأجرتها الولايات المتحدة من بريطانيا في العام 1966، وهي تضمّ مطارًا به مدرجان متوازيان بطول 3700 م، وساحات واسعة لوقوف الطائرات، قادرة على استقبال وتشغيل عدد كبير من القاذفات الإستراتيجية بعيدة المدى مثل B-52 وB-2 الشبحية، بالإضافة إلى طائرات النقل والتزود بالوقود، وفيها خزانات ضخمة لوقود السفن والطائرات، ما يجعلها من أهم القواعد اللوجستية التي تخدم العمليات العسكرية الأميركية والبريطانية، وفيها ميناء عميق وواسع بما يكفي لإستيعاب أكبر السفن الحربية والغواصات وحاملات الطائرات في الأسطولين الأمريكي والبريطاني، وهي تحتوي أيضاً على معدات وأنظمة تجسس ورصد متطورة جداً، وقد هددت طهران بضرب هذه القاعدة في حال تعرضت لهجوم إنطلاقاً منها، وفي هذا الشأن، تجدر الإشارة إلى أن قدرات إيران على إستهداف هذه القاعدة ضعيفة نسبياً، بسبب حيازتها على عدد قليل من الوسائل القادرة على الوصول إلى هذه الجزيرة (مثل صاروخ خرمشهر-4 والمسيرة شاهد 136/ب)، وهذه القدرات يمكن بسهولة رصدها وإسقاطها بسبب الحماية العالية المستوى التي تتمتع بها هذه القاعدة الهامة. عزَّزت الولايات المتحدة الاميركية قواتها وقدراتها العسكرية أيضاً في منطقة الشرق الاوسط عبر إستقدام حاملة طائرات ثانية ' USS Carl Vinson' مع مجموعتها البحرية القتالية، وقد سبق هذا الإستقدام نقل عشرات الطائرات الحديثة من طراز F-15 EX، و F-35إلى قواعد جوية في المنطقة، ونقلت أيضاً منظومة 'ثاد' ثانية إلى إسرائيل، ما يوفر شبكة دفاع جوي فاعلة ومتعددة الإرتفاعات والمسافات لحماية المنشآت الإسرائيلية الحساسة والخطرة، وقد كان لافتاً كثرة الزيارت التي يقوم بها قائد القيادة المركزية الاميركية الجنرال 'مايكل كوريلا' إلى إسرائيل، وبالتحديد إلى وزارة الدفاع وقيادة الجيش، حيث اجتمع مراراً مع القادة العسكريين الإسرائيليين، وربما ذلك يشير إلى تنسيق التعاون في اي حرب محتملة مع إيران. يأتي كل ذلك في إطار إعادة تشكيل الصورة الجديدة للولايات المتحدة الأميركية في عهد ترامب، وعلى الرغم من خطورة وغموض المشهد الإقتصادي العالمي، إلا أن احتمال الحرب مع إيران سيزيد الوضع تعقيداً، ومع الحديث عن مشاورات مشتركة بين روسيا والصين وإيران بخصوص الملف النووي الإيراني، يُعتقد ان روسيا ستلعب دوراً هاماً في إعادة صياغة إتفاق جديد بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، وإذا فشلت الجهود الديبلوماسية، وعلى الرغم من الشراكة الإستراتيجية التي أُعلن عنها مؤخراً بين روسيا وإيران، إلا أنه من المؤكد أن روسيا لن تتورط في مواجهة مع الولايات المتحدة الاميركية للدفاع عن إيران، وكذلك الصين ستتَّخذ نفس الموقف بعيداً عن مخاطر اية مواجهة مباشرة، أما بالنسبة لإحتمالات الحرب بين الولايات المتحدة وإيران، فهي مرتفعة أكثر من أي وقتٍ مضى، وعلى الارجح ستحاول إيران إعتماد إستراتيجية التفاوض البطيء والطويل، وتجزئة المواضيع والدخول في تفاصيل متعددة، وجعله تفاوض على مراحل، ولكن لا شيء يضمن قبول إدارة ترامب بذلك، وهو الذي يريد إتفاقاً سريعاً حاسماً وواضحاً، فشروط ترامب قاسية جداً على إيران وعلى حلفائها، والنظام الإيراني الحالي يريد بالدرجة الأولى 'البقاء'، وربما سيكون ذلك على حساب خسارة اشياء ثمينة جداً قد يُجبر على التخلي عنها، وإلا فالحرب قادمة لا محالة، وستخوضها الولايات المتحدة مع شركائها الإستراتيجيين وعلى رأسهم بريطانيا.

هل انتهى التحالف الغربي إلى غير رجعة ؟
هل انتهى التحالف الغربي إلى غير رجعة ؟

أرقام

time١٦-٠٣-٢٠٢٥

  • سياسة
  • أرقام

هل انتهى التحالف الغربي إلى غير رجعة ؟

استخدمت اميركا حقها برفض أي قرار ضد روسيا في مجموعة السبع الكبار وتضع خططها لإيقاف حرب تدور في اوروبا بعيداً عن أعين شركائها الاوروبيين في حلف الناتو فكلها إشارات لفجوة بدأت تتسع في علاقات واشنطن بدول أوروبا، وقد يكون الحكم على ذلك التباين مبالغاً فيه؛ فالتحالف الغربي عمره عقود طويلة وجمعتهم مصالح كبرى وقام على ما يجمعهم من مبادئ وقيم وأصول عرقية مشتركة، وليس فقط المصالح الاقتصادية او الأمنية والسياسية، فقد حاربوا سوياً وقدموا عشرات الملايين من القتلى في مواجهة هتلر، ومن ثم بدات الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي أو الشيوعي والرأسمالي، وحققوا ايضا الانتصار بها بسقوط الاتحاد السوفيتي وتفككه عام 1991 لكن كما يقال دوام الحال من المحال، فقد بدأ يتشكل نظام عالمي جديد، واستعدت اوروبا لهذه المرحلة باتحادها النقدي وتشكيل تكتل منافس اقتصادياً لأميركا، والتخلص التدريجي من التبعية لواشنطن في توجهاتها السياسية او الاعتماد عليها في الامن والدفاع عنها من خلال حلف الناتو الذي يعتمد بشكل كبير جداً على واشنطن وقدراتها العسكرية الهائلة، وهو ما يعد تقصيراً من أوروبا في أنها لم تطور قوتها العسكرية لتحمي أمنها بنفسها كما يفترض ان تصل له فصحت بعد حرب روسيا على اوكرانيا على تلك الحقيقة المرة، وبدات تضع الخطط العاجلة والاستراتيجية لمعالجة هذا الخلل بعد أن شعرت بأن واشنطن لم تعد لديها الرغبة بلعب دور الحامي لهم كما السابق.. فكان التغيير بالتوجهات الامريكية صريحاً في عهد الرئيس ترمب حالياً بل حتى في ولايته الأولى وهو ما جعل أوروبا تقر سياسة جديدة لإعادة التسليح بحوالي 800 مليار يورو لكن الأهم من ذلك أن أميركا بدأت تتجه لبناء تحالفاتها على العمق في المصالح الاقتصادية بشكل أساسي إن لم يكن مطلقاً، وبالتالي هي ترى في أوروبا حالياً عبئا ومنافسا قويا جداً بالمستقبل القريب، ولذلك بدأت تغير من تعاملها معها في الشق التجاري بوضع رسوم على اغلب صادرات اوروبا لاميركا فاليورو يعد المنافس الأهم للدولار في أن يأخذ من حصته في خريطة الاحتياطيات العالمية والتعاملات بالتجارة الدولية، كما أن أوروبا متطورة تقنياً وعلمياً ومؤهلة لتجاوز أميركا في مسارات عديدة، ويمكنها ان تبني أيضا تحالفات اقتصادية قوية مع مناطق جغرافية عديدة في العالم، ولذلك بدأ أهم طرفين في التحالف الغربي في الابتعاد عن بعضهما، والبداية هي تشكيل اوروبا لقوتها العسكرية من جديد لتحمي نفسها ذاتياً إضافة لما أعلنه الرئيس الفرنسي بأنه يمكن توسيع المظلة النووية لتشمل اوروبا وهو أهم سلاح ردع استراتيحي سيحميها في أي صراع مع روسيا التي تملك أكبر عدد من الأسلحة النووية في العالم. فأميركا اليوم بدأت تظهر وجهاً جديداً في نهجها الخارجي وسياسة الرئيس ترمب تركز على إيقاف نمو الدين السيادي وخفض العجز التجاري وتحويله لفائض إضافة لتقليص نفقات الميزانية بما يخفض عجزها بنسبة كبيرة جداً، ولذلك فهو أصبح يقرأ خريطة التحالفات والعلاقات من منطلق يحقق له ذلك ويضع أسس العلاقة مع اهم حلفائه أوروبا وكندا على أساس تجاري واقتصادي بحت، ولا يتخذ أي قرار يشمل فيه مصالح أي حليف استراتيجي تقليدي مثل دول الناتو التي تضم أغلب دول اوروبا وكندا كما أنه يطالب بعقد صفقات استراتيجية كبيرة ومهمة مقابل تحقيق السلام في الملف الاخطر على اوروبا الذي يهدد استقرارها وهو الصراع الروسي الاوكراني من خلال طلبه عقد صفقة المعادن النادرة مع كييف لما لها من اهمية في توفير احتياجاتهم لاهم الصناعات الدقيقة والحديثة وهو الامر الذي ازعج اوروبا، وبدات تناور سياسياً لمحاولة عرقلته او تغيير بعض بنوده لتقليل استفادة أميركا وان يكون لها دور ونصيب في استثمار ثروة اوكرانيا من المعادن النادرة والمهمة لصناعات تحتاجها أوروبا كثيراً لبناء قوتها العسكرية، وكذلك في تقدمها التكنولوجي. قال توني بلير قبل عامين تقريباً إن الهيمنة الغربية بشكلها الحالي انتهت، والعالم يتجه لتعدد الاقطاب، و تعرف أوروبا معنى ان اميركا وصل دينها السيادي لمستويات مقلقة جداً عند 36،5 تريليون دولار وهو ما يعادل قرابة 130 بالمائة من ناتجها الاجمالي، ولذلك تغير نهجها بالانفاق والمسؤوليات والتوجهات المبنية على مصالح بعيدة عن اوروبا وتعي ايضاً انها تأخرت بتطوير قدراتها العسكرية الذاتية ولكن حتى تحاول استيعاب هذا القصور وتبطيئ حركة الرئيس ترمب بتحولات أميركا اتجاههم والضغط عليه لتخفيف إجراءاته التجارية ضدهم قاموا بوضع رسوم على واردات امريكية من ولايات جمهورية للسوق الاوروبي أي توجيه ضربة سياسية ستجعله يعيد النظر بسرعة خطواته نحو الضغط عليهم برفع الرسوم الجمركية، والتخلي السريع عن مسؤوليات أميركا نحو حماية أمن أوروبا حتى يكسبوا الوقت للوصول لمستهدفاتهم الجديدة إلا ان المؤكد أن هذا التحالف الغربي بدأ يتباين في كثير من الملفات والتوجهات وأن انفصاله أصبح واضحاً اكثر من أي وقت مضى، وهو جزء من إعادة تشكيل النظام العالمي الجديد الذي يقوم على الاقتصاد والعلاقات التجارية والمصالح الاستثمارية فقط بعيداً عن اي اعتبارات أخرى.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store