أحدث الأخبار مع #فتح

القناة الثالثة والعشرون
منذ 2 ساعات
- سياسة
- القناة الثالثة والعشرون
هل بدأ تنفيذ الفلسطينيين للقرار 1701؟
تعميم وصل إلى بعض قادة حركة فتح في مخيمات صور (الرشيدية، والبرج الشمالي، والبص)، اطلعت "المدن" على مضمونه، يوحي بأن تسليم السلاح الفلسطيني جنوب الليطاني قد سلك الطريق العملي. كما أن بعض الإجراءات التي اتخذتها حركة (فتح) في تلك المخيمات تفتح الباب واسعاً حول احتمال أن تبدأ معالجة السلاح الفلسطيني في تلك المنطقة. التعميم الذي وصل إلى قادة حركة فتح ينص على ضرورة تطبيق جملة من التدابير الصارمة الخاصة بالعمل العسكري، مع تحذير واضح من مخالفتها. أولى هذه التدابير تتضمن أنه "يُمنع حمل السلاح أو التجوّل فيه داخل أزقة المخيم". كما ينص التعميم على منع ارتداء اللباس العسكري خارج المكاتب والمراكز الحركية. ويشدد التعميم على منع الحراسة أمام تلك المراكز، والاكتفاء بالتواجد عند باب المركز من الداخل. ويحدد التعميم تاريخ 1 حزيران للبدء بتطبيق تلك الإجراءات، ويحذّر من أن إطلاق النار، مهما كانت الدواعي، سيقود إلى تسليم مطلق النار مباشرة إلى السلطات اللبنانية. يُضاف إلى ذلك أن المعسكر الأكبر لحركة فتح في لبنان، وهو "معسكر الشهيد ياسر عرفات"، جرى طليه، وتحويله لأغراض مدنية، اجتماعية وثقافية. اختيار هذه المخيمات لتكون الاختبار الأول لتنظيم السلاح الفلسطيني أو تسليمه أو ضبطه، ليس عبثاً، فعدا عن كونها تقع جنوب الليطاني، وبالتالي فإن الضغط الدولي سيكون باتجاهها بشكل أكبر، فإن جملة اعتبارات دفعت بهذا الاتجاه. فقد ترددت الاتهامات لتلك المخيمات في السنوات الأخيرة بأن بعضها انطلقت منه أعمال استهدفت (إسرائيل) إن كان من خلال التدريبات أو إطلاق الصواريخ. ففي نهاية عام 2021 أبرز موقع "ألما" الإسرائيلي صورة لمسجد أبي بن كعب في مخيم البرج الشمالي، وقال إنه مركز تدريب لحركة حماس. وفي نيسان 2023 انطلقت صواريخ نحو مستوطنات شمال فلسطين المحتلة، ذكرت التقارير أن منطقة القليلة كانت مركز الإطلاق، وهي المنطقة الملاصقة لمخيم الرشيدية، وهو المخيم الأقرب إلى فلسطين (حوالي 12 كلم)، واتُهمت جهات فلسطينية بالواقعة. وتكرر الأمر عدة مرات خلال الحرب الحالية في غزة. ليصبح مخيم الرشيدية منذ ذلك الحين محط أنظار الصحافة الإسرائيلية، التي سلطت عليه الأضواء باعتباره أحد قواعد حماس العسكرية في لبنان. واغتالت (إسرائيل) عدداً من قادة حماس يسكنون هذا المخيم، أبرزهم: خليل الخراز وسمير فندي وهادي مصطفى، واتهمتهم بأن لهم دوراً بارزاً في كتائب القسام. إضافة إلى اغتيال قائد حماس في لبنان فتح شريف بمخيم البص. كما استهدفت مركزاً لحركة الجهاد الإسلامي في مخيم الرشيدية خلال العدوان الأخير على لبنان. الاعتبار الثاني هو أن حركة فتح، لا تزال لها الغلبة العددية والعسكرية في مخيمات صور، مما يسهل عملية تنظيم السلاح، بما أن رئيسها محمود عباس يؤيد تسليم السلاح منذ سنوات طويلة. واعتبارات عديدة أدت إلى تفوق الحركة في تلك المنطقة، على رأسها أن مخيم الرشيدية كان مقر أمين سر فتح في لبنان سلطان أبو العينين طيلة 18 عاماً (1991-2009)، وهو ما سمح له ببناء نفوذ فاعل لحركته في تلك المنطقة. فيُقدر عدد عناصر فتح في مخيم الرشيدية وفق مصادر متعددة، بما يزيد على 700 عنصر، وفي مخيم البرج الشمالي بحوالي 500 عنصر، وحوالي 150 عنصراً بمخيم البص الأقل عدداً (12 ألفاً). الاعتبار الثالث هو أن تسليم السلاح الفلسطيني جنوب الليطاني يحظى بشبه إجماع لبناني، ويُدرك الفلسطينيون هذا الأمر، وأنه لا إمكانية لاستثمار أي تناقض لبناني داخلي في هذا المجال. لأجل ذلك، لا يبدو أن الطروحات السابقة حول تنظيم السلاح الفلسطيني، يمكن أن تسري على مخيمات جنوب الليطاني، ومنها نشر قوات الأمن الوطني الفلسطيني كوسيط أمني بين السلطات اللبنانية وسكان المخيمات، بل المرجح، حتى الآن، أن تتولى الأجهزة الأمنية اللبنانية مهمة الأمن بشكل مباشر. ومما يُذكر أنه، إضافة للمخيمات الثلاثة في جنوب الليطاني، هناك عدد كبير من التجمعات الفلسطينية، أشهرها القاسمية وأبو الأسود والشبريحا وجل البحر. أحمد الحاج علي - المدن انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

المدن
منذ 14 ساعات
- سياسة
- المدن
هل بدأ تنفيذ الفلسطينيين للقرار 1701؟
تعميم وصل إلى بعض قادة حركة فتح في مخيمات صور (الرشيدية، والبرج الشمالي، والبص)، اطلعت "المدن" على مضمونه، يوحي بأن تسليم السلاح الفلسطيني جنوب الليطاني قد سلك الطريق العملي. كما أن بعض الإجراءات التي اتخذتها حركة (فتح) في تلك المخيمات تفتح الباب واسعاً حول احتمال أن تبدأ معالجة السلاح الفلسطيني في تلك المنطقة. التعميم الذي وصل إلى قادة حركة فتح ينص على ضرورة تطبيق جملة من التدابير الصارمة الخاصة بالعمل العسكري، مع تحذير واضح من مخالفتها. أولى هذه التدابير تتضمن أنه "يُمنع حمل السلاح أو التجوّل فيه داخل أزقة المخيم". كما ينص التعميم على منع ارتداء اللباس العسكري خارج المكاتب والمراكز الحركية. ويشدد التعميم على منع الحراسة أمام تلك المراكز، والاكتفاء بالتواجد عند باب المركز من الداخل. ويحدد التعميم تاريخ 1 حزيران للبدء بتطبيق تلك الإجراءات، ويحذّر من أن إطلاق النار، مهما كانت الدواعي، سيقود إلى تسليم مطلق النار مباشرة إلى السلطات اللبنانية. يُضاف إلى ذلك أن المعسكر الأكبر لحركة فتح في لبنان، وهو "معسكر الشهيد ياسر عرفات"، جرى طليه، وتحويله لأغراض مدنية، اجتماعية وثقافية. اختيار هذه المخيمات لتكون الاختبار الأول لتنظيم السلاح الفلسطيني أو تسليمه أو ضبطه، ليس عبثاً، فعدا عن كونها تقع جنوب الليطاني، وبالتالي فإن الضغط الدولي سيكون باتجاهها بشكل أكبر، فإن جملة اعتبارات دفعت بهذا الاتجاه. فقد ترددت الاتهامات لتلك المخيمات في السنوات الأخيرة بأن بعضها انطلقت منه أعمال استهدفت (إسرائيل) إن كان من خلال التدريبات أو إطلاق الصواريخ. ففي نهاية عام 2021 أبرز موقع "ألما" الإسرائيلي صورة لمسجد أبي بن كعب في مخيم البرج الشمالي، وقال إنه مركز تدريب لحركة حماس. وفي نيسان 2023 انطلقت صواريخ نحو مستوطنات شمال فلسطين المحتلة، ذكرت التقارير أن منطقة القليلة كانت مركز الإطلاق، وهي المنطقة الملاصقة لمخيم الرشيدية، وهو المخيم الأقرب إلى فلسطين (حوالي 12 كلم)، واتُهمت جهات فلسطينية بالواقعة. وتكرر الأمر عدة مرات خلال الحرب الحالية في غزة. ليصبح مخيم الرشيدية منذ ذلك الحين محط أنظار الصحافة الإسرائيلية، التي سلطت عليه الأضواء باعتباره أحد قواعد حماس العسكرية في لبنان. واغتالت (إسرائيل) عدداً من قادة حماس يسكنون هذا المخيم، أبرزهم: خليل الخراز وسمير فندي وهادي مصطفى، واتهمتهم بأن لهم دوراً بارزاً في كتائب القسام. إضافة إلى اغتيال قائد حماس في لبنان فتح شريف بمخيم البص. كما استهدفت مركزاً لحركة الجهاد الإسلامي في مخيم الرشيدية خلال العدوان الأخير على لبنان. الاعتبار الثاني هو أن حركة فتح، لا تزال لها الغلبة العددية والعسكرية في مخيمات صور، مما يسهل عملية تنظيم السلاح، بما أن رئيسها محمود عباس يؤيد تسليم السلاح منذ سنوات طويلة. واعتبارات عديدة أدت إلى تفوق الحركة في تلك المنطقة، على رأسها أن مخيم الرشيدية كان مقر أمين سر فتح في لبنان سلطان أبو العينين طيلة 18 عاماً (1991-2009)، وهو ما سمح له ببناء نفوذ فاعل لحركته في تلك المنطقة. فيُقدر عدد عناصر فتح في مخيم الرشيدية وفق مصادر متعددة، بما يزيد على 700 عنصر، وفي مخيم البرج الشمالي بحوالي 500 عنصر، وحوالي 150 عنصراً بمخيم البص الأقل عدداً (12 ألفاً). الاعتبار الثالث هو أن تسليم السلاح الفلسطيني جنوب الليطاني يحظى بشبه إجماع لبناني، ويُدرك الفلسطينيون هذا الأمر، وأنه لا إمكانية لاستثمار أي تناقض لبناني داخلي في هذا المجال. لأجل ذلك، لا يبدو أن الطروحات السابقة حول تنظيم السلاح الفلسطيني، يمكن أن تسري على مخيمات جنوب الليطاني، ومنها نشر قوات الأمن الوطني الفلسطيني كوسيط أمني بين السلطات اللبنانية وسكان المخيمات، بل المرجح، حتى الآن، أن تتولى الأجهزة الأمنية اللبنانية مهمة الأمن بشكل مباشر. ومما يُذكر أنه، إضافة للمخيمات الثلاثة في جنوب الليطاني، هناك عدد كبير من التجمعات الفلسطينية، أشهرها القاسمية وأبو الأسود والشبريحا وجل البحر.


شبكة أنباء شفا
منذ 21 ساعات
- سياسة
- شبكة أنباء شفا
محمود مسودة 'أبو عبيدة' ، مهندس التنظيم السري وأحد مؤسسي فتح الذين صنعوا انطلاقة الثورة الفلسطينية، بقلم : المهندس غسان جابر
محمود مسودة 'أبو عبيدة' ، مهندس التنظيم السري وأحد مؤسسي فتح الذين صنعوا انطلاقة الثورة الفلسطينية ، بقلم : المهندس غسان جابر في تاريخ الثورة الفلسطينية، تتوارى أحيانًا أسماء كان لها دور حاسم في رسم معالم العمل الوطني، لا حبًا في الغياب، بل لأن طبيعة عملهم اقتضت الصمت والمظلومية. ومن بين هؤلاء، يسطع اسم الحاج محمود رباح إسماعيل مسودة (أبو عبيدة)، أحد المؤسسين الأوائل لحركة 'فتح'، وأحد مهندسي انطلاقتها وتنظيمها السري، ورفيق درب قادة كبار كأبو عمار وأبو جهاد. ولد أبو عبيدة في مدينة الخليل، وفي ريعان شبابه، التحق بالحركة الوطنية الفلسطينية. كان من الخمسة الأوائل الذين أطلقوا فكرة تأسيس 'فتح'، وشارك بفعالية في بناء خلاياها الأولى في الخليج وبلاد الشام و أوروبا، وأسهم في تأسيس البنية التنظيمية السرية للحركة، خاصة في الكويت و لبنان. شغل منصب 'المساعد الثاني' في قيادة التنظيم السري، إلى جانب ياسر عرفات وأبو يوسف النجار، وكان مسؤولًا عن استقطاب الكوادر وتشكيل الخلايا وفق أسس أمنية صارمة. وبهذا العمل، وضع اللبنات الأولى لما أصبح لاحقًا الذراع العسكري لحركة فتح. الصورة المرفقة، المأخوذة من زيارة وفد من قيادات فتح إلى الصين، والتي يظهر فيها محمود مسودة (أبو عبيدة) إلى جانب أبو جهاد (خليل الوزير) و فاروق قدومي (أبو اللطف)، هي شهادة تاريخية بصرية على حجم حضوره السياسي والتنظيمي في تلك المرحلة. لم يكن مجرد مشارك في زيارة، بل كان يمثل العقل التنظيمي السري للحركة، ووجوده ضمن هذا الوفد يعكس عمق الثقة والاعتبار الذي حظي به داخل الصف القيادي الأول لفتح. في عام 1968، ساهم في قيادة معركة الكرامة التي أعادت للفلسطينيين ثقتهم بعد نكسة حزيران، وجعلت من الفدائيين رمزًا للصمود العربي. لكنه انسحب لاحقًا من الحركة بسبب خلافات داخلية، ليعود إليها بعد عام واحد، أي في 1969، بجهود وساطة داخلية. إلا أن هذه العودة سرعان ما قُطعت بشكل قاسٍ؛ فخلال زيارة لإحدى العواصم العربية في العام ذاته، تم اعتقاله وتعرض لتعذيب شديد أدى إلى إصابته بمرض عضال أجبره على الانسحاب من العمل الفدائي. أمضى سنواته الأخيرة في منزله في عمان، وتوفي هناك بتاريخ 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2008. ومع رحيله، فقدت فلسطين واحدًا من أوائل رجالها المخلصين الذين خدموا الثورة في مراحلها الأصعب، وساهموا في بنائها من تحت الصفر. لقد بقيت سيرته حيّة في ذاكرة من عرفه، ومنهم من يقول: 'لو أرّخت فتح بإنصاف، لكان اسم محمود مسودة بين أبرز من تُذكر أسماؤهم في الصف الأول' ربما السبب في ذلك يعود لمهامه و انشطته البالغة السرية . وها نحن نعيد نشر صورته مع رفاقه، لا لنبكي الماضي، بل لنؤكد أن من صنعوا التاريخ بصمت، يستحقون أن يُذكَروا بصوتٍ عالٍ. م. غسان جابر – مهندس وسياسي فلسطيني – قيادي في حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية – نائب رئيس لجنة تجار باب الزاوية و البلدة القديمة في الخليل.


جريدة المال
منذ 3 أيام
- سياسة
- جريدة المال
فتح: كلمة الرئيس السيسى فى القمة العربية ببغداد رسالة واضحة لكل من يتابع المشهد الإقليمى
أكد عبد الفتاح دولة، المتحدث باسم حركة التحرير الوطنى الفلسطينى'فتح،' أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم أمام القمة العربية فى بغداد مثلت مرتكزًا مهمًا ورسالة واضحة لكل من يتابع المشهد الإقليمي، حيث أكد فيها أن تحقيق السلام الشامل والعادل في المنطقة لن يكون ممكنًا إلا من خلال حل عادل للقضية الفلسطينية يستند إلى قرارات الشرعية الدولية. وقال 'دولة' في مداخلة عبر 'زووم' مع الإعلامية أمل الحناوي، ببرنامج 'عن قرب' على قناة القاهرة الإخبارية، إن هذا الموقف يعكس وضوح الرؤية لدى القيادة المصرية، ويؤكد مجددًا على أهمية الدعم العربي الجماعي للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. وأضاف، أن كلمات الزعماء والقادة العرب خلال القمة العربية المنعقدة في بغداد جاءت مباشرة وواضحة، وتعكس حالة من الانسجام الكامل في المواقف تجاه القضايا العربية الجوهرية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، التي تصدرت جدول أعمال القمة. وأشار إلي أن ما شهدته القمة من وحدة وتوافق في الخطاب العربي والإسلامي يمثل نقطة قوة وارتكاز مهمة في ظل التحديات التي تواجهها الأمة العربية، ولا سيما ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من تصعيد ومعاناة، بالتزامن مع أزمات أخرى تمس عمق الأمن القومي العربي. وأضاف أن القمة جاءت بعد فترة قصيرة من القمة الطارئة التي استضافتها مصر في مارس الماضي، وهو ما يعكس تنامي الوعي العربي والإسلامي بأهمية التحرك المشترك والوقوف بجدية أمام قضايا الأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.


شبكة أنباء شفا
منذ 3 أيام
- سياسة
- شبكة أنباء شفا
الشهيد الأسير صلاح محمد عيسى أبو ميزر ، منارة النضال الفلسطيني وسيرة فخر لا تموت ، بقلم : المهندس غسان جابر
الشهيد الأسير صلاح محمد عيسى أبو ميزر: منارة النضال الفلسطيني وسيرة فخر لا تموت ، بقلم : المهندس غسان جابر في سجل النضال الوطني الفلسطيني، تتجلى أسماء خالدة كنجوم لا يخفت بريقها، ومن بينها يتلألأ اسم الشهيد القائد صلاح محمد عيسى أبو ميزر، أحد أوائل المناضلين الذين التحقوا بصفوف الثورة الفلسطينية وكان من القادة المؤسسين لحركة 'فتح'. عاش من أجل فلسطين، وناضل على أرضها، واستشهد مدافعاً عنها، ولا تزال جثته الطاهرة أسيرة بيد الاحتلال، شاهدة على حجم الجريمة وعلى إرادة لا تلين. البدايات: قائد منذ الطلقة الأولى ولد صلاح أبو ميزر في مدينة الخليل بتاريخ 6 نوفمبر 1935، وعرف منذ شبابه بانتمائه العميق لقضية فلسطين. التحق مبكراً بحركة 'فتح' وساهم في تأسيسها، فكان من بين الرجال الذين حضروا اللقاءات الأولى مع القادة العرب، ومنهم الزعيم جمال عبد الناصر، لوضع لبنات المشروع الوطني الفلسطيني. امتزج نضاله بين العمل السياسي والإعلامي والعلاقات الخارجية، كما كان من صناع القرار الذين أسسوا للثقافة الثورية لحركة 'فتح' وساهموا في رسم ملامحها التنظيمية والعسكرية. بعد نكسة حزيران: مقاومة لا تعرف الانكسار في أعقاب احتلال الضفة الغربية عام 1967، تلقت قوات الثورة الفلسطينية أمراً بإرسال خلايا سرية للعمل خلف خطوط العدو. وكان أبو ميزر من أوائل من عبروا الحدود لتنفيذ المهمة، فأسس قواعد سرية في جنوب الضفة، وعمل على تنظيم الخلايا العسكرية وتفعيل عمليات المقاومة المسلحة، لا سيما في منطقة الخليل. وبفضل نشاطه النوعي، أصبح من أبرز المطلوبين لقوات الاحتلال التي لاحقته بشراسة. معركة الضحضاح: ملحمة الصمود والاستشهاد في 3 فبراير 1971، طوقت قوات الاحتلال موقعاً للمقاومة في منطقة الضحضاح شمال الخليل، حيث كان القائد صلاح أبو ميزر متحصناً مع رفاقه. اشتبكوا ببسالة مع القوات المهاجمة لمدة 36 ساعة متواصلة، سطروا خلالها ملحمة من البطولة والشجاعة. انتهت المعركة باستشهاد القائد أبو ميزر، ولكن قوات الاحتلال لم تكتفِ بجريمته، بل اختطفت جثمانه ورفضت تسليمه لعائلته، لتبدأ فصلاً جديداً من المعاناة. معاناة رجائي أبو ميزر: نضال لا يقل بطولة عن والده ولد رجائي أبو ميزر بعد استشهاد والده، حاملاً اسمه وقضيته. ومنذ عام 1990 بدأ معركة قانونية طويلة للمطالبة باسترداد جثمان والده. تمكن من كسب أولى القضايا في عام 1995 حين أصدرت محكمة بيت إيل قراراً بتسليم الجثمان، لكن جيش الاحتلال أوقف التنفيذ مستنداً إلى 'قانون الطوارئ'. أعاد رجائي المحاولة عبر جمعيات حقوقية إسرائيلية، إلا أن المحكمة رفضت مجدداً بحجة 'الجهل بمكان الدفن'، وزعمت أن الجثة دُفنت في مقبرة قرب جسر آدم بلا تنظيم أو توثيق. رغم محاولات رجائي لإجراء فحص DNA، إلا أن الاحتلال تهرب من المسؤولية بحجج واهية كـ'حرق الملفات' أو 'تقاعد المسؤولين'، لكن رجائي لم ييأس. يستعد اليوم للتوجه إلى محكمة لاهاي الدولية، مطالباً بفتح ملف جثامين الشهداء الفلسطينيين المحتجزة في مقابر الأرقام، وعلى رأسهم جثمان والده. رسالة فخر ووفاء: صلاح أبو ميزر حي فينا صلاح أبو ميزر ليس مجرد اسم في أرشيف الثورة، بل هو مدرسة في النضال، وشاهد على تضحيات جيل صنع المجد بدمه. لم تكن مقاومته شعاراً، بل فعلاً ميدانياً قائداً ومخططاً ومنفذاً، كما كان مفكراً ومنظّماً في بدايات حركة 'فتح'. واليوم، وبعد أكثر من نصف قرن على استشهاده، لا تزال معركة استرداد جثمانه تفضح عنصرية الاحتلال وتُظهر صلابة الإرث الذي تركه في ابنه رجائي وفي كل من يؤمن بعدالة القضية. نحن، إذ نحيي ذكرى الشهيد الأسير صلاح أبو ميزر، نرفع رؤوسنا فخراً به وبأمثاله من الرجال الذين نذروا أرواحهم لفلسطين. وندعو المؤسسات الحقوقية، الرسمية والأهلية، للانخراط الفاعل في دعم نضال العائلات الفلسطينية لاسترداد جثامين أبنائها المحتجزة، لأن الوفاء للشهداء هو حجر الأساس في أي مشروع وطني حر. المجد للشهداء… والحرية لجثامينهم في مقابر الأرقام. – غسان جابر – مهندس و سياسي فلسطيني – قيادي في حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية – نائب رئيس لجنة تجار باب الزاوية و البلدة القديمة في الخليل.