logo
«حماس» تُقاتل مسلحين متهمين بالفوضى والتخابر

«حماس» تُقاتل مسلحين متهمين بالفوضى والتخابر

الشرق الأوسطمنذ 20 ساعات
قتلت حركة «حماس»، فجر الجمعة، أفراداً في عشيرة كبيرة وسط قطاع غزة، في ظل مزاعم بتورطهم في فوضى ونهب شاحنات مساعدات، من بين تهم أخرى. وجاءت هذه الحادثة في وقت تُحاول فيه إسرائيل استغلال الخلافات بين حركة «حماس» وبعض الناشطين المحسوبين على حركة «فتح» أو على بعض العائلات الفلسطينية، وتوظيفها بما يخدم مصالحها، بإظهار أن هؤلاء باتوا يُشكلون ميليشيات مسلحة تعمل بالتنسيق مع جيشها لتقويض حكم «حماس» في قطاع غزة.
وسعت إسرائيل منذ بداية حربها المستمرة منذ 20 شهراً ضد قطاع غزة، إلى تشكيل مجموعات مسلحة ضد «حماس»، مستغلةً العداء ضد هذه الحركة من قِبَل نشطاء في «فتح» أو من أفراد في عائلات وعشائر في القطاع. إلا أن «حماس» التي لا تزال تحكم قطاع غزة رغم النكسات التي مُنيت بها في الحرب المستمرة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023، ذهبت هي الأخرى لمحاربة هذا النهج بقتل عدد من الأشخاص المشتبه بعلاقتهم مع إسرائيل.
وفي أحدث عملية لها، قتل عناصر من «حماس»، فجر الجمعة، نحو 12 فلسطينياً من عشيرة كبيرة في دير البلح وسط قطاع غزة، وكان عناصر من هذه العشيرة يتمركزون في مناطق تقع شرق الدير وتنتشر فيها، أو في محيطها، قوات إسرائيلية أيضاً.
وقالت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» إن عدداً من القتلى يُشتبه في أنهم كانوا يقفون خلف الفوضى مؤخراً ومحاولات نهب شاحنات المساعدات، كما أن بعضهم كان يزعم بأنه يقوم بمهام أمنية لصالح إسرائيل، وهو الأمر الذي أكدته مصادر من «حماس».
وواضح أن هناك العديد من الحالات المماثلة التي تحاول إسرائيل دعمها من أجل محاربة «حماس»، على غرار المجموعة المسلحة لـ«ياسر أبو شباب» الموجودة في بعض مناطق رفح جنوب قطاع غزة، وهي مناطق تحتلها إسرائيل بالكامل، وهجّرت سكانها منها. ومعلوم أن السلطة الفلسطينية نفت علاقة أبو شباب بها، رغم أن الأخير أكد في أكثر من مرة أنه يعمل تحت بند «الشرعية الفلسطينية»، في إشارة إلى السلطة، كما يبدو.
ووفقاً لتقرير نشر في صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، فإن الجيش الإسرائيلي شرع في التنسيق مع مجموعتين مسلحتين تنشطان بغزة وخان يونس، وعناصرها من حركة «فتح» أو من عناصر الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية. ويتلقّى هؤلاء دعماً مالياً بهدف تقويض حكم «حماس» في قطاع غزة.
أطفال فلسطينيون يتزاحمون للحصول على طعام في النصيرات وسط قطاع غزة يوم 30 يونيو الماضي (أ.ف.ب)
وأشار التقرير إلى مجموعة مسلحة يقودها شخص يُدعى رامي حلس تنشط في حي الشجاعية بمدينة غزة، ونفّذت عمليات ضد عناصر ونشطاء من «حماس» داخل الحي، في حين يقود المجموعة الثانية ياسر حنيدق، وتعمل في خان يونس، جنوب القطاع.
وادعى التقرير أن هاتين المجموعتين تتلقيان دعماً إسرائيلياً بالسلاح، وكذلك مساعدات إنسانية، في حين أن أفرادهما يتلقّون رواتب من السلطة الفلسطينية.
ودفع هذا التقرير بياسر حنيدق إلى الخروج بمقطع فيديو ينفي فيه المزاعم الإسرائيلية، مؤكداً أنه يرفض الاتهامات الموجهة إليه، مشيراً إلى أنه لا يزال داخل خان يونس، ويعمل بشكل طبيعي ويرفض الفوضى، ويقف إلى جانب المقاومة، ولن يكون خنجراً في ظهرها، وفق ما قال. لكنه أشار إلى أن خلافات عائلية تسببت في مقتل شقيقيه دفعته لحمل السلاح، موضحاً أنه ليست له علاقة بإسرائيل أو بـ«فتح» أو أي من أجهزة السلطة الفلسطينية.
الشاب ياسر حنيدق ينفي عبر مقطع فيديو الاتهامات العبرية التي تزعم تشكيله مليشيات مسلحة تتعاون مع الاحتلال في غزة. pic.twitter.com/Pef1zUpqN3
— فلسطين بوست (@PalpostN) July 3, 2025
في المقابل، أصدرت عائلة «حلس» المعروفة بياناً تتبرأ فيه من أي عمل غير وطني، مؤكدةً أنها ترفض أي سلوكيات خارجة عن الموقف الفلسطيني العام.
وينتمي غالبية من أبناء هذه العائلة إلى حركة «فتح»، لكن من أبنائها أيضاً عناصر في «حماس» و«الجهاد الإسلامي».
وكانت وزارة الداخلية والأمن الوطني التابعة لـ«حماس» قد أمهلت أبو شباب 10 أيام لتسليم نفسه، موجهة له تهماً من بينها «الخيانة»، و«التجسس»، و«تشكيل خلية مسلحة»، و«التمرد المسلح»، مهددة بمحاكمته غيابياً في حال لم يستجب.
واعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قبل أكثر من شهر، بأن إسرائيل تدعم مجموعات مسلحة معارضة لـ«حماس».
وكثيراً ما تتهم «حماس» إسرائيل علناً بأنها تقف خلف إشاعة الفوضى في قطاع غزة، مؤكدةً أنها «ستضرب بيد من حديد كل مَن تسول له نفسه العبث بأمن المواطنين»، وفق بيانات سابقة لها.
وتتحيّن «حماس» فرصة التوصل إلى وقف إطلاق النار لاستعادة زمام الأمور الأمنية، في ظل الفوضى الكبيرة التي يشهدها قطاع غزة، وهو أمر كانت قد فعلته في فترة وقف إطلاق النار السابقة التي استمرت لأكثر من شهرين. وبدأت الحركة حديثاً تنفيذ عمليات أمنية بشكل أوسع من السابق ضد مسلحين وتجار وعصابات ولصوص ومتخابرين مع إسرائيل، وغيرهم، وتعمد إلى قتلهم أو إصابتهم عمداً.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

استشهاد 20 فلسطينيًا في قصف الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة
استشهاد 20 فلسطينيًا في قصف الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة

الرياض

timeمنذ 43 دقائق

  • الرياض

استشهاد 20 فلسطينيًا في قصف الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة

استشهد 20 فلسطينيًا وأصيب عدد آخر بجروح وحروق مختلفة، بينهم أطفال ونساء، في قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم، منازل وخيامًا وتجمعات للفلسطينيين في مناطق متفرقة من قطاع غزة، ترافق ذلك مع قصف مدفعي وجوي مكثف طال المناطق الشمالية والشرقية من القطاع. وفي السياق، واصلت قوات الاحتلال عمليات نسف وتدمير منازل وممتلكات الفلسطينيين في جباليا وخانيونس والأحياء الشرقية والجنوبية من مدينة غزة.

حرب غزة.. مصادر لـ"الشرق": مفاوضات بالدوحة على آلية تنفيذ اتفاق وقف النار
حرب غزة.. مصادر لـ"الشرق": مفاوضات بالدوحة على آلية تنفيذ اتفاق وقف النار

الشرق السعودية

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق السعودية

حرب غزة.. مصادر لـ"الشرق": مفاوضات بالدوحة على آلية تنفيذ اتفاق وقف النار

توقع مصدران فلسطينيان مقربان من "حماس"، لـ"الشرق"، إطلاق جولة مفاوضات غير مباشرة بين الحركة الفلسطينية وإسرائيل في الدوحة لمناقشة آليات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار المنتظر في غزة وفق المقترح الجديد المعدل. وأوضح المصدران المطلعان على سير مفاوضات الهدنة أن الاتصالات مع الوسطاء "تتواصل من أجل وقف الحرب الإسرائيلية على غزة، وموعد لبدء المفاوضات وإعلان دخول الهدنة وتنفيذ الاتفاق". وأكد أن الوسطاء "يبذلون جهوداً لضمان وصول وفدي المفاوضات (حماس وإسرائيل) إلى الدوحة مساء السبت أو الأحد لبدء المفاوضات". تنفيذ بنود الاتفاق بين حماس وإسرائيل وأشار أحد المصدرين، في تصريحات خاصة لـ"الشرق"، إلى أنه "بناء على التفاهمات عبر الوسطاء، من المفترض أن تبدأ مفاوضات غير مباشرة فور موافقة الطرفين على المقترح" وتوقع أن "تكون المفاوضات معقدة حول آليات تنفيذ بنود المقترح". وأوضح أن المقترح ينص على "تبادل الأسرى والمحتجزين، حيث سيتم الإفراج عن 10 محتجزين إسرائيليين أحياء وعدد من الجثث على دفعتين في الأسبوعين الأول والخامس. وذكر مصدر آخر أن حماس "تلقت تطمينات من الوسطاء والجانب الأميركي للأخذ بملاحظاتها والعمل على تحسين الشروط ليكون المقترح مقبولاً فلسطينياً"، لافتاً إلى أن الحركة قدمت ردها بـ"الموافقة على المقترح للبناء عليه". طلبات حماس وكانت "حماس" أرفقت في ردها مجموعة من "الاستيضاحات"، هي عبارة عن مطالب، أبرزها "تحسين آلية المساعدات بضمان إدخال كميات كافية، مستندة إلى اتفاق الهدنة في يناير الماضي، بإدخال ما يتراوح بين 400 إلى 600 شاحنة يومياً عبر منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعترف بها دولياً وليس عبر مؤسسة غزة الانسانية المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، والتي تسببت بقتل الجيش الإسرائيلي لمئات الفلسطينيين". وشددت الحركة على ضرورة أن تشمل المساعدات المواد الغذائية والدوائية والإغاثية والوقود، وإدخال معدات ثقيلة للدفاع المدني ووزارة الأشغال لإزالة الركام وانتشال الجثث، ومواد ترميم للمستشفيات والمخابز ومحطات المياه والكهرباء والاتصالات، وخياماً مجهزة وبيوتاً متنقلة. ومن بين مطالب حماس التي أرفقتها في ردها، بحسب المصدرين، "ضمان آليات ومواعيد وتحديد المناطق التي سينسحب منها الجيش الإسرائيلي على أن يؤدي الانسحاب التدريجي إلى انسحاب كامل من كافة مناطق القطاع، بما في ذلك محور صلاح الدين (فيلادلفيا)، وهو شريط حدودي بين قطاع غزة ومصر بطول 13 كيلومتراً في رفح، والعودة إلى حدود ما قبل الحرب. وتضمنت مطالب الحركة كذلك التأكيد على ضمان عدم العودة إلى العمليات القتالية "بأي شكل من الأشكال طالما استمرت المفاوضات" ودعم المفاوضات غير المباشرة بحيث تؤدي إلى "وقف دائم وشامل" لإطلاق النار. لجنة الإسناد المجتمعي في غزة ورجح المصدران أن يعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاتفاق يوم الإثنين، "ليكون نافذاً ببدء سريان هدنة مؤقتة لمدة 60 يوماً، وبدء تبادل الأسرى والرهائن، "وفق آلية غياب الطيران الإسرائيلي بمختلف أنواعه، القتالي والاستطلاعي، لفترة يتم تحديدها خلال المفاوضات"، وإدخال المساعدات. وقدمت حماس ضمانات للوسطاء بـ"وقف كافة الأعمال القتالية وتنفيذ الاتفاق بدقة طالما التزمت به إسرائيل"، وأنها ستسلم مهامها إلى "لجنة الإسناد المجتمعي" لإدارة قطاع غزة، وستعمل على إنجاحها في "خدمة شعبنا وعودة الحياة وتقديم الخدمات وضبط الأمن". وكانت حماس أعلنت، في ساعة متأخرة من مساء الجمعة، أنها "جاهزة للدخول فوراً في جولة مفاوضات حول آلية تنفيذ هذا الإطار (المقترح)"، وأبدت فصائل فلسطينية، في بيانات منفصلة، خاصة حركة الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، "الحرص على تنفيذ الاتفاق".

عقبات وشروط تعجيزية "تفخخ" أي اتفاق بين إسرائيل وسوريا
عقبات وشروط تعجيزية "تفخخ" أي اتفاق بين إسرائيل وسوريا

Independent عربية

timeمنذ 2 ساعات

  • Independent عربية

عقبات وشروط تعجيزية "تفخخ" أي اتفاق بين إسرائيل وسوريا

مع العد التنازلي للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الإثنين المقبل في واشنطن يحتدم النقاش والخلاف الإسرائيلي الداخلي من جهة، وبين تل أبيب ودمشق من جهة أخرى، حول اتفاق سلام مع سوريا، الدولة التي تأمل تل أبيب أن تكون الأولى التي ستنضم إلى "اتفاقات أبراهام". تطورات جديدة شهدتها جلسة المحادثات الأخيرة بين إسرائيل وسوريا كشفت عن خلافات لم تطرح خلال الجلسات السابقة، وتبين أن التقدم نحو اتفاق أمني، كمرحلة أولى يوقف الحرب بين الطرفين، أصبح بالنسبة إلى بعض الإسرائيليين سابقاً لأوانه. وقال الباحث في شؤون الشرق الأوسط إيدي كوهين إن الحديث عن اتفاق قريب مع سوريا هو أمر أبعد عن الواقع، فالشروط التي تضعها سوريا، وفيها انسحاب من الجولان والمناطق التي سيطرت عليها إسرائيل، هي شروط لن تقبل بها إسرائيل، وإنها متمسكة بهذا الموقف كأحد أبرز دروس السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، "إسرائيل لن تكرر الخطر على أمن حدودها من جديد". وعلى رغم أن جهات سياسية وحزبية إسرائيلية تستبعد سلاماً قريباً مع سوريا، نقل الخبير في شؤون الشرق الأوسط أريئيل أوسران عن مصدر مقرب من رئيس الجمهورية العربية السورية أحمد الشرع أن مسألة الجولان واستعادته أمر في غاية الأهمية لحشد الرأي العام السوري حول أي اتفاق مع إسرائيل. ونقل أوسران الحديث عبر قناة "i24"، وقد شدد المصدر السوري في حديثه مع القناة الإسرائيلية على أنه "لا يوجد شيء اسمه سلام مجاني. سوريا، بحسب المصدر المقرب من الشرع، تطالب بثلث مساحة هضبة الجولان التي احتلتها إسرائيل قبل اتفاق الهدنة عام 1974، ومدينة طرابلس من أجل السلام مع إسرائيل". وطرح المصدر السوري سيناريوهين يقول إنهما مطروحان أمام الطرفين الإسرائيلي والسوري في جلسات الحوار للتوصل إلى تسوية سياسية مقبولة على تل أبيب ودمشق، وهما: - احتفاظ إسرائيل بمناطق استراتيجية في مرتفعات الجولان تعادل ثلث مساحته، على أن يعود ثلث آخر إلى سوريا نهائياً، والثلث الآخر تستأجره إسرائيل من سوريا لمدة 25 عاماً. - السيناريو الثاني المطروح هو أن تحافظ إسرائيل على ثلثي هضبة الجولان، وتسلم الثلث المتبقي إلى سوريا، مع إمكان تأجيره. وفقاً لهذا السيناريو، سيتم تسليم مدينة طرابلس اللبنانية، القريبة من الحدود اللبنانية - السورية، وربما مناطق لبنانية أخرى في شمال لبنان وسهل البقاع، إلى سوريا. هذا السيناريو، وفق أكثر من مسؤول إسرائيلي، في غاية التعقيد، على رغم ما صرح به المصدر المقرب من الشرع بأن طرحه يأتي ضمن المساعي السورية لاستعادة السيادة على طرابلس. المصدر المقرب من الشرع يقول إن "سوريا تصر على طرابلس والبقاع، فمن حقها أن تستعيد هذه المنطقة، وهي واحدة من خمس مناطق اقتطِعت من سوريا لتأسيس الدولة اللبنانية خلال الانتداب الفرنسي"، وأضاف، "يجب أن تشمل التسوية أيضاً تسليم طرابلس ومناطق لبنانية أخرى ذات غالبية سنية إلى سوريا، بشرط السماح لإسرائيل بتمديد خط أنابيب لنقل المياه من الفرات إلى إسرائيل، وذلك في إطار اتفاق مائي يشمل تركيا وسوريا وإسرائيل". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) الجولان ذخر استراتيجي لإسرائيل وزير الأمن يسرائيل كاتس ورئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي، وحتى رئيس الموساد ديفيد برنياع، الذي شارك هو الآخر في جلسات مع سوريين، يعدون التنازل عن الجولان خطاً أحمر، وإسرائيل لا ترفض فقط التنازل عنه في أي اتفاق مستقبلي، بل إنها تطالب سوريا بالإعلان عن اعترافها بسيادة إسرائيل على الجولان السوري. هذه المواقف الإسرائيلية تناقض ما طرحه المصدر المقرب من الشرع الذي أضاف أيضاً أن سوريا تطالب بانسحاب إسرائيل من جميع المناطق التي سيطرت عليها بعد انهيار نظام بشار الأسد، وهو جانب يرفضه الإسرائيليون، بل يطالبون بترسيم حدود جديدة مختلفة عن تلك المتفق عليها منذ عام 1974، والمعروفة باسم "خط وقف إطلاق النار". في جلسات إسرائيلية لتقييم الوضع طرحت أهمية الإصرار على الاحتفاظ بمنطقة عازلة في الجنوب، فإلى جانب ضمان أمن الحدود ومنع تسلل تنظيمات معادية لإسرائيل، تعد إسرائيل هذا الشرط ضرورياً لما سمته "الحفاظ على أمن الأقليات"، تحديداً الدروز. وفي حديثه مع القناة الإسرائيلية قال المصدر المقرب من الشرع إنه لا يمكن اعتبار إلغاء العقوبات عن سوريا دفعة إسرائيلية للسلام مع سوريا. الأمران منفصلان كلياً عن بعضهما بعضاً، وفق ما أكده. السلام الأمني سابق لأوانه التفاؤل الذي ساد الإسرائيليين خلال الأسبوع الأخير مع الحديث الحتمي عن أن سوريا في طريقها إلى "اتفاقات أبراهام" تراجع بعد تناقلهم تصريحات لمسؤولين سوريين أو مقربين من الحكومة. أجمع السوريون في جميع التصريحات على أن هناك عقبات عدة في كل ما يتعلق بانسحاب إسرائيل من الجولان وجنوب سوريا. وانتقدت جهات إسرائيلية الترويج الواسع لسلام مع سوريا على رغم معرفة المشاركين في المحادثات مع السوريين أن مطالبهم واضحة في كل ما يتعلق بمسألة الجولان وجنوب سوريا. وقال الخبير في الشؤون الدبلوماسية روعي كيس إن اتصالاته مع مسؤولين سوريين أكدت أن الحديث عن اتفاق سلام قريب سابق لأوانه. وقال إنه أجرى أكثر من محادثة مع مصادر سورية رسمية، وكان الموقف المؤكد أنه سيكون من الممكن الحديث عن احتمال توقيع اتفاق مع سوريا فقط بعد أن تلتزم إسرائيل التزاماً كاملاً باتفاق فصل القوات منذ العام 1974، وانسحاب الجيش من المناطق التي ينتشر فيها في جنوب سوريا. وتابع كيس قائلاً إنه "من وجهة نظر مسؤولين في سوريا، فإن أي اتفاق هو عملية تدريجية، في المرحلة الأولى يتم تنظيم العلاقات مع إسرائيل لتكون بداية لهدف ينتهي باتفاق أمني قائم على أساس اتفاق فصل القوات الموقع منذ عام 1974"، وأضاف، "سوريا ترغب في اتفاق محسن، مع تعديل بعض البنود، مثل استبدال القوات الدولية بقوات أميركية أو إضافتها". أما المرحلة الثانية، بحسبه، فستكون في المدى الأبعد، حيث من المفترض أن تستند إلى المرحلة الأولى وتشمل أيضاً إقامة علاقات دبلوماسية، لكن من وجهة نظر سوريا، فإن ذلك يتطلب نقاشاً أوسع واتفاقاً شاملاً. وشدد روعي كيس على أنه "ما زال يسيطر على الحوار والمحادثات الإسرائيلية مع سوريا المطلب المركزي للسوريين، وهو انسحاب إسرائيل من المناطق في جنوب سوريا التي دخلتها بعد سقوط الأسد، ومن دون ذلك سيكون من الصعب التقدم". من جهته يرى الخبير العسكري ألون بن ديفيد أن الاحتمال لاتفاق مع سوريا "دراماتيكي"، حتى أكثر من ناحية ضمان مستقبل إسرائيل في المنطقة. ويضيف، "بعد أكثر من عقد من الحرب، سوريا تواقة لإعمار عاجل، وعليه، فإنه يمكن تعزيز كل اتفاق سلام أو حالة لا حرب معها، بمشاريع تحفز الاستقرار: مشاريع بنى تحتية برية في مجالات المواصلات، الطاقة، والاتصالات، تعيد إقليم الشام، الهلال الخصيب، ليكون جسراً برياً يربط آسيا والشرق الأوسط بأوروبا، وهذه فرصة لإسرائيل".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store