أحدث الأخبار مع #فرانكو،


يا بلادي
١٥-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- يا بلادي
الصحراء في وثائق المخابرات الأمريكية #32: حين راهنت موريتانيا على إقامة دولة في الصحراء لعزلها عن المغرب
تكتسي قضية الصحراء أهمية مركزية في الوثائق الصادرة عن المخابرات الأمريكية حول منطقة المغرب العربي خلال سبعينيات القرن الماضي، وذلك بالنظر إلى تداخل مصالح ثلاث دول رئيسية هي: المغرب، الجزائر، وموريتانيا، إلى جانب قوة الاحتلال آنذاك، إسبانيا. وجاء في وثيقة تعود ليوليوز 1974 رفعت عنها السرية يوم 22 مارس 2006، أن خطة مدريد لإضفاء طابع من الحكم الذاتي على "الصحراء الإسبانية" أعادت إشعال النزاع حول الإقليم، والذي ظلت إسبانيا متورطة فيه منذ أواخر خمسينيات القرن العشرين، في مواجهة مطالب متنافسة من دول شمال أفريقيا. ووصفت الوثيقة المغرب بأنه الطرف "الأكثر نشاطًا" في المطالبة بالسيادة على الإقليم، مشيرة إلى أن الرباط ردت على الخطوة الإسبانية "بحدة"، وربما كانت تفكر في اللجوء إلى "قوة محدودة" لتأكيد موقفها. وكانت مدريد قد قررت آنذاك استبدال المجلس التشريعي الذي أنشأته سنة 1967 في الصحراء، بجمعية جديدة أكثر تأثيرًا، على أن يتم انتخاب ثلثي أعضائها مباشرة من قبل السكان. كما تضمنت الخطة إجراء استفتاء حول تقرير المصير، مع الاحتفاظ ببعض الروابط مع الإقليم، بهدف الحفاظ على المصالح الاقتصادية الإسبانية، خصوصًا المتعلقة بالفوسفاط. تؤكد الوثيقة أن الملك الحسن الثاني، فور علمه بخطط إسبانيا، بعث برسالة إلى الجنرال فرانكو، محذرا من أن المضي قدمًا في هذا المسار سيؤدي إلى تدهور العلاقات الثنائية، ثم أتبع ذلك برسالة أخرى أبرز فيها تاريخ الجهود المغربية لاستعادة "أراضيه المستولى عليها". وشدد العاهل المغربي الراحل على أنه لن يقبل بإقامة "دولة عميلة" في الصحراء، في إشارة إلى مخاوف الرباط من تحركات مدريد، ولوح، في حال فشل الحوار، بإمكانية اللجوء إلى وسائل أخرى للدفاع عن الموقف المغربي. وترى الوثيقة أن المغرب كان يعتقد أن التطورات السياسية في البرتغال، وانسحابها من مستعمراتها في أفريقيا، ستسهم في تسريع إنهاء الاستعمار في الصحراء. وقد باشرت الرباط حملة دبلوماسية واسعة لكسب الدعم الدولي لمطالبها. موريتانيا.. بين الحسابات الجيوسياسية والمخاوف الأمنية في هذا السياق، دعت موريتانيا إلى عقد اجتماع ثلاثي في نواكشوط يوم 20 يوليوز 1974، بحضور وزيري خارجية المغرب والجزائر، لمناقشة مستقبل الصحراء الإسبانية. وتوضح الوثيقة أن نواكشوط كانت ما تزال ترفع رسميًا مطالب بالمنطقة، لكنها أبدت استعدادًا لدعم خيار تقرير المصير. وأوردت الوثيقة أن وزير الخارجية الموريتاني صرح بأن بلاده ستدعم، في حال اختار الصحراويون الاستقلال، استمرار الوجود العسكري الإسباني في الإقليم "لعدة سنوات"، حفاظًا على استقرار الدولة الوليدة، وهو ما يشير إلى قلق نواكشوط من فراغ أمني قد يفتح المجال لتدخلات عسكرية من المغرب أو الجزائر. ومن الأسباب الأساسية لهذا التخوف، بحسب الوثيقة، أن موريتانيا التي كانت في بدايات بناء مؤسساتها بعد الاستقلال، كانت لا تزال تخشى من وجود حدود مشتركة مع المغرب، لكون أن الرباط لم تعترف رسميًا باستقلال موريتانيا إلا سنة 1970، أي بعد ثماني سنوات من استقلالها، ما جعل الثقة بين الطرفين ضعيفة، وهو ما جعل نواكشوط تفضل خيار إنشاء كيان مستقل في الصحراء الغربية ليكون "منطقة عازلة" تمنع الاحتكاك المباشر مع المغرب. كما كانت موريتانيا تتخوف من أن انسحاب إسبانيا دون توافق إقليمي قد يؤدي إلى اندلاع صراع مباشر بين المغرب والجزائر، على غرار ما حدث في حرب الرمال سنة 1963. و تشير الوثيقة أيضًا إلى أن اللقاءات الثلاثية بين المغرب والجزائر وموريتانيا، والتي بدأت منذ عام 1970، لم تؤد إلى أي نتائج ملموسة، بسبب تضارب المصالح بين الدول الثلاث. فالمغرب كان يطالب بضم الصحراء، بينما كانت موريتانيا تسعى لتأسيس دولة عازلة، في حين كانت الجزائر ترفض بشدة أي توسع مغربي في المنطقة، وتصر على أن تكون طرفًا أساسيًا في أي تسوية. وتخلص الوثيقة إلى أن لا الجزائر ولا موريتانيا ترغبان في رؤية السيادة المغربية تمتد إلى الصحراء، مشيرة إلى أن الجزائر على وجه الخصوص "ستعارض بقوة أي إجراء أحادي الجانب من قبل المغرب" لفرض سيطرته على الإقليم.


يا بلادي
١٥-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- يا بلادي
الصحراء في وثائق المخابرات الأمريكية #31: حين راهنت موريتانيا على إقامة دولة في الصحراء لعزلها عن المغرب
تكتسي قضية الصحراء أهمية مركزية في الوثائق الصادرة عن المخابرات الأمريكية حول منطقة المغرب العربي خلال سبعينيات القرن الماضي، وذلك بالنظر إلى تداخل مصالح ثلاث دول رئيسية هي: المغرب، الجزائر، وموريتانيا، إلى جانب قوة الاحتلال آنذاك، إسبانيا. وجاء في وثيقة تعود ليوليوز 1974 رفعت عنها السرية يوم 22 مارس 2006، أن خطة مدريد لإضفاء طابع من الحكم الذاتي على "الصحراء الإسبانية" أعادت إشعال النزاع حول الإقليم، والذي ظلت إسبانيا متورطة فيه منذ أواخر خمسينيات القرن العشرين، في مواجهة مطالب متنافسة من دول شمال أفريقيا. ووصفت الوثيقة المغرب بأنه الطرف "الأكثر نشاطًا" في المطالبة بالسيادة على الإقليم، مشيرة إلى أن الرباط ردت على الخطوة الإسبانية "بحدة"، وربما كانت تفكر في اللجوء إلى "قوة محدودة" لتأكيد موقفها. وكانت مدريد قد قررت آنذاك استبدال المجلس التشريعي الذي أنشأته سنة 1967 في الصحراء، بجمعية جديدة أكثر تأثيرًا، على أن يتم انتخاب ثلثي أعضائها مباشرة من قبل السكان. كما تضمنت الخطة إجراء استفتاء حول تقرير المصير، مع الاحتفاظ ببعض الروابط مع الإقليم، بهدف الحفاظ على المصالح الاقتصادية الإسبانية، خصوصًا المتعلقة بالفوسفاط. تؤكد الوثيقة أن الملك الحسن الثاني، فور علمه بخطط إسبانيا، بعث برسالة إلى الجنرال فرانكو، محذرا من أن المضي قدمًا في هذا المسار سيؤدي إلى تدهور العلاقات الثنائية، ثم أتبع ذلك برسالة أخرى أبرز فيها تاريخ الجهود المغربية لاستعادة "أراضيه المستولى عليها". وشدد العاهل المغربي الراحل على أنه لن يقبل بإقامة "دولة عميلة" في الصحراء، في إشارة إلى مخاوف الرباط من تحركات مدريد، ولوح، في حال فشل الحوار، بإمكانية اللجوء إلى وسائل أخرى للدفاع عن الموقف المغربي. وترى الوثيقة أن المغرب كان يعتقد أن التطورات السياسية في البرتغال، وانسحابها من مستعمراتها في أفريقيا، ستسهم في تسريع إنهاء الاستعمار في الصحراء. وقد باشرت الرباط حملة دبلوماسية واسعة لكسب الدعم الدولي لمطالبها. موريتانيا.. بين الحسابات الجيوسياسية والمخاوف الأمنية في هذا السياق، دعت موريتانيا إلى عقد اجتماع ثلاثي في نواكشوط يوم 20 يوليوز 1974، بحضور وزيري خارجية المغرب والجزائر، لمناقشة مستقبل الصحراء الإسبانية. وتوضح الوثيقة أن نواكشوط كانت ما تزال ترفع رسميًا مطالب بالمنطقة، لكنها أبدت استعدادًا لدعم خيار تقرير المصير. وأوردت الوثيقة أن وزير الخارجية الموريتاني صرح بأن بلاده ستدعم، في حال اختار الصحراويون الاستقلال، استمرار الوجود العسكري الإسباني في الإقليم "لعدة سنوات"، حفاظًا على استقرار الدولة الوليدة، وهو ما يشير إلى قلق نواكشوط من فراغ أمني قد يفتح المجال لتدخلات عسكرية من المغرب أو الجزائر. ومن الأسباب الأساسية لهذا التخوف، بحسب الوثيقة، أن موريتانيا التي كانت في بدايات بناء مؤسساتها بعد الاستقلال، كانت لا تزال تخشى من وجود حدود مشتركة مع المغرب، لكون أن الرباط لم تعترف رسميًا باستقلال موريتانيا إلا سنة 1970، أي بعد ثماني سنوات من استقلالها، ما جعل الثقة بين الطرفين ضعيفة، وهو ما جعل نواكشوط تفضل خيار إنشاء كيان مستقل في الصحراء الغربية ليكون "منطقة عازلة" تمنع الاحتكاك المباشر مع المغرب. كما كانت موريتانيا تتخوف من أن انسحاب إسبانيا دون توافق إقليمي قد يؤدي إلى اندلاع صراع مباشر بين المغرب والجزائر، على غرار ما حدث في حرب الرمال سنة 1963. و تشير الوثيقة أيضًا إلى أن اللقاءات الثلاثية بين المغرب والجزائر وموريتانيا، والتي بدأت منذ عام 1970، لم تؤد إلى أي نتائج ملموسة، بسبب تضارب المصالح بين الدول الثلاث. فالمغرب كان يطالب بضم الصحراء، بينما كانت موريتانيا تسعى لتأسيس دولة عازلة، في حين كانت الجزائر ترفض بشدة أي توسع مغربي في المنطقة، وتصر على أن تكون طرفًا أساسيًا في أي تسوية. وتخلص الوثيقة إلى أن لا الجزائر ولا موريتانيا ترغبان في رؤية السيادة المغربية تمتد إلى الصحراء، مشيرة إلى أن الجزائر على وجه الخصوص "ستعارض بقوة أي إجراء أحادي الجانب من قبل المغرب" لفرض سيطرته على الإقليم.


العين الإخبارية
٢٧-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- العين الإخبارية
سفير الدومينيكان: معرض أبوظبي للكتاب منصة لتعزيز جسور التعاون الثقافي مع الإمارات
أكد رينسو هيريرا فرانكو، سفير جمهورية الدومينيكان لدى دولة الإمارات، أن المشاركة في الدورة الـ 34 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، تشكّل فرصة محورية لتعزيز جسور التواصل الحضاري بين منطقة الكاريبي والعالم العربي ودولة الإمارات، مشدداً على أهمية ترسيخ هذا التف وأوضح في تصريح لوكالة أنباء الإمارات "وام"، أن بلاده تعمل على دفع التعاون الثنائي مع دولة الإمارات في مختلف القطاعات، مع التركيز على الاستفادة من التجربة الإماراتية الرائدة في تحقيق التنمية المتسارعة. وأشار إلى أن جمهورية الدومينيكان تطور حالياً عدداً من المشاريع الاستراتيجية المستلهمة من النموذج التنموي والاستثماري لدولة الإمارات، بما يسهم في تعزيز قوة الاقتصاد الوطني. وأضاف أن الموقع الجغرافي المتميز لدولة الإمارات، الذي يتوسط قارتي آسيا وأفريقيا، يوفر فرصة استراتيجية لجمهورية الدومينيكان لاستخدام الإمارات كبوابة للوصول إلى أسواق جديدة، في حين أن الموقع المركزي للدومينيكان في قلب القارة الأمريكية يتيح لها أن تكون مركزاً لوجستياً رئيساً للتصدير شمالاً وجنوباً، بما يعزز مكانتها الاقتصادية إقليمياً ودولياً. وتحدث السفير عن الخصائص الثقافية لبلاده، موضحاً أن جمهورية الدومينيكان تقع في قلب منطقة الكاريبي، وتمثل نموذجاً فريداً في التنوع العرقي والثقافي، حيث يشكل المنحدرون من أصول مختلطة نحو 80% من السكان. وأكد أن هذا التنوع هو نتاج تمازج الأعراق الأوروبية والأمريكية والأفريقية، بالإضافة إلى التأثيرات العربية العريقة التي انتقلت إلى منطقة الكاريبي خلال العهد الأندلسي عبر الثقافة والعمارة. وأضاف أن جمهورية الدومينيكان، شهدت قبل نحو مئة عام موجات من الهجرة العربية، خصوصاً من فلسطين وسوريا ولبنان، ما عزز البعد العربي في الهوية الوطنية للبلاد، مشيراً إلى أن الرئيس الحالي للجمهورية ينحدر من أصول لبنانية، في دلالة على عمق هذا التأثير الثقافي. وفي السياق الثقافي، أشار إلى أن الدومينيكان تفخر بإرثها الموسيقي العالمي، لافتاً إلى أن موسيقى "الميرينغي" و"الباشاتا" تم إدراجهما ضمن قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، ما يعد اعترافاً دولياً بالدور الحضاري الذي تقدمه بلاده. واستعرض الطابع الفريد لمنطقة الكاريبي، موضحاً أنها تتألف من مجموعة من الدول والجزر الصغيرة المتقاربة، التي تتحدث لغات متنوعة تشمل الإسبانية والفرنسية والإنجليزية والهولندية، مما جعلها منطقة غنية بالتنوع الثقافي، ومكاناً متداخلاً يسهل التفاعل والانفتاح على ثقافات العالم. وعلى الصعيد الاقتصادي، أوضح فرانكو، أن جمهورية الدومينيكان، على الرغم من صغر حجمها الجغرافي مقارنة بدول أمريكا اللاتينية الأخرى، إلا أنها تحتل المرتبة السابعة من حيث حجم الاقتصاد بين 32 دولة في المنطقة، مما يكرّس موقعها كقوة اقتصادية صاعدة تمتلك إمكانات واعدة للنمو والتوسع. aXA6IDE2MS4xMjMuMjIyLjEwMCA= جزيرة ام اند امز EG


موقع 24
٠٥-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- موقع 24
المقاتلون الأجانب: "أمميتان" لعولمة القتال
كتاب المقاتلين الأجانب قديم وطويل، بعضه مكتوب بأقلام منظرين أيديولوجيين في المكاتب، ومقاتلين إرهابيين أصحاب تجربة على الأرض، وبعضه الآخر شفوي مملوء بالأساطير والدم، وهم خارجون عن سيادة الدول التي بدأ الاتفاق عليها والتسليم بها في "مؤتمر وستفاليا" في القرن الـ 17 بعد حرب الـ 30 عاماً، وهم ظاهرة في عولمة سبقت العولمة الحديثة بزمان، وتخطت القومية التي صارت العودة لها هي الموضة بالنسبة إلى قادة الدول الكبرى دولياً وإقليمياً، فلا نهاية للتاريخ الذي يتصورون أنهم يصنعونه بالعنف والقسوة وفلتان ما سماها أحد منظريهم، وهو أبو بكر ناجي، "إدارة التوحش"، ولا بداية لأي حدود رسمية لأن لعبتهم قائمة على "موت الجغرافيا"، ولا نهاية للعبة مع تبدل اللاعبين. المسلسل متداخل الحلقات، وإن لم يكن الزمن واحداً، من الفرنسيين الذين ذهبوا إلى أمريكا للقتال إلى جانب الأمريكيين خلال "حرب الاستقلال" ضد البريطانيين، إلى اليساريين الذين تقاطروا على إسبانيا لدعم رفاقهم في الحرب الأهلية عام 1936 ضد اليمين بقيادة الجنرال فرانكو، ومن اندفاع "الأفغان العرب" نحو أفغانستان للقتال ضد الاحتلال السوفياتي إلى أوسع تنويع لجنسيات المقاتلين العرب والإسلاميين في حرب سوريا، بعد الغزو الأمريكي للعراق، وحتى لبنان الذي شارك في حربه فلسطينيون، وعرب وأجانب، فإن أحد قادة الحرب فيه أرسل تشكيلة مقاتلين إلى تشاد بناء على طلب من معمر القذافي لمحاربة خصمه، وحتى في الهجوم الروسي على أوكرانيا فإن الرئيس فلاديمير بوتين احتاج إلى مقاتلين أجانب من كوريا الشمالية، كما تطوع أوروبيون وأمريكيون للقتال مع الجيش الأوكراني ضد الروس. ذلك أن المصدر الكبير للمقاتلين الأجانب هو الأيديولوجية والتطبيق العملي لها عبر "أمميتين"، أممية شيوعية وأخرى سلفية، فمنطق الأممية الشيوعية أيام الاتحاد السوفياتي، هو أن القتال ضد القوى الغربية وأنصارها في اليمين حتمية تاريخية تستدعي مقاتلين من اليسار لمشاركة رفاقهم في نضال أي شعب يقاتل من أجل التحرر الوطني والاشتراكية، ومنطق الأممية السلفية أن أرض كل بلد هي "أرض الله"، وعلى كل مؤمن أن يقاتل ضد الكفر على أرض الله الواسعة، ولم يكن منطق النظام الإيراني بعيداً من ذلك ضمن "محور المقاومة" وإستراتيجية "وحدة الساحات"، ومنطق الأمميتيْن معاً ضد منطق الأمم المتحدة، إذ يشكل المقاتلون الأجانب الصورة المعاكسة لقوات السلام الدولية التي تضم 90 ألف عسكري وتنتشر داخل 12 بلداً بينها لبنان. يروي عبدالحليم خدام في مذكراته أن طهران أرسلت إلى دمشق لواء من "الحرس الثوري" بالتفاهم معها لمقاومة الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، وجرى توجيه قسم كبير من لواء الحرس إلى بعلبك حيث بدأت عملية تأسيس "حزب الله"، ولم يكن في ذهن "الرئيس حافظ الأسد أن إيران يمكن أن تنشئ قاعدة عسكرية وسياسية في لبنان"، لكنها عملت على بناء جيش وقواعد لا فرق فيها بين لبناني وإيراني. أما الكاتب الفرنسي برنار روجييه الذي قضى ثلاثة أعوام في مخيم "عين الحلوة" للاجئين الفلسطينيين قرب صيدا في لبنان وأصدر كتاب "جهاد كل يوم"، فإنه سجّل تطورات الراديكالية الإسلامية داخل المخيمات، فقرأ كتب التلاميذ في مدارس هؤلاء ورأى كيف يجري غسل الدماغ وتركيز مفاهيم تقود إلى صنع شاب متعصب أو مقاتل أجنبي، مؤكداً أنه "لم يعد من الممكن اليوم الحديث عن مجتمع فلسطيني داخل المخيمات، لأن الانقسام عميق بين منظمة التحرير والسلفيين المتشددين"، فما يريده السلفيون ليس فقط العودة للماضي بل أيضاً "التوجه إلى بيشاور وقندهار، واعتبار أن المقاتل في أفغانستان أقرب إليهم من الفلسطيني الآخر، لا بل إنهم حرروا أنفسهم من إطار الوطنية الفلسطينية". وقمة ما في ظاهرة المقاتلين الأجانب كانت في العراق بعد الغزو الأمريكي، وفي سوريا خلال انتفاضات ما سمي بـ "الربيع العربي"، فدمشق فتحت حدودها لكل أنواع المقاتلين الراغبين في الذهاب إلى العراق لمقاومة الأمريكيين، وتركيا فتحت حدودها أمام مقاتلين من آسيا الوسطى وأوروبا وعواصم عربية للقتال في سوريا ضد نظام الأسد الذي استعان بـ "الحرس الثوري الإيراني" وحزب الله في لبنان والحشد الشعبي في العراق، ثم بالقوات الروسية. وفي العراق وسوريا كبرت منظمة "القاعدة" وظهر "داعش" و"خلافته الإسلامية" قبل إسقاطها، وتعددت أسماء الكتائب والألوية من مقاتلين عراقيين، وسوريين وأجانب، وما كانت "هيئة تحرير الشام" التي قادها أبو محمد الجولاني إلى إسقاط النظام ثم تولي الرئاسة السورية باسمه الأصلي، أحمد الشرع، سوى خليط من مقاتلين سوريين وأجانب كانوا في "جبهة النصرة"، حيث كان الولاء لـ "القاعدة" قبل الانفصال عنها، وبين هؤلاء الأجانب من جرى تجنيسهم وتعيينهم ضباطاً في الجيش والأمن العام، وصراخ الرئيس أردوغان اليوم بعدما سمح بعبور كل أنواع المقاتلين إلى سوريا هو ضد مقاتلين كرد غير سوريين يقاتلون مع "قوات سوريا الديمقراطية" ذات الغالبية الكردية شرق الفرات، بعدما اكتشف موانع ضد رغبته في الانقضاض على المقاتلين الكرد السوريين. وليس في كتاب المقاتلين الأجانب صفحة أخيرة، فما دامت الأيديولوجيات اليسارية واليمينية والسلفية ناشطة فستبقى أمكنة لصفحات جديدة، وإغراء التوحش قوي بالنسبة إلى مقاتلين أجانب في بلدان لا يعرفونها ولا شيء يربطهم بأهلها، وأم المشكلات في قصة المقاتلين الأجانب هي ما يسميها كارل ميردال "الدولة الرخوة".


Independent عربية
٠٤-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- Independent عربية
المقاتلون الأجانب: "أمميّتان" لعولمة القتال
كتاب المقاتلين الأجانب قديم وطويل، بعضه مكتوب بأقلام منظرين أيديولوجيين في المكاتب، ومقاتلين إرهابيين أصحاب تجربة على الأرض، وبعضه الآخر شفوي مملوء بالأساطير والدم، وهم خارجون عن سيادة الدول التي بدأ الاتفاق عليها والتسليم بها في "مؤتمر وستفاليا" في القرن الـ 17 بعد حرب الـ 30 عاماً، وهم ظاهرة في عولمة سبقت العولمة الحديثة بزمان، وتخطت القومية التي صارت العودة لها هي الموضة بالنسبة إلى قادة الدول الكبرى دولياً وإقليمياً، فلا نهاية للتاريخ الذي يتصورون أنهم يصنعونه بالعنف والقسوة وفلتان ما سماها أحد منظريهم، وهو أبو بكر ناجي، "إدارة التوحش"، ولا بداية لأي حدود رسمية لأن لعبتهم قائمة على "موت الجغرافيا"، ولا نهاية للعبة مع تبدل اللاعبين. المسلسل متداخل الحلقات وإن لم يكن الزمن واحداً، من الفرنسيين الذين ذهبوا إلى أميركا للقتال إلى جانب الأميركيين خلال "حرب الاستقلال" ضد البريطانيين، إلى اليساريين الذين تقاطروا على إسبانيا لدعم رفاقهم في الحرب الأهلية عام 1936 ضد اليمين بقيادة الجنرال فرانكو، ومن اندفاع "الأفغان العرب" نحو أفغانستان للقتال ضد الاحتلال السوفياتي إلى أوسع تنويع لجنسيات المقاتلين العرب والإسلاميين في حرب سوريا بعد الغزو الأميركي للعراق، وحتى لبنان الذي شارك في حربه فلسطينيون وعرب وأجانب، فإن أحد قادة الحرب فيه أرسل تشكيلة مقاتلين إلى تشاد بناء على طلب من معمر القذافي لمحاربة خصمه، وحتى في الهجوم الروسي على أوكرانيا فإن الرئيس فلاديمير بوتين احتاج إلى مقاتلين أجانب من كوريا الشمالية، كما تطوع أوروبيون وأميركيون للقتال مع الجيش الأوكراني ضد الروس. ذلك أن المصدر الكبير للمقاتلين الأجانب هو الأيديولوجية والتطبيق العملي لها عبر "أمميتين"، أممية شيوعية وأخرى سلفية، فمنطق الأممية الشيوعية أيام الاتحاد السوفياتي هو أن القتال ضد القوى الغربية وأنصارها في اليمين حتمية تاريخية تستدعي مقاتلين من اليسار لمشاركة رفاقهم في نضال أي شعب يقاتل من أجل التحرر الوطني والاشتراكية، ومنطق الأممية السلفية أن أرض كل بلد هي "أرض الله"، وعلى كل مؤمن أن يقاتل ضد الكفر على أرض الله الواسعة، ولم يكن منطق النظام الإيراني بعيداً من ذلك ضمن "محور المقاومة" وإستراتيجية "وحدة الساحات"، ومنطق الأمميتيْن معاً ضد منطق الأمم المتحدة، إذ يشكل المقاتلون الأجانب الصورة المعاكسة لقوات السلام الدولية التي تضم 90 ألف عسكري وتنتشر داخل 12 بلداً بينها لبنان. يروي عبدالحليم خدام في مذكراته أن طهران أرسلت إلى دمشق لواء من "الحرس الثوري" بالتفاهم معها لمقاومة الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، وجرى توجيه قسم كبير من لواء الحرس إلى بعلبك حيث بدأت عملية تأسيس "حزب الله"، ولم يكن في ذهن "الرئيس حافظ الأسد أن إيران يمكن أن تنشئ قاعدة عسكرية وسياسية في لبنان"، لكنها عملت على بناء جيش وقواعد لا فرق فيها بين لبناني وإيراني. أما الكاتب الفرنسي برنار روجييه الذي قضى ثلاثة أعوام في مخيم "عين الحلوة" للاجئين الفلسطينيين قرب صيدا في لبنان وأصدر كتاب "جهاد كل يوم"، فإنه سجّل تطورات الراديكالية الإسلامية داخل المخيمات، فقرأ كتب التلاميذ في مدارس هؤلاء ورأى كيف يجري غسل الدماغ وتركيز مفاهيم تقود إلى صنع شاب متعصب أو مقاتل أجنبي، مؤكداً أنه "لم يعد من الممكن اليوم الحديث عن مجتمع فلسطيني داخل المخيمات، لأن الانقسام عميق بين 'منظمة التحرير' والسلفيين المتشددين"، فما يريده السلفيون ليس فقط العودة للماضي بل أيضاً "التوجه إلى بيشاور وقندهار، واعتبار أن المقاتل في أفغانستان أقرب إليهم من الفلسطيني الآخر، لا بل إنهم حرروا أنفسهم من إطار الوطنية الفلسطينية". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وقمة ما في ظاهرة المقاتلين الأجانب كانت في العراق بعد الغزو الأميركي، وفي سوريا خلال انتفاضات ما سمي بـ "الربيع العربي"، فدمشق فتحت حدودها لكل أنواع المقاتلين الراغبين في الذهاب إلى العراق لمقاومة الأميركيين، وتركيا فتحت حدودها أمام مقاتلين من آسيا الوسطى وأوروبا وعواصم عربية للقتال في سوريا ضد نظام الأسد الذي استعان بـ "الحرس الثوري الإيراني" و"حزب الله" في لبنان و"الحشد الشعبي" في العراق، ثم بالقوات الروسية. وفي العراق وسوريا كبرت منظمة "القاعدة" وظهر "داعش" و"خلافته الإسلامية" قبل إسقاطها، وتعددت أسماء الكتائب والألوية من مقاتلين عراقيين وسوريين وأجانب، وما كانت "هيئة تحرير الشام" التي قادها أبو محمد الجولاني إلى إسقاط النظام ثم تولي الرئاسة السورية باسمه الأصلي أحمد الشرع، سوى خليط من مقاتلين سوريين وأجانب كانوا في "جبهة النصرة"، حيث كان الولاء لـ "القاعدة" قبل الانفصال عنها، وبين هؤلاء الأجانب من جرى تجنيسهم وتعيينهم ضباطاً في الجيش والأمن العام، وصراخ الرئيس أردوغان اليوم بعدما سمح بعبور كل أنواع المقاتلين إلى سوريا هو ضد مقاتلين كرد غير سوريين يقاتلون مع "قوات سوريا الديمقراطية" ذات الغالبية الكردية شرق الفرات، بعدما اكتشف موانع ضد رغبته في الانقضاض على المقاتلين الكرد السوريين. وليس في كتاب المقاتلين الأجانب صفحة أخيرة، فما دامت الأيديولوجيات اليسارية واليمينية والسلفية ناشطة فستبقى أمكنة لصفحات جديدة، وإغراء التوحش قوي بالنسبة إلى مقاتلين أجانب في بلدان لا يعرفونها ولا شيء يربطهم بأهلها، وأم المشكلات في قصة المقاتلين الأجانب هي ما يسميها كارل ميردال "الدولة الرخوة".