أحدث الأخبار مع #فيوليت_ديكسون


الرياض
٠٨-٠٧-٢٠٢٥
- صحة
- الرياض
اقتفاء تراثنا الشعبي في كتب الرحالة الغربيينشيخ الكويت عالج خادمه من مرض الجدري برائحة طائر الحبارى
في الحلقة الماضية عن مرض الجدري والذي كان مستوطناً في منطقة نجد آخذاً في التمدد الى أجزاء أخرى من الجزيرة العربية منذ بداية الثلاثينيات الميلادية قبل أن يتحول إلى وباء شامل اجتاح كل منطقة نجد آخذاً في التمدد إلى أجزاء بعيدة من شبه الجزيرة العربية سنة 1939م وتوافق سنة 1358هـ إذ تشير البريطانية فيوليت ديكسون ضمن كتابها «أربعون عاماً في الكويت» إلى أن المرض بدأ يتسلل منذ بداية الثلاثينيات إلى الكويت منقولاً من نجد بواسطة مرضى نجديين كانوا يزورون أسواق الكويت للتبضع وشراء حاجاتهم من الطعام اشتد على بعضهم المرض فأدخل مستشفى الإرسالية الأميركية في الكويت مما اضطر الحكومة الكويتية لإقامة مراكز للتطعيم ضد المرض وشهد في بداياته نفوراً من المجتمع مع انتشار شائعات أن التطعيم يؤدي إلى وفاه فورية اضطروا مرة أخرى إلى أخذ الناس جبرياً لتطعيمهم بالإكراه حينما سيّر أمير الكويت الشيخ أحمد الجابر -رحمه الله- إلى البصرة لجلب المصل تتابعاً لعدم توفر وسائل التبريد مشيرة إلى أن عدد الوفيات قد تجاوز 4000 من سكان الكويت بهذا المرض وفي شهر يونيو سرها كما تقول أن غادرت الكويت إلى إنجلترا مع طفليها ولكن زوجها هارلود ديكسون المفوض السياسي في الكويت بقي وعايش الكثير من المعاناة بين الكويتيين خلال ذلك الصيف بأكمله لقد أصاب الوباء عائلة المزين صديقته فقد وجد أن إحدى الجواري وطفلها التابعين للعائلة قد أصيبوا بالعدوى وقد عزلا في خيمة صغيرة بعيداً عن قيام العائلة المعسكرة في القرب للمشرف وكانت ترعى المريضة وطفلها خادمة أخرى محصنة ضد المرض ولكنهما لم يشفيا منه ومن بين ضحايا وباء الجدري الآخرين كما قالت كان نزال كبير أدلاء الحاكم وصقارها المسؤول عن طيور الصيد وقد حزن عليه الشيخ أحمد ولما كان العرب البدائيون يعرفون دواءً واحداً لهذا الداء فقد آمنوا أن رائحة معينة تختلف في كل حاله لها القدرة على شفاء المريض إلا أن المشكلة كانت في اكتشاف نوع هذه الرائحة والتي يكون لها وحدها الفاعلية اللازمة لشفاء المريض وفي حالة نزال استعملت كل الروائح الممكنة فقد أحضرت له الفواكه والزهور والخضروات والطعام المطبوخ إلى آخره ومن ثم مرروا من أمامه الأطفال والشابات والعجائز بحثاً عن هذه الرائحة التي تشفيه ولكنه لم يتحسن وقد تضايق الشيخ أحمد جدًا. لكن وبما أن نزال كان صياداً فقد اعتقد الشيخ أنه لو استطاع اصطياد طائر حبارى فإن رائحتها ربما تكون الرائحة الفعالة وبعد أن أمضى الشيخ بضعه أيام في الصحراء أحضر إليه ثعلباً وأرنباً برياً ولكن دون جدوى ولم يعثر على أي حبارى في ذلك الوقت ويبدو أنها كانت هاجرت عائدة إلى تلال فارس لكن الشيخ أحمد لم ييأس فبعد أيام عديده قضاها مع رجاله في الصيد وصلوا إلى موقع عش فيه زوج من فراخ الحبارى وعلى الرغم أن الطائرين كانا هزيلين وفي حالة بائسة إلا أنهما أحضرا ووضعا أمام نزال ومنذ ذلك اليوم شفي نزال وامتد عمره إلى سنوات طويلة. وتختم فيوليت إلى أن المرض امتد إلى كل شارع وكل بيت فمات نصف الأطفال على الأقل حتى كانت الكويت مدينة حزينة غابت عنها ضحكات الأطفال اللاهية في الشوارع وحتى أولئك الذين شفوا من المرض ظلوا يحملون آثاره طيلة حياتهم بل إن بعضهم قد أصيب بالعور أو العمى الكامل إضافة إلى ندبات غائرة وتشوه في الوجه والأطراف (كانت تعرف هذه الآثار بدق الجدري).


الرياض
٢٤-٠٦-٢٠٢٥
- صحة
- الرياض
اقتفاء تراثنا الشعبي في كتب الرحالة الغربيينخذ الناس جبرياً لتطعيمهم ضد الجدري سنة 1932م
كانت إحدى فترات الخوف والقلق بالنسبة للكاتبة الإنجليزية فيوليت ديكسون زوجة المعتمد السياسي في الكويت الكولونيل ديكسون التي عاشوها في ايامهم الاولى في الكويت كما تقول ضمن كتابها أربعون عاما في الكويت هي فتره انتشار وباء الجدري في صيف 1932م والذي عم الجزيرة العربية خلال تلك الفترة حتى صارت سنواتها تعرف حتى اليوم بسنوات الجدري. لقد جاءت هذا المرض المميت وشديد العدوى في وقت محنة ومعاناة شديدة عندما لجأ مئات من بدو القبائل أغلبهم من العجمان ومطير كما تقول الى الكويت بعد تمرد الاخوان في الفترة ما بين 1929/1930م وقد كان مرض الجدري مستوطنا في نجد وكانت هناك دائما حالات معينة منه في الكويت كنتيجة لوفود بعض البدو إليها للتزود بالمؤن ولكن شوهدت حسب قول فيوليت (أم سعود) حالات من مرضى الجدري في مستشفى الإرسالية الأمريكية وكان أهل مدينة الكويت خائفين جدا من هذا الوباء والمعروف بسرعة انتشاره عن طريق العدوى والذي إذا أصيب بالمرض أحد من أفراد العائلة تبقي العائلة الامر سرا. ومع معرفة التطعيم ضد المرض على نطاق ضيق جدا كان هناك عامل حدّ من القدرة على ايقاف انتشار هذا الوباء وهو صعوبة الاحتفاظ بمخزون من المصل الواقي فقد كان المصل يأتي عن طريق البر من البصرة وفي الأجواء الباردة في فصل الشتاء فقط، حيث لم يكن الثلج متوفرا وبالتدريج وببطء خلال سنوات 1929 و1932م ونتيجة للدعاية التي كانت فيوليت وزوجها ديكسون كما ذكرت ينشرونها بين نساء البدو والحضر على السواء اقتنعت بعض النساء العربيات بإحضار أطفالهن الى المستشفى لتطعيمهم وكانت القناعة السائدة بين الناس بأن أي شخص يطعم ضد هذا المرض عند إصابته بالعدوى لابد وأن يموت. كانوا في أواخر ربيع عام 1932م، كما قالت وقد أصبح الجو حارا بالفعل عندما اجتاح وباء الجدري مدينة الكويت وبواديها فجأة وفي مستشفى الإرسالية الأمريكية كانت الدكتوره ايستر بارني تتولى الإدارة مع مساعدتها الجديدة الدكتوره تيفاني وقد أصدر حاكم الكويت حينذاك المرحوم الشيخ أحمد الجابر أمرا بأن يطعم كل شخص ضد هذا الوباء وقال إنه سيرسل سيارته الخاصة الى البصرة لإحضار مصل طازج كل بضعة أيام ولكن الإشكالية انه لم يتقدم احد للمستشفى وقد كان الجميع مفرطين في الخوف بسبب القناعة المنتشرة بخطورة التطعيم ومن شأن إقناع الناس بفائدة وسلامة التطعيم أرسل المستشفى الدكتوره بارني الى المعتمدية السياسية في الكويت وبدأت بتطعيم أعضائها كقدوه للآخرين ثم اقترح هارلود ديكسون ان تنصب خيمة بيضاء في صفاة الكويت او السوق وتحضر الدكتوره في الصباح وبعد الظهر مع اثنين من مساعديها لتطعيم الناس وعرض عليها أيضا أن يساعدها بنفسه وكانت الخطوة الاولى هي أخذ كل صبية المدارس من الكتاتيب تحت الحراسة لتطعيمهم بالإكراه الى أن تكونت الثقة بالتدريج بحسب أم سعود عندما رأى الناس ان كل الذين طعموا بالمصل الواقي لم يصابوا بالمرض. وتؤكد فيوليت انه في ذلك العام وفي الايام العشرة الاولى لانتشار الوباء مات أكثر من 4000 شخص وكان مشهدا مريعا ان ترى الجثث وهي تحمل يوميا الى مثواها الاخير بهذه الاعداد مع تكتم الأهالي تكتما شديدا على المرض الى حد ان الكاتبة وزوجها لم يستطيعوا اكتشاف ما إذا كانت العدوى قد وصلت الى منازل خدمهم. ولمده شهر كامل ظلت الدكتوره بارني كما ذكرت فيوليت تعمل صباحا ومساء الى أن تم تطعيم كل من جاءوا لأخذ المصل. ( يتبع)..


الرياض
٢٠-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- الرياض
اقتفاء تراثنا الشعبي في كتب الرحالة الغربيينأميركي يصطاد النعامة الأخيرة في جزيرة العرب قبل 77 عاماً
وفقاً للكاتبة فيوليت ديكسون زوجة المفوض السياسي البريطاني في الكويت هارولد ديكسون كان المقاولون الأميركيون في الفترة ما بين 1948م إلى 1950م يمدون خط أنابيب النفط الكبير الذي يعرف باسم التوبلاين عبر شمالي الجزيرة العربية ليحمل البترول من حقل النفط السعودي بإقليم الأحساء إلى ميناء صيدا على ساحل لبنان وقد اتخذ رأس مشعاب وهو لسان بري داخل البحر على شاطئ الخليج في جنوب المنطقة المحايدة كميناً لتفريغ المواد والمعدات اللازمة لإنشاء خط الأنابيب وكانت الكاتبة أحياناً تذهب إلى هناك بالسيارة لمشاهدة النشاط المضني في ميناء مشعاب وللتحدث إلى بعض الأميركيين العاملين في المشروع وكان الخط سيعبر بعض الأراضي الصحراوية النائية المنعزلة قرب الحدود العراقية السعودية وعندما تقدم الإنشاء كان على العاملين في المشروع أن يعيشوا ويعملوا فترة من الزمن في هذه البراري مترامية الأطراف وغير المطروقة تقريبًا وكانوا في هذه المناطق يتصلون بميناء رأس مشعاب بواسطة اللاسلكي وفي إحدى أمسيات أعياد الميلاد خلال تلك السنوات كانت الكاتبة تحاول التقاط محطة الإذاعة البريطانية بي. بي. سي. من مذياعها في البيت عندما سمعت أصواتاً أميركية فاسترقت فيلويت السمع إلى محادثتهم وكان هناك استفسار عن المخازن وما إذا كانت معدات معينة قد وصلت وكان واضحاً من طريقة ملاحظاتهم وكلمة (حوّل) التي كانوا ينتقلون بها من الإرسال إلى الاستقبال أنها تستمع إلى بعض موظفي التوبلاين التقطها المذياع وقد كانت المحادثة تقنية إلى حد بعيد ولكن فجأة كما تقول سمعت شيئاً زادها فضولاً فقد قال الرجل الذي كان من الواضح أنه في أعماق الصحراء لزميله في القاعدة: وماذا لدينا لعشاء عيد الميلاد غداً..؟ أجاب: نعامة!! وسمعت الرجل على الطرف الآخر يعبر عن دهشته بينما قال الرجل الأول إنه قد اصطاد هذه النعامة في مكان غير بعيد من معسكرهم وتستطرد الكاتبة: لقد ذهلت وتمنيت لو أمكنني أن أسألهما عنها حيث كان هذا الموضوع يهمني جداً فقد كان النعام متوفراً بشكل معقول في صحراء النفود في شمال نجد حتى عام 1919 أو 1920 وكانت قبيلة عنزة قد أهدتني جلد نعامة عام 1922م عندما كنت في الحلة ولكن خلال إقامتنا في الكويت لم نسمع أخباراً موثوقاً بها عن وجود نعام إلا فيما ندر فقد أصبح هناك افتراض عام بأن النعام قد تعرض للصيد إلى حد الانقراض وفي عام 1930م أحضر بدوي من قبيلة العجمان إلى ديكسون بيضتي نعامة لا أزال أحتفظ بهما ضمن ممتلكاتي ولكنهما على قدر ما أذكر لم تكونا قد وجدتا في صحراء النفود ولكن في المناطق الرملية التي تحد الربع الخالي من الجنوب ومنذ ذلك الحين لم يكن لدينا أي دليل على أن النعام لا يزال يعيش في شبه الجزيرة العربية وقد فكرت أنه ربما يكون مخطئاً ولكنني قررت أنه حتى أقل المشاهدين معرفة لا يمكن أن يخطئ في معرفة النعامة ثم تساءلت باستغراب ما إذا كانت تلك هي آخر نعامة في الجزيرة العربية وشعرت بأسى شديد لقتلها وتقديمها كعشاء في عيد الميلاد. تذكر بعد ذلك أنها خلال الفترة ذاتها من إنشاء التوبلاين ولا تتذكر السنة على وجه الدقة سافرت على الطائرة داكوتا التي كانت تطير يومياً لنقل المؤن من الظهران ورأس مشعاب إلى المحطات المتقدمة على خط الأنابيب وقد هبطت الطائرة في مطار بدنه الصحراوي (قرب عرعر) وهي على بعد 500 ميل غربي الكويت وبينما كانوا هناك أطلعهم أحد الأميركيين العاملين في محطة الضخ على جلد فهد وكان قد أطلق عليه النار بعد أن صدمه بسيارته صدفة وأصابه بينما كان يجري أمامه عبر الطريق الصحراوي وقد اعتقد أنه نمر أو قط ولكن ديكسون قال إنه فهد وقد تم إرسال صورة لجلده إلى متحف التاريخ الطبيعي في لندن إذ كانت الفهود كالنعامات شائعة سابقاً في شبه الجزيرة العربية ولكن منذ أن جاؤوا للكويت كما قالت كانت تلك أول مرة يشاهدون فيها دليلاً موثقاً على وجود الفهد هناك. الأستاذ سيف مرزوق الشملان مقدم ومراجع كتاب فيوليت أربعون عاماً في الكويت مصدر هذه المعلومات والذي يؤخذ عليه عدم تحقيق أسماء بعض الأماكن ومنها أماكن معروفة مجاورة للكويت. ذكر أن النعام والكثير من الوحوش التي كانت تدخل جزيرة العرب من أفريقيا توقفت مع إنشاء قناة السويس سنة 1869م وبقي الموجود منها سابقاً فقط. فقضى عليها بعد ذلك التمدد العمراني والصيد الجائر.