منذ 4 أيام
وراء الأحداث لا جديد يذكر!
«لا جديد يذكر ولا قديم يعاد». فاجعة الطريق الإقليمي راح ضحيتها 19 مصرية. ليس في الأمر جديد. الخبر معاد. السبب الإهمال والفهلوة المصرية المعروفة. فكم من حوادث وقعت ولا تزال تقع حاصدة أرواح المصريين على الطرق؛ القديم منها والجديد، داخل المدن وخارجها. وحده عدد الضحايا سبب الضجة الحادثة. حتى رد الفعل منذ وقوع الفاجعة هو هو لم يتغير. فتح معارك فرعية؛ شخصية أو سياسية أو طبقية. مطالبات باستقالة الوزير. عتاب أو نقد لرد الفعل الرسمي. تساؤلات واتهامات بشأن التقصير في إنشاء الطرق والصيانة. فتح ملف النقل الثقيل وسائقيه. حتى إن تكدس السيارات بأكثر من عدد ركابها المسموح به كان حاضرا بقوة. كارهو الدولة بالطبع لا يمكن أن يفوتوا هكذا مشهد للنيل من الدولة. منتسبو اليسار ينفخون في نار الضغوط الاقتصادية التي تعرض لها الضحايا. ربما الطرف الوحيد الذي لم يدل بدلوه في الواقعة هم رجال الدين على الأقل حتى الآن!
كثرة المعارك الفرعية أو الجزئية تحجب الرؤية وربما تستهدف تمرير الموقف كما مر سابقوه بأقل قدر ممكن من الخسائر، ثم تعود الأمور إلى ما كانت عليه انتظارا للفاجعة القادمة ليتم استئناف كل تلك المعارك وبنفس الأداء مرة أخرى وهكذا. ولأن ذلك كان هو الحال مع كل فاجعة، فإن شيئا لم يتغير وربما لن يتغير طالما لا تتركز المعركة في مواجهة المرض الأساس. المرض كما أشرت في البداية هو الإهمال والفهلوة وتصور أن الأمور ستمر دائما بسلام.
عشوائية القيادة مرض متجذر بين قادة المركبات عموما سواء كانت كبيرة بحجم التريلا أو صغيرة بحجم التوك توك، وسواء كانت مركبات عامة أو نقلا جماعيا أو مركبات فردية. تنظيم تلك العشوائية مسئولية الدولة في المقام الأول خاصة في حالة وجود إصلاحات أو إغلاق لطريق ما لسبب أو لآخر. التكدس الذي سيحدث نتيجة الإصلاحات أو الإغلاق ينشط جين ثقافة الزحمة مستفزا جين الفهلوة للمرور بشكل أسرع وكلما نجح أحدهم في المرور أغرى الكثيرين بأن يحذوا حذوه فيفعلوا وينجحوا في المرور، حتى يفشل أحدهم فتقع الكارثة.