logo
#

أحدث الأخبار مع #كارولينإيليهلوبرانشو

السردين المعلب أحدث ضحايا التغير المناخي في فرنسا
السردين المعلب أحدث ضحايا التغير المناخي في فرنسا

العربي الجديد

time١٧-٠٥-٢٠٢٥

  • صحة
  • العربي الجديد

السردين المعلب أحدث ضحايا التغير المناخي في فرنسا

يُتوقَّع أن يكون السردين المعلّب الموجود في كل منزل الضحية التالية للاحترار المناخي ، إذ يشكّل صغر حجمه ووفرته المحدودة تحدّياً لمصانع التعليب في غرب فرنسا . حيث تقول الرئيسة التنفيذية لشركة "بيل-إيلواز" كارولين إيليه لو برانشو "تكمن الصعوبة مع الأسماك الصغيرة في تأثيرها المباشر على إنتاجيتنا"، مضيفة "يستغرق تصنيع علبة واحدة وقتاً أطول". في العام الفائت، لم تتمكن شركة "كيبيرون" لتعليب الأسماك في بريتاني والتي تعالج فقط الأسماك الطازجة، من إنتاج ما يكفي من المعلبات لتلبية طلبات زبائنها، وتقول مديرتها "حتى منتصف يوليو/تموز، هناك بعض الجهات التي لن نتمكن من تزويدها" بالمنتجات. ويرجع السبب في ذلك إلى موسم صيد كارثي شهده عام 2024 على سواحل بريتاني. لكن الظاهرة الأكثر إثارة للدهشة تبقى الانخفاض في حجم السردين ومن ثم وزنه، إذ تقلّص بنسبة 50% في 15 عاماً، بحسب معهد "إيفرومير" (المعهد الفرنسي للبحوث من أجل استكشاف البحار)، ويقول جان فرانسوا فييه، مدير الجودة والسلامة والبيئة في مصنع "شانسيريل" للتعليب، إنّ تحضير سمك سردين أصغر حجماً يعني عدد عمّال أعلى بمرتين "سواء للتقطيع أو التعليب". الصورة انخفاض حجم سمك السردين في البحر الأبيض المتوسط، 17 أبريل 2025 (فرانس برس) العوالق الحيوانية تتأثر بالتغير المناخي سبق أن لوحظ هذا الانخفاض في حجم سمك السردين في البحر الأبيض المتوسط، والذي انخفض بشكل كبير صيده بين عامي 2000 و2010. وتعود هذه الظاهرة إلى الاحترار المناخي الذي يؤثر على العوالق الحيوانية التي تتغذى عليها الأسماك. ولاحظ العلماء داخل العوالق الحيوانية زيادة في نسبة القشريات الصغيرة، بينما انخفضت نسبة القشريات الكبيرة. لذلك على السردين أن يبذل جهداً إضافياً ليتغذى على فرائس صغيرة وذات جودة أقل في محيط يزداد احتراراً وتنخفض فيه كميات الأكسجين، وهو ما يتطلب احتياجات أعلى من الطاقة. يقول مارتن أوريه، وهو باحث متخصص في مصائد الأسماك في معهد "إيفرومير": "بشكل عام، عندما يكون هناك ارتفاع في درجات الحرارة في النظم الإيكولوجية، فإن ذلك يتماشى مع صغر حجم الكائنات الحية". ويقول الباحث في معهد "إيفرومير" ماتيو دوري إن "هذا الاتجاه المرتبط بالاحترار المناخي يُتوقع أن يستمر، وما نتوقعه في أفضل الأحوال، هو استقرار الحجم والوزن". الصورة السردين المعلب يعد طبقا مرغوبا جدا لدى الفرنسيين، 17 أبريل 2025 (فرانس برس) أسماك مجمدة من المغرب يُضاف إلى هذه المشكلة الكبرى مشكلة مرتبطة بنقص الموارد. لقد تعرض سمك السردين في خليج غاسكونيا للصيد الجائر لفترة طويلة، مما أدى إلى انخفاض أعدادها بنحو ثلاث مرات خلال عشرين عاماً. وقد اقتربت أعدادها حالياً من مستوى "الحد الفاصل"، الذي تُعتبر أعداد الأسماك تحته في حالة "انهيار"، بحسب التقديرات العلمية. ويقول فييه "إن مستوى المصايد هو همّنا الأوّل"، مشدداً على أنّ مصنع التعليب شانسيريل في دوارنينيز يحتاج إلى سردين طازج محلي لإنتاج معلّباته ذات الجودة العالية. ولتعويض النقص في الأسماك، تحصل مصانع التعليب على إمداداتها من البرتغال أو إسبانيا، بينما تستورد أخرى الأسماك المجمدة من المغرب. وفي ظل تحدي الإمدادات الذي يواجهه القطاع، يدعو البعض إلى حظر صيد السردين في الشتاء، من أجل فتح المجال لتكاثر الأعداد. لكن صيادي السردين عبر القوارب يعتمدون بشكل كبير على هذه الأسماك الصغيرة، خصوصاً أنّ حصصهم من سمك السقامري والماكريل قد انخفضت كثيراً. يقول إيفان لو لاي (55 عاماً)، رئيس جمعية صيادي السردين عبر القوارب في بروتون إنّ "الأصغر سناً يتركون هذه المهنة لأنها غير قابلة للاستمرار". لجوء واغتراب التحديثات الحية الأمم المتحدة تحذر من زيادة أعداد اللاجئين بسبب التغير المناخي وهذه المهنة التي كانت شائعة جداً في الماضي، لم يعد يمارسها حالياً سوى 21 قارباً فقط، في حين تُباع أسماكها لمصانع التعليب مقابل 70 إلى 80 سنتاً للكيلوغرام. ويبقى السردين المعلب مرغوباً جداً لدى الفرنسيين الذين يقدّرون فوائده الصحية، إذ يشترون أكثر من 16 ألف طن كل عام، بمتوسط 11 يورو للكيلوغرام. تقول الباحثة في معهد "إيفرومير" سيغريد ليوتا "عندما لا يكون هناك أي طبق ليأكله الشخص، دائماً ما يختار السردين". حتى وقت قريب، "كان السردين بمثابة ملاذ آمن للمستهلكين منتجاً وللصيادين نوعاً يصطادونه". (فرانس برس)

التغير المناخي يهدد السردين المعلب في فرنسا
التغير المناخي يهدد السردين المعلب في فرنسا

الوسط

time٢٠-٠٤-٢٠٢٥

  • صحة
  • الوسط

التغير المناخي يهدد السردين المعلب في فرنسا

يتوقع أن يكون السردين المعلّب الموجود في كل منزل الضحية التالية للاحترار المناخي، إذ يشكّل صغر حجمه ووفرته المحدودة تحدّيا لمصانع التعليب في غرب فرنسا. تقول الرئيسة التنفيذية لشركة «بيل-إيلواز» كارولين إيليه لو برانشو «تكمن الصعوبة مع الأسماك الصغيرة في تأثيرها المباشر على إنتاجيتنا»، مضيفة «يستغرق تصنيع علبة واحدة وقتا أطول»، وفقا لوكالة «فرانس برس». في العام الفائت، لم تتمكن شركة «كيبيرون» لتعليب الأسماك في بريتاني والتي تعالج فقط الأسماك الطازجة، من إنتاج ما يكفي من المعلبات لتلبية طلبات زبائنها. وتقول مديرتها «حتى منتصف يوليو، هناك بعض الجهات التي لن نتمكن من تزويدها» بالمنتجات. - - ويرجع السبب في ذلك إلى موسم صيد كارثي شهده العام 2024 على سواحل بريتاني. لكن الظاهرة الأكثر إثارة للدهشة تبقى الانخفاض في حجم السردين وبالتالي وزنه، إذ تقلّص بنسبة 50% في 15 عاما، بحسب معهد «إيفرومير» (المعهد الفرنسي للبحوث من أجل استكشاف البحار). ويقول جان فرانسوا فييه، مدير الجودة والسلامة والبيئة في مصنع «شانسيريل» للتعليب، إنّ تحضير سمك سردين أصغر حجما يعني عدد عمّال أعلى بمرتين «سواء للتقطيع أو التعليب». العوالق الحيوانية سبق أن لوحظ هذا الانخفاض في الحجم لدى سمك السردين في البحر الأبيض المتوسط، والذي انخفض بشكل كبير صيده بين عامي 2000 و 2010. وتعود هذه الظاهرة إلى الاحترار المناخي الذي يؤثر على العوالق الحيوانية التي تتغذى عليها الأسماك. ولاحظ العلماء داخل العوالق الحيوانية زيادة في نسبة القشريات الصغيرة بينما انخفضت نسبة القشريات الكبيرة. لذلك على السردين أن يبذل جهدا إضافيا ليتغذى على فرائس صغيرة وذات جودة أقل في محيط يزداد احترارا وتنخفض فيه كميات الأكسجين، وهو ما يتطلب احتياجات أعلى من الطاقة. يقول مارتن اوريه، وهو باحث متخصص في مصائد الأسماك في معهد «إيفرومير»: «بشكل عام، عندما يكون هناك ارتفاع في درجات الحرارة في النظم الإيكولوجية، فإن ذلك يتماشى مع صغر حجم الكائنات الحية». ويقول الباحث في معهد «إيفرومير» ماتيو دوري إن «هذا الاتجاه المرتبط بالاحترار المناخي يُتوقع أن يستمر، وما نتوقعه في أفضل الأحوال، هو استقرار الحجم والوزن». أسماك مجمدة من المغرب يُضاف إلى هذه المشكلة الكبرى مشكلة مرتبطة بنقص الموارد. لقد تعرض سمك السردين في خليج غاسكونيا للصيد الجائر لفترة طويلة، مما أدى إلى انخفاض أعدادها بنحو ثلاثة مرات خلال عشرين عاما. وقد اقتربت أعدادها حاليا من مستوى «الحد الفاصل»، الذي تُعتبر أعداد الأسماك تحته في حالة «انهيار»، بحسب التقديرات العلمية. ويقول فيي «إن مستوى المصايد هو همّنا الأوّل»، مشددا على أنّ مصنع التعليب شانسيريل في دوارنينيز يحتاج إلى سردين طازج محلي لإنتاج معلّباته ذات الجودة العالية. ولتعويض النقص في الأسماك، تحصل مصانع التعليب على إمداداتها من البرتغال أو إسبانيا بينما تستورد أخرى الأسماك المجمدة من المغرب. وفي ظل تحدي الإمدادات الذي يواجهه القطاع، يدعو البعض إلى حظر صيد السردين في الشتاء، من أجل فتح المجال لتكاثر الأعداد. لكن صيادي السردين عبر القوارب يعتمدون بشكل كبير على هذه الأسماك الصغيرة، خصوصا وأنّ حصصهم من سمك السقامري والماكريل قد انخفضت بشكل كبير. يقول إيفان لو لاي (55 عاما)، رئيس جمعية صيادي السردين عبر القوارب في بروتون إنّ «الأصغر سنا يتركون هذه المهنة لأنها غير قابلة للاستمرار». وهذه المهنة التي كانت شائعة جدا في الماضي، لم يعد يمارسها حاليا سوى 21 قاربا فقط، في حين تُباع أسماكها لمصانع التعليب مقابل 70 إلى 80 سنتا للكيلوغرام. يبقى السردين المعلب مرغوبا جدا لدى الفرنسيين الذين يقدّرون فوائده الصحية، إذ يشترون أكثر من 16 ألف طن كل عام، بمتوسط 11 يورو للكيلوغرام. تقول الباحثة في معهد «إيفرومير» سيغريد ليوتا «عندما لا يكون هناك أي طبق ليأكله الشخص، دائما ما يختار السردين». حتى وقت قريب، «كان السردين بمثابة ملاذ آمن للمستهلكين كمنتج وللصيادين كنوع يصطادونه».

كيف يهدد التغير المناخي السردين المعلب في فرنسا؟
كيف يهدد التغير المناخي السردين المعلب في فرنسا؟

البيان

time٢٠-٠٤-٢٠٢٥

  • صحة
  • البيان

كيف يهدد التغير المناخي السردين المعلب في فرنسا؟

يُتوقَّع أن يكون السردين المعلّب الموجود في كل منزل الضحية التالية للاحترار المناخي، إذ يشكّل صغر حجمه ووفرته المحدودة تحدّيا لمصانع التعليب في غرب فرنسا. تقول الرئيسة التنفيذية لشركة "بيل-إيلواز" كارولين إيليه لو برانشو "تكمن الصعوبة مع الأسماك الصغيرة في تأثيرها المباشر على إنتاجيتنا"، مضيفة "يستغرق تصنيع علبة واحدة وقتا أطول". في العام الفائت، لم تتمكن شركة "كيبيرون" لتعليب الأسماك في بريتاني والتي تعالج فقط الأسماك الطازجة، من إنتاج ما يكفي من المعلبات لتلبية طلبات زبائنها. وتقول مديرتها "حتى منتصف يوليو، هناك بعض الجهات التي لن نتمكن من تزويدها" بالمنتجات. ويرجع السبب في ذلك إلى موسم صيد كارثي شهده عام 2024 على سواحل بريتاني. لكن الظاهرة الأكثر إثارة للدهشة تبقى الانخفاض في حجم السردين وبالتالي وزنه، إذ تقلّص بنسبة 50% في 15 عاما، بحسب معهد "إيفرومير" (المعهد الفرنسي للبحوث من أجل استكشاف البحار). ويقول جان فرانسوا فييه، مدير الجودة والسلامة والبيئة في مصنع "شانسيريل" للتعليب، إنّ تحضير سمك سردين أصغر حجما يعني عدد عمّال أعلى بمرتين "سواء للتقطيع أو التعليب". العوالق الحيوانية سبق أن لوحظ هذا الانخفاض في الحجم لدى سمك السردين في البحر الأبيض المتوسط، والذي انخفض بشكل كبير صيده بين عامي 2000 و2010. وتعود هذه الظاهرة إلى الاحترار المناخي الذي يؤثر على العوالق الحيوانية التي تتغذى عليها الأسماك. ولاحظ العلماء داخل العوالق الحيوانية زيادة في نسبة القشريات الصغيرة بينما انخفضت نسبة القشريات الكبيرة. لذلك على السردين أن يبذل جهدا إضافيا ليتغذى على فرائس صغيرة وذات جودة أقل في محيط يزداد احترارا وتنخفض فيه كميات الأكسجين، وهو ما يتطلب احتياجات أعلى من الطاقة. يقول مارتن اوريه، وهو باحث متخصص في مصائد الأسماك في معهد "إيفرومير": "بشكل عام، عندما يكون هناك ارتفاع في درجات الحرارة في النظم الإيكولوجية، فإن ذلك يتماشى مع صغر حجم الكائنات الحية". ويقول الباحث في معهد "إيفرومير" ماتيو دوري إن "هذا الاتجاه المرتبط بالاحترار المناخي يُتوقع أن يستمر، وما نتوقعه في أفضل الأحوال، هو استقرار الحجم والوزن". يُضاف إلى هذه المشكلة الكبرى مشكلة مرتبطة بنقص الموارد. لقد تعرض سمك السردين في خليج غاسكونيا للصيد الجائر لفترة طويلة، مما أدى إلى انخفاض أعدادها بنحو ثلاث مرات خلال عشرين عاما. وقد اقتربت أعدادها حاليا من مستوى "الحد الفاصل"، الذي تُعتبر أعداد الأسماك تحته في حالة "انهيار"، بحسب التقديرات العلمية. ويقول فيي "إن مستوى المصايد هو همّنا الأوّل"، مشددا على أنّ مصنع التعليب شانسيريل في دوارنينيز يحتاج إلى سردين طازج محلي لإنتاج معلّباته ذات الجودة العالية. ولتعويض النقص في الأسماك، تحصل مصانع التعليب على إمداداتها من البرتغال أو إسبانيا بينما تستورد أخرى الأسماك المجمدة من المغرب. وفي ظل تحدي الإمدادات الذي يواجهه القطاع، يدعو البعض إلى حظر صيد السردين في الشتاء، من أجل فتح المجال لتكاثر الأعداد. لكن صيادي السردين عبر القوارب يعتمدون بشكل كبير على هذه الأسماك الصغيرة، خصوصا وأنّ حصصهم من سمك السقامري والماكريل قد انخفضت بشكل كبير. يقول إيفان لو لاي (55 عاما)، رئيس جمعية صيادي السردين عبر القوارب في بروتون إنّ "الأصغر سنا يتركون هذه المهنة لأنها غير قابلة للاستمرار". وهذه المهنة التي كانت شائعة جدا في الماضي، لم يعد يمارسها حاليا سوى 21 قاربا فقط، في حين تُباع أسماكها لمصانع التعليب مقابل 70 إلى 80 سنتا للكيلوغرام. يبقى السردين المعلب مرغوبا جدا لدى الفرنسيين الذين يقدّرون فوائده الصحية، إذ يشترون أكثر من 16 ألف طن كل عام، بمتوسط 11 يورو للكيلوغرام. تقول الباحثة في معهد "إيفرومير" سيغريد ليوتا "عندما لا يكون هناك أي طبق ليأكله الشخص، دائما ما يختار السردين". حتى وقت قريب، "كان السردين بمثابة ملاذ آمن للمستهلكين كمنتج وللصيادين كنوع يصطادونه".

التغير المناخي يهدد السردين المعلّب في فرنسا
التغير المناخي يهدد السردين المعلّب في فرنسا

بلد نيوز

time١٩-٠٤-٢٠٢٥

  • منوعات
  • بلد نيوز

التغير المناخي يهدد السردين المعلّب في فرنسا

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي: التغير المناخي يهدد السردين المعلّب في فرنسا - بلد نيوز, اليوم السبت 19 أبريل 2025 03:18 مساءً يُتوقَّع أن يكون السردين المعلّب الضحية التالية للاحترار المناخي، إذ يشكّل صغر حجمه ووفرته المحدودة تحدّياً لمصانع التعليب في غرب فرنسا. وتقول الرئيسة التنفيذية لشركة «بيل-إيلواز» كارولين إيليه لو برانشو «تكمن الصعوبة مع الأسماك الصغيرة في تأثيرها المباشر على إنتاجيتنا»، مضيفة «يستغرق تصنيع علبة واحدة وقتاً أطول». في العام الماضي، لم تتمكن شركة «كيبيرون» لتعليب الأسماك في بريتاني والتي تعالج فقط الأسماك الطازجة، من إنتاج ما يكفي من المعلبات لتلبية طلبات زبائنها. وتقول مديرتها «حتى منتصف يوليو، هناك بعض الجهات التي لن نتمكن من تزويدها» بالمنتجات. ويرجع السبب في ذلك إلى موسم صيد كارثي شهده عام 2024 على سواحل بريتاني. لكن الظاهرة الأكثر إثارة للدهشة تبقى الانخفاض في حجم السردين وبالتالي وزنه، إذ تقلّص بنسبة 50% في 15 عاماً، بحسب المعهد الفرنسي للبحوث من أجل استكشاف البحار «إيفرومير». ويقول جان فرانسوا فييه، مدير الجودة والسلامة والبيئة في مصنع «شانسيريل» للتعليب، إنّ تحضير سمك سردين أصغر حجماً يعني عدد عمّال أعلى بمرتين «سواء للتقطيع أو التعليب». وسبق أن لوحظ هذا الانخفاض في الحجم لدى سمك السردين في البحر الأبيض المتوسط، والذي انخفض بشكل كبير صيده بين عامي 2000 و 2010. وتعود هذه الظاهرة إلى الاحترار المناخي الذي يؤثر في العوالق الحيوانية التي تتغذى عليها الأسماك. ولاحظ العلماء داخل العوالق الحيوانية زيادة في نسبة القشريات الصغيرة بينما انخفضت نسبة القشريات الكبيرة. لذلك على السردين أن يبذل جهداً إضافياً ليتغذى على فرائس صغيرة وذات جودة أقل في محيط يزداد احتراراً وتنخفض فيه كميات الأكسجين، وهو ما يتطلب احتياجات أعلى من الطاقة. ويقول مارتن اوريه، وهو باحث متخصص في مصائد الأسماك في معهد «إيفرومير»: «بشكل عام، عندما يكون هناك ارتفاع في درجات الحرارة في النظم الإيكولوجية، فإن ذلك يتماشى مع صغر حجم الكائنات الحية». ويقول الباحث في معهد «إيفرومير» ماتيو دوري إن «هذا الاتجاه المرتبط بالاحترار المناخي يُتوقع أن يستمر، وما نتوقعه في أفضل الأحوال، هو استقرار الحجم والوزن». ويُضاف إلى هذه المشكلة الكبرى مشكلة مرتبطة بنقص الموارد. لقد تعرض سمك السردين في خليج غاسكونيا للصيد الجائر لفترة طويلة، مما أدى إلى انخفاض أعدادها بنحو ثلاث مرات خلال عشرين عاماً. وقد اقتربت أعدادها حالياً من مستوى «الحد الفاصل»، الذي تُعتبر أعداد الأسماك تحته في حالة «انهيار»، بحسب التقديرات العلمية. ويقول فييه «إن مستوى المصايد هو همّنا الأوّل»، مشدداً على أنّ مصنع التعليب شانسيريل في دوارنينيز يحتاج إلى سردين طازج محلي لإنتاج معلّباته ذات الجودة العالية. وفي ظل تحدي الإمدادات الذي يواجهه القطاع، يدعو البعض إلى حظر صيد السردين في الشتاء، من أجل فتح المجال لتكاثر الأعداد. لكنّ صيادي السردين عبر القوارب يعتمدون بشكل كبير على هذه الأسماك الصغيرة، خصوصاً وأنّ حصصهم من سمك السقامري والماكريل انخفضت بشكل كبير. ويقول إيفان لو لاي (55 عاماً)، رئيس جمعية صيادي السردين عبر القوارب في بروتون إنّ «الأصغر سناً يتركون هذه المهنة لأنها غير قابلة للاستمرار». وهذه المهنة التي كانت شائعة جداً في الماضي، لم يعد يمارسها حالياً سوى 21 قارباً فقط، في حين تُباع أسماكها لمصانع التعليب مقابل 70 إلى 80 سنتاً للكيلوغرام. ويبقى السردين المعلب مرغوبا جدا لدى الفرنسيين الذين يقدّرون فوائده الصحية، إذ يشترون أكثر من 16 ألف طن كل عام، بمتوسط 11 يورو للكيلوغرام. وتقول الباحثة في معهد «إيفرومير» سيغريد ليوتا «عندما لا يكون هناك أي طبق ليأكله الشخص، دائماً ما يختار السردين». حتى وقت قريب، «كان السردين بمثابة ملاذ آمن للمستهلكين كمنتج وللصيادين كنوع يصطادونه».

التغير المناخي يهدد السردين المعلب في فرنسا .. فما القصة؟
التغير المناخي يهدد السردين المعلب في فرنسا .. فما القصة؟

بوابة الأهرام

time١٩-٠٤-٢٠٢٥

  • صحة
  • بوابة الأهرام

التغير المناخي يهدد السردين المعلب في فرنسا .. فما القصة؟

أ ف ب يُتوقَّع أن يكون السردين المعلّب الموجود في كل منزل الضحية التالية للاحترار المناخي، إذ يشكّل صغر حجمه ووفرته المحدودة تحدّيا لمصانع التعليب في غرب فرنسا. موضوعات مقترحة تقول الرئيسة التنفيذية لشركة "بيل-إيلواز" كارولين إيليه لو برانشو "تكمن الصعوبة مع الأسماك الصغيرة في تأثيرها المباشر على إنتاجيتنا"، مضيفة "يستغرق تصنيع علبة واحدة وقتا أطول". في العام الفائت، لم تتمكن شركة "كيبيرون" لتعليب الأسماك في بريتاني والتي تعالج فقط الأسماك الطازجة، من إنتاج ما يكفي من المعلبات لتلبية طلبات زبائنها. سردين معلب وتقول مديرتها "حتى منتصف يوليو، هناك بعض الجهات التي لن نتمكن من تزويدها" بالمنتجات. ويرجع السبب في ذلك إلى موسم صيد كارثي شهده عام 2024 على سواحل بريتاني. لكن الظاهرة الأكثر إثارة للدهشة تبقى الانخفاض في حجم السردين وبالتالي وزنه، إذ تقلّص بنسبة 50% في 15 عاما، بحسب معهد "إيفرومير" (المعهد الفرنسي للبحوث من أجل استكشاف البحار). ويقول جان فرانسوا فييه، مدير الجودة والسلامة والبيئة في مصنع "شانسيريل" للتعليب، إنّ تحضير سمك سردين أصغر حجما يعني عدد عمّال أعلى بمرتين "سواء للتقطيع أو التعليب". حظر صيد السردين في الشتاء - العوالق الحيوانية – سبق أن لوحظ هذا الانخفاض في الحجم لدى سمك السردين في البحر الأبيض المتوسط، والذي انخفض بشكل كبير صيده بين عامي 2000 و 2010. وتعود هذه الظاهرة إلى الاحترار المناخي الذي يؤثر على العوالق الحيوانية التي تتغذى عليها الأسماك. ولاحظ العلماء داخل العوالق الحيوانية زيادة في نسبة القشريات الصغيرة بينما انخفضت نسبة القشريات الكبيرة. لذلك على السردين أن يبذل جهدا إضافيا ليتغذى على فرائس صغيرة وذات جودة أقل في محيط يزداد احترارا وتنخفض فيه كميات الأكسجين، وهو ما يتطلب احتياجات أعلى من الطاقة. يقول مارتن اوريه، وهو باحث متخصص في مصائد الأسماك في معهد "إيفرومير": "بشكل عام، عندما يكون هناك ارتفاع في درجات الحرارة في النظم الإيكولوجية، فإن ذلك يتماشى مع صغر حجم الكائنات الحية". ويقول الباحث في معهد "إيفرومير" ماتيو دوري إن "هذا الاتجاه المرتبط بالاحترار المناخي يُتوقع أن يستمر، وما نتوقعه في أفضل الأحوال، هو استقرار الحجم والوزن". ولتعويض النقص في الأسماك، تحصل مصانع التعليب على إمداداتها من البرتغال أو إسبانيا بينما تستورد أخرى الأسماك المجمدة من المغرب. وفي ظل تحدي الإمدادات الذي يواجهه القطاع، يدعو البعض إلى حظر صيد السردين في الشتاء، من أجل فتح المجال لتكاثر الأعداد. لكن صيادي السردين عبر القوارب يعتمدون بشكل كبير على هذه الأسماك الصغيرة، خصوصا وأنّ حصصهم من سمك السقامري والماكريل قد انخفضت بشكل كبير. يقول إيفان لو لاي (55 عاما)، رئيس جمعية صيادي السردين عبر القوارب في بروتون إنّ "الأصغر سنا يتركون هذه المهنة لأنها غير قابلة للاستمرار". وهذه المهنة التي كانت شائعة جدا في الماضي، لم يعد يمارسها حاليا سوى 21 قاربا فقط، في حين تُباع أسماكها لمصانع التعليب مقابل 70 إلى 80 سنتا للكيلوجرام. يبقى السردين المعلب مرغوبا جدا لدى الفرنسيين الذين يقدّرون فوائده الصحية، إذ يشترون أكثر من 16 ألف طن كل عام، بمتوسط 11 يورو للكيلوغرام. تقول الباحثة في معهد "إيفرومير" سيغريد ليوتا "عندما لا يكون هناك أي طبق ليأكله الشخص، دائما ما يختار السردين". حتى وقت قريب، "كان السردين بمثابة ملاذ آمن للمستهلكين كمنتج وللصيادين كنوع يصطادونه".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store