logo
السردين المعلب أحدث ضحايا التغير المناخي في فرنسا

السردين المعلب أحدث ضحايا التغير المناخي في فرنسا

العربي الجديد١٧-٠٥-٢٠٢٥

يُتوقَّع أن يكون السردين المعلّب الموجود في كل منزل الضحية التالية
للاحترار المناخي
، إذ يشكّل صغر حجمه ووفرته المحدودة تحدّياً لمصانع التعليب في غرب
فرنسا
. حيث تقول الرئيسة التنفيذية لشركة "بيل-إيلواز" كارولين إيليه لو برانشو "تكمن الصعوبة مع
الأسماك الصغيرة
في تأثيرها المباشر على إنتاجيتنا"، مضيفة "يستغرق تصنيع علبة واحدة وقتاً أطول".
في العام الفائت، لم تتمكن شركة "كيبيرون" لتعليب الأسماك في بريتاني والتي تعالج فقط الأسماك الطازجة، من إنتاج ما يكفي من المعلبات لتلبية طلبات زبائنها، وتقول مديرتها "حتى منتصف يوليو/تموز، هناك بعض الجهات التي لن نتمكن من تزويدها" بالمنتجات.
ويرجع السبب في ذلك إلى موسم صيد كارثي شهده عام 2024 على سواحل بريتاني. لكن الظاهرة الأكثر إثارة للدهشة تبقى الانخفاض في حجم السردين ومن ثم وزنه، إذ تقلّص بنسبة 50% في 15 عاماً، بحسب معهد "إيفرومير" (المعهد الفرنسي للبحوث من أجل استكشاف البحار)، ويقول جان فرانسوا فييه، مدير الجودة والسلامة والبيئة في مصنع "شانسيريل" للتعليب، إنّ تحضير سمك سردين أصغر حجماً يعني عدد عمّال أعلى بمرتين "سواء للتقطيع أو التعليب".
الصورة
انخفاض حجم سمك السردين في البحر الأبيض المتوسط، 17 أبريل 2025 (فرانس برس)
العوالق الحيوانية تتأثر بالتغير المناخي
سبق أن لوحظ هذا الانخفاض في حجم سمك السردين في البحر الأبيض المتوسط، والذي انخفض بشكل كبير صيده بين عامي 2000 و2010. وتعود هذه الظاهرة إلى الاحترار المناخي الذي يؤثر على العوالق الحيوانية التي تتغذى عليها الأسماك. ولاحظ العلماء داخل العوالق الحيوانية زيادة في نسبة القشريات الصغيرة، بينما انخفضت نسبة القشريات الكبيرة. لذلك على السردين أن يبذل جهداً إضافياً ليتغذى على فرائس صغيرة وذات جودة أقل في محيط يزداد احتراراً وتنخفض فيه كميات الأكسجين، وهو ما يتطلب احتياجات أعلى من الطاقة.
يقول مارتن أوريه، وهو باحث متخصص في مصائد الأسماك في معهد "إيفرومير": "بشكل عام، عندما يكون هناك ارتفاع في درجات الحرارة في النظم الإيكولوجية، فإن ذلك يتماشى مع صغر حجم الكائنات الحية". ويقول الباحث في معهد "إيفرومير" ماتيو دوري إن "هذا الاتجاه المرتبط بالاحترار المناخي يُتوقع أن يستمر، وما نتوقعه في أفضل الأحوال، هو استقرار الحجم والوزن".
الصورة
السردين المعلب يعد طبقا مرغوبا جدا لدى الفرنسيين، 17 أبريل 2025 (فرانس برس)
أسماك مجمدة من المغرب
يُضاف إلى هذه المشكلة الكبرى مشكلة مرتبطة بنقص الموارد. لقد تعرض سمك السردين في خليج غاسكونيا للصيد الجائر لفترة طويلة، مما أدى إلى انخفاض أعدادها بنحو ثلاث مرات خلال عشرين عاماً. وقد اقتربت أعدادها حالياً من مستوى "الحد الفاصل"، الذي تُعتبر أعداد الأسماك تحته في حالة "انهيار"، بحسب التقديرات العلمية. ويقول فييه "إن مستوى المصايد هو همّنا الأوّل"، مشدداً على أنّ مصنع التعليب شانسيريل في دوارنينيز يحتاج إلى سردين طازج محلي لإنتاج معلّباته ذات الجودة العالية.
ولتعويض النقص في الأسماك، تحصل مصانع التعليب على إمداداتها من البرتغال أو إسبانيا، بينما تستورد أخرى الأسماك المجمدة من المغرب. وفي ظل تحدي الإمدادات الذي يواجهه القطاع، يدعو البعض إلى حظر صيد السردين في الشتاء، من أجل فتح المجال لتكاثر الأعداد. لكن صيادي السردين عبر القوارب يعتمدون بشكل كبير على هذه الأسماك الصغيرة، خصوصاً أنّ حصصهم من سمك السقامري والماكريل قد انخفضت كثيراً. يقول إيفان لو لاي (55 عاماً)، رئيس جمعية صيادي السردين عبر القوارب في بروتون إنّ "الأصغر سناً يتركون هذه المهنة لأنها غير قابلة للاستمرار".
لجوء واغتراب
التحديثات الحية
الأمم المتحدة تحذر من زيادة أعداد اللاجئين بسبب التغير المناخي
وهذه المهنة التي كانت شائعة جداً في الماضي، لم يعد يمارسها حالياً سوى 21 قارباً فقط، في حين تُباع أسماكها لمصانع التعليب مقابل 70 إلى 80 سنتاً للكيلوغرام. ويبقى السردين المعلب مرغوباً جداً لدى الفرنسيين الذين يقدّرون فوائده الصحية، إذ يشترون أكثر من 16 ألف طن كل عام، بمتوسط 11 يورو للكيلوغرام. تقول الباحثة في معهد "إيفرومير" سيغريد ليوتا "عندما لا يكون هناك أي طبق ليأكله الشخص، دائماً ما يختار السردين". حتى وقت قريب، "كان السردين بمثابة ملاذ آمن للمستهلكين منتجاً وللصيادين نوعاً يصطادونه".
(فرانس برس)

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

قانون الإجهاض يُبقي أميركية حاملاً على قيد الحياة رغم موتها الدماغي
قانون الإجهاض يُبقي أميركية حاملاً على قيد الحياة رغم موتها الدماغي

العربي الجديد

timeمنذ 6 أيام

  • العربي الجديد

قانون الإجهاض يُبقي أميركية حاملاً على قيد الحياة رغم موتها الدماغي

على الرغم من موتها دماغياً، يُصار إلى إبقاء امرأة حامل، تُدعى أدريانا سميث، على قيد الحياة عبر وصلها بأجهزة اصطناعية، منذ ثلاثة أشهر، على خلفية قانون مثير للجدال يحظر الإجهاض في الولايات المتحدة الأميركية ، بحسب ما تشكو والدتها أبريل نيوكيرك، مندّدةً بحرمان العائلة من حرية اختيار ما تراه مناسباً بخصوص مصير أدريانا البالغة من العمر 30 عاماً التي ترقد في مستشفى "إيموري يونيفرسيتي هوسبيتال ميدتاون" في مدينة أتلانتا بولاية جورجيا جنوب شرقي البلاد. وتقول الوالدة، في تصريح لإحدى وسائل الإعلام المحلية، في ولاية جورجيا حيث مكان إقامة العائلة، "كان ينبغي أن يعود إلينا القرار بهذا الشأن". وتخبر أنّ ابنتها أدريانا عانت مشكلة صحية خطرة في فبراير/ شباط الماضي، الأمر الذي أدّى إلى توقّف وظائف الدماغ بصورة كاملة ونهائية بعد خطأ طبي بحسب ما يبدو. وكانت المرأة الشابة، وهي أمّ لطفل وتعمل في مجال التمريض، حاملاً في الأسبوع التاسع حينها. وتُبيّن أبريل أنّ المستشفى يبقي ابنتها أدريانا على قيد الحياة منذ ذلك الحين، امتثالاً لقانون مثير للجدال في ولاية جورجيا يحظر عمليات الإجهاض في حال رُصد نشاط في قلب الجنين. وتؤكد الوالدة أنّ العائلة لم تُستشَر قطّ بهذا الخصوص. تضيف: "لا أقول إنّنا كنّا سنختار إنهاء حملها"، مشدّدةً على أنّ "ما أقوله هو أنّه كان ينبغي أن يكون لدينا خيار". وتفيد تقارير بأنّ أدريانا سميث موصولة بأجهزة دعم الحياة من أجل السماح لجنينها بالنموّ وإبصار النور، على الرغم من أنّ والدتها تفيد بأنّ الأطباء غير متأكدين من وضع الجنين الصحي أو قابليته للحياة. Adriana Smith should be here with her 5-year-old son. Her severe headaches were dismissed and at 9 weeks pregnant she was declared brain dead, the result of blood clots. Her family visits her constantly. Her son asks when she'll wake up. Emory hospital says the Georgia abortion… — Congresswoman Ayanna Pressley (@RepPressley) May 16, 2025 تفسير خاطئ لقانون الإجهاض في هذا الإطار، تقول أستاذة الأخلاقيات الطبية وحقوق الإنجاب في جامعة "نورث وسترن" الأميركية كيتي واتسون إنّ التشريع الذي يثير انتقادات واسعة لا ينطبق على وضع أدريانا سميث. وتوضح لوكالة فرانس برس أنّ النص يجرّم "التدخلات الطبية التي تُنهي الحمل (...) والتي تكون بدافع نيّة إنهاء الحمل"، مشدّدةً على أنّه "لا علاقة لذلك على الإطلاق" بالقضية التي تثيرها عائلة المرأة الشابة. تضيف واتسون أنّ "في حال صحّت رواية العائلة، فإنّ المستشفى قدّم تفسيراً خاطئاً ولافتاً للقانون"، مشيرةً إلى احتمال أن يكون القرار مدفوعاً بـ"خوف مفرط من المسؤولية"، أو بعبارة أخرى "التأثير الرادع لهذه القوانين" المناهضة للإجهاض. ومن ثم، قد يكون الفريق الطبي المعنيّ اختار التصرّف بطريقة تجنّبه أيّ ملاحقات قضائية محتملة، في حين يُلاحَق عدد متزايد من العاملين في مجال الرعاية الصحية بمختلف أنحاء الولايات المتحدة الأميركية من قبل الجمعيات والحكومات المحلية المعارضة ل حقّ المرأة في الإجهاض. وحتى كتابة هذا التقرير، لم تتلقَّ وكالة فرانس برس أيّ ردّ من قبل المستشفى الذي تواصلت معه للحصول على تعليق بخصوص قضية أدريانا سميث. المرأة التحديثات الحية فرنسا.. الدولة الأولى التي تدرج الحق في الإجهاض ضمن دستورها "آلام لا يمكن تصوّرها" وأثارت قضية أدريانا سميث ردات فعل من قبل ديمقراطيين، وكذلك جمعيات، استنكروا آثار السياسات المناهضة لحقّ المرأة في الإجهاض وأعربوا عن أسفهم لأنّ الأطباء لم يتعاملوا بجدية في بادئ الأمر مع حالة سميث، علماً أنّها امرأة سوداء شابة. في هذا الإطار، قالت البرلمانية الديمقراطية نيكيما وليامز، في بيان، إنّ "كلّ شخص يستحقّ أن يقرّر ما هو الأفضل لأسرته ومستقبله وحياته"، متّهمةً الجمهوريين، وعلى رأسهم الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب، بإجبار "الناس على تحمل آلام لا يمكن تصوّرها". ومذ ألغت المحكمة العليا الأميركية ، بغالبيتها المحافظة، الضمانة الفيدرالية للحقّ في الإجهاض في عام 2022، استعادت الولايات المختلفة كامل سلطتها في التشريع في هذا المجال. وكثيراً ما يتباهى ترامب بمساهمته في هذا التحوّل، بعدما كان قد عيّن في خلال ولايته الرئاسية الأولى (2019-2022) ثلاثة قضاة محافظين في المحكمة العليا. وتذكّر قضية أدريانا سميث بالمصير المأساوي الذي حلّ بشابة أخرى، قبل عشرة أعوام، في تكساس وسط جنوبي الولايات المتحدة الأميركية، إذ كانت في حالة موت دماغي وقد أُبقيت على قيد الحياة لأنّها كانت حاملاً، وذلك بالاستناد إلى ما يقتضيه القانون المحلي، قبل أن تحقّق عائلتها نصراً قضائياً في نهاية المطاف. (فرانس برس، العربي الجديد)

السردين المعلب أحدث ضحايا التغير المناخي في فرنسا
السردين المعلب أحدث ضحايا التغير المناخي في فرنسا

العربي الجديد

time١٧-٠٥-٢٠٢٥

  • العربي الجديد

السردين المعلب أحدث ضحايا التغير المناخي في فرنسا

يُتوقَّع أن يكون السردين المعلّب الموجود في كل منزل الضحية التالية للاحترار المناخي ، إذ يشكّل صغر حجمه ووفرته المحدودة تحدّياً لمصانع التعليب في غرب فرنسا . حيث تقول الرئيسة التنفيذية لشركة "بيل-إيلواز" كارولين إيليه لو برانشو "تكمن الصعوبة مع الأسماك الصغيرة في تأثيرها المباشر على إنتاجيتنا"، مضيفة "يستغرق تصنيع علبة واحدة وقتاً أطول". في العام الفائت، لم تتمكن شركة "كيبيرون" لتعليب الأسماك في بريتاني والتي تعالج فقط الأسماك الطازجة، من إنتاج ما يكفي من المعلبات لتلبية طلبات زبائنها، وتقول مديرتها "حتى منتصف يوليو/تموز، هناك بعض الجهات التي لن نتمكن من تزويدها" بالمنتجات. ويرجع السبب في ذلك إلى موسم صيد كارثي شهده عام 2024 على سواحل بريتاني. لكن الظاهرة الأكثر إثارة للدهشة تبقى الانخفاض في حجم السردين ومن ثم وزنه، إذ تقلّص بنسبة 50% في 15 عاماً، بحسب معهد "إيفرومير" (المعهد الفرنسي للبحوث من أجل استكشاف البحار)، ويقول جان فرانسوا فييه، مدير الجودة والسلامة والبيئة في مصنع "شانسيريل" للتعليب، إنّ تحضير سمك سردين أصغر حجماً يعني عدد عمّال أعلى بمرتين "سواء للتقطيع أو التعليب". الصورة انخفاض حجم سمك السردين في البحر الأبيض المتوسط، 17 أبريل 2025 (فرانس برس) العوالق الحيوانية تتأثر بالتغير المناخي سبق أن لوحظ هذا الانخفاض في حجم سمك السردين في البحر الأبيض المتوسط، والذي انخفض بشكل كبير صيده بين عامي 2000 و2010. وتعود هذه الظاهرة إلى الاحترار المناخي الذي يؤثر على العوالق الحيوانية التي تتغذى عليها الأسماك. ولاحظ العلماء داخل العوالق الحيوانية زيادة في نسبة القشريات الصغيرة، بينما انخفضت نسبة القشريات الكبيرة. لذلك على السردين أن يبذل جهداً إضافياً ليتغذى على فرائس صغيرة وذات جودة أقل في محيط يزداد احتراراً وتنخفض فيه كميات الأكسجين، وهو ما يتطلب احتياجات أعلى من الطاقة. يقول مارتن أوريه، وهو باحث متخصص في مصائد الأسماك في معهد "إيفرومير": "بشكل عام، عندما يكون هناك ارتفاع في درجات الحرارة في النظم الإيكولوجية، فإن ذلك يتماشى مع صغر حجم الكائنات الحية". ويقول الباحث في معهد "إيفرومير" ماتيو دوري إن "هذا الاتجاه المرتبط بالاحترار المناخي يُتوقع أن يستمر، وما نتوقعه في أفضل الأحوال، هو استقرار الحجم والوزن". الصورة السردين المعلب يعد طبقا مرغوبا جدا لدى الفرنسيين، 17 أبريل 2025 (فرانس برس) أسماك مجمدة من المغرب يُضاف إلى هذه المشكلة الكبرى مشكلة مرتبطة بنقص الموارد. لقد تعرض سمك السردين في خليج غاسكونيا للصيد الجائر لفترة طويلة، مما أدى إلى انخفاض أعدادها بنحو ثلاث مرات خلال عشرين عاماً. وقد اقتربت أعدادها حالياً من مستوى "الحد الفاصل"، الذي تُعتبر أعداد الأسماك تحته في حالة "انهيار"، بحسب التقديرات العلمية. ويقول فييه "إن مستوى المصايد هو همّنا الأوّل"، مشدداً على أنّ مصنع التعليب شانسيريل في دوارنينيز يحتاج إلى سردين طازج محلي لإنتاج معلّباته ذات الجودة العالية. ولتعويض النقص في الأسماك، تحصل مصانع التعليب على إمداداتها من البرتغال أو إسبانيا، بينما تستورد أخرى الأسماك المجمدة من المغرب. وفي ظل تحدي الإمدادات الذي يواجهه القطاع، يدعو البعض إلى حظر صيد السردين في الشتاء، من أجل فتح المجال لتكاثر الأعداد. لكن صيادي السردين عبر القوارب يعتمدون بشكل كبير على هذه الأسماك الصغيرة، خصوصاً أنّ حصصهم من سمك السقامري والماكريل قد انخفضت كثيراً. يقول إيفان لو لاي (55 عاماً)، رئيس جمعية صيادي السردين عبر القوارب في بروتون إنّ "الأصغر سناً يتركون هذه المهنة لأنها غير قابلة للاستمرار". لجوء واغتراب التحديثات الحية الأمم المتحدة تحذر من زيادة أعداد اللاجئين بسبب التغير المناخي وهذه المهنة التي كانت شائعة جداً في الماضي، لم يعد يمارسها حالياً سوى 21 قارباً فقط، في حين تُباع أسماكها لمصانع التعليب مقابل 70 إلى 80 سنتاً للكيلوغرام. ويبقى السردين المعلب مرغوباً جداً لدى الفرنسيين الذين يقدّرون فوائده الصحية، إذ يشترون أكثر من 16 ألف طن كل عام، بمتوسط 11 يورو للكيلوغرام. تقول الباحثة في معهد "إيفرومير" سيغريد ليوتا "عندما لا يكون هناك أي طبق ليأكله الشخص، دائماً ما يختار السردين". حتى وقت قريب، "كان السردين بمثابة ملاذ آمن للمستهلكين منتجاً وللصيادين نوعاً يصطادونه". (فرانس برس)

الاحترار المناخي يفاقم المخاطر لدى النساء الحوامل
الاحترار المناخي يفاقم المخاطر لدى النساء الحوامل

العربي الجديد

time١٧-٠٥-٢٠٢٥

  • العربي الجديد

الاحترار المناخي يفاقم المخاطر لدى النساء الحوامل

تطاول موجات الحرّ الشديد التي صارت أكثر تواتراً بسبب الاحترار المناخي فئات سكانية مختلفة لا تقتصر على كبار السنّ، إذ تزيد من المخاطر لدى النساء الحوامل وأجنّتهنّ، وكذلك الرضّع، وهذه ظاهرة يعمل العلماء على تحليلها بطريقة أفضل. ويشير تقرير نشرته منظمة "كلايمت سنترال" غير الحكومية، التي تتّخذ من الولايات المتحدة الأميركية مقرّاً لها، إلى أنّ "تغير المناخ يزيد من المخاطر المرتبطة بالحمل في كل أنحاء العالم بسبب الحرّ الشديد"، بحسب ما خلصت دراسة لها. وسعى معدّو الدراسة إلى قياس مدى زيادة تعرّض النساء الحوامل للحرّ الشديد في مختلف أنحاء العالم منذ عشرينيات القرن الماضي، وإلى أيّ مدى ارتباط الاحترار المناخي العالمي بهذه الزيادة. وخلصت الدراسة إلى أنّ "تغير المناخ أدّى سنوياً في معظم البلدان (221 بلداً) إلى مضاعفة على الأقلّ متوسط عدد أيام الحرّ الشديد التي تمثّل خطورة على الحمل". وتبدو هذه الزيادة واضحة، بحسب دراسة "كلايمت سنترال" الأخيرة، خصوصاً في المناطق حيث تتوفّر "الرعاية بطريقة محدودة، ولا سيّما في منطقة البحر الكاريبي، بالإضافة إلى أجزاء من أميركا الوسطى والجنوبية وجزر المحيط الهادئ وجنوب شرق آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى". 🗣️'Even a single day of extreme heat can raise the risk of serious pregnancy complications. Climate change is increasing extreme heat and stacking the odds against healthy pregnancies worldwide.' - Dr. Kristina Dahl, climate scientist 🔗Read the report▶️ — Climate Central (@ClimateCentral) May 14, 2025 لكنّ لدراسة "كلايمت سنترال" حدوداً، إذ لم ينظر معدّوها في مدى تأثّر النساء الحوامل فعلياً بالبلدان المعنيّة، وعلّقوا فقط على الزيادة في درجات الحرارة الخطرة. وتقول الباحثة أنّا بونيل من كلية "لندن سكول أوف هايدجين إند تروبيكال ميدسين"، في حديث إلى وكالة فرانس برس، إنّ الدراسة تقدّم قبل كلّ شيء "دليلاً واضحاً على المخاطر المتزايدة المرتبطة بالتعرّض للحرّ الشديد"، مشيرةً إلى أنّ من الممكن لنتائجها أن تنطبق كذلك على كبار السنّ. ومن خلال التركيز على النساء الحوامل، يسلّط تقرير منظمة "كلايمت سنترال" الضوء على المخاطر التي نادراً ما تتناولها وسائل الإعلام والسلطات الصحية، بخلاف المخاطر لدى كبار السنّ. وفي حين أنّ المخاطر الناجمة عن الحرّ، وبالتالي الاحترار المناخي على الحمل صارت موثّقة بطريقة متزايدة، فإنّ أسئلة كثيرة ما زالت تُطرَح بشأن الآليات الفسيولوجية التي تفسّرها. وتلفت بونيل إلى تأثيرات سلبية للحرّ الشديد على نموّ الجنين وعلى الرضّع بصورة ملحوظ في غامبيا، على سبيل المثال، مؤكدةً أنّ "ثمّة دراسات كثيرة في هذا المجال حديثاً". بيئة التحديثات الحية علماء يحذّرون من دخول العالم "عصراً مناخياً جديداً" من الاحترار وتوفّر دراسة أوسع، نُشرت في عام 2024 في مجلة "نيتشر ميديسن"، فكرة عامة عن المعرفة في هذا الخصوص؛ فدرجات الحرارة المرتفعة تزيد من مخاطر متعدّدة بدءاً من الولادات المبكرة وصولاً إلى وفاة الأطفال حديثي الولادة والتشوّهات الخلقية. وقد حذّر معّدو هذه الدراسة، التي أُنجزت بالاستناد إلى نحو 200 دراسة، من أنّ "التعرّض المتزايد للحرّ يمثّل تهديداً كبيراً لصحة الأمهات والأطفال حديثي الولادة". وعلى الرغم من ذلك، لا بدّ من النظر في الأهمية النسبية لحجم هذا التهديد على المستوى الفردي. وبحسب هذه الدراسة، تزيد موجة الحرّ من خطر التعرّض لمشكلات الحمل بنحو 1.25 مرّة، الأمر الذي لا يمثّل فرقاً كبيراً بالنسبة إلى المرأة الحامل إذا كانت في معزل عن الحرّ. لكن بالنسبة إلى السكان ككلّ، فإنّ ذلك يؤدّي إلى عواقب وخيمة على الصحة العامة. لذا يتّفق الخبراء إلى حدّ كبير على ضرورة الاستجابة لهذه الظاهرة من خلال تدابير تكيّف مختلفة، بالإضافة إلى الاستجابة إلى ظاهرة الاحترار المناخي نفسها. ولن يفيد بعض التدابير النساء الحوامل فحسب. وتتحدّث عالمة الأوبئة لدى المعهد الوطني الفرنسي للصحة والأبحاث الطبية لوسي أديلايد عن "زيادة المساحات الخضراء في الأحياء والحدّ من التلوّث وإنشاء أماكن تتميّز بالبرودة". لكنّها تشدّد كذلك على ضرورة توفير معلومات أفضل للمتضرّرين حتى يتمكّنوا من حماية أنفسهم بطريقة أفضل، في حين أنّ من النادر في فرنسا أن تُذكر النساء الحوامل في خلال الحملات السنوية للوقاية من موجات الحرّ. وتقول أديلايد إنّ "ثمّة مواقع عامة بدأت تقدّم توصيات مفيدة جداً، لكنّها ما زالت غير معروفة على نطاق واسع". (فرانس برس)

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store