logo
#

أحدث الأخبار مع #كايروفون

"50" جنيها تشعل الخلاف والخصام بين محمد قنديل وكمال الطويل.. ما القصة؟
"50" جنيها تشعل الخلاف والخصام بين محمد قنديل وكمال الطويل.. ما القصة؟

الدستور

time١١-٠٣-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • الدستور

"50" جنيها تشعل الخلاف والخصام بين محمد قنديل وكمال الطويل.. ما القصة؟

محمد قنديل، صاحب أشهر الأغنيات عن مدينة الثغر، الإسكندرية، وهو صاحب الحنجرة الذهبية، ورصيد كبير من أعذب وأجمل الأغنيات التي مازالت حاضرة في أذهان محبيه وتاريخ الفن المصري. صاحب أشهر الأغنيات التي تناولت طقس من طقوس الزواج ألا وهو اختيار شبكة العروس وشراؤها، أغنية 'يا رايحين الغوري'، فضلا عن العديد من الأغاني، ومنها، أبو سمرة السكرة، يا حلو صبح، سماح يا أهل السماح، جميل وأسمر، بين شطين وماية، ماشي كلامك وغيرها العديد. أيهما تاريخ ميلاد محمد قنديل الأصح؟ ورغم أن محرك البحث العالمي، 'جوجل'، يسجل أن اليوم 11 مارس، هو تاريخ ميلاد محمد قنديل سنة 1929، إلا أن اللقاء الذي سجلته معه مجلة 'الكواكب' الفنية المصرية ونشر بعددها 357 والصادر في 3 يونيو من عام 1958، ذكر المحرر أن محمد قنديل ولد في 3 مارس بحي شبرا عام 1929 واسمه الحقيقي في 'قنديل محمد حسن'، أما محمد قنديل فهو الاسم الفني الذي اختاره له عبد الوهاب يوسف، والموسيقار علي فراج، وهو من عائلة فنية، والده وعمه وزوج عمته من الموسيقيين القدماء المعروفين، ورث عنهم محمد قنديل حب الموسيقى وحلاوة الصوت، وبدأ يكتشف حلاوة صوته وهو تلميذ في مدرسة الدواوين الابتدائية، وكان يصحب عمه إلى ندوات موسيقية غنائية، تعقد في بيت أحد الفنانين الكبار، كان يحضرها صالح عبد الحي، ومحمد عبد الوهاب، وأم كلثوم، ومصطفى رضا، والموسيقي إبراهيم شفيق، وكانوا يطلبون منه الغناء فيغني لعبد الوهاب وصالح عبد الحي. ويضيف محرر الكواكب: وبين كل هذه العوامل، بدأ الصبي الصغير يتعلم ويكبر، وجاءت نقطة التحول عندما قدمه علي فراج إلى الإذاعة في أحد برامجه عام 1943، ولم تكن أجهزة التسجيل قد اشتهرت فكان يغني على الهواء، وكان هذا يؤثر على الأغنية ويمحوها بسرعة من أذهان الناس، وغني باسم محمد قنديل، بعد أن اختاروا له هذا الاسم، وكانت أول أغنياته هي "التمر حنة طرح"، وبدأ الجمهور يرددها عندما أذيعت، وبدأ اسمه يشق طريقه في عام 1947. سر نجاح أغنية أبو سمرة السكرة في ذلك التوقيت ــ الذي أجري فيه اللقاء مع قنديل ومحرر مجلة الكواكب ــ كانت أغنيته 'أبو سمرة السكرة' قد ذاعت ونجحت نجاحا باهرا، وعن سر هذا النجاح قال محمد قنديل: لقد غنيت من قبل أغنيات كثيرة من ألحاني، ولكنها لم تنل حظا مثلما نالت أغنية 'أبو سمرة'، والسر في نجاح هذه الأغنية، يرجع إلى أنها ظهرت في وقت شاعت فيه الأغنيات الخفيفة ذات الألحان المطعمة بالنغمات الغربية، وكان لغرابة اللحن والكلمات سحر في الأسماع. حوار محمد قنديل في مجلة الكواكب سر الخلاف بين كمال الطويل ومحمد قنديل وعن التوتر بينه وبين كمال الطويل والمشاحنات بينهما، والتي اتهم خلالها الطويل، قنديل بأنه ناكر للجميل، قال الأخير: "العكس هو الصحيح، أن صوت قنديل هو الذي خلق كمال الطويل، فبعد أن غنيت أغنية "يا رايحين الغورية" لكمال الطويل، نجحت الأغنية، وشاءت شركة كايروفون أن تسجلها على أسطواناتها، وعرضت علي مبلغ "50" جنيها، فرفضت وتمسكت برفضي، فما كان من كمال الطويل، إلا أن ذهب إلى الشركة وعرض عليهم تسجيل اللحن بصوت "عبد الحليم حافظ"، بالأجر المعروض، ووافقت الشركة، وسجل عبد الحليم الأغنية بصوته، وكان هذا أكبر من أن يفعله كمال معي، فذهبت إلى الشركة وعرضت عليها تسجيل الأسطوانة مجانا، ورحبت الشركة بذلك، إذ أن أسطواناتها التي سجلت بصوت عبد الحليم لم تجد رواجا في السوق، وسجلتها بصوتي وطبعت مرارا بعد أن سجلت بصوت مغنيها الأصلي، وبعد ذلك بدأ كمال الطويل يتعمد عدم مقابلتي "مكسوف مني" ثم بدأ يهاجمني. محمد عبد الوهاب أناني وعن رأيه في الموسيقار محمد عبد الوهاب، قال محمد قنديل في نفس اللقاء: "أنا لي رأيي في عبد الوهاب أيضا، فعبد الوهاب، فنان كبير، ولكن لنفسه فقط، فهو ليس فنانا لوجه الفن، إنه أناني، لا يطلب المجد إلا لنفسه، ولنفسه فقط، وصدقوني في ذلك لو وضع عبد الوهاب إمكانياته وخبرته بين يدي الفن، ولم يحتكرها لنفسه لكان غير ما هو عليه الآن، إنه يخاف على عرشه ويخشى حتى على أعماله الكبيرة التي يقدمها لغيره، فسرعان ما يختطفها ويترك الغير يترنح ويهوى ويبقى هو يشاهد المأساة في ابتسامة ماكرة.

ما تيسر من سيرة القارئ الشيخ عبد العزيز حربي في ذكراه الثانية والعشرين
ما تيسر من سيرة القارئ الشيخ عبد العزيز حربي في ذكراه الثانية والعشرين

فيتو

time١٩-٠٢-٢٠٢٥

  • منوعات
  • فيتو

ما تيسر من سيرة القارئ الشيخ عبد العزيز حربي في ذكراه الثانية والعشرين

تحل اليوم ذكرى رحيل القارئ الشيخ عبد العزيز حربي، وهو واحد من عمالقة دولة التلاوة ليس في مصر وحدها وإنما في العالم الإسلامي كله، ظاهرة جديرة بالاهتمام بما كان له من مكانة بين حفظة كتاب الله، وهو من أفضل من جود القرآن الكريم في الإذاعة والتليفزيون المصري، ولم يكن قارئًا للقرآن أو صاحب صوت يهز الوجدان فحسب، بل كان جامعًا لأصول القراءة وقواعدها، عالمًا بالقراءات. نشأته وتأثره بعمالقة دولة التلاوة وُلد الشيخ عبد العزيز السيد متولي حربي بمنطقة الزهراء عين شمس بالقاهرة في السادس من شهر نوفمبر 1920م، وكان جده حافظًا للقرآن الكريم، فشجعه هو ووالده على حفظ القرآن الكريم حتى التحق بـ "كُتّاب" الشيخ محمود معروف وجوّد على يديه قراءة حفص عَن عاصم، ثم انتقل إلى الشيخ محمد موسى بضاحية المطرية فتعلم على يديه القراءات السبع، وكان عمره لم يكن قد تجاوز الخامسة عشر، ثم راجع بعد ذلك بعض الروايات على الشيخ الجريسي شيخ مقرأة مسجد الإمام الحسين. تأثر الشيخ حربي بصوت الشيخ محمد رفعت، فكان يصطحبه والده لسماعه كُل جمعة بمسجد فاضل باشا، فيجلس بجوار "دكة التلاوة" خاشعًا مُتدبرًا للقرآن الكريم بصوت قيثارة السماء! وكان له لقاء مُستمر بالشيخ علي محمود الذي كان يذهب لبعض أقاربه في عين شمس مرةً أو مرتين فِي الشهر، فكان يذهب الشيخ حربي إليه وينهل مِن علمه الزاخر. الشيخ عبد العزيز حربي أصغر قارئ بالإذاعة المصرية ذاع صيته في القاهرة والمحافظات المجاورة، حتى رشحه إمام الخاصّة الملكية الشيخ عبد الله عفيفي للإذاعة المصريّة، فكان الاختبار في لجنة واحدة مع الشيخ أبو العينين شعيشع، عام 1939م. نجح بامتياز في الاختبار من المرة الأولى وهو لم يتجاوز عمره يومئذ حاجز العشرين عامًا، وأصبح واحدًا من أصغر القراء اعتمادًا بالإذاعة المصرية، وقرأ لأول مرة على الهواء بالإذاعة المصرية في يناير 1940م. وقد سجل بعض سور القرآن الكريم على أسطوانات لشركة كايروفون عام 1960م بناء على طلب الشركة، هو والشيخ طه الفشني والشيخ محمود خليل الحصري. قرأ الشيخ حربي السورة في عدة مساجد بالقاهرة، بدأها بـمسجد جمال الدين الأفغاني، ثم مسجد الثورة بمصر الجديدة، حتى انتقل إلى مسجد المخابرات العامّة وظل فيه ثلاثين عامًا حتى وافته المنيّة. جاء الشيخ حربي فِي زمان خير التلاوة -المُسجلة- فتميز كما تميز أقرانه باهتمامهم البالغ بأحكام التجويد والاعتناء بالوقف والابتداء، إضافة إلى النغم القرآني الراقي والجدية فِي تلاوة كتاب الله.. وكان صوته من الأصوات القوية حتى قال عنه الشيخ الشعراوي رحمه الله: صوته كالجبل (الصوت الجبلي)، دلالة على قوة صوته. وفي سنة 1975 سافر الشيخ حربى إلى المملكة العربية السعودية، وقرأ القرآن الكريم بالمسجد الحرام وقد نال صوته وقراءته الخاشعة إعجاب جميع الحاضرين، وقد نال الشيخ حربى جائزة خاصة من عاهل المملكة العربية السعودية وقت ذلك. كان الشيخ حربى رحمه الله يقرأ القرآن الكريم في الحفلات الدينية لأنه كلام الله لا ابتغاء أجر دنيوي، فكان يقنع بالقليل من الرزق دون طلب ولا يأخذ من الفقراء أجرًا على التلاوة عندما يدعى للقراءة عندهم. شهادات عمالقة دولة التلاوة في الشيخ عبد العزيز حربي شهد للشيخ عبد العزيز حربي العديد من قراء دولة التلاوة، ومن ذلك يقول القارئ الشيخ عبد الله عمران: الشيخ حربى معجزة قرآنية وموهبة فذة لا تتكرر مرة أخرى في دولة التلاوة. ويقول القارئ الشيخ أحمد محمد عامر نقيب القراء بمحافظة الشرقية: إن فقد الشيخ عبد العزيز حربى هو أكبر فاجعة لدولة التلاوة، وعزائي الوحيد الدعاء إلى الله أن يعوض أهله ومحبيه وعشاقه عنه خيرًا، ويكفيه شرفًا وفخرًا أن صوته تشنفت به الآذان وستظل ذاكرة للأبد، وسيظل مدرسة في دنيا التلاوة، وأتوجه إلى إدارة التخطيط الديني بالإذاعة وإذاعة القرآن الكريم إذاعة التسجيلات النادرة له. وقال القارئ الشيخ سيد عبد الشافي هلال: فقد الشيخ عبد العزيز حربى وهو القارئ وعالم القراءات مصيبة ما بعدها مصيبة؛ لتفرده في تلاوته للقرآن وحسن خلقه ودماثة طباعه، وكان فنيًّا كالريحانة في بستان الزهور. وقال القارئ الشيخ سيد متولي عبد العال: الشيخ عبد العزيز حربى رحمه الله علامة فارقة وبارزة في دولة التلاوة، وتشعر وأنت تسمعه وكأنك في الكعبة المشرفة، وكان رحمة الله يعطي كل حرف في الكلمة حقه ومستحقه. وقال القارئ الطبيب أحمد نعينع: يعتبر الشيخ حربى رحمه الله من الرعيل الأول، وهو قارئ متقن ممتاز وأستاذ جليل لنا جميعًا، وهو قارئ متقن أداء وصوتًا ويتمتع بالأداء الدقيق والصوت الجميل والتعايش مع كتاب الله أثناء القراءة، وأجمل ما فيه اعتزازه بإخوانه القراء. وقال سعد عبد الله مدير إدارة الإذاعات الخارجية والمناسبات بالإذاعة: كان الشيخ عبد العزيز حربى قارئًا يمتاز بقوة الصوت والانتقال النغمي في سهولة ويسر، وكان يحرص دائمًا على العلاقة الطيبة مع زملائه ومع الناس جميعًا، فلقد كان فنانًا بارعًا فى تلاوة القرآن وإجادة أصول أحكامه بصوت المتمكن لأصول التجويد وقواعد الترتيل على أساس متين مع المحافظة على مخارج الحروف والوقف والابتداء. وقال عنه القارئ الشيخ أحمد الرزيقي الأمين العام السابق لنقابة القراء: الشيخ عبد العزيز حربى رحمه الله قد وهبه الله آذانًا موسيقية وصوتًا مرهفًا وطريقة فريدة في الأداء والأبداع القرآني حتى نال شهرة فائقة ومكان مرموقة في الصيت والشهرة وعلو المنزلة بنبراته القوية وعذوبة صوته الحسن مع إجادة الأداء والإتقان لأحكام القراءة والتلاوة، فكان في مقدمة القراء الكبار الإذاعيين الذين نالوا شهرة كبيرة. وقال عنه القارئ الشيخ عثمان الشبراوي: إن الشيخ عبد العزيز حربى سيظل مدرسة في دنيا التلاوة بمصر والعالم الإسلامي. وقال القارئ الشيخ محمد عبد العزيز حصان: إن الشيخ عبد العزيز حربى من أعلام الإذاعة المصرية في قراءة القرآن الكريم، ولكنه مظلوم مع جماعة أخرى من القراء القدامى والجدد وتمر الشهور ولا نرى له إلا قراءة كل شهر أو كل ثلاثة شهور، وفي وقت لا يكون الناس في منازلهم بل في أعمالهم. وقال عنه القارئ الشيخ محمد الليثي: إن الشيخ عبد العزيز حربي أخ كبير وأستاذ في القراءة وصاحب موهبة في قراءة القرآن، وهو مدرسة كبيرة وعبقري من عباقرة التلاوة في مصر، وكان ذا خلق حسن رحمة الله تعالى عليه. وفاته وقبل وفاته بأسبوع يروي ابنه سعيد الذي كان يصطحبه في رحلاته القرآنية قائلًا: "كنا في زيارةٍ للشيخ رزق خليل حبة شيخ عموم المقارئ المصرية وقد كان الشيخ رزق من أصدقاء والدي المقربين، فرأيت أبي يودعه بشدة على غير العادة، ومن ثمّ يوقفني عند المقابر بالسيارة قرابة الساعة ولا أدرك منه إلا سماع همساتٍ بآيات القرآن وهمساتٍ بالدعاء حتى رجعنا البيت، فما لبث حتى الليل وصعدت روحه إلى خالقها سبحانه وتعالى في ليلة 19 فبراير عام 2003 م عَن عُمر يناهز 83 عامًا، ودفن بمقابر عين شمس بالقاهرة" وقد خرج من نسل الشيخ عبد العزيز حربي حفيد يحمل اسمه ليواصل رحلة القرآن الكريم، وهو القارئ الشاب الشيخ محمد سعيد عبد العزيز حربي. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

ما تيسر من سيرة القارئ الشيخ عبد العزيز حربي في ذكراه الثانية والعشرين
ما تيسر من سيرة القارئ الشيخ عبد العزيز حربي في ذكراه الثانية والعشرين

مصرس

time١٩-٠٢-٢٠٢٥

  • منوعات
  • مصرس

ما تيسر من سيرة القارئ الشيخ عبد العزيز حربي في ذكراه الثانية والعشرين

تحل اليوم ذكرى رحيل القارئ الشيخ عبد العزيز حربي، وهو واحد من عمالقة دولة التلاوة ليس في مصر وحدها وإنما في العالم الإسلامي كله، ظاهرة جديرة بالاهتمام بما كان له من مكانة بين حفظة كتاب الله، وهو من أفضل من جود القرآن الكريم في الإذاعة والتليفزيون المصري، ولم يكن قارئًا للقرآن أو صاحب صوت يهز الوجدان فحسب، بل كان جامعًا لأصول القراءة وقواعدها، عالمًا بالقراءات. نشأته وتأثره بعمالقة دولة التلاوةوُلد الشيخ عبد العزيز السيد متولي حربي بمنطقة الزهراء عين شمس بالقاهرة في السادس من شهر نوفمبر 1920م، وكان جده حافظًا للقرآن الكريم، فشجعه هو ووالده على حفظ القرآن الكريم حتى التحق ب "كُتّاب" الشيخ محمود معروف وجوّد على يديه قراءة حفص عَن عاصم، ثم انتقل إلى الشيخ محمد موسى بضاحية المطرية فتعلم على يديه القراءات السبع، وكان عمره لم يكن قد تجاوز الخامسة عشر، ثم راجع بعد ذلك بعض الروايات على الشيخ الجريسي شيخ مقرأة مسجد الإمام الحسين.تأثر الشيخ حربي بصوت الشيخ محمد رفعت، فكان يصطحبه والده لسماعه كُل جمعة بمسجد فاضل باشا، فيجلس بجوار "دكة التلاوة" خاشعًا مُتدبرًا للقرآن الكريم بصوت قيثارة السماء! وكان له لقاء مُستمر بالشيخ علي محمود الذي كان يذهب لبعض أقاربه في عين شمس مرةً أو مرتين فِي الشهر، فكان يذهب الشيخ حربي إليه وينهل مِن علمه الزاخر.الشيخ عبد العزيز حربيأصغر قارئ بالإذاعة المصريةذاع صيته في القاهرة والمحافظات المجاورة، حتى رشحه إمام الخاصّة الملكية الشيخ عبد الله عفيفي للإذاعة المصريّة، فكان الاختبار في لجنة واحدة مع الشيخ أبو العينين شعيشع، عام 1939م.نجح بامتياز في الاختبار من المرة الأولى وهو لم يتجاوز عمره يومئذ حاجز العشرين عامًا، وأصبح واحدًا من أصغر القراء اعتمادًا بالإذاعة المصرية، وقرأ لأول مرة على الهواء بالإذاعة المصرية في يناير 1940م.وقد سجل بعض سور القرآن الكريم على أسطوانات لشركة كايروفون عام 1960م بناء على طلب الشركة، هو والشيخ طه الفشني والشيخ محمود خليل الحصري.قرأ الشيخ حربي السورة في عدة مساجد بالقاهرة، بدأها بمسجد جمال الدين الأفغاني، ثم مسجد الثورة بمصر الجديدة، حتى انتقل إلى مسجد المخابرات العامّة وظل فيه ثلاثين عامًا حتى وافته المنيّة.جاء الشيخ حربي فِي زمان خير التلاوة -المُسجلة- فتميز كما تميز أقرانه باهتمامهم البالغ بأحكام التجويد والاعتناء بالوقف والابتداء، إضافة إلى النغم القرآني الراقي والجدية فِي تلاوة كتاب الله.. وكان صوته من الأصوات القوية حتى قال عنه الشيخ الشعراوي رحمه الله: صوته كالجبل (الصوت الجبلي)، دلالة على قوة صوته.وفي سنة 1975 سافر الشيخ حربى إلى المملكة العربية السعودية، وقرأ القرآن الكريم بالمسجد الحرام وقد نال صوته وقراءته الخاشعة إعجاب جميع الحاضرين، وقد نال الشيخ حربى جائزة خاصة من عاهل المملكة العربية السعودية وقت ذلك.كان الشيخ حربى رحمه الله يقرأ القرآن الكريم في الحفلات الدينية لأنه كلام الله لا ابتغاء أجر دنيوي، فكان يقنع بالقليل من الرزق دون طلب ولا يأخذ من الفقراء أجرًا على التلاوة عندما يدعى للقراءة عندهم.شهادات عمالقة دولة التلاوة في الشيخ عبد العزيز حربيشهد للشيخ عبد العزيز حربي العديد من قراء دولة التلاوة، ومن ذلك يقول القارئ الشيخ عبد الله عمران: الشيخ حربى معجزة قرآنية وموهبة فذة لا تتكرر مرة أخرى في دولة التلاوة.ويقول القارئ الشيخ أحمد محمد عامر نقيب القراء بمحافظة الشرقية: إن فقد الشيخ عبد العزيز حربى هو أكبر فاجعة لدولة التلاوة، وعزائي الوحيد الدعاء إلى الله أن يعوض أهله ومحبيه وعشاقه عنه خيرًا، ويكفيه شرفًا وفخرًا أن صوته تشنفت به الآذان وستظل ذاكرة للأبد، وسيظل مدرسة في دنيا التلاوة، وأتوجه إلى إدارة التخطيط الديني بالإذاعة وإذاعة القرآن الكريم إذاعة التسجيلات النادرة له.وقال القارئ الشيخ سيد عبد الشافي هلال: فقد الشيخ عبد العزيز حربى وهو القارئ وعالم القراءات مصيبة ما بعدها مصيبة؛ لتفرده في تلاوته للقرآن وحسن خلقه ودماثة طباعه، وكان فنيًّا كالريحانة في بستان الزهور.وقال القارئ الشيخ سيد متولي عبد العال: الشيخ عبد العزيز حربى رحمه الله علامة فارقة وبارزة في دولة التلاوة، وتشعر وأنت تسمعه وكأنك في الكعبة المشرفة، وكان رحمة الله يعطي كل حرف في الكلمة حقه ومستحقه.وقال القارئ الطبيب أحمد نعينع: يعتبر الشيخ حربى رحمه الله من الرعيل الأول، وهو قارئ متقن ممتاز وأستاذ جليل لنا جميعًا، وهو قارئ متقن أداء وصوتًا ويتمتع بالأداء الدقيق والصوت الجميل والتعايش مع كتاب الله أثناء القراءة، وأجمل ما فيه اعتزازه بإخوانه القراء.وقال سعد عبد الله مدير إدارة الإذاعات الخارجية والمناسبات بالإذاعة: كان الشيخ عبد العزيز حربى قارئًا يمتاز بقوة الصوت والانتقال النغمي في سهولة ويسر، وكان يحرص دائمًا على العلاقة الطيبة مع زملائه ومع الناس جميعًا، فلقد كان فنانًا بارعًا فى تلاوة القرآن وإجادة أصول أحكامه بصوت المتمكن لأصول التجويد وقواعد الترتيل على أساس متين مع المحافظة على مخارج الحروف والوقف والابتداء.وقال عنه القارئ الشيخ أحمد الرزيقي الأمين العام السابق لنقابة القراء: الشيخ عبد العزيز حربى رحمه الله قد وهبه الله آذانًا موسيقية وصوتًا مرهفًا وطريقة فريدة في الأداء والأبداع القرآني حتى نال شهرة فائقة ومكان مرموقة في الصيت والشهرة وعلو المنزلة بنبراته القوية وعذوبة صوته الحسن مع إجادة الأداء والإتقان لأحكام القراءة والتلاوة، فكان في مقدمة القراء الكبار الإذاعيين الذين نالوا شهرة كبيرة.وقال عنه القارئ الشيخ عثمان الشبراوي: إن الشيخ عبد العزيز حربى سيظل مدرسة في دنيا التلاوة بمصر والعالم الإسلامي.وقال القارئ الشيخ محمد عبد العزيز حصان: إن الشيخ عبد العزيز حربى من أعلام الإذاعة المصرية في قراءة القرآن الكريم، ولكنه مظلوم مع جماعة أخرى من القراء القدامى والجدد وتمر الشهور ولا نرى له إلا قراءة كل شهر أو كل ثلاثة شهور، وفي وقت لا يكون الناس في منازلهم بل في أعمالهم.وقال عنه القارئ الشيخ محمد الليثي: إن الشيخ عبد العزيز حربي أخ كبير وأستاذ في القراءة وصاحب موهبة في قراءة القرآن، وهو مدرسة كبيرة وعبقري من عباقرة التلاوة في مصر، وكان ذا خلق حسن رحمة الله تعالى عليه. وفاتهوقبل وفاته بأسبوع يروي ابنه سعيد الذي كان يصطحبه في رحلاته القرآنية قائلًا: "كنا في زيارةٍ للشيخ رزق خليل حبة شيخ عموم المقارئ المصرية وقد كان الشيخ رزق من أصدقاء والدي المقربين، فرأيت أبي يودعه بشدة على غير العادة، ومن ثمّ يوقفني عند المقابر بالسيارة قرابة الساعة ولا أدرك منه إلا سماع همساتٍ بآيات القرآن وهمساتٍ بالدعاء حتى رجعنا البيت، فما لبث حتى الليل وصعدت روحه إلى خالقها سبحانه وتعالى في ليلة 19 فبراير عام 2003 م عَن عُمر يناهز 83 عامًا، ودفن بمقابر عين شمس بالقاهرة"وقد خرج من نسل الشيخ عبد العزيز حربي حفيد يحمل اسمه ليواصل رحلة القرآن الكريم، وهو القارئ الشاب الشيخ محمد سعيد عبد العزيز حربي. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا

موسيقار الأجيال
موسيقار الأجيال

البلاد البحرينية

time٠٨-٠٢-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • البلاد البحرينية

موسيقار الأجيال

تنويه: سقط سهواً في الفقرة الأولى من المقال المنشور يوم أمس تحت عنوان" مع محمد عبد الوهاب" على النسخة الورقية من صحيفة " "البلاد" والموقع الإلكتروني للصحيفة كلمتي " منتصف عشرينيات " من عبارة "تأخر موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب عن تلحين أغان لكوكب الشرق ما يقرب من أربعة عقود على بدايات صعود نجميهما في منتصف القرن العشرين حتى أواسط الستينيات " والصحيح : "تأخر موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب عن تلحين أغان لكوكب الشرق ما يقرب من أربعة عقود على بدايات صعود نجميهما في منتصف عشرينيات القرن العشرين حتى أواسط الستينيات حيث سطع نجماهما في لقاء السحاب" وبذلك نعيد هنا نشر المقال مع بعض الإضافات الطفيفة على النحو التالي : تأخر موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب عن تلحين أغان لكوكب الشرق ما يقرب من أربعة عقود على بدايات صعود نجميهما في منتصف عشرينيات القرن العشرين حتى أواسط الستينيات، وإن سبق عبد الوهاب أم كلثوم ببضع سنين، إلى أن سطع نجماهما في "لقاء السحاب" عام 1964 وفق ما أطلق عليه الكاتب الشهير مصطفى أمين رئيس تحرير " أخبار اليوم" وذلك كناية عما يُنتظر من لقاء القمتين الفنيتين بأن يمطر واحداً من أعظم قمم الأعمال الغنائية الإبداعية . ويرجع سبب هذا التأخر في اللقاء بين الفنانين الكبيرين،كما يجمع النقاد، للمنافسة المحتدمة بينهما على الساحة الغنائية، وبخاصة في الفترة التي كان فيها عبد الوهاب نجماً غنائياً كبيراً كما بدا في في أغانيه التي غناها بوجه خاص في فيلم "الوردة البيضاء" 1932.على أن بعض طبقاته الصوتية في أغاني فيلم "دموع الحب" انطفأت قبل أن تتراجع طبقاته العالية وما اعترى أوتاره الصوتية من خشونة في أوائل الثلاثينيات، حتى اختفى تماماً ذلك الصوت الجميل في فيلم " يحيا الحُب" 1936 وكان أمير الشعراء أحمد شوقي يطلق عليه" الهَزار" - بفتح الهاء- وهو صوت طائر جميل ، وهذا حسب تقييم الناقد كمال النجمي. ومن الواضح للمتأمل في سيرة أم كلثوم الغنائية أنها لا تحبذ أن يكون ملحن أي أغنية من أغانيها هو في الوقت نفسه مطرباً، حتى لو لم يكن منافساً خطراً لها على ساحة الطرب، ولعل هذا يفسر لنا أحد أسباب فشل كل محاولات الموسيقار والمطرب الكبير فريد الأطرش في التلحين لها . ومنذ العام الأول لتأسيس الإذاعة 1934 اشترطت كوكب الشرق على الإذاعة أن تحصل على أعلى أجر بين كبار المطربين والمطربات، فجاء عقدها الأول مع الإذاعة مساوياً لأجر عبد الوهاب الأسبق منها في التعاون مع المحطة( 25 جنيهاً )، وهكذا ظلت أجورها في العقود المبرمة مع الإذاعة تتصاعد حتى أصبحت هي الأعلى بين كل المطربين والمطربات، ولا سيما منذ منتصف الأربعينيات في أعقاب تعزز نفوذها النقابي ومنحها لقب " صاحبة العصمة" من قِبل الملك فاروق، حتى وصل أجرها إلى 360 جنيهاً. وحينما فاوضها عبد الوهاب عام 1946 نيابة عن شركة" كايرو فون" -باعتباره شريكاً فيها- حول تسجيل أغنياتها السابقة، اشترطت أن ينص العقد على أن تتقاضى ألف جنيه عن الاسطوانة الواحدة، هذا بخلاف اشتراطها أن يتقاضى القصبجي والسنباطي 100 جنيه لكل منهما، وأن يكون نصيب الملحن الكبير زكريا أحمد مئتي جنيه، وهو ما رفضه باعتباره غير منصف ولا يليق بمكانته( أنظر في هذا الشأن: نبيل حنفي معارك فنية،( ص 157- ص 173). وعودة إلى "لقاء السحاب" بين أم كلثوم وعبد الوهاب، والذي أُطلق على أول عمل مشترك بينهما في أغنية " أنت عمري" عام 1964 والتي غنتها الأولى و لحنها الثاني،وهي من كلمات أحمد شفيق كامل، فهذا اللقاء ما كان ليتم لولا تدخل شخصي من الرئيس جمال عبدالناصر على هامش حفل موسيقي في نادي الضباط ضمن احتفالات الثورة عام 1963 حيث حفزهما على تحقيق هذا اللقاء الفني الذي طال انتظاره . وكانت أم كلثوم أن غنت من ألحانه في العام نفسه أغنية" على باب مصر"من كلمات كامل الشناوي، ثم توالت أعمالهما المشتركة الشامخة- غناءً وتلحيناً- في ثمانية أعمال : "أنت الحب" 1965 من كلمات أحمد رامي ، "أمل حياتي" عام 1966، وهي من كلمات أحمد شفيق كامل، "فكروني" 1966، من كلمات عبد الوهاب محمد، هذه ليلتي 1968 من كلمات عبد الوهاب محمد ، "أصبح عندي الآن بندقية" 1969، من كلمات نزار قباني، دارت الأيام 1970، من كلمات مأمون الشناوي، أغداً ألقاك 1970، من كلمات الهادي آدم، "ليلة حُب"، 1971 من كلمات أحمد شفيق كامل.ويصف الناقد الفني الياس سحاب ثلاثاً من هذه الأغاني ألا هي : على "باب مصر" و "هذه ليلتي" و "أنت الحب" بأنها تتميز بتكامل واضح من أولها إلى آخرها، وباقتراب من الكمال الفني والعمارة الموسيقية الشامخة. أما "فكروني" و "دارت الأيام" و "غداً ألقاك" و "أمل حياتي" و" ليلة حب" فتتميز بغزارة الجمل الموسيقية الجميلة، حتى مع نعته لحن الأخيرة بأنها أضعف الألحان، وهذا ما يراود في تقديرنا مستمعيها المتذوقين للموسيقى من إحساس .

في ذكرى 50 عاما على رحيل كوكب الشرق.. صراع شركات الأسطوانات العالمية على احتكار صوت أم كلثوم فى بداية العشرينيات.. «أوديون» تعرض 100 جنيه للأسطوانة الواحدة وعقد «جرامفون» 1600 جنيه سنويا
في ذكرى 50 عاما على رحيل كوكب الشرق.. صراع شركات الأسطوانات العالمية على احتكار صوت أم كلثوم فى بداية العشرينيات.. «أوديون» تعرض 100 جنيه للأسطوانة الواحدة وعقد «جرامفون» 1600 جنيه سنويا

مصرس

time٠٧-٠٢-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • مصرس

في ذكرى 50 عاما على رحيل كوكب الشرق.. صراع شركات الأسطوانات العالمية على احتكار صوت أم كلثوم فى بداية العشرينيات.. «أوديون» تعرض 100 جنيه للأسطوانة الواحدة وعقد «جرامفون» 1600 جنيه سنويا

زيادة مبيعات الشركات فى مصر وفلسطين وبيروت وأمريكا الشمالية بسبب أغانى "كوكب الشرق» مع بداية العشرينات كانت «أم كلثوم» تتلمس الطريق وتمشى واثقة الخطى نحو عرش ملكة الغناء فى مصر والشرق فقد أحدث ظهورها زلزالا فى الذوق الفنى وسوق الغناء بعد اقتحامها مسارح القاهرة وحفلات علية القوم من الباشوات والبهوات.الصوت الجديد أحدث انقلابا فى خريطة الغناء وهز عرش «شيوخ الطرب» الذين تسيدوا الساحة مع بداية آفول نجم الشيخ سيد درويش مثل الشيخ يوسف المنيلاوى والشيخ صالح عبدالحى والشيخ محمود صبح ودرويش الحريرى وكامل الخلعى، الذوق الفنى تغير كثيرا عقب ثورة 1919 مع نشوء جيل جديد يطالب بالتغيير فى كل شىء فى السياسة والوطنية والثقافة والفن.شىء ما كان يجرى حولها تستشعره لكن لا تعرف ما هو بالتحديد. صراع وتنافس غاية فى الشراسة بين شركات الأسطوانات العالمية ما بين لندن وباريس وبيروت والقاهرة على الصوت الجديد الشابة التى بدأت توهجها وبريقها يسطع عقب ثورة 19 الكوكب الغنائى الجديد الآنسة أم كلثوم..!جاءت أم كلثوم مع والدها الشيخ إبراهيم البلتاجى وشقيقها خالد وباقى أفراد أسرتها القاهرة فى عام 1923 وهى شابة يافعة فى العشرينات من عمرها – وان كان هناك اختلاف حول العام الذى ولدت فيه الست فهل هو 1898 أم 1902 وان كان الأخير هو الأقرب للدقة - فى بداية جديدة وفصل فنى مختلف تماما، فقد انتهت مرحلة التجوال فى القرى والموالد وبيوت العمد وجاءت الى المجد الذى تنتظره والذى يواكب تغييرات ما بعد ثورة 19 وهو ما حدث بالفعل مع قدومها بعد تأسيس الفرق المسرحية والفنية المصرية وتأسيس بنك مصر وجامعة القاهرة.مع بدايات القرن العشرين بدأ الانتشار الناجح لشركات الأسطوانات العالمية مثل شركة جرامفون عام 1904 وكانت معظم مناطق العالم قد عرفت هذه الظاهرة وراحت المصالح التجارية فى العالم أجمع تسعى للحصول على نصيب من هذه الكعكة الجديدة.دخلت شركات الاسطوانات مصر فى آواخر القرن التاسع عشر، بعد أقل من مرور عقدين على اختراع توماس إديسون للجرامافون فى 1877.كانت الأجهزة فى مصر قليلة جدًا وغير موجودة إلا فى بيوت الأثرياء. ومع حلول عام 1903 حدث تطور لصناعة الأسطوانة من الكبايات إلى القمع ثم إلى الأسطوانة المستديرة التى كانت تصنع من القار، تزامن هذا التطور مع غزو شركات الأسطوانات لمصر، مثل جرامفون زينوفون وشركة «بيضا فون» اللبنانية التى اشتراها فيما بعد الموسيقار محمد عبد الوهاب من صديقه إيليا بيضا وحولها إلى شركة كايروفون ذائعة الصيت والانتشار والتى أنتجت أكثر أغانى فريد الأطرش وعبد الحليم حافظ، وشركة «بوليفون» التى تعتبر شركة منشقة عن شركة جرامفون الأم وشركة «كولومبيا» وشركة «أوديون» وميشان.فى تلك الفترة كانت شركة لندن للجرامفون (تى إم أى فيما بعد) واحدة من أوائل وأنجح الشركات، قامت بتأسيس أعمالها الدولية من خلال الوسيلة البسيطة الملائمة لإيجاد أشخاص جيدين يعول عليهم فى إدارة الفروع فى مناطق ما وراء البحار وإعطائهم حق التوزيع الحصرى.وكانت نوعية الناس الذين تبحث عنهم هم من أمثال كارل فريدريك فوجل الألمانى المولد وصاحب أحد محلات المعدات فى الإسكندرية. وأصبح فوجل منذ عام 1905 مديرا لمكتب شركة جرامفون فى القاهرة ويمثل بضائعها فى مصر وسوريا، وفى عام 1913 عرضت الشركة عمل ترتيب مع فوجل لزيادة علاقتها المستمرة معه، وبالمقابل فقد عرض توسعة المنطقة طالبا أن تشمل الحبشة واليونان والامبراطورية العثمانية وفلسطين والسودان.لكن مع بداية عمل فوجل ووضعه خطة العمل فى السوق المصرى اندلعت الحرب العالمية الأولى أو الحرب العظمى (1914-1918)- كما أسماها التقرير الذى كشفت عنه جرامفون فيما بعد-والتى أشاعت الفوضى فى المنطقة وحدت بشكل كبير من نشاطات فوجل وأحبطت خططه لتوسيع شركة جرامفون فى الإسكندرية.ومع ذلك وفى عام 1919 وخلال تقييمه للوضع فى مذكرة داخلية، كتب آرثر كلارك أحد مدراء شركة جرامفون يقول إنه على الرغم من سلبية السنوات الخمس السابقة الا أن السيد فوجل تمكن من تجاوز الأزمة المالية، لقد اقترح السيد كلارك قيام الشركة بدعم مساعديه فى جميع الأمور العملية لتمكينه من تحقيق أهدافه المبدئية.وفى عام 1923 وكجزء من تقرير عام كتب فوجل الى الشركة الأم فى لندن يكشف فيه انه: «حدث تغيير هائل فى تذوق الموسيقى هنا- يقصد فى مصر والشرق- فباستثناء كبار السن من المستمعين الذين ما يزالون يستمتعون بالأغانى الكلاسيكية للشيخ يوسف المنيلاوى وصالح عبدالحى وعبدالحى محمد، فإن الجيل الجديد يطلب بشكل حصرى الأغانى الحديثة.وفى عام 1926 أنجز فوجل أول تسجيلات لأم كلثوم ونوه فى خطابه إلى لندن فى سبتمبر 1928 قائلا: «ينبغى على الحصول على فرصة لضمان احتكار صوت أم كلثوم لسنتين أو ثلاث» فشهرة هذه المغنية تتنامى يوميا، وقد بلغت حتى القسطنطينية والعراق، والأسطوانات التى سجلناها فى مايو الماضى ذات أداء رائع للصوت الجميل لهذه الفنانة».وقال فوجل إن محلاتى فى القاهرة والإسكندرية تتلقى استفسارات يومية عن اسطواناتها وأن الموزعين فى فلسطين وسوريا يتطلعون بشوق لعرضها بالسرعة الممكنة.ويكشف لقد بلغنى أن شركات أوديون وباتى وكولومبيا «هذه الأسماء الثلاثة اندمجت فى شركة جرامفون لتشكل ئى ام أى» تحاول تأمين احتكار هذه الفنانة لأسطواناتهم وأن أوديون مستعدة لدفع مبلغ يصل إلى 100 جنيه للأسطوانة..!ويؤكد فوجل فى تقريره: «سوف أحاول إبرام عقد إتاوة، ولكن إذا لم أتمكن من ذلك يجب جعلى فى وضع يمكننى من القيام بذلك بدون إبطاء، إن هذا الموضوع أمر مهم جدا لأعمالنا المستقبلية بكاملها».فى هذه الفترة... تم اجتذاب أم كلثوم من قبل شركة أوديون لجلسة واحدة فى وقت لاحق من السنة نفسها، ليس ثمة مصادر فى الأرشيف تفيدنا عن المبلغ الذى حصلت عليه مقابل ذلك. لكنها عادت فى السنة التالية إلى فوجل وإلى شركة جرامفون، نتيجة ذلك.. أصبح بمقدور فوجل أن يقول فى تقريره: «إن أسطوانات أم كلثوم كما تعلمون قد أنعشت تجارتنا فى الأسطوانات العربية واننى أتوقع أن تساعد التسجيلات التالية كثيرا فى زيادة هذه الحركة الإجمالية».فى مايو 1927 نجحت شركة جرامفون فى الإسكندرية بتوقيع عقد جديد وحصرى مع أم كلثوم يضمن لها 1600 جنيه فى السنة، وكان يجرى عرض أسطواناتها للبيع فى أمريكا الشمالية من قبل شركة فيكتور التى كانت شركة جرامفون تؤجرها الأسطوانات على أسس منتظمة.. مع تزايد شهرتها بسرعة، أخذ فوجل يستثمر فى عمل ملاحق كتالوجات خاصة مكرسة بشكل حصرى لتسجيلات أم كلثوم، كانت هذه النشرات الصغيرة الأنيقة تحتوى ليس فقط على قوائم كاملة بالأسطوانات ولكن إلى جانبها بعض القصائد الغنائية، صورة وكلمات قليلة كتبتها أم كلثوم نفسها.لقد كان تأثير موسيقى أم كلثوم على تجارة الأسطوانات فى مصر هائلا، فقد حققت مبيعات الأسطوانات ارتفاعا لم يكن أحد يتصوره من قبل فى السنة السابقة على أول تسجيلات لأم كلثوم، وبلغت أرقام المبيعات لأحد العملاء الرئيسيين لفوجل وهو محل أسطوانات بفلسطين يدعى اس.ايه. بوتاجى وأولاده 1720 جنيها وفى السنة التالية قفزت المبيعات الى 5133 جنيها.وفى رسالة له إلى لندن فى يونيو 1927 نوه فوجل: «لقد تحققت هذه النتيجة من خلال السماح بالائتمان للموزع والتسديد بنظام الأقساط وكذلك لصدور أسطوانات أم كلثوم.فى العاشر من فبراير 1929 توفى كارل فوجل فجأة إثر نوبة قلبية، تم تبادل سلسلة من برقيات التعزية بين الإسكندرية ولندن معبرة عن الحزن والصدمة لهذه الحادثة غير المتوقعة.وكتب أبناء فوجل كتابا مفصلا الى شركة جرامفون بعد أيام من وفاة والدهم يطلبون السماح لهم بمواصلة إدارة العمل مع التأكيد للمكتب الرئيسى على نواياهم الجادة.وافقت لندن على مواصلة الترتيب، وفى مايو من نفس السنة وصل ادوارد فاولر أحد أشهر خبراء التسجيلات المهرة فى الشركة لتولى القيام بسلسلة جديدة من التسجيلات. وظلت أسطوانات أم كلثوم فى الكتالوجات طوال حقبة الأسطوانات التى تدور بسرعة 78 دورة فى الدقيقة.مع ظهور التسجيلات الكهربائية حدثت نقلة كبيرة فى عالم الأسطوانات ودخلت التقنية الجديدة إلى الشرق فى 1927، وتميزت تلك الأسطوانات بالنقاء، ولكنها كانت ذات عمر قصير وعندما تستهلك تصبح مزعجة جدًا ولا تصلح للسمع، وقد طورت شركة «ميشان» نفسها وأدخلت التسجيل بالكهرباء فى نفس العام تقريبا.وكانت بداية النهاية للتنافس فى إنتاج واستهلاك الاسطوانات جاء مع انتشار الراديو فى بداية الثلاثينيات وأيضا مع دخول السنما الناطقة فى مصر وقد تزامن هذا أيضا مع الأزمة المالية العالمية التى بدأت فى 1929، فانخفضت مبيعات الأسطوانات بشكل واضح، لذلك يعتبر أن بداية الثلاثينيات هى إلى حد ما بداية النهاية للعصر الذهبى للأسطوانة العربية. وواصلت الاسطوانات رحلة الاختفاء مع التطور التكنولوجى وظهور شرائط الكاسيت وقبلها بكر التسجيل على البيك أب.لكن فى منتصف التسعينيات وتحديدا عام 1996 وفى ذكرى وفاة أم كلثوم أنتجت الشركة نسخة رقمية من الأغانى الأصلية من أرشيف جراموفون التى أصبح اسمها الآن «تى.ام.أى» وتتضمن الأغانى الأولى لكوكب الشرق مثل: «تشوف أمورى، الصب تفضحه عيونه، صدق وحبك، خيالك فى المنام، يا آسى الحى، إن كنت أسامح» – أحتفظ بنسخة من هذه الأسطوانات المدمجة--...!!.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store