logo
#

أحدث الأخبار مع #كراتيليوس

أهميّة مضمون محاورة «كراتيليوس»   (1)
أهميّة مضمون محاورة «كراتيليوس»   (1)

الرياض

timeمنذ 4 أيام

  • علوم
  • الرياض

أهميّة مضمون محاورة «كراتيليوس» (1)

لم تكن قيمة الكتب منوطة بتداولها؛ إذ هو مظهر من مظاهر حضورها، وكلما تقادم زمن الكتب عسر بيان أثر قيمتها العلميّة حينها؛ لذهاب المجايل لها في سياقها. ومن الكتب التي ظهر أثرها، وإن لم يكن تداولها بتلك القوّة، كتاب أفلاطون «محاورة كراتيليوس» عن فلسفة اللغة. وعند فحص مضمونها نجد سريان أثرها حتى اليوم، لنقف أمام احتمالات: إمّا أن مضمونها قد كرر في دروس أو مقامات لم تصل إلينا وبقي الأثر، وإمّا أن المضمون أخذ في كتب أخرى لم نتحقق بعد في الصلة بينها، وإمّا أن روح المضمون سرت في بقية كتب أفلاطون ومن بعده أرسطو. وإن كان أصل المسائل جُمع في هذه المحاورة الأساسية المتقدمة، ضمن الإرث العالمي الفكري، وفق أصوله الأفلاطونية والأرسطيّة. ولمركزيّة أفلاطون لا بدّ من إشارة إلى أنه ابن سياقه، الذي اعتمد سلطة علمية محددة، ولهم لغة أدبيّة أو لهجة أدبية رسمية هي «اللغة اليونانية الأتيكية الكلاسيكية» (بحسب هدى الخولي)؛ وفي هذا إشارة إلى كتابة الحوارات لا أنها شفويّة. والمحاورات تعنون باسم شخص مثل «كراتيليوس»، أو باسم موضوع معين «الجمهورية»؛ إن من وضع أفلاطون أو غيره. فلكل محاورة موضوعها، واسم شخصية محورية فيها، مع الشخصيات الأساسية الأخرى، لصياغة الرؤية العامة للمحاورة، في أسلوب حوار جدليّ. وربما محاورة «كراتيليوس» من المحاورات الأولى لأفلاطون، وما يكتبه الإنسان في أول حياته يكون أكثر ارتباطاً بما تلقاه من بيئته منه إلى نتيجة تراكم كتاباته المتقدمة. وتدور المحاورة حول أهم الموضوعات وهو «اللغة»، وتحديداً في مستواها اللفظي، المتداخل كثيراً مع الجوانب الفلسفية، سؤالاً عن أصل اللغة والأسماء. فيبدأ أفلاطون المحاورة بتساؤل عن «الأسماء» أطبيعية هي أم اصطلاحية؟» في حوار تتفجر منه أسئلة أخرى نحو: ما وظيفة الأسماء؟ وإطلاقها؟ وملائمتها لمسمّياتها؟... منطلقاً من اللغة اليونانية، فضلاً عن اعتقاد أفضليتها على الألسن الأخرى، وأصالتها، وقربها من نظريته في المثل. ودراسته للغة أول نظره وفق إشكالية حمل «الوجود» على المستوى البيانيّ، وكيفية التوصّل للحقائق الوجودية عبر اللغة، ليخلص إلى ضعف صواب هذا المسلك، وأن البحث عن الموجودات والوجود يتطلّب دراسة الوجود في ذاته. وعند استحضار قوة التداول اللغوي للمحاجّة في زمنه، مع السفسطائيين خاصّة، فإن دخول التشويش والالتباس على اللغة وجّه رؤيته للتشكيك في قيمتها المعرفيّة، ومن ثمّ التحقق من الوجود ذاته بدراسته في ذاته. لكن كيف يمكن للإنسان أن يدرس الوجود بلا أدوات؟ فالتفكير الإنساني ذاته قد صيغ في شكل لغوي ذهنيّ، وأما التعبير عنه لسانياً فهو إعادة تشكيل للفكر بموجهاته اللغوية؛ ليرتب في قوّة بيان بحسب كل مبيّن. وبحسب «عزمي طه السيد»، فالأسماء عند أفلاطون جزء من الكلام (اللغة)، والكلام نوع من الفعل، والفعل يتطلّب غاية [العلة الغائية]، وفاعلاً [العلة الفعلية]، ومستعملاً (مستفيداً من الفعل)، ومادة [العلّة المادية]، وشكلا أو صورة [العلة الصورية] (وما بين المعكوفين تذكير بالعلل عند أرسطو، وأن الرؤية الفلسفية المؤثرة في الفكر منذ اليونان هي المنبثقة من تلك الفترة). و»التسمية» أيضاً نوع من الفعل، ومن ثمّ فيصدق عليها ما يصدق على الفعل من العلل الفلسفيّة المؤثرة في «الأسماء». فالفعل (ومنه نوع الأسماء) نوع من أنواع الوجود، صادر عن الموجودات والأشياء. أي: مرتبة اللغة ليست الوجود الأول بل هي صدور عن الموجودات. وأما الموجودات أو الأشياء فحقيقتها ثابتة مستقلة عن الذوات الناظرة إلى ظواهرها، غير متأثرة بها [هنا ظهور لنفي علاقة الأثر والمؤثر]، واستقلالها عن الذوات ومعارفها؛ مجلٍ لحفظها في ذاتها، وعلاقاتها، وصورها الطبيعية. والسؤال: إن كانت الحقائق بذاتها مستقلة، فكيف يصل الإنسان لمعرفتها إن كانت معرفته بها ستغير من حقيقتها بحسب ما يظهر له؟ ما المعيار المميز بين معرفة الحقائق ومعرفة الظواهر؟

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store