logo
#

أحدث الأخبار مع #كوبريك

بعد 24 عاماً من انفصالهما.. ماذا قال توم كروز عن نيكول كيدمان؟
بعد 24 عاماً من انفصالهما.. ماذا قال توم كروز عن نيكول كيدمان؟

جو 24

time١٢-٠٥-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • جو 24

بعد 24 عاماً من انفصالهما.. ماذا قال توم كروز عن نيكول كيدمان؟

جو 24 : في تصريح نادر، تحدث النجم توم كروز عن تجربة عمله مع زوجته السابقة النجمة نيكول كيدمان في فيلم "Eyes Wide Shut" عام 1999، مؤكداً أنه هو من رشحها للدور الرئيسي، قائلاً إنّها ممثلة بارعة. وفي مقابلته مع مجلة " مجلة " Sight and Sound" وصف توم كروز التجربة بأنها "فريدة"، وأوضح أنه كان متحمساً للعمل مع المخرج ستانلي كوبريك، الذي تعرّف إليه من خلال سيدني بولاك، مخرج فيلم "The Firm". وكشف كروز أنه قرأ النص قبل يوم من اللقاء، ثم طار إلى منزل كوبريك وهبط بطائرته في حديقته، وأضاف: "قضينا اليوم في مناقشة المشروع، وأثناء ذلك رشحت نيكول للدور". وأوضح أن الفيلم بدأ بفكرة عامة، وأن فريق العمل كان يعيد كتابة المشاهد باستمرار ويصورها مجدداً لاكتشاف الإيقاع المناسب، هذه الطريقة غير التقليدية جعلت التجربة مختلفة عن أي عمل سابق له، على حد وصفه. الجدير بالذكر أن توم كروز ونيكول كيدمان كانا قد التقيا لأول مرة خلال تصوير "Days of Thunder"، وتزوجا لاحقاً بعد ترحيبهما بطفلين، ثم انفصلا عام 2001، ولاحقاً، تزوجت كيدمان من كيث أوربان، بينما تزوج كروز من كاتي هولمز قبل انفصالهما عام 2012. وبالتزامن مع تصريحه عن نيكول كيدمان بعد 24 عاماً من انفصالهما، انتشرت صور جديدة لكروز برفقة آنا دي أرماس، حيث شوهد الثنائي في حديقة بلندن خلال عيد ميلادها، وسط شائعات حول تطور علاقتهما العاطفية. ورغم انتشار الصور والشائعات، أشارت بعض التقارير العالمية إلى أن كروز وآنا كانا بصحبة المخرج دوغ ليمان ضمن مشروع جديد لم يُكشف عنه بعد، ووصفت الرحلات بأنها جزء من العمل، وليس علاقة شخصية. تابعو الأردن 24 على

«عيون مغلقة على اتساعها»... تحفة كوبريك الأخيرة
«عيون مغلقة على اتساعها»... تحفة كوبريك الأخيرة

الشرق الأوسط

time٠٣-٠٥-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • الشرق الأوسط

«عيون مغلقة على اتساعها»... تحفة كوبريك الأخيرة

لم يكن من المفترض أن يختم ستانلي كوبريك حياته المهنية المديدة، التي بدأت عام 1952 وانتهت في 1999، بفيلم «عيون مغلقة على اتساعها» (Eyes Wide Shut)، إذ كان لديه مشروعات عدة غير منجزة في أدراج مكتبه. أحدها كان «ذكاء اصطناعي» (AI: Artificial Intelligence) المقتبس عن رواية قصيرة لبرايان ألديس، كما كان على أهبّة البدء بنفض الغبار عن مشروع قديم بعنوان «أوراق أريانية» (Aryan Papers) المستوحى من رواية للويس بَيغلي بعنوان أكاذيب زمن حرب (Wartime Lies). آل مشروع «ذكاء اصطناعي» إلى ستيفن سبيلبرغ، كما هو معلوم، فحقّقه بعد عام واحد من وفاة كوبريك (الذي توفي في 1999 قبل أشهر قليلة من عرض فيلمه). أما «أوراق أريانية»، فيذكر بول دانكن في كتابه ستانلي كوبريك: الأفلام الكاملة (2003)، أن المخرج خطط لتحقيقه قبل 10 سنوات من وفاته، لكنه انتقل لإخراج «عيون مغلقة على اتساعها» مع توم كروز وزوجته آنذاك نيكول كيدمان. وكحال معظم أعمال كوبريك السابقة، فإن «عيون مغلقة على اتساعها» كان هو الآخر مستوحى من رواية أدبية عنوانها قصة حلم للكاتب النمساوي آرثر شنيتسلر، وكما اعتاد كوبريك، امتلك حق تطوير القصة وتعديلها كما يشاء. كوبريك خلال التصوير (وورنر) رسالة غير احتفائية هذا فيلم غريب عن قصة حب يعيشها زوجان قريبان جسدياً، بعيدان روحياً. كلٌّ منهما يتخيل أن شريكه شخص آخر، ويشعر بالرغبة نحوه بناءً على هذا التخيُّل. لا نرى خيانة فعلية من أي منهما، لكن الفيلم يتجلّى في ليلة يقضيها كروز في حفل كبير. يجول فيه مرتدياً قناعاً، كذلك تجول الكاميرا لتعرض مجتمعاً سرياً لا روحانيات فيه ولا أخلاقيات. مجتمع يؤمن بعلاقات لا تقوم على الحب، وتُقام في حفلاته طقوس قتل عنيفة. هناك إيحاءات خلال ذلك الفصل الكبير من الفيلم تُلمِح إلى أن الماسونية هي المقصودة. بعض المحللين رأوا أن كوبريك كان ماسونياً، أو على الأقل متأثراً بفلسفتها. لكن هذا يتناقض مع الإدانة الواضحة التي تحملها تلك المشاهد ومضامينها. الراجح إذن أن كوبريك أراد تصوير الحفل بهذه الطريقة ليبعث رسالة غير احتفائية، تتجاوز الماسونية لتدين قوى مختلفة تقف وراء ستائر العالم، تمتلك قدرة على السيطرة الخفية. ويليام (كروز) يمر بهذه التجربة ثم يعود إلى زوجته، مع احتمال أن كل ما مرّ به في تلك الليلة لم يكن سوى وهم وفانتازيا - لكن هذا أمر آخر. نيكول كيدمان وتوم كروز في مشهد من الفيلم (وورنر) تمهيدات فلسفية أفلام كوبريك، منذ «لوليتا» (1962) و«دكتور سترينجلوف أو كيف تعلمت التوقف عن القلق وأحببت القنبلة» (1964)، تبدأ بمقدمات ذات بعد فلسفي، ليست كغيرها من مقدمات الأفلام، بل تهيئة فكرية لما سيُكشف لاحقاً. نجد هذا في 2001: أوديسا الفضاء (1968)، حيث تبدأ القصة بصراع قبيلتين من القردة على الماء، قبل الانتقال إلى حكاية فضائية. وفي «اللامع» (The Shining)، حيث ينتقل الكاتب (جاك نيكولسون) من عالم يعرفه إلى عالم مخيف وغامض. وفي «سترة معدنية كاملة» (Full Metal Jacket)، حيث تبدأ القصة بمقدمة طويلة عن المجند الذي ينتحر بسبب عنف المؤسسة العسكرية، قبل أن ننتقل إلى حرب في ڤيتنام. هذه النماذج تعكس أفكاراً فلسفية وسياسية واضحة، وتتقاطع مع ما يعيشه ويليام في «عيون مغلقة على اتساعها» من انتقال إلى اكتشافات محظورة. عين ويليام هي عين المخرج، وهي أيضاً عين المشاهد، إذ يلج ما يريده المخرج له أن يراه، وفق رحلة البطل الاستكشافية. في هذا الفيلم، هناك محطات تمهّد لدخول ويليام المنطقة المحظورة. زوجته أليس تعترف له بأنها تخيّلت نفسها تخونه مع ضابط في البحرية. ينطلق ويليام من هذا الاعتراف في عالم من الخيال، ثم الرغبة في عيش تلك الحالة متجسدة. وهذا يعزز فرضية أن الفيلم، بمعظمه، هو حلم ويليام، وليس واقعاً يقدّمه كوبريك. بمعنى آخر، ما نشاهده هو انعكاس لرغبات بطل الفيلم وليس واقعه، ما يعني أن الحفل الماسوني (أو ما يشبهه) ليس بدوره سوى وسيلة استخدمها كوبريك لنقد عالمنا المعاصر. ذاك العالم الذي يؤثر فينا دون أن نعيه. حقيقتان يدعم هذا الطرح ما تقوله أليس لزوجها وهما في المتجر برفقة ابنتهما، وهما يشتريان حاجيات عيد الميلاد، إذ تقول: «أنا واثقة من أن حقيقة ليلة واحدة، أو حتى العمر كله، لا يمكن اعتبارها الحقيقة بعينها». (تستخدم أليس كلمتي Reality وTruth للتأكيد على الفرق بينهما). بكلمات أخرى: من يستطيع أن يؤكد أن ويليام خاض فعلاً ما اعتقد أنه عاشه؟ هنا يلعب القناع (المتوفّر في الحفل كما في مشاهد خارجه) دوره في فك لغز هذا الفيلم. فهو رمز للمزج بين الحقيقة والخيال. أليس هي القوة الخفية وراء رجل كان يظن نفسه القوة الفعلية. القناع هو طريقته في خداع نفسه والاعتقاد بأنه شخص آخر. إنه القناع الذي نرتديه جميعاً لأن أعيننا، كما يقول كوبريك، «مغلقة... على اتساعها» عن الحقيقة.

طيف كوبريك يخيّم على حاضرنا أكثر من أي وقت
طيف كوبريك يخيّم على حاضرنا أكثر من أي وقت

النهار

time١٥-٠٤-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • النهار

طيف كوبريك يخيّم على حاضرنا أكثر من أي وقت

كلّ ما استشفّه ستانلي كوبريك (1928 – 1999) في أفلامه، يتحقّق أمام أعيننا، حقيقةً بعد أخرى، مشهداً بعد مشهد. وحده، المتابع المشغوف بالسينما والمراقب النهم لأحوال العالم، يدرك كم كان هذا المخرج، المأخوذ بالشرط الإنساني، سابقاً لعصره، وكم حملت رؤاه من نبوءات لم تكن مجرّد خيال سينمائي، بل إشارات مبكرة لعالم ينزلق نحو المصير الذي تصوّره. ما كان يُناقَش في العقود الماضية كفرضيات في أعماله، صار اليوم وقائع نعيشها وننخرط فيها. كوبريك لم يكن مخرجاً فحسب، إنما هو مفكّر تنويري رؤيوي وفيلسوف امتحنته الأيام، ثبت حضوره في الوعي والوجدان. أفلامه، بقدر ما هي فتوحات بصرية وجمالية، هي أيضاً كنوز فكرية وبحوث ميتافيزيقية تُعيدنا إلى جوهر الأسئلة الكبرى. لكن مهلاً، لم يكن كوبريك عرّافاً يتنبأ بالمستقبل من ضباب الغيب، ولا ساحراً يقرأ الطالع، بل كان عقلاً نقدياً نيّراً، يمتلك قدرة استثنائية على التحليل والتركيب، يستقرئ الحاضر بذكاء ويربط بين معطياته السياسية والاقتصادية والفلسفية والعاطفية. نبؤاته لم تنبع من وحي أو خيال جامح، ولكن من قراءة عميقة لميكانيزمات السلطة والمجتمع والتكنولوجيا، ومن فهم دقيق للإنسان في صراعه مع ذاته ومع العالم من حوله. لقد رأى مبكراً إلى أين يمكن أن تمضي الأمور. تحت رحمة الآلة لنأخذ مثال الذكاء الاصطناعي في "2001، أوديسّا الفضاء". الآلة هال، التي تنطق وتُبدي مشاعر وتواجه مخترعها ككائن مستقل له إرادته ومنطقه وسلوكه، لم تكن مجرّد ابتكار خيالي، بل هي سؤال مبكر ومرعب: هل يمكن التكنولوجيا أن تنتزع من الإنسان إرادته؟ سؤالٌ طرحه المعلّم قبل أكثر من نصف قرن، وهو اليوم من أكثر ما يؤرقّنا في ضوء ابتكارات مثل "تشات جي بي تي" و"أليكسا". إلى أين يمكن أن يصل التطوّر؟ وهل سنصبح أسرى أدوات صنعناها بأيدينا؟ الخوف من فقدان السيطرة على التكنولوجيا لم يعد فكرة سوريالية، بل هاجس معاصر. أما الرحلات السياحية إلى الفضاء التي كان علماً خيالاً في الفيلم، فأصبحت خدمة مدفوعة الثمن تقدّمها شركات عدة مثل "سبايس إكس" و"بلو أوريجين" وغيرهما. في رؤياه الطليعية التي تتوقّع صعود الوحشية وانتشار الفوضى من داخل أكثر المجتمعات تحضّراً وتنظيماً، ألمح كوبريك إلى أن اتساع قدرات العقل يقابله ضمور في جوانب أخرى، وانغلاق على الذات شبيه بما يعيشه روّاد الفضاء في عزلتهم. هال ليست شريرة بطبعها، لكنها انعكاس لصراع المصالح البشرية، فتغدو الطرف الثالث الذي يتدخّل حين يعجز البشر عن التفاهم. أما الشاشات التي تتيح لرواد الفضاء التواصل بعضهم مع بعض، فأصبحت في أيدي الجميع، للأفضل… والأسوأ! صناعة إنسان متحضّر دعونا نُعيد النظر أيضاً في "البرتقالة الآلية"، الفيلم الذي أخرجه كوبريك قبل أكثر من نصف قرن، وأثار عاصفة من الجدال عند صدوره، حدّ انه قرر سحبه من الصالات البريطانية بعد اتهام جهات له بالتحريض على العنف. يحكي الفيلم عن محاولة "إصلاح" شخصية أليكس، الشاب الذي سكنه العنف وتجذّر فيه، عبر التسلل إلى وعيه وإعادة برمجته نفسياً وسلوكياً، ليصبح كائناً "أفضل" يمكن اعادته بأمان إلى حضن المجتمع المتحضّر. كان هذا أحدث ابتكارات مجتمع مهووس بالتربية السلوكية. اليوم، ألا يبدو هذا التدخّل مشابهاً لما تفعله بنا وسائل التواصل الاجتماعي؟ معايير المجتمع، القيود، الحظر، الرقابة، وحتى ثقافة الـ"ووك" والصواب السياسي — كلها أدوات تضغط لتصنيع نموذج إنسان "خيّر" ظاهرياً، حتى لو كان ذلك على حساب الحقيقة والحرية الفردية، مما أدّى في الكثير من الأحيان إلى نتائج عكسية. طرح كوبريك سؤالاً معقّداً: هل من الأفضل أن نختار الشر بإرادتنا، أم أن يُفرض علينا الخير قسراً؟ الأمر محسوم عند الفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو الذي يعتبر ان الإنسان طيب إلى ان يفسده المجتمع. لكن في العالم الافتراضي، تبدو الأمور أقرب إلى الخيار الثاني، أي انه من الأفضل ان يُفرض علينا الخير بالقوة. فنحن نعيش اليوم في مناخ من الإحراج الجماعي، حيث كثيرون يقولون عكس ما يؤمنون به خوفاً من العزل أو الخسارة أو الإلغاء. هكذا يتكرر كابوس كوبريك: عالم يجرّ الإنسان إلى الطاعة والتطويع باسم "التحضّر" والأخلاق، وهو ما كان المخرج يخشاه قبل نصف قرن. رجال يدمّرون العالم هل يمكن رجلًا واحداً أن يتحكّم بمصير البشرية، وأن يُشعل حرباً كونية بكبسة زر؟ سؤالٌ بدا أقرب إلى الكوميديا العبثية حين طرحه كوبريك في "دكتور ستراينجلاف"، حيث سخر بذكاء من فكرة أن العالم قد يُفنى نتيجة نزوة أو جنون جنرال. لكن ما كان آنذاك مادة للتهكّم، أصبح اليوم واقعاً مرعباً مع بروز زعماء تغذيهم النزعة الفردية وشهوة السلطة، أمثال ترامب وكيم جونغ أون وبوتين، ومعهم أنظمة لا تقلّ وحشيةً كالنظام الإيراني وإسرائيل. في هذا الفيلم، حمّل كوبريك "الرجولة الفائضة"، نوعاً ما المسؤولية. ذلك المفهوم الذي لم يكن رائجاً حينها، لكن يبدو انه تنبّه إلى خطره المبكر. الرجال الذين تحكمهم عضلاتهم قبل عقولهم، قد يدفعون العالم إلى الهاوية، مدفوعين بفائض من التهور والغرور، لا تقل خطورته عن الأسلحة النووية الفتّاكة، الرمز الأبدي لنزعة البشر إلى التدمير الذاتي. الخطر النووي لا يزال موضوع تجاذب وقضية وجود لا سيما بين الولايات المتحدة والصين وروسيا. نظرية كوبريك ان قرارات عبثية يتكفّل بها بعض الرجال، قد تحملنا إلى عواقب وخيمة وصولاً إلى 'القيامة'، لا تزال صالحة أكثر من أي زمن مضى. برمجة الكائن وتدجينه على سيرة الحروب، ماذا يكشف لنا "فول ميتال جاكيت"، أحد أهم الأفلام عن الحرب، سوى أن المعركة الأكثر وحشيةً لا تُخاض في ساحات القتال، بل تبدأ قبل ذلك بكثير، في مرحلة الإعداد؟ كوبريك يخصّص نحو نصف الفيلم لما يشبه ورشة تفكيك الإنسان، ثم إعادة تركيبه على هيئة آلة قتل باردة. التدريب هنا ليس مجرّد تمرين بدني، بل عملية ممنهجة لتجريد الفرد من عواطفه وهويته، كي يُعاد تشكيله جندياً لا يرى إلا الهدف، ولا يعرف إلا الطاعة. هذا ليس تفصيلاً عابراً، بل جوهر الخطاب: الحرب الحقيقية تُخاض في الروح، قبل أن تُخاض في الميدان. وما قدّمه كوبريك في هذا الفيلم كان بمثابة مسودة مبكرة لما سيشهده العالم لاحقاً، من محاولات برمجة الإنسان وتدجينه، عبر المؤسسات والبيروقراطية والتلاعب بالاقتصاد، حيث تتم قولبة الأفراد وتوجيه عقولهم لخدمة أنظمة لا تكتفي بالسيطرة على الجسد، بل تتسلل إلى الداخل، حيث تنشأ المعارك الأكثر صمتاً… والأكثر فتكاً. وهم الصعود الاجتماعي وكيف يمكن أن نشاهد "باري ليندون" من دون أن نلتفت إلى أوجه الشبه بين الشاب الإيرلندي المغمور، ردموند باري، الذي صعد سلّم المجتمع بانتهازية مكشوفة، وبين ما تتيحه اليوم وسائط التواصل الاجتماعي من تلميع للسطحية وتكريس للانتهازية عبر ظاهرة "المؤثرين"؟ هؤلاء، تماماً مثل باري، يتوهّمون أنهم يخترقون كوكباً كان حكراً على النخبة والمشاهير، بينما هم في الواقع وقود لمنظومة لا ترحم: تستهلكهم بسرعة، تستنزفهم حتى آخر ومضة، ثم تلقي بهم على الهامش. ففي عالم النفاق اللامع، كما في القصور التي دارت فيها وقائع فيلم كوبريك، مَن يتوهم أنه في طريق الصعود، كثيراً ما ينتهي مسحوقاً تحت ثقل لعبة أكبر منه. لأن النخبة، في كلّ زمان ومكان، تعرف كيف تحمي امتيازاتها وتصون مصالحها… وتقصي الطارئين عنها بلطف مميت. مجتمعات سرية تيمة النخبة، بما تحمله من سلطة وغموض واستعلاء، هي أيضاً جوهر "أيز وايد شات"، آخر أفلام المعلّم. ما يمكن اعتباره في المستوى الأول انه مجرد قصّة تخبّط زوجين، هو في عمقه رحلة داخل العالم السفلي للسلطة المتخفية خلف الأقنعة. هل للنخب الاجتماعية والأقطاب السياسية صلات خفية بعيدة من أعين العامة وعلمهم؟ سؤال بدا في وقت من الأوقات من مخلّفات نظرية المؤامرة، لكن بات مقنعاً أكثر فأكثر في السنوات الأخيرة. يجب ألا ننسى ان واحداً في المئة من سكّان العالم يملكون نصف ثرواته. حفل التنكّر ليس مجرد مشهد بصري مدهش، بل استعارة لطبقة تحجب وجهها خلف الطقوس، وتمارس سلطتها من وراء ستار من الغموض والإبهار. الدكتور بيل، الذي يظن أنه يسيطر على مجريات ليلته، ينزلق تدريجاً إلى فضاء سري (أشبه بما كُشف لاحقاً في فضيحة جفري إبستين)، أي إلى عالم منغلق لا ينتمي إليه، رغم وهم المعرفة والسيطرة الذي يحمله في داخله. بيل أشبه بكثيرين منّا، في حاضرنا: نعتقد أننا نُمسك بخيوط العالم لأن المعلومات متاحة بنقرة، بينما الحقائق الأعمق تبقى في الظلّ، خلف ظهرنا، حيث تتشكّل القرارات الكبرى وتُصاغ مصائر لا نعرف عنها الكثير. وحش الأفضل والأسوأ الإنسان عند كوبريك هو الكائن المتناقض بامتياز: الأعظم والأحطّ، الأقوى والأكثر هشاشةً، القادر على ارتكاب أسمى الأفعال وأحقرها في الآن ذاته. كما قال الناقد ميشال سيمان ذات مرة: "الكائن في سينما كوبريك، تسعون في المئة وحش، وعشرة في المئة جائزة نوبل. والوحش دائماً متأهّب للانقضاض. لا أحد في منأى منه". الإنسان عند كوبريك هو الكائن المتناقض بامتياز. خطاب كوبريك لا لبس فيه: حين تُبنى الأنظمة على حساب القيم، تصبح الكارثة حتمية. انها مسألة وقت. من التطور البشري، إلى الرغبة فإلى العقيدة، ظلّ هاجسه واحداً: أن لا نسلّم مبتكراتنا إلى سلطة تتجاوز إنسانيتنا، فنُختزَل إلى أقلّ ممّا نحن عليه. كوبريك هو الرؤيوي الذي لم يصف فقط ما أصبحنا عليه، بل استشرف ما يمكن أن نصير إليه، عبر تشريحه العميق لآليات النفس البشرية، وتحذيره ممّا ينتظرنا حين نطلق لها العنان بلا ضوابط. لم يكن أول مَن قرأ الإنسان على هذا النحو، فقد سبقه فلاسفة من أفلاطون إلى روسو، لكنه الوحيد الذي بثّ تلك الرؤية على الشاشة بلغة بصرية مذهلة، تنقش في الذاكرة وتحفر في وعي الثقافة الشعبية بلقطات أيقونية - وعندما أقول "أيقونية"، أعنيها فعلاً، بعيداً من استخدامها المبتذل. ببرودته الأسطورية التي تمسّ الجليد، لم يعكس حالنا، بل عرّى ما رفضنا دائماً أن نراه في دواخلنا.

50 سنة على أعمالٍ من الفن الراقي
50 سنة على أعمالٍ من الفن الراقي

الشرق الأوسط

time٢٨-٠٣-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • الشرق الأوسط

50 سنة على أعمالٍ من الفن الراقي

عامان بعد الانتصار الذي حققته مصر لدى عبورها قناة السويس وتحريرها شبه جزيرة سيناء سنة 1973، قدّم المخرج علي بدرخان رواية «الكرنك» التي كتبها نجيب محفوظ خلال فترة حكم جمال عبد الناصر، موحياً بنفوذ مراكز القوى وما ارتكبته في حق مصر ومسؤوليتها الشاملة عن هزيمة 1967. بذلك حرّك محفوظ بذور التهمة لتك الفترة، مرتكزاً كما عادة روايات اجتماعية أخرى له، على شخصيات متعددة كل واحدة ترمز إلى جلاد أو ضحية. المخرج علي بدرخان، في ثاني فيلم له من بعد «الحب الذي كان» (1973) كان جريئاً في نقل القصّة إلى فيلم ومن ثَمّ في الذهاب لما وراء الإيحاء بحيث كان الفيلم واضحاً في نقده لمراكز القوى. وإذ يبدأ بمشهد لمقهى الكرنك من الخارج. عامل ينظّف الزجاج. الشخصيات غير الواضحة قبل التنظيف تتضح وقد انتهى العامل مما قام به. يفتح الباب ويدخل في الوقت الذي يأتي فيه خبر عبر «الراديو» يعلن فيه متحدّث رسمي أن قوات الجيش المصري نجحت في عبور قناة السويس وتتقدم لتحرير الأرض. بعد ذلك سيلتفت الفيلم لاستعراض شخصياته بين ضحية للفترة السابقة ورموز تلك الفترة. الجرأة هنا لم تكن من نصيبه وحده، بل من نصيب الإنتاج (ممدوح الليثي) والرقابة المصرية التي أجازته. سعاد حسني وصلاح ذو الفقار في «الكرنك» (الليثي فيلمز) عام إنجازات عربية كل هذا حصل قبل 50 سنة تبدو لنا الآن، عبر نظرة بانورامية شاملة، كما لو وقعت فوق كوكب آخر. هذا نظراً لأن سنة 1975 كانت حافلة بالأفلام الرائعة التي لن تتكرَّر بالمستوى والبذل نفسيهما، كون معظم من حققوا تلك الأفلام رحلوا عن دنيانا تاركين ميراثاً رائعاً. إنها السنة التي خرج بها فيلم «وقائع سنوات الجمر» لمخرجه الجزائري محمد لخضر حامينة بالسعفة الذهبية من مهرجان «كان». الفيلم العربي الوحيد الذي فاز بهذه الجائزة الأولى في تاريخ المهرجان وحتى اليوم. هي أيضاً السنة التي قدّم فيها الراحل برهان علوية فيلمه الدراما الوثائقية «كفر قاسم» عن المجزرة التي راح ضحيّتها عمَّال فلسطينيون لدى عودتهم إلى قريتهم لم يعلموا بقرار حظر التجوُّل. عربياً أيضاً، كانت هناك ملامح لسينما بديلة تكوَّنت من مخرجين من المغرب، وتونس، ولبنان، وسوريا، ومصر، والعراق تزامنت مع ثورات سينمائية في أكثر من بلد حول العالم من القارة اللاتينية إلى أوروبا (شرقها وغربها) ومن الولايات المتحدة إلى أفريقيا مروراً بآسيا. «مرآة» لأندريه تاركوڤسكي (موسفيلم) نماذج رائعة بيد أن المنظر العام لا يتوقّف عند سينمات مستقلة وموجات متجددة وتيارات. هذا لأن الأفضل على أكثر من صعيد بقي في إطار سينما الإنتاجات السائدة التي أثمرت طوال عقد السبعينات أساساً وفي عام 1975 تحديداً عن كنوز بديعة ما زالت مثيرة في أساليبها وأفكارها ومعالجاتها الفنية إلى اليوم. مع مرور تلك العقود تبدو هذه الأفلام أهم ممَّا بدت حينها نظراً لأنها لم تنحنِ للتاريخ أو تذبل أمام متغيراته. في ذلك العام حقَّق ستانلي كوبريك «باري ليندون». دراما عن مجنّد آيرلندي في القرن الـ19 كسب وِد المجتمع المخملي والطبقة العليا خافياً نشأته وحقيقة هروبه من الخدمة العسكرية. أهدى المخرج الدور للممثل رايان أونيل («قصة حب») وسط تعجّب المتابعين على أساس أن أونيل ليس الممثل الذي يجيد الأداءات الصعبة، بيد أن كوبريك أدار بطل فيلمه جيداً والمستوى الفني للفيلم، فإنه لا يقل إبداعاً عن أفلام كوبريك الأخرى. في عام 1975 قدَّم الروسي أندريه تاركوڤسكي تحفته «المرآة»: مناجاة تنبع من ذكريات المخرج عن أمِّه وعن سنوات صباه ممتزجة بمشاهد ترقى إلى أعلى سمات اللوحات الفنية. لم يكن فيلماً معارضاً للنظام، لكن هناك فصل فيه يوضح كيف هرعت بطلة الفيلم لإصلاح معلومة صحافية قبل الطبع في الصحيفة حيث تعمل. ذلك الخوف الماثل أمامها وهي تركض في الردهات قبل فوات الأوان، هو تعليق المخرج على الوضع الذي لم يعش ليشهد نهايته في الثمانينات. ما زالت ماثلة مثله في سينما التأمل حقّق الإيطالي مايكل أنجلو أنطونيوني فيلم خلاّب (رغم بعض الهنَّات) بعنوان (ThePassenger) «المسافر» مع جاك نيكلسون في دور رجل تقمّص شخصية آخر لا يعرفه ليكتشف أن هذا الآخر مهرِّب سلاح وأنه بات مطارداً. أنطونيوني من الذكاء بحيث يضع الأحداث في قالب لا يقصد التشويق بيد أنه يضمن ثبات الرغبة في معرفة هذا المصير البادي. جاك نيكلسون أيضاً ظهر في فيلم ميلوش فورمن (One Flew Over the Cuckoo's Nest) «واحد طار فوق عش الوقواق». العنوان مجازي لمستشفى المجانين ونيكلسون هو الممتنع عن الانصياع للمؤسسة متمرداً بعناد ضد تعاليمها. هذا الموضوع يوازي موضوعات سابقة حققها هذا المخرج التشيكي في بلده خلال الستينات. فاز الفيلم بخمس جوائز أوسكار بينها أفضل فيلم وأفضل مخرج. إلى جانب كل هؤلاء كانت هناك أفلام أخرى رائعة لعدد كبير من المخرجين الذين ذهبوا وذهب معهم ما رسموه بالكاميرا عن الحياة وإيقاعاتها وأحداثها وبأساليب تستوعب كتاباً وليس مقالاً. من هؤلاء الياباني أكيرا كورساوا الذي أنجز «درسو أوزالا»، حكاية صيّاد عجوز يرفض مغادرة الغابة التي عاش فيها. جون هيوستن تعامل في «الرجل الذي قد يُصبح ملكاً» مع حكاية جنود بريطانيين خلال حقبة احتلال الهند. إليهم أخرج آخرون أعمالاً مهمّة شكَّلت مفاصل بارزة في مسيراتهم مثل فرنسوا تروفو («قصة أديل هـ.») وديك ريتشاردز («وداعاً يا حبي»)، وإنغمار برغمان («المزمار السحري»)، وثيو أنجيلوبولوس («الممثلون الرحالة»)، وجان-لوك غودار («الرقم 2»)، وجون شليسنجر («يوم الجراد») من بين كثيرين.

آرثر سي كلارك و 2001: أوديسة الفضاء .. فيلم غير الخيال العلمي للأبد
آرثر سي كلارك و 2001: أوديسة الفضاء .. فيلم غير الخيال العلمي للأبد

صدى البلد

time١٩-٠٣-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • صدى البلد

آرثر سي كلارك و 2001: أوديسة الفضاء .. فيلم غير الخيال العلمي للأبد

عندما صدر فيلم '2001: أوديسة الفضاء' عام 1968، لم يكن مجرد فيلم خيال علمي، بل كان ثورة فنية وفكرية غيرت الطريقة التي يقدم بها هذا النوع من السينما. هذا الفيلم، الذي تعاون في كتابته المخرج ستانلي كوبريك والكاتب آرثر سي كلارك الذي يصادف اليوم ذكرى وفاته ، لم يكن مجرد عمل سينمائي، بل تجربة فلسفية واستشرافية حملت رؤى عميقة عن الإنسان، الذكاء الاصطناعي، والمستقبل. كيف وُلدت الأوديسة الفضائية؟ بدأت الفكرة عندما قرر كوبريك صناعة فيلم خيال علمي غير تقليدي، تواصل مع كلارك، أحد أبرز كتاب الخيال العلمي في العالم، وعرض عليه التعاون في مشروع يجمع بين الخيال العلمي والرؤية العلمية الدقيقة. استند الفيلم إلى قصة قصيرة كتبها كلارك بعنوان 'الحارس' (The Sentinel)، لكن العمل سرعان ما تطور ليصبح أكثر تعقيدًا، حيث كتب كلارك وكوبريك السيناريو جنبًا إلى جنب مع تطوير الرواية التي تحمل نفس الاسم. ثورة بصرية غير مسبوقة تميز الفيلم بتأثيراته البصرية المتقدمة التي كانت سابقة لعصرها، استخدم كوبريك تقنيات تصوير مبتكرة لمحاكاة الجاذبية الصفرية، مما جعل مشاهد الفضاء تبدو واقعية بشكل لم يسبق له مثيل في السينما، كما قدم الفيلم صورة مبهرة عن السفر الفضائي، مستعينًا بتصورات كلارك حول المركبات الفضائية، والمستعمرات على القمر، والذكاء الاصطناعي المتقدم. HAL 9000.. هل كان كلارك يتنبأ بالذكاء الاصطناعي؟ من أبرز شخصيات الفيلم كان الكمبيوتر الذكي HAL 9000، الذي يمثل تجسيدًا لفكرة الذكاء الاصطناعي المتطور الذي يمكنه التفكير واتخاذ القرارات بنفسه. في الفيلم، يتحول HAL من مساعد ذكي إلى خطر قاتل بعد أن يبدأ في التصرف بشكل غير متوقع. ينظر إلى هذه الفكرة اليوم كواحدة من أوائل التنبؤات حول مخاطر الذكاء الاصطناعي، وهو موضوع يثير جدلاً كبيرًا في عصرنا الحالي. رسالة فلسفية تتجاوز الخيال العلمي لم يكن '2001: أوديسة الفضاء' مجرد فيلم عن الفضاء، بل كان رحلة فلسفية حول تطور البشرية، وأصل الحياة، والمستقبل الذي ينتظر الإنسان. المشهد الختامي، حيث يدخل رائد الفضاء ديفيد بومان إلى بعد آخر من الوجود، لا يزال يثير نظريات وتأويلات متعددة حتى اليوم. تأثير الفيلم على الخيال العلمي بعد صدور الفيلم، لم تعد أفلام الخيال العلمي كما كانت من قبل. ألهم '2001: أوديسة الفضاء' أجيالًا من صناع السينما، من جورج لوكاس في 'حرب النجوم' إلى كريستوفر نولان في 'إنترستيلار'. كما ساعد في تغيير الطريقة التي ينظر بها الجمهور والنقاد إلى الخيال العلمي، حيث أصبح يعتبر نوعًا سينمائيًا قادرًا على تقديم أفكار فلسفية وعميقة، وليس مجرد ترفيه قائم على المؤثرات الخاصة

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store