logo
#

أحدث الأخبار مع #كوفمان

عن الازدراء الفلسفي للوجود بعين الكاميرا السينمائية
عن الازدراء الفلسفي للوجود بعين الكاميرا السينمائية

Independent عربية

time١٠-٠٥-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • Independent عربية

عن الازدراء الفلسفي للوجود بعين الكاميرا السينمائية

يأتي فيلم "أفكر في إنهاء الأمور" من جهة الرؤية، متصلاً بأفلام كوفمان السابقة، مثل "أن تكون جون مالكوفيتش" (Being John Malkovich) و"إشراقة أبدية للعقل الطاهر" (Eternal Sunshine of the Spotless Mind) و"مجازاً، نيويورك" (Synecdoche, New York)‏ ومن قبلها فيلمه المبكر "أنوماليزا" (Anomalisa)، وكلها أفلام تنتمي إلى فضاء الأسئلة المثقلة بالحمولات الفلسفية. يتخذ هذا الفيلم، المقتبس من رواية بالعنوان نفسه للكاتب الكندي إيان ريد، نهجاً سوريالياً في تحليله للحالة الإنسانية، متكئاً على ممثلين مبهرين هما جيس بليمونز، وجيسي باكلي. إن مجرد انتقاء ممثلين، ليسا من نجوم الصف الأول، ومنحهما الفرصة لأداء دورين معقدين إلى حد بعيد، يمثل خياراً لا يمكن عده هامشياً، أو من متطلبات الإنتاج واشتراطاته. الفيلم يحاول أن يبدو (للوهلة الأولى) كأنه قصة بسيطة عن شابة تذهب لمقابلة والدي حبيبها الجديد في يوم ثلجي يتحول إلى ليلة خطرة بسبب الطقس وتراكم الثلوج، لكن الأمر ليس كذلك أبداً. الفيلم يغوص عميقاً، من دون أي يقين، في مقولة الأمل، وهي مقولة ملتبسة وغامضة أكثر مما يوحي النطق البسيط لها، أو التكرار المألوف لها في التداول العام. في بداية الفيلم ثمة عبارة مدهشة وملغزة في الآن ذاته: "تعيش الحيوانات الأخرى في الحاضر، لا يستطيع البشر، لذلك ابتكروا الأمل". مفاهيم فلسفية بوستر فيلم "أن تكون جون مالكوفيتش" (ملف الفيلم) ومع الأمل، ثمة مفاهيم فلسفية يعاينها الفيلم مثل السعادة، الواقع، التواصل، الذاكرة، الحياة، الوجود، تقدير الذات. أضف إلى ذلك الانتحار الذي يوحي به اسم الفيلم "أفكر في إنهاء الأشياء"، بينما الوقائع لا تؤدي إلى هذه النتيجة، فهل كانت الممثلة جيسي باكلي، التي تحمل أسماء عدة، تحاول إنهاء علاقتها القصيرة مع حبيبها؟ هل هذا ما يتوخاه كوفمان؟ من الصعب حقاً أن نقول، على وجه الدقة، ماذا يريد أن يقول الفيلم. إنه لا يرغب في حسم أي شيء، هو يعمل بضراوة في منطقة التغير، كأنه يختبر الحقيقة، أو يتساءل عن ماهيتها، بمعنى هو يستدرج الفلسفة إلى السرد، ويذهب إلى الشك في سلطة الحواس، فهل كل مرئي موجود؟ وما معيار الصدق؟ هل المتاهة هي جوهر العالم؟ ومن أين تأتي المعرفة: من عقولنا أم من تجاربنا؟ يقول ميرلو بونتي إن "الجسد هو الموقع الأساس لمعرفة العالم". المخرج يلعب على هذه التيمة فيعبث بالزمان والمكان وقواعد المعرفة، ويكسر التوقعات باستمرار، كأنه يحطم قواعد اللعبة، حتى من جهة العناصر التقنية، وهذا من يمنح المخرج صفة الفرادة، إنه لا يقلد أحداً، ويطيح فكرة الاسترخاء والتسلية التي أحاطت بمشاهدة الأفلام، خصوصاً في دور السينما، حيث يرافق المشاهدة، غالباً، شرب العصائر والمشروبات الغازية وهرس البوب كورن وتناول الفطائر والعبث بالموبايل، إلى آخر الملهيات التي لا تتوافق مع سينما تشارلي كوفمان الذي درب مشاهديه على الانتباه المطلق، والتركيز التي يتعب العقل ويؤرقه. إنه تمرين على أعمال الذهن وليس فسحة لتزجية الوقت والترويح عن النفس. في قلب ذلك كله، يريد كوفمان أن يتحدى الجاذبية، بأن يعكس الأفكار وتقلباتها السريعة وهذيان العقل والمزاج من خلال الكاميرا، وهذا أمر صعب، وقلائل جداً من المخرجين نجحوا في ذلك، لذا لم يكن أمام كوفمان إلا أن يحرر السرد السينمائي من أفقيته ومنطقيته، فيتلاعب في كل شيء من خلال اللجوء إلى السوريالية، لذا خلط الأزمنة بالأمكنة والشباب بالشيخوخة والواقع بالتطلعات والأفعال بالرؤى المسجونة في عتمة اللاوعي، كذلك خلط الأمل باليأس من دون اكتراث بالنتائج. إنه طفل يعيد ترتيب العالم وفق تدفقات عقله الصافي الذي لم تلوثه العلائق السببية. هذا التحدي جعل كثراً من منظري الفلسفة يعتقدون باستحالة فعل ذلك، لأن العقل مضماره الأفكار، والكاميرا مضمارها الصور والحركة، وهما يسيران في خطين متوازيين لا يلتقيان. يسرد الفيلم الواقع كما جرى، ثم ينتقل إلى تجميله في رواية أخرى ترضي الأنا المتعالية أو المتوارية في لا وعي الحبيبين، فما يهدمه الواقع يعمره الخيال. من هنا تأتي رمزية عامل النظافة الذي حير النقاد، لأن انبثاقه بلا مقدمات في غضون الفيلم يتبدى، للرؤية المتعجلة، كأنه خطأ في المونتاج، أو لقطة منقطعة الصلة بالفيلم، لكن هذا المشهد المتكرر للعامل الوحيد المكتئب الذي يتسلى بمتابعة منصات التواصل الاجتماعية، الذي يشعر بالازدراء، لأن لا أحد يحبه أو يراه أو يشعر بوجوده، هو المعادل الرمزي لهواجس الحبيبين، وإحساسهما بثقل الماضي وعبء الذكريات وخلو الحياة من الرفاق، وفي ذلك إحالات لتداعيات نيتشه: "أحياناً أحدق بعيداً في الحياة، وأتطلع فجأة حولي فلا أرى أحداً برفقتي، وأرى أن رفيقي الوحيد هو الزمن". استرجاع برغسون بيد أن القوة العازلة للزمن كما يتمثلها كوفمان تنهل ثقافياً في الأقل من كتابات برغسون: "لا يمكننا التفكير ذاتياً خارج مدركات ما تدركه الذات من أشياء حولنا ومواضيع مجردة تشغل تفكيرنا"، كأن ذلك يرد على شخصيات الفيلم التي تنهمك في مراقبة ردود فعل الآخرين حول ذواتها، أكثر من اهتمامها بذواتها. خذ مثلاً الزيارة إلى بيت العائلة، حيث أراد الشاب أن يعرف والديه بحبيبته. البيت يحوي مزرعة للخنازير والأغنام. يصر الشاب أن يصحب حبيبته إلى المزرعة قبل الولوج إلى المنزل، يشاهدان الخنازير والأغنام الموبوءة. المشهد قاس ويثير الاشمئزاز، لكنه يمر بلا تعاطف من كليهما، هناك خشونة في المشاعر الداخلية، كأن سماكة الثلج في الخارج قد كستها. ماذا يعني الثلج، هل يشير إلى الجمود، أم إلى اختفاء المعالم، أم فرصة للتأمل في عتمات النفس وهزائمها الصغيرة؟ اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) لقد اختار المخرج ليلة ثلجية لاختبار هذه الأفكار، فالثلج يثير الشجن، وهو أيضاً يغبش الأزمنة والأمكنة، وما البياض الخارجي الذي من المفترض أن يوحي بالصفاء إلا فخ محكم لاستدراج المشاهد إلى متاهة، ما الدرس من ذلك؟! ربما التفكير في ثقل العالم، في لزوجة الأيام المتشابهة، في انعدام اليقين، في الشك في الحواس، في إلقاء حجارة دائمة في مستنقع الوقت الآسن، في ابتكار قوة خيال مجنحة تصنع كابحاً للزمن، وربما هذا ما يمكن أن نقرأه في أن إنهاء الأمور لا يتحقق لا في إنهاء العلاقة ولا في إنهاء الحياة، بل في إنهاء هذه السلسلة المنطقية من التوقعات. إن الخدوش العميقة في هذه السلسلة أمر ضروري في صراع البقاء، والنجاة من طوفان العدمية، ولكن هل أفلام كوفمان تتطلع إلى هذه النهايات السعيدة؟ الإجابة تأتي على الغالب بالنفي، أو بكثير من الشكوك، لأن أفلام هذا المخرج وكتاباته غايتها طرح الأسئلة المتصلة بخواء العالم وفراغه من المعنى والحقيقة والهدف، ولعل هذا مرتبط بمناخات "بعد ما بعد الحداثة" التي مثلت دعوة صريحة إلى التخطي والتجاوز، وهدم التصورات السابقة في الفن. ولعل سينما كوفمان أحد أبرز تعبيرات هذه المرحلة التي صدعت السرديات، من خلال "الألعاب السينمائية" أسوة بالمفهوم الفلسفي الذي طوره فتغنشتاين "ألعاب لغوية"، وهو ما يستحق بياناً خاصاً في المقالات المقبلة.

روبلوكس ترد على تقرير سلامة الأطفال وتكشف لنا عن تحديثات جديدة تعزز الأمان
روبلوكس ترد على تقرير سلامة الأطفال وتكشف لنا عن تحديثات جديدة تعزز الأمان

VGA4A

time٢١-٠٤-٢٠٢٥

  • VGA4A

روبلوكس ترد على تقرير سلامة الأطفال وتكشف لنا عن تحديثات جديدة تعزز الأمان

بعد التقرير الأخير الذي نشره موقع VGA4A مؤخرًا والذي سلط الضوء على المخاوف المتزايدة بشأن استغلال الأطفال على منصة الألعاب الشهيرة روبلوكس، تواصل ممثل رسمي للمنصة في الشرق الأوسط مع الموقع حاملًا رسالة من الإدارة التنفيذية تؤكد على التزام الشركة بسلامة المستخدمين وكاشفة عن تحديثات جديدة لتعزيز الحماية. في بيان حصري خص به VGA4A، صرح مات كوفمان، المدير التنفيذي لشؤون السلامة في روبلوكس مؤكدا لنا أن السلامة والثقة هما أساس كل ما نقوم به في روبلوكس، إذ تواصل الشركة العمل على تحسين سياساتها وتقنياتها وتعزيز قدرات الإشراف على المحتوى لحماية المجتمع، خاصة الأطفال والمراهقين. وأضاف كوفمان لموقع VGA4A: 'ولذلك، نستثمر في أدوات أمان متقدمة، ونتعاون مع خبراء متخصصين لمساعدة الأهل ومقدمي الرعاية على الإشراف على حسابات أطفالهم. في عام 2024 فقط، أضفنا أكثر من 40 ميزة جديدة لتحسين مستويات الأمان، وسنواصل العمل على جعل روبلوكس بيئة آمنة وإيجابية لجميع المستخدمين'. يأتي هذا الرد والتوضيح من روبلوكس بعد أيام قليلة من نشر VGA4A لتقرير مفصل استعرض فيه مخاطر محتملة على المنصة، مستندًا إلى تقارير وتحقيقات متنوعة أشارت إلى استغلال المجرمين لسياسات وأسلوب لعب روبلوكس لاستهداف الأطفال، وقد تطرق التقرير إلى قصص مقلقة وحالات موثقة تضمنت استدراج أطفال وتبادل صور مخلة، وصولًا إلى حوادث اعتداء جنسي بعد التعارف عبر المنصة. يذكر أن تقرير VGA4A قد أشار أيضًا إلى قصور في آليات المراقبة والاستجابة للبلاغات، وهو ما يبدو أن إدارة روبلوكس تسعى لمعالجته من خلال التأكيد على الاستثمار في أدوات أمان متقدمة وزيادة عدد الميزات الأمنية. يبقى الآن متابعة مدى فعالية هذه التحديثات والإجراءات الجديدة على أرض الواقع. سيواصل VGA4A دوره في مراقبة الوضع وتسليط الضوء على أي مستجدات تهدف إلى حماية الأطفال في العالم الرقمي. تابعنا على مواضيع ذات صلة.. اقرأ ايضا

حصري VGA4A: روبلوكس ترد على تقرير سلامة الأطفال وتكشف لنا عن تحديثات جديدة تعزز الأمان
حصري VGA4A: روبلوكس ترد على تقرير سلامة الأطفال وتكشف لنا عن تحديثات جديدة تعزز الأمان

VGA4A

time٢١-٠٤-٢٠٢٥

  • VGA4A

حصري VGA4A: روبلوكس ترد على تقرير سلامة الأطفال وتكشف لنا عن تحديثات جديدة تعزز الأمان

بعد التقرير الأخير الذي نشره موقع VGA4A مؤخرًا والذي سلط الضوء على المخاوف المتزايدة بشأن استغلال الأطفال على منصة الألعاب الشهيرة روبلوكس، تواصل ممثل رسمي للمنصة في الشرق الأوسط مع الموقع حاملًا رسالة من الإدارة التنفيذية تؤكد على التزام الشركة بسلامة المستخدمين وكاشفة عن تحديثات جديدة لتعزيز الحماية. في بيان حصري خص به VGA4A، صرح مات كوفمان، المدير التنفيذي لشؤون السلامة في روبلوكس مؤكدا لنا أن السلامة والثقة هما أساس كل ما نقوم به في روبلوكس، إذ تواصل الشركة العمل على تحسين سياساتها وتقنياتها وتعزيز قدرات الإشراف على المحتوى لحماية المجتمع، خاصة الأطفال والمراهقين. وأضاف كوفمان لموقع VGA4A: 'ولذلك، نستثمر في أدوات أمان متقدمة، ونتعاون مع خبراء متخصصين لمساعدة الأهل ومقدمي الرعاية على الإشراف على حسابات أطفالهم. في عام 2024 فقط، أضفنا أكثر من 40 ميزة جديدة لتحسين مستويات الأمان، وسنواصل العمل على جعل روبلوكس بيئة آمنة وإيجابية لجميع المستخدمين'. يأتي هذا الرد والتوضيح من روبلوكس بعد أيام قليلة من نشر VGA4A لتقرير مفصل استعرض فيه مخاطر محتملة على المنصة، مستندًا إلى تقارير وتحقيقات متنوعة أشارت إلى استغلال المجرمين لسياسات وأسلوب لعب روبلوكس لاستهداف الأطفال، وقد تطرق التقرير إلى قصص مقلقة وحالات موثقة تضمنت استدراج أطفال وتبادل صور مخلة، وصولًا إلى حوادث اعتداء جنسي بعد التعارف عبر المنصة. يذكر أن تقرير VGA4A قد أشار أيضًا إلى قصور في آليات المراقبة والاستجابة للبلاغات، وهو ما يبدو أن إدارة روبلوكس تسعى لمعالجته من خلال التأكيد على الاستثمار في أدوات أمان متقدمة وزيادة عدد الميزات الأمنية. يبقى الآن متابعة مدى فعالية هذه التحديثات والإجراءات الجديدة على أرض الواقع. سيواصل VGA4A دوره في مراقبة الوضع وتسليط الضوء على أي مستجدات تهدف إلى حماية الأطفال في العالم الرقمي.

مؤشرات سلطة التنسيق الامني الفلسطينية في نماذج القياس الاكاديمية!وليد عبد الحي
مؤشرات سلطة التنسيق الامني الفلسطينية في نماذج القياس الاكاديمية!وليد عبد الحي

ساحة التحرير

time١٦-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • ساحة التحرير

مؤشرات سلطة التنسيق الامني الفلسطينية في نماذج القياس الاكاديمية!وليد عبد الحي

مؤشرات سلطة التنسيق الامني الفلسطينية في نماذج القياس الاكاديمية! وليد عبد الحي يشكل قياس الظواهر السياسية في مستوياتها المحلية والاقليمية والدولية مشكلة منهجية، وتعددت مناهج القياس بخاصة من زاوية تحديد مؤشرات القياس ومعادلات تحديد أوزانها، كما أن المنظور الفكري الذي تنطلق منها نماذج القياس يؤثر بقدر ما بخاصة من زاوية درجة الانحياز الآيديولوجي الخفي في هذه النماذج ونتائجها . لكن إذا راجعنا نتائج قياس ظاهرة سياسية في نماذج متعددة بمنهجيات متباينة وبانتماءات آيديولوجية او خلفيات معرفية متعددة، ووجدنا تقاربا ذا دلالة في نتائج هذه النماذج ،فهو دليل على دقة القياس ، بينما إذا كان التباين كبيرا ،فلا شك ان في القياس خلل ما. ومن خبرتي الطويلة في هذا المجال ، تتبعت نتائج القياس للظواهر السياسية في سلطة التنسيق الامني الفلسطينية مستندا لاكثر من 17 نموذجا، ومعتمدا على النتائج المتقاربة بل احيانا المتطابقة بين هذه النماذج الاكاديمية، فكانت النتائج على النحو التالي: 1- مؤشر الديمقراطية (الحقوق السياسية، الحريات المدنية، سيادة القانون، الانتخابات الدورية …الخ): سجلت سلطة التنسيق الامني في الديمقراطية معدلا هو 22 من 100، واحتلت المرتبة 166 بين 176 دولة ، اي انها ضمن اعلى عشرة انظمة سياسية في الاستبداد السياسي. 2- مؤشر الفساد: سجل مؤشر الشفافية في سلطة التنسيق الامني معدل 26 من 100، وتحتل المرتبة 147 بين 180 دولة، والملاحظ ان معدل الشفافية عالميا هو 42.66 من 100 بينما في العالم العربي 39 من 100،وهو ما يعني ان الفساد في السلطة اعلى من المعدل العالمي واعلى حتى من معدله العام في العالم العربي ، ومن بين 7 مجموعات عالمية في نسب الفساد تقع السلطة الفلسطينية في المجموعة السادسة (اي انها ضمن المجموعة ما قبل الاخيرة). وتدل المؤشرات الفرعية لهذا المؤشر(اي الفساد) ان 77% من المجتمع يدرك أن الفساد يمارس في القطاع العام (الدوائر الحكومية) وان 59.6% من اموال الحكومة يتم استخدامها دون صفة رسمية خاضعة للرقابة، وأن 54% من حالات السرقة تجري في قطاع الاموال الحكومية. نتيجة لذلك يرى 94% من المجتمع الفلسطيني ان الفساد ظاهرة منتشرة جدا في أروقة سلطة التنسيق الامني ،وان 74% لا يثقون اطلاقا بالسلطة.، ولعل ذلك يساهم في تفاقم مشكلة المديونية، فالديون العامة: بلغت قيمة 2.5 مليار دولار حتى عام 2023، وهو مقدار يدخل السلطة ضمن مجموعة الدول التي تجاوزت حدود السماح لها بطلب الحصول على قروض، وتزداد الامور سوءا في ان 68% من دخل السلطة مصدره الضرائب التي تقوم اسرائيل بجمعها ثم تستقطع منها رواتب الموظفين في قطاع غزة، مما يزيد العبء على خزينة السلطة. وكل ذلك يساهم في استشراء ظاهرة الفساد. 3- الاستقرار السياسي: بلغ معدل عدم الاستقرار السياسي في اطار جغرافيا سلطة التنسيق الامني معدل (- 1.87 في نموذج كوفمان( الافضل +2.5 والاسوأ – 2.5)، ولو نظرنا في معدل عدم الاستقرار منذ أوسلو الى الآن ،فانه يصل الى – 1.77) وهو ما يجعل ترتيب السلطة في المرتبة 179 من بين 193 دولة(أي انها ضمن اسوأ 14 كيان سياسي) ناهيك عن ان عدم استقرارها يتزايد في اتجاهه العام. ولا شك أن الاحتلال يساهم في عدم الاستقرار بخاصة في السنة الاخيرة، لكن المعدل بقي يراوح في هذا المستوى منذ 1993، اي منذ وعود التحرير عبر أوسلو، ومما يضعف حجة دور الاحتلال –ولا ينفيها كليا بالطبع- أن الظواهر الاخرى من ديمقراطية وفساد وجريمة اجتماعية …الخ تسير بموازاة ظاهرة عدم الاستقرار وتساهم فيه. 4- الجريمة الاجتماعية: يحتل المجتمع الفلسطيني في الضفة الغربية المرتبة 88 بين 146 دولة جرى قياسها لظاهرة الجريمة الاجتماعية ( القتل ،السرقة،الاغتصاب،المخدرات،..الخ)، وتصل معدلات الجريمة الى 42.1 لكل مائة الف ، وهو ما يعني ان معدل السلم الاجتماعي هو 57.9 نقطة. لكن اللافت للانتباه هو ان مرتبة سلطة التنسيق في الامن الاجتماعي لا تتسق مع نسبة الانفاق على هذا القطاع ، فهو يلتهم 44.6% من الموازنة العامة لسلطة التنسيق الامني، وللتدليل على الفساد نجد انه من بين 34391 موظف امني في السلطة هناك 19الف و 766 ضابطا، أي ان كل 1.7 موظف او جندي بينهم ضابط، وهي اعلى نسبة بين دول العالم بعد الفاتيكان ( وهو ما يعزز نسبة الفساد المُقَنَّع )( ولتفاصيل هذه البيانات بشكل تام يرجى الرجوع الى The Geneva Centre for Security Sector Governance الذي انجز التقرير مع وزارة الداخلية الفلسطينية في شهر 8 من عام 2023، وقامت وزارة الخارجية السويسرية والاتحاد الاوروبي بتغطية تكاليف التقرير الذي يقع في 128 صفحة ويغطي كل الجوانب القانونية والمالية والبشرية للجهاز الامني( الامن الوطني- والداخلي) اضافة الى جهاز المخابرات العامة الذي يضم 4290 موظفا في الضفة الغربية اضافة الى 1400 كانوا معينين للعمل في غزة حتى اندلاع الحرب في اكتوبر 2023، كما يغطي التقرير مؤسسات الجهاز القضائي الفلسطيني في كل من غزة والضفة الغربية). ويشير التقرير السويسري ان دائرة الارتباط الخاصة بتنظيم عمليات التنسيق الامني مع اسرائيل تضم 481 موظفا منهم 370 في الضفة الغربية ،وكان 111 مقررين للعمل في غزة حتى اعداد التقرير. 5- الانفاق على البحث العلمي: يصل المعدل العالمي لنسبة الانفاق على البحث من اجمالي الناتج المحلي 2.62%، بينما يبلغ في سلطة التنسيق الامني طبقا لآخر البيانات 0.45%، اي انها تمثل 17.2% من المعدل العالمي للانفاق على البحث العلمي ، بينما تنفق 44.6% من ميزانيتها على الأمن ، وهي مفارقة لا تجدها في اكثر دول العالم تخلفا. 6- تزايد الاستيطان في الضفة الغربية: منذ توقيع اتفاق اوسلو الى نهاية 2024 ارتفعت اعداد المستوطنين في الضفةالغربية بنسبة 2.7 اضعاف ، فقد كان العدد-طبقا للارقام الاسرائيلية- 268 الف و 756 مستوطنا ، ووصل عام 2019 الى 688 الف و 262 مستوطنا، وهو الآن 733 الف و 229 مستوطنا، وتسيطر هذه المستوطنات التي تقارب 250 مستوطنة على حوالي 43% من مساحة الضفة الغربية(ناهيك عن السيطرة الاسرايلية الامنية على 62% من الضفة وهي منطقة ج). ومنذ بداية الحرب الحالية في اكتوبر 2023 ، قام المستوطنون ب 1860 هجوما على الفلسطينيين وممتلكاتهم حتى بداية 2025، وأدى ذلك الى استشهاد 870 فردا منهم 177 طفلا ، واصيب بجراح ما مجموعه 6700 ، وتم اعتقال 13572 فردا ،وتم تدمير 2168 منزلا مما تسبب في تشريد 6729 مواطنا فلسطينيا من منازلهم. اللافت في هذا الامر ،ان اجهزة الامن الفلسطينية واصلت التنسيق الامني مع قوات الاحتلال رغم كل ما هو مخالف حتى لنصوص اتفاق اوسلو، وليس للسلطة الا الانشغال بموعد تسليمها غزة والاحتفال بنزع سلاح غزة، والصراع بين 'النخبة' على من يرث كرسي السلطة حتى لو كان راسبا في الثانوية العامة مرتين او متهما بجرائم اخلاقية. ‎2025-‎04-‎16 The post مؤشرات سلطة التنسيق الامني الفلسطينية في نماذج القياس الاكاديمية!وليد عبد الحي first appeared on ساحة التحرير.

الصراع بين الهوية المحلية والمعتقدات الشعبية "2"
الصراع بين الهوية المحلية والمعتقدات الشعبية "2"

البيان

time٢٣-٠٣-٢٠٢٥

  • علوم
  • البيان

الصراع بين الهوية المحلية والمعتقدات الشعبية "2"

في مناقشة الصراع الوجودي بين الهوية المحلية والقيم الكونية والمعتقدات الشعبية، أثار المقال الأسبوع الماضي شهية المشتغلين والباحثين في فلسفة التراث، واستكمالاً للنقاش، خصوصاً في مجال التعليم والمعتقد الشعبي، فقد نواجه ما يسمى بـ «الانزياح عن الوظيفة التربوية» وهو أن يصبح التعليم أداة لإنتاج مواطنين عالميين، بدلاً من تعزيز الانتماء الثقافي، وقد نتفق جميعاً أن هذا النهج يهدد بانهيار الذاكرة الجمعية، ويحول المدرسة إلى منتج للاغتراب الثقافي. إن الانفصام بين التراث والتعليم لا يمثل فشلاً تربوياً فحسب، بل يشير إلى أزمة في فهم العلاقة بين المعرفة والهوية، فالمعرفة كأداة سلطة هي عندما تفرض المعرفة العلمية كأنها الحقيقة الوحيدة ولا شيء غيرها، مما يحول نظم التعليم إلى امتداد لشكل من أشكال الاستعمار الثقافي. وهنا يبرز السؤال: هل الحل الأفضل وضع الهوية كبناء متغير، بحيث تصبح المعتقدات الشعبية قابلة لإعادة التفسير في ضوء التحديات المعاصرة، أم علينا وضع بديل لا يتضمن إلغاء العلم لصالح التراث، بل خلق حوار بينهما؟ في دراسة تومسون ووتشن نجد نافذة على دراسات علم الأعصاب حول المعتقدات الشعبية وتأثيرها على الفرد والشخصية، وقد قام الباحثان باستخدام تقنيات تصوير الدماغ، ووجدا أن المعتقدات مثل العين أو الحسد تنشط مناطق مرتبطة بالعاطفة والخوف. وتستخدم في دولة الإمارات معتقدات مثل «الأحجبة» أو «التعويذات» كحماية من الشر، وتظهر هذه الآليات أن المعتقدات الشعبية العميقة هي استجابات تكيفية للبيئة الصحراوية أو الساحلية التي تقدم تفسيرات لظواهر غير مألوفة، حيث أصبحت المعتقدات الشعبية جزءاً من اللاوعي البيولوجي الذي ينظم السلوك. وقد أبدع كوفمان وليبي (2012) في دراستيهما بعنوان تغيير المعتقدات من خلال اكتساب الخبرة، وكيف أن القصص الشعبية يمكن أن تعيد تشكيل المعتقدات والشخصية والهوية، في دولة الإمارات مثلاً، نعلم أن السيرة (الحكايات التراثية) تروى في المجالس، وكذلك الأمثال الشعبية التي تحمل رائحة أجدادنا وأسلافنا، فتصبح هذه القصص والأمثال أدوات لتفكيك الخرافات عبر تأويلات جديدة وتتحول إلى رمز للذاكرة البيئية التي تربط الإنسان بالصحراء أو البحر، ويبقى التراث مادة مفتوحة للتأويل والبحث والتجديد. بإسقاط هذه الأفكار على التعليم، ولمواجهة التحديات الكبرى التي قد نواجهها فعلاً، وستواجهها بلا شك أجيالنا القادمة خلال صراعها الوجودي، وحسب النقاشات مع المختصين، خصوصاً نخبة الباحثين المتميزين في جمعية الدراسات الإنسانية، فإن الجميع قد رأى أنه لا بد أن تضطلع مؤسسات التعليم المعنية سواء مجلس التعليم أم الوزارة بمهمات استثنائية من بينها إعادة قراءة متأنية للمناهج، وفحص كفاءة مواد وموضوعات التراث والمعتقدات الشعبية وتوظيفها حسب الفئات العمرية بما يعزز الهوية الوطنية، وكذلك الاهتمام بعمل اختبار تحديد مستوى للمعلمين جميعاً، يحدد فهمهم للتراث الإماراتي وقدراتهم وكفاءتهم في تحويل المواد العلمية وغير العلمية وتطويعها لرسم وترسيخ الهوية الإماراتية في عقول الطلبة ووجدانهم، أو على الأقل وضع برامج تدريبية مكثفة لجميع المعلمين يتم من خلالها تدريبهم وتأهيلهم على كيفية تحقيق الهدف الأسمى، وهو أن تكون مخرجات العمليات والنظم التربوية ترسخ وتعزز الهوية الوطنية التراثية. أرى أن مهمة إنقاذ الأنظمة التعليمية من الانكسار الثقافي ليست سهلة، لكن لا بد فعلاً من المزيد من العمل لدمج التراث والمعتقدات الشعبية في المناهج كأدوات تدريسية، لا كمحتوى ثانوي، والتأكد من أن المعلمين قادرون على أساليب تربط بين المعرفة العلمية والتراث الرمزي، والذي سيخلق بلا شك فضاءً للحوار بين الأصالة والمعاصرة، تكون شروطه الأساسية تعزيز الهوية الوطنية وعدم المساس بها أو محاولة إلغائها. كذلك لا بد أن تنشط مؤسسات التعليم في زيادة تخصيص أقسام ودوائر تعمل على مدار الساعة في الأبحاث والدراسات المتخصصة التي يمكنها أن تدرس الوضع الحالي لدى المدارس والمعلمين والطلبة في مدى تأثير عناصر التراث الإماراتي على تشكيل هوية الطالب الثقافية الوطنية وترسيخ القيم وغرس الانتماء، وتعزيز النموذج القدوة المتمثلة في القيادات الحكيمة التي أسست الدولة والقيادات الرشيدة التي تحمل اللواء بحكمة وعدالة ورعاية واهتمام بلا حدود. لا أريد أن أطيل، ولكن أيضاً لا بد من التأكيد على دور الأسرة والمجتمع في التكامل مع دور مؤسسات التعليم، والعمل المسؤول والجاد في بث روح التراث الأصيلة لدى الناشئة، وقد سمعت خلال المناقشات، أن هناك أجيالاً جديدة من أطفال الإمارات وأطفال المقيمين فيها، لا يعلمون أي شيء عن حكايات وألعاب الإمارات التراثية الشعبية، وهذا في الحقيقة مؤلم، ونحن نرى الأجيال القادمة تمضي نحو المجهول بلا هوية وطنية ثقافية راسخة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store