logo
#

أحدث الأخبار مع #لإس

ملامح التسوية الإقليمية... من غـزة إلى بيروت
ملامح التسوية الإقليمية... من غـزة إلى بيروت

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 6 أيام

  • سياسة
  • القناة الثالثة والعشرون

ملامح التسوية الإقليمية... من غـزة إلى بيروت

تشهد المنطقة تطورات متسارعة تعيد رسم المشهد الجيوسياسي، وتفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الترتيبات الإقليمية، عنوانها "التسويات لا الصراعات".المشهد الأكثر وضوحاً يبقى في غـزة، حيث بدأت مؤشرات تراجع الدعم الأميركي غير المشروط لإســرائيل، بعد تسريب إعلامي كشف عن تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال مشاورات خاصة، بالتخلي عن إسـرائيل إذا لم تُوقف الحـرب فوراً. هذا التسريب أثار ضجة كبيرة، كونه يكشف عن تحول جوهري في موقف الإدارة الأميركية، التي باتت تنظر إلى استمرار الحرب كعبء استراتيجي يعرقل مشاريعها في المنطقة، ويُفشل مفاوضاتها مع أطراف إقليمية فاعلة، وعلى رأسها إيــران. وقد فهم كثيرون هذا التسريب كجزء من ضغط أميركي واسع، يُمارس على تل أبيب بهدف فرض وقف لإطلاق النار، تمهيداً لتسوية أوسع. في موازاة هذا المشهد، برزت الزيارة المرتقبة للمبعوثة الاميركية مورغان أورتاغوس، إلى بيروت، حيث ستلتقي عدداً من المسؤولين اللبنانيين حاملة رسالة سياسية واضحة: "على لبنان أن يسلك طريق التسوية الشاملة، كما فعل الرئيس السوري أحمد الشارع"، في إشارة إلى ما بات يُعرف باتفاق إعادة التموضع السوري المدعوم أميركياً. الزيارة ليست تفصيلية، بل تأتي في سياق ضغط منسق هدفه إدخال لبنان في دائرة التفاهمات الإقليمية، وإبعاده عن دوامة الحروب الصغيرة والانهيارات المتتالية. وهذا التوجه الأميركي يتقاطع مع مساعي الإدارة للوصول الى تفاهمات نهائية مع إيــران، تضمن استقراراً عاماً في الشرق الأوسط، وتمهد لانسحاب تدريجي من بؤر التوتر المكلفة. في لبنان، يبدو أن هناك تقاطعات داخلية بدأت تتبلور. فرئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس مجلس النواب جوزاف عون يناقشان مقترحات تؤسس لمرحلة جديدة من الاستقرار، مع تفهّم واضح لطبيعة التوازنات الدولية الجديدة. وهذا يعني أن بيروت قد تكون مقبلة على مرحلة تسويات دقيقة، عنوانها "الأمن مقابل الإصلاح"، وهو ما تطالب به أيضاً القوى الدولية الداعمة للبنان. ما يحصل في غــزة، وما يُرسم لبيروت، هو جزء من مشهد أوسع: رغبة أميركية – وربما دولية – بإنهاء حالة السيولة الأمنية، وفرض وقائع سياسية جديدة، أساسها تهدئة الجبهات، وإعادة ترسيم النفوذ على قواعد أكثر استقراراً. والمرحلة المقبلة ستكون حاسمة في تحديد اتجاه هذه الترتيبات. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

ملامح التسوية الإقليمية… من غـزة إلى بيروت
ملامح التسوية الإقليمية… من غـزة إلى بيروت

بيروت نيوز

timeمنذ 6 أيام

  • سياسة
  • بيروت نيوز

ملامح التسوية الإقليمية… من غـزة إلى بيروت

تشهد المنطقة تطورات متسارعة تعيد رسم المشهد الجيوسياسي، وتفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الترتيبات الإقليمية، عنوانها 'التسويات لا الصراعات'.المشهد الأكثر وضوحاً يبقى في غـزة، حيث بدأت مؤشرات تراجع الدعم الأميركي غير المشروط لإســرائيل، بعد تسريب إعلامي كشف عن تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال مشاورات خاصة، بالتخلي عن إسـرائيل إذا لم تُوقف الحـرب فوراً. هذا التسريب أثار ضجة كبيرة، كونه يكشف عن تحول جوهري في موقف الإدارة الأميركية، التي باتت تنظر إلى استمرار الحرب كعبء استراتيجي يعرقل مشاريعها في المنطقة، ويُفشل مفاوضاتها مع أطراف إقليمية فاعلة، وعلى رأسها إيــران. وقد فهم كثيرون هذا التسريب كجزء من ضغط أميركي واسع، يُمارس على تل أبيب بهدف فرض وقف لإطلاق النار، تمهيداً لتسوية أوسع. في موازاة هذا المشهد، برزت الزيارة المرتقبة للمبعوثة الاميركية مورغان أورتاغوس، إلى بيروت، حيث ستلتقي عدداً من المسؤولين اللبنانيين حاملة رسالة سياسية واضحة: 'على لبنان أن يسلك طريق التسوية الشاملة، كما فعل الرئيس السوري أحمد الشارع'، في إشارة إلى ما بات يُعرف باتفاق إعادة التموضع السوري المدعوم أميركياً. الزيارة ليست تفصيلية، بل تأتي في سياق ضغط منسق هدفه إدخال لبنان في دائرة التفاهمات الإقليمية، وإبعاده عن دوامة الحروب الصغيرة والانهيارات المتتالية. وهذا التوجه الأميركي يتقاطع مع مساعي الإدارة للوصول الى تفاهمات نهائية مع إيــران، تضمن استقراراً عاماً في الشرق الأوسط، وتمهد لانسحاب تدريجي من بؤر التوتر المكلفة. في لبنان، يبدو أن هناك تقاطعات داخلية بدأت تتبلور. فرئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس مجلس النواب جوزاف عون يناقشان مقترحات تؤسس لمرحلة جديدة من الاستقرار، مع تفهّم واضح لطبيعة التوازنات الدولية الجديدة. وهذا يعني أن بيروت قد تكون مقبلة على مرحلة تسويات دقيقة، عنوانها 'الأمن مقابل الإصلاح'، وهو ما تطالب به أيضاً القوى الدولية الداعمة للبنان. ما يحصل في غــزة، وما يُرسم لبيروت، هو جزء من مشهد أوسع: رغبة أميركية – وربما دولية – بإنهاء حالة السيولة الأمنية، وفرض وقائع سياسية جديدة، أساسها تهدئة الجبهات، وإعادة ترسيم النفوذ على قواعد أكثر استقراراً. والمرحلة المقبلة ستكون حاسمة في تحديد اتجاه هذه الترتيبات.

ملامح التسوية الإقليمية... من غـزة إلى بيروت
ملامح التسوية الإقليمية... من غـزة إلى بيروت

ليبانون 24

timeمنذ 6 أيام

  • سياسة
  • ليبانون 24

ملامح التسوية الإقليمية... من غـزة إلى بيروت

تشهد المنطقة تطورات متسارعة تعيد رسم المشهد الجيوسياسي، وتفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الترتيبات الإقليمية، عنوانها "التسويات لا الصراعات".المشهد الأكثر وضوحاً يبقى في غـزة، حيث بدأت مؤشرات تراجع الدعم الأميركي غير المشروط لإســرائيل، بعد تسريب إعلامي كشف عن تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، خلال مشاورات خاصة، بالتخلي عن إسـرائيل إذا لم تُوقف الحـرب فوراً. هذا التسريب أثار ضجة كبيرة ، كونه يكشف عن تحول جوهري في موقف الإدارة الأميركية ، التي باتت تنظر إلى استمرار الحرب كعبء استراتيجي يعرقل مشاريعها في المنطقة، ويُفشل مفاوضاتها مع أطراف إقليمية فاعلة، وعلى رأسها إيــران. وقد فهم كثيرون هذا التسريب كجزء من ضغط أميركي واسع، يُمارس على تل أبيب بهدف فرض وقف لإطلاق النار، تمهيداً لتسوية أوسع. في موازاة هذا المشهد، برزت الزيارة المرتقبة للمبعوثة الاميركية مورغان أورتاغوس ، إلى بيروت ، حيث ستلتقي عدداً من المسؤولين اللبنانيين حاملة رسالة سياسية واضحة: "على لبنان أن يسلك طريق التسوية الشاملة، كما فعل الرئيس السوري أحمد الشارع"، في إشارة إلى ما بات يُعرف باتفاق إعادة التموضع السوري المدعوم أميركياً. الزيارة ليست تفصيلية، بل تأتي في سياق ضغط منسق هدفه إدخال لبنان في دائرة التفاهمات الإقليمية، وإبعاده عن دوامة الحروب الصغيرة والانهيارات المتتالية. وهذا التوجه الأميركي يتقاطع مع مساعي الإدارة للوصول الى تفاهمات نهائية مع إيــران، تضمن استقراراً عاماً في الشرق الأوسط ، وتمهد لانسحاب تدريجي من بؤر التوتر المكلفة. في لبنان، يبدو أن هناك تقاطعات داخلية بدأت تتبلور. فرئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس مجلس النواب جوزاف عون يناقشان مقترحات تؤسس لمرحلة جديدة من الاستقرار، مع تفهّم واضح لطبيعة التوازنات الدولية الجديدة. وهذا يعني أن بيروت قد تكون مقبلة على مرحلة تسويات دقيقة، عنوانها "الأمن مقابل الإصلاح"، وهو ما تطالب به أيضاً القوى الدولية الداعمة للبنان. ما يحصل في غــزة، وما يُرسم لبيروت، هو جزء من مشهد أوسع: رغبة أميركية – وربما دولية – بإنهاء حالة السيولة الأمنية، وفرض وقائع سياسية جديدة، أساسها تهدئة الجبهات، وإعادة ترسيم النفوذ على قواعد أكثر استقراراً. والمرحلة المقبلة ستكون حاسمة في تحديد اتجاه هذه الترتيبات.

البابا لاوون 14 لترامب: لا قيمة لتريليوناتك من دون الفقراء ولا لسلامك من دون أوكرانيا...
البابا لاوون 14 لترامب: لا قيمة لتريليوناتك من دون الفقراء ولا لسلامك من دون أوكرانيا...

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 7 أيام

  • سياسة
  • القناة الثالثة والعشرون

البابا لاوون 14 لترامب: لا قيمة لتريليوناتك من دون الفقراء ولا لسلامك من دون أوكرانيا...

إشارات عدة تتوالى منذ 9 الجاري، أي منذ يوم انتخاب "الحبر الأعظم" الجديد البابا لاوون الرابع عشر، أميركي الأصل، (إشارات عدة تتوالى) تؤكد أن علاقة الفاتيكان بالإدارة الأميركية الحالية خلال مدة حبريته قد لا تكون "سمناً على عسل" بحسب ما قد يعتقد البعض، وأنه لن يكون بإمكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن يعتقد أن هناك امتداداً لسياساته على رأس الكنيسة الكاثوليكية، من خلال البابا الجديد، بإسم الانتماء الأميركي الواحد. أوكرانيا... بداية أولى فبعد افتتاح ترامب ولايته الرئاسية الثانية بانخراط كبير جارِح ومُهين في السلام الأوكراني، وبربطه هذا السلام بصفقات ومعادن نادرة وتجارة ومال واقتصاد، بعيداً من القِيَم، يبدو الملف الأوكراني أيضاً من أول وأكثر الملفات الدولية التي تحظى باهتمام البابا لاوون الرابع عشر في بداية حبريته أيضاً، ولكن بشكل مُخالِف لترامب كلياً، إذ شدد (البابا الجديد) في أولى إطلالاته (قبل نحو أسبوع) على الحاجة إلى إحلال سلام عادل ودائم في أوكرانيا، فيما كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أول الرؤساء الذين تحدث (البابا الجديد) إليهم عبر الهاتف، والذين تلقى دعوة رسمية منهم للقيام بزيارة، إذ دعاه (زيلينسكي) لزيارة أوكرانيا. كما أطلع زيلينسكي البابا على آخر أجواء وقف إطلاق النار ومفاوضات السلام، وهو ما يعكس رغبة البابا الجديد بمتابعة آخر المستجدات هناك. وفي سياق متصل، وبُعَيْد قداس تنصيبه وبدء حبريته رسمياً، استقبل البابا لاوون زيلينسكي برفقة زوجته، وذلك بعدما كرّر القول إن أوكرانيا المعذبة والشهيدة تنتظر مفاوضات من أجل سلام عادل ومستدام، أمس أيضاً. ومجموع ما سبق ذكره، يؤكد أن بداية حبرية البابا "الأميركي" الجديد، تختلف عن بداية الولاية الرئاسية الجديدة للرئيس الأميركي (ترامب)، من حيث مقاربة الملف الأوكراني أولاً. انتقاد مبطَّن مسألة أخرى أيضاً، وهي أن البابا لاوون الرابع عشر انتقد خلال عظة قداس تنصيبه الكراهية والعنف والأحكام المُسبَقَة والخوف من المختلف عنّا، وهذه إشارات إضافية الى أن لا مجالات كبيرة للتلاقي بين البابا الجديد والإدارة الأميركية الحالية، العنيفة جداً تجاه كل مختلف عن أميركا، والتي تعمل وفق "بارانويا" أن الجميع (حتى أصدقاء أميركا) سرقوا الولايات المتحدة الأميركية في الماضي، وأنه يتوجب عليهم أن يدفعوا الثمن. إشارة أخرى أيضاً الى أن البابا لاوون الرابع عشر لم ولن يكون مُعجباً بإبهار ترامب، ولا بسياساته وتريليوناته، هي أنه انتقد خلال قداس تنصيبه النظام الاقتصادي العالمي الذي يهمّش الأكثر فقراً، والأنماط الاقتصادية التي تستنزف موارد الأرض. وهذا انتقاد مبطّن وواضح لاستخفاف ترامب باتفاقيات وسياسات الحفاظ على البيئة والمناخ، وغيرها من الأمور، ولانسحابه منها، ولتوحّشه في العمل الاقتصادي، وفي السياسات التجارية والمالية. احتواء الجنوح رأى الخبير الاستراتيجي الدكتور سامي نادر أن "انتخاب بابا من أصول أميركية في الظروف الراهنة، قد ينسجم مع رغبة الفاتيكان باحتواء أي جنوح لدى الإدارة الأميركية، يكون بعيداً من الخط الفاتيكاني المعتدل والملتزم بحقوق الإنسان، وبعيداً من المبادىء المؤسِّسَة للسيادة الفاتيكانية، خصوصاً أن البابا الجديد هو من أتباع البابا فرنسيس، ويكرّس في خطابه الابتعاد عن العنصرية ورفض الآخر". وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "إدارة ترامب عدّلت هي بدورها في سياستها، سواء بملف أوكرانيا، أو قطاع غزة. فلم نَعُد نرى اليوم هذا الاندفاع الهائل لدى ترامب لمراعاة (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين. كما أن لا "شيك" على بياض لإسرائيل الآن، وسط تصريحات أميركية رسمية تقول إنهم لن يسمحوا بحصول مجزرة في غزة". في مكان آخر واعتبر نادر أن "العالم اليوم أمام مرحلة يُعاد فيها تصويب ودَوْزَنَة السياسة الأميركية، بعيداً من أي مواقف قاسية أو من أي منحى راديكالي، لا بل هناك إعادة توازن وتصويب في ملفات أساسية، منها حرب أوكرانيا وموضوع غزة". وختم:"ما فعله ترامب في دول خليجية قبل أيام ليس سهلاً. فأن يزور ويكرّس شراكات للولايات المتحدة الأميركية في المنطقة، وأن يحلّق فوق إسرائيل على طريقة "مرور الكرام"، ومن دون أن يزورها، فهذا أمر لم يَكُن يحدث سابقاً. وإذا جمعنا تلك النقطة مع ما يرشح عن حثّ أميركي مباشر لبوتين بشأن ضرورة وقف الحرب في أوكرانيا، فإننا سنجد أن هناك تغييراً في السياسة الأميركية بالمقارنة مع ما كانت عليه في بداية ولاية ترامب الثانية، وأن العالم اليوم في مكان آخر تقريباً عما كان عليه قبل أشهر". أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم" انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

إطالة أمد العملية العسكرية في اليمن توسع هامش الأخطاء وتضع الإدارة الأميركية إزاء محاذير أخلاقية
إطالة أمد العملية العسكرية في اليمن توسع هامش الأخطاء وتضع الإدارة الأميركية إزاء محاذير أخلاقية

الأمناء

time٠٣-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الأمناء

إطالة أمد العملية العسكرية في اليمن توسع هامش الأخطاء وتضع الإدارة الأميركية إزاء محاذير أخلاقية

تمسك الجيش الأميركي بالتكتم على تفاصيل الحملة يذكي الانتقادات لها والتشكيك في جدواها ما مؤشرات استثمار الحملة العسكرية في اليمن دعائيا في الخصومة السياسية بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي؟ المهاجرون الأفارقة غير النظاميين يتخذون من مناطق اليمن معبراً باتجاه السعودية لا يخلو أسلوب طول النفس الذي تنتهجه الولايات المتحدة الأميركية في عمليتها العسكرية ضد جماعة الحوثي والذي يقتضي إطالة أمد حملة القصف وتوسيع نطاقها الجغرافي، من محاذير حقوقية وأخلاقية بدأت تظهر مع سقوط ضحايا مدنيين وتضرّر منشآت ومرافق حيوية وحتى ذات قيمة تراثية وثقافية، الأمر الذي يمنح الجماعة فرصة إسناد حملتها الدعائية ضد واشنطن وحلفائها بشواهد مادية ووقائع على الأرض. وتذكي الأسئلةَ والشكوكَ بشأن فاعلية الحملة وجدواها حالةُ الغموض التي تلفها وعدم تحديد أي سقف زمني لها ولا حتّى الأهداف الدقيقة المتوخاة من قبل واشنطن، وإن كانت الأخيرة تريد إسقاط حكم الحوثيين في أجزاء من اليمن أم مجرّد إضعاف قدراتهم العسكرية مع الإبقاء عليهم طرفا في المعادلة السياسية في البلاد وشريكا في أي سلام قد يتمّ التوصّل إليه مستقبلا بين الفرقاء هناك. وبات الغموض تكتيكا معلنا قال الجيش الأميركي إنّه لن يحيد عنه مؤكّدا التزامه بعدم الكشف عن تفاصيل العملية العسكرية في اليمن وخطواتها الموالية. وقتل وجرح العشرات في قصف نسب للقوات الأميركية وأصاب مركز إيواء للاجئين الأفارقة في صعدة معقل الحوثيين في شمال اليمن، على ما أفاد إعلام الجماعة الاثنين. وقالت قناة المسيرة التابعة للحوثيين نقلا عن الدفاع المدني إن ثمانية وستين مهاجرا أفريقيا قتلوا وسبعة وأربعين أصيبوا بجروح متفاوتة الخطورة جراء قصف أميركي لمركز إيواء هؤلاء المهاجرين غير الشرعيين في مدينة صعدة. ويتواجد المهاجرون الأفارقة غير النظاميين بكثافة في المناطق اليمنية التي لا يتخذونها عادة مقرّا بل مجرّد معبر باتجاه المملكة العربية السعودية التي يحاول الآلاف منهم دخولها خلسة كل سنة فرارا من الظروف القاسية في بلدانهم الأصلية وبحثا عن فرص عمل في المملكة الغنية وذات الاقتصاد النشط. ويفسّر ذلك وجود هؤلاء المهاجرين في صعدة بالشمال اليمني غير بعيد عن الحدود مع السعودية. ونقلت القناة عن وزارة الداخلية التابعة للحكومة الحوثية غير المعترف بها دوليا بيانا أكّدت فيه 'سقوط العشرات من القتلى والجرحى في القصف الأميركي المتعمد الذي استهدف مركزا يضم 115 مهاجرا جميعهم من الجنسيات الأفريقية.' وقالت الوزارة إنّ المركز الواقع في سجن صعدة الاحتياطي واقع تحت إشراف منظمة الهجرة الدولية ومنظمة الصليب الأحمر. وبثت القناة مقاطع فيديو تظهر سقف المركز وقد دمر تماما فيما كان منقذون يزيحون الركام والحجارة لانتشال قتلى وجرحى. وسمع أشخاص يصيحون 'اجلبوا محفّات' في المكان حيث انتشرت جثث على الأرض وجرحى يئنون. وجاء قصف مركز المهاجرين صباح الاثنين بعد ساعات على إعلان الجماعة عن مقتل ثمانية أشخاص بينهم أطفال ونساء في ضربات أميركية طالت ثلاثة منازل في صنعاء بحسب الإعلام التابع للجماعة. وبثت قناة المسيرة مقاطع فيديو تظهر ركام منازل وسيارات مدمّرة كلّيا وبقع دماء على الأرض، فيما كان منقذون يجمعون أشلاء بشرية على الأرجح، في قطعة قماش أبيض موضوعة على الأرض. وتقول واشنطن إنّ الهدف من حملة القصف المتواصلة للمناطق اليمنية الخاضعة لسيطرة الحوثيين هو ردعها وشل قدرتها على استهداف خطوط الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، بينما تقول الجماعة المصنّفة كجزء من 'محور المقاومة' بقيادة إيران إنها تهاجم سفنا تابعة لإسرائيل وحلفائها تضامنا مع الفلسطينيين في قطاع غزّة. وتلف حالة من الغموض وعدم وضوح الرؤيا والأهداف حملة القصف الأميركية المتواصلة منذ منتصف شهر مارس الماضي، دون معرفة بما حققته بالفعل من نتائج عملية على الأرض. وقال الجيش الأميركي إنه لن يكشف عن تفاصيل محددة بشأن ضرباته العسكرية في اليمن وذلك بدافع الحاجة إلى 'الحفاظ على أمن العمليات'، مضيفا أن الضربات لها 'آثار مميتة' على الحوثيين. وأمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتكثيف الضربات الموجهة للحوثيين وقالت إدارته إنها ستواصل مهاجمة الجماعة حتى تتوقّف عن استهدافها لسفن الشحن في البحر الأحمر. وأسفرت الضربات الأميركية في الآونة الأخيرة عن مقتل العشرات بما في ذلك أربعة وسبعون شخصا في ميناء رأس عيسى النفطي غربي اليمن في منتصف أبريل الجاري. وبينما عبّر مدافعون عن حقوق الإنسان عن مخاوفهم بشأن مقتل المدنيين، لاحت بوادر على استثمار الحملة سياسيا في الخصومة الحامية بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، حيث وجه ثلاثة أعضاء ديمقراطيين في مجلس الشيوخ، من بينهم السناتور كريس فان هولين، رسالة إلى وزير الدفاع بيت هيغسيث يطالبون فيها بمحاسبة المسؤولين عن الخسائر في أرواح المدنيين. كما تعرض الوزير لانتقادات لاذعة لاستخدامه تطبيق المراسلة سيغنال لمناقشة خطط الهجوم على اليمن. وذكرت القيادة المركزية الأميركية في بيان 'للحفاظ على أمن العمليات عمدنا إلى الحد من الإفصاح عن تفاصيل عملياتنا الجارية أو المستقبلية، لن نكشف تفاصيل محددة عما فعلناه أو ما سنفعله'. وقال الجيش إنه ضرب أكثر من ثماني مئة هدف منذ منتصف مارس الماضي مشيرا إلى أن ذلك أسفر عن مقتل المئات من المقاتلين الحوثيين وعدد كبير من قادة الجماعة، فضلا عن تدمير منشآت الجماعة المسلحة. وذكر بيان الجيش أن الضربات 'دمرت عدة منشآت للقيادة والتحكم وأنظمة دفاع جوي ومنشآت تصنيع أسلحة ومواقع تخزين أسلحة متطورة'. وتقول واشنطن إن الضربات تهدف إلى تدمير القدرات العسكرية والاقتصادية للحوثيين مع تقليل الأضرار التي تلحق بالمدنيين. وأعلنت في وقت سابق أن الانفجار الذي وقع في العشرين من الشهر الجاري قرب موقع مُدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي في العاصمة اليمنية صنعاء نجم عن صاروخ حوثي، وليس غارة جوية أميركية، بينما قال الحوثيون إن اثني عشر شخصا قُتلوا في تلك الواقعة التي أكّدوا نسبتها للقوات الأميركية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store