أحدث الأخبار مع #لحظةسبوتنيك


الشبيبة
٠٤-٠٥-٢٠٢٥
- أعمال
- الشبيبة
لماذا يراهن المستثمرون العالميون بقوة على الصين
بقلم شين بينغ | تشاينا ديلي "هنا، لوحات السيارات الخضراء تلمع أكثر من واحات الصحراء." مؤخرًا، أصبحت شوارع الشرق الأوسط مزينة بـ " الأخضر الصيني". فالمركبات الكهربائية الصينية تغزو أسواق الشرق الأوسط، حيث أصبحت واحدة من كل سيارتين جديدتين تعملان بالطاقة الجديدة في إسرائيل تحمل شعارًا صينيًا. وعلى بُعد نصف الكرة الأرضية، يصدر بنك "دويتشه بنك" تقريرًا مثيرًا بعنوان: "الصين تلتهم العالم"، وتظهر على غلافه عبارة فرعية جريئة: "لحظة سبوتنيك هي للصين، لا للذكاء الاصطناعي". كذلك، فإن رؤوس الأموال العالمية تُظهر ثقتها بالصين. فقد رفعت "جولدمان ساكس" مؤخرًا هدفها لمؤشر CSI 300 إلى 4700 نقطة. حتى "مورجان ستانلي" - الذي كان يومًا من أشد المشككين - قد غيّر موقفه، ورفع تصنيفه لمؤشر MSCI China إلى "وزن متساوٍ"، في إشارة إلى التفاؤل. وراء هذا التفاؤل، هناك زخم نمو تقوده التكنولوجيا في السوق الصينية، إلى جانب دعم سياسي قوي من الحكومة. قفزة تكنولوجية: من المتفرج إلى اللاعب الأهم لم تعد البنوك العالمية تراهن على حجم الصين فحسب، بل على عقولها أيضًا. يبدأ هذا التفاؤل من تقدم تكنولوجي ملحوظ في الصين: التي كانت يومًا ما تسير خلف الركب، أصبحت اليوم من يقود السباق. يعلن " دويتشه بنك": " نعتقد أن عام 2025 سيكون العام الذي يدرك فيه عالم الاستثمار أن الصين تتفوق على بقية العالم". ففي مطلع 2025، أطلقت الصين مشروع الذكاء الاصطناعي منخفض التكلفة "DeepSeek"، وهو ما يُعد لحظة فاصلة في اختراق الصين للتقنيات المتقدمة رغم العقوبات القاسية. نماذج الذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر التي تمثلها DeepSeek تُسهم في ديمقراطية الوصول إلى الذكاء الاصطناعي. قال بعض المستخدمين: "إنه يشبه ChatGPT لكن بميزانية وولمارت". إنهم لا يواكبون التطور فحسب، بل يعيدون كتابة قواعد اللعبة. فقد تحولت الصين من متابع للاتجاهات إلى قائد للصناعة، وتقدمها التكنولوجي لا يمكن كبحه. وليس هذا النجاح حدثًا منفردًا. ففي عام 2024، جمعت مهمة "تشانغ آه-6" 1935.3 غرامًا من غبار القمر، في أول مهمة لجمع عينات من الجانب البعيد للقمر في تاريخ البشرية. كما أطلقت منظومة "بيدو-3" قمرين صناعيين جديدين، لتصبح نظام ملاحة معترفًا به عالميًا في مجال الطيران المدني بدقة تصل إلى مستوى السنتيمتر. وتجاوز إنتاج الصين من المركبات الجديدة العاملة بالطاقة 10 ملايين لأول مرة، لتكون بذلك الدولة الأولى في العالم التي تحقق هذا الإنجاز. كذلك، اختُبر بنجاح مروحية AR-500 من دون طيار - وهو مشروع رئيسي في اقتصاد الطيران المنخفض الارتفاع - في سيناريوهات حضرية متعددة مثل التوصيل غير المأهول ومكافحة الآفات الزراعية. في مجال التصنيع، أنشأت الصين تجمعات من الأبطال الصناعيين. وقد توسعت بشكل سريع في مجالات ذات قيمة مضافة عالية، مع تعزيز مزاياها في سلاسل التوريد. فبعد أن كانت مصنع العالم للملابس والنسيج والألعاب، وقائدة في الإلكترونيات الأساسية والصلب وبناء السفن، تتصدر الصين الآن العالم في تقنيات القطارات فائقة السرعة ومعدات الاتصالات المعقدة. النتيجة؟ الشركات الصينية تتفوق الآن في الأسواق العالمية بمنتجات ذات جودة عالية وأسعار مناسبة. الابتكار عالي القيمة في الصين يعيد تشكيل مشهد الصناعة العالمي. وبالنسبة إلى دويتشه بنك، فإن هذا التحول من "ميزة الأداء مقابل التكلفة" إلى "علاوة التكنولوجيا" يذكر بصعود اليابان في الثمانينيات - ولكن بوتيرة أسرع. الرسالة واضحة: انسَ عبارة " صُنع في الصين "، الشعار الجديد هو " ابتُكر في الصين ". ركائز السياسات: القوة المُثبتة للسوق ترتكز الثقة الأجنبية أيضًا على السياسات الملائمة في الصين. فقد دفعت توجيهات تنظيم السوق المالية لعام 2024 الشركات المدرجة إلى التحول من التوسع إلى مكافأة المستثمرين. ونتيجة لذلك، تم توزيع أرباح قياسية بقيمة 2.4 تريليون يوان (ما يعادل 330 مليار دولار) من الأسهم A في عام 2024. وفي الوقت نفسه، عززت الجهات التنظيمية تدفقات رأس المال طويلة الأجل، وألغت القيود المفروضة على الاستثمارات في الأسهم لصناديق التقاعد والتأمين والتقاعد المبكر. تلاحظ "غولدمان ساكس" أن "مجموعة أدوات السياسات في الصين - المالية والنقدية والبنيوية - تتسم بتكيف فريد". وبالنسبة للمستثمرين العالميين، أصبحت الشركات الصينية الآن بمثابة ملاذات آمنة وسط اضطرابات السوق. الأفعال أبلغ من الأقوال: رؤوس الأموال تتحرك الأفعال تتحدث بصوت أعلى من الأقوال. فقد عزز صندوق التقاعد الحكومي النرويجي (GPFG) استثماراته في الصين بمقدار 50.8 مليار يوان (7 مليارات دولار) في عام 2024. وتتوقع "غولدمان ساكس" أن يرتفع مؤشر MSCI China بنسبة 14% في عام 2025. أما مايكل بَري، المستثمر الذي تنبأ بأزمة 2008 (والمعروف من فيلم The Big Short)، فقد استثمر بالكامل في الأسهم الصينية، وزاد من حصته في شركات مثل علي بابا وبايدو و بالطبع، يتطلب التفاؤل أيضًا الحذر. فقد دخل النمو الاقتصادي في الصين مرحلة جديدة بمعدل 5%، ولا تزال مخاطر ديون العقارات قائمة، كما أن التوترات الجيوسياسية زادت الضغط على تقنيات حيوية مثل رقائق أشباه الموصلات. لكن، كما تقول الحكمة الصينية، تأتي الفرص العظيمة مع المخاطر. فعندما تبدأ مدخرات الأسر الصينية — البالغة 18 تريليون دولار — في التدفق إلى السوق المالية، وعندما تواصل الصين مساهمتها البالغة 30% في نمو الاقتصاد العالمي، وعندما يكون معدل نموها أكثر من ضعف معظم الأسواق المتقدمة، يصبح هذا التوجه لا يُمكن وقفه — ومن يفوّت الصين الآن، سيفوّت العقد الذهبي القادم. وفي خضم هذا التوجه، إما أن تركب الموجة أو تبقى على الشاطئ.


Independent عربية
١٣-٠٣-٢٠٢٥
- علوم
- Independent عربية
هل نجحت الصين في ابتكار أول ذكاء اصطناعي يضاهي البشر؟
بعد شهر ونيف فقط على تحقيق الصين قفزة كبيرة وغير متوقعة في الذكاء الاصطناعي بإطلاقها نموذج "ديب سيك" DeepSeek، في إنجاز وُصف بـ"لحظة سبوتنيك" Sputnik moment الفارقة [في إشارة إلى إطلاق الاتحاد السوفياتي أول قمر اصطناعي في العالم]، ثار إعلان جديد عن الذكاء الاصطناعي تكهنات بأن الباحثين ربما حققوا الإنجاز الأبرز. يزعم مطورو "مانوس" Manus، الذي أُطلق يوم الجمعة الماضي، أنه "أول" وكيل ذكاء اصطناعي مستقل تماماً في العالم، وأنه قادر على أداء مهام معقدة عدة، من قبيل حجز العطلات [من تذاكر الطيران والفنادق إلى الأنشطة الترفيهية]، أو شراء العقارات، أو إنتاج وتسجيل حلقات "بودكاست" [من اختيار المواضيع وكتابة المحتوى إلى تسجيل الصوت وغيرها] وذلك كله من دون أي تعليمات أو توجيهات من الإنسان. ييتشاو جي، الذي تولى الإشراف على عملية تطوير هذا الذكاء الاصطناعي الجديد، قال إن "مانوس" يمثل المرحلة التالية في تطور الذكاء الاصطناعي، ويقدم "لمحة" عما يُعرف بـ"الذكاء الاصطناعي العام" AGI، علماً أنه الذكاء الاصطناعي الذي ينافس الذكاء البشري أو ربما يتفوق عليه. وأضاف في مقطع فيديو يستعرض قدرات الذكاء الاصطناعي: "هذا ليس مجرد روبوت محادثة آخر أو أداة لأتمتة العمليات، بل وكيل مستقل حقيقي يسد الفجوة بين الفكرة والتنفيذ. حيث تتوقف الأنظمة الأخرى عند توليد الأفكار، يذهب 'مانوس' إلى أبعد من ذلك ليحقق النتائج. نراه بمثابة النموذج الجديد للتعاون بين الإنسان والآلة". في غضون أيام من إطلاق "مانوس"، أفيد بأن الرموز (أو الأكواد) التي تُمنح للأشخاص الراغبين في الانضمام إلى مجموعة المختبرين الأوائل invitation codes للوكيل "مانوس" [الذين يختبرون المنتج قبل إطلاقه للجمهور] كانت تُعرض للبيع في الأسواق الإلكترونية بسعر يصل إلى 50 ألف يوان (نحو خمسة آلاف و300 جنيه استرليني). والضجة التي يثيرها "مانوس" اليوم لا تختلف عن الاهتمام العالمي الكبير الذي أشعله سابقاً "تشات جي بي تي" من تطوير "أوبن أي آي" OpenAI، والذي أصبح التطبيق الذكي الأسرع نمواً في التاريخ بعد إطلاقه في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، وقد أثار بدوره تساؤلات حول "الذكاء الاصطناعي العام" بعدما تفوق على البشر في المهام كافة، بدءاً من امتحانات القانون وصولاً إلى إنشاء الأكواد البرمجية. عموماً، قلب "تشات جي بي تي" ونماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة الأخرى التي أطلقتها لاحقاً شركات تكنولوجية عدة مثل "غوغل" و"أنتروبيك" الرأي السائد بين الخبراء الذين كانوا يظنون أن "الذكاء الاصطناعي العام" لن يرى النور قبل عقد أو عقدين من الزمن، إذ تعتقد بعض الشخصيات البارزة في صناعة الذكاء الاصطناعي الآن أن ولادته ربما تكون أقرب كثيراً مما كان متوقعاً. وفي تصريح أدلى به الشهر الماضي، قال الرئيس التنفيذي لشركة "أوبن أي آي" سام ألتمان إن "الذكاء الاصطناعي العام" أصبح "قريب المنال"، ما سيشكل نقطة فارقة في تاريخ البشرية. وكتب ألتمان في منشور مطول: "ستكون الأحداث المستقبلية قوية ومؤثرة جداً وسيتعذر علينا تجاهلها. والتغيرات طويلة المدى التي ستطرأ على مجتمعنا واقتصادنا ستكون هائلة". أما داريو أمودي، الرئيس التنفيذي لشركة "أنتروبيك" التي أنتجت "كلود" Claude الذكاء الاصطناعي المنافس لـ"تشات جي بي تي" كلود، فيتوقع أن يظهر "الذكاء الاصطناعي العام" بحلول عام 2026. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وفي مقال مؤلف من 15 ألف كلمة نُشر في أكتوبر (تشرين الأول) 2024، كتب أمودي أن "الذكاء الاصطناعي العام"، أو "الذكاء الاصطناعي ذا القدرات الكبيرة"، كما يسميه، ربما يتحقق في وقت أقرب كثيراً مما يعتقد معظم الناس، وذلك نتيجة التطور السريع الذي تشهده أنظمة الذكاء الاصطناعي القائمة على "نماذج اللغة الكبيرة" LLM القادرة على فهم وتوليد اللغة بشكل متقدم [على غرار "تشات جي بي تي"]. وفق توقعات أمودي، سيكون مستوى الذكاء لدى هذا الشكل من الذكاء الاصطناعي "أذكى من الحائزين على جائزة نوبل" وقادراً على تنفيذ المهام بطريقة مشابهة لما يقدمه "مانوس". وكتب قائلاً: "يمكن لهذا الذكاء إنجاز أي إجراءات، أو تواصل، أو عمليات عن بُعد، بما في ذلك اتخاذ قرارات عبر الإنترنت، وإعطاء التوجيهات للبشر أو تلقيها، وطلب المواد، وتوجيه التجارب، ومشاهدة مقاطع الفيديو، وإنشاؤها، وغير ذلك. إنه ينفذ جميع هذه المهام بمهارة تتجاوز حتى أكثر البشر قدرة في العالم". يتحدث موقع "مانوس" الإلكتروني عن قدرات مماثلة يمتلكها هذا الذكاء الاصطناعي، إلا أن بعض المستخدمين لاحظوا بعد بضعة أيام فقط من الاختبار أن الذكاء الاصطناعي يرتكب أخطاء يمكن لمعظم البشر اكتشافها بسهولة. وفي تحليل لسوق أجهزة الألعاب، اكتفى "مانوس" بعرض تقارير حول جهازي "سوني بلايستيشن"Sony Playstation و"مايكروسوفت إكس بوكس" Microsoft Xbox فحسب. وأشار أحد مستخدمي منصة "إكس" إلى أنه "حتى بالنسبة إلى واحدة من أكبر الشركات في العالم والتي تتوافر عنها تقارير لا حصر لها على الإنترنت، يرتكب "مانوس" أخطاء واضحة جداً، إذ إنه أغفل تماماً عن ذكر جهاز "ناينتندو سويتش" Nintendo Switch. من جهتها، قالت الشركة إنها تعمل حالياً على حل أي مشكلات قبل الإطلاق على نطاق أوسع، مستفيدةً من هذا الطرح المحدود لتحديد المشكلات المحتملة. وأضاف متحدث باسمها: "الهدف الرئيس من النسخة التجريبية المغلقة الحالية اختبار قوة النظام في مختلف أجزائه وتحديد المشكلات. نحن نقدّر بشدة الأفكار القيمة التي يشاركها الجميع". سيحتاج "مانوس" إلى اختبارات أكثر صرامة لإثبات ما إذا كان يمكن اعتباره ذكاءً اصطناعياً عاماً بالفعل، لكنه بدأ بالفعل في إعادة تشكيل الجدل حول تعريف الذكاء الاصطناعي بمستوى بشري، تماماً كما أجبر "تشات جي بي تي" الباحثين على تطوير أساليب تقييم أكثر دقة من "اختبار تورينغ" Turing test [عيار قديم اقترحه عالم الرياضيات البريطاني آلان تورينغ عام 1950 لتحديد ما إذا كان الحاسوب قادراً على إظهار ذكاء يماثل الذكاء البشري] الذي يعود إلى عقود مضت. ومع ذلك، فقد دفعت هذه العيوب المبكرة الخبراء إلى التحذير من ترك وكلاء الذكاء الاصطناعي مثل "مانوس" يتولون المهام البشرية من دون رقابة مناسبة في الوقت الحالي. من بين هؤلاء ميل موريس، الرئيس التنفيذي لمحرك البحث القائم على الذكاء الاصطناعي "كوربورا دوت أي آي" الذي أوضح في تصريح لـ "اندبندنت" أن تلك العيوب ستقود إلى الفوضى إذا مُنحت تلك النماذج الذكية الاستقلالية في أداء مهام عالية المخاطر مثل شراء وبيع الأسهم". وأضاف موريس أنه "من المهم جداً أخذ الحيطة في إطلاق هذه الأنظمة واستعمالها في الحياة العملية، وفي آليات المراقبة. للأسف، لم يتم إحراز تقدم كبير في هذه المجالات، ويجب معالجتها بشكل عاجل. نحتاج إلى فهم ما يقوم به وكلاؤنا الاصطناعيون، وكيف يصلون إلى استنتاجاتهم، ووضع آليات للإشراف أو التدخل."

العربية
١١-٠٣-٢٠٢٥
- أعمال
- العربية
العريان: استثنائية الولايات المتحدة معرضة للخطر بسبب عدم اليقين السياسي
استثنائية الولايات المتحدة باتت مهددة بسبب عدم اليقين بشأن السياسات السياسية والاقتصادية للرئيس دونالد ترامب ، وفقاً لمحمد العريان. وقال رئيس كلية كوينز في كامبريدج والرئيس السابق لشركة باسيفيك إنفستمنت مانجمنت المحدودة إن المستثمرين بدأوا في التشكيك في شفافية الإدارة الحالية والتزامها بسيادة القانون. ويضيف أن هذا يثقل كاهل الأصول الأميركية بالفعل. وقال العريان لراديو بلومبرغ: "إن إحدى ميزات الولايات المتحدة هي القدرة على التنبؤ وسيادة القانون. وكلما زاد التشكيك في هذين الأمرين، كلما بدأ الناس في التشكيك في استثنائية الولايات المتحدة". "الاستثنائية" أو "Exceptionalism": هي التصور أو الاعتقاد بأن بلداً أو مجتمعاً أو مؤسسة أو حركة أو فرداً أو فترة زمنية "استثنائية" (أي غير عادية أو تفوق العادة). بدأت الأصول الأميركية في عكس المكاسب القوية التي حققتها العام الماضي حيث بدأ المستثمرون يشككون في فكرة أن أكبر اقتصاد في العالم سيستمر في التفوق. انخفض مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري بنحو 2.5% هذا الشهر، في حين عكست أسواق الأسهم مكاسبها وسط مخاوف متزايدة من أن الرسوم الجمركية الأميركية، إلى جانب التخفيضات الضخمة في الإنفاق الحكومي، ستؤدي في النهاية إلى إبطاء الاقتصاد. وقال العريان في إشارة إلى الرهانات على أن الأسهم الأميركية والدولار سيتفوقان وأن عائدات الخزانة سترتفع أكثر من أي مكان آخر، هناك "انقلاب هائل" في أكبر صفقات الإجماع في السوق. "لقد انقلبت كل هذه الصفقات رأساً على عقب". وقال العريان بالإضافة إلى مخاوف النمو في الولايات المتحدة، هناك أمل في "لحظة سبوتنيك" في ألمانيا، حيث أطلقت الحكومة مئات المليارات من اليورو للاستثمارات الدفاعية والبنية التحتية. أدى التحول المالي التاريخي إلى عمليات بيع هائلة في السندات الأوروبية الأسبوع الماضي.


شبكة النبأ
١٦-٠٢-٢٠٢٥
- علوم
- شبكة النبأ
أزمة الذكاء الاصطناعي الغربي حقيقية
في الولايات المتحدة، تتخلف الأبحاث الحكومية والأكاديمية في مجال الذكاء الاصطناعي عن نظيراتها في كل من الصين والقطاع الخاص. وبسبب عدم كفاية التمويل، لا تستطيع الوكالات الحكومية ولا الجامعات منافسة الرواتب والتسهيلات الحاسوبية التي تقدمها شركات مثل Google، وMeta، وOpenAI، أو نظيراتها الصينية. علاوة على ذلك، نجد أن سياسة الهجرة... بقلم: تشارلز فيرجسون سان فرانسيسكو ــ تسبب إصدار النموذج اللغوي الضخم الصيني DeepSeek-R1، بقدراته المبهرة وتكلفة تطويره المنخفضة، في إحداث صدمة في الأسواق المالية، وأدى إلى نشوء مزاعم حول "لحظة سبوتنيك" في عالَـم الذكاء الاصطناعي. لكن النموذج الصيني القوي الـخَـلّاق الذي يحقق التكافؤ مع المنتجات الأميركية لا ينبغي أن يكون مفاجئا. فهو نتيجة متوقعة لفشل فادح من جانب السياسات الأميركية والغربية، والذي تتحمل صناعة الذكاء الاصطناعي ذاتها قدرا كبيرا من اللوم عنه. كانت قدرات الذكاء الاصطناعي المتنامية في الصين معروفة جيدا لمجتمع أبحاث الذكاء الاصطناعي، وحتى للجمهور المهتم. فقد أبدى باحثو وشركات الذكاء الاصطناعي في الصين انفتاحا لافتا للنظر حول تقدمهم، فنشروا أوراقهم البحثية، وأتاحوا برمجياتهم بشكل مفتوح، وتحدثوا مع الباحثين والصحفيين الأميركيين. وقد نشرت صحيفة نيويورك تايمز في يوليو/تموز الماضي مقالا بعنوان "الصين تغلق فجوة الذكاء الاصطناعي مع الولايات المتحدة". ثمـة عاملان يفسران تمكن الصين من تحقيق مكانة تقترب من التكافؤ. أولا، تنتهج الصين سياسة وطنية قوية ومتماسكة للوصول إلى الاكتفاء الذاتي والتفوق التقني عبر مجموعة التكنولوجيا الرقمية كاملة، من المعدات الرأسمالية اللازمة لتصنيع أشباه الموصلات ومعالجات الذكاء الاصطناعي إلى منتجات الأجهزة ونماذج الذكاء الاصطناعي ــ وفي كل من التطبيقات التجارية والعسكرية. ثانيا، أظهرت سياسات الحكومة وسلوكيات الصناعة في الولايات المتحدة (والاتحاد الأوروبي) خليطا محبطا من التهاون والرضا عن الذات، وانعدام الكفاءة، والجشع. لابد وأن يكون من الواضح أن الرئيس الصيني شي جين بينج والرئيس الروسي فلاديمير بوتن ليسا صديقين للغرب، وأن الذكاء الاصطناعي سيقود تحولات اقتصادية وعسكرية هائلة العواقب. ونظرا للمخاطر التي ينطوي عليها الأمر، فإن ضرورة الحفاظ على ريادة الذكاء الاصطناعي داخل الاقتصادات المتقدمة الديمقراطية تبرر، بل وتستلزم، تعبئة استراتيجية على مستوى هائل بين القطاعين العام والخاص على غرار مشروع مانهاتن، أو منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، أو جهود استقلال الطاقة العديدة، أو سياسات الأسلحة النووية. إلا أن الغرب يفعل العكس تماما. في الولايات المتحدة، تتخلف الأبحاث الحكومية والأكاديمية في مجال الذكاء الاصطناعي عن نظيراتها في كل من الصين والقطاع الخاص. وبسبب عدم كفاية التمويل، لا تستطيع الوكالات الحكومية ولا الجامعات منافسة الرواتب والتسهيلات الحاسوبية التي تقدمها شركات مثل Google، وMeta، وOpenAI، أو نظيراتها الصينية. علاوة على ذلك، نجد أن سياسة الهجرة في الولايات المتحدة تجاه طلاب الدراسات العليا والباحثين انهزامية وغير منطقية، لأنها تجبر أصحاب المواهب المتفوقة على مغادرة البلاد عند نهاية دراستهم. ثم هناك سياسة الولايات المتحدة بشأن تنظيم وصول الصينيين إلى التكنولوجيا المرتبطة بالذكاء الاصطناعي. كان ظهور ضوابط التصدير متباطئا، ولم تكن كافية على الإطلاق، وكان تجهيزها بالعاملين هزيلا، فضلا عن سهولة التهرب منها وعدم فرضها بالقدر الوافي. كما ظل وصول الصين إلى تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي الأميركية من خلال الخدمات واتفاقيات الترخيص دون تنظيم تقريبا، حتى عندما تكون التكنولوجيات الأساسية، مثل معالجات Nvidia، خاضعة هي ذاتها لضوابط التصدير. وقد أعلنت الولايات المتحدة عن قواعد ترخيص أكثر صرامة قبل أسبوع واحد فقط من رحيل الرئيس السابق جو بايدن عن منصبه. أخيرا، تتجاهل سياسة الولايات المتحدة حقيقة مفادها أن مشاريع البحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي يجب أن تكون مدعومة بقوة، وأن تُـسـتَـخـدَم ويجري تنظيمها عند الضرورة على مستوى القطاع الخاص، والحكومة، والمؤسسة العسكرية. لا يوجد في الولايات المتحدة حتى الآن في مجال الذكاء الاصطناعي أو تكنولوجيا المعلومات ما يعادل وزارة الطاقة، أو المعاهد الوطنية للصحة، أو وكالة ناسا، أو المختبرات الوطنية التي تُـدير (وتسيطر بإحكام) على مشاريع البحث والتطوير في مجال الأسلحة النووية في الولايات المتحدة. هذا الوضع ناتج جزئيا عن البيروقراطيات الحكومية المتصلبة في كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. إذ يخضع قطاع التكنولوجيا في الاتحاد الأوروبي للتنظيم المفرط بدرجة شديدة، وتحتاج كل من وزارة الدفاع ووزارة التجارة في الولايات المتحدة، بين وكالات أخرى، إلى الإصلاح. وهنا نجد أن صناعة التكنولوجيا معذورة إلى حد ما في انتقاد حكوماتها. لكن الصناعة ذاتها ليست بريئة من اللوم: فبمرور الوقت، تسببت الجهود التي تبذلها جماعات الضغط وتعيينات الموظفين على طريقة الباب الدوار في إضعاف قدرات مؤسسات عامة على قدر عظيم من الأهمية. وتعكس مشكلات عديدة في السياسة الأمريكية المقاومة أو الإهمال من جانب الصناعة ذاتها. وعلى نحو حاسم، كانت هذه الصناعة أعدى أعدائها شخصيا، فضلا عن كونها عدوا لأمن الغرب في الأمد البعيد. على سبيل المثال، مارست كل من شركة ASML (الشركة الهولندية المصنعة لآلات الطباعة الحجرية الحديثة المستخدمة في تصنيع الرقائق الإلكترونية) وشركة Applied Materials لتوريد معدات أشباه الموصلات ومقرها الولايات المتحدة الضغوط لإضعاف ضوابط التصدير على المعدات الرأسمالية لأشباه الموصلات، وبالتالي ساعدت الصين في جهودها لإزاحة شركات TSMC وNvidia وIntel. في محاولة للمقاومة، صممت Nvidia رقائق إلكترونية خاصة للسوق الصينية كان أداؤها أقل قليلا من العتبة التي تحددها قيود التصدير؛ ثم استُخدمت هذه الرقائق لتدريب DeepSeek-R1. وعلى مستوى نماذج الذكاء الاصطناعي، مارست شركة Meta وشركة رأس المال الاستثماري Andreessen Horowitz ضغوطا شرسة لمنع فرض أي قيود على المنتجات المفتوحة المصدر. في العلن على الأقل، كان خط الصناعة يتلخص في: "الحكومة ميؤوس منها، ولكن إذا تركتمونا وشأننا، فسيكون كل شيء على ما يرام." لكن الأمور ليست على ما يرام. فقد أوشكت الصين على اللحاق بالولايات المتحدة، وهي بالفعل متقدمة على أوروبا. علاوة على ذلك، الحكومة الأمريكية ليست ميؤوسا منها، ويجب الاستعانة بها للمساعدة. تاريخيا، تُشابه مشاريع البحث والتطوير الفيدرالية والأكاديمية جهود القطاع الخاص على نحو شديد الإيجابية. في نهاية المطاف، كانت شبكة الإنترنت ثمرة لريادة وكالة المشاريع البحثية المتقدمة الأميركية (DARPA حاليا)، وانبثقت الشبكة العنكبوتية العالمية من المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية (CERN). وابتكر مارك أندريسن، المؤسس المشارك لـ Netscape، أول متصفح ويب في مركز كمبيوتر عملاق ممول فيدراليا داخل جامعة عامة. من ناحية أخرى، قدمت لنا الصناعة الخاصة خدمات الإنترنت مثل CompuServe، وProdigy، وAOL (أمريكا أون لاين) ــ التي كانت حدائق مركزية مغلقة وغير متوافقة مع بعضها بعضا، والتي كان زوالها مُـسـتَـحَـقَّا عندما فُـتِـحَـت الإنترنت للاستخدام التجاري. تتطلب تحديات البحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي وصعود الصين استجابة قوية وجادة. فحيثما تكون القدرات الحكومية قاصرة، نحتاج إلى تعزيزها؛ وليس تدميرها. يجب أن ندفع أجور تنافسية مقابل العمل الحكومي والأكاديمي؛ وأن نعمل على تحديث بنية التكنولوجيا الأساسية والإجراءات المرتبطة بها في الولايات المتحدة (والاتحاد الأوروبي)؛ وخلق قدرة حقيقية على تنفيذ مشاريع البحث والتطوير داخل الحكومة، وخاصة للتطبيقات العسكرية؛ وتعزيز البحث الأكاديمي؛ وتنفيذ سياسات عقلانية في إدارة الهجرة، وتمويل مشاريع البحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي، واختبارات السلامة، وضوابط التصدير. مشكلة السياسات الوحيدة الصعبة حقا هي الانفتاح، وخاصة فيما يتصل بالترخيص المفتوح المصدر. لا يجوز لنا أن نسمح للجميع بالوصول إلى نماذج مصممة لتنفيذ هجمات بطائرات القنص والقتل الـمُـسَـيَّرة آليا؛ ولكن لا يمكننا أيضا وضع ختم "سري للغاية" على كل نموذج. نحن في احتياج إلى إيجاد حل وسط براجماتي، ربما بالاعتماد على المختبرات الوطنية لأبحاث الدفاع وضوابط تصدير مصممة بعناية للحالات الوسيطة. في المقام الأول من الأهمية، نحتاج إلى أن تدرك صناعة الذكاء الاصطناعي أننا إذا لم نتكاتف ونتآزر، فسوف نتشتت ونتساقط فُـرادى. * تشارلز فيرجسون، مستثمر ومحلل سياسي في مجال التكنولوجيا، أخرج الفيلم الوثائقي الحائز على جائزة الأوسكار Inside Job


شبكة النبأ
٠٦-٠٢-٢٠٢٥
- أعمال
- شبكة النبأ
الذكاء الاصطناعي ولحظة سبوتنيك
ما حققته شركة DeepSeek هو إثبات نجاحها في مجال الهندسة: الجمع بين ذات الأساليب بقدر أكبر من الفعالية مقارنة بالشركات الأميركية. ويتبقى لنا أن نرى ما إذا كانت الشركات الصينية والمؤسسات البحثية الصينية قادرة على اتخاذ الخطوة التالية المتمثلة في ابتكار تقنيات، ومنتجات، وأساليب تغير قواعد اللعبة... بقلم: دارون عاصم أوغلو بوسطن ــ بعد أن تسبب إطلاق DeepSeek-R1 في العشرين من يناير/كانون الثاني في إشعال شرارة هبوط شديد في سعر سهم شركة صناعة الرقائق الإلكترونية Nvidia وانخفاضات حادة في تقييمات عدد كبير من شركات التكنولوجيا الأخرى، أعلن بعض المراقبين هذ الحدث باعتباره "لحظة سبوتنيك" في السباق الصيني الأميركي لانتزاع التفوق في مجال الذكاء الاصطناعي. ربما يكون بوسعنا أن نزعم أن صناعة الذكاء الاصطناعي في أميركا كانت في احتياج إلى إعادة تنظيم، لكن هذه الواقعة تثير بعض الأسئلة الصعبة. كانت استثمارات صناعة التكنولوجيا في مجال الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة ضخمة، حيث تشير تقديرات مجموعة جولدمان ساكس إلى أن "شركات التكنولوجيا العملاقة ومؤسساتها ومرافقها من المنتظر أن تنفق حوالي تريليون دولار على النفقات الرأسمالية في السنوات القادمة لدعم الذكاء الاصطناعي". ومع ذلك، دأب كثيرون من المراقبين، وأنا منهم، على إثارة التساؤلات حول اتجاه الاستثمار في الذكاء الاصطناعي وتطويره في الولايات المتحدة. فمع تقيد كل الشركات الرائدة بذات كتيب القواعد إلى حد بعيد (وإن كانت شركة Meta ميزت نفسها قليلا بنموذج مفتوح المصدر جزئيا)، يبدو أن الصناعة وضعت كل بيضها في ذات السلة. الواقع أن شركات التكنولوجيا الأميركية بلا استثناء مهووسة بالحجم الكبير. تفترض هذه الشركات، مُـسـتَـشـهِـدة بما يسمى "قوانين التوسع" التي لم تُـثـبَـت بعد، أن تغذية نماذجها بمزيد من البيانات وقوة الحوسبة على نحو مستمر هي المفتاح لإطلاق قدرات متعاظمة على نحو لا ينقطع. حتى أن بعض المراقبين يؤكدون أن "الحجم هو كل ما تحتاج إليه". قبل العشرين من يناير/كانون الثاني، كانت الشركات الأميركية غير راغبة في النظر في بدائل لنماذج الأساس المدربة مسبقا على مجموعات ضخمة من البيانات للتنبؤ بالكلمة التالية في تسلسل بعينه. ونظرا لأولوياتها، فقد ركزت على وجه القصر تقريبا على نماذج الانتشار وروبوتات الدردشة الآلية الموجهة نحو أداء مهام بشرية (أو شبه بشرية). وبرغم أن النهج المتبع في DeepSeek هو ذاته في عموم الأمر، فيبدو أنه اعتمد بدرجة أكبر على "التعلم بالتعزيز"، وطرائق خليط من الخبراء (باستخدام عدد كبير من النماذج الأصغر والأكثر كفاءة)، والاستخلاص، والاستدلال المنقح لتسلسل الأفكار. يُـقال إن هذه الاستراتيجية سمحت لشركة DeepSeek بإنتاج نموذج تنافسي بجزء بسيط من التكلفة. على الرغم من بعض الخلاف حول ما إذا كانت شركة DeepSeek أخبرتنا القصة كاملة، فإن هذه الواقعة كشفت عن "التفكير الجمعي" داخل صناعة الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة. إن تعامي هذه الصناعة عن الأساليب البديلة الأرخص والأكثر وعدا، مقترنا بالضجيج الإعلامي، هو على وجه التحديد ما تنبأنا به أنا وسيمون جونسون في كتابنا " القوة والتقدم" الذي اشتركنا في تأليفه قبل بدء عصر الذكاء الاصطناعي التوليدي مباشرة. السؤال الآن هو ما إذا كانت نقاط عمياء أخرى وربما أشد خطورة تعيب الصناعة الأميركية. على سبيل المثال، هل تفوّت شركات التكنولوجيا الأميركية الرائدة الفرصة للارتقاء بنماذجها في "اتجاه أكثر انحيازا للبشر"؟ أظن أن الإجابة هي أجل، لكن الوقت وحده كفيل بإنبائنا. ثم هناك التساؤل حول ما إذا كانت الصين تتفوق على الولايات المتحدة بأشواط. إذا كان الأمر كذلك، فهل هذا يعني أن الهياكل الاستبدادية التي تعمل من أعلى إلى أسفل (ما أطلقنا عليه أنا وجيمس روبنسون مسمى "المؤسسات الاستخراجية") من الممكن أن تضاهي أو حتى تتفوق على الترتيبات الصاعدة من الأسفل في دفع الإبداع والابتكار؟ أنا شخصيا أميل إلى الاعتقاد بأن السيطرة من أعلى إلى أسفل تعيق الإبداع، كما زعمنا أنا وروبنسون في كتابنا " لماذا تفشل الأمم". في حين يبدو أن نجاح DeepSeek يتحدى هذا الادعاء، فإنه ليس دليلا قاطعا على أن الإبداع في ظل المؤسسات الاستخراجية قد يكون على ذات القدر من القوة أو الاستمرارية الذي يتمتع به في ظل المؤسسات الشاملة. ففي نهاية المطاف، تبني DeepSeek على سنوات من التقدم في الولايات المتحدة (وبعضها في أوروبا). ذلك أن كل أساليبه الأساسية ابـتُـكِـرَت في الولايات المتحدة. فقد جرى تطوير نماذج خليط الخبراء والتعلم بالتعزيز في مؤسسات البحث الأكاديمي قبل عقود من الزمن؛ وكانت شركات التكنولوجيا الكبرى في الولايات المتحدة هي التي أدخلت نماذج المحولات، والاستدلال لتسلسل الأفكار، والاستخلاص. ما حققته شركة DeepSeek هو إثبات نجاحها في مجال الهندسة: الجمع بين ذات الأساليب بقدر أكبر من الفعالية مقارنة بالشركات الأميركية. ويتبقى لنا أن نرى ما إذا كانت الشركات الصينية والمؤسسات البحثية الصينية قادرة على اتخاذ الخطوة التالية المتمثلة في ابتكار تقنيات، ومنتجات، وأساليب تغير قواعد اللعبة. علاوة على ذلك، يبدو أن شركة DeepSeek مختلفة عن معظم شركات الذكاء الاصطناعي الصينية الأخرى، التي تنتج عادة تكنولوجيات لصالح الحكومة أو بتمويل حكومي. لو كانت الشركة (التي انبثقت عن صندوق تحوط) تعمل تحت مستوى الرادار، فهل يستمر إبداعها وديناميتها الآن بعد أن أصبحت تحت الأضواء؟ مهما حدث، لا يمكن اعتبار إنجاز شركة واحدة دليلا قاطعا على أن الصين قادرة عل التفوق على المجتمعات الأكثر انفتاحا في الإبداع والابتكار. يتعلق سؤال آخر بالعوامل الجيوسياسية. هل تعني ملحمة DeepSeek أن ضوابط التصدير الأميركية وغيرها من التدابير الرامية إلى كبح جماح أبحاث الذكاء الاصطناعي الصينية قد فشلت؟ الإجابة هنا أيضا غير واضحة. ففي حين قامت شركة DeepSeek بتدريب أحدث نماذجها (V3 وR1) على رقائق إلكترونية أقدم وأقل قوة، فإنها ربما لا تزال في احتياج إلى أقوى الرقائق الإلكترونية لتحقيق مزيد من التقدم والتوسع. مع ذلك، من الواضح أن نهج المحصلة الصِـفرية الذي تتبعه أميركا كان غير قابل للتطبيق وغير حكيم. مثل هذه الاستراتيجية لا تكون منطقية إلا إذا كنت تعتقد أننا نتجه نحو الذكاء الاصطناعي العام (نماذج قادرة على مضاهاة البشر في أي مهمة إدراكية)، وأن من يصل إلى الذكاء الاصطناعي العام أولا سيحظى بميزة جيوسياسية هائلة. بالتشبث بهذه الافتراضات ــ وأي منها ليس مبررا بالضرورة ــ تسببنا في منع التعاون المثمر مع الصين في كثير من المجالات. على سبيل المثال، إذا أنتجت إحدى الدولتين نماذج تزيد من إنتاجية البشر أو تساعدنا على تنظيم الطاقة بشكل أفضل، فسوف يكون مثل هذا الإبداع مفيدا للبلدين، وخاصة إذا استُـخـدِم على نطاق واسع. على غرار بنات عمومتها الأميركية، تطمح شركة DeepSeek إلى تطوير الذكاء الاصطناعي العام، وقد يكون ابتكار نموذج أرخص بدرجة كبيرة في التدريب كفيلا بتغيير قواعد اللعبة. لكن خفض تكاليف التطوير بأساليب معروفة لن يوصلنا بأعجوبة إلى الذكاء الاصطناعي العام في السنوات القليلة المقبلة. ويبقى السؤال حول ما إذا كان الوصول إلى الذكاء الاصطناعي العام في حكم الممكن في الأمد القريب مفتوحا (وما إذا كان مرغوبا، فهو أمر أكثر إثارة للجدال). حتى وإن كنا لا نعرف حتى الآن كل التفاصيل حول كيفية تطوير شركة DeepSeek لنماذجها أو ما يعنيه إنجازها الواضح لمستقبل صناعة الذكاء الاصطناعي، فإن شيئا واحدا يبدو واضحا: لقد نجحت شركة بادئة صينية في ثقب بالون هوس صناعة التكنولوجيا بالحجم الكبير، وربما تمكنت حتى من أخرجها من حالة الرضا عن الذات. * دارون عاصم أوغلو، أستاذ الاقتصاد في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ومؤلف مشارك (مع جيمس أ.روبنسون) لكتاب لماذا تفشل الأمم: أصول القوة والازدهار والفقر، ومؤلف مشارك (مع سايمون جونسون) القوة والتقدم: كفاحنا المستمر منذ ألف عام على التكنولوجيا والازدهار