
لماذا يراهن المستثمرون العالميون بقوة على الصين
بقلم شين بينغ | تشاينا ديلي
"هنا، لوحات السيارات الخضراء تلمع أكثر من واحات الصحراء." مؤخرًا، أصبحت شوارع الشرق الأوسط مزينة بـ " الأخضر الصيني". فالمركبات الكهربائية الصينية تغزو أسواق الشرق الأوسط، حيث أصبحت واحدة من كل سيارتين جديدتين تعملان بالطاقة الجديدة في إسرائيل تحمل شعارًا صينيًا.
وعلى بُعد نصف الكرة الأرضية، يصدر بنك "دويتشه بنك" تقريرًا مثيرًا بعنوان: "الصين تلتهم العالم"، وتظهر على غلافه عبارة فرعية جريئة: "لحظة سبوتنيك هي للصين، لا للذكاء الاصطناعي".
كذلك، فإن رؤوس الأموال العالمية تُظهر ثقتها بالصين. فقد رفعت "جولدمان ساكس" مؤخرًا هدفها لمؤشر CSI 300 إلى 4700 نقطة. حتى "مورجان ستانلي" - الذي كان يومًا من أشد المشككين - قد غيّر موقفه، ورفع تصنيفه لمؤشر MSCI China إلى "وزن متساوٍ"، في إشارة إلى التفاؤل.
وراء هذا التفاؤل، هناك زخم نمو تقوده التكنولوجيا في السوق الصينية، إلى جانب دعم سياسي قوي من الحكومة.
قفزة تكنولوجية: من المتفرج إلى اللاعب الأهم
لم تعد البنوك العالمية تراهن على حجم الصين فحسب، بل على عقولها أيضًا. يبدأ هذا التفاؤل من تقدم تكنولوجي ملحوظ في الصين: التي كانت يومًا ما تسير خلف الركب، أصبحت اليوم من يقود السباق.
يعلن " دويتشه بنك": " نعتقد أن عام 2025 سيكون العام الذي يدرك فيه عالم الاستثمار أن الصين تتفوق على بقية العالم". ففي مطلع 2025، أطلقت الصين مشروع الذكاء الاصطناعي منخفض التكلفة "DeepSeek"، وهو ما يُعد لحظة فاصلة في اختراق الصين للتقنيات المتقدمة رغم العقوبات القاسية.
نماذج الذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر التي تمثلها DeepSeek تُسهم في ديمقراطية الوصول إلى الذكاء الاصطناعي. قال بعض المستخدمين: "إنه يشبه ChatGPT لكن بميزانية وولمارت". إنهم لا يواكبون التطور فحسب، بل يعيدون كتابة قواعد اللعبة. فقد تحولت الصين من متابع للاتجاهات إلى قائد للصناعة، وتقدمها التكنولوجي لا يمكن كبحه.
وليس هذا النجاح حدثًا منفردًا. ففي عام 2024، جمعت مهمة "تشانغ آه-6" 1935.3 غرامًا من غبار القمر، في أول مهمة لجمع عينات من الجانب البعيد للقمر في تاريخ البشرية. كما أطلقت منظومة "بيدو-3" قمرين صناعيين جديدين، لتصبح نظام ملاحة معترفًا به عالميًا في مجال الطيران المدني بدقة تصل إلى مستوى السنتيمتر. وتجاوز إنتاج الصين من المركبات الجديدة العاملة بالطاقة 10 ملايين لأول مرة، لتكون بذلك الدولة الأولى في العالم التي تحقق هذا الإنجاز. كذلك، اختُبر بنجاح مروحية AR-500 من دون طيار - وهو مشروع رئيسي في اقتصاد الطيران المنخفض الارتفاع - في سيناريوهات حضرية متعددة مثل التوصيل غير المأهول ومكافحة الآفات الزراعية.
في مجال التصنيع، أنشأت الصين تجمعات من الأبطال الصناعيين. وقد توسعت بشكل سريع في مجالات ذات قيمة مضافة عالية، مع تعزيز مزاياها في سلاسل التوريد. فبعد أن كانت مصنع العالم للملابس والنسيج والألعاب، وقائدة في الإلكترونيات الأساسية والصلب وبناء السفن، تتصدر الصين الآن العالم في تقنيات القطارات فائقة السرعة ومعدات الاتصالات المعقدة.
النتيجة؟ الشركات الصينية تتفوق الآن في الأسواق العالمية بمنتجات ذات جودة عالية وأسعار مناسبة. الابتكار عالي القيمة في الصين يعيد تشكيل مشهد الصناعة العالمي.
وبالنسبة إلى دويتشه بنك، فإن هذا التحول من "ميزة الأداء مقابل التكلفة" إلى "علاوة التكنولوجيا" يذكر بصعود اليابان في الثمانينيات - ولكن بوتيرة أسرع.
الرسالة واضحة: انسَ عبارة " صُنع في الصين "، الشعار الجديد هو " ابتُكر في الصين ".
ركائز السياسات: القوة المُثبتة للسوق
ترتكز الثقة الأجنبية أيضًا على السياسات الملائمة في الصين. فقد دفعت توجيهات تنظيم السوق المالية لعام 2024 الشركات المدرجة إلى التحول من التوسع إلى مكافأة المستثمرين. ونتيجة لذلك، تم توزيع أرباح قياسية بقيمة 2.4 تريليون يوان (ما يعادل 330 مليار دولار) من الأسهم A في عام 2024.
وفي الوقت نفسه، عززت الجهات التنظيمية تدفقات رأس المال طويلة الأجل، وألغت القيود المفروضة على الاستثمارات في الأسهم لصناديق التقاعد والتأمين والتقاعد المبكر.
تلاحظ "غولدمان ساكس" أن "مجموعة أدوات السياسات في الصين - المالية والنقدية والبنيوية - تتسم بتكيف فريد". وبالنسبة للمستثمرين العالميين، أصبحت الشركات الصينية الآن بمثابة ملاذات آمنة وسط اضطرابات السوق.
الأفعال أبلغ من الأقوال: رؤوس الأموال تتحرك
الأفعال تتحدث بصوت أعلى من الأقوال. فقد عزز صندوق التقاعد الحكومي النرويجي (GPFG) استثماراته في الصين بمقدار 50.8 مليار يوان (7 مليارات دولار) في عام 2024. وتتوقع "غولدمان ساكس" أن يرتفع مؤشر MSCI China بنسبة 14% في عام 2025. أما مايكل بَري، المستثمر الذي تنبأ بأزمة 2008 (والمعروف من فيلم The Big Short)، فقد استثمر بالكامل في الأسهم الصينية، وزاد من حصته في شركات مثل علي بابا وبايدو وJD.com.
بالطبع، يتطلب التفاؤل أيضًا الحذر. فقد دخل النمو الاقتصادي في الصين مرحلة جديدة بمعدل 5%، ولا تزال مخاطر ديون العقارات قائمة، كما أن التوترات الجيوسياسية زادت الضغط على تقنيات حيوية مثل رقائق أشباه الموصلات.
لكن، كما تقول الحكمة الصينية، تأتي الفرص العظيمة مع المخاطر. فعندما تبدأ مدخرات الأسر الصينية — البالغة 18 تريليون دولار — في التدفق إلى السوق المالية، وعندما تواصل الصين مساهمتها البالغة 30% في نمو الاقتصاد العالمي، وعندما يكون معدل نموها أكثر من ضعف معظم الأسواق المتقدمة، يصبح هذا التوجه لا يُمكن وقفه — ومن يفوّت الصين الآن، سيفوّت العقد الذهبي القادم. وفي خضم هذا التوجه، إما أن تركب الموجة أو تبقى على الشاطئ.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جريدة الرؤية
منذ 2 أيام
- جريدة الرؤية
"صحار الدولي" ينظم "منتدى آراء" للتعرف على ديناميكيات الأسواق العالمية
مسقط- الرؤية ينظم صحار الدولي، الخميس، منتدى "آراء" تحت عنوان: "قراءة تحليلية حول السياسات المالية والتسعير وتأثيراتها على الأسواق"، وذلك بعدما حظي بإشادة واسعة في دوراته السابقة. وسيشكّل المنتدى منصة تفاعلية تتيح للمُشاركين فرصة فريدة للتعرف على ديناميكيات الأسواق العالمية واستكشاف آفاق استثمارية استراتيجية، من خلال نقاشات يقودها نخبة من الخبراء والمختصين. ويجسد هذا الحدث دعوة مفتوحة من صحار الدولي للزبائن والمستثمرين والخبراء من مختلف القطاعات، بالإضافة إلى الآخرين الراغبين في الاستفادة من هذا المنتدى المثري، للمشاركة في هذا الحدث المعرفي الهام، بما يرسّخ دوره كمحفّز للرؤي والنقاشات المثرية في مختلف القطاعات، حيث يمكن للراغبين في متابعة البث الحي للمنتدى التسجيل عبر الموقع الإلكتروني الرسمي للبنك أو من خلال قنواته الرسمية على منصات التواصل الاجتماعي. وسيستضيف المنتدى جيمس آشلي، المدير العام ورئيس استراتيجية الأسواق الدولية وحلول الاستشارات الاستراتيجية في "جولدمان ساكس لإدارة الأصول" كمتحدث رئيسي، حيث يتمتع جيمس آشلي بخبرة عميقة في الأسواق العالمية والاتجاهات الاقتصادية واستراتيجيات الاستثمار. ومن خلال مشاركته، سيقدّم رؤى متخصصة تسهم في تمكين المشاركين من فهم التحديات الحالية، وإدارة المخاطر، واغتنام الفرص المتاحة في ظل المشهد المالي المتغير. وستُدار الجلسة من قبل الإعلامية المالية سارة كوكر المقدّمة السابقة لبرنامج Squawk Box على قناة CNBC، والتي تتميز بأسلوب نقاشها المثري وقدرتها على إدارة نقاشات مثرية، بما يضمن تجربة معرفية قيّمة للحضور. وقال عبدالواحد بن محمد المرشدي الرئيس التنفيذي لصحار الدولي: "في ظل بيئة عالمية تتسم بالتحولات الجيوسياسية والتقلبات الاقتصادية، تصبح الرؤية الواضحة واتخاذ القرارات المستنيرة عوامل حاسمة لتحقيق النجاح المستدام. بدوره لا يُعد منتدى "آراء" مجرد منصة للحوار فحسب، بل يمثل أداة تمكّن الأفراد والمؤسسات من اتخاذ خطوات مدروسة، وتعزيز المرونة الاقتصادية، ومواكبة استراتيجية النمو الوطني. عليه فإننا في صحار الدولي نؤمن بدورنا في تمكين المجتمع من الاستفادة من رؤى الخبراء يُعدّ عنصرًا جوهريًا لدفع عجلة الازدهار الاقتصادي الشامل في السلطنة." ومن خلال هذه المبادرات، يواصل صحار الدولي تجسيد رؤيته في ربط الطموحات المحلية بالخبرات العالمية، مؤكدًا أن منتدى "آراء" ليس مجرد حدث، بل منصة تثري المعرفة، واستشراف استراتيجي يُسهم في بناء مستقبل أكثر وعيًا وترابطًا ومرونة.


الشبيبة
٠٤-٠٥-٢٠٢٥
- الشبيبة
لماذا يراهن المستثمرون العالميون بقوة على الصين
بقلم شين بينغ | تشاينا ديلي "هنا، لوحات السيارات الخضراء تلمع أكثر من واحات الصحراء." مؤخرًا، أصبحت شوارع الشرق الأوسط مزينة بـ " الأخضر الصيني". فالمركبات الكهربائية الصينية تغزو أسواق الشرق الأوسط، حيث أصبحت واحدة من كل سيارتين جديدتين تعملان بالطاقة الجديدة في إسرائيل تحمل شعارًا صينيًا. وعلى بُعد نصف الكرة الأرضية، يصدر بنك "دويتشه بنك" تقريرًا مثيرًا بعنوان: "الصين تلتهم العالم"، وتظهر على غلافه عبارة فرعية جريئة: "لحظة سبوتنيك هي للصين، لا للذكاء الاصطناعي". كذلك، فإن رؤوس الأموال العالمية تُظهر ثقتها بالصين. فقد رفعت "جولدمان ساكس" مؤخرًا هدفها لمؤشر CSI 300 إلى 4700 نقطة. حتى "مورجان ستانلي" - الذي كان يومًا من أشد المشككين - قد غيّر موقفه، ورفع تصنيفه لمؤشر MSCI China إلى "وزن متساوٍ"، في إشارة إلى التفاؤل. وراء هذا التفاؤل، هناك زخم نمو تقوده التكنولوجيا في السوق الصينية، إلى جانب دعم سياسي قوي من الحكومة. قفزة تكنولوجية: من المتفرج إلى اللاعب الأهم لم تعد البنوك العالمية تراهن على حجم الصين فحسب، بل على عقولها أيضًا. يبدأ هذا التفاؤل من تقدم تكنولوجي ملحوظ في الصين: التي كانت يومًا ما تسير خلف الركب، أصبحت اليوم من يقود السباق. يعلن " دويتشه بنك": " نعتقد أن عام 2025 سيكون العام الذي يدرك فيه عالم الاستثمار أن الصين تتفوق على بقية العالم". ففي مطلع 2025، أطلقت الصين مشروع الذكاء الاصطناعي منخفض التكلفة "DeepSeek"، وهو ما يُعد لحظة فاصلة في اختراق الصين للتقنيات المتقدمة رغم العقوبات القاسية. نماذج الذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر التي تمثلها DeepSeek تُسهم في ديمقراطية الوصول إلى الذكاء الاصطناعي. قال بعض المستخدمين: "إنه يشبه ChatGPT لكن بميزانية وولمارت". إنهم لا يواكبون التطور فحسب، بل يعيدون كتابة قواعد اللعبة. فقد تحولت الصين من متابع للاتجاهات إلى قائد للصناعة، وتقدمها التكنولوجي لا يمكن كبحه. وليس هذا النجاح حدثًا منفردًا. ففي عام 2024، جمعت مهمة "تشانغ آه-6" 1935.3 غرامًا من غبار القمر، في أول مهمة لجمع عينات من الجانب البعيد للقمر في تاريخ البشرية. كما أطلقت منظومة "بيدو-3" قمرين صناعيين جديدين، لتصبح نظام ملاحة معترفًا به عالميًا في مجال الطيران المدني بدقة تصل إلى مستوى السنتيمتر. وتجاوز إنتاج الصين من المركبات الجديدة العاملة بالطاقة 10 ملايين لأول مرة، لتكون بذلك الدولة الأولى في العالم التي تحقق هذا الإنجاز. كذلك، اختُبر بنجاح مروحية AR-500 من دون طيار - وهو مشروع رئيسي في اقتصاد الطيران المنخفض الارتفاع - في سيناريوهات حضرية متعددة مثل التوصيل غير المأهول ومكافحة الآفات الزراعية. في مجال التصنيع، أنشأت الصين تجمعات من الأبطال الصناعيين. وقد توسعت بشكل سريع في مجالات ذات قيمة مضافة عالية، مع تعزيز مزاياها في سلاسل التوريد. فبعد أن كانت مصنع العالم للملابس والنسيج والألعاب، وقائدة في الإلكترونيات الأساسية والصلب وبناء السفن، تتصدر الصين الآن العالم في تقنيات القطارات فائقة السرعة ومعدات الاتصالات المعقدة. النتيجة؟ الشركات الصينية تتفوق الآن في الأسواق العالمية بمنتجات ذات جودة عالية وأسعار مناسبة. الابتكار عالي القيمة في الصين يعيد تشكيل مشهد الصناعة العالمي. وبالنسبة إلى دويتشه بنك، فإن هذا التحول من "ميزة الأداء مقابل التكلفة" إلى "علاوة التكنولوجيا" يذكر بصعود اليابان في الثمانينيات - ولكن بوتيرة أسرع. الرسالة واضحة: انسَ عبارة " صُنع في الصين "، الشعار الجديد هو " ابتُكر في الصين ". ركائز السياسات: القوة المُثبتة للسوق ترتكز الثقة الأجنبية أيضًا على السياسات الملائمة في الصين. فقد دفعت توجيهات تنظيم السوق المالية لعام 2024 الشركات المدرجة إلى التحول من التوسع إلى مكافأة المستثمرين. ونتيجة لذلك، تم توزيع أرباح قياسية بقيمة 2.4 تريليون يوان (ما يعادل 330 مليار دولار) من الأسهم A في عام 2024. وفي الوقت نفسه، عززت الجهات التنظيمية تدفقات رأس المال طويلة الأجل، وألغت القيود المفروضة على الاستثمارات في الأسهم لصناديق التقاعد والتأمين والتقاعد المبكر. تلاحظ "غولدمان ساكس" أن "مجموعة أدوات السياسات في الصين - المالية والنقدية والبنيوية - تتسم بتكيف فريد". وبالنسبة للمستثمرين العالميين، أصبحت الشركات الصينية الآن بمثابة ملاذات آمنة وسط اضطرابات السوق. الأفعال أبلغ من الأقوال: رؤوس الأموال تتحرك الأفعال تتحدث بصوت أعلى من الأقوال. فقد عزز صندوق التقاعد الحكومي النرويجي (GPFG) استثماراته في الصين بمقدار 50.8 مليار يوان (7 مليارات دولار) في عام 2024. وتتوقع "غولدمان ساكس" أن يرتفع مؤشر MSCI China بنسبة 14% في عام 2025. أما مايكل بَري، المستثمر الذي تنبأ بأزمة 2008 (والمعروف من فيلم The Big Short)، فقد استثمر بالكامل في الأسهم الصينية، وزاد من حصته في شركات مثل علي بابا وبايدو و بالطبع، يتطلب التفاؤل أيضًا الحذر. فقد دخل النمو الاقتصادي في الصين مرحلة جديدة بمعدل 5%، ولا تزال مخاطر ديون العقارات قائمة، كما أن التوترات الجيوسياسية زادت الضغط على تقنيات حيوية مثل رقائق أشباه الموصلات. لكن، كما تقول الحكمة الصينية، تأتي الفرص العظيمة مع المخاطر. فعندما تبدأ مدخرات الأسر الصينية — البالغة 18 تريليون دولار — في التدفق إلى السوق المالية، وعندما تواصل الصين مساهمتها البالغة 30% في نمو الاقتصاد العالمي، وعندما يكون معدل نموها أكثر من ضعف معظم الأسواق المتقدمة، يصبح هذا التوجه لا يُمكن وقفه — ومن يفوّت الصين الآن، سيفوّت العقد الذهبي القادم. وفي خضم هذا التوجه، إما أن تركب الموجة أو تبقى على الشاطئ.


جريدة الرؤية
١٤-٠٤-٢٠٢٥
- جريدة الرؤية
نفط عمان يسجل 66.22 دولار.. الذهب الأسود يصعد بدعم إعفاءات من الرسوم الجمركية
عواصم - الوكالات بلغ سعر نفط عُمان الرسمي اليوم تسليم شهر يونيو القادم 66 دولارًا أمريكيًّا و22 سنتًا. وشهد سعر نفط عُمان اليوم ارتفاعًا بلغ دولارًا أمريكيًّا و30 سنتًا مقارنة بسعر يوم الجمعة الماضي والبالغ 64 دولارًا أمريكيًّا و92 سنتًا. تجدر الإشارة إلى أنَّ المعدل الشهري لسعر النفط الخام العُماني تسليم شهر أبريل الجاري بلغ 77 دولارًا أمريكيًّا و63 سنتًا للبرميل، منخفضًا دولارين أمريكيين و63 سنتًا مقارنةً بسعر تسليم شهر مارس الماضي. وعالميا ارتفعت أسعار النفط واحدا بالمئة اليوم الاثنين على خلفية استثناء بعض المنتجات من الرسوم الجمركية الأمريكية وبعدما كشفت بيانات ارتفاع واردات الصين من الخام بشكل كبير في مارس آذار. لكن المكاسب حدت منها المخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي وتأثر الطلب على الوقود بسبب الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين. وبحلول الساعة 1026 بتوقيت جرينتش، زادت العقود الآجلة لخام برنت 63 سنتا بما يعادلواحدا بالمئة إلى 65.39 دولار للبرميل. كما صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 64 سنتا أوواحدا بالمئة إلى 62.14 دولار للبرميل. وقال هاري تشيلينجويريان المدير العالمي لقسم الأبحاث لدى أونيكس كابيتال جروب "ساهمت الأنباء عن الإعفاءات من الرسوم الجمركية في تحسين المعنويات بالأسواق". وأضاف "لكن لا يزال هناك الكثير من نقاط الضعف.. هناك مخاطر سياسية مرتبطة بهذا النهج التجاري المتقلب مما يؤثر على الأسواق". استثنى الرئيس الامريكي دونالد ترامب في وقت متأخر من يوم الجمعة الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر وبعض الالكترونيات الأخرى، التي يت استيراد معظمها من الصين، من الرسوم الجمركية الكبيرة. وكانت هذه أحدث حلقة في سلسلة من إعلانات فرض رسوم جمركية تم التراجع عنها، مما أثار حالة من الضبابية لدى المستثمرين والشركات. وقال ترامب يوم الأحد إنه سيعلن عن نسبة الرسوم الجمركية التي سيفرضها على أشباه الموصلات المستوردة خلال الأسبوع المقبل. وأظهرت بيانات اليوم الاثنين أن واردات الصين من النفط الخام انتعشت بشكل كبير في مارس آذار مقارنة بالشهرين السابقين، وارتفعت بنحو خمسة بالمئة مقارنة بالعام السابق مدعومة بزيادة الشحنات من النفط الإيراني والروسي. ويتوقع جولدمان ساكس أن يسجل خام برنت 63 دولارا للبرميل في المتوسط في حين سيسجل خام غرب تكساس الوسيط 59 دولارا للبرميل على مدى بقية العام الحالي، في حين يتوقع أن يسجل خام برنت 58 دولارا للبرميل وخام غرب تكساس الوسيط 55 دولارا للبرميل في 2026. وقال محللون بقيادة دان سترويفن في مذكرة إن البنك يتوقع زيادة الطلب العالمي على النفط في الربع الأخير من العام الحالي بمقدار 300 ألف برميل يوميا فحسب على أساس سنوي "في ظل توقعات النمو الضعيف"، وأضافوا أن تباطؤ الطلب من المتوقع أن يكون أكثر حدة في المواد الأولية للبتروكيماويات. ومع استعداد الشركات لانخفاض محتمل في الطلب قالت شركة بيكر هيوز إن شركات الطاقة الأمريكية خفضت منصات النفط بأكبر قدر في أسبوع منذ يونيو حزيران 2023، مما أدى إلى انخفاض إجمالي عدد منصات النفط والغاز الطبيعي للأسبوع الثالث على التوالي. وفي خطوة قد تدعم أسعار النفط، قال وزير طاقة الأمريكي كريس رايت يوم الجمعة إن الولايات المتحدة قد توقف صادرات النفط الإيرانية كجزء من خطة ترامب للضغط على طهران بشأن برنامجها النووي.