أحدث الأخبار مع #ليدو


الميادين
٢٥-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- الميادين
فيلسوف أسباني يتحدث عن أهمية "صمت الكتابة"
يعالج الفيلسوف الإسباني إميليو ييدو في كتابه "صمت الكتابة" الصادر حديثاً عن دار نينوى للدراسات والنشر في دمشق فكرة كيف تَتَشبَّع اللغة بالمشاعر والأفكار والرؤى التي تتعزز في اللقاء المصيري بين المؤلف والقارئ، بحيث يبقى النص المكتوب غير مكتمل حتى تنتهي دورة القراءة التي توائم بين فكرة النص وفكرة مؤلِّفِه وذكاء القارئ وفهمه وتأويلاته. و"يمثل هذا الكتاب دستوراً يرسم العلاقة بين النص واللغة وبين القارئ، ويشرح كيف تظل الكتابة صامتة وحبيسة لغتها التي كُتبت بها حتى يأتي القارئ في زمنه، مُلقياً عليها النظرة التي تعيد إحياءها من جديد، من خلال إيجاد مقاربات عجيبة بين عملية "الخلق" التي يُبدعها المؤلف في زمن الكتابة، وعملية "الخلق" الأخرى التي يُعيد القارئ بَعْثَ الزمن الماضي من جديد في زمن حاضره الخاص به والذي هو زمن قراءته للنص"، وذلك بحسب ما جاء في مقدمة الكتاب بقلم مترجمه الدكتور أحمد شعبان، الذين يبين كيف تُصبح اللغة عبر الكتابة (المؤلِّف)، كياناً قائماً وموجوداً بذاته، وكيف تصبح عبر القارئ حواراً وجدلاً وسلوكاً مقروناً بالواقع عبر الأفعال"، ويؤكد أن هذا الكتاب رَسَمَ صورة لسلسلة من القضايا التي تُحدد المنطقة التي يمكن فيها بناءُ ممارسةٍ في النقد النصي تساعد على إدراك صوت الماضي بشكل أفضل. تعزيز المعنى في قراءة أي نص من منظورات جديدة هو ما يسعى إليه "ييدو"، بحيث تصبح ظاهرة التواصل أكثر كثافة، واللغة التي تتفاعل ضمن قنوات الفكر ستؤدي إلى نوع خاص من التأمل يسهم في تشكيل شخصية الإنسان التي تصبح بمنزلة الملجأ لتلك الأفكار، وتسهم إلى حد كبير في تحديد معناها، بعد أن يندغم صوت المؤلف مع الأصداء التي يتركها لدى قرائه، ومن ثم رجع الصدى الذي يعود ويؤثر على الكاتب نفسه وعلى لغته. ويتحدث الكتاب عن الخصوصية الناجمة عن ذاتية التلقي، وعن التجربة التي يعيشها المرء مع كل قراءة، تدفعه إلى توضيح النص وتطويره. ويتكئ الفيلسوف الإسباني في رؤيته تلك على مقولة كانط في كتابه "نقد العقل المحض" من "أنه ليس هناك أي شك في حقيقة أن كل معرفتنا تأتي من الخبرة"، وتالياً فإن "الذاتية هي "مقياس كل الأشياء"، ومن دونها تكون أي معرفة فارغة وبلا جوهر، وفرادة تلك الذاتية كما يراها ليدو تتشكل من العلاقة بين مصطلحي الفيليا واللوغوس المتشابكين ضمن المنظومة اللغوية، الأول الذي يعني العاطفة والصداقة أو الحب، وينبع من كون الإنسان بحاجة دائمة إلى التواصل وهو ما تحققه اللغة، أما الثاني الذي يعني الكلمة أو العقل أو القانون، فيشير إلى مجموعة معقدة من الظواهر والمواقف التي توحد البشر أيضاً من خلال الحوار الذي يتغلَّب على زمن اللغة ويحرر الإنسان من آنيّتها، بحيث تكون اللغة هي الشكل الوحيد للثقافة الذي يُصبح بشكل حقيقي طبيعةً متجذرة في المادة الأنثروبولوجية نفسها التي تتعلق بدراسة الإنسان وأنساقه المعرفية. ويشرح "صمت الكتابة" أسطورة "تحوت" مُخترع الحروف العبقري و"تاموس" ملك مصر، ذاك الاختراع الذي جعل الكتابة علاجاً للحفاظ على الحكمة، يصبح فيه زمن البشر أطول وأكثر استقراراً في زمن الكتابة، لكن في الوقت ذاته تكون الكلمات رغم حيويتها صامتة ومُربِكة، خاصةً إن أدَّت إلى إسكات الحوار المحتمل، وهو ما جعل ليدو يقول في تلك الحالة بأن "الكتابة هي النسيان، نسيان أصلها، والإيقاعات الملموسة في ذلك الوقت الذي وُلِدَت فيه، وقبل كل شيء، الكتابة هي سبب النسيان". لكن عندما تبدأ اللغة بتحرير نفسها من الارتباطات المباشرة واستخدامات الحياة اليومية، فإنها تصل إلى وجهات نظر جديدة، تنبثق من المشكلات التي تنشأ من الحاجة إلى فهم العالم واستيعابه، وهو ما يجعلها مادة خاصة للدراسة بعيداً عن آنيتها، وتصبح حينها نصاً خاضعاً للفلسفة وتعيش وفق طريقتها الخاصة بالوجود، ولا سيما أن التجربة الفلسفية كانت دائماً تجربة من خلال اللغة. يقول ييدو: "إن تجربة اللغة هي تجربتنا الثقافية الأولى، والخطاب الأسطوري وُلِدَ على تلك الحدود حيث كانت اللغة ستخلق الثقافة، ليتم التغلب عليها، كي تصبح المستقبل، لتبدأ في التدفق على طول قناة زمنية حيث سيؤسس شكلاً آخر من اللغة، ولأن الخطاب الأسطوري لم يستجب، كانت المهمة التأويلية الأولى هي البحث عن رد على حالات الصمت هذه. ولا سيما أن القول هو القولُ المسبق، والتفكير هو البحث عن إجابة لم تُقل بعد، كما أن التجربة التاريخية لا تقتصر على تحليل ما يقوله النص فحسب، بل تتمثل أيضاً في اكتشاف ما يُخفيه النص، ومن هنا فإن التاريخ كله هو تاريخ معاصر، لأنه يحول الماضي إلى تجربة، وزمن الكلمات إلى زمن نبضات القلب، أي إلى زمن الحياة". هنا يؤكد الفيلسوف الإسباني أهمية الذاكرة باعتبارها الإمكانية الوحيدة للاستمرارية، والكتابة هي الوسيلة الأقوى لاستحضارها، مع التأكيد أن الكتابة هي مساحة مظلمة للكلمات من دون الضوء الذي يمنحها إياه القارئ، وفي هذا السياق يأتي دور التفسير والفهم بغية الوصول إلى التشبع الكامل للمعنى، بوصفه سمة أساسية لعملية الثقافة نفسها. ويتطرق ييدو إلى نظرية التلقي حيث تكتسب اللغة المكتوبة استقلالاً غريباً عن مؤلفها، إذ إن النص الذي يتحدث في حاضر كل قارئ يحتاج، بحكم بُعده عن مؤلفه وزمنه، إلى أن يعيش كلياً في ذهن الشخص الذي يشكل لغةً من أجله. وهو ما يعني أن القارئ بالضرورة هو المؤلِّف أيضاً. فالنص يكمن في القارئ، وتتكون عملية الاستيعاب من التوتر والقلق لجعل النص نصاً خاصاً بنا. وإن التحديد الذي يتضمن دمج لغة أخرى في لغتنا هو أساس الذكاء النصي. لأنه وإن كان النص المكتوب في الواقع حاضراً مادياً مثل ذلك المحاور الحي الذي يتحدث إلينا، فإن حضوره لم يكن سوى حضور غياب، وانعكاس لواقع، صدى صوتٍ ضائع عبر الحروف فحافظ على جزء من معناه وأنفاسه. يقول ييدو: "الكتابة هي شكل غريب من الزمانية. وفي ظل نظرية رولان بارت عن "موت المؤلف" يبقى النص هو الإمكانية الوحيدة للتجربة، وتصبح الكتابة هي المادة الوحيدة التي يمكن من خلالها محاولة إعادة بناء المعنى، وذلك كما عبّر نورثروب: يُقال إن الكتب هي نوع من النزهة الذي يجلب إلى المؤلِّف الكلمات ويجلب إليها القارئ المعنى". من هذه الزاوية يؤكد الفيلسوف الإسباني بأن القراءة هي ممارسة، وطريقة للإدراك والعيش، وطريقة للوجود، فمن خلال التجربة التي تفتحها الكتابة، يمكن سماع أصوات أخرى غير أصوات كل حاضر، رغم أن الكتابة التي تمكنت من توحيد الزمن تمثل صعوبة لا يمكن التغلب عليها. حيث إن "أمان الحرف هو أمان مخادع". فالذاكرة لا تتشكل في موضوعية الكتابة، بل في ذاتية الوعي، ومن خلال الحوار مع أنفسنا الذي هو بالنسبة لأفلاطون فكرٌ يُظهر شكلاً أكثر استقراراً من شكل الحرف، فالتفكير ليس قراءة الحروف، بل هو إثارة خطاب داخلي تنعكس فيه استمرارية الوعي كذاكرة، مع أن كل كتابة تحتاج لكي تكون ذاكرة إلى حوار سابق آخر يتشكل فيه القارئ. وهكذا يتحول وعي القارئ إلى مؤلِّف يكتب نفسه بتجربة الآخر. يوضح الكتاب أن هذا هو المصير الغامض للكتابة التي كما اكتشف أفلاطون بدقة، هي الصمت والصوت. الصمت لأنه لا يوجد خلفية للكلمات نفسها. إن علاماتها ليست شيئاً، بل مجرد احتمال لأنطولوجيا تكمن في جانب آخر، ولا يُعاد بناؤها إلا عندما يتمكن شخص ما، في زمانه الخاص، من قراءتها. وبناءً على ذلك فإن ييدو يرى أن نظرية التفسير بأكملها تكمن، في صمت النص وعزلته، الذي ينتهي سياقه الحقيقي عندما ينتهي السطر الأخير الذي يؤلفه. وكل ما عدا ذلك هو الحوار الذي يقيمه القارئ مع النص نفسه، من منظور ذاكرة أخرى تختلف عن تلك التي تُقدَّم كتابياً. وهذا السبب في أن النص لا يُفكِّر. فتفكيره هو مظهر نقي، ومع ذلك فإن هذا المظهر ثابت بما يكفي ليلعب دور الصوت الناطق. في ذلك الحضور القاطع الذي يستطيع أن يحرك شفاه القارئ، ويحول ما هو مكتوب إلى صوت، يتم التغلب من خلاله على ذلك الصمت الأصلي الذي يحيط بكل كتابة. ومن دون حضور القارئ لن تخرج الكتابة من صمتها أبداً.


الجزيرة
١٣-٠٤-٢٠٢٥
- الجزيرة
بخلاف الصورة النمطية.. 6 مناطق في الصومال تستحق الزيارة
لطالما ارتبط اسم الصومال بكونه واحدا من أخطر البلدان في العالم للسفر والسياحة، مما جعل البلاد دائما تتصدر قوائم الدول الخطيرة. ورغم هذه الصورة النمطية التي تلاحق الصومال منذ أمد بعيد، لم تستطع تلك الصورة أن تثني عشاق المغامرة والاكتشاف عن البحث في خبايا هذه البلد الغامض، حيث تزخر أرضه بأماكن جميلة ومختلفة. قد لا تكاد تجد اسم الصومال ضمن الواجهات السياحية المفضلة لدى كبرى شركات السياحة في العالم، إلا أن هذا البلد يحتوي على مناطق يمكن أن تجذب الزوار ومحبي الترحال، ومن ذلك السواحل المترامية الأطراف بمياهها الصافية، فضلا عن أرض الصومال الخصبة التي تغذيها روافد الأنهار. ربما لم يكن الوضع في الماضي مشجعا على السياحة في الصومال، لكن الأمور بدأت تتغير، فالعاصمة مقديشيو التي دفعت ثمنا باهظا بسبب الحروب والصراعات، استعادت عافيتها وأصبحت تنبض بالحياة والاستقرار، في حين تزخر مناطق الوسط والشمال في البلاد بمناظر ساحرة تلبي تطلعات الباحثين عن المغامرة والراغبين في اكتشاف مناطق نائية، والتي لم تنل بعد حقها من الترويج كوجهة سياحية. في هذا التقرير تصطحبكم "الجزيرة نت" في جولة بـ 6 مناطق في الصومال ستثير فضول عشاق السفر. ساحل ليدو: عروس المحيط الهندي يثير الفضول الناجم عن كثرة الحديث عن هذا الساحل في مناسبات مختلفة رغبة كل زائر للصومال في اكتشافه، لقد اشتق اسم ليدو من الكلمة الإيطالية التي تعنى "الشاطئ"، حيث يجمع هذا المكان بين عراقة تعود لآلاف السنين وجمال السواحل. ورغم التحديات التي مرت بها البلاد، لم تفقد ساحل ليدو في العاصمة الصومالية مقديشيو زوارها يوما حتى في أوقات الصراعات، فهي ليست مجرد وجهة، بل اصبحت في السنوات الأخيرة ملاذا للمصطافين، حيث يجدون في نسمات البحر العليلة ودغدغة الامواج متنفسا لتصفية الأرواح والتخفيف من هموم الحياة وأعبائها. ويتميز هذا الساحل بمقومات تجذب الزوار، فهو صرح ثقافي يمتد تاريخه إلى ثلاثينيات القرن الماضي، كما يضم مجموعة متنوعة من المرافق الترفيهية من فنادق ومطاعم إلى الأكشاك التي تقدم أشهى الأطباق الصومالية ذات الطابق الشعبي الفريد. عند وصولك إلى ليدو فإنه لا شي يضاهي روعة السير بمحاذاة البحر، والاستمتاع بصوت الأمواج التي تعانق الشاطئ، فتأسرك زرقة مياهه الصافية ورماله البيضاء الناعمة، ليكون الواجهة المثالية لعشاق الاسترخاء والأجواء المشمسة. جوب وين ملتقى النهر بالبحر في قلب مدينة كسمايو جنوبي الصومال، يحتضن نهر جوبا المحيط الهندي في مشهد أخاد، تتجلى منطقة جوب وين كواحة من الجمال الطبيعي وملاذ للحياة البرية، حيث تلتقي الحيوانات البرية والبحرية في تناغم فريد. ويطلق سكان المنطقة على متنزه جوب وين لقب "جنة الله على الأرض"، فهو المكان الأمثل للهروب من ضجيج الحياة وصخب المدينة، يجد الزائر نفسه محاطا بتنوع بيولوجي إذ تمتزج أصوات الطيور بأمج البحر الهادرة، بينما تتراقص أشجار الغابات على نسمات الطبيعة العليلة. ويضم المنتزه بين أحضانه حديقة كسمايو الوطنية التي تمتد على مساحات شاسعة، وهي موطن لمجموعة من الحيوانات البرية النادرة، بينما تملأ الأفق أسراب الطيور المهاجرة التي تضيف سحرا على هذا المكان. ولاتكتمل زيارة جوب وين دون تذوق فواكهها وخضارها، حيث يمكن للزائر التلذذ بأشهى الفواكه الطازجة مثل المانغو والموز والبطيخ وجوز الهند، كما يمكنه الانطلاق في رحلة بالقوارب عبر روافد النهر، أو التمتع بجولة عل امتداد المحيط الهندي، لمشاهدة الحياة البحرية عن قرب، والاستمتاع بالمشهد الذي يأسر القلوب قبل العيون. مدينة أيل حيث التاريخ والجمال في قلب ولاية بونتلاند شمالي البلاد، تتربع مدينة أيل كواحدة من أبرز الوجهات في الصومال، فهناك يمتزج عبق التاريخ بجمال الطبيعة بين الجبال الشاهقة والسواحل الجميلة، والكثبان الممتدة، والمباني القديمة، فهذه المدينة تروي فصولا من الحكايات مجسدة تاريخا يمتد لقرون مضت. تحيط بمدينة أيل سلاسل جبلية مغطاة بالشعاب، تتناغم مع الأمواج المتلاطمة التي تعانق الرمال الذهبية، مما يوفر للزائرين فرصة للاستمتاع بمجموعة متنوعة من الأنشطة، ويمكن لعشاق البحر أن يسيروا على طول الشواطئ في جو هادئ، حيث لا يسمع سوى هدير الأمواج وصوت الحصى المتحرك تحت الأقدام، كما يمكن السباحة في شواطئ تعكس زرقة السماء. ولمحبي اجواء المشمسة، فتنتظرهم الكثبان الرملية التي تمتد على مساحات شاسعة، حيث يمكنهم الاسترخاء أو الإنطلاق في مغامرة التزلج على الرمال الناعمة، ومن بين تقاليد أهل المدينة دفن أجسادهم في الرمال الساخنة لساعات، اعتقادا منهم بقدرتها على تخفيف آلام العظام والمفاصل. بالإضافة إلى سحر الطبيعة، تزخر المدينة بمعالم تاريخية تشهد على ماضيها ومن أبرزها قلعة وقصر داود، والذي كان مقرا للمناضل محمد سيد عبدالله في كفاحه ضد الاستعمار الغربي، وتتمتع قلعة وقصر داود بإطلالة بانورامية رائعة على مدينة أيل، حيث تبدو متألقة بين زرقة البحر وصفرة الرمال. بلدة مرعانيو منجم الفراعنة في أقصى مدينة رأس عسير في ولاية بونتلاند، توجد بلدة مرعانيو ذات التاريخ العريق، فهي احتضنت في حقبة سحيقة إحدى أقدم الحضارات على وجه الأرض وهي حضارة الفراعنة، حيث اشتهرت مرعانيو بإنتاج البنط والبخور والصمغ العربي، وهي سلع ثمينة كانت تضطلع بدور أساسي في التجارة القديمة. تحيط بالبلدة جبال عالية تمتد في الأفق، تزينها مناطق زراعية خصبة وسواحل خلابة، ويجد الزائر نفسه أمام خيارات متعددة ما بين التجول في المواقع الأثرية وبين التعرف على المزارع المنتشرة، أو الاستمتاع بأيام العطل على شواطئها البكر. وتتمتع هذه البلدة الساحلية بأكبر مزرعة للتمر في القرن الأفريقي، حيث تصدر أجواد أنواعه للدول المجاورة وأيضا لباقي الأقاليم الصومالية، مما يجعلها مركزا زراعيا وتجاريا بارز. أرخبيل زيلع جوهرة مخبأة على بعد ست كيلومترات من مدينة زيلع التاريخية، في إقليم أرض الصومال (صومالي لاند)، ينبسط أرخبيل زيلع كجوهرة مخبأة في قلب البحر، ويتألف من ست جزر، تتصدرها جزيرتا سعد الدين وعيبات، واللتان تتميزان بمناظر تشد إليها الأبصار. ويتمتع الأرخبيل -وخاصة جزيرتا سعدالدين وعيبات- بجمال نادر، حيث الكهوف المتناثرة والنباتات الفريدة التي تمتد حتى تلامس مياه البحر مشكلة لوحة من الجمال الطبيعي، تكتمل هذه الصورة بالشعاب المرجانية المتنوعة، التي تضفي على مياه البحر ألوانا زاهية. على ساحل ميناء زيلع، تنتظر القوارب السياح لتنقلهم إلى هذه الجزر التي تبدو وكأنها فردوس مخفي وسط الأمواج، وما إن يصل الزائر حتى تستقبله ممرات مائية تتسلل عبر غابة كثيفة، حيث تتناغم الطبيعة مع هدوء تام. ويشكل الأرخبيل ملاذً للحياة البرية، إذ يعد موطنا للطيور والأسماك وأما سواحله فتتميز برمال نقية ومياه فيروزية صافية تسمح برؤية الكائنات وهي تسبح في أعماقها. ولشدة جمال الأرخبيل، يحرص السياح على نصب الخيام على شواطئه لقضاء يوم في أحضان الطبيعة، وعلى رغم من موقعه الإستراتيجي يفتقر الأرخبيل إلى البنية التحتية اللازمة لتطوير السياحة، إذ لا توجد فنادق أو مطاعم تلبي احتياجات الزوار. لاس جيل حكاية قبل الميلاد تعد منطقة لاس جيل من أشهر المواقع الأثرية في الصومال، وذلك في موقع غير بعيد عن الحدود الشمالية مع إثيوبيا، وتحتضن المنطقة مجموعة من الكهوف التاريخية المذهلة، وتقع في ضواحي مدينة هرجيسا، تتزين جدران تلك الكهوف بواحدة من أقدم النقوش الصخرية في قارة أفريقيا، مما يجعلها وجهة ملهمة لعشاق التاريخ والراغبين في تتبع أثر المجتمعات القديمة. واكتشف فريق من علماء الآثار الفرنسي بأن أحد كهوف لاس جيل يعود تاريخه إلى ما بين 9 آلاف و10 آلاف عام قبل الميلاد، حيث عثر الفريق فيه على ما يقرب من 20 ملجأ صخريا أو كهفا تكونت بشكل طبيعي بأحجام مختلفة، يبلغ أكبرها عشرة أمتار طولا وخمس أمتار من العمق. ويتمتيز هذا الموقع الأثري التاريخي بوجود ما يقرب من 350 نقشا وتمثيلا لحيوانات وبشر، إلى جانب قطع أثرية تسلط الضوء على تفاصيل من حياة الإنسان القديم. ومن أكثر ما يدهش الزوار في لاس جيل، تلك المجموعة الفريدة من الرسومات الملونة التي تصور البشر والحيونات مزخرفة بألوان مثل البني والأحمر والأصفر، وهي ألوان قلما تجدها في الفن الصخري القديم. وقبل اكتشاف المؤرخين لهذا الموقع، كان الاعتقاد السائد لدى الصوماليين بأن لاس جيل مكان محظور تسكنه ما يسمى بالأرواح الشريرة، إلا أن هذا الاعتقاد تغير تماما، وأصبح المكان أحد أبرز الوجهات في الصومال، والذي يجذب زوار من الخارج. المناخ وكلفة الرحلة تقع الصومال في منطقة القرن الأفريقي، مما يعني أن مناخها استوائي ولكنه جاف، ويبقى أفضل وقت لزيارة البلاد هي الفترة ما بين مايو/أيار وأكتوبر/تشرين الثاني، إذ تكون درجات الحرارة أكثر اعتدالا ويقل سقوط الأمطار، ولا تتجاوز درجات الحرارة في أقصاها 30 درجة مائوية، كما توفر المناطق الساحلية مناخا أكثر برودة قليلا بسبب نسيم البحر. وتختلف أسعار تذاكر السفر إلى الصومال حسب بلد المغادرة، فعلى سبيل المثال يتراوح سعر التذكرة من كينيا وإثيوبيا المجاورتين للصومال بين 200 و250 دولار، وأما التنقل داخل البلاد فتتراوح أسعار الرحلات الجوية المحلية بين 100 و150 دولار، وتتفاوت أسعار الفنادق في الصومال تبعا لموقعها ومستوى الخدمات المقدمة، وتترواح بين 30 و100 دولار.