أحدث الأخبار مع #ماركتوين


الدستور
منذ 3 أيام
- ترفيه
- الدستور
اتسمت حياته بالجنون.. كتاب جديد عن "مارك توين"
صدر حديثًا كتاب 'مارك توين'، الذي تصدر قائمة الكتب الأكثر مبيعًا عبر قائمة نيويورك تايمز، وموقع أمازون، والكتاب سيرة ذتية حول الحياة الكاملة والمعقدة للكاتب الذي اشتهر لفترة طويلة بأنه "أبو الأدب الأمريكي" وهو مارك توين، ويلقى الضوء على تفاصيل جديدة في حياته، كاتب السيرة الذاتية الحائز على جائزة بوليتزر، رون تشيرنو. ماذا يحكي كتاب "مارك توين" الصادر حديثًا؟ قبل أن يذيع صيت مارك توين، كان اسمه صموئيل لانجهورن كليمنس، ووُلد عام ١٨٣٥، الرجل الذي سيصبح فيما بعد أول وأشهر شخصية أدبية أمريكية، فقد أمضي الصبي طفولته يحلم بقيادة السفن البخارية على نهر المسيسيبي، ولكن عندما جاءت الحرب الأهلية أوقفت حلمه على النهر، ثم اتجه "توين" الشاب غربًا إلى إقليم نيفادا، وتولى وظيفة في صحيفة محلية، كاتبًا تقارير صحفية. ولفتت تقاريره الصحفية إليه الأنظار بجرأتها وروح الدعابة فيها، لم يمضِ وقت طويل قبل أن يشتهر هذا الطيار البخاري السابق من ميسوري، في جميع أنحاء البلاد بسبب براعته الأدبية، حيث كان يكتب وقتها تحت اسم مستعار. كتاب 'مارك توين' ويكشف كاتب السيرة الذاتية "رون تشيرنو" في الكتاب، صورة غنية بالتفاصيل عن مارك توين، عم رجل سعى بلا خجل إلى الشهرة والثروة، وصنع شخصيته بنفسه بعناية فائقة، بعد أن أثبت قدرته في العمل كصحفي وأديب ساخر ومحاضر، واستقر في النهاية في ولاية هارتفورد مع زوجته وبناته الثلاث، حيث كتب مغامرات "توم سوير" ومغامرات "هكلبيري فين". أسرار المرحلة الأخيرة من حياة 'مارك توين' ويلفت الكاتب إلى أن "مارك توين" ألقى بنفسه في صخب الثقافة الأمريكية، وبرز كأبرز السياسيين في البلاد، وفي الوقت نفسه، أدت مشاريعه التجارية المتهورة والمجنونة في النهاية إلى إفلاسه؛ وقد أمضى توين وعائلته تسع سنوات في المنفى في أوروبا، وعانى من وفاة زوجته وابنتيه، وكانت المرحلة الأخيرة من حياته قاتمة فقد لأصيب بمشاكل في القلب. ويعتمد الكاتب على أرشيف توين الغني، حيث بحث بين آلاف الرسائل ومئات المخطوطات غير المنشورة، ليسرد تفاصيل عن حياته، كما يصور الكاتب "تشيرنو" حياة الرجل الذي عكست مسيرته توسع البلاد غربًا، وتطورها الصناعي، وحروبها الخارجية، وبعد أكثر من مئة عام على وفاته، لا تزال كتابات توين تُقرأ وتُناقش وتُقتبس، على حد تعبير الكاتب. وكان توين مغرمًا بالعلم والبحث العلمي، وقد تصادق مع نيكولا تسلا وكان يقضي الكثير من الوقت في معمل تسلا، وقد حصل توين نفسه على ثلاث براءات اختراع. مارك توين ومن أعمال أعمال مارك توين"، كتابه "يانكي في بلاط الملك آرثر" وهي عبارة قصة أمريكي سافر عبر الزمن ونقل معه التكنولوجيا الحديثة إلى إنجلترا في عهد الملك آرثر، وقد صار هذا النوع من قصص الخيال العلمي فيما بعد جنسًا جديدًا مستقلًا في أدب الخيال العلمي الأمريكي. وفي عام 1906 بدأ توين ينشر سيرته الذاتية في جريدة "نورث أمريكان ريفيو"، وفي عام 1907 منحته جامعة أكسفورد درجة الدكتوراه الفخرية في الآداب.


وكالة نيوز
منذ 5 أيام
- ترفيه
- وكالة نيوز
مقابلة ممتدة: رون تشيرنو عند الكشف عن مارك توين مخبأة تحت السطح
يكشف كاتب السيرة رون تشيرنو عما اكتشفه أثناء البحث في مارك توين في مقابلة مع 'CBS Evening News' جون ديكرسون. كن أول من يعرف احصل على إشعارات المتصفح للأخبار العاجلة والأحداث الحية والتقارير الحصرية. ليس الآن تشغيل


الأسبوع
٢٠-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- الأسبوع
"مارك توين".. (115) عامًا من الحضور
طارق عبد الحميد طارق عبد الحميد "من الأفضل لك أن تغلق فمك وتترك الناس يعتقدون أنك أحمق، من أن تفتحه وتمحو كل شك!!".. تلك إحدى الحِكم البليغة التي نطق بها عبر رواياته "مارك توين" الذي تمر في الـ (21) من أبريل الجاري الذكرى الـ (115) لرحيله، وهو بلا شك أحد أهم الأدباء بالولايات المتحدة في القرنين التاسع عشر والعشرين، إذ وصفه "وليم فوكنر" بأنه "أبو الأدب الأمريكي"، كما عُرف بأنه "أعظم الساخرين الأمريكيين في عصره". ومن الأشياء اللافتة في مسيرة حياة "مارك توين" الثرية أنه قد تنبأ بموته، إذ كتب يومًا: "لقد جئت إلى هذا العالم مع مذنَّب هالي سنة ١٨٣٥م، وها هو قادم ثانيةً العام القادم، وأنا أتوقع أن أذهب معه"، والغريب أنه قد توفي بأزمة قلبية في "ريدنغ" بولاية كونيكتيكت بعد يوم واحد فقط من اقتراب المذنب من الأرض! نشأ "توين" (اسمه الأصلي: صمويل لانغهورن كليمنس) في هانيبال بولاية ميزوري، وقد تدرب مهنيًا في صباه بالعمل على الطابعة وعمل بإعداد الطابعة في وقت لاحق، وشارك بمقالات في صحيفة أخيه الأكبر "أوريون كليمنس". لاحقًا، أصبح رُبانًا لقارب نهري في نهر المسيسيبي قبل التوجه غربًا للانضمام إلى أوريون في نيفادا. وبعد تجربة عمل قصيرة وفاشلة في مجال التعدين، اتجه إلى العمل الصحفي في صحيفة "تيريتوريال إنتربرايز" في فيرجينيا سيتي. قام بنشر قصته الفكاهية "الضفدع النطاط الشهير في مقاطعة كالافيراس" في عام 1865م، وكانت أول نجاح كبير له، إذ جذبت له اهتمامًا دوليًا وتُرجمت إلى اللغة الفرنسية، ثم توالت أعماله متنقلًا ما بين: الشعر والقصص القصيرة والمقالات، مغَلفًا بأسلوبه الفكاهي الساخر، حيث حظي ذكاؤه وهجاؤه في النثر والخطاب باستحسان النقاد والأدباء. وقد اشتُهر "توين" بروايتيه "مغامرات توم سوير" عام 1876م، وتكملتها "مغامرات هكلبيري فين" عام 1884م، والتي وُصِفَت بأنها "الرواية الأمريكية العظيمة". وبخلاف الروايتين السابقتين، كتب العديد من الأعمال الشهيرة ومنها: الأمير والفقير- الحياة على المسيسيبي- يانكي من كونيتيكت في بلاط الملك آرثر، كما سجل رحلته إلى أوروبا والشرق الأوسط في كتاب "الأبرياء في الخارج". في عام 1906م، بدأ "توين" ينشر سيرته الذاتية في جريدة "نورث أمريكان ريفيو"، وفي عام 1907م منحته جامعة أكسفورد درجة الدكتوراه الفخرية في الآداب. يذكر أن "مارك توين" كان صديقًا للعديد من الرؤساء والفنانين ورجال الصناعة وأفراد الأسر المالكة الأوروبية، وحين توفي رثاه الرئيس الأمريكي "ويليام هوارد تافت".


الشارقة 24
١١-٠٣-٢٠٢٥
- صحة
- الشارقة 24
بين شد وجذب.. حظر الهواتف المحمولة يشهد انقسامات في مدارس أميركا
الشارقة 24 – أ.ف.ب: منذ بدء تنفيذ مشروع التجريبي لمنع استخدام الهاتف المحمول بمدرسة مارك توين الإعدادية في ألكسندريا، بشرق الولايات المتحدة، بات يتعين على التلاميذ وضع هاتفهم في كيس مغناطيسي مغلق صباح كل يوم حتى نهاية الدوام المدرسي. بينما يخشى البعض من أن يؤدي هذا الحظر إلى عزل التلاميذ عن العالم الرقمي، الذي عليهم الاستعدادُ له حتماً، يعتقد مؤيدوه أنه يجعلهم يركزون ويتواصلون بشكل أفضل. ويندرج قرار منع الهواتف في مدرسة مارك توين المتوسطة ضمن موجة من الإجراءات المماثلة المطبقة في الولايات المتحدة، وعلى نطاق أوسع في العالم. وتشير مجموعة من الأبحاث إلى أن الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي يزيد من احتمال الإصابة بالأمراض النفسية، مثل القلق والاكتئاب لدى الشباب. وتستند الجمعيات باستمرار إلى هذه الدراسات لتبرير قرار منع الهواتف المحمولة، وهو إجراء يخضع لإجماع سياسي نادر في بلد منقسم بشدة.


الشرق الأوسط
١٣-٠٢-٢٠٢٥
- ترفيه
- الشرق الأوسط
بيرسيفال إيفيريت يقلب رواية مارك توين
بيرسيفال إيفيريت لم يقلبْ مارك توين رأساً على عقب، كما يدَّعِي العنوان، الذي لعبت دوراً في صياغته الرغبة في أن يكون لافتاً وجاذباً، على أمل أن يغري بقراءة المقالة. أنّى وكيف لإيفيريت قلب توين دون مساعدة من آلة زمن تنقله تخييلياً، كما في الروايات والأفلام، إلى زمان ومكان كان فيهما توين على قيد الحياة. ومع ذلك، إذا كان بالإمكان وصف ما فعله إيفيريت قلباً، وهو «قلب» مجازي، فإن القلب تعرضت له رواية توين «مغامرات هَكلْبِري فِنْ»، 1885/1884، وهذا ما يفعله إيفيريت في روايته الجديدة «جيمس»، 2024، التي وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة بوكر 2024، وفازت بجائزة الكتاب الوطني الأميركية للقص، 2024. ومن المنتظر أن تشق طريقها إلى صالات السينما بعد شراء «يونيفرسال» لحقوق ملكيتها الفكرية لترجمتها للشاشة، وسيكون المخرج ستيفن سبيلبرغ المنتج التنفيذي للفيلم، كما رُشِّح تايكا وايتيتي لإخراجه. بول موسى يصدم جامعة شيكاغو مبالغة أخرى صغيرة في العنوان الداخلي أعلاه، لأن بول موسى لم يصدم جامعة شيكاغو كلها؛ فالصدمة، حسب عالم السرد وين بوث، كانت صغيرة ومحصورة بين جدران قسم العلوم الإنسانية. يستهل بوث مقدمة كتابه «The Company We Keep, 1980»، بأنه في يوم من ستينات القرن الماضي، تفاجأت هيئة تدريس العلوم الإنسانية في الجامعة، أثناء مناقشتهم الخطة الدراسية للطلاب الجدد، باحتجاج زميلهم الأسود بول موسى، أستاذ الفن المساعد، على تدريس رواية مارك توين، وبتصريحه أنه لا يستطيع الاستمرار في تدريسها، موضحاً أن طريقة تصوير توين للعبد «جيم - Jim» مسيئة وتثير غضبه لدرجة أنه يعجز عن إقناع ما وصفهم بالأطفال البيض الليبراليين بأسباب غضبه. ويضيف أنه ليس من الصواب تعريض الطلاب، السود والبيض، لما تستند إليه من آراء مسيئة ومُشوِّهة للسود. ويختم بيانه بـ: «هذا الكتاب مادة تعليم سيئة، وحقيقة إنه مكتوب بذكاء يجعله أكثر إزعاجاً لي» (ص 3). «انصدام» هيئة التدريس من موقف موسى يثير الاستغراب؛ لأن زميلهم ليس أول شخص يعترض على تدريس «هَكلْبِري فِنْ»، ويعبر عن رفض تدريسها، وعن استيائه منها، فالاحتجاج على تدريسها في أوساط السود يعود إلى 1957، العام الذي بدأت فيه المعركة، حسب غريغ كانفيلد، حول المواقف العنصرية التي تعبر عنها الرواية، عندما أدانت الجمعية الوطنية للنهوض بالملونين (NAACP) الكتاب لإهانته للسود، ضمنياً، باستخدام كلمة «زنجي - nigger». تأتي تلك الإدانة بعد ثلاث سنوات من صدور قرار المحكمة العليا إلغاء الفصل في التعليم والمدارس بين البيض والسود في 1954. يقول جيمس ليونارد وتوماس تيني في مقدمتهما للكتاب «هجاء أم مراوغة... وجهات نظر سوداء حول هَكلْبِري فِن»، 1992: «من المحتم أن يشعر الأطفال السود في الفصل مع البيض بعدم الارتياح للكلمة والكتاب الذي تظهر فيه كثيراً، وأن يرغب الآباء السود في حماية أطفالهم مما تمثله الكلمة». ويصف التربوي جون والاس الرواية بأنها أبشع مثال مكتوب على القمامة العنصرية. رغم ذلك لم يكن الأميركان السود جبهة موحدة ضد تدريس الرواية، فكان بينهم أشد المتحمسين للدفاع عنها. وعلى الجانب الآخر، عارض عدد من البيض تدريسها. وتدريجياً، بدأ يزداد تساقط الرواية من أيدي المدرسين والمدرسات من البيض والملونين، إلى أن بلغ الأمر حد تهديد عدد كبير من المدارس الثانوية بإلغائها من خططهم الدراسية بسبب تلك الكلمة، ما دفع دار «نيوساوث بوكس» إلى أن تصدر، في عام 2012، طبعة خالية من «الكلمة-ز/N-word»، التي تتكرر 219 مرة فيها، واستبدالها بكلمة «عبد». ويوضح د. أَلَنْ غريبين محرر النسخة المتخصص في أدب مارك توين في المقدمة أن الاستياء من الطبعة الأصلية بدأ ينتشر حتى بين طلبة الجامعات والكليات. إيفيريت يضع جيم في المركز إزاء هذه الخلفية من الجدل على مدى عقود، يعيد إيفيريت كتابة رائعة توين، يزيح الطفل الأبيض هَكلْبِري فِنْ من مركزها، ويحل جيم محله، كما يضع اسمه «جيمس» عنواناً على الغلاف، من دون أدنى إشارة إلى مارك توين و«بطل» روايته، التي وصفها ت. س. إليوت بأنها رائعة أدبية، وعدّها إرنست هيمنغوي بلغةٍ لا تخلو من المبالغة أصلَ الأدب الأميركي الحديث: «كل الأدب الأميركي الحديث ينحدر من كتاب واحد لمارك توين يسمى (هَكلْبِري فِنْ)...». إن مقولة هيمنغوي تنطبق على رواية إيفيريت، أكثر من انطباقها على أي رواية أخرى؛ فـ«جيمس» خرجت بالفعل من رواية توين، ولكن خرجت لتعيد كتابتها، ولتناقضها، وتقلبها رأساً على عقب. وفي نفس الوقت، تمتد جذور انتمائها إلى روايات أخرى صدرت قبل وبعد «مغامرات هكلبِري فِن» مثل «شاميلا»،1741، للروائي الإنجليزي هنري فيلدينغ، و«فو/ Foe - 1986»، للروائي الجنوب أفريقي ج. م. كوتسي؛ لكن «جيمس» إلى رواية كوتسي أقرب، وعلاقتها بها أقوى. فبينما «شاميلا» محاكاة «باروديا - parody» تستهدف بالتهكم رواية صامويل ريتشاردسون «باميلا»، 1740، فإن روايتي إيفيريت وكوتسي نموذجان لما تسميه ليندا هتشيون الـ«باروديا» الحديثة، أو الباروديا الما بعد حداثية. باروديا من دون سخرية تخلو الباروديا الحديثة، حسب «هتشيون»، من السخرية، مؤسسةً بذلك اختلافها الأولي عن الباروديا التقليدية التي تهدف إلى السخرية من النص المحاكى والتقليل من شأنه. وتذكر في مقالتها «باروديا بدون سخرية»،1978: «... لا يبدو أن الاستخدام الحديث للباروديا يهدف إلى السخرية أو التدمير. الباروديا تعني وجود مسافة بين النصّ الخلفية المحاكى والنصّ الجديد، مسافة عادة ما تشير إليها المفارقة» (202). وتضيف أن الباروديا الحديثة تستحضر الأصل الإيتمولوجي للكلمة، التي لا يوجد في جذرها الإغريقي ما يوحي بالحاجة إلى إحداث أثر هزلي أو ساخر، كما هو الحال في الجذر «burla» للكلمة «burlesque». وتُنظِّر في كتابها «نظرية الباروديا» أن الباروديا تعارضٌ وتناقضٌ بين نصين، محاكاة يميزها القلب المُفارق، صياغة أخرى، تكرار مع مسافة نقدية، تظهر الاختلاف لا التشابه. الإزاحة وتجريد «هَكْ» من امتيازاته «فو - Foe» إعادة تخيل، وإعادة حكي لرواية «روبنسون كروزو»، فيها ينتزع كوتسي «روبنسون كروزو» من مركز الحكاية، ويضع في مكانه سوزان بارتون. وبالمثل يفعل إيفيريت في روايته، فجيمس، وليس هَكلْبِري، هو المبئر والسارد بضمير المتكلم، الذي يتشكل برؤيته عالم الحكاية بشخصياته وأحداثه وكل تفاصيله. إن منح هذه الامتيازات لـ«جيمس»، وتجريد «هكلبِري» منها، يمثل القاعدة التي يبني عليها إيفيريت قلبَ ومعارضةَ روايته لرواية توين. «جيمس» الرواية إعادة حكي لرواية توين، يسترد فيها إيفيريت لجيمس إنسانيته، وينتشل شخصيته من التسطيح وأحادية البعد، ليقدمه شخصية دائرية متعددة الأبعاد. لا يحتاج القارئ إلى التوغل في النص حتى يلمس ويرى آثار ودلالات هذا القلب، فمن الفقرة السردية الاستهلالية يبدو العالم والأشياء مختلفَين من منظور جيمس. يقول في الجملتين الأخيرتين من الفقرة نفسها: «الانتظار جزء كبير من حياة العبد، الانتظار والانتظار ليتنظر المزيد، انتظار المطالب، انتظار الطعام، انتظار نهاية الأيام، انتظار المكافأة المسيحية العادلة والمستحقة في نهاية ذلك كله» (9). ويقول في الفقرة التالية: «أولئك الصبيان الأبيضان، هَكْ وتوم، راقباني. كانا دائماً يلعبان نوعاً من لعبة التظاهر حيث أنا إما شرير أو فريسة، ولكني بالتأكيد لعبتهما... من المفيد دائماً إعطاء البيض ما يريدون، لذلك، خطوت في الفناء، وصرخت في جوف الليل» (9). المثير أن لعبة الصبيين بسيطة، بينما هو المتظاهر الأول والأكبر في عالم الحكاية، والتظاهر والتخفي وراء الأقنعة لعبته المفضلة، يتفانى في تعليمها للعبيد الآخرين. التظاهر والتقنع أسلوب حياة بالنسبة له، آلية لحماية الذات، ومن متطلبات العلاقة بين الأسياد والمستعبدين. يتظاهر بالجهل وهو ليس كذلك، وبالأمية وهو يقرأ ويكتب. فعندما تسأله سيدته الآنسة واتسون ذات مرة عمّا إذا كان قد دخل مكتبة القاضي تاتشر، يجيبها بالنفي، ويتساءل متظاهراً بالجهل: «تقصدين تلك الغرفة المليئة بالكتب؟ ويضحك متسائلاً: «ما الذي سأفعل بكتاب؟» (12)، فتضحك الآنسة أيضاً. لكنه سيروي لاحقاً عن تسلله المتكرر إلى مكتبة القاضي تاتشر للقراءة، وعن هلوساته وأحلامه التي تدخله في مناظرات مع فولتير وجون لوك. أما الكتابة فثمرتها هذه الرواية. خلال الرواية، يظهر جيمس ذكياً، وبارعاً في التظاهر والانتقال في حديثه من الإنجليزية «الرسمية» إلى لهجة العبيد عندما يلمح شخصاً أبيض. كما يُعَلِّم الآخرين الطريقة الصحيحة للكلام الخطأ لأن البيض يشعرون بالاطمئنان عندما تتطابق سلوكيات وتصرفات السود مع صورهم النمطية في أذهانهم (البيض). وهو أكثر من ذلك: الرجل المحب والمخلص لأسرته التي يهرب من أجل أن يعود ولديه ما يشتري به حريتهم. وقد تحقق ذلك. أبدع إيفيريت باروديا، نصاً معارضاً لنص توين، لكنه أبقى «الكلمة-ز/الكلمة-N»؛ لأنه لا يمكن خطفها من أفواه أناس عاشوا في القرن التاسع عشر، مثلما حدث في النسخة المنقحة من رواية توين. * كاتب وناقد سعودي