أحدث الأخبار مع #محمد_غروي


سكاي نيوز عربية
منذ 8 ساعات
- سياسة
- سكاي نيوز عربية
إيران بعد الضربة.. جدل حول الأضرار والقدرة النووية
قال مدير مركز الجيل الجديد للإعلام محمد غروي، في حديثه لسكاي نيوز عربية، إن السلطات الإيرانية كانت قد اتخذت إجراءات استباقية لحماية المواد النووية الحساسة، حيث جرى نقل اليورانيوم المخصب والقضبان النووية من المفاعلات ، مؤكدا أن الضربة الأميركية لم تصب سوى البنية الخرسانية للمباني دون التأثير على البنية العلمية أو الصناعية للبرنامج النووي. وأضاف أن " البرنامج النووي الإيراني يرتكز على ثلاث دعائم: المباني، والعلم البشري المحلي، والقدرة الصناعية الداخلية"، مشيرا إلى أن أي ضرر بالمباني لا يعني نهاية البرنامج، بل يمكن لإيران استعادة قدراتها خلال أشهر. الرئيس الأميركي دونالد ترامب أكد في تصريحات أعقبت الضربة أن "الوقت حان للسلام"، معلناً أن لا نية لديه لتنفيذ هجمات إضافية على إيران. لكن غروي شكك في هذه الدعوة، متسائلاً: "إذا كانت واشنطن تؤكد أنها قضت على القدرات النووية الإيرانية، فعلام التفاوض؟" مضيفا أن "إصرار واشنطن على الحوار يعكس اعترافا غير مباشر بأن القدرات لم تُدمّر فعليا". وفي معرض رده على دعوات السلام الأميركية، شدد غروي على أن "العقوبات لن تُرفع، وأن الضغوط الحالية لا تستهدف البرنامج النووي فحسب، بل العقيدة السياسية الإيرانية ذاتها". وأضاف: "الولايات المتحدة تريد تغييراً في مبادئ النظام الإيراني قبل أي اتفاق، وهو ما لن يحصل". يرى غروي أن إيران لن تبقى مكتوفة الأيدي، محذراً من أن الضربات الأميركية قد فتحت الباب أمام ردود إيرانية عنيفة ومرحلة جديدة من التصعيد الإقليمي، مشيراً إلى أن "الشعب الإيراني، بكل أطيافه، لن يقبل هذه الإهانة". من جانبه، قال الخبير الأميركي في السياسة الخارجية هارلي ليبمان، في حديثه من ميامي، إن "الخطوة العسكرية التي اتخذها الرئيس ترامب تهدف إلى تحقيق السلام من خلال فرض الكلفة العالية على النظام الإيراني". وأضاف: "لن يتجرأ النظام الإيراني على العودة إلى تخصيب اليورانيوم إذا علم أن الثمن سيكون قاسياً، وهذه هي الاستراتيجية التي يتبعها ترامب". وأشار ليبمان إلى أن الرسالة الأميركية كانت واضحة: "على إيران أن تتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة وإسرائيل"، مؤكداً أن الهدف الأكبر من العملية هو "منع انتشار الأسلحة النووية" في المنطقة. في المشهد المتوتر بين طهران وواشنطن، لا تبدو الضربات الجوية مجرد رد عسكري عابر، بل رسالة مشفرة تعيد رسم قواعد الاشتباك في ملف لا يحتمل الخطأ أو التراجع. وبينما تتمسك إيران بخطاب الصمود والقدرة على استعادة برنامجها النووي، تواصل الولايات المتحدة نهج الضغط المركّب، جامعًا بين القوة العسكرية والدعوة إلى التفاوض وفق شروط جديدة. في هذا السياق، يبدو أن الصراع دخل مرحلة "عضّ الأصابع"، حيث تراهن واشنطن على كلفة الردع، وتراهن طهران على عمقها العلمي وقدرتها على امتصاص الصدمات. ومع استمرار الغموض حول حجم الأضرار الحقيقية، يبقى السؤال الأهم مطروحًا: هل ستكون هذه الضربة شرارة تسوية محتملة، أم بداية لانفجار إقليمي واسع يغير ملامح الشرق الأوسط؟ الواقع يشير إلى أن ما بعد الضربة لن يكون كما قبلها، وأن كل الأطراف باتت تراجع أوراقها في ضوء معادلة جديدة عنوانها: لا سلام بلا شروط، ولا تصعيد بلا حساب.


سكاي نيوز عربية
منذ 11 ساعات
- سياسة
- سكاي نيوز عربية
ترامب يهدد برد أعنف.. وإيران تستعد لـ"حرب طويلة"
وجاء تحذير الرئيس الأميركي دونالد ترامب ليرفع منسوب التوتر، إذ توعد بأن "أي رد من إيران سيقابل بقوة تفوق بكثير ما شهدتموه الليلة"، في تهديد مباشر يشير إلى أن ما جرى قد يكون مجرد بداية. وفي قراءة أولية لما حدث، يؤكد الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء ناجي ملاعب أن حجم الضربة كان بالغ الدقة والتأثير، كاشفاً في حديثه إلى سكاي نيوز عربية أن "ثماني قاذفات استراتيجية شاركت في العملية انطلاقاً من قاعدة دييغو غارسيا"، وهو ما يعكس – بحسب ملاعب – "النية الأميركية في إنهاء قدرات إيران النووية، أو على الأقل شلّها لفترة طويلة". الأهداف النووية تحت الأرض وأشار ملاعب إلى أن الضربة الأميركية طالت منشآت كانت تُعتبر عصية على التدمير، خصوصاً تلك الواقعة تحت الأرض، مثل منشأة فوردو. ويعتقد أن "الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية، وأجهزة الطرد المركزي تحديداً، ستكون لها تبعات طويلة الأمد على برنامج إيران النووي"، مضيفاً: "إسرائيل كانت تضرب المنشآت فوق الأرض، أما اليوم، فأميركا تضربها تحت الأرض (...) وهذا تطور خطير". هذا التطور يضع إيران أمام خيارين، وفق تعبيره: "إما الرد الفوري، أو الدخول في مرحلة انكفاء تكتيكي بانتظار ظروف أفضل". غير أن المؤشرات القادمة من طهران توحي بأن الرد قد لا يتأخر. السلام الأميركي "سلام المتفجرات" من الجانب الإيراني أو المقرّب منه، جاء الرد الإعلامي والسياسي لافتاً من مدير مركز الجيل الجديد للإعلام محمد غروي، الذي قلل من مصداقية تصريحات ترامب حول "فتح باب للسلام"، قائلاً: "السلام الذي يدّعيه الرئيس ترامب غير حقيقي، هو سلام المتفجرات". وفي حديثه إلى سكاي نيوز عربية، استعرض غروي سجلاً من الخروق الإسرائيلية للسيادة اللبنانية، مشيراً إلى أن "إسرائيل اخترقت الأجواء اللبنانية أكثر من 3500 مرة منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار الذي رعته واشنطن". وأضاف: "هذا الأميركي هو نفسه من خدع لبنان في السابق، وهو نفسه من يقصف اليوم المستشفيات والمنشآت بأطنان المتفجرات"، في إشارة إلى التناقض بين الدعوة للسلام والسياسة الفعلية التي تمارسها واشنطن. ويذهب غروي أبعد من ذلك حين يلمّح إلى أن إيران "باتت جاهزة لحرب طويلة"، قائلاً: "الاقتصاد في استخدام الصواريخ مؤخراً يؤشر إلى أن الإيرانيين يعدّون العدة لحرب استنزاف طويلة، تبدأ بالتدريج، وتستهدف المصالح الأميركية في المنطقة بشكل متصاعد". كما شدد على أن الرد الإيراني بات "واجباً وطنياً" في ظل وعود النظام لشعبه بـ"الثأر والكرامة". القرار الأميركي مدروس ويرتبط بالصين من جهة مقابلة، قدّم الخبير في السياسة الخارجية الأميركية هارلي ليبمان رؤية تحليلية توضح الخلفيات الأوسع للقرار الأميركي. واعتبر أن واشنطن لم تتخذ قرار قصف إيران فجأة، بل هو "جزء من خطة مدروسة منذ وقت طويل"، مضيفاً: "الولايات المتحدة تمتلك استخبارات قوية وقدرات عسكرية عالية، وكانت تنتظر اللحظة المناسبة". واعتبر ليبمان أن الضربة الأميركية لها أبعاد تتجاوز إيران، وتصل إلى المنافسة الجيوسياسية مع الصين، قائلاً: "الصين تعتمد بنسبة 90 بالمئة على النفط الإيراني. استهداف البنية التحتية للطاقة في إيران سيضعف قدرة طهران على تمويل حلفائها، وسيؤثر سلباً على الاقتصاد الصيني في نهاية المطاف". ولفت إلى أن إيران تمتلك قدرات عسكرية أكبر مما يُعتقد، محذراً من صعوبة التكهن بمسار الحرب: "كما في أوكرانيا، يصعب التنبؤ بمصير الحروب. لكن الولايات المتحدة مستعدة لكل السيناريوهات، ولديها خطط مضادة لأي رد إيراني، سواء باستهداف منشآت الطاقة أو البنية التحتية بالكامل". توازن الردع ما بين تحذيرات ترامب وتأكيدات طهران على الرد، يبدو أن منطق "الردع" هو الحاكم الفعلي للمشهد، لكن حدود هذا الردع باتت موضع شك. فبحسب محمد غروي، "لم يعد أمام إيران وشعوب المنطقة إلا الدفاع بالنار"، في حين يؤكد ملاعب أن "الضربة الأميركية أحدثت شللاً كبيراً في القدرة الإيرانية على تخصيب اليورانيوم"، ما قد يجرّ إيران إلى خيارات غير محسوبة. أما ليبمان، فيرى أن الولايات المتحدة تراهن على "كبح الطموحات الإيرانية عبر القوة، وتحقيق مكاسب استراتيجية على حساب الصين، دون الانزلاق إلى حرب شاملة". لكن هذه المقاربة تحمل مجازفة كبيرة، إذ أن استمرار التصعيد قد يخرج عن السيطرة، خصوصاً مع دخول أطراف أخرى على خط النار، كحزب الله أو الميليشيات الموالية لطهران في سوريا والعراق. الشرق الأوسط على صفيح ساخن في السياق الأوسع، تعكس التطورات الأخيرة مرحلة جديدة من المواجهة في الشرق الأوسط، عنوانها "لا خطوط حمراء". فقد باتت المنشآت النووية هدفاً مباشراً، وتم تجاوز قواعد الاشتباك القديمة، ما يفتح الباب على احتمال اتساع رقعة النزاع ليشمل دولاً أخرى في الإقليم. وإذا ما نفذت إيران تهديداتها بردّ "بالحديد والنار"، كما قال غروي، فإن واشنطن لن تتوانى عن استخدام ترسانتها الكاملة، بما فيها ضرب قطاع الطاقة الإيراني، وهو ما يؤكده ليبمان بقوله: "أميركا قادرة على شلّ الاقتصاد الإيراني بالكامل إن تعرضت قواتها للهجوم". الشرق الأوسط اليوم يقف عند مفترق طرق حاسم. فإما العودة إلى طاولة المفاوضات بشروط جديدة يفرضها منطق القوة، كما يلوّح ترامب، أو الدخول في نفق "الحرب الطويلة" التي يحذر منها الإيرانيون. وفي ظل التوتر المتصاعد، تظل الاحتمالات مفتوحة على كافة السيناريوهات: من تصعيد واسع النطاق قد يطال إسرائيل ودول الخليج، إلى عمليات انتقام محدودة تكتيكياً لكنها رمزية سياسيا. القرار الآن في يد إيران، لكن الرسالة الأميركية كانت واضحة: أي هجوم سيقابله رد أعنف. وفي هذه المعادلة، لا يبدو أن أحداً مستعد للتراجع، ما يجعل الأيام المقبلة اختباراً صعباً لميزان القوى، وقدرة الأطراف على التحكم في كرة النار قبل أن تتحول إلى بركان لا يمكن احتواؤه.