logo
ترامب يهدد برد أعنف.. وإيران تستعد لـ"حرب طويلة"

ترامب يهدد برد أعنف.. وإيران تستعد لـ"حرب طويلة"

سكاي نيوز عربيةمنذ 14 ساعات

وجاء تحذير الرئيس الأميركي دونالد ترامب ليرفع منسوب التوتر، إذ توعد بأن "أي رد من إيران سيقابل بقوة تفوق بكثير ما شهدتموه الليلة"، في تهديد مباشر يشير إلى أن ما جرى قد يكون مجرد بداية.
وفي قراءة أولية لما حدث، يؤكد الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء ناجي ملاعب أن حجم الضربة كان بالغ الدقة والتأثير، كاشفاً في حديثه إلى سكاي نيوز عربية أن "ثماني قاذفات استراتيجية شاركت في العملية انطلاقاً من قاعدة دييغو غارسيا"، وهو ما يعكس – بحسب ملاعب – "النية الأميركية في إنهاء قدرات إيران النووية، أو على الأقل شلّها لفترة طويلة".
الأهداف النووية تحت الأرض
وأشار ملاعب إلى أن الضربة الأميركية طالت منشآت كانت تُعتبر عصية على التدمير، خصوصاً تلك الواقعة تحت الأرض، مثل منشأة فوردو. ويعتقد أن "الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية، وأجهزة الطرد المركزي تحديداً، ستكون لها تبعات طويلة الأمد على برنامج إيران النووي"، مضيفاً: "إسرائيل كانت تضرب المنشآت فوق الأرض، أما اليوم، فأميركا تضربها تحت الأرض (...) وهذا تطور خطير".
هذا التطور يضع إيران أمام خيارين، وفق تعبيره: "إما الرد الفوري، أو الدخول في مرحلة انكفاء تكتيكي بانتظار ظروف أفضل". غير أن المؤشرات القادمة من طهران توحي بأن الرد قد لا يتأخر.
السلام الأميركي "سلام المتفجرات"
من الجانب الإيراني أو المقرّب منه، جاء الرد الإعلامي والسياسي لافتاً من مدير مركز الجيل الجديد للإعلام محمد غروي، الذي قلل من مصداقية تصريحات ترامب حول "فتح باب للسلام"، قائلاً: "السلام الذي يدّعيه الرئيس ترامب غير حقيقي، هو سلام المتفجرات".
وفي حديثه إلى سكاي نيوز عربية، استعرض غروي سجلاً من الخروق الإسرائيلية للسيادة اللبنانية، مشيراً إلى أن "إسرائيل اخترقت الأجواء اللبنانية أكثر من 3500 مرة منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار الذي رعته واشنطن".
وأضاف: "هذا الأميركي هو نفسه من خدع لبنان في السابق، وهو نفسه من يقصف اليوم المستشفيات والمنشآت بأطنان المتفجرات"، في إشارة إلى التناقض بين الدعوة للسلام والسياسة الفعلية التي تمارسها واشنطن.
ويذهب غروي أبعد من ذلك حين يلمّح إلى أن إيران "باتت جاهزة لحرب طويلة"، قائلاً: "الاقتصاد في استخدام الصواريخ مؤخراً يؤشر إلى أن الإيرانيين يعدّون العدة لحرب استنزاف طويلة، تبدأ بالتدريج، وتستهدف المصالح الأميركية في المنطقة بشكل متصاعد". كما شدد على أن الرد الإيراني بات "واجباً وطنياً" في ظل وعود النظام لشعبه بـ"الثأر والكرامة".
القرار الأميركي مدروس ويرتبط بالصين
من جهة مقابلة، قدّم الخبير في السياسة الخارجية الأميركية هارلي ليبمان رؤية تحليلية توضح الخلفيات الأوسع للقرار الأميركي. واعتبر أن واشنطن لم تتخذ قرار قصف إيران فجأة، بل هو "جزء من خطة مدروسة منذ وقت طويل"، مضيفاً: "الولايات المتحدة تمتلك استخبارات قوية وقدرات عسكرية عالية، وكانت تنتظر اللحظة المناسبة".
واعتبر ليبمان أن الضربة الأميركية لها أبعاد تتجاوز إيران، وتصل إلى المنافسة الجيوسياسية مع الصين، قائلاً: "الصين تعتمد بنسبة 90 بالمئة على النفط الإيراني. استهداف البنية التحتية للطاقة في إيران سيضعف قدرة طهران على تمويل حلفائها، وسيؤثر سلباً على الاقتصاد الصيني في نهاية المطاف".
ولفت إلى أن إيران تمتلك قدرات عسكرية أكبر مما يُعتقد، محذراً من صعوبة التكهن بمسار الحرب: "كما في أوكرانيا، يصعب التنبؤ بمصير الحروب. لكن الولايات المتحدة مستعدة لكل السيناريوهات، ولديها خطط مضادة لأي رد إيراني، سواء باستهداف منشآت الطاقة أو البنية التحتية بالكامل".
توازن الردع
ما بين تحذيرات ترامب وتأكيدات طهران على الرد، يبدو أن منطق "الردع" هو الحاكم الفعلي للمشهد، لكن حدود هذا الردع باتت موضع شك. فبحسب محمد غروي، "لم يعد أمام إيران وشعوب المنطقة إلا الدفاع بالنار"، في حين يؤكد ملاعب أن "الضربة الأميركية أحدثت شللاً كبيراً في القدرة الإيرانية على تخصيب اليورانيوم"، ما قد يجرّ إيران إلى خيارات غير محسوبة.
أما ليبمان، فيرى أن الولايات المتحدة تراهن على "كبح الطموحات الإيرانية عبر القوة، وتحقيق مكاسب استراتيجية على حساب الصين، دون الانزلاق إلى حرب شاملة". لكن هذه المقاربة تحمل مجازفة كبيرة، إذ أن استمرار التصعيد قد يخرج عن السيطرة، خصوصاً مع دخول أطراف أخرى على خط النار، كحزب الله أو الميليشيات الموالية لطهران في سوريا والعراق.
الشرق الأوسط على صفيح ساخن
في السياق الأوسع، تعكس التطورات الأخيرة مرحلة جديدة من المواجهة في الشرق الأوسط، عنوانها "لا خطوط حمراء". فقد باتت المنشآت النووية هدفاً مباشراً، وتم تجاوز قواعد الاشتباك القديمة، ما يفتح الباب على احتمال اتساع رقعة النزاع ليشمل دولاً أخرى في الإقليم.
وإذا ما نفذت إيران تهديداتها بردّ "بالحديد والنار"، كما قال غروي، فإن واشنطن لن تتوانى عن استخدام ترسانتها الكاملة، بما فيها ضرب قطاع الطاقة الإيراني، وهو ما يؤكده ليبمان بقوله: "أميركا قادرة على شلّ الاقتصاد الإيراني بالكامل إن تعرضت قواتها للهجوم".
الشرق الأوسط اليوم يقف عند مفترق طرق حاسم. فإما العودة إلى طاولة المفاوضات بشروط جديدة يفرضها منطق القوة، كما يلوّح ترامب، أو الدخول في نفق "الحرب الطويلة" التي يحذر منها الإيرانيون.
وفي ظل التوتر المتصاعد، تظل الاحتمالات مفتوحة على كافة السيناريوهات: من تصعيد واسع النطاق قد يطال إسرائيل ودول الخليج، إلى عمليات انتقام محدودة تكتيكياً لكنها رمزية سياسيا.
القرار الآن في يد إيران، لكن الرسالة الأميركية كانت واضحة: أي هجوم سيقابله رد أعنف. وفي هذه المعادلة، لا يبدو أن أحداً مستعد للتراجع، ما يجعل الأيام المقبلة اختباراً صعباً لميزان القوى، وقدرة الأطراف على التحكم في كرة النار قبل أن تتحول إلى بركان لا يمكن احتواؤه.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تحذير أميركي "عالمي" لمواطنيها بسبب النزاع في الشرق الأوسط
تحذير أميركي "عالمي" لمواطنيها بسبب النزاع في الشرق الأوسط

سكاي نيوز عربية

timeمنذ 39 دقائق

  • سكاي نيوز عربية

تحذير أميركي "عالمي" لمواطنيها بسبب النزاع في الشرق الأوسط

وجاء في التحذير الأمني الذي أصدرته وزارة الخارجية الأميركية"أدى النزاع بين إسرائيل وإيران إلى اضطرابات في حركة السفر وإغلاق دوري للمجالات الجوية في منطقة الشرق الأوسط. وهناك احتمال لاندلاع تظاهرات ضد المواطنين والمصالح الأميركية في الخارج". ونصحت الخارجية "المواطنين الأميركيين في كل أنحاء العالم بتوخي المزيد من الحذر". ولم يشر البيان إلى تدخل الولايات المتحدة في النزاع من خلال قصفها منشآت نووية في إيران ، وهي خطوة اعتبرت طهران أن عواقبها يتعذر إصلاحها. وهددت إيران الأحد القواعد الأميركية في الشرق الأوسط من هجمات انتقامية ردا على الضربات الجوية غير المسبوقة التي قال البنتاغون إنها دمرت البرنامج النووي الإيراني. وقال علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي أن لا مكان "بعد اليوم" للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، مضيفا أن "عليها أن تنتظر عواقب لا يمكن إصلاحها". وبدأت الولايات المتحدة السبت رحلات إجلاء لمواطنيها وأصحاب الاقامة الدائمة، من إسرائيل. وخفّضت البعثة الأميركية في العراق عدد أفرادها بشكل إضافي مع مغادرة موظفين جُدد السبت والأحد في ظلّ تصاعد التوترات الإقليمية، فيما أمرت واشنطن بمغادرة عائلات وموظفي سفارتها ببيروت غير الأساسيين. وأصدرت واشنطن كذلك توصية لمواطنيها بـ"عدم السفر" إلى لبنان

"أكسيوس": ترامب لا يريد مواصلة ضرب إيران إلا في هذه الحالة
"أكسيوس": ترامب لا يريد مواصلة ضرب إيران إلا في هذه الحالة

سكاي نيوز عربية

timeمنذ 2 ساعات

  • سكاي نيوز عربية

"أكسيوس": ترامب لا يريد مواصلة ضرب إيران إلا في هذه الحالة

وحسبما نقل "أكسيوس" عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين فإن ترامب أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هاتفيا عقب ضرب المنشآت الإيرانية "أن هدفه التالي هو التوصل لاتفاق مع إيران". كذلك فقد ذكر مسؤول أميركي للموقع أن المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف "بعث رسالة إلى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي يبلغه فيها أن العملية الأميركية ضربة واحدة". وأضاف المسؤول الأميركي أن "ويتكوف أكد لعراقجي أن الولايات المتحدة لا تزال تسعى إلى حل دبلوماسي وتريد من إيران العودة إلى المفاوضات بعد ضرب المنشآت النووية". وكانت صحيفة "يديعوت أحرنوت" قد نقلت عن مصادر إسرائيلية قولها إن إسرائيل ستقبل بوقف إطلاق النار إذا أوقف المرشد الإيراني إطلاق النار وقال إنه يريد إنهاء الحرب. وأضافت الصحيفة نقلا عن المصادر أن تل أبيب ترغب بإنهاء الصراع بأسرع وقت وربما هذا الأسبوع وأنها لا تريد حرب استنزاف، لكنها مستعدة لذلك. كما وقالت المصادر إن إسرائيل ترى فرصة ضئيلة للدخول في مفاوضات لاتفاق نووي حاليا وخاصة وأنها نجحت في تدمير مئات الكيلوغرامات من اليورانيوم الإيراني المخصب. وعلى الصعيد العسكري، قالت المصادر للصحيفة إن إيران تملك الآن نحو مئتي منصة إطلاق صواريخ ونحو ألف وخمسمئة صاروخ.

كم عدد الطائرات التي شاركت في قصف منشآت إيران النووية؟
كم عدد الطائرات التي شاركت في قصف منشآت إيران النووية؟

سكاي نيوز عربية

timeمنذ 2 ساعات

  • سكاي نيوز عربية

كم عدد الطائرات التي شاركت في قصف منشآت إيران النووية؟

ونقلت الشبكة عن مسؤولين أميركيين قولهم إن "الهجوم الأميركي على المنشآت النووية الإيرانية شارك فيه أكثر من 125 طائرة". ووفق المسؤولين ألقت "قاذفات الشبح بي-2 قنابل ضخمة (خارقة للتحصينات) على منشأتي فوردو ونطنز الإيرانيتين، بينما ضربت صواريخ توماهوك موقعا في مدينة أصفهان". وكانت وزارة الدفاع الأمبركية قد أعلنت، يوم الأحد، أنها قصفت مواقع نووية إيرانية بأكثر من 182 طنا من المتفجرات، مستخدمة 75 سلاحا، في أكبر عملية تنفذها طائرات الشبح "بي-2" في تاريخ الولايات المتحدة، وقد استغرقت العملية 25 دقيقة فقط. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن، صباح الأحد، أن الجيش الأميركي نفذ عملية استهدفت مواقع نطنز وفوردو وأصفهان النووية الإيرانية. وقال ترامب في منشور على منصته "تروث سوشيال": "تم تدمير موقع فوردو". وذكر وزير الدفاع الأميركي، بيت هيغسيث، في مؤتمر صحفي عقد الأحد، في مقر البنتاغون ، أن الضربات التي نفذتها القوات الأميركية ضد المنشآت النووية الإيرانية كانت "دقيقة ومباشرة وحققت نجاحا مذهلا"، مضيفا أن "الهدف من العملية لم يكن إسقاط النظام، بل حماية إسرائيل". من جانبه، قال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، دان كين، إن "عملية مطرقة منتصف الليل"، بدأت مساء الجمعة بإرسال قاذفات "بي-2" إلى مواقع مختلفة. وأوضح كين أن سبع قاذفات من طراز "بي-2" حلقت لمدة 18 ساعة من الولايات المتحدة إلى إيران لإسقاط 14 قنبلة خارقة للتحصينات. ووفقما ذكر ترامب، مساء الأحد، فإن "طياري قاذفات (بي-2) وصلوا بسلام إلى ميزوري". وأكد مسؤولون كبار في إدارة الرئيس ترامب الأحد أن الغارات الجوية على مواقع نووية إيرانية ليست تمهيدا لتغيير النظام. ولم تكن عملية "مطرقة منتصف الليل" معروفة إلا لعدد قليل من الأشخاص في واشنطن وفي مقر القيادة العسكرية الأميركية لعمليات الشرق الأوسط في تامبا بولاية فلوريدا، وفقما ذكرت "رويترز".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store