
إيران بعد الضربة.. جدل حول الأضرار والقدرة النووية
قال مدير مركز الجيل الجديد للإعلام محمد غروي، في حديثه لسكاي نيوز عربية، إن السلطات الإيرانية كانت قد اتخذت إجراءات استباقية لحماية المواد النووية الحساسة، حيث جرى نقل اليورانيوم المخصب والقضبان النووية من المفاعلات ، مؤكدا أن الضربة الأميركية لم تصب سوى البنية الخرسانية للمباني دون التأثير على البنية العلمية أو الصناعية للبرنامج النووي.
وأضاف أن " البرنامج النووي الإيراني يرتكز على ثلاث دعائم: المباني، والعلم البشري المحلي، والقدرة الصناعية الداخلية"، مشيرا إلى أن أي ضرر بالمباني لا يعني نهاية البرنامج، بل يمكن لإيران استعادة قدراتها خلال أشهر.
الرئيس الأميركي دونالد ترامب أكد في تصريحات أعقبت الضربة أن "الوقت حان للسلام"، معلناً أن لا نية لديه لتنفيذ هجمات إضافية على إيران.
لكن غروي شكك في هذه الدعوة، متسائلاً: "إذا كانت واشنطن تؤكد أنها قضت على القدرات النووية الإيرانية، فعلام التفاوض؟" مضيفا أن "إصرار واشنطن على الحوار يعكس اعترافا غير مباشر بأن القدرات لم تُدمّر فعليا".
وفي معرض رده على دعوات السلام الأميركية، شدد غروي على أن "العقوبات لن تُرفع، وأن الضغوط الحالية لا تستهدف البرنامج النووي فحسب، بل العقيدة السياسية الإيرانية ذاتها". وأضاف: "الولايات المتحدة تريد تغييراً في مبادئ النظام الإيراني قبل أي اتفاق، وهو ما لن يحصل".
يرى غروي أن إيران لن تبقى مكتوفة الأيدي، محذراً من أن الضربات الأميركية قد فتحت الباب أمام ردود إيرانية عنيفة ومرحلة جديدة من التصعيد الإقليمي، مشيراً إلى أن "الشعب الإيراني، بكل أطيافه، لن يقبل هذه الإهانة".
من جانبه، قال الخبير الأميركي في السياسة الخارجية هارلي ليبمان، في حديثه من ميامي، إن "الخطوة العسكرية التي اتخذها الرئيس ترامب تهدف إلى تحقيق السلام من خلال فرض الكلفة العالية على النظام الإيراني".
وأضاف: "لن يتجرأ النظام الإيراني على العودة إلى تخصيب اليورانيوم إذا علم أن الثمن سيكون قاسياً، وهذه هي الاستراتيجية التي يتبعها ترامب".
وأشار ليبمان إلى أن الرسالة الأميركية كانت واضحة: "على إيران أن تتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة وإسرائيل"، مؤكداً أن الهدف الأكبر من العملية هو "منع انتشار الأسلحة النووية" في المنطقة.
في المشهد المتوتر بين طهران وواشنطن، لا تبدو الضربات الجوية مجرد رد عسكري عابر، بل رسالة مشفرة تعيد رسم قواعد الاشتباك في ملف لا يحتمل الخطأ أو التراجع. وبينما تتمسك إيران بخطاب الصمود والقدرة على استعادة برنامجها النووي، تواصل الولايات المتحدة نهج الضغط المركّب، جامعًا بين القوة العسكرية والدعوة إلى التفاوض وفق شروط جديدة.
في هذا السياق، يبدو أن الصراع دخل مرحلة "عضّ الأصابع"، حيث تراهن واشنطن على كلفة الردع، وتراهن طهران على عمقها العلمي وقدرتها على امتصاص الصدمات. ومع استمرار الغموض حول حجم الأضرار الحقيقية، يبقى السؤال الأهم مطروحًا: هل ستكون هذه الضربة شرارة تسوية محتملة، أم بداية لانفجار إقليمي واسع يغير ملامح الشرق الأوسط؟
الواقع يشير إلى أن ما بعد الضربة لن يكون كما قبلها، وأن كل الأطراف باتت تراجع أوراقها في ضوء معادلة جديدة عنوانها: لا سلام بلا شروط، ولا تصعيد بلا حساب.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البيان
منذ ساعة واحدة
- البيان
الأمم المتحدة تندد بـ"الجريمة البشعة" في دمشق وتدعو لتحقيق شامل
ندّد المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى سوريا غير بيدرسون الأحد بـ"الهجوم الإرهابي" على كنيسة في دمشق، ووصفه بأنه "جريمة بشعة"، مطالبا السلطات بإجراء "تحقيق شامل"، بعيد مقتل 20 شخصا على الاقل وإصابة أكثر من خمسين بجروح. وأعرب بيدرسن في بيان عن "استيائه الشديد من هذه الجريمة البشعة"، داعيا السلطات التي "نسبت هذا الهجوم إلى تنظيم داعش" إلى "إجراء تحقيق شامل واتخاذ الإجراءات اللازمة". وطالب جميع الأطراف بـ"الاتحاد في رفض الإرهاب، والتطرف، والتحريض، واستهداف أي مكون في سوريا".


صحيفة الخليج
منذ ساعة واحدة
- صحيفة الخليج
ما السلاح الذي قصفت به أمريكا منشآت إيران النووية.. وما تفاصيل خطة الخداع؟
واشنطن - أ ف ب استخدمت الولايات المتحدة للمرة الأولى قنبلة قوية قادرة على اختراق التحصينات في القتال، عندما ضربت ثلاثة مواقع نووية إيرانية فجر الأحد. ونفّذت إسرائيل طوال أسبوع ضربات جوية على إيران، لكنها لا تمتلك القنبلة «جي بي يو-57» التي تزن 30 ألف رطل (13600 كيلوغرام) وتعتبر ضرورية للوصول إلى المنشآت المقامة على عمق كبير، كما لا تملك طائرات قادرة على حمل تلك القنبلة. 14 قنبلة لتدمير البرنامج النووي الإيراني وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي الجنرال دان كين، الأحد، إن قواته أسقطت 14 من هذه القنابل في العملية التي هدفت إلى تدمير البرنامج النووي الإيراني. ما هي قدرات القنبلة؟ تقول القوات المسلحة الأمريكية إن القنبلة «جي بي يو-57» مصممة لاختراق طبقة تصل إلى 200 قدم (60 متراً) قبل أن تنفجر. وهذا يختلف عن الصواريخ أو القنابل التي تنفجر حمولتها عادة قرب مكان الاصطدام أو عنده. ويقول ماساو دالغرين من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ومقره واشنطن، إنه «لضرب هذه الأهداف الموجودة على عمق كبير، يجب تصميم هذه الأسلحة بأغلفة فولاذية سميكة، فولاذ مقوى، حتى تتمكن من اختراق طبقات الصخور». يبلغ طول القنبلة 6,6 متر، وهي مزودة بصمام تفجير خاص، نظراً إلى «الحاجة إلى عدم انفجار المادة المتفجرة على الفور تحت هذا القدر من الصدمة والضغط»، وفق ما يوضح دالغرين. ولفت كين الأحد، إلى أنه من السابق لأوانه التعليق على تأثير الهجمات على البرنامج النووي الإيراني، لكن «تقييمات الأضرار الأولية للمعركة تشير إلى أن المواقع الثلاثة تعرضت لأضرار وتدمير شديدين». كيف يتم إلقاؤها؟ الطائرة الوحيدة القادرة على إلقاء القنبلة «جي بي يو-57» هي طائرة «بي-2 سبيريت»، وهي قاذفة شبح. بفضل قدرتها على الطيران لمسافات بعيدة، تستطيع طائرات «بي-2» المنطلقة من الولايات المتحدة «التحليق حتى الشرق الأوسط لتنفيذ غارات. وقد حدث هذا من قبل»، وفق دالغرين. واستخدمت الولايات المتحدة سبع طائرات من طراز «بي-2» في الضربات على إيران، وهي قادرة على الطيران لمسافة 6000 ميل بحري (9600 كيلومتر) بدون الحاجة إلى التزود بالوقود، كما أنها مصممة «لاختراق دفاعات العدو الأكثر تطوراً، وتهديد أهدافه الأعلى قيمة والأشد تحصيناً»، وفق الجيش الأمريكي. وقال كين «كانت هذه أكبر ضربة عملياتية لطائرة بي-2 في تاريخ الولايات المتحدة وثاني أطول مهمة لطائرة بي-2 على الإطلاق». وقد توجهت عدة طائرات من طراز «بي-2» غرباً فوق المحيط الهادئ في خطوة غايتها التمويه، بينما توجهت القاذفات التي ستشارك في الضربات شرقاً، وهي «محاولة خداع كانت معلومة فقط لعدد محدود للغاية من المخططين والقادة الرئيسيين»، كما أوضح رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي.


صحيفة الخليج
منذ ساعة واحدة
- صحيفة الخليج
قادة أوروبيون: على إيران ألا تتخذ أي إجراء يزعزع استقرار المنطقة
فرانكفورت - رويترز حث زعماء بريطانيا وفرنسا وألمانيا، الأحد، إيران على عدم اتخاذ أي إجراءات من شأنها زيادة زعزعة استقرار المنطقة، وذلك في أعقاب الضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية خلال الليل. وقال رؤساء حكومات الدول الثلاثة في بيان مشترك: «أكدنا بوضوح تام أنه لا يجوز لإيران امتلاك سلاح نووي، وينبغي ألا تشكل بعد الآن تهديداً للأمن الإقليمي». وأضاف البيان: «ندعو إيران إلى الانخراط في مفاوضات تُفضي إلى اتفاق يبدد كل المخاوف المتعلقة ببرنامجها النووي. ونحن على أهبة الاستعداد للمساهمة في تحقيق هذا الهدف بالتنسيق مع جميع الأطراف». وأكدت الدول الأوروبية الثلاثة التي تشكل معاً الترويكا الأوروبية أو (إي 3) دعمها لأمن إسرائيل. وقال الرئيس دونالد ترامب في وقت متأخر أمس السبت إن القوات الأمريكية قصفت المواقع النووية الرئيسية الثلاثة في إيران، محذراً طهران من أنها ستواجه المزيد من الهجمات المدمرة إذا لم توافق على السلام. وقالت مجموعة الدول الأوروبية الثلاثة في بيانها «سنواصل جهودنا الدبلوماسية المشتركة لتهدئة التوتر وضمان عدم تفاقم الصراع وانتشاره».