logo
#

أحدث الأخبار مع #محمدسيدأحمد

ماذا يفعل بنا العدو الأمريكي ؟محمد سيد أحمد
ماذا يفعل بنا العدو الأمريكي ؟محمد سيد أحمد

ساحة التحرير

timeمنذ 12 ساعات

  • سياسة
  • ساحة التحرير

ماذا يفعل بنا العدو الأمريكي ؟محمد سيد أحمد

ماذا يفعل بنا العدو الأمريكي ؟! بقلم / د. محمد سيد أحمد منذ اندلاع موجة الربيع العربي المزعوم في نهاية العام 2010 وبداية العام 2011 ونحن نكتب ونتحدث ونحذر من ألاعيب العدو الأمريكي، ولم نترك منبر إعلامي سواء مقروء أو مسموع أو مرئي أتيحت لنا من خلاله فرصة الكتابة أو الحديث إلا وأكدنا على أن العدو الأمريكي هو الذي يخطط لهذه المؤامرة الكبرى على منطقتنا العربية، وأن هذا العدو لديه مشروع استعماري جديد يحمل مسمى الشرق الأوسط الكبير أو الجديد، وهو مشروع يستهدف إعادة تقسيم وتفتيت منطقتنا العربية، وهذا المشروع الاستراتيجي للعدو الأمريكي ليس بجديد، فقد وضع مخططاته مستشار الأمن القومي الأمريكي في حكومة الرئيس جمي كارتر، المفكر الاستراتيجي بريجينسكي في الفترة من ١٩٧٧ حتى ١٩٨١، والذي استعان بالمفكر الصهيوني برنارد لويس ليرسم له خرائط تقسيم المنطقة على أسس طائفية ومذهبية وعرقية، وتم اعتماد المشروع وميزانيته في جلسة سرية بالكونجرس الأمريكي في عام ١٩٨٣، وهذا المشروع الاستراتيجي للعدو الأمريكي تم تنفيذ بعض أجزائه في العراق والسودان وليبيا واليمن وسورية، ولا زال يواصل تنفيذه ولا يمكن أن تتراجع عنه الإدارة الأمريكية أبداً، وكل من يأتي إلى البيت الأبيض عليه أن يسير نحو تحقيق الهدف المنشود. وبنظرة سريعة على ما تم انجازه من مشروع الشرق الأوسط الكبير أو الجديد يمكننا القول أن العدو الأمريكي الذي بدء مشروعه مبكراً في العراق أحد أهم الدول العربية النفطية والتي كانت تمتلك كل مقومات النهوض والتنمية والتقدم، حيث وجد العدو الأمريكي ضآلته في الرئيس العراقي صدام حسين الذي استلم الحكم في ١٦ يوليو ١٩٧٩، وبعد ما يقرب من أربعة عشر شهر أوعزوا له بغزو إيران ودخل في حرب طويلة استمرت من ٢٢ سبتمبر ١٩٨٠ وحتى ٢٠ أغسطس ١٩٨٨، وعرفت هذه الحرب بحرب الخليج الأولى، ولم يمضي سوى عامين حتى أوعز العدو الأمريكي مرة ثانية لصدام حسين بغزو الكويت في ٢ أغسطس ١٩٩٠، وكانت هذه الجريمة بداية التدخل العسكري الأمريكي المباشر في المنطقة، حيث بدأت حرب الخليج الثانية لاسترداد الكويت في ١٧ يناير ١٩٩١، وبحلول ٢٨ فبراير ١٩٩١ كان الجيش العراقي قد دمر واستعيد استقلال الكويت، وبذلك تحقق جزء من حلم الصهاينة بالقضاء على أحد أهم وأكبر جيوش المنطقة، وظل التربص بالعراق مستمر حتى جاء الغزو الأمريكي للعراق في ١٩ مارس ٢٠٠٣ والذي عرف بحرب الخليج الثالثة والتي على أثرها انتهت العراق وقسمت فعلياً، ولم تعد حتى اليوم. مع انطلاق موجة الربيع العربي المزعوم وفي ظل النيران المشتعلة في تونس ومصر وليبيا واليمن وسورية، يتفاجأ الجميع في ٩ يوليو ٢٠١١ بإعلان جنوب السودان دولة مستقلة في أعقاب الاستفتاء الذي حصل على موافقة بنسبة ٩٨.٨٣٪ من الأصوات، وبالطبع دعم هذه الخطوة العدو الأمريكي الذي يسعى لتقسيم وتفتيت الوطن العربي، وبذلك أصبحت جنوب السودان دولة عضو في الأمم المتحدة، ودولة عضو في الاتحاد الأفريقي، وفي يوليو ٢٠١٢ وقعت جنوب السودان على اتفاقيات جنيف، ومنذ إعلان الاستقلال وجنوب السودان يعاني من الصراع الداخلي، واعتباراً من ٢٠١٦ لديها ثاني أعلى درجة على مؤشر الدول الهشة (الدول الفاشلة)، ولم يكتفي العدو الأمريكي بذلك بل دعم في ١٠ أبريل ٢٠١٩ الانقلاب العسكري على حكم الرئيس عمر البشير أحد أدواتهم المساهمة في تقسيم السودان وانفصال الجنوب، ولم تستقر الأوضاع حيث اشتعلت النيران من جديد في ١٥ إبريل ٢٠٢٣ بين شركاء الأمس وأعداء اليوم القوات المسلحة السودانية التي يقودها رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع تحت قيادة قاطع الطريق محمد حمدان دقلو الشهير بحميدتي، والتي تحولت لحرب أهلية مدمرة لازالت تأكل الأخضر واليابس، وترشح السودان لانقسامات جديدة. وفي قلب الربيع العربي المزعوم قام العدو الأمريكي باستهداف ليبيا العربية، حيث قام بانتزاع قرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بتدخل حلف شمال الأطلسي (الناتو) عسكرياً في ليبيا، وبدأ الهجوم في ١٩ مارس ٢٠١١، وصمدت ليبيا ثمانية أشهر تحت القصف الصاروخي المجرم، وفي ٢٠ أكتوبر ٢٠١١ تم اغتيال القائد الليبي معمر القذافي والتمثيل بجثته أمام الرأي العام العالمي في مشهد مأساوي يندى له الجبين الإنساني، ومنذ ذلك التاريخ اندلعت أعمال العنف بين مليشيات مختلفة تابعة للعدو الأمريكي وأعضاء حلف الناتو المتصارعين على تقسيم الكعكة الليبية، وقسمت ليبيا فعلياً على الأرض، ولازالت النيران مشتعلة حتى اليوم، وأصبحت ليبيا التي كانت أحد أهم الدول العربية النفطية تصنف على أنها دولة فاشلة، بفضل التدخل العسكري الكارثي لحلف الناتو بقيادة العدو الأمريكي. وفي إطار الربيع العربي المزعوم كانت اليمن مستهدفة بقوة، ففي ١١ فبراير ٢٠١١ حرك العدو الأمريكي النشطاء الحقوقيين في صنعاء مطالبين برحيل الرئيس علي عبدالله صالح، واستمرت النيران مشتعلة لمدة عام تقريباً، انتهت باتفاق برعاية مجلس التعاون الخليجي وبدعم من مجلس الأمن والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بنقل السلطة لنائب الرئيس عبد ربه منصور الهادي مقابل حصانة علي عبدالله صالح ومساعديه من الملاحقة على الجرائم المرتكبة أثناء رئاسته، وفي ٢١ فبراير ٢٠١٢ انتخب عبد ربه منصور الهادي رئيساً انتقالياً لمدة عامين، ولم تستقر الأوضاع في اليمن واندلعت الحرب الأهلية وفي ٢٠ يناير ٢٠١٥ فرض الحوثيون على عبد ربه منصور الهادي إقامة جبرية بعد سيطرتهم على صنعاء، ثم تمكن من الفرار، ثم بدأ التحالف العربي هجوماً عسكرياً في ٢٦ مارس ٢٠١٥ ضد الحوثيين عرف بعاصفة الحزم التي انتهت بهدنة وقعت في ٢ إبريل ٢٠٢٢ برعاية الأمم المتحدة، ولازالت النيران مشتعلة بالداخل اليمني وشبح التقسيم يطارد أهلها، وتصنف اليمن بأنها دولة فاشلة. وفي سياق الربيع المزعوم ذاته خاضت سورية العربية أعنف معركة في تاريخها وتاريخ أمتنا العربية، فعلى مدار ١٤ عام صمدت خلالها صموداً أسطورياً في مواجهة العدو الأمريكي وأدواته، وتمكن الجيش العربي السوري من تجفيف منابع الإرهاب المدعوم أمريكياً، لكن الحصار الاقتصادي الرهيب كان أكثر فاعلية، حيث أدى في النهاية مع تخلي الحلفاء إلى سقوط الدولة بشكل دراماتيكي غريب وسريع، ومنذ إعلان سقوط النظام في ٨ ديسمبر ٢٠٢٤، تحرك العدو الصهيوني للقضاء على الجيش العربي السوري، وفي ذات الوقت احتلال الجنوب السوري، وقسمت سورية فعلياً بين العدو الأمريكي والصهيوني والتركي. ولم يكتفي العدو الأمريكي بما فعله بنا خلال السنوات الماضية، بل جاء رئيسه في زيارة للمنطقة خلال هذا الأسبوع، وتسابقت الدول التي قام بزيارتها بمنحه جزء من ثروات شعوبهم، ووقف هو بمنتهى الوقاحة والبجاحة ليفرض شروطه على الجميع، ولعل أهم ما أسفرت عنه زيارته هو التأكيد على الصفقة السورية، فقد أحضر الإرهابي الدولي أبو محمد الجولاني الذي كانت بلاده قد أعلنت أن تنظيمه تنظيماً إرهابياً وأنها سوف تمنح من يدل على مكانه ١٠ ملايين دولار، وذلك في عام ٢٠١٧ أثناء ولاية المعتوه ترامب الأولى، واليوم يستقبله ويصفه بأنه 'رائع وشاب يافع وماضيه قوي جداً'، وبذلك تنكشف الجريمة في حق سورية، فالجولاني سينفذ تعليمات ترامب، حيث أكد على قبوله الانضمام للاتفاقيات الإبراهيمية وتطبيع العلاقات مع العدو الصهيوني، وبذلك يكون العدو الأمريكي قد تمكن من تحقيق جزء كبير من مشروع الشرق الأوسط الكبير أو الجديد، فهل سنقف متفرجين حتى يستكمل ما تبقى من مشروعه ؟!، أم أن المارد العربي سوف تكون له كلمة أخرى، كما حدث في محطات كثيرة عبر التاريخ، اللهم بلغت اللهم فاشهد. ‎2025-‎05-‎21

خبير سياسي: البيت الأبيض أداة لتنفيذ الأجندة الصهيونية في الشرق الأوسط
خبير سياسي: البيت الأبيض أداة لتنفيذ الأجندة الصهيونية في الشرق الأوسط

بوابة الفجر

timeمنذ 5 أيام

  • سياسة
  • بوابة الفجر

خبير سياسي: البيت الأبيض أداة لتنفيذ الأجندة الصهيونية في الشرق الأوسط

علق الدكتور محمد سيد أحمد، أستاذ علم الاجتماع السياسي، على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي هاجم فيها سلفه جو بايدن، متهمًا إياه بأنه فجر منطقة الشرق الأوسط قبل أن يرحل، وواصفًا إياه بأسوأ رئيس في تاريخ الولايات المتحدة. وأوضح الدكتور محمد سيد أحمد في مداخلة هاتفية لبرنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن هذه التصريحات تعكس قدرًا كبيرًا من التناقض والازدواجية، إذ أن ترامب نفسه الذي يوجه أصابع الاتهام لبايدن يتحمل مسؤولية كبرى عن إشعال الأزمات في المنطقة خلال ولايته، بل وصفه بأنه "أسوأ من الأسوأ"، نظرًا لسياساته الوقحة ومواقفه المتناقضة التي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تُؤخذ على محمل الجدية أو المسؤولية. وأشار الدكتور سيد أحمد إلى أن خطاب ترامب الأخير كان مضطربًا وغير متماسك، حيث امتدح جماعات إرهابية واصفًا إياها بأنها قوية ومؤثرة، بينما سبق له أن وصفها بالإرهاب ورصد مكافآت ضخمة لاعتقال قادتها، مثل محمد الجولاني زعيم تنظيم "جبهة النصرة"، والذي خصصت واشنطن مكافأة قدرها عشرة ملايين دولار مقابل معلومات تقود للقبض عليه في 2017 خلال ولاية ترامب الأولى. وأكد الدكتور محمد سيد أحمد أن الموقف الأمريكي في مجمله سواء في عهد ترامب أو بايدن – لا يختلف كثيرًا، حيث تبقى السياسات الأمريكية في جوهرها هي المسؤولة عن تفجير الشرق الأوسط ونشر الفوضى في المنطقة، أما من يجلس في البيت الأبيض فهو مجرد "طرطور" ينفذ الأجندة الإمبريالية الأمريكية والصهيونية. وشدد الدكتور محمد سيد أحمد على أن واشنطن تسعى لتوظيف قوى متطرفة كأدوات لخدمة مصالحها، ضاربًا المثل بقيادات إرهابية كالجولاني الذي يسعى حاليًا لإبرام اتفاقات مع الكيان الصهيوني، بعد أن نفذ على الأرض أجندات أمريكية وصهيونية وتركية، في إطار إعادة تشكيل الخارطة السياسية في سوريا والمنطقة.

تأملات فيما حدث في سورية منذ ٢٠١١ !محمد سيد أحمد
تأملات فيما حدث في سورية منذ ٢٠١١ !محمد سيد أحمد

ساحة التحرير

time٠٧-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • ساحة التحرير

تأملات فيما حدث في سورية منذ ٢٠١١ !محمد سيد أحمد

تأملات فيما حدث في سورية منذ ٢٠١١ !! بقلم / د. محمد سيد أحمد منذ انطلاق موجة الربيع العربي المزعوم في مطلع العام 2011 كنت في مقدمة من وصفوا ما يحدث بأنه مؤامرة أمريكية – صهيونية على أمتنا العربية في إطار ما عرف بمشروع الشرق الأوسط الكبير، الذي تسعى من خلاله الولايات المتحدة لرسم خرائط جديدة للمنطقة بإعادة تقسيم المقسم وتفتيت المفتت داخل منطقتنا العربية المنكوبة تاريخياً، ومنذ اليوم الأول للحرب الكونية على سورية العربية كنت في خندق الدفاع عنها باعتبارها الدولة العربية الوحيدة – في تقديري – التي لم يكن هناك أي مبررات منطقية لانطلاق هذا الربيع المزعوم فوق أراضيها. فهي تقريباً الدولة العربية الوحيدة التي استطاعت رغم محدودية مواردها الطبيعية أن تقترب من الاكتفاء الذاتي فكانت دائماً ما توصف بأنها الدولة التي تمكنت – خلال حكم الرئيس حافظ الأسد ومن بعده الرئيس بشار الأسد – أن يأكل شعبها مما يزرع ويلبس مما يصنع، مما مكنها من استقلالية قرارها السياسي فظلت الدولة العربية الوحيدة القادرة على أن تقول لا للإمبريالية العالمية بل وتقف في مواجهتها وتبني نموذجاً تنموياً مخالفاً للنموذج الذى يفرضه صندوق النقد الدولي والذي ما صار مجتمعاً وفقاً له واستطاع أن ينهض أو يتقدم، لذلك ظلت سورية محتفظة لنفسها بالقدرة على قول كلمة لا عندما تتعارض مع مصالحها الوطنية، فلم توقع على أي اتفاقيات مع العدو الصهيوني، وظلت محتفظة لنفسها بالحق في استرداد أراضيها المحتلة دون أي قيد أو شرط. ومنذ اليوم الأول لهذه الحرب الكونية على سورية كنت أعلم أن العدو الأمريكي – الصهيوني سوف يستخدم آليات مختلفة على عكس الحروب التقليدية لذلك كتبت كتابي في مطلع العام 2012 وبعد زيارتين لسورية في ٢٠١١ تحت عنوان: ' المتلاعبون بأمن سوريا ' ومن خلال صفحات الكتاب حددت بدقة أهم أربع آليات في هذه الحرب الجديدة وكانت على النحو التالي: 1- وسائل الإعلام التي أطلقت عليها مصطلح ' الجنرال إعلام ' والتي قامت بالترويج بأن ما يحدث هو ثورة شعبية من أجل العيش والحرية والعدالة الاجتماعية في محاولة لغسيل الأدمغة وتزييف وعي الرأي العام لتبرير العدوان على سورية. 2- الفتنة الطائفية بين أبناء الشعب العربي السوري المعروف عنه تاريخياً وحدة نسيجه الاجتماعي فكانت الخطة الموضوعة هي منح مشايخ الفتنة مساحات كبيرة عبر وسائل الإعلام للتحريض على الاقتتال بين أبناء الشعب السوري عبر الشعارات الطائفية البغيضة، فسمعنا منذ اليوم الأول ( المسيحية على بيروت والعلوية على التابوت). 3- أموال النفط الحرام التي خصصت لجلب الجماعات التكفيرية الإرهابية من كل أصقاع الأرض وتسهيل مهمتهم بعبور الأراضي العربية السورية وتسليحهم ليقوموا بالحرب بالوكالة عن الأمريكي والصهيوني، وبعد سنوات من الحرب اعترف حمد بن جاسم وزير خارجية قطر بأنهم صرفوا ما يزيد عن 137 مليار دولار في الحرب على سورية، بهدف إسقاط النظام وتدمير البنية التحتية وتجويع الشعب. 4- المنظمات الاقليمية والدولية مثل الجامعة العربية والجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن والتي تدار بواسطة الأمريكي والصهيوني والتي حاولت الضغط على سورية بفرض العقوبات الاقتصادية عليها وتجميد عضويتها ومحاولة تدويل القضية وانتزاع قرار بالتدخل العسكري عبر حلف الناتو، وعندما فشلوا كان احتلال مناطق الثروات والموارد النفطية والزراعية، مع قانون قيصر الذي أفقر الجميع. وتمكنت سورية شعباً وجيشاً من الصمود الأسطوري في وجه المؤامرة، وقامت بتعطيل كل الآليات المستخدمة على المستويين الميداني والسياسي، لما يقرب من أربعة عشر عاماً، دون أي دعم عربي أو دولي، لكن هذا الصمود الأسطوري للشعب والجيش إنهار في لحظة واحدة، فالتحالفات الإقليمية والدولية التي قام بها النظام، والتي بفضلها تحولت سورية لساحة اقتتال عالمية، هزمت قبل أن تهزم وتسقط سورية، فالحليف الإيراني والحليف الروسي الذين لهما مصالح استراتيجية في سورية والمنطقة، لم يتمكنا من دعم النظام حتى لا يسقط، فالحصار الاقتصادي كان هو السلاح الأكثر فاعلية في هذه الحرب الكونية على سورية، فالجنرال إعلام تمكنت سورية من هزيمته، والفتنة الطائفية كانت تواجه بقوة، والجماعات التكفيرية الإرهابية هزمت على الأرض، لكن الحصار الاقتصادي الخانق الذي أفقر الجميع، جعل الشعب يكفر بالقيادة، ولم يتحرك الحليفين الإقليمي والدولي لفك هذا الحصار الخانق. وعندما جاءت اللحظة الحاسمة كانت الأرض ممهدة للسقوط، فالشعب يأس من أي تحسن في مستوى معيشته، وتوفير الحد الأدنى من متطلبات الحياة، حيث خرجت سورية من عملية التصنيف فيما يتعلق بمؤشرات التنمية، وتذيلت قائمة الشعب الأفقر في العالم، فالغالبية أصبحت تعيش تحت خط الفقر، والجيش فقد الثقة بالقيادة وشعر أنه يخوض حرب عبثية بلا جدوى، خاصة في ظل حالة الافقار والجوع التي عانى منها الجنود والضباط وأسرهم، وعندما تأكد العدو الأمريكي وحليفه الصهيوني من أن الأرض ممهدة لسقوط سورية وأن الحلفاء قد تخلوا عنها، اعطوا إشارة البدء للجماعات التكفيرية والإرهابية التي كانت محصورة في إدلب للتحرك، فدخلوا إلى حلب ثم حماة ثم حمص وأخيراً دمشق دون أي مقاومة. وبعد نجاح المؤامرة وسقوط النظام شاهدنا سقوط سورية، حيث بدأت الجماعات التكفيرية الإرهابية بتنفيذ الأجندة الأمريكية – الصهيونية، حيث تم تفعيل آلية الفتنة الطائفية بكل قوة والاقتتال على الهوية، حيث قامت الجماعات التكفيرية الإرهابية الحاكمة بمذبحة كبرى في الساحل السوري ضد أبناء الطائفة العلوية، واليوم مذبحة جديدة في الجنوب السوري ضد أبناء الطائفة الدرزية، وبالطبع لا يوجد جيش لحماية الوطن وأبنائه فقد قام العدو الصهيوني بتدمير كل الترسانة العسكرية السورية، وقام النظام التكفيري الإرهابي الجديد بتفكيك وتسريح الجيش لتحل محله المليشيات الإرهابية المسلحة، واليوم لم يعد هناك وطن اسمه سورية، فسورية التي نعرفها انتهت منذ ٨ ديسمبر ٢٠٢٤، اللهم بلغت اللهم فاشهد. ‎2025-‎05-‎07 The post تأملات فيما حدث في سورية منذ ٢٠١١ !محمد سيد أحمد first appeared on ساحة التحرير.

البلطجة الأمريكية والملف النووي الإيراني !محمد سيد أحمد
البلطجة الأمريكية والملف النووي الإيراني !محمد سيد أحمد

ساحة التحرير

time٣٠-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • ساحة التحرير

البلطجة الأمريكية والملف النووي الإيراني !محمد سيد أحمد

البلطجة الأمريكية والملف النووي الإيراني !! بقلم / د. محمد سيد أحمد لا شك أن البلطجة الأمريكية ليست بجديدة خاصة مع هذا الحاكم الأمريكي المخبول الذي خبرناه في ولايته الأولى قبل أربع سنوات، ويعود اليوم في ولايته الجديدة ليثير القلق والتوتر حول العالم، ويحاول تنفيذ أجندة الإدارة الأمريكية بشكل فج، يبتعد كثيراً عن المتعارف عليه من فنون التفاوض والدبلوماسية في العلاقات الدولية، ففي الوقت الذي فتح فيه من جديد ملف البرنامج النووي الإيراني، ذلك الملف الذي أغلقه بنفسه في ٨ مايو ٢٠١٨، نجده ومع عودة المفاوضات التي انجزت حتى اليوم ثلاثة جولات بدأت الجولة الأولى في مسقط يوم السبت ١٢ أبريل، ثم الجولة الثانية في روما يوم السبت ١٩ أبريل، ثم الجولة الثالثة في مسقط يوم السبت الماضي ٢٦ أبريل، وقبل انعقاد الجولة الثالثة بيوم ورغم أن الجولتين الأولى والثانية أسفرتا عن نتائج ايجابية بناءً على التصريحات الصادرة من الطرفين، خرج علينا الرئيس الأمريكي المخبول ليكرر نفس الكلام الذي تلفظ به قبل بدء المفاوضات بثلاثة أيام ليقول 'أن الضربة العسكرية للمنشآت النووية الإيرانية خيار حقيقي إذا فشلت المفاوضات'، وبذلك تتحول المفاوضات الدبلوماسية إلى مفاوضات تحت تهديد السلاح، وبالطبع هذا النوع من المفاوضات لا يمكن أن يسفر عن اتفاق حقيقي، خاصة وأن رد الفعل الإيراني كان حاسماً وجاء على لسان وزير خارجيتها حيث أكد أنه 'لا يوجد أي خيار عسكري، وبالتأكيد لا يوجد حل عسكري، وأي اعتداء سيقابل برد فوري'، وبذلك تنشأ على هامش المفاوضات الدبلوماسية حرب كلامية تساعد على إفشالها، وقد تقودنا إلى الجحيم. وهنا لابد من التذكير بأن البرنامج النووي الإيراني أطلق في خمسينيات القرن العشرين بمساعدة من الولايات المتحدة الأمريكية – التي كانت حليفة لإيران في ذلك الوقت – جزءً من برنامج 'الذرة من أجل السلام'، حيث شاركت الولايات المتحدة والحكومات الغربية في البرنامج النووي الإيراني إلى أن قامت الثورة الإسلامية الإيرانية عام ١٩٧٩ وأطاحت بشاه إيران، وبعد الثورة أمر الإمام الخميني بحل أبحاث الأسلحة النووية السرية للبرنامج، لكنه أعاد السماح بإجراء بحوث صغيرة النطاق في الطاقات النووية، وسمح بإعادة تشغيل البرنامج خلال الحرب الإيرانية – العراقية، وخضع البرنامج لتوسع كبير بعد وفاة الإمام الخميني في عام ١٩٨٩، وقد شمل البرنامج النووي الإيراني عدة مواقع بحث، اثنين من مناجم اليورانيوم ومفاعل أبحاث، ومرفق معالجة اليورانيوم التي تشمل محطات تخصيب اليورانيوم الثلاثة المعروفة، ويعتبر مفاعل بوشهر أول محطة للطاقة النووية في إيران، وقد أكتمل بمساعدة كبيرة قدمتها وكالة روسا توم الروسية الحكومية، وقد افتتح رسمياً في ١٢ سبتمبر ٢٠١١، ولم تكتفي إيران بذلك بل أعلنت عزمها على إنشاء مصنع جديد للطاقة النووية في دارخوين قدرته ٣٦٠ ميجاوات، هذا إلى جانب تصنيع محطات متوسطة الحجم لإنتاج الطاقة واستكشاف مناجم اليورانيوم في المستقبل، وفي نوفمبر ٢٠١١ انتقدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مجلس محافظي إيران، وأصدرت تقرير خلصت فيه إلى أن إيران على الأرجح قد أجرت البحوث والتجارب الرامية إلى تطوير قدرات الأسلحة النووية، ورفضت إيران تفاصيل التقرير واتهمت الوكالة الموالية للغرب بالتحيز، وهددت بخفض تعاونها مع الوكالة الدولية. وشكل البرنامج النووي الإيراني صداع مستمر في رأس الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية، وبعد مفاوضات ماراثونية مع الدول الست الكبار ( الصين، روسيا، أمريكا، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا)، توصلت في ٢ أبريل ٢٠١٥ لتسوية شاملة في مدينة لوزان السويسرية تضمن الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني، وإلغاء كل العقوبات على إيران بشكل تام، وصدر بيان مشترك يتضمن تفاهماً وحلولاً فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، واعتبرت طهران أن هذا الاتفاق قد وضع حداً لحلقة مفرغة بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية والغرب الرأسمالي، ووصفته واشنطن بالاتفاق التاريخي، حيث أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما 'أن الدبلوماسية هي الخيار الأفضل للتعامل مع طهران فيما يتعلق ببرنامجها النووي، فإذا احتالت إيران فإن العالم سيعلم، وإذا رأينا شيئاً مثيراً للريبة سنتحقق منه'، وخرج أوباما من البيت الأبيض وجاء من بعده المخبول ترامب، والذي بدأ في التربص بإيران من جديد، وأعاد فتح ملف البرنامج النووي الإيراني مجدداً، وفاجأ العالم في خطاب رسمي بالبيت الأبيض في ٨ مايو ٢٠١٨ بانسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي الإيراني بشكل منفرد، وجاء رد فعل حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية الأوروبيين في بيان مشترك صادر عن قادة (فرنسا، وألمانيا، وبريطانيا)، أن قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي يؤيد الاتفاق النووي الإيراني مازال 'إطاراً قانونياً دولياً ملزماً لحل النزاع'، وهو ما يعني أن الولايات المتحدة الأمريكية بانسحابها تقوم بانتهاك لقرارات مجلس الأمن، ولم تكتفي الولايات المتحدة الأمريكية بذلك بل عادت لفرض عقوبات اقتصادية جديدة على إيران، وفي عام ٢٠١٩ استأنفت إيران العمل في برنامجها النووي من جديد، وأسرعت الخطى، وعلى مدار فترة حكم الرئيس الأمريكي جو بايدن كان الملف النووي الإيراني من الموضوعات التي يثار الحديث بشأنها من وقت لآخر دون خطوات فاعلة من الطرف الأمريكي، ومع عودة المخبول ترامب وجدنا هذا الملف من بين أولوياته، واستجابت طهران للمفاوضات غير المباشرة، لكنها في المراحل الثلاث الماضية ترفض أساليب التهديد والضغط التي يمارسها بشكل فج الرئيس الأمريكي المخبول ترامب. وبالطبع يعد الملف النووي الإيراني أحد أهم الملفات على الساحة الإقليمية والدولية، وإنجاز اتفاق جديد بشأنه يعد خطوة هامة لتهدئة الأوضاع في المنطقة والعالم، لكن على الأمريكي ومن قبله الصهيوني، أن يدرك أن طريقة التفاوض في ظل الحرب الكلامية والتهديد بضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية لا يمكن أن تجدي، خاصة وأن إيران لديها مفاوض طويل النفس – إنه حاك السجاد – وصبور، هذا إلى جانب اعتياده على العمل تحت الضغط، فقد استطاعت إيران من تحقيق كل منجزاتها العلمية والتكنولوجية والعسكرية وهي في حالة حصار اقتصادي كامل منذ قيام الثورة الإسلامية الإيرانية في عام ١٩٧٩ وحتى اليوم، وما تحلم به أمريكا وإسرائيل من تفكيك كامل للبرنامج النووي الإيراني وتسليم صواريخها الباليستية، هو درب من دروب الخيال، والتهديد بالحرب في حالة عدم الوصول لاتفاق غير مجدي للضغط على إيران، خاصة وأن إيران تدرك بما لا يدع مجال للشك أن خضوعها للشروط الأمريكية والصهيونية حتماً سيكون مقدمة لضرب إيران وإنهاء وجودها من فوق خريطة الإقليم، فما تمتلكه إيران من ترسانة عسكرية متطورة في مقدمتها المنظومة الصاروخية الباليستية والطائرات المسيرة هي الضمانة الحقيقية لمنع أمريكا وإسرائيل من التفكير في توجيه ضربة عسكرية مباشرة لإيران، لأنهما يدركا بأن إيران قادرة على الرد والإيلام، فما تمتلكه إيران من صواريخ ومسيرات قادرة على الوصول لكل المصالح الأمريكية بالمنطقة وتدميرها، وكذلك ضرب إسرائيل وتدمير قدراتها العسكرية، فإيران ليست من السذاجة للخضوع للضغوط الأمريكية والصهيونية الصادرة من مخبولين ( ترامب، ونتنياهو)، وإذا ما تهور احدهما فسوف تشتعل النيران في المنطقة بأكملها، وستكون حرب عالمية مدمرة لكوكب الأرض، اللهم بلغت اللهم فاشهد. ‎2025-‎04-‎30 The post البلطجة الأمريكية والملف النووي الإيراني !محمد سيد أحمد first appeared on ساحة التحرير.

القضية الفلسطينية إلى أين !محمد سيد أحمد
القضية الفلسطينية إلى أين !محمد سيد أحمد

ساحة التحرير

time٢٣-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • ساحة التحرير

القضية الفلسطينية إلى أين !محمد سيد أحمد

القضية الفلسطينية إلى أين !! بقلم / د. محمد سيد أحمد لا شك أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية في العصر الحديث، وواحدة من القضايا التي شغلت العقل الجمعي العالمي على مدار ما يزيد عن قرن من الزمان، وخلال العام ونصف الأخير ومنذ انطلاق عملية طوفان الأقصى في ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ وهي القضية الأبرز على الساحة السياسية الدولية، وإذا ما حاولنا توصيف ما حدث للشعب العربي الفلسطيني فيمكننا القول أن القضية الفلسطينية واحدة من أهم الجرائم العالمية التي ارتكبت في تاريخ البشرية، فعلى مدار التاريخ الإنساني بأكمله لم يتعرض شعب لعملية اقتلاع من أرضه ووطنه كما حدث لأبناء شعبنا العربي الفلسطيني، وتعد هذه الجريمة مكتملة الأركان لأنها تمت مع سبق الاصرار والترصد، حيث تم اغتصاب وطننا العربي الفلسطيني من خلال عدو صهيوني غاشم، ارتكب جريمته بشكل منظم وممنهج، حيث نشأت الفكرة الشيطانية مبكراً، ووضعت المخططات، وقاموا بتنفيذها عبر المراحل التاريخية المختلفة، وللأسف الشديد لم يجد الشعب العربي الفلسطيني منصفاً له على مدار سنوات إبادته. وفي محاولة البحث عن جذور القضية الفلسطينية فيجب العودة إلى نهاية القرن التاسع عشر عندما طرح 'موشي هس' فكرة انبعاث الأمة اليهودية، لكن الفكرة دخلت حيز التنفيذ مع بداية الظهور الفعلي للحركة الصهيونية والتي تم إنشائها على يد 'ثيودور هرتزل' والذى كتب في يومياته في عام 1895 حول موقف الحركة الصهيونية من العرب الفلسطينيين ' سنحاول نقل الشرائح الفقيرة إلى ما وراء الحدود، بهدوء ودون إثارة ضجة، بمنحهم عملا في الدول التي سينقلون إليها، لكننا لن نمنحهم أي عمل في بلادنا '، ومع فرض الانتداب البريطاني على فلسطين دخلنا إلى مرحلة جديدة من الجريمة حيث بدأت بريطانيا في مساعدة الصهاينة في التوسع في بناء المستوطنات في مستعمراتها، حيث زادت نسبة الاستيطان وصولاً إلى قيام الكيان الإسرائيلي وتشريد الشعب العربي الفلسطيني من أرضه ووطنه، وعندما وافق 'بن جوريون ' مؤسس الكيان على قرار التقسيم 181 كشرط دولي للاعتراف بالكيان، كان يدرك أن بقاء أقلية عربية فلسطينية في القسم الإسرائيلي ستتعاظم وقد تصل إلى حد التوازن الديموغرافى، فلجأت العصابات الصهيونية إلى أساليب الترويع والطرد وارتكبت المجازر بأبشع صورها وشردت العائلات الفلسطينية من ديارها وقراها ومدنها واستولت على ممتلكاتها واستوطنت أراضيها، ومن هنا بدأت معاناة الشعب العربي الفلسطيني. ولم يكتفي العدو الصهيوني بذلك بل استمر في ممارسة أبشع الجرائم والاعتداءات اليومية ضد شعبنا العربي الفلسطيني، تحت سمع وبصر العالم أجمع وبالمخالفة للمواثيق والعهود الدولية، وكما يحدث اليوم في غزة من حرب إبادة مصورة بالصوت والصورة ولا يستطيع أحد نكرانها، والعجيب والغريب أن النظام الدولي العالمي الذى وضع هذه المواثيق والعهود قد أغمض عينيه على هذه الجريمة البشعة، بل ويقف في صف المغتصب، بل وصل فجره بوصف الشعب العربي الفلسطيني المجني عليه بالإرهابي، وهذه أحد أهم سمات هذا النظام العالمي الذى يكيل بأكثر من مكيال فيما يتعلق بحقوق الإنسان، وكم من جرائم ترتكب باسم حقوق الإنسان وتحت مظلة منظماته الدولية التي تشرعن العنف والتطرف والإرهاب وحرب الإبادة مادامت صادرة من الذين يمتلكون القوة على الخريطة الدولية. واتخذ العدو الصهيوني من موجة الربيع العربي المزعوم والثورات الوهمية فرصة لالتقاط الأنفاس واستراحة قليلة لإعادة ترتيب الأوراق بعيداً عن الصراع العربي – العربي، والذى خطط له وفقاً لمشروع الشرق الأوسط الجديد، والذى يهدف إلى تقسيم وتفتيت الوطن العربي على أسس طائفية و مذهبية وعرقية، ينشغل كل كيان فيها بصراعاته الداخلية بعيداً عن الصراع الأساسي وهو الصراع العربي – الصهيوني، وعلى الرغم من فشل المشروع إلا أن ما يحدث الآن على الأرض الفلسطينية يعنى أن العدو الصهيوني قد نجح في جزء من مخططه، وهو أن ينشغل كل قطر عربي بقضاياه ومشكلاته وصراعاته الداخلية، ليستفرد العدو ببقايا شعبنا العربي الفلسطيني الصامد والمقاوم عبر عقود طويلة في مواجهة الكيان المغتصب لدرجة أنه وبمفرده تمكن من الانتفاضة ضد هذا الكيان الغاصب عدة مرات في الأربعة عقود الأخيرة، وها هو الآن ينتفض من جديد في غزة في مواجهة العدو الصهيوني في عملية هي الأكبر في تاريخ المواجهة مع العدو الصهيوني وهي عملية طوفان الأقصى، التي كبدت العدو خسائر هائلة على كافة المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والعسكرية بل والنفسية والمعنوية، مما أفقده صوابه وجعله يعود إلى أسلوبه القديم في استهداف وتدمير البشر والحجر. وعلى الرغم من الدمار الشامل الذي لحق بالشعب العربي الفلسطيني نتيجة حرب الإبادة الصهيونية، لازال الحكام العرب صامتون بحجة السلام المزعوم، وهنا وإن كنا قد فقدنا الأمل في الحكام فما يزيد من المرارة أن الشعوب العربية أغمضت عيونها هي الأخرى عن المجازر الصهيونية اليومية ضد شعبنا العربي الفلسطيني وانشغلت بالصراع القطري الداخلي، وبذلك نجد أن المعركة الراهنة التي يخوضها شعبنا العربي الفلسطيني تتم في إطار صمت مريب من الحكام والسواد الأعظم من الشعب العربي وهذه هي الكارثة حتى الشعوب الحرة تم تلجيمها وإخراسها حتى لا تنطق بكلمة حق، وبذلك يتم إبادة الشعب العربي الفلسطيني وتصفية قضيته بشكل نهائي. وما يؤكد أن القضية الفلسطينية تتجه إلى الزوال أنه وعلى الرغم من إعلان العدو الصهيوني ومن خلفه العدو الأمريكي أنه يجب إخلاء الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة من سكانها العرب الفلسطينيين، وتهجيرهم قسرياً إلى أي مكان أخر سواء في مصر أو الأردن أو حتى المملكة العربية السعودية، فإن الصوت العربي سواء الرسمي أو الشعبي جاء خافتاً، ولا يكاد يسمع، لذلك حين استأنف العدو الصهيوني عدوانه مجدداً على غزة في ١٨ مارس الماضي وفي أقل من ثلاثة ساعات ارتقى أكثر من ٣٠٠ شهيد بخلاف مئات الجرحى، ثم واصل العدو الصهيوني مجازره اليومية لتصل إلى ١٨٠٠ شهيد في شهر، وبالطبع لازالت غزة محاصرة، في ظل عجز عربي وعالمي عن إنقاذ سكانها، فمن لم يمت بقذائف وصواريخ العدو الصهيوني سوف يموت جوعاً وعطشاً ومرضاً، وبذلك يجبر الشعب الفلسطيني الأعزل الذي لا حول له الآن ولا قوة إما بقبول التهجير القسري أو الموت تحت الانقاض أو في العراء، وبذلك تصفى القضية الفلسطينية بشكل نهائي، في الوقت الذي اختفت أخبار فلسطين وغزة من فوق وسائل الإعلام المختلفة، وبشكل عمدي وكأن مشغل كل هذه الوسائل الإعلامية شخص واحد يجلس في واشنطن أو تل أبيب، اللهم بلغت اللهم فاشهد. ‎2025-‎04-‎23 The post القضية الفلسطينية إلى أين !محمد سيد أحمد first appeared on ساحة التحرير.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store