logo
#

أحدث الأخبار مع #معاهدالصحةالوطنيةالأمريكية

الولايات المتحدة تهدد بقطع التمويل عن الجامعات المقاطعة لإسرائيل
الولايات المتحدة تهدد بقطع التمويل عن الجامعات المقاطعة لإسرائيل

24 القاهرة

time٢٢-٠٤-٢٠٢٥

  • صحة
  • 24 القاهرة

الولايات المتحدة تهدد بقطع التمويل عن الجامعات المقاطعة لإسرائيل

أعلنت معاهد الصحة الوطنية الأمريكية (NIH)، الاثنين، أنها ستسحب تمويل الأبحاث الطبية من الجامعات التي تنخرط في مقاطعة إسرائيل أو تدعم برامج التنوع والشمول، وفقًا لما جاء في مذكرة رسمية صادرة عن الوكالة. الولايات المتحدة تهدد بقطع التمويل عن الجامعات التي تُقاطع إسرائيل ووفقًا لسي إن إن، وأوضحت المعاهد في المذكرة أنها تحتفظ بحقها في إنهاء المنح المالية واسترداد التمويل بالكامل في حال مخالفة الجهات المستفيدة للإرشادات الجديدة التي تحظر دعم مبادرات التنوع أو الانخراط في المقاطعة. وينطبق هذا القرار على جميع المنح الجديدة أو المجددة أو المستمرة اعتبارًا من 21 أبريل الجاري، مما يعكس توجّهًا جديدًا في السياسات البحثية يتماشى مع نهج إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، التي سبق أن جمّدت التمويل المخصص لجامعتي هارفارد وكولومبيا على خلفية مواقفهما المتعلقة بالتنوع وردود فعلهما على حوادث معاداة السامية داخل الحرم الجامعي. ويُتوقع أن يترك هذا القرار تأثيرًا واسع النطاق على قطاع التعليم العالي في الولايات المتحدة، خاصةً أن المعاهد الوطنية للصحة تُعد أكبر جهة مانحة للأبحاث الطبية عالميًا، حيث تُقدّم نحو 60 ألف منحة سنويًا لما يقرب من 3 آلاف مؤسسة تعليمية ومستشفى، وتشكل هذه المنح أكثر من 80% من ميزانيتها البالغة 48 مليار دولار. ويأتي هذا التغيير في سياق حملة أوسع تقودها إدارة ترامب لمناهضة سياسات التنوع، إذ تم إلغاء مجموعة من المنح المتعلقة بالتفاوتات الصحية والفئات المهمشة مؤخرًا، ما دفع جهات حقوقية مثل جمعية الصحة العامة ونقابات عمالية إلى تقديم طعون قانونية ضد هذه السياسات، معتبرين أن القرار أدى إلى إلغاء مئات المشاريع البحثية طويلة الأمد دون مبررات علمية واضحة. من جانبه، صرّح مسؤول بوزارة الصحة والخدمات الإنسانية أن المعاهد الوطنية للصحة ستوقف تمويل أي مشروع بحثي لا يتماشى مع أولوياتها أو لا يلتزم بالقوانين الفيدرالية لمكافحة التمييز.

مكونات يجب البحث عنها وأخرى تجنّبها فورًا: كيف تختار الشامبو المناسب؟
مكونات يجب البحث عنها وأخرى تجنّبها فورًا: كيف تختار الشامبو المناسب؟

الرجل

time٢٠-٠٤-٢٠٢٥

  • صحة
  • الرجل

مكونات يجب البحث عنها وأخرى تجنّبها فورًا: كيف تختار الشامبو المناسب؟

هل تعلم أنّ رغوة الشامبو قد تجرّد الشعر من الزيوت الطبيعية وتتركه جافًا؟ للأسف، إنها الحقيقة التي يجب أن تدركها جيدًا، فالكبريتات هي التي تكوّن تلك الرغوة، وليست الكبريتات وحدها هي المكونات الضارة في الشامبو، بل هناك الكثير غيرها، من المكونات التي قد تزيد جفاف فروة الرأس، وربّما تزيد فرص تساقط الشعر، بالإضافة إلى خطر الإصابة بالسرطان مع بعض المكونات، مثل الفورمالدهيد، خاصةً مع الاستخدام المتكرر للشامبو. فما هي المواد الضارة في الشامبو؟ وما المكونات الطبيعية التي يُوصَى بها في الشامبو لتعزيز حيوية الشعر وصحته؟ المواد الضارة في الشامبو قد تُسبِّب بعض المواد الموجودة في الشامبو ومستحضرات العناية بالشعر أضرارًا بالغة، مثل: 1. الكبريتات: الكبريتات مفيدة في إنشاء رغوة الشامبو المعروفة، فهي مواد خافِضة للتوتر السطحي، لتنظيف الأوساخ والزيوت من فروة الرأس، ولكن قد تكون الكبريتات مُضرة من ناحية أخرى؛ إذ قد تُتلِف البشرة في بعض الأحيان، أو تؤثِّر سلبًا في ملمس الشعر، أو ربّما تُسبِّب رد فعلٍ تحسسي. والكبريتات متوافرة في أكثر من 90% من منتجات العناية بالشعر، وبمجرّد استخدامها على الشعر، تتركه جافًا، خاليًا من الزيوت والرطوبة الطبيعية. ومن أمثلة الكبريتات الشائعة في الشامبو: كبريتات لوريل الصوديوم. كبريتات لوريث الصوديوم. كبريتات لوريل الأمونيوم. 2. البارابين: البارابين من المكوّنات الشائعة في الشامبو والبلسم، التي تُستخدَم كمواد حافظة في هذه المنتَجات، لكن ما يعيبها أنّها قد تحاكِي الاستروجين "الهرمون الأنثوي"، مما قد يؤدي إلى اختلال الهرمونات، كما قد تُسبِّب تهيّج البشرة، وربّما تزيد خطر الإصابة بالسرطان عند السيدات. وقد يُشار إلى البارابين في مستحضرات العناية بالشعر بـ: ميثيلين جليكول. فورمالين. 3. الفورمالدهيد: قد يُسبِّب الفورمالدهيد تهيّج جلد فروة الرأس، خاصةً إذا كانت حساسة، وهو من المواد الحافظة في منتجات العناية بالشعر، وقد تمتصّه فروة الرأس عند استخدام الشامبو، وهو من المركّبات المرتبطة بالسرطان، حسب معاهد الصحة الوطنية الأمريكية "NIH". 4. السيليكونات: تُضفِي السيليكونات نعومة للشعر، لكنّها قد تُتلِف الشعر أيضًا بدلًا من إصلاحه، كما قد تؤدي إلى جفاف الشعر تدريجيًا مع الاستخدام المتكرّر، وكذلك تسبب تهيّج أو حرقة فروة الرأس. فالسيليكون يتراكم مع تكرّر الاستخدام، ومِنْ ثَمّ فقد يمنع الرطوبة، ويقف حجر عثرة أمام وصول العناصر الغذائية إلى الشعر، بالإضافة إلى ترك بقايا كبيرة قد تسدّ المسام. ومن أمثلة السيليكونات المتوافرة في الشامبو ومنتجات العناية بالشعر: ديميثيكون. سيكلوميثيكون. فينيل ترايميثيكون. سيكلوهيكساسيلوكسان. 5. العطور الصناعية: ربّما تكون هذه المكوّنات غير ضرورية لتنظيف الشعر، ومع ذلك فقد تكون أساسية في كثيرٍ من أنواع الشامبو، رغم ضررها على البشرة، كما أنّ المكونات الرئيسة لتلك العطور، مرتبطة بعديد من المشكلات الصحية، مثل ضعف الخصوبة أو تساقط الشعر. 6. الفثالات: عبوات شامبو تعبيرية عن الفثالات أحد مكونات الشامبو الضارة - المصدر: Shutterstock الفثالات من أكثر المُواد الكيميائية انتشارًا في المستحضرات التجميلية، وتكمن أهميتها في إذابة المكوّنات الأخرى، كي يستمرّ مفعولها فترة أطول، مثل العطور أو الصبغات، بل إنّ أغلب العطور الموجودة في مكونات الشامبو أو المنتجات تحتوي على الفثالات. وقد أشار بحثٌ نُشِر عام 2021 في دورية "Healthcare"، إلى أنَّ التعرّض المزمن للفثالات، قد يؤثر سلبًا في توازن الهرمونات، وكذلك الجهاز التناسلي. كما ربطت دراسة أخرى نشرت عام 2022 في دورية "Environmental Pollution"، بين التعرّض اليومي للفثالات، وخطر الوفاة المبكرة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية لدى نحو 100,000 من كبار السن الأمريكيين. 7. الكحول: الكحول أيضًا من المكوّنات الشائعة في الشامبو؛ إذ يساعد المواد الفاعلة على اختراق البشرة والشعر، كما أنّه سريع التبخّر عند ملامسته للجلد، فلا يترك شعورًا لزجًا أو رطبًا على الشعر. لكن سرعة التبخّر قد تجعل الكحول يجفّف البشرة والشعر بسرعة شديدة، لذا يُفضّل اختيار الشامبو الخالي من الكحول، لتجنّب جفاف وتهيّج فروة الرأس. 8. كبريتيد السيلينيوم: يتوافر كبريتيد السيلينيوم في الشامبو المضاد للقشرة، لكنّه قد يكون شديد الضرر، خاصةً مع استخدامه بكمية كبيرة، فهو من المواد التي قد تُسبِّب تهيّج البشرة، وربّما تساقط الشعر، لذا يُفضّل الاستعانة بالمنتجات الطبيعية المضادة للعدوى، أو التي تساعد في التغلب على القشرة، مثل زيت شجرة الشاي أو زيت الليمون. كيف تختار شامبو طبيعي يعزّز صحة شعرك؟ يُفضّل أن يحتوي الشامبو الذي تستخدمه على أقل قدر ممكن من المكونات الصناعية، وأعلى نسبة ممكنة من العناصر الطبيعية التي تعزِّز حيوية الشعر وصحته، وهذه أهم النصائح لاختيار شامبو طبيعي للشعر: 1. قراءة ملصق المكونات جيدًا: يجب قراءة ملصق المكونات الموجودة على الشامبو جيدًا قبل شرائه أو استخدامه، خاصةً أنّه قد يحتوي على مركّبات ضارة للشعر وللصحة عمومًا، مثل البارابين والكبريتات. 2. اختيار الشامبو ذي المكونات الطبيعية: رجل يغسل شعره بالشامبو تعبيرية عن اختيار الشامبو ذي المكونات الطبيعية - المصدر: Shutterstock تحتوي بعض أنواع الشامبو على مكونات طبيعية تحافظ على صحة الشعر، مثل: الألوفيرا: ترطِّب الشعر وتُساعد على تهدئة فروة الرأس. زيت الأرجان: مليء بالفيتامينات والأحماض الدهنية، التي تعزِّز قوة الشعر وملمسه. زيت شجرة الشاي: يتمتّع بخصائص مضادة للفطريات، ويقضي على القشرة ومشكلات فروة الرأس. زيت جوز الهند: مُغذّي للشعر، ويزيد لمعانه، كما يتمتّع بخصائص مضادة للميكروبات. الروزماري: يحفّز نمو الشعر ويحافظ على صحة فروة الرأس. البيوتين (فيتامين ب7) : يعزِّز نمو الشعر، ويزيد قوته. : الكيراتين: يساعد على تقوية الشعر وإصلاح الشعر التالف. 3. اختيار الشامبو المناسب لنوع شعرك: يحتاج كل نوع من أنواع الشعر إلى شامبو خاص، فليس الشعر الجاف كالدهني، ولا الناعم كالمُجعد، وفيما يلي أهم خصائص الشامبو المناسبة لكل نوعٍ من أنواع الشعر: الشعر الدهني: يتطلّب شامبو فعّال في تنظيف فروة الرأس دون تجريدها من الزيوت الطبيعية، بأن يكون خاليًا من المنتجات التي تزيد جفاف فروة الرأس، مثل الكحول، أو الكبريتات. الشعر المجعد: أكثر جفافًا بطبيعته من الشعر الدهني، لذا يُفضّل استخدام شامبو مرطّب لتعزيز رطوبة الشعر وتخفيف التجعد. الشعر الجاف: يتطلّب شامبو يحتوي على زيوتٍ طبيعية أو الألوفيرا أو غيرها من المكونات الطبيعية التي تستعيد رطوبة الشعر. كم مرة ينبغي غسل الشعر بالشامبو؟ قد يؤدي الإفراط في غسل الشعر بالشامبو إلى زيادة جفافه، وربّما تهيّج فروة الرأس، بالإضافة إلى كثرة تقصّف أطراف الشعر. وقد يختلف عدد المرات المناسب لغسل الشعر كل أسبوع، حسب نوع الشعر، لكن يُوصِي الخبراء بغسل الشعر بالشامبو مرة أو مرتين أسبوعيًا، ويمكن الزيادة تدريجيًا عن ذلك باستخدام الشامبو يوم إضافي في الأسبوع، إذا ظلّ الشعر أو فروة الرأس دُهنيَين. ويُنصَح بتقليل عدد مرات استخدام الشامبو إذا لاحظت: جفاف الشعر. أنّ الشعر باهت ويفقد لمعانه وحيويته الطبيعية، بالإضافة إلى تساقطه. ويُفضّل للشعر الطويل أو المجعد أو الجاف غسله بالشامبو 2 - 3 مرات في الأسبوع، لحمايته من التلف.

كيف تروج لعلمك دون التنكر لمبادئك
كيف تروج لعلمك دون التنكر لمبادئك

شبكة النبأ

time١٦-٠٤-٢٠٢٥

  • صحة
  • شبكة النبأ

كيف تروج لعلمك دون التنكر لمبادئك

إنَّ مشاركة الاكتشافات العلمية تتطلب قدرًا من العناية لا يقل بأي حالٍ من الأحوال عما يتطلبه اكتشافُها، وهي حقيقةٌ لم أدركها تمام الإدراكِ إلا بعد انتقالي من البيئة الأكاديمية إلى مجال العلاقات العامة. فمن الممكن أن تفضي أخطاءُ التواصل — سواءٌ أكانت مقصودة أم غير مقصودة — إلى تقويض الثقة، بل والإضرار بسُمعة مجالاتٍ علمية بأكملها... إنَّ مشاركة الاكتشافات العلمية تتطلب قدرًا من العناية لا يقل بأي حالٍ من الأحوال عما يتطلبه اكتشافُها، وهي حقيقةٌ لم أدركها تمام الإدراكِ إلا بعد انتقالي من البيئة الأكاديمية إلى مجال العلاقات العامة. فمن الممكن أن تفضي أخطاءُ التواصل — سواءٌ أكانت مقصودة أم غير مقصودة — إلى تقويض الثقة، بل والإضرار بسُمعة مجالاتٍ علمية بأكملها. استهللتُ مسيرتي المهنية في مجال التواصل العلمي بوصفي باحثة ما بعد الدكتوراه في معاهد الصحة الوطنية الأمريكية (NIH)، وأمضيتُ فترةً من الوقت في العمل لدى مكتب السياسات والاتصالات بالمعهد الوطني لأبحاث التمريض التابع لمعاهد الصحة الوطنية. وحينما أدتْ جائحة «كوفيد-19» إلى تجميد الأبحاث غير العاجلة في حرم معاهد الصحة الوطنية، قررتُ البدء في استكشاف الفرص المهنية في مجال التواصل العلمي. وشغلتُ منصبًا لدعم الاتصالات الطبية والعلمية في برامج الأبحاث الطبية المموَّلة من الكونجرس، والتي تموِّل أبحاث الطب الحيوي في الولايات المتحدة. في عام 2021، انتقلتُ إلى مجال العلاقات العامة من خلال حصولي على وظيفةٍ في وكالة تُدعَى «لايفساي كوميونيكيشنز» LifeSci Communications في مدينة نيويورك، ثم ما لبثتُ أن تخصَّصتُ بعد عامٍ في مجال السرد العلمي للأبحاث في مؤسسة «سينيوس هيلث كوميونيكيشنز» Syneos Health Communications، التي يقع مقرها أيضًا في نيويورك. إننا في مجال العلاقات العامة نشكِّل رؤية الأشخاص ونظرتهم إلى شركة أو منتج ما، حيث نعمل عبر العديد من منصات الاتصال: المواقع الإلكترونية، والبيانات الصحفية، ووسائل التواصل الاجتماعي، وغيرها. في وظيفتي، أركِّز على إنشاء سردٍ مُقنِع يساعد شركات التكنولوجيا الحيوية والصناعات الدوائية في إيصال نهجها العلمي إلى المستثمرين ووسائل الإعلام والمستهلكين. وفي رأيي أن تبسيط الموضوعات المُعقَّدة وتحويلها إلى رسائل مؤثرة تلقى صدًى لدى الجمهور هو تحدٍّ ممتع. وسواءٌ أكان الأمر يتعلق بمساعدة عميلٍ في شرح سبب تميُّز المفاهيم العلمية الكامنة وراء العلاج المقدَّم من جانبه، أم بالتصدي للمعلومات المغلوطة والمضلِّلة بشأن اللقاحات، فقد وجدتُ أن إغراء تحريف البيانات أو تضخيمها أو الترويج لها على نحو مبالَغ فيه حاضرٌ دائمًا، وكذلك المخاطر التي تنجم عن ذلك. لنأخذ مثالًا على ذلك شركة «ثيرانوس» Theranos، التي كانت شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا الحيوية في مدينة بالو ألتو بولاية كاليفورنيا. فقد جذبت الادعاءاتُ الجريئة للشركة حول إحداث ثورة في اختبارات الدم اهتمامَ الجمهور والمستثمرين، إلا أن إحجامها عن الاعترافِ بمواطن القصور التقنية أو مشاركة البيانات بشفافية قد أسفر عن واحدة من أكثر الفضائح شهرةً في مجالَي العلوم والتكنولوجيا، التي انتهت بإغلاق الشركة في عام 2018، وإدانة مُؤسِّستها إليزابيث هولمز بتهمة الاحتيال في عام 2022. أثارت هذه التداعياتُ تساؤلاتٍ لدى العلماء حول ما إذا كانت منافع الابتكارات العلمية الأخرى قد جرى تضخيمها والترويج لها على نحو مبالَغ فيه، ودعا كثيرون إلى تقديم أدلة أكثر صرامةً تخضع لمراجعة علمية دقيقة قبل تمويل مشروعاتٍ جديدة. ويوضح هذا التأثير المتتالي المخاطرَ التي ينطوي عليها سوءُ التواصل؛ إذ يمكن أن يقوِّض ثقة الجمهور في الإنجازات العلمية الحقيقية، محوِّلًا الحقائق إلى خرافاتٍ من نَسْج الخيال. إنَّ إغراء "التنازل عن المبادئ" موجودٌ في شتى أنحاء صناعة التواصل العلمي، حيث يمكن أن تطغى الرغبة في التميُّز وإظهار التفوق على المسؤولية في التواصل النزيه. قد يبدو تضخيم النتائج، أو انتقاء البيانات حسب الهوى، أو تقديم ادعاءاتٍ لم تدعمها الأدلة بعد، طريقًا سريعًا لتمويل الأبحاث أو الاعتراف بها. ولكن هذه الطرق المختصرة لها ثمن باهظ، وهو: تقويض الثقة، وازدياد الشكوك حول الأبحاث المستقبلية، وفي بعض الأحيان، الإضرار بسُمعة المجال العلمي برمته. الدروس المُستخلَصة من شركة «ثيرانوس» واضحة، وهي أن التدليس والسرّية يشكِّلان مزيجًا خطرًا. ولكن كيف يتسنى للعلماء تجنب الوقوع في هذه الفخاخ والتواصل العلمي بمسؤولية؟ إليكم بعض الاستراتيجيات للتواصل العلمي دون تجاوز الحدود والوقوع في شرك التحيز والمبالغة. وضع توقعاتٍ واقعية العلم مثيرٌ بطبيعته؛ فهو يفتح المجالَ أمام فرص جديدة ويقدم حلولًا للتحديات المُلحَّة. ولكن هذا الحماس يجب ألا يكون على حساب المصداقية. نادرًا ما تكون الأبحاث العلمية خاليةً من العيوب. والمبالغة في الترويج لها من خلال تضخيم تأثيرها أو التقليل من عيوبها يمكن أن تأتي بنتائج عكسية؛ ما يؤدي إلى خيبة أمل وشكوكٍ عند ظهور الصورة الكاملة. إحدى الطرق الممكنة لوضع توقعاتٍ واقعية أن تسأل نفسك: "إذا اجتُزئتْ هذه الجملة من سياقها وصيغت في عنوان، فهل ستظل تمثِّل البحث بدقة؟" يساعد هذا التمرين في تحديد العبارات الفضفاضة والمتفائلة على نحو مفرط، التي ينبغي الاستعاضة عنها بمفرداتٍ دقيقة من واقع السياق، مثل "بحث في مراحله الأولية" أو "نتائج ما قبل التجارب الإكلينيكية". ثمة نَهجٌ آخر يتمثل في التركيز على الرحلة العلمية وليس مجرد الانشغال بالنتيجة النهائية. فبدلًا من القول: "استنادًا إلى البيانات الإكلينيكية الأولية، يمكن لهذا العلاج أن يَشفي مرضى السرطان"، من الأفضل تسليط الضوء على الخطوة التالية: "تشير البيانات الإكلينيكية الأولية إلى أن هذا العلاج له القدرة على تحسين النتائج لمرضى السرطان. ولمزيدٍ من التحقق من هذا الأمر، بدأنا المرحلة الثانية من الدراسة لفهم تأثيرات هذا العلاج على نحو أفضل، ونتوقع معرفة النتائج الأولية بحلول نهاية العام المقبل". يُبرز هذا التصريح بوضوح التقدُّم المُحرَز، مع الاعتراف في الوقت نفسه بأنَّ البحث لا يزال مستمرًا. يضمن التواصل الواضح فهمَ الجمهور لطبيعة العلم التكرارية. فالبحث العلمي يتطوَّر باستمرار. ووضعُ توقعاتٍ واقعية من البداية يدعم نشأة ثقةٍ وحماس يدومان فترةً أطول من العناوين الرئيسية الأولى الرنانة. التعرُّف على احتياجات الجمهور إنَّ الرسالة التي تلقى صدًى لدى مجموعةٍ ما قد تعجز عن إحداث نفس الأثر لدى مجموعةٍ أخرى. ومن ثَمَّ، من الضروري البحث عن أسلوب التواصل الذي يتناسب مع الجمهور المُستهدَف. على سبيل المثال، عند التقدُّم بطلبٍ للحصول على منحة بحثية حول استجابة الخلايا الجذعية لإصابات الدماغ الرضحية (TBI)، لا بد من التركيز على الجدوى، والتأثير المحتمَل، والأهداف القابلة للقياس؛ لبيان الكيفية التي يمكن بها لهذا البحث سدُّ إحدى الفجوات في علاجات إصابات الدماغ الرضخية. أما عند عرض النتائج في مؤتمر علمي، فلا بد من تسليط الضوء على المنهجيات والتفاصيل التقنية التي تدعم النتائج المُقدَّمة. ناقِش، على سبيل المثال، تقنيات التصوير المُستخدَمة في تتبع اندماج الخلايا الجذعية والاستراتيجيات المُتبَعة في قياس استجاباتِ هذه الخلايا. أما عندما تُخاطِب عمومَ الناس، فلا بد من التركيز على أهمية بحثك للمجتمع وما يمكن أن يتوقعه الناس من نتائج. تجنَّب إغراقهم بالتفاصيل التقنية المُعقَّدة. وهذا قد يتطلب منك تبسيطَ رسالتك بحيث يسهل فهمُها على نطاقٍ أوسع، مثل: "يستكشف بحثي قدرة الدماغ على الاستشفاء الذاتي باستخدام خلاياه لإصلاح التلف الموجود". من خلال مواءمة رسالتك مع احتياجات الجمهور المُستهدَف، يمكنك تجنب سوء الفهم والتأكُّد من إيصال أهم المعلومات بوضوح. يساهم التواصل الواضح والموجَّه في بناء المصداقية؛ ما يخلق أساسًا للتفاعل المستمر على المدى الطويل. الشفافية في استخدام البيانات لبناء أواصر الثقة الشفافية ليست مجرد مسؤولية أخلاقية، بل هي أساسُ الثقة. فالناس يقدِّرون الصدق، خصوصًا عندما يتضمن الحديثَ عن التحديات والشكوك. البياناتُ جوهر العلم، ويجب استخدامها بعناية ووفرة لدعم الحجج. فقد يؤدي تسليط الضوء على النتائج الإيجابية وحدها إلى تقديم صورة غير دقيقة عن البحث؛ ما يدفع الجمهور إلى المبالغة في تقدير تأثيره. عوضًا عن ذلك، يجب تقديم رؤية متوازنة تستعرض البيانات المؤيِّدة والمُعارِضة على حَدٍّ سواء، مع التسليم بأي مواطن قصور موجودة. عند تحضير البيانات لعرضها، أسألُ نفسي غالبًا: "ما الفكرة الأساسية التي يجب أن يستوعبها الجمهور؟ وما السياق اللازم لفهمها فهمًا تامًّا؟" من ذلك مثلًا، إذا أظهرتْ دراسةٌ حول مرض «باركنسون» نتائجَ إيجابية لدى مجموعة فرعية صغيرة من المشاركين الذين يعانون تراجعًا طفيفًا في الوظائف المعرفية العصبية؛ ولكن النتائج جاءت متباينة في مجموعة الدراسة بأكملها، فيجب أن تعكس رسالتك هذا التباين. ركِّز على كيفية مساهمة هذه النتائج في الفهم العلمي للمرض. فبدلًا من التركيز على النتائج الإيجابية للمجموعة الفرعية وحدها، يقدم هذا النهج السياقَ اللازم لإبراز أهمية الدراسة بوصفها خطوةً مهمة إلى الأمام دون المبالغة في تأثيراتها المباشرة في مرضى «باركنسون». من شأن هذه الشفافية أن تبني أواصر الثقة مع جمهورك وتعزِّز تأثير البحث العلمي. تبسيط العلوم المُعقَّدة وتوضيحها مما يسهم في وصول رسالتك إلى الجمهور أن تضع في الحسبان تأثيرها العام على المجتمع مع مراعاة الآخر. فكِّر في كيفية تلقي جمهورك للمعلومات، خاصةً المرضى وعائلاتِهم، الذين قد يأملون في علاجٍ يغيِّر حياتهم. ولنا في العلاجات الجينية مثال على ذلك. فبالرغم مما تبشِّر به من نجاحات في علاج الأمراض النادرة، فإنها غالبًا ما تواجه تحدياتٍ في مراحلها الأولى، مثل المخاوف المتعلقة بالسلامة وقابلية التطبيق على نطاقٍ واسع. عند تناول هذه العلاجات بالنقاش، من المهم تحقيق توازنٍ بين استعراض إمكاناتها والاعتراف بالمخاطر المرتبطة بها بصدقٍ وشفافية. المراعاة هنا لا تقتصر على فهم كيفية تلقي الجمهور لرسالتك فحسب؛ بل تشمل أيضًا تبسيط التعقيدات العلمية بطريقةٍ مستساغة ومفهومة. يمكن أن يساعد استخدام لغةٍ سلسلة واضحة وخالية من المصطلحات المُعقَّدة، فضلًا عن التشبيهات المعبرة، في تبسيط كلٍّ من المفاهيم العلمية وراء العلاج المطروح والمخاطر المرتبطة به دون أن ينال ذلك من أهميته. على سبيل المثال، بيانُ أنَّ "العلاج الجيني بمثابة أداةٍ دقيقة لإصلاح جزءٍ معطوب من الحمض النووي، لكن حتى الأدوات الدقيقة يجب اختبارها لضمان الدقة والسلامة"، من شأنه أن يساعد الجمهور في استيعاب هذا المفهوم العلمي والمخاطر المرتبطة به. يمكنك من خلال التركيز على كيفية تلقي الجمهور لرسالتك أن تبني علاقة أساسُها الثقة، ما يفتح المجال أمام حوار أعمق وأجدى. عندما يشعر الناس بأنهم مسموعون ومقدَّرون، فإن التواصل العلمي يحقق مغزاه ومصداقيته. تعزيز البحث العلمي بالسرد الواضح والأخلاقي الإغراءُ بتضخيم نتائج الأبحاث العلمية والترويج المفرط لها قد يكون قويًّا، لا سيَّما في ظل المنافسة الشديدة على التمويل، والتغطية الإعلامية، ودعم الجمهور. يواجه العلماءُ ضغوطًا متزايدة لإضفاء هالة من التميُّز على أبحاثهم، إلا أن الطرق المختصرة في التواصل يمكن أن تعمل على تقويض الثقة وإضعاف مصداقية أفرادِ الباحثين والتواصل العلمي الأوسع نطاقًا. إنَّ السرد العلمي الأخلاقي ليس مجرد أداة للتواصل، بل هو التزامٌ بالصدق يعمل على بناء أواصر الثقة على المدى الطويل. ومن خلال وضع توقعاتٍ واقعية، ومواءمة الرسائل بما يتناسب مع الجماهير المختلفة، ومشاركة البيانات بشفافية، يتسنى للعلماء إيصال قيمة أبحاثهم دون التضحية بعنصر النزاهة. ومن ثَمَّ، فإنك لستَ مضطرًا إلى التنكر لمبادئك والتخلي عنها من أجل الترويج لعلمك وإيصال نتائجه. عندما يكون التواصل العلمي بمسؤوليةٍ، فإنه يخلق ثقافةً من الاحترام والفهم، تعود بالنفع على كلٍّ من العلماءِ والمجتمع الذي يخدمونه.

"الباراسيتامول".. تحدي قاتل يصل مدارس الجزائر والسلطات تحذر
"الباراسيتامول".. تحدي قاتل يصل مدارس الجزائر والسلطات تحذر

مصراوي

time١٥-٠٤-٢٠٢٥

  • صحة
  • مصراوي

"الباراسيتامول".. تحدي قاتل يصل مدارس الجزائر والسلطات تحذر

(وكالات) حذرت السلطات الجزائرية من انتشار تحد خطير بين الطلاب يُعرف باسم "تحدي الباراسيتامول"، يشجع المراهقين على تناول جرعات كبيرة من هذا الدواء لتصوير مقاطع على تطبيق "تيك توك". وبدأ التحدي في فرنسا وسويسرا وانتقل مؤخرًا إلى الجزائر، حيث سجلت وزارة التربية أول حالة إصابة خطيرة لتلميذ في محافظة المدية، استدعت نقله إلى المستشفى بشكل عاجل. وأصدرت وزارة التربية مذكرة عاجلة إلى المدارس تحذر من خطورة هذه الظاهرة، وطالبت بإطلاق حملات توعية للطلاب وأولياء الأمور، كما شددت على ضرورة الحد من الاستخدام غير المراقب للهواتف الذكية داخل المؤسسات التربوية. بدورها، دعت المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك إلى سحب الباراسيتامول من متناول المراهقين، وعدم بيعه للأطفال بدون وصفة طبية، محذرة من مخاطره الشديدة على صحة الكبد. وفي السياق ذاته، قالت الجمعية الوطنية للصيادلة الجزائريين إن الجرعات الزائدة من الباراسيتامول قد تسبب فشلًا كبديًا حادًا يمكن أن يؤدي إلى الوفاة خلال ساعات، مشيرة إلى أن هذا الدواء آمن فقط عند استخدامه ضمن الجرعات الموصى بها. ويُستخدم الباراسيتامول (الأسيتامينوفين) عادة لتخفيف الآلام وخفض الحمى، لكنه يصبح خطيرًا عند الإفراط في تناوله، بحسب ما تؤكده وكالة معاهد الصحة الوطنية الأمريكية التي أشارت إلى أن التسمم بالباراسيتامول هو أحد أبرز أسباب زراعة الكبد عالميًا، ويؤدي إلى نحو 500 وفاة سنويًا في الولايات المتحدة وحدها. وعلى مواقع التواصل، عبر كثيرون عن قلقهم من الظاهرة، حيث كتب أحد المعلقين أن "تناول الباراسيتامول بشكل مفرط قد يؤدي إلى عجز كلي في الكبد والكلى"، بينما نشرت إحدى الطبيبات تجربتها مع فتاة تناولت 42 قرصًا من الدواء، ووصلت إلى المستشفى بحالة صحية حرجة تبين بعدها أن كبدها قد أُتلف.

أخبار العالم : "سيموت الناس كما في التسعينات".. شبح الإيدز يطل مع خفض إدارة ترامب تمويل أبحاث فيروس نقص المناعة البشرية
أخبار العالم : "سيموت الناس كما في التسعينات".. شبح الإيدز يطل مع خفض إدارة ترامب تمويل أبحاث فيروس نقص المناعة البشرية

نافذة على العالم

time٢٦-٠٣-٢٠٢٥

  • صحة
  • نافذة على العالم

أخبار العالم : "سيموت الناس كما في التسعينات".. شبح الإيدز يطل مع خفض إدارة ترامب تمويل أبحاث فيروس نقص المناعة البشرية

الأربعاء 26 مارس 2025 12:30 مساءً نافذة على العالم - دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في نهاية الأسبوع الماضي، أفادت الدكتورة كولين كيلي أنها تلقت رسائل نصية كل 10 دقائق تقريبًا من زملاء تم إنهاء مِنحهم البحثية المتعلقة بفيروس نقص المناعة البشرية من قبل الحكومة الفيدرالية الأمريكية. وقالت كيلي وهي رئيسة جمعية طب فيروس نقص المناعة البشرية إن "هذا الأمر مجرد فوضى وجنون محض". أضافت أن معاهد الصحة الوطنية الأمريكية ألغت الأسبوع الماضي منحتين لمشاريع تتعلق بفيروس نقص المناعة البشرية كانت تعمل عليهما، بالإضافة إلى تمويل شبكة كبيرة من التجارب السريرية لفيروس نقص المناعة البشرية كانت تشارك فيها. بحسب قاعدة بيانات تابعة لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية تم تحديثها الأسبوع الماضي، فقد ألغت معاهد الصحة الوطنية الأمريكية تمويل العشرات من المنح البحثية المتعلقة بفيروس نقص المناعة البشرية، ما أدى إلى وقف الدراسات وتهديد رعاية المرضى في جميع أنحاء البلاد. وأشار العديد من الباحثين إلى أن هذه التخفيضات تقضي على الآمال في إنهاء فيروس نقص المناعة البشرية في الولايات المتحدة ومن حول العالم. من جانبه، كتب الدكتور بيري هالكيتيس، وهو عميد وأستاذ الصحة العامة والعدالة الصحية في جامعة روتجرز، في رسالة عبر الريد الإلكتروني إلى CNN أن "إنهاء العديد من المنح الفيدرالية للوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية وعلاجه هو أمر يدعو للقلق". ألغت معاهد الصحة الوطنية الأمريكية تمويل مشروع تابع لجامعة روتجرز كان يدرس الوصمة الاجتماعية والشيخوخة بين الرجال المصابين وغير المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية الذين يمارسون الجنس مع الرجال. وأضاف هالكيتيس:"لا يزال فيروس نقص المناعة البشرية يشكل تحديًا صحيًا عامًا كبيرًا في جميع أنحاء البلاد، لا سيما بالنسبة للأفراد من الأقليات الجنسية والجندرية والأشخاص من أصحاب البشرة الملونة". صرّحت معاهد الصحة الوطنية الأمريكية لـ CNN أن إلغاء هذه المنح جاء "وفقًا للمذكرة الرئاسية بشأن 'الشفافية الجذرية حول الإنفاق غير الضروري'". ينص هذا الأمر التنفيذي على أن الحكومة تنفق مبالغ طائلة على "برامج وعقود ومنح لا تعزز مصالح الشعب الأمريكي". منذ عام 1981، تسبب فيروس نقص المناعة البشرية في وفاة أكثر من 700 ألف شخص في الولايات المتحدة. بحسب الإحصاءات الفيدرالية، يعيش حاليًا أكثر من 1.2 مليون أمريكي يعانون من إصابتهم بالفيروس. بالإضافة إلى أن نحو 13% من المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية لا يعلمون بإصابتهم، ما يُعتبر من العوامل التي تساهم في استمرار انتشار الفيروس. وكان إنهاء مرض الإيدز في الولايات المتحدة بحلول عام 2030 يشكل أحد الأولويات التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في خطابه عن حالة الاتحاد لعام 2019، لكن، ألمحت الإدارة الثانية لترامب أنها ستجري تخفيضات كبيرة في المشاريع المتعلقة بفيروس نقص المناعة البشرية. ويخشى الخبراء أن تقوم إدارة ترامب بخفض ميزانية مكتب فيروس نقص المناعة البشرية التابع للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها. في السنة المالية 2023، بلغت الميزانية المخصصة للوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية والسيطرة عليه، بالإضافة إلى التهاب الكبد الفيروسي والسل والأمراض المعدية الأخرى، نحو 1.3 مليار دولار. ويذهب جزء كبير من هذا التمويل إلى منظمات خارجية، مثل إدارات الصحة على مستوى الولايات والمجتمعات المحلية، والمنظمات المجتمعية، بينما يُخصص نحو ربع الميزانية لمراكز مكافحة الأمراض لدعم المختبرات والاستجابات لتفشي الأمراض والتكاليف الأخرى. يأتي خفض تمويل الأبحاث جنبًا إلى جنب مع تخفيضات أخرى في ميزانية الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، والتمويل الداعم للأبحاث، وإدارة وباء فيروس نقص المناعة البشرية في الخارج. وقد حذرت هيئة الأمم المتحدة من حدوث "ارتفاع" في عدد الوفيات والإصابات الجديدة بفيروس الإيدز في حال غياب التمويل الأمريكي. من جهتها، قالت ويني بيانييما، وهي المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة المشترك لفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز: "(سنشهد) عودة المرض، وسنشهد وفاة الناس بالطريقة التي شهدناها في التسعينيات وأوائل الألفية"، متوقعًة "زيادة بمقدار عشرة أضعاف" عن عدد الوفيات المرتبطة بالإيدز المسجلة عالميًا في عام 2023، والتي بلغت 600 ألف حالة وفاة. قد يهمك أيضاً من جانبه، أشار الدكتور أنيرودا هازرا، إلى إن إلغاء منح أبحاثه، التي تركّز على علاج فيروس نقص المناعة البشرية والوقاية منه بين الفئات المهمشة، يُصعّب التخطيط لكيفية المضي قدمًا في العمل. وقال هازارا، وهو أستاذ مشارك في الطب بجامعة شيكاغو ومدير خدمات الأمراض المنقولة جنسياً في مركز شيكاغو للقضاء على فيروس نقص المناعة البشرية: "أعتقد أن الكثير منا ينتظر توجيهات من مؤسساتنا بشأن ما يعنيه هذا لكل من الباحثين، والموظفين". وأضاف أن بعض المؤسسات قد تُقدّم تمويلًا مؤقتًا لبعض الباحثين، لكن هذا ليس مستدامًا. ولفت هازرا إلى أن الأمر المحبط بشكل خاص هو أنه والعديد من الباحثين الآخرين يشعرون بأن البلاد على وشك القضاء على وباء فيروس نقص المناعة البشرية. وأضاف هازرا: "من المُحير أن نصل إلى هذا الحد ثم نبدأ في التراجع عن عقود من التقدم، لكن هذا بالضبط ما سيحدث". وأشار الباحثون إلى أن قطع التمويل سيضر بالمرضى أيضًا. وقال هازرا: "سيموت الناس بناءً على هذه القرارات التي تم اتخاذها خلال الأسابيع القليلة الماضية، ولا أقول ذلك من باب الدراما، بل أقول ذلك بواقعية. هذا سيؤدي إلى خسارة أرواح أمريكية، ولا أعلم ما إذا كان عامة الناس يدركون ذلك بالكامل، على الأقل ليس بعد". وأضاف: "هذا يشعرني وكأنه إبادة جماعية قيد التشكيل، ولا أبالغ بقول ذلك". من جهتها، ذكرت الأكاديمية الأمريكية لطب فيروس نقص المناعة البشرية أن خفض التمويل لمنح أبحاث الفيروس تعني "أننا سنشهد خسارة لا حصر لها في الأرواح ودمارًا واسعًا بسبب عدم الوصول إلى الاكتشافات المنقذة للحياة، والتي هي نتيجة مباشرة للابتكار المستمر وجهود البحث في مجال فيروس نقص المناعة البشرية"، وفقًا لما كتبه بروس باكيت، وهو المدير التنفيذي للمجموعة، في رسالة عبر البريد الإلكتروني. وأشار باكيت إلى أنه على مدار سنوات، كان معدل فيروس نقص المناعة البشرية يتناقص بثبات، ويعود ذلك إلى حد كبير لنجاح الأبحاث الممولة بشكل مناسب، مضيفًا: "هذا الخفض الهائل في أبحاث فيروس نقص المناعة البشرية يعيدنا فعليًا إلى الوراء في استجابتنا الوطنية لوباء الفيروس والصحة الجنسية بشكل أوسع، مع احتمال كبير لارتفاع حالات الإصابة الجديدة بفيروس نقص المناعة البشرية والأمراض المنقولة جنسيًا الأخرى، سواء على المديين القريب أو البعيد".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store