٠٥-٠٦-٢٠٢٥
'وانشق القمر'.. رواية عن أصوات السرد وتيار الوعي
عمان – الزمان
صدر عن وزارة الثقافة ودار 'الآن ناشرون وموزعون' في عمّان رواية 'وانشقّ القمر' للكاتبة الأردنية سمر الزعبي.
تتنوّع الرواية التي تقع في 460 صفحة من القطع المتوسط بين أصوات السرد، منتقلة من تيار الوعي نحو تعدد الأصوات، كما ترى الناقدة وداد أبو شنب في قراءتها للرواية تحت عنوان 'منطق الرؤى السردية وسحر الوصف في 'وانشق القمر' لسمر الزعبي'. أبو شنب تذهب إلى أن الرواية تحمل أنفاسًا رومانسية شفيفةً تغلفها الكاتبة بإطار اجتماعي يلقي الضوء على حيوات عدد من النساء والرجال ويرصد مصائرهن ومصائرهم وسط عناوين عديدة: الفقر، الحب، العرف، البيئة الشعبية، المكان، الذاكرة، الاستنساخ، التفكك الأسري وعناوين أخرى كثيرة.
يقول الناشر حول الرواية: 'على مدى 460 صفحة، تنسج الرواية بلغة عالية الشاعرية، وبدقّة عالية، ومع أحداث احتلّت حيِّزًا زمكانيًّا واسعًا ومتنوِّعًا، أحداثها وعوالمها، مستخدمة تقنيات محترفة خصوصًا على صعيد الوصف الواضح والمهيمن على الرواية كلّها. كما أنَّ لتقنية لعبة السّرد والساردين نصيبَ الأسد أيضًا، لا سيما أنّ الرواية تنتمي إلى الرواية الجديدة -الحديثة- حيث الأبطال المشترَكون وحيث تيارُ الوعي وتعدُّدُ الأصوات. كما جعلت الروائية من استراتيجية 'الماتريوشكا' مادة دسمة للقارئ الذي يحبّ الاستزادة من القصص والأحداث، فكانت ترسلُ قصصًا مؤطَّرة بين ثنايا الرواية. ولا يفوتنا ذكر أنّ الروائية طرحت عدّة قضايا اجتماعية نحو الفقر والصراع الطبقي والشرف والعرف والأخلاق والخيانة والعجز'.
من جهتها، تقول وداد أبو شنب في قراءتها للرواية: 'تنتقل الروائية بين تقنيّات السَّرد بسلاسة، وتحوِّل الرؤى السردية من رؤية إلى أخرى، فتارة تكون رهف، على سبيل المثال، ساردةً من الدرجة الأولى مستخدمةً الرؤيةَ المصاحبةَ حيث الضمير أنا، وتارة أخرى تتحوّل إلى استخدام الرؤية من الخلف وهي، في غالب الأحيان، حالة الراوي العليم. ومن أهم التقنيات الصراع بين الروائية 'سمر' والشخصية الرئيسية رهف حيث كانت تظهر بين الفينة والأخرى باستعمال صوت مغاير للأصوات الأخرى، وكانت تتمثل على الورق بخط غليظ مائل، تناقش الساردة من الدرجة الثانية رهف، وتهدِّدُها بحذف مقاطعَ أو إضافة أخرى، فتجادلها رهف بأنّها صاحبة القصة وهي المخوّلة بالتغييرات التي يجب إحداثها. وتختم الساردتان الرواية بمشهد صادم اتحدتا فيه، وكانت رهف تدير الدفّة بإحكام مظهرةً معلوماتٍ لم تكن سمر تعرفها، هكذا تسرّبت إدارة السّرد من 'سمر' إلى رهف التي نجحت في هذا الانقلاب السردي، وأعطت الكاميرا في الفصل الأخير لـ'سمر' كي تسجِّل النهاية غير المتوقّعة التي تنسحب فيها 'سمر' بكل إرادة مع إخبار رهف أنها تستطيع بجرّة قلم أن تنسف الرواية كلَّها'.
صدر للكاتبة سمر الزعبي الحاصلة على درجة البكالوريوس في الصحافة والإعلام من جامعة اليرموك (فرعي اللغة العربية وآدابها)، ثلاث مجموعات قصصية: 'تنازلات'، 'شيء عابر' و'ب ت ر'، إضافة إلى رواية للفتيان: 'عودة رصاصي'، ولها محاولة في شعر الهايكو حملت عنوان 'كريستال'. وهي ابنة السلط حاصلة على عدة جوائز، وعضوة رابطة الكتاب الأردنيين.