أحدث الأخبار مع #موخيكا


المغرب اليوم
منذ 16 ساعات
- سياسة
- المغرب اليوم
موخيكا : من يعشق المال لا مكان له في السياسة…
…الرحمة لأفقر رئيس في العالم… ليس لأنه يساري الفكر والممارسة، وليس لأنه قدم أنموذجا غير مسبوق في الرئاسة، بل لأنه مختلف في كل شيء ولا يشبه غيره، فأنا (بكل تواضع) معجب به إلى حد التقديس. توفي خوسيه 'بيبي' موخيكا، رئيس الأوروغواي السابق الثلاثاء الماضي، بعد صراع مع سرطان المريء. واشتهر موخيكا بأسلوب حياته الزاهد، ولقب بـ'أفقر رئيس في العالم'. رئيس دولة الأوروغواي خوسيه موخيكا اليساري العتيق قدم أنموذجًا غير مألوف في زماننا، حتى شبهه بعضهم بالخليفة الإسلامي العادل عمر بن عبد العزيز . موخيكا تصدر لائحة أفقر حكام العالم، فهو يحصل على راتب شهري قدره 12 ألفا و500 دولار أمريكي، لكنه يقدم للأعمال الاجتماعية 90% من هذا الراتب ويحتفظ فقط بـ 1250 دولار شهريا، ويملك منزلا متواضعا للغاية وسيارة فولكسفاغن لا تتعدى قيمتها ألفي دولار. للعلم ومع توحش الرآسمالية العالمية عرض على الرئيس موخيكا الذي ظل يقود سيارته الفولكس الزرقاء 1987 التي رفض بيعها، حتى بعد أن عرضوا عليه مليون دولار. لم يفكر موخيكا بالتقشف لدعم الموازنة على طريقتنا، ولم يقرر أن يحول لمبات الإنارة في المؤسسات إلى لمبات توفير، في خطوة تدل على توفير شكلي لا حقيقي. لم يذهب إلى مجلس النواب كي يتغطى شعبيا بقرارات رفع الأسعار، ولم يستقوِ على ما تبقى من قوت الناس. لم يرفع أسعار مواد النفط ولا الكهرباء ولا الخبز، بل أخذ الفقراء الى بيته، ولم يهدد شعبه إن لم يصل الدعم فسنضطّر إلى موجة جديدة من رفع الأسعار. في بداية الأزمة السورية أعلنت المفوضية العليا للاجئين أن خوسيكا قرر استضافة 100 طفل يتيم من سورية في بيته الصيفي يرافق كل طفل شخص بالغ من ذويه. من أقواله البليغة عن عالم اليوم 'نحن في عصر لا يمكن لنا أن نعيش فيه من دون رضوخ لمنطق السوق. السياسة المعاصرة برمتها هي البراغماتية قصيرة الأمد.. وكل ما تبقى هو أن ننفذ بصورة آلية ما يمليه علينا السوق. تطوير الحضارة هو الشيء الوحيد الذي يمكن أن يقمع ويسيطر على الوحش المفترس الكامن في دواخلنا. أُحب البشر لذلك لا يمكنني أن أرضى بالمسار الذي تتبعه هذه الحضارة. يبدو أننا نسير نحو كارثة.. نبحر على متن سفينة في هذا الكون. ونحن مسؤولون عن هذه السفينة لكننا ندمرها من كل جوانبها… يجب أن لا نعود إلى الكهف، بل أن نعتني بمواردنا ونصنع عالما أقل أنانية يمكن أن نعيش فيه. يدين العالم اليوم بدين المِلْكية والاستحواذ الذي يوضع في مرتبة أهم من قيمة الحياة ذاتها. الحياة أعجوبة وهي رصيدنا الأثمن'. وتبقى أعمق جملة قالها موخيكا : ' إن من يعشق المال لا مكان له في السياسة..'.


العرب اليوم
منذ 18 ساعات
- سياسة
- العرب اليوم
موخيكا : من يعشق المال لا مكان له في السياسة…
…الرحمة لأفقر رئيس في العالم… ليس لأنه يساري الفكر والممارسة، وليس لأنه قدم أنموذجا غير مسبوق في الرئاسة، بل لأنه مختلف في كل شيء ولا يشبه غيره، فأنا (بكل تواضع) معجب به إلى حد التقديس. توفي خوسيه 'بيبي' موخيكا، رئيس الأوروغواي السابق الثلاثاء الماضي، بعد صراع مع سرطان المريء. واشتهر موخيكا بأسلوب حياته الزاهد، ولقب بـ'أفقر رئيس في العالم'. رئيس دولة الأوروغواي خوسيه موخيكا اليساري العتيق قدم أنموذجًا غير مألوف في زماننا، حتى شبهه بعضهم بالخليفة الإسلامي العادل عمر بن عبد العزيز . موخيكا تصدر لائحة أفقر حكام العالم، فهو يحصل على راتب شهري قدره 12 ألفا و500 دولار أمريكي، لكنه يقدم للأعمال الاجتماعية 90% من هذا الراتب ويحتفظ فقط بـ 1250 دولار شهريا، ويملك منزلا متواضعا للغاية وسيارة فولكسفاغن لا تتعدى قيمتها ألفي دولار. للعلم ومع توحش الرآسمالية العالمية عرض على الرئيس موخيكا الذي ظل يقود سيارته الفولكس الزرقاء 1987 التي رفض بيعها، حتى بعد أن عرضوا عليه مليون دولار. لم يفكر موخيكا بالتقشف لدعم الموازنة على طريقتنا، ولم يقرر أن يحول لمبات الإنارة في المؤسسات إلى لمبات توفير، في خطوة تدل على توفير شكلي لا حقيقي. لم يذهب إلى مجلس النواب كي يتغطى شعبيا بقرارات رفع الأسعار، ولم يستقوِ على ما تبقى من قوت الناس. لم يرفع أسعار مواد النفط ولا الكهرباء ولا الخبز، بل أخذ الفقراء الى بيته، ولم يهدد شعبه إن لم يصل الدعم فسنضطّر إلى موجة جديدة من رفع الأسعار. في بداية الأزمة السورية أعلنت المفوضية العليا للاجئين أن خوسيكا قرر استضافة 100 طفل يتيم من سورية في بيته الصيفي يرافق كل طفل شخص بالغ من ذويه. من أقواله البليغة عن عالم اليوم 'نحن في عصر لا يمكن لنا أن نعيش فيه من دون رضوخ لمنطق السوق. السياسة المعاصرة برمتها هي البراغماتية قصيرة الأمد.. وكل ما تبقى هو أن ننفذ بصورة آلية ما يمليه علينا السوق. تطوير الحضارة هو الشيء الوحيد الذي يمكن أن يقمع ويسيطر على الوحش المفترس الكامن في دواخلنا. أُحب البشر لذلك لا يمكنني أن أرضى بالمسار الذي تتبعه هذه الحضارة. يبدو أننا نسير نحو كارثة.. نبحر على متن سفينة في هذا الكون. ونحن مسؤولون عن هذه السفينة لكننا ندمرها من كل جوانبها… يجب أن لا نعود إلى الكهف، بل أن نعتني بمواردنا ونصنع عالما أقل أنانية يمكن أن نعيش فيه. يدين العالم اليوم بدين المِلْكية والاستحواذ الذي يوضع في مرتبة أهم من قيمة الحياة ذاتها. الحياة أعجوبة وهي رصيدنا الأثمن'. وتبقى أعمق جملة قالها موخيكا : ' إن من يعشق المال لا مكان له في السياسة..'.


مصراوي
منذ 3 أيام
- سياسة
- مصراوي
أصيب بالسرطان وتبرع براتبه للأعمال الخيرية.. صور ومعلومات عن أفقر رئيس في العالم بعد وفاته
كتبت- شيماء مرسي توفي الرئيس الأوروغواياني السابق خوسيه موخيكا، الذي يطلق عليه لقب "أفقر رئيس في العالم" بسبب أسلوب حياته المتواضع عن عمر ناهز 89 عاما. وتوفي الرجل المعروف بتواضعه وسياساته التقدمية بعد صراع مع مرض السرطان، بحسب ما ذكر موقع "ndtv". وعلق رئيس أوروغواي الحالي ياماندو أورسي وفاة موخيكا في تغريدة عبر حسابه الرسمي بموقع إكس تويتر سابقا: "ببالغ الحزن والأسى، ننعي وفاة رفيقنا بيبي موخيكا.. الرئيس والناشط والقائد والمرشد، سنفتقدك كثيرا أيها الرجل العجوز العزيز.. شكرا لك على كل ما قدمته لنا وعلى حبك العميق لشعبك". وكشف موخيكا عام ٢٠٢٤ عن إصابته بسرطان المريء، الذي انتشر فيما بعد إلى الكبد. وبعد أن قرر التوقف عن العلاج، أمضى أيامه الأخيرة في مزرعته التي كانت مقر إقامته طوال فترة رئاسته. مقاتل حرب العصابات أصبح رئيسا أصبح شخصية بارزة في حركة توباماروس، وهي جماعة يسارية حرب عصابات شنت تمردا مسلحا في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي. وخلال فترة الديكتاتورية العسكرية في أوروغواي، ألقي القبض عليه وقضى 15 عاما في السجن معظمها في الحبس الانفرادي. وفي مقابلة أجريت معه عام 2020، وصف موخيكا الظروف القاسية التي تحملها قائلا: "تم تقييدي بالأسلاك ويدي خلف ظهري لمدة ستة أشهر وعانيت عامين كاملين دون أن يسمح لي بالذهاب إلى الحمام". وأطلق سراحه بعد استعادة الديمقراطية عام ١٩٨٥، وشارك لاحقا في تأسيس حركة المشاركة الشعبية التي فاز من خلالها بمقاعد في المجلس التشريعي. وأصبح رئيسا لأوروغواي عام ٢٠١٠ بعد حصوله على أكثر من ٥٠٪ من الأصوات. زعيم متواضع ذو إصلاحات كبيرة وخلال فترة ولايته الرئاسية (2010-2015)، شهدت أوروغواي تحت قيادة موخيكا نموا اقتصاديا ملحوظا، كما شهدت تنفيذ بعض من أكثر الإصلاحات تقدمية في أمريكا اللاتينية. وخلال فترة حكمه أصبحت أوروغواي تحت قيادة موخيكا أول دولة في العالم تشرع استخدام القنب لأغراض ترفيهية، بالإضافة إلى تقنين الإجهاض وزواج المثليين. ولكن شهرة موخيكا تعدت حدود السياسة بكثير، فقد تحول إلى أيقونة عالمية تجسد البساطة والنزاهة. وعرف برفضه الإقامة في القصر الرئاسي، مفضلا البقاء في مزرعته المتواضعة مع زوجته، حيث كان يزرع الخضروات ويتبرع بمعظم دخله للأعمال الخيرية. ورفض وصفه بـ"أفقر رئيس في العالم"، قائلا: "أنا لست رئيسا فقيرا.. الفقير هو من يحتاج إلى الكثير أنا رئيس رزين". وأضاف: "لا أحتاج إلى الكثير لأعيش، لأنني أعيش بالطريقة التي عشتها قبل أن أصبح رئيسا بوقت طويل". الأيام الأخيرة في حياته وفي أبريل من عام ٢٠٢٤، أعلن موخيكا عن تشخيص إصابته بالسرطان، وبحلول مطلع عام ٢٠٢٥، كان المرض قد اشتد عليه، حيث صرح لوكالة الأنباء المحلية بوسكيدا قائلا: "يا أخي، أنا محكوم علي بالموت هذه هي الحقيقة. ورفض الاستمرار في العلاج، مفضلا قضاء ما تبقى من أيامه بسلام. اقرأ أيضا: تحميك من الإصابة بمرض الكبد الدهني.. أفضل 5 زيوت للطبخ


عكاظ
منذ 5 أيام
- سياسة
- عكاظ
خادم الحرمين وولي العهد يعزيان رئيس الأوروغواي الشرقية في وفاة الرئيس الأسبق
تابعوا عكاظ على بعث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، برقية عزاء ومواساة، لرئيس جمهورية الأوروغواي الشرقية الرئيس ياماندو أورسي، في وفاة رئيس الجمهورية الأسبق خوسيه موخيكا كوردنو. وقال الملك سلمان: «تلقينا نبأ وفاة رئيس جمهورية الأوروغواي الشرقية الأسبق خوسيه موخيكا كوردنو، ونعرب لفخامتكم ولأسرة الفقيد ولشعبكم الصديق عن أحر التعازي، وأصدق المواساة، متمنين ألا تروا أي سوء أو مكروه». أخبار ذات صلة كما بعث ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، برقية عزاء ومواساة لرئيس جمهورية الأوروغواي الشرقية الرئيس ياماندو أورسي، في وفاة رئيس الجمهورية الأسبق خوسيه موخيكا كوردنو. وقال ولي العهد: «تلقيت نبأ وفاة رئيس جمهورية الأوروغواي الشرقية الأسبق خوسيه موخيكا كوردنو، وأعرب لفخامتكم ولأسرة الفقيد كافة عن بالغ التعازي، وصادق المواساة، متمنياً لكم دوام الصحة والسلامة، وألا تروا أي سوء».

المدن
منذ 5 أيام
- سياسة
- المدن
خوزيه موخيكا...في وداع دون كيخوته العصر الحديث
يحسب المرء أن رئيس الأوروغواي سابقًا، خوزيه موخيكا، الذي رحل أخيرًا، آت من عالم المثل واليوتوبيا وليس من الواقع والحياة، وهو نقيض الشخصيات الديكتاتورية المتعفنة التي برع روائيو أميركا اللاتينية في توصيفها، سواء ماركيز أو فارغاس يوسا. وموخيكا نقيض العالم السياسي السائد والمستهلك. هو ليس الرئيس الأفقر في العالم على ما يذهب الإعلام، بل الأكثر تنسكًا وزهدًا، لا يضع المال موضع اهتمام، ولا القصور الفارهة، ولا السيارات الفخمة، ولم يلتصق بالكرسي إلى الأبد. صار تواضعه ميديا حياته فيما باتت السلطة في العالم مقرونة بجشع المال والإعلام... "بيبي Pepe" كما يٌلقب، شغل منصب الرئاسة بين 2010 و2015، وكانت له فلسفته الخاصة وأسلوب حياته البسيط المتواضع، إذ رفض الإقامة في القصر الرئاسي، وعاش في مزرعته الخاصة قرب العاصمة مونتفيدو طوال فترة حكمه يركب على جرار. قاد سيارة فولكسفاغن قديمة "بيتل" موديل 1987 ذات لون أزرق فاتح. لم يكن يحب الرسميات، إذ لم يرتد ربطة عنق في فترة رئاسته، فريق حملته الانتخابية للعام 2009، جعله يكف عن ارتداء السترات الممزقة. وقد ساهم التقدّم في السن في جعل ملامحه أكثر حدة حول العينين وأكثر امتلاءً عند الجانبين. كان شعره الرمادي الكثيف مسرّحاً بترتيب – وهي عادة أخرى اكتسبها حين ترشح للرئاسة. ربما يكون موخيكا نموذجًا نادراً في الكون، فالرجل الماركسي ومزارع زهور، قال في تصريحات صحافية إن الفقر لا يتعلق بالمال، بل "هو شكل من أشكال العبودية الحديثة". وأضاف: "أنا غني لأنني لا أحتاج الكثير. اخترت حياة بسيطة لأنني أؤمن بأن السعادة لا تُشترى". كان ينتقد النزعة الاستهلاكية ويدعو إلى البساطة، ويرى أن السعادة الحقيقية في عدم امتلاك الأشياء. هو النقيض التام لعالم الملياردير الترامبي الإكسي، إيلون ماسك، وأخوته مارك الفايسبوكي وبيل غيتس المايكروسوفتي الذي وعد أخيرًا بأنه سيتبرع بثروته للفقراء. موخيكا الماركسي الثوري، يسميه البعض غاندي، والبعض الآخر نيلسون مانديلا أميركا اللاتينية، مستذكرين السنوات الـ13 التي أمضاها في السجن. فيما يرى آخرون فيه ليبرالياً اجتماعياً رائداً، حوّل بلاده إلى واحدة من أكثر الديموقراطيات ازدهارًا وانفتاحًا اجتماعيًا في أميركا اللاتينية. طرح تشريع القنب الهندي الأكثر ابتكاراً في العالم، فضلاً عن زواج المثليين وإباحة الاجهاض. ولد Pepe في 20 أيار 1935 في حي باسو دي لا أرينا، بضواحي مونتيفيديو عاصمة الأوروغواي. نشأ في كنف أسرة متواضعة، إذ كانت والدته لوسي كوردانو تعمل في مجال البستنة، بينما كان والده ديميتريو موخيكا مربي ماشية. كان في فترة مراهقته مولعًا بركوب الدراجات، إذ مثل العديد من النوادي الرياضية في سباقات محلية، وبقي يحتفظ بدراجته لعقود. انضم في شبابه إلى الحزب الوطني، وسافر إلى الاتحاد السوفياتي والصين ممثلًا لشباب الحزب، والتقى أعضاء الحكومة السوفياتية التي كان يرأسها آنذاك نيكيتا خروتشوف، والتقى أيضًا الزعيم الصيني ماو تسي تونغ، ووصف تلك الرحلة بالـ"ملحمية". بعدما خاب أمله في الحزب الوطني، انضم إلى جماعة "إصلاح الجامعة"، التي تبنت أفكاراً تركز على احترام الحرية. وفي العام 1964، انضم إلى جماعة "توباماروس" المعروفة أيضاً باسم "حركة التحرير الوطني"، وهي حركة ثورية يسارية غيفارية مسلحة تشكلت العام 1963 مستلهمة انتصارات الثورة الكوبية العام 1959، وكانت الأوروغواي في تلك الفترة تعيش أزمة اقتصادية وركودًا انتخابيًا لليسار. كانت الحركة تسرق البنوك والمؤسسات والشركات، ثم توزع الطعام والأموال المسروقة على الفقراء، بعد عملية سرقة في كازينو سان رفايل في بونتا ديل ايستي، وهي بلدة سياحية فخمة، أعادت العصابة صندوق إكراميات الموظفين. وقد وصفت مجلة "تايم" هؤلاء المقاتلين بـ"مقاتلين على طريقة روبن هود". بيد أنّ الأشخاص الذين يحملون أسلحة ينتهون باستعمالها. وبذلك قضى ستة في الهجوم على بلدة باندو. وفي آذار 1970، تعرّف شرطي في إحدى الحانات على موخيكا. فسحب "ال پيپي" مسدسه فجُرِح شرطيان وأصيب موخيكا بست طلقات نارية، فأُرسل إلى سجن بونتا كاريتاس – الذي سيتحول لاحقاً إلى مركز تجاري جذاب يطل على نهر پلاتا من أقصى جنوب مونتيفيديو. هرب منه موخيكا مرتين، إحداهما في أيلول 1971 مع العشرات من سجن بونتا كاريتاس في مونتيفيديو عبر نفق طويل حُفر على مدى أشهر. أعيد اعتقاله العام 1972 من دون محاكمة أو أي اتهام رسمي، وكان ضمن "الرهائن التسعة" الذين احتجزهم النظام العسكري وهدد بإعدامهم في حال أقدمت حركة توباماروس على أي هجوم مسلح أو أعمال عنف. تعرض للتعذيب في فترة سجنه وقضى سبع سنوات في الحبس الانفرادي. روى لاحقًا أنه كان يمشي ذهابًا وإيابًا في الزنزانة، وكان يتذكر كل ما قرأه في طفولته، وكان يتحدّث مع نفسه وأحيانًا يتحدث مع النمل الذي كان يشاركه الغرفة حتى لا يفقد عقله. وكان أعظم انتصاراته عندما سمح له السجانون بالاحتفاظ بالمبولة التي أحضرتها له والدته في زنزانته، وعندما خرج من السجن أخذها وحولها إلى مزهرية. في 15 مارس/آذار 1985، بعد أسبوعين من تولي خوليو ماريا سانغوينيتي منصبه وإعادة تشكيل حكومة ديموقراطية في البلاد، أطلق سراح موخيكا وباقي السجناء السياسيين بموجب عفو عام. وبعد عودة الديموقراطية إلى الأوروغواي، انضمت حركة توباماروس إلى التحالف اليساري المعروف باسم الجبهة العريضة، وأعادت تنظيم نفسها على هيئة حزب سياسي قانوني تحت اسم حركة المشاركة الشعبية، استعداداً لانتخابات 1989. تولى موخيكا مناصب سياسة عديدة، منها الرئاسة في 1 مارس/آذار 2010، وشهد اقتصاد البلاد في فترة رئاسته ازدهارًا ملحوظًا، إذ سجل نموًا ثابتًا ونصيبًا جيدًا للفرد من الناتج المحلي الإجمالي مع الحفاظ على معدلات بطالة منخفضة. عندما زاره الملك الإسباني السابق خوان كارلوس، العام 2015، في مزرعته يومًا واحدا بعد مغادرته منصبه، خاطبه ممازحاً: "يقولون إنني رئيس فقير، الفقراء هم من يحتاجون الكثير، تعلمتُ أن أعيش متخففًا من الأمتعة. لا يمكنك ذلك، لأنك لسوء حظك ملك". كتب الصحافي الإسباني جيلز تريملت، في "الغارديان" البريطانية: "غالباً ما أتى أفراد عصبة التوپاماروس السابقين الذين التقيتهم، على ذكر دون كيخوته. وقد أخبرني موخيكا أنّ تشي غيفارا جسّد روح الفارس المتجول المجنون والمهووس بالشرف الذي ابتدعه ثرفانتس. حتى أنّ أحد الكتّاب الشبان ألمح إلى أنّه جرى الترويج للرئيس عن عمد بصفته دون كيخوته العصر الحديث. ولا شك في أنّ رفضه المساومة على الشرف الشخصي – الذي يتجسد في أسلوب حياته البسيط في المزرعة – يتطابق تماماً مع هذه الرواية. ومع أحلامهم المثالية وحبهم السابق للعنف "العادل" إنما غير المجدي في نهاية المطاف، يعرف التوپاماروس كل شيء عن محاربة الأعداء الوهميين. لكنّ عزم موخيكا على الاستمرار في التجارب شهد على تطابق المثالية مع البراغماتية. وحيث أنّ التقشف هو داخل منزل الرئيس، وليس خارجه، تبدو الاتهامات بالخيانة مجرد اتهامات جوفاء لا أكثر". غادر موخيكا منصبه العام 2015 بعد انتهاء فترته الرئاسية، وكان تزوج من لوسيا توبولانسكي، زميلته في جماعة "توباماروس" اليسارية المسلحة، وقد التقيا في عملية سرية حين كان في السابعة والثلاثين من عمره، وكانت هي في السابعة والعشرين. وبعدما فرقتهما السجون التقيا مجدداً العام 1985 ثم تزوجا في 2005.