logo
#

أحدث الأخبار مع #نورنيوز،

ترامب إلى المنطقة.. هل تُحقّق الجولة النووية الرابعة خرقاً؟محمد صالح صدقيان
ترامب إلى المنطقة.. هل تُحقّق الجولة النووية الرابعة خرقاً؟محمد صالح صدقيان

ساحة التحرير

time٠٧-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • ساحة التحرير

ترامب إلى المنطقة.. هل تُحقّق الجولة النووية الرابعة خرقاً؟محمد صالح صدقيان

ترامب إلى المنطقة.. هل تُحقّق الجولة النووية الرابعة خرقاً؟ محمد صالح صدقيان تنعقد الجولة الرابعة من المفاوضات الأمريكية الإيرانية في العاصمة العُمانية مسقط يوم الأحد المقبل، حسب موقع 'نور نيوز' المقرب من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، بعدما كان مفترضا أن تلتئم السبت الفائت استناداً إلى موعد الوسيط العُماني الذي عاد وأبلغ طهران بالتأجيل لضرورات لوجستية من دون أن يُعطي تفاصيل أكثر. وبطبيعة الحال، انسحب هذا التأجيل على اجتماع الترويكا الأوروبية التي كانت قرّرت قبول الدعوة الإيرانية لاجتماع يُعقد يوم الجمعة الماضي، أي قبل 24 ساعة من الجولة الرابعة لكن الاجتماع علی أهميته تأجل أيضاً في ضوء تأجيل الجولة الرابعة في الأسبوع الماضي. الوسيط العُماني قال إن الأسباب 'لوجستية'. الجانب الإيراني ندّد بوجبتين من العقوبات الأمريكية ضد شركات إيرانية وأخری متعاونة مع إيران لتصدير النفط الإيراني، وهي العقوبات الأولى من نوعها منذ بدء المفاوضات في 19 نيسان/أبريل الفائت، وهذا ما أزعج طهران. وقال موقع 'نور نيوز'، تعليقاً على العقوبات والتهديدات الأمريكية المتزامنة: لعل السؤال الأساس هل تتماشى مثل هذه التصريحات والإجراءات مع مبادئ التفاوض الأساسية والاحترام المتبادل؟ وهل يُمكن أن تقود إلى اتفاق متوازن مع طرف لا يسعى إلا لزيادة الضغط وانتزاع المكاسب؟ ويُضيف محذراً من أن استمرار هذا النهج العدائي من قبل المسؤولين الأمريكيين 'لا يُسهم في حلحلة أزمات المنطقة، بل يدفع المفاوضات نحو طريق مسدود'. أما الجانب الأمريكي فقد قال إنه لم يعطِ موافقته علی موعد الثالث من أيار/مايو لعقد الجولة الرابعة من المفاوضات؛ لكن مصادر متابعة أشارت إلى أن التأجيل 'جاء بطلب من واشنطن لأسباب متعددة بينها التغييرات التي شهدتها الإدارة الأمريكية مؤخراً ولا سيما قرار اقالة مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز وتعيين وزير الخارجية ماركو روبيو مستشاراً للأمن القومي بالوكالة، إضافة إلیٍ ذلك أن الإدارة الجمهورية تُريد ممارسة المزيد من الضغط علی المفاوض الإيراني لأن العديد من المصادر تحدثت عن أهمية جولة المفاوضات الرابعة في ضوء ما تمت مناقشته من مواضيع حتى الآن تتعلق بطبيعة البرنامج النووي الإيراني. وإذا كانت خطوة التأجيل حملت في طيّاتها مؤشرات سلبية لجهة جدية الجانب الأمريكي في المفاوضات؛ إلا أنها كانت مفيدة كفسحة زمنية يحتاجها الجانبان قبيل الدخول 'في الجولة الرابعة والحاسمة'، كما وصفتها المصادر، خصوصاً أن هذه الجولة ستعقد قبيل موعد وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المنطقة بأقل من 48 ساعة، وهي الزيارة التي سيتخللها الاجتماع الأول من نوعه بينه وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الرياض حيث يحرص الرئيس ترامب على وضع 'الحل الإيراني' علی طاولة اجتماعه بنظيره الروسي إضافة إلی حل المسألة الأوكرانية وقضية الحرب في غزة. وعلى مسافة أيام قليلة من وصوله إلى المنطقة كان لافتاً للانتباه إعلان ترامب أمس (الثلاثاء) أنه قرّر وقف الهجمات الجوية الأمريكية ضد الحوثيين في اليمن الشمالي في ضوء إلتزام أنصار الله بالتوقف عن قصف السفن الأمريكية في البحر الأحمر وباب المندب، وذلك في ضوء وساطة أطلقتها سلطنة عُمان وساهمت بها إيران قبيل توجه ترامب إلى المنطقة. وقال ترامب إن لديه إعلاناً كبيراً للغاية قبيل زيارته إلى الشرق الأوسط، وهو الأمر الذي فتح شهية المراقبين والمحللين لإطلاق فرضيات عديدة بينها فرضية التوصل إلى اتفاق بين الولايات المتحدة وإيران. وفيما أجرى الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان محادثات هاتفية أمس (الثلاثاء) مع الرئيس الروسي تتعلق بآخر مستجدات المحادثات الأمريكية الإيرانية، حسب بيان للكرملين، ثمة اعتقاد أن ترامب لا يُريد أن يجلس علی طاولة المفاوضات مع بوتين خالي الوفاض بل يُريد أن تكون المئة يوم الأولی من ولايته الثانية تحمل انجازات مهمة خصوصاً في ما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط. وحسب عدد من المحللين، تُعتبر إقالة مايك والتز من موقعه كمستشار للأمن القومي في البيت الأبيض ضربة للمتشددين في الإدارة الأمريكية الجديدة، ذلك أن والتز كان من موقعه يدعم الخيار العسكري مع إيران، وبالتالي ستساعد خطوة إقالته المفاوض الأمريكي للتحرك بحرية أكبر لما لمستشارية الأمن القومي من تأثير كبير علی مثل هذه الملفات. أما وزير الخارجية ماركو روبيو، الذي حلّ مؤقتاً محل والتز، فلن تكون له مساهمات حاسمة في الملف الإيراني الذي عهد به ترامب إلى مستشاره ستيف ويتكوف، وهذا يعني أن روبيو سيكون مُخيّراً بين أن يتناغم مع تصورات ترامب أو أن يُقدّم استقالته تفادياً لقرار اقالته كما فعل ترامب في ولايته الأولى مع ريكس تيلرسون الذي عيّن محله مايك بومبيو. هذه الأجواء التي يكتنفها 'الغموض الإيجابي' لا تمنع من القول إن المفاوضات كانت وما تزال تواجه ثلاثة تحديات مؤثرة وقوية هي الآتية: الأول؛ تحدي الاصطفاف داخل الادارة الأمريكية بين من يؤيد الخيار السياسي الدبلوماسي الذي يُمثله مبعوث الرئيس ترامب للشرق الاوسط ستيف ويتكوف ونائب الرئيس مقابل مستشار الأمن القومي المُقال مايك والتز ووزير الخارجية ماركو روبيو ووزير الدفاع بيت هيغسيث المؤيدين للخيار العسكري؛ حيث يميل الرئيس ترامب للفريق الاول. الثاني؛ التحدي الذي تُمثّله 'إسرائيل' الرافضة للمفاوضات مهما كانت نتائجها وهي لا تقبل بأقل من تفكيك البرنامج النووي الإيراني على الطريقة الليبية، وبالتالي تدفع باتجاه الخيار العسكري بدلاً من خيار المفاوضات. هذا الكيان له من يدعمه ويناصره داخل الولايات المتحدة وأهمهم اللوبي اليهودي 'إيباك' الذي يمتلك نفوذاً كبيراً جداً داخل مؤسسات القرار في الولايات المتحدة. الثالث؛ تحدي الفريق الأصولي المعارض للمفاوضات مع الولايات المتحدة في الداخل الإيراني من زاوية أن هذه المفاوضات 'مضيعة للوقت' و'لا تهدف سوی للقضاء علی النظام السياسي في إيران'. محركات هذه التحديات بدأت بالعمل بقوة خصوصاً داخل الولايات المتحدة من أجل وقف المفاوضات واللجوء للخيار العسكري تلبية لرؤية 'إسرائيل' و'الإيباك'. هذا اللوبي يُروّج إلی أن الإدارة الأمريكية لديها 'PLAN A' وهو الخيار العسكري الذي سوف تستخدمه بعد اشغال الإيرانيين بـ'PLAN B'. هنا ثمة ملاحظة أن الفائدة المتوخاة من الفسحة الزمنية التي أشرت إليها عبر تأجيل الجولة الرابعة، ربما كان يحتاجها الطرفان؛ سواء لناحية بلورة الموقف الأمريكي حتى يكون المفاوض الإيراني علی بينة من أمره وبالتالي يُحدّد كيف يتصرف؟ وأيضاً من جهة المفاوض الأمريكي الذي يُريد أن يعرف ماذا يريد الإيراني أجهزة طرد ونسبة تخصيب وكميات مخصبة إضافة إلی 'قضية القضايا' وهي إزالة العقوبات التي يخوض الإيراني من أجلها هذه المفاوضات. الاعتقاد السائد أن المفاوضات يُديرها مساران. الأول، مبعوث الرئيس ترامب للشرق الاوسط ستيف ويتكوف في صالة المفاوضات؛ في حين يقود المسار الثاني رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وهذا ما خطّط له من قبل ترامب للوصول إلی نتائج علی مقاساته. أما الجانب الإيراني فإنه ربط أي خطوة أو اتفاق دائم أو مرحلي بالعقوبات بسياسة 'الخطوة خطوة' لأن القيادة الإيرانية التي وافقت علی دخول هذه المفاوضات كانت تهدف بالأساس لإزالة العقوبات وليس أي أمر آخر، أي تحقيق الهدف الاستراتيجي للمفاوضات. وفي نهاية المطاف فإن الجانبين يُدركان أن التوصل لاتفاق يعني دعم الأمن والاستقرار في المنطقة.. والعكس صحيح. (U2saleh@ 07/05/2025

مفاوضات عُمان النووية.. مناورات إيرانية وواشنطن تضغط بالإعلان عن المحادثات.. وخامنئي: المناقشات المباشرة مع الولايات المتحدة أمر مهين
مفاوضات عُمان النووية.. مناورات إيرانية وواشنطن تضغط بالإعلان عن المحادثات.. وخامنئي: المناقشات المباشرة مع الولايات المتحدة أمر مهين

البوابة

time٠٨-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • البوابة

مفاوضات عُمان النووية.. مناورات إيرانية وواشنطن تضغط بالإعلان عن المحادثات.. وخامنئي: المناقشات المباشرة مع الولايات المتحدة أمر مهين

أكدت إيران أن المحادثات النووية المرتقبة مع الولايات المتحدة في سلطنة عُمان ستُعقد بصورة غير مباشرة، وذلك في ردّ على إعلان مفاجئ للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشأن بدء مفاوضات مباشرة بين الطرفين. وفي هذا السياق، شددت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، ووزير الخارجية عباس عراقجي، على أن اللقاء الذي سيجمع عراقجي والمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف سيتم بوساطة غير مباشرة. ورغم ذلك، لم تستبعد مهاجراني بشكل قاطع إمكانية عقد لقاء مباشر، مشيرة إلى أن عراقجي سيترأس وفد إيران النووي بصفته أعلى مسؤول معني بالملف. وكان كل من عراقجي والمتحدث باسم الخارجية، إسماعيل بقائي، قد نفيا في وقت سابق وجود أي محادثات، قبل أن يُفجّر ترامب مفاجأته مساء الاثنين خلال لقائه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مما غيّر من المعادلة السياسية. وحول خلفيات الموقف الإيراني، أوضح الدكتور شهرام خلدي، الخبير في شؤون الشرق الأوسط والعلاقات الدولية، في تصريح لقناة "إيران إنترناشونال"، أن تمسّك طهران بالطابع غير المباشر للمفاوضات يعكس موقف المرشد الأعلى علي خامنئي، الذي يرى أن التفاوض المباشر مع الولايات المتحدة يُعدّ "مهينًا". من جهته، رأى جيسون برودسكي، مدير السياسات في منظمة "متحدون ضد إيران النووية (UANI)"، أن طهران ربما فوجئت بإعلان ترامب، معتبراً أن الخطوة تهدف إلى إحراج طهران ودفعها نحو القبول، حتى لا تبدو وكأنها الطرف الرافض. وأضاف في منشور على منصة "إكس" أن المحادثات قد تنطلق فعليًا يوم السبت، لكن كلا الطرفين سيتعاملان بمرونة في تعريف طبيعة اللقاءات. في المقابل، أكدت وكالة "نور نيوز"، القريبة من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أن إيران لم تُجبر على المفاوضات. وقالت في منشور على "إكس": "إيران هي من حدّدت الزمان والمكان وأبلغت بهما واشنطن عبر وسطاء عمانيين. لا روايات أحادية… زمام المبادرة كان بيد طهران". وفي الداخل الإيراني، اعتبر الخبير في العلاقات الخارجية علي نصري أن التركيز المفرط على توصيف المفاوضات بأنها مباشرة أو غير مباشرة لا يخدم مصلحة المواطن. وكتب على "إكس": "ما يهم هو فعالية المفاوضات من عدمها. ما يخدم المصلحة الوطنية هو الطريق الصحيح، أياً كانت تسميته". أما السفير الإيراني السابق لدى ألمانيا والمفاوض النووي الأسبق، حسين موسويان، فقد استعاد تجربة مفاوضات إسطنبول خلال عهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما، والتي بدأت بإشراف الاتحاد الأوروبي ثم تحوّلت إلى محادثات مباشرة. وتوقّع أن يتكرر السيناريو ذاته في سلطنة عمان، مضيفاً: "يبدو أن واشنطن وطهران تتبعان نهجًا حكيمًا، وهناك فرصة حقيقية للتوصل إلى اتفاق، خصوصًا أن كلاً من ويتكوف وعراقجي يتمتعان بالخبرة والاعتدال والحكمة". وفي تحليل لافت، رأى المحلل السياسي رضا نصري أن التفاوض مع ترامب قد يكون له بُعد استراتيجي. وقال: "بايدن لم يتمكن من فرض شيء بسبب ضعفه الداخلي وضغوط اللوبيات المعادية لإيران. أوباما أبرم الاتفاق، لكن الجمهوريين أسقطوه. المفارقة أن ترامب قد يكون الرئيس الأمريكي الوحيد القادر على تحدي المؤسسة السياسية في واشنطن وعقد اتفاق يدوم". وفي انعكاس سريع على المشهد الاقتصادي، شهدت الأسواق الإيرانية انتعاشًا نسبيًا على وقع احتمالات استئناف المفاوضات، سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة. فقد ارتفع مؤشر بورصة طهران بنحو 59 ألف نقطة ليبلغ 2.8 مليون، بينما تحسن سعر صرف الريال الإيراني أمام الدولار، ليصل إلى نحو 960 ألفًا، بعد أن كان قد تجاوز حاجز المليون وخمسين ألفًا الأسبوع الماضي.

تصريحات لاريجانى تفتح باب الجدل النووى فى إيران
تصريحات لاريجانى تفتح باب الجدل النووى فى إيران

البوابة

time٠٧-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • البوابة

تصريحات لاريجانى تفتح باب الجدل النووى فى إيران

أثارت تصريحات مستشار كبير للمرشد الأعلى في إيران، على لاريجاني، جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية الإيرانية، بعد أن ألمح إلى احتمال لجوء طهران إلى إنتاج أسلحة نووية في حال تعرضت لهجوم خارجي، أو إذا طالب الشعب بذلك، فى خطوة اعتُبرت من قبل البعض تجاوزًا لفتوى المرشد التى تحرم امتلاك أسلحة الدمار الشامل، ومن قبل آخرين "ورقة ضغط ذكية" ضمن مسار تفاوضى غير معلن. وفى مقابلة تليفزيونية يوم الاثنين، قال لاريجاني:« إنه إذا تعرضت إيران لهجوم، وبرزت مطالب شعبية لتطوير أسلحة نووية، فيمكن إعادة النظر في الفتوى الدينية» التي أصدرها المرشد الأعلى على خامنئي عام ٢٠١٠، والتي تُحرم إنتاج واستخدام أسلحة الدمار الشامل. ومع ذلك، شدد لاريجاني على أن إيران لا تسعى حاليًا إلى امتلاك أسلحة نووية، وأنها ما تزال ملتزمة بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. هذا التلميح قلب النقاشات داخل إيران رأسًا على عقب، حيث انقسم المعلقون والمحللون بين من رأى فى تصريحاته تهديدًا تكتيكيًا، ومن اعتبرها خطوة غير محسوبة تُضعف الموقف الإيرانى وتمنح خصوم البلاد ذريعة لتبرير ضربات وقائية. من جهة أخرى، تلقى لاريجانى دعمًا نادرًا من التيار المتشدد الذى طالما هاجمه، حيث كتب المتشدد المعروف وحليف الحرس الثوري، وحيد يامينپور، عبر منصة "إكس": لو أن أى شخصية سياسية أخرى تحدثت عن إمكانية امتلاك الجمهورية الإسلامية لسلاح نووي، لتم اتهامها بالمغامرة. ما فعله الدكتور لاريجانى خطوة حكيمة وتضحية فى وقتها المناسب، وذهب الناشط الأصولى كميل سادات إلى أبعد من ذلك قائلًا: "الشعب الإيرانى يريد أسلحة نووية". كما كتب عبد الله گنجی، رئيس تحرير صحيفة "جوان" المرتبطة بالحرس الثورى سابقًا، أن المواقع النووية الإيرانية محصنة بشكل لا يمكن معه تدميرها، محذرًا من أن أى هجوم قد يدفع طهران إلى الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووى (NPT)، والرد عسكريًا على القواعد الأمريكية وإسرائيل. إلا أن الحكومة الإيرانية سعت سريعًا إلى احتواء الجدل، حيث أكد وزير الخارجية عباس عراقجى فى منشور على "إكس" أن "إيران، وتحت أى ظرف، لن تسعى أو تطور أو تمتلك أسلحة نووية"، مشددًا على أن الدبلوماسية تبقى المسار المفضل لطهران. كما نشرت منصة "نور نيوز"، المرتبطة بالمجلس الأعلى للأمن القومى الإيراني، تحذيرًا غير مباشر للولايات المتحدة من مغبة الاستمرار فى التصعيد، دون الإشارة المباشرة إلى تصريحات لاريجاني. لكن الموقف لم يخلُ من انتقادات داخلية حادة، حيث وصف رجل الدين المتشدد سعيد إبراهيمى تصريحات لاريجانى بأنها "تتناقض مع فتوى المرشد القطعية"، مؤكدًا أن "مجرد التلويح بالأسلحة النووية يمنح الأعداء ذريعة للعدوان". وأشار المحلل السياسى محمد رحبري، إلى أن التصريحات "تقدم ذريعة مثالية لإسرائيل للقيام بضربة وقائية، وهو ما كانت تنتظره طويلًا". من جانبه، وصف الصحفى الإصلاحى البارز محمد صحفى تصريحات لاريجانى بأنها "قد تؤدى إلى عزلة إيران على الساحة الدولية، وتنفر الحلفاء المحتملين فى حال تصاعد التوتر مع الغرب". وانتقد الباحث فى العلاقات الدولية، همت إمامي، بدوره موقف لاريجانى قائلًا: "تصريحاته كانت غير احترافية وتعكس موقع ضعف، إنها تمنح الطرف الآخر فرصة لتكوين إجماع دولى ضد إيران". فى المقابل، فسر البعض تصريحات لاريجانى فى إطار التحركات الدبلوماسية غير المعلنة، حيث كتب الصحفى البيئى الإيرانى سينا جهانی: "تحذير لاريجانى يجب أن يُقرأ كمناورة تفاوضية محسوبة ضمن مفاوضات رفيعة المستوى مع واشنطن". أما الناشط المعارض والأكاديمى المقيم فى النرويج، أروند أميرخسروی، فاعتبر ما قاله لاريجانى "ابتزازًا نوويًا اعتادت عليه الجمهورية الإسلامية"، واصفًا التهديد بأنه "مجرد أداة للدعاية والضغط لا أكثر، لن تؤدى سوى إلى رد عسكرى بدلًا من تعزيز الأمن القومي". تقرير مكتب مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكى الصادر فى نوفمبر ٢٠٢٤ أكد أن إيران، حتى ٢٦ سبتمبر من نفس العام، لم تكن تبنى سلاحًا نوويًا بشكل نشط، فيما وصف مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، الشهر الماضي، البرنامج النووى الإيرانى بأنه "واسع وطموح بشكل كبير"، محذرًا من أن نسبة تخصيب اليورانيوم وصلت لمستويات شبه عسكرية، وقريبة من العتبة النووية. تصريحات لاريجانى قد تكون زلة لسان، أو قد تكون بالون اختبار سياسى فى خضم تصعيد متنامى بين طهران وواشنطن، لكنها بكل تأكيد أعادت فتح ملف "الفتوى النووية" من جديد، وطرحت سؤالًا شائكًا: هل ما زالت فتوى خامنئى تمثل سقفًا لا يمكن تجاوزه؟ أم أن متغيرات الزمان والمكان ستعيد صياغة المواقف الإيرانية فى قادم الأيام؟

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store