logo
تصريحات لاريجانى تفتح باب الجدل النووى فى إيران

تصريحات لاريجانى تفتح باب الجدل النووى فى إيران

البوابة٠٧-٠٤-٢٠٢٥

أثارت تصريحات مستشار كبير للمرشد الأعلى في إيران، على لاريجاني، جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية الإيرانية، بعد أن ألمح إلى احتمال لجوء طهران إلى إنتاج أسلحة نووية في حال تعرضت لهجوم خارجي، أو إذا طالب الشعب بذلك، فى خطوة اعتُبرت من قبل البعض تجاوزًا لفتوى المرشد التى تحرم امتلاك أسلحة الدمار الشامل، ومن قبل آخرين "ورقة ضغط ذكية" ضمن مسار تفاوضى غير معلن.
وفى مقابلة تليفزيونية يوم الاثنين، قال لاريجاني:« إنه إذا تعرضت إيران لهجوم، وبرزت مطالب شعبية لتطوير أسلحة نووية، فيمكن إعادة النظر في الفتوى الدينية» التي أصدرها المرشد الأعلى على خامنئي عام ٢٠١٠، والتي تُحرم إنتاج واستخدام أسلحة الدمار الشامل.
ومع ذلك، شدد لاريجاني على أن إيران لا تسعى حاليًا إلى امتلاك أسلحة نووية، وأنها ما تزال ملتزمة بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
هذا التلميح قلب النقاشات داخل إيران رأسًا على عقب، حيث انقسم المعلقون والمحللون بين من رأى فى تصريحاته تهديدًا تكتيكيًا، ومن اعتبرها خطوة غير محسوبة تُضعف الموقف الإيرانى وتمنح خصوم البلاد ذريعة لتبرير ضربات وقائية.
من جهة أخرى، تلقى لاريجانى دعمًا نادرًا من التيار المتشدد الذى طالما هاجمه، حيث كتب المتشدد المعروف وحليف الحرس الثوري، وحيد يامينپور، عبر منصة "إكس": لو أن أى شخصية سياسية أخرى تحدثت عن إمكانية امتلاك الجمهورية الإسلامية لسلاح نووي، لتم اتهامها بالمغامرة.
ما فعله الدكتور لاريجانى خطوة حكيمة وتضحية فى وقتها المناسب، وذهب الناشط الأصولى كميل سادات إلى أبعد من ذلك قائلًا: "الشعب الإيرانى يريد أسلحة نووية".
كما كتب عبد الله گنجی، رئيس تحرير صحيفة "جوان" المرتبطة بالحرس الثورى سابقًا، أن المواقع النووية الإيرانية محصنة بشكل لا يمكن معه تدميرها، محذرًا من أن أى هجوم قد يدفع طهران إلى الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووى (NPT)، والرد عسكريًا على القواعد الأمريكية وإسرائيل.
إلا أن الحكومة الإيرانية سعت سريعًا إلى احتواء الجدل، حيث أكد وزير الخارجية عباس عراقجى فى منشور على "إكس" أن "إيران، وتحت أى ظرف، لن تسعى أو تطور أو تمتلك أسلحة نووية"، مشددًا على أن الدبلوماسية تبقى المسار المفضل لطهران.
كما نشرت منصة "نور نيوز"، المرتبطة بالمجلس الأعلى للأمن القومى الإيراني، تحذيرًا غير مباشر للولايات المتحدة من مغبة الاستمرار فى التصعيد، دون الإشارة المباشرة إلى تصريحات لاريجاني.
لكن الموقف لم يخلُ من انتقادات داخلية حادة، حيث وصف رجل الدين المتشدد سعيد إبراهيمى تصريحات لاريجانى بأنها "تتناقض مع فتوى المرشد القطعية"، مؤكدًا أن "مجرد التلويح بالأسلحة النووية يمنح الأعداء ذريعة للعدوان".
وأشار المحلل السياسى محمد رحبري، إلى أن التصريحات "تقدم ذريعة مثالية لإسرائيل للقيام بضربة وقائية، وهو ما كانت تنتظره طويلًا".
من جانبه، وصف الصحفى الإصلاحى البارز محمد صحفى تصريحات لاريجانى بأنها "قد تؤدى إلى عزلة إيران على الساحة الدولية، وتنفر الحلفاء المحتملين فى حال تصاعد التوتر مع الغرب".
وانتقد الباحث فى العلاقات الدولية، همت إمامي، بدوره موقف لاريجانى قائلًا: "تصريحاته كانت غير احترافية وتعكس موقع ضعف، إنها تمنح الطرف الآخر فرصة لتكوين إجماع دولى ضد إيران".
فى المقابل، فسر البعض تصريحات لاريجانى فى إطار التحركات الدبلوماسية غير المعلنة، حيث كتب الصحفى البيئى الإيرانى سينا جهانی: "تحذير لاريجانى يجب أن يُقرأ كمناورة تفاوضية محسوبة ضمن مفاوضات رفيعة المستوى مع واشنطن".
أما الناشط المعارض والأكاديمى المقيم فى النرويج، أروند أميرخسروی، فاعتبر ما قاله لاريجانى "ابتزازًا نوويًا اعتادت عليه الجمهورية الإسلامية"، واصفًا التهديد بأنه "مجرد أداة للدعاية والضغط لا أكثر، لن تؤدى سوى إلى رد عسكرى بدلًا من تعزيز الأمن القومي".
تقرير مكتب مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكى الصادر فى نوفمبر ٢٠٢٤ أكد أن إيران، حتى ٢٦ سبتمبر من نفس العام، لم تكن تبنى سلاحًا نوويًا بشكل نشط، فيما وصف مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، الشهر الماضي، البرنامج النووى الإيرانى بأنه "واسع وطموح بشكل كبير"، محذرًا من أن نسبة تخصيب اليورانيوم وصلت لمستويات شبه عسكرية، وقريبة من العتبة النووية.
تصريحات لاريجانى قد تكون زلة لسان، أو قد تكون بالون اختبار سياسى فى خضم تصعيد متنامى بين طهران وواشنطن، لكنها بكل تأكيد أعادت فتح ملف "الفتوى النووية" من جديد، وطرحت سؤالًا شائكًا: هل ما زالت فتوى خامنئى تمثل سقفًا لا يمكن تجاوزه؟ أم أن متغيرات الزمان والمكان ستعيد صياغة المواقف الإيرانية فى قادم الأيام؟

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هجوم روسي على كييف بالتوازي مع تبادل أسرى
هجوم روسي على كييف بالتوازي مع تبادل أسرى

الاتحاد

timeمنذ 9 ساعات

  • الاتحاد

هجوم روسي على كييف بالتوازي مع تبادل أسرى

عواصم (وكالات) أصيب ما لا يقل عن 15 شخصاً بجروح في هجوم روسي بالمسيرات والصواريخ على العاصمة الأوكرانية كييف، صباح أمس، قبيل إجراء الطرفين المتحاربين المرحلة الثانية من عملية تبادل أسرى قياسية. وأعلنت القوات الجوية الأوكرانية إسقاط ستة صواريخ و245 مسيرة هجومية روسية خلال الليل استهدفت خصوصاً العاصمة كييف، وقالت في بيان، إن «الدفاعات الجوية أسقطت ستة صواريخ بالستية من طراز اسكندر أم/كاي ان-23، وصدت 245 مسيرة من طراز شاهد»، من إجمالي 14 صاروخاً بالستياً و250 مسيرة. وأكدت أن العاصمة كييف كانت «الهدف الرئيسي» لهذا الهجوم. وسمع مراسلون صحفيون دوي انفجارات خلال الليل. وأشار رئيس البلدية والإدارتان العسكرية والمدنية في كييف إلى اندلاع حرائق عدة، وسقوط حطام صواريخ ومسيّرات على أبنية في عدد من أحياء المدينة. وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان، إنها ضربت خلال الليل «مؤسسات في المجمع الصناعي العسكري» و«مواقع لأنظمة باتريوت المضادة للطائرات» سلمتها واشنطن إلى أوكرانيا. ورأى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس، في منشور على إكس أن «عقوبات إضافية تستهدف قطاعات رئيسية في الاقتصاد الروسي هي وحدها ما سيجبر موسكو على وقف إطلاق النار»، مضيفاً أن «سبب إطالة أمد الحرب يكمن في موسكو». وأتت هذه الهجمات فيما باشرت روسيا وأوكرانيا تبادلا قياسياً للأسرى يتوقع أن يشمل «ألف أسير» من كل جانب على ثلاثة أيام. وهذا التبادل هو النتيجة الملموسة الوحيدة التي أفضت إليها المباحثات بين الجانبين في إسطنبول منتصف مايو الجاري. وقال زيلينسكي على منصة «إكس»: «خلال يومين، أعيد 697 شخصاً. ونتوقع أن تستمر عملية التبادل غداً». ومن جانبه، أعلن الجيش الروسي أن جنوده الـ307 الذين شملتهم عملية التبادل السبت موجودون حالياً في بيلاروسيا المجاورة لأوكرانيا، حيث يتلقون مساعدة طبية ونفسية قبل عودتهم إلى روسيا. في منطقة تشيرنيغيف التي اقتيد إليها الأوكرانيون المفرج عنهم من جانب الروس، الجمعة، كان مئات الأشخاص بانتظارهم وهم يحملون لافتات وصوراً، ترحيباً بالحافلات التي امتلأت برجال أطلق سراحهم. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن عملية التبادل هذه، مؤكداً أنه يريد دفع الطرفين المتحاربين إلى التفاوض لوقف «إراقة الدماء» في أسرع وقت ممكن. وكتب الرئيس الأميركي عبر شبكته «تروث سوشال»: «تهانينا للجانبين. ألا يؤدي ذلك إلى شيء ضخم؟». وبالتزامن مع ذلك، تستمر المعارك على الجبهة، حيث يواصل الجيش الروسي التقدم ببطء في مناطق معينة، على الرغم من خسائره. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، السيطرة على قريتي ستوبوتشكي وأودراني الأوكرانيتين، في منطقة دونيتسك الشرقية التي ما زالت مركز الاشتباكات. كما أعلنت الوزارة أن قواتها سيطرت على بلدة لوكنيا في منطقة سومي «شمال شرق»، المتاخمة لروسيا، وقالت إنها تريد إنشاء منطقة عازلة لمنع التوغلات الأوكرانية. شروط موسكو أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، صباح أمس، أن بلاده ستكون مستعدة لتسليم أوكرانيا مسودة وثيقة تحدد شروط موسكو لإبرام اتفاق سلام طويل الأمد بمجرد الانتهاء من عملية تبادل الأسرى الجارية. وأضاف لافروف في تصريحات نشرها الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الروسية أن موسكو ملتزمة بالعمل على التوصل إلى تسوية سلمية للحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات مع كييف. كما اتهم أوكرانيا بشن هجمات بطائرات مسيرة على مدى عدة أيام على أهداف روسية، مما أسفر عن سقوط قتلى وتعطيل حركة الملاحة الجوية.

بعد عطل في «إكس».. ماسك: أريد التركيز على أعمالي مجدداً
بعد عطل في «إكس».. ماسك: أريد التركيز على أعمالي مجدداً

صحيفة الخليج

timeمنذ 11 ساعات

  • صحيفة الخليج

بعد عطل في «إكس».. ماسك: أريد التركيز على أعمالي مجدداً

واشنطن, 24-5-2025 (أ ف ب) تعرضت منصة التواصل الاجتماعي (إكس) لعطل استمر نحو ساعتين، السبت، بدءاً من الساعة الأولى بعد الظهر بتوقيت غرينتش، مما دفع مالكها إيلون ماسك إلى القول، إنه سيضطر إلى إعادة التركيز على إدارة أعماله. وجدول أعمال الملياردير مزدحم، فبالإضافة إلى إدارة المنصة وشركة إكس-إيه-آي، وشركة صناعة السيارات الكهربائية تيسلا، وشركة سبيس إكس لصناعة الصواريخ الفضائية، اضطلع إيلون ماسك بدور فاعل في إدارة الرئيس دونالد ترامب لعدة أشهر. وأوكل اليه ترامب مهمة خفض الإنفاق الفيدرالي بشكل جذري، وبرز رجل الأعمال المولود في جنوب إفريقيا خصوصاً خلال الأسابيع الأولى من ولاية الرئيس الجمهوري الثانية، قبل أن يتراجع حضوره في الآونة الأخيرة. وكتب إيلون ماسك على منصة (إكس) بعد العطل: «العودة إلى قضاء 24 ساعة في اليوم، 7 أيام في الأسبوع، والنوم في غرف المؤتمرات/غرف الخوادم/المصانع». أضاف، «عليّ التركيز بشكل كبير على إكس/إكس-إيه-آي وتيسلا (بالإضافة إلى إطلاق مركبة ستارشيب الأسبوع المقبل).. وكما أظهرت مشاكل (إكس) التشغيلية هذا الأسبوع، لا بد من إجراء تحسينات تشغيلية كبيرة». عاودت الشبكة الاجتماعية عملها بشكل شبه طبيعي قرابة الساعة الثالثة بعد الظهر بتوقيت غرينتش. ولم ترد منصة (إكس) على الفور على أسئلة وكالة فرانس برس. من جهتها، أعلنت شركة سبيس إكس الجمعة أنها ستحاول إطلاق صاروخها العملاق ستارشيب مجدداً الأسبوع المقبل. ويؤمل أن يصل الصاروخ الذي لا يزال قيد التطوير إلى القمر وحتى المريخ يوماً ما، ولكنه انفجر أثناء إطلاقه في مرتين سابقتين. وفي ما يتعلق بدوره في إدارة ترامب، أقر إيلون ماسك مطلع أيار/مايو بأن حملته الواسعة النطاق لخفض الإنفاق الفيدرالي الأمريكي في صلب «لجنة كفاءة الحكومية»، لم تحقق أهدافها الأولية بالكامل، رغم تسريح آلاف الموظفين.

ماسك يعلن رغبته في التركيز مجدداً على أعماله
ماسك يعلن رغبته في التركيز مجدداً على أعماله

البيان

timeمنذ 12 ساعات

  • البيان

ماسك يعلن رغبته في التركيز مجدداً على أعماله

تعرضت منصة التواصل الاجتماعي إكس لعطل استمر نحو ساعتين السبت، بدءا من الساعة الأولى بعد الظهر بتوقيت غرينتش، مما دفع مالكها إيلون ماسك إلى القول إنه سيضطر إلى إعادة التركيز على إدارة أعماله. وجدول أعمال الملياردير مزدحم، فبالإضافة إلى إدارة المنصة وشركة إكس-إيه-آي، وشركة صناعة السيارات الكهربائية تيسلا، وشركة سبيس إكس لصناعة الصواريخ الفضائية، اضطلع إيلون ماسك بدور فاعل في إدارة الرئيس دونالد ترامب لعدة أشهر. وأوكل اليه ترامب مهمة خفض الإنفاق الفدرالي بشكل جذري، وبرز رجل الأعمال المولود في جنوب إفريقيا خصوصا خلال الأسابيع الأولى من ولاية الرئيس الجمهوري الثانية، قبل أن يتراجع حضوره في الآونة الأخيرة. وكتب إيلون ماسك على منصة إكس بعد العطل "العودة إلى قضاء 24 ساعة في اليوم، 7 أيام في الأسبوع، والنوم في غرف المؤتمرات/غرف الخوادم/المصانع". أضاف "عليّ التركيز بشكل كبير على إكس/إكس-إيه-آي وتيسلا (بالإضافة إلى إطلاق مركبة ستارشيب الأسبوع المقبل)... وكما أظهرت مشاكل إكس التشغيلية هذا الأسبوع، لا بد من إجراء تحسينات تشغيلية كبيرة". عاودت الشبكة الاجتماعية عملها بشكل شبه طبيعي قرابة الساعة الثالثة بعد الظهر بتوقيت غرينتش. ولم ترد منصة إكس على الفور على أسئلة وكالة فرانس برس. من جهتها، أعلنت شركة سبيس إكس الجمعة أنها ستحاول إطلاق صاروخها العملاق ستارشيب مجددا الأسبوع المقبل. ويؤمل أن يصل الصاروخ الذي لا يزال قيد التطوير إلى القمر وحتى المريخ يوما ما، ولكنه انفجر أثناء إطلاقه في مرتين سابقتين. وفي ما يتعلق بدوره في إدارة ترامب، أقر إيلون ماسك مطلع مايو بأن حملته الواسعة النطاق لخفض الإنفاق الفدرالي الأميركي في صلب "لجنة كفاءة الحكومية"، لم تحقق أهدافها الأولية بالكامل، رغم تسريح آلاف الموظفين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store