logo
#

أحدث الأخبار مع #هابيل

التداول على مناهضة الظلم سُنَّةٌ كونية
التداول على مناهضة الظلم سُنَّةٌ كونية

إيطاليا تلغراف

time٣٠-٠٣-٢٠٢٥

  • سياسة
  • إيطاليا تلغراف

التداول على مناهضة الظلم سُنَّةٌ كونية

نشر في 30 مارس 2025 الساعة 19 و 15 دقيقة إيطاليا تلغراف فؤاد هراجة كاتب وباحث في الفلسفة السياسية والأخلاق لم يخلُ تاريخ البشرية من تدافع بين العدل والظلم، والصلاح والفساد، والحق والباطل…، تصحيحا وتقويما وتجاوزا لسلوك هابيل الذي تنازل عن حقه في الحياة وشجع قابيل على قتله عندما قال «لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ»، منذ ذلك الحين رسخ في الوعي البشري واجب الإنسان في حماية نفسه من الظلم، وواجب الجماعة الإنسانية في دفع الفساد والطغيان وكل أشكال الباطل تفاديا لهلاكها. في هذا السياق راكمت البشرية عبر تاريخها أنماطا متعددة من الأفكار والنظريات والاستراتيجيات في مجابهتها للظلم، إلى درجة أن التاريخ شهد في العديد من محطاته الكبرى، تدافع قوة ظالمة مع قوة ظالمة أخرى في غياب أي قوة تمثل الحق؛ ولنتأمل عبارة «الناس» في قوله تعالى: 'وَلَوْلَا دِفَاعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ' عموم الناس دون تخصيص لفئة بعينها، ما يعني أن الله سبحانه لم يحصر فعل التدافع من أجل صلاح الأرض على عباده المؤمنين، بل جعله فعلا متداولا بين كل الناس بغض النظر عن معتقداتهم وأفكارهم ومواقعهم الاجتماعية. في خصم هذه السيرورة التي شهدتها الجامعة البشرية، جاءت بعثة الأنبياء، وظهور المصلحين، وبروز المُنَظِّرِين، ومن ثم تَشَكُّل فئات إنسانية تحمل أفكارا ومعتقات وتطلعات لدفع الفساد ومدافعة الظلم والاستعلاء والاستكبار. لم تكن تجارب البشرية في التدافع والمدافعة جُزُرا منفصلة عن بعضها البعض وكأنها دوائر لا تقاطع بينها، كما لم تكن عبارة عن قطائع اجتماعية تبدأ فيها كل تجربة من نقطة الصفر، بل إن كل التجارب التي خاضتها البشرية في سياق محاربة الظلم والفساد كانت ولازالت تندرج ضمن دائرة المعرفة التي بُنِيَ مسارها الإبستيمي على المراكمة والتعديل والتجاوز والتطوير. على هذا الأساس، نجد في كل مرحلة من مراحل التاريخ معتقدات ما أو نظريات ما أو مسارات أيديولوجية ما هي السائد والقائد لعملية الإصلاح والتغيير. ففي التاريخ القديم، نذكر على سبيل المثال دور الأنبياء ورسالاتهم في مواجهة النمرودية والفرعونية والقارونية والسامرية والجاهلية…، وفي التاريخ الحديث نذكر كيف تمكنت فكرة الحداثة من تجاوز الإكليروس الكنسي وإقطاع النبلاء الذين أعطبا العقل وعطلا آلة العلم، وفي التاريخ المعاصر رأينا كيف تمكنت البروتستانتية من خلال الإصلاح الديني الذي شمل العقائد الكاثوليكية والأرتدوكسية من نقل العالم الغربي إلى حالة جديدة من الليبرالية، ثم عاينا كيف تمكنت الماركسية من مجابهة التوحش اللبرالي الذي حَوَّلَ الإنسان إلى مجرد آلة لا تحسن سوى الإنتاج والاستهلاك دون أي وعي بمدى استغلال هذا الانسان، وغمطه فائض قيمة عمله، وحقه في امتلاك وسائل إنتاجه وتمتعه بعدالة توزيع الثروات. في كل هذه المراحل الكبرى وغيرها، كان رواد مناهظة الظلم يستثمرون تجارب سابقيهم لتطوير أساليب الممانعة، تماما كما يستثمر الظالمون تجارب سابقيهم لتطوير آليات الظلم. وتبقى فلس.طين الجغرافيا التي شهدت وراكمت معظم تجارب التدافع بين الحق والباطل منذ التاريخ القديم حتى الآن؛ ففي تاريخنا المعاصر تداول للدفاع عن حق شعبها في الحرية والسلم والاستقرار معظم المعتقدات الدينية والتوجهات الإيديولوجية، حيث كان ولازال المناخ العام للصراع في العالم هو الذي يحدد أطراف الصراع. على ذلك، لما كان الكيان الصهيو.ني مدعوما بالغرب اللبرالي المتوحش دون قيد أو شرط، تلونت المقا.ومة لعقود من النصف الثاني من القرن العشرين بالمد اليساري الوطني، وكان المعسكر الشرقي والدول الداعمة له أكثر من يحتضن رموز المقاومة. لكن مع انهيار الاتحاد السوفياتي وسقوط جدار برلين، ودخول العالم مرحلة القطبية الواحدة، وأمام تصاعد المد الإسلامي الذي تغذى من نجاح الثورة الإسلامية الإيرانية، وتصاعد الحركات الإسلامية وما حققته من نجاحات على عدة مستويات سياسية واجتماعية وفكرية، انتقلت ريادة المقا.ومة الفلسطينية للحركات الإسلامية الوطنية خاصة مع منعطف أوسلو التاريخي الذي زج بمنظمة التحرير الفلس.طينيه في دوامة التنازلات وحولها من منظمة مقا.وِمة إلى شرطة حراسة لدى المحتل. في هذا المسار التاريخي للتدافع مع الظلم والفساد، تم التداول على ريادة المقا.ومة الفلس.طينية، حيث كانت كل الحركات المقا.وِمة زمن المد الاشتراكي الشيوعي اليساري مدفوعة بطريقة طبيعية نحو الانخراط في هذه الموجة النضالية والقبول بقادتها واعتبارهم رموزا للتدافع والمقا.ومة. ولأن دوام الحال من المحال، فإن أي تغيير يقع في العالم ينعكس سلبا أو إيجابا على القضية الفلس.طينية التي تشهد اليوم حمل مشعل مقاومتها من قِبَلِ حركة المقا.ومة الإسلامية، وهذا لا ينفي غياب الفصائل الفلسطينية الأخرى من توجهات سياسية مختلفة، وإنما يشير إلى قطب رحى المقاومة وعمادها الذي تقوم عليه خيمتها. إن الهدف من عرض هذه المقاربة التاريخية في التدافع بين الحق والباطل والعدل والظلم والصلاح والفساد…، هو التأكيد على قاعدة التداول بين فئات الناس داخل الجامعة البشرية، وحمل كل فئة مشعل المدافعة من فئة سبقتها بعد دخولها حالة من الضعف والتآكل. هذا التداول التدافعي يتسم بمراكمة التجارب، والبناء على كل التجارب البشرية سواء الناجحة أو الفاشلة، واستثمار هذه التجارب لتطوير أساليب المقاومة والتدافع، بالتالي فإن عقلاء التغيير الساعين إلى مقام.ومة الظلم والفساد السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والأخلاقي…، لا يشترطون لون من يقود التغيير بل يسندون ويدعمون القوة الفاعلة في التغيير والفاعلة في التدافع مع الباطل والظلم والفساد. فلا يمكن مثلا اليوم، أن نرفض خيارات المقا.ومة الفلس.طينية لا لشيء إلا لكونها إسلامية، أو أن نرفض التغيير في بلداننا العربية لا لشيء إلا لأن هذا التغيير سيسوق التيار الإسلامي إلى السلطة. إن ركوب هذه العقلية يعني أن الفاعل السياسي إما أنه لا يفقه سنن التاريخ ويحاول السباحة ضد مسارها، أو أن هذا الفاعل لتعصبه الإيديولوجي يفضل الاستبداد والفساد على أن يضع يده في من يعتبره عدوه الاستراتيجي. إن المرحلة الدقيقة التي تعيشها القضية الفلس.طينية خاصة والمنطقة العربية والإسلامية عامة، تقتضي من الفاعلين السياسيين الراغبين في التغيير وتقويض دعائم الاستبداد والفساد ما يلي: – التكتل حول القوة المجتمعية والسياسية التي أفرزها المسار التاريخي للتدافع. – جعل هذه القوة المجتمعية والسياسية قاطرة للتغيير بمنحها مشروعية القيادة والتفاوض تماما كما هو الحال الذي أفرزه واقع المقا.ومة مع ح.م.ا.س في غ.ز.ة. – بناء هذا التكتل على ميثاق يضمن حق الجميع في الوجود والفعل السياسي، بعيدا عن المغالبة بين حلفاء التغيير. – تبني مطالب انتقالية محددة ومشتركة تتجاوز الخلافات الإيديولوجية من شأنها أن ترجح قوة التدافع مع قوى الاستبداد والفساد. – وضع خارطة طريق للتغيير بمراحله الثلاث، قبل وأثناء وبعد تقويض أجهزة الاستبداد، والرفع من منسوب الثقة عبر المرونة في التعامل مع كل العقبات. إن تحقيق هذا المسعى يتطلب: أولا، وعيا عميقا بسنن التاريخ التي لا تحابي أحد. ثانيا، تغليبا للمصلحة الوطنية العامة على المصالح الايديولوجية الضيقة. ثالثا، قبولا بما أفرزه مسار التاريخ من قوى تدافعية، واعتبارها نتيجة طبيعة لعملية الأفول والصعود التي يشهدها التاريخ. رابعا، استعدادا ذهنيا وقابلية سياسية للاعتراف بإفرازات المسار التاريخي للتدافع. وخلاصة القول، إن القوى الصاعدة التي انتدبتها سنن التاريخ للتدافع مع الباطل والظلم والفساد يتوجب عليها ألا تلعن من سبقها من قوى التغير أو من تبقى منها، بل عليها أن تعتبر نفسها امتدادا لها ونسلا طبيعيا من نسلها، وأنها ليست بِدْعاً من قوى التغيير والتدافع، وإنما هي حلقة من حلقات التداول التي كتبها الله على الناس. على هذا الأساس يتوجب على القوة النواة التي أفرزها مسار التاريخ التدافعي أن تعي دورها وتستوعب مسؤوليتها التاريخية في جمع كل القوى المناهضة ونَظْمِهَا في عِقْدٍ من شأنه أن يُطَوِّقَ عنق الباطل والظلم والفساد ويَصْرَعُهُ. مهمة تتطلب نَفَساً سياسيا عميقا وقدرة على التنازل والإشراك وحسن توظيف القوى حسب ما تتميز به من تجربة تاريخية في التدافع، وهو مبتغى يتطلب نُخَباً سياسية من الطراز الرفيع، تعرف ماذا تريد، وتعرف كيف تصل إلى ما تريد، وتعي بكل أساليب السياسة الميكافيلية التي تنهجها قوى الظلم والفساد الاستمرار في السلطة. لا مناص إذن من فعل تدافعي جماعي يلتف حول قوة أفرزها مسار التاريخ التدافعي لتحقيق التغيير، وإلا سنكون معولا من معاول الظلم والفساد والاستبداد بتعطيل وظيفتها التاريخية، ولنا في المقا.ومة في فلس.طين خير مثال يحتذى به خاصة في غ.ز.ة حيث تصطف كل الفصائل بكل تلاوينها مع ح.م.ا.س لأنها رأس حربة مقا.ومة الاحلال الصهيو.ني وحلفائه في الغرب. *********************** الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لجريدة إيطاليا تلغراف. التداول على مناهضة الظلم سُنَّةٌ كونيةفؤاد هراجة

ومن الحسد ما قتل!
ومن الحسد ما قتل!

البلاد البحرينية

time٢٧-٠٣-٢٠٢٥

  • البلاد البحرينية

ومن الحسد ما قتل!

كثرت الشائعات، وقيل: إن قاتل المغدور به في منطقة الشاخورة، كان على خلاف معه على موقف للسيارة! ما أثار حفيظة أهل القتيل الذين ساءهم ما انتشر من شائعة، ولا يعلم، من لم يعلم الحقيقة، أن وراء تلك الجريمة حسد أدى إلى إزهاق روح، وأن الأمر ما هو إلا استكثار القاتل النعمة التي أنعمها الله على المقتول. قطعة أرض، اشتراها المغدور به في القرية، لم يتحمل القاتل أن يرى تلك النعمة في يد قريبه، نازعه فيها، أثار الخلافات والمشاكل ليتنازل المغدور عنها، رغم أن الأخير عرض عليه شراء الأرض إن كان راغبًا فيها إلى الحد الذي يفتعل فيها المشاكل تلو المشاكل! إلا أنه بخس في قيمتها إلى الحد الذي أراد فيه شراءها بـ 5 آلاف دينار فقط رغم أن قيمتها تتجاوز 60 ألف دينار! المغدور به، أنشأ مبنى على الأرض، وسكن في طابقه السفلي، وأجر الشقق الأخرى، وطوال تلك المدة لم يهدأ القاتل ولم يمل من المشاكل التي يشعلها كل حين، ولم يسلم المستأجرون في العمارة من مشاكل القاتل! حيث كان يطلب منهم مغادرة الشقق والخروج منها، نكاية - بل قل حسدًا - بقريبه صاحب العمارة الذي قضى مقتولًا، ملقى في مواقف سيارات عمارته موقع الجريمة. الحسد، إن ما تجسّد في عمل وفعل، فنتائجه كارثية، وحذر منها الله تعالى في كتابه الكريم في قوله تعالى: 'وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ' (الفلق 5). كما جسدها الله لنا في قصة إخوة يوسف النبي عليه السلام، عندما كادوا له ورموه غيرة وحسدًا منهم إليه. وتمثل لنا جليًّا في ذبح قابيل أخاه هابيل عندما تقبل الله منه قربانه ولم يُتقبل منه، والشاهد الأكبر إبليس عندما تجسد الحسد منه لأبينا آدم عليه السلام وأخرجه من الجنة. الحسد ما هو إلا عدم شكر الله وحمده على النعم التي بين يدي الحاسد، ونقم على الله، لا على المخلوق الذي حباه الله تلك النعم، فقط لنتذكر بأنه يأكل الحسنات لنتجنبه. ياسمينة: انظروا للنعم التي بين أيديكم.

صندوق الأفكار خطورة الدراما
صندوق الأفكار خطورة الدراما

بوابة الأهرام

time٢٠-٠٣-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • بوابة الأهرام

صندوق الأفكار خطورة الدراما

كان الرئيس عبدالفتاح السيسى غاضبا ـ ومعه حق ـ فى تعليقه على بعض الأعمال الدرامية التى تتم إذاعتها خلال شهر رمضان فى بعض القنوات الفضائية لأنها تحرض على أعمال البلطجة والعنف، وتعلى من شأن البلطجية، والمجرمين، وتجعل من بعض تصرفاتهم الشاذة والعربية تصرفات عادية، واحيانا تصرفات بطولية. الدراما والسينما والمسرح والإعلام من أخطر الوسائل التى لها تأثير مباشر على سلوك الأفراد، ويظهر هذا بسرعة فى تصرفات بعض الأشخاص، ويمتد التأثير إلى المظهر الشخصى أيضا فى بعض الأحيان. نعم هناك بلطجية ومنحرفون فى المجتمع المصري، وفى كل مجتمع، لكن لا يجب تقديم هذه النماذج وكأنها ظواهر عامة، لان الخير والشر موجود أن منذ بدء الخليقة حتى قيام الساعة، وما قصة هابيل وقابيل إلا تأكيد على ذلك حينما وقعت أول جريمة قتل فى تاريخ الإنسانية رغم أن الدنيا كانت متسعة، والخير وفير، لكنها النفس البشرية الأمارة بالسوء دائما. هناك نماذج شريرة، وفاسدة، ومنحرفة، لكنها تظل أقلية شاذة، ولينظر كل شخص حوله سيجد أن هناك بعض الأشرار لكن الأغلبية دائما تكون من الأخيار، والأسوياء، والطبيعيين فى مختلف المجالات. هناك أعمال درامية وسينمائية رائعة كثيرة قديما وحديثا، وقد نجحت بعض هذه الأعمال بشكل كبير مثل مسلسل «أبو العروسة» وغيره من المسلسلات. على الجانب المقابل فقد ظهرت بعض المسلسلات خاصة تلك التى يتم بثها من بعض الفضائيات العربية مملوءة بالدم والعنف والبلطجة. الخطورة ان اعتياد الرؤية والمشاهدة لمثل هذه الأعمال يسهم فى تعميق التعايش مع تلك الأفعال السيئة، ويجعل منها امرا اعتياديا على مسماعنا وأعيننا. على سبيل المثال فقد لعبت مسرحية مدرسة المشاغبين دورا سلبيا خطيرا فى التأثير على سلوكيات التلاميذ داخل المدارس، كما لعبت أفلام المقاولات دورا سلبيا فى انحدار الذوق العام. أتمنى أن ينجح قرار رئيس الوزراء د. مصطفى مدبولى الأخير بشأن تشكيل مجموعة عمل بشأن وضع تصور مستقبلى للدراما والإعلام فى إعادة ضبط مشهد الدراما والأفلام والمسرحيات لتكون إضافة حقيقية وواقعية فى هذا المجال بعيدا عن النماذج الشاذة والسيئة.

نبيل عمر يكتب: ‏"الأخ قابيل" سبب أزمة الأهلي!‏
نبيل عمر يكتب: ‏"الأخ قابيل" سبب أزمة الأهلي!‏

مصراوي

time١٦-٠٣-٢٠٢٥

  • رياضة
  • مصراوي

نبيل عمر يكتب: ‏"الأخ قابيل" سبب أزمة الأهلي!‏

لا أظن أن جماهير الأهلي غاضبة من قرارات رابطة الأندية المصرية، لأنها حكمت بخسارة ‏الأهلي نقاط مباراة الزمالك الثلاثة، لأنه رفض أن يلعبها بالحكام المصريين، ولا بالنقاط ‏الثلاثة التي سوف تخصم منه في نهاية الدوري، فلا خسارة مباراة ولا أكثر، ولا خسارة ‏بطولة ولا أكثر تنال من قيمة الأهلي أو مكانته أو سمعته، فدولاب الأهلي يذخر بقدر من ‏البطولات والألقاب، إلى الدرجة التي تتطلب من منافسيه مئات السنين ليعادلوها أو حتى ‏يقتربوا منها، وبشرط أن يمتنع الأهلي عمدا عن الألقاب في مختلف اللعبات والألعاب!‏ غضب جمهور الأهلي مرجعه إحساسه بأن حملات تشويه تترصد ناديه منذ فترة ليست ‏قصيرة، فضائيات معينة ومذيعون وشخصيات كارهة يفترض أنها تنتمي إلى عالم الرياضة ‏ولا تعرف معناها، ومؤسسات رياضية، ليبدو الأهلي شيطانا أو ناديا مارقا متعاليا على ‏الجميع، حتى أن بعض جماهير الأهلي باتت تسأل أنفسهم: لماذا يتعرض الأهلي لهجمات ‏منظمة، وهل هي مؤامرة؟ بالطبع لا يمكن أن ننكر تطاولا من آن لآخر على الأهلي وإدارته دون مساءلة، والمدهش أن ‏ميثاق العمل الإعلامي يتصرف كما لو أنه "أعمى" لا يراها، وأطرش لا يسمع بها، وأخرس ‏لا يسأل عنها، فبدا التطاول كما لو أنه "هدف مقبول أو مطلوب" وليس خروجا على القانون ‏والأعراف، خاصة أن جزءا من الإعلام الرياضي غلب عليه روح المغالبة والتحيز، إلى ‏الدرجة أن قنوات رياضية تستضيف لاعبين سابقين أو ضيوفا، تستنطقهم بأن يقولوا كلاما ‏يعبر عن كراهية وتلاسن أكثر مما يعبر عن جوهر الرياضة، مع أن كرة القدم لعبة بالأقدام، ‏هدفها التسلية والترويح، حتى لو تحولت عمدا إلى صناعة وتجارة وسمسرة ودعاية وإعلانات ‏بمليارات، فارتبط جني هذه الأموال بالعزف الساخن على مشاعر جماهير الكرة الممولين ‏لها، وبات نجاح هذه البرامج وهؤلاء المذيعين مرتبطا باللهب الذي يشعلونه!‏ ومعروف أن جمهور كرة القدم عاطفي مشاعره سائلة، وأعصابه نافرة..‏ قطعا الأهلي حاجة تغيظ، نجاحه ونظامه وأساليب عمله تعري "العطن" في مؤسسات رياضية ‏أخرى، وصار الأهلي يمثل لهم كابوسا دائما، واستفزازا لا يتوقف: لماذا هو وليس نحن؟ سنوات طويلة والاستفزاز يطارد أندية واتحادات ومؤسسات رياضية، والسؤال لا يتغير، دون ‏أن يصلوا إلى الإجابة الصحيحة..‏ الإجابة الصحيحة هي النظام، والنظام هو مجموعة من القوانين والقواعد والإجراءات لإدارة ‏الموارد والبشر، فإذا كان النظام جيدا وكفئا، فهو يستخلص من الأفراد الخاضعين له أفضل ‏إمكاناتهم أو على الأقل نسبة كبيرة من أفضل إمكاناتهم، في أداء عملهم داخل النظام، وبالتالي ‏يحقق بهم قدرا عاليا من المكاسب تتيح له دوام تنمية هذه الموارد والبشر.‏ معادلة بسيطة وسهلة وموجودة في كتب الاقتصاد والإدارة والعلوم السياسية، لكنها تحتاج ‏ممن يريد أن يعمل بها أن يقف أمام المرآة عاريا، ليعرف أين تكمن عوراته، دون أن يكذب ‏على نفسه أو يجملها، لكنهم لم يفعلوها أبدا، لأن المصالح الخاصة غالبة وأطماع النفوس ‏كاسحة..‏ والحل؟ أن يفعلوا كما فعل قابيل.. كان سهلا على قابيل أن يدرك أسباب قبول الله لقربان أخيه هابيل ‏دون قربانه، ويصلح من نفسه ويعدل من سلوكياته، لكن العمل الجاد يعنى جهدا متواصلا ‏هائلا وإصرارا وتفكيرا وتضحية ومثابرة، وهو لم يعتد هذه الجدية، فذهب إلى أخيه وقتله..‏ أذن فلنقتل الأهلي!‏ لكن عملية القتل مستحيلة، قابيل وهابيل، شخص في مواجهة شخص، لكن الأهلي كيان ‏ضخم، فما البديل؟ تشويهه وإلقاء العراقيل في طريقه وصناعة أزمات ومعارك جانبية تجهده ‏وتأخذ من قدراته وتعطله!، ونصبح جميعا في الهوا سوا!‏ من فضلكم راجعوا تفاصيل الأزمة الأخيرة وكيف صُنعت عمدا من أول ترتيب جدول الدور ‏الثاني، إلى مباراة الافتتاح بعد أقل من أسبوع وكلُ من الاتحاد والرابطة يعرف أنها ستدار ‏بحكام أجانب؟، وكيف غاب التنسيق بين الاتحاد والرابطة والأهلي للوصول إلى حل قبل أن ‏تقفز المباراة من قمة الجبل؟، باختصار أزمة دون لزمة مصنوعة صناعة ركيكة!‏ نعم ثمة أخطاء بعضها عفو الخاطر وبعضها متعمد، لكنها أخطاء أفراد محدودي المهارات ‏العامة ولهم انحيازات لا علاقة لها بأوامر فوقية ولا تحتية.‏ كلمة أخيرة.. الأهلي ليس ناديا رياضيا فقط، الأهلي حالة مصرية، فحين تأسس في سنة ‏‏1907، كان جزءا من حركة وطنية نهضت في البلاد في أواخر القرن التاسع عشر، بعد ‏سنوات من الهدوء والاستكانة صاحبت الاحتلال البريطاني، كانت استنهاضا لهمة الأمة في ‏كل مناحي الحياة، تحرر واستقلال وثقافة ومسرح ورياضة.. الخ، وهي الحركة التي تنامت ‏وبلغت ذروتها بثورة 1919.‏ لهذا لم يكن غريبا أن يختار الأهلي "الوطني" اسما له، ويلبس تيشيرتا أحمر لون علم مصر، ‏وهذا منبع أو مصدر جماهيرية الأهلي الطاغية من البداية.‏ وليس غريبا أن يكون الأهلي هو أكبر مستثمر رياضي في مصر الآن، ولو قارنا استثمارات ‏الأهلي بأي استثمارات مصرية أو أجنبية في الرياضة المصرية، لا وجه للمقارنة على ‏الإطلاق، والاستثمار الحقيقي هو تنمية "الأصول الرأسمالية"، ملاعب وأكاديميات وأبطال ‏وآلاف الموظفين والعمال والإداريين والمدربين، وليس مجرد توزيع عشرات الملايين من ‏الدولارات على عدد محدود من اللاعبين والإداريين والمدربين ودمتم!‏ تخيلوا أن استثمارات وادي دجلة أو الجونة وهي استثمارات مصرية خالصة أكثر قيمة ‏وأهمية من أي استثمارات أجنبية لم تضف أي أصول رأسمالية إلى الرياضة المصرية!!‏ عموما ما يحدث للأهلي من أزمات وعوائق من صناعة أفراد لهم انتماءات مختلفة، نعم ‏مجرد أفراد حتى لو شغلوا مناصب كبرى في مؤسسات رياضية تدير ألعابا، فتتغلب ‏انتماءاتهم أو أغراضهم أو مصالحهم الخاصة على المصلحة العامة.‏ والسؤال: لماذا لا نستنسخ الأهلي؟، ولا نعني مطلقا خلوه من منغصات أو بعض مجاملات أو ‏مشكلات أو أخطاء.. لكن الأهلي يدفع بها إلى "الحيز" الذي لا يعطل ولا يتراكم إلى قيود ‏حديدية تشده إلى الخلف.‏

قصة أول جريمة قتل فى التاريخ.. فيديو
قصة أول جريمة قتل فى التاريخ.. فيديو

اليوم السابع

time١٦-٠٣-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • اليوم السابع

قصة أول جريمة قتل فى التاريخ.. فيديو

يقدم "تليفزيون اليوم السابع" خلال الموسم الرمضاني 2025 برنامج "جاء في الأثر" ، الذى تقدمه الزميلة روان يحيى، بمراجعة علمية من الدكتور أحمد المالكى من علماء الأزهر الشريف. ويسلط البرنامج الضوء على الروايات المتناقلة عن أهل الكتاب، المعروفة بـ"الإسرائيليات"، ويقدم تحليلًا دقيقًا لها فى ضوء القرآن الكريم والسنة الصحيحة. تناولت الحلقة الثالثة من برنامج "جاء في الأثر" قصة أول جريمة قتل في التاريخ، حيث قتل أحد أبناء آدم أخاه، وهي الحادثة التي وثّقها القرآن الكريم دون ذكر أسماء القاتل والمقتول. ورغم أن الأسماء المتداولة هما قابيل وهابيل، إلا أن القرآن الكريم والأحاديث النبوية الصحيحة لم يذكرا هذين الاسمين، بل جاءت هذه الرواية من الإسرائيليات، أي من المصادر اليهودية والمسيحية التي انتقلت إلى كتب التفسير الإسلامي. أقدم ذكر لهذه الأسماء ورد في "العهد القديم" (التوراة)، في سفر التكوين، الإصحاح الرابع، حيث ورد أن الأخ الأكبر قايين قتل أخاه الأصغر هابيل. وعند انتقال هذه الرواية إلى اللغة العربية، تحوّل اسم قايين إلى قابيل، بينما بقي هابيل كما هو تقريبًا. أما من حيث المعنى اللغوي، فهناك تفسيرات متعددة: قابيل (قايين): يُقال إن الاسم مشتق من الجذر العبري ويعني "اقتناء" أو "امتلاك"، وهناك من يربطه بمهنة الحدادة، إذ تشير التقاليد اليهودية القديمة إلى أنه كان أول من استخدم الأدوات الحديدية. هابيل: في العبرية يعني "بخار" أو "شيء زائل"، وهو ما قد يكون إشارة إلى قِصَر حياته، إذ قتل وهو شاب. الحلقة شددت على ضرورة التحقق من المصادر وعدم التسليم التام بروايات متوارثة دون دليل قاطع، إذ إن الثابت من القرآن أن أحد أبناء آدم قتل أخاه، أما الأسماء والتفاصيل الأخرى فتبقى اجتهادات بشرية وتأويلات تاريخية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store