أحدث الأخبار مع #هيثممحمدإبراهيم


البوابة
منذ 14 ساعات
- صحة
- البوابة
أمهات ثكلى.. نساء السودان يتحملن وطأة الحرب مع تزايد الوفيات
أوقعت الحرب الوحشية في السودان بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، والتي تدخل عامها الثالث، خسائر فادحة في صفوف النساء، اللواتي تتفاقم معاناتهن وسط انهيار شبه كامل للنظام الصحي في البلاد. وارتفعت وفيات الأمهات بشكل حاد، حيث تُعدّ النساء الحوامل والأمهات الجدد من بين الفئات الأكثر ضعفًا في بلد يعاني من النزوح والجوع والفقر. ووفقًا لأرقام وزارة الصحة السودانية، ارتفع معدل وفيات الأمهات إلى ٢٩٥ حالة وفاة لكل ١٠٠.٠٠٠ ولادة حية. وصرح وزير الصحة السوداني هيثم محمد إبراهيم بأن "عدد وفيات الحوامل التي رُصدت بين يونيو ٢٠٢٣ ويوليو ٢٠٢٤ بلغ ٨٧٠ حالة وفاة، منها ٣٥٠ حالة وفاة حدثت داخل المستشفيات والمرافق الصحية". تُقدّر منظمة الصحة العالمية أن أكثر من ١.١ مليون امرأة حامل في السودان يفتقرن الآن إلى الخدمات الأساسية، مثل رعاية ما قبل الولادة، والولادة الآمنة، ورعاية ما بعد الولادة. نورا، أمٌّ ثكلى من منطقة قريضة بجنوب دارفور، تُدرك هذه المعاناة جيدًا وتقول "نُقلت ابنتها الحامل، التي كانت في حالة حرجة في أشهرها الأخيرة، إلى مستشفى مروي بولاية شمال السودان بعد رحلةٍ امتدت لآلاف الكيلومترات وتوفيت بعد ولادتها بوقتٍ قصير". ومع حزنٍ ظاهر على وجهها، وحفيدتها المولودة حديثًا مربوطة على ظهرها، شوهدت نورا وهي تُصلي بينما تنتظر وسيلة النقل في الدبة بشمال دارفور، لتبدأ رحلة العودة المؤلمة إلى قريضة وحدها مع الرضيع وقد أمضت خمسة أشهرٍ عالقةً بسبب نقص التمويل، حيث لجأت إلى مخيم حوش مليط في شمال دارفور قبل أن تُكمل رحلتها، بحسب روايتها لراديو دبنقا السوداني. وأفاد سكان لراديو دبنقا أن الخدمات الصحية في قريضة شبه معدومة، حيث تشترك الوحدات الإدارية الثلاث في المنطقة في مستشفى ريفي واحد، يفتقر إلى المعدات الأساسية والكوادر الطبية وحتى جهاز الأشعة السينية، مما يُجبر السكان على القيام برحلات شاقة إلى نيالا في جنوب دارفور لإجراء الفحوصات الطبية الأساسية. صرح وزير الصحة السوداني قائلاً: "تُعدّ قضية وفيات الأمهات بسبب الحرب من أكثر الملفات إثارة للقلق لدى جميع العاملين في مجال الصحة وحقوق الإنسان" وأكد أن معدل وفيات الأطفال يبلغ ٥١ حالة وفاة لكل ١٠٠٠ ولادة حية. وكانت الأمم المتحدة قد قدرت سابقًا معدل وفيات الأمهات في السودان بـ ٢٧٠ حالة وفاة لكل ١٠٠.٠٠٠ ولادة حية ومنذ الحرب، تُبلغ وزارة الصحة السودانية الآن عن رقم مُذهل يبلغ ١٠٠ حالة وفاة لكل ١٠.٠٠٠ ولادة، وهو رقم أكدته منظمة الصحة العالمية واليونيسف. وحذرت الدكتورة أديبة إبراهيم، عضو نقابة الأطباء السودانيين، من أن ٩٠٪ من المؤسسات الصحية في البلاد قد انهارت وأضافت: "لقد أدى هذا إلى تفاقم وضع الرعاية الصحية، لا سيما في مناطق النزاع". ووفقًا لها، سجّلت منظمة مناهضة العنف ضد المرأة والطفل أكثر من ٣١٦ ألف حالة وفاة بسبب الكوليرا و٥٧٦ ألف حالة وفاة بسبب حمى الضنك. كما أشارت إلى معاناة ١٧٦ ألف امرأة حامل من سوء التغذية، ووفاة ٨٥٠ ألف امرأة مرضعة، ووفاة ٤٥ ألف طفل بسبب سوء التغذية. وفي حديثها مع "مدنية نيوز"، أفادت الدكتورة أديبة بوقوع ٦٧٩ حالة اعتداء جنسي، منها ٢٥٦ حالة شملت أطفالًا تتراوح أعمارهم بين ٥ و١٦ عامًا. لا تزال الأسر النازحة تعاني من صعوبات في الحصول على أبسط الرعاية الصحية. وفي بلدة تنقاسي الشمالية، وهي قرية تقع على الضفة الغربية لنهر النيل، على بُعد حوالي ١٧ كيلومترًا من مروي باتجاه مجرى النهر، تنام راضية، البالغة من العمر ٧٠ عامًا، من شمال دارفور، على الأرض أمام مستشفى مع ابنتها المصابة وابنها الصغير بعدما هربوا من قصف جوي في مليت، شمال دارفور، لكن الصدمة لم تنتهِ بالنزوح. ترقد ابنتها على سرير مستأجر، تعاني من إصابة في القدم لم تُعالَج. لا تستطيع الأسرة تحمل رسوم المستشفى اليومية البالغة ٢٥ ألف جنيه سوداني، ناهيك عن تكلفة العملية البالغة ٥٠٠ ألف جنيه سوداني. قالت راضية: "نتشارك وجبات الطعام مع المرضى الآخرين، لكنني في الليل أتحمل البرد وحدي، أدعو الله أن يكفيني شر إنقاذ ابنتي". تعكس قصة راضية قصص آلاف السودانيين الذين فقدوا منازلهم وسبل عيشهم وكرامتهم وسط قتال لا هوادة فيه بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع. لقد أدت الحرب إلى تدمير قدرة النساء على الوصول إلى الرعاية الصحية، مما جعلهن يضطررن إلى السفر لمسافات طويلة في ظل ظروف خطيرة، وغالبا ما تكون النتائج مأساوية.


Independent عربية
منذ يوم واحد
- صحة
- Independent عربية
توقف "الصحة الإنجابية" يهدد حياة آلاف النساء في السودان
مع طول أمد الحرب في السودان التي أكملت شهرها الـ25، تتزايد المخاوف على أوضاع النساء الصحية في البلاد، وبخاصة في ظل عدم توافر وسائل الرعاية الإنجابية والجنسية نتيجة تضاؤل المساعدات والخدمات المقدمة لهن بسبب نقص التمويل، فضلاً عن توقف أكثر من 70 في المئة من المستشفيات عن الخدمة، وحتى تلك القليلة منها التي لا تزال تعمل، تعاني نقصاً حاداً في الأدوية والمعونات الطبية، مما أسهم في انعدام الرعاية الصحية. وتعاني خطة الاستجابة الإنسانية في السودان التي تحتاج إلى 4.8 مليار دولار لمساعدة 20.9 مليون شخص من ضعف التمويل، مما يهدد بتوقف خدمات الصحة الجنسية والإنجابية في 15 من أصل 18 ولاية سودانية جراء ضعف التمويل، مما يؤثر في 1.2 مليون امرأة في سن الإنجاب و120 ألف امرأة حامل و24 ألف ناجية من العنف الجنسي. مخاوف وتحديات من جهتها قالت منظمة الصحة ومجموعة الصحة في تقرير لها إنه "بسبب خفض التمويل أصبح تقديم خدمات الصحة الجنسية والإنجابية في 15 ولاية معرضاً للخطر"، وأشار التقرير إلى أن "تجميد التمويل لا يزال يؤثر في شركاء مجموعة الصحة وتقديم خدمات الرعاية الصحية، إذ أثر في 13 شريكاً بصورة مباشرة و1.5 مليون إنسان مباشرة أيضاً، علاوة على 5 ملايين آخرين بصورة غير مباشرة في ظل التوقف التدريجي لدعم 335 مرفقاً صحياً". وبين التقرير أن "ذلك يؤثر في 1.2 مليون امرأة في سن الإنجاب و120 ألف امرأة حامل و24 ألف ناجية من العنف الجنسي"، لافتاً إلى أن "خفض التمويل أدى إلى تعليق عمل العيادات المتنقلة وإغلاق مرافق الرعاية الصحية الأساسية، بما في ذلك تلك الموجودة في المناطق التي يصعب الوصول إليها والمناطق التي تستضيف اللاجئين مثل مخيم الطنيدبة في القضارف". وأعربت جهات دولية متخصصة في مجال الصحة عن مخاوفها من توقف خدمات الصحة الجنسية والإنجابية في 15 من أصل 18 ولاية سودانية جراء ضعف التمويل. تدخلات عاجلة في السياق قال وزير الصحة السوداني هيثم محمد إبراهيم إن "وضع الصحة الإنجابية والأمهات في حاجة إلى تدخلات في ظل الحرب واعتداءات قوات 'الدعم السريع'، لذلك تم وضع خطة استراتيجية لعام 2025، تتطلب رصد أكثر من 200 مليون دولار من قبل حكومة السودان والشركاء والمانحين"، وأضاف إبراهيم أن "معدل وفيات الأمهات بلغ 295 لكل 100 ألف حالة ولادة، لذا فإن هذه الشريحة تحتاج إلى رعاية خاصة". وأوضح وزير الصحة السوداني أنهم "توصلوا إلى اتفاق مع منظمات الصحة العالمية وبعض المانحين من أجل تركيز الجهود لخفض وفيات الأمهات من خلال تكامل الجهود المشتركة والتنسيق المحكم لسد الحاجة الفعلية وزيادة الاهتمام". أزمات ووفيات يرتبط مفهوم الصحة الإنجابية، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، بالعناية الصحية التي تقوم بها النساء في سن الإنجاب، بما يشمل العلاج والغذاء والرعاية قبل الحمل وبعده، ولم يعد الأمر يقتصر على فكرة تنظيم الأسرة فحسب. في هذا الصدد، قالت المتخصصة بالصحة الإنجابية إيمان محجوب إن "اتساع رقعة الحرب وتمددها في ولايات سودانية عدة شل قدرات المنظمات التي تدعم خدمات الصحة الجنسية والإنجابية وبخاصة في ظل تنامي الحاجة إلى المعينات الطبية وضرورة وجود العيادات المتنقلة في مناطق النزاع المسلح وتجمعات النازحين"، وأضافت أنه "مع مرور الأيام بدأت أوضاع الفتيات والنساء تسوء نتيجة الحرمان من حقوقهن الأصلية في تلقي خدمات الصحة الإنجابية والدعم الطبي والنفسي، مما أدى إلى حدوث وفيات في مدن ومناطق عدة بالبلاد". ونوهت محجوب بأن "مرافق الرعاية الصحية والمستشفيات في مناطق النزاع المسلح تعرضت للتدمير والقصف، فيما أغلق بعضها نتيجة شح الأدوية وانعدام الأمن جراء الاشتباكات التي تندلع بين الحين والآخر"، وأشارت متخصصة الصحة الإنجابية إلى أن "المرافق الأكثر تضرراً تقع في مراكز إيواء النازحين، مما يعرض حياة آلاف الفتيات والنساء للخطر بسبب النقص الحاد في الكوادر الطبية والأدوية". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) أخطار وبدائل في السياق أوضح متخصص أمراض النساء والتوليد، مجدي يونس أن "هناك حالات وفاة حدثت للحوامل والفتيات نتيجة تعرضهن لالتهابات وارتفاع ضغط الدم وحالات نزف حادة، وعدم التمكن من إنقاذهن بسبب نقص الرعاية الصحية". وأردف أن "العدد القليل للمستشفيات والمراكز الصحية انعكس على واقع الصحة الإنجابية للمرأة في أكثر من 10 ولايات سودانية، وكذلك وصلت نسبة الحمل الخطر إلى 15 في المئة بين إجمالي الحوامل، إضافة إلى معاناة نحو 20 في المئة من فقر الدم أثناء فترة الحمل وبعده". وبين يونس أن "هذه المؤشرات دفعت بعض النساء في السودان إلى تجنب الحمل حتى لا تحدث لهن أزمات صحية تؤدي إلى الوفاة، إضافة إلى لجوء العشرات لاستخدام وسائل تنظيم الأسرة من أجل المباعدة بين الحمل والآخر". وتابع متخصص النساء والتوليد "تضطر نساء عدة إلى الولادة في ظروف غير صحية، لذا يزيد هذا الوضع من خطر الإصابة بالمضاعفات و'الإنتان'، وهي حال تهدد الحياة بسبب تدمير الجسم لأنسجته عند استجابته للعدوى وعجز الأعضاء عن القيام بوظائفها بصورة سليمة وطبيعية". تفاقم الأوضاع على صعيد متصل أشارت مديرة الصحة الإنجابية بولاية جنوب دارفور طيبة بخيت إلى أن "الحرب أثرت في إمكانات وزارة الصحة بسبب ما طاول مرافقها من حرق ونهب وسلب". وذكرت أن "الوزارة كان لديها 164 مرفقاً صحياً يعمل في مجال تقديم الرعاية الصحية للنساء الحوامل، لكن بعد الحرب تقلص عددها إلى 44 فحسب، وكان هناك نحو 14 مستشفى ريفياً في مجال الأمومة والطفولة قبل الحرب تقلصوا إلى سبعة مستشفيات فقط من دون إمكانات". وأوضحت بخيت أن "الوزارة أجرت مسوحات في بعض معسكرات النازحين وتوصلت إلى نتيجة مفادها زيادة أعداد وفيات الحوامل، لكن لم تستطع إجراء المسوحات في غالب المناطق بسبب استمرار القتال وانعدام وسائل الحركة وانقطاع الإنترنت".


Independent عربية
٢٠-٠٤-٢٠٢٥
- صحة
- Independent عربية
أطفال السودان... الوفيات في تزايد والانتهاكات صادمة
مع ما يكابدونه في ظل الحرب والجوع، تأتي الأوبئة والأمراض لتفاقم من معاناة أطفال السودان، إذ حصد سوء التغذية أرواح الآلاف من اليافعين في مدن ومناطق عدة بالبلاد، وبخاصة في ظل توقف المساعدات الإنسانية التي قادت العالقين في الخرطوم والنازحين إلى أوضاع كارثية، فضلاً عن تعرض البنات الصغيرات إلى العنف الجنسي والاغتصاب والزواج المبكر أو القسري. وترجمة للحال المريعة التي تحيط بهم جراء تداعيات الصراع المسلح، أعلنت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان وفاة 45 ألف طفل بسبب سوء التغذية منذ اندلاع الحرب في أبريل (نيسان) 2023، إضافة إلى رصد وفاة طفل أو طفلين كل ساعة بمخيمات زمزم وكلمة في إقليم دارفور وأدري بدولة تشاد التي تستضيف مئات الآلاف من اللاجئين السودانيين. جهود حكومية في السياق ذاته، أوضح وزير الصحة السوداني هيثم محمد إبراهيم أن "معدل سوء التغذية الحاد وسط الأطفال بلغ 15 في المئة بينما يتطلب معدل ستة في المئة دخول المستشفيات لتلقي العلاج". وأشار إلى أن "زيادة حالات سوء التغذية لا ترتبط بالجوع فقط، بل بأمراض الأطفال وعدم الحصول على المياه النظيفة والتغذية السليمة، إذ يعاني اليافعون في المناطق التي ينتشر فيها سوء التغذية عدم الحصول على التطعيم والغذاء والخدمات الصحية". وأعلن إبراهيم ترتيبات لوزارة الصحة بالتعاون مع وكالات الأمم المتحدة لتنفيذ خطة لمعالجة سوء التغذية بكلفة تبلغ 471 مليون دولار، مؤكداً وجود 2249 مركزاً للتغذية العلاجية والطبية. أوضاع كارثية وعن أسباب تفشي سوء التغذية اعتبر المتخصص في طب الأطفال محمد مبروك أن "عدم وجود مستشفيات ومراكز صحية تقدم خدمات رعاية تكاملية تبدأ من النساء الحوامل وتستمر مع الأمومة والطفولة في المناطق التي تشهد نزاعات مسلحة أسهم في تزايد الحالات والوفيات، وفي حال استمرار الحرب فإن الأوضاع الإنسانية ستنحدر نحو الكارثة". ونوه إلى أن "هناك حالات وفاة حدثت للأطفال في مراكز إيواء النزوح البعيدة عن مرافق الرعاية الصحية نتيجة تفشي الأمراض والأوبئة القاتلة، إضافة إلى شح الأدوية المنقذة للحياة". ودعا مبروك وزارة الصحة السودانية والمنظمات الدولية إلى "الأخذ في الأزمة بالاعتبار وإمداد المناطق المتأثرة بالأدوية والمواد الغذائية للأطفال والحوامل على حد سواء، لا سيما التي تعاني بسبب حصار المجموعات المسلحة". وبيّن أن "هناك مناطق تعيش أسوأ حالاتها من ناحية تردي الأوضاع الإنسانية من جوع ومرض وموت، إضافة إلى انهيار القطاع الصحي وخروج المستشفيات عن الخدمة بسبب القصف المتبادل بين طرفي الصراع المسلح واستهداف الطواقم الطبية". ضحايا الفقر على الصعيد نفسه، قال الأمين العام للمجلس القومي للطفولة في السودان عبدالقادر الأمين أبو إن "نسبة مقدرة من الأطفال تصل إلى 87 في المئة هم تحت خط الفقر لم يجدوا حظهم من العون الإنساني الطوعي في ظروف الحرب من هيئة الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة". وأضاف أن "الأطفال الذين سلمهم الجيش السوداني إلى الصليب الأحمر وعددهم 30 طفلاً، بعد عملية الفحص تبين أن 13 منهم يعانون سوء تغذية وجفافاً شديداً، وتعرضوا لصدمات نفسية وهم بحاجة إلى رعاية طبية، وتم تسليمهم لولاية كسلا ويتلقون العناية الخاصة"، وتعهد "أبو" بمتابعة المجلس المستمرة لملف الأطفال المجهولي الأبوين، وبذل الجهود كافة من أجل توفير الدعم لهذه الشريحة". استهداف واعتداء في غضون ذلك، تشهد مناطق النزاع المسلح في السودان تعرض الطفلات للعنف الجنسي والاغتصاب والزواج المبكر أو القسري. وفي هذا الصدد، أوضحت الباحثة الاجتماعية أماني الحسن أن "العنف الجنسي كان يستخدم كواحد من أسلحة هذه الحرب بأقذر وأسوأ أدوات الاستغلال، إذ تحتضن معسكرات النزوح ودور الإيواء في الولايات الآمنة، مئات قصص ومآسي القهر النفسي والجسدي والجنسي الموجعة تعرضت لها فتيات يافعات أثناء الصراع المسلح". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأعربت الحسن عن اعتقادها أن الحاجة إلى حماية الطفلات من العنف الجنسي المتصل بالنزاع المسلح أجبر بعض العائلات إلى تزويج بناتهم ليصبحن ضحايا صاغرات لظروف عيش لم يخترنها. واعتبرت الباحثة الاجتماعية أن "الزواج في سن الطفولة يضاعف مشكلات المجتمع السوداني لعدم استطاعة اليافعات تحمل أعباء الحياة الزوجية والتكيف مع الأسرة والصراعات التي تنتج بين الفينة والأخرى". وتابعت، "زواج القاصرات جريمة بكل المقاييس، إنسانية وحقوقية واجتماعية، وأسهمت آثار الحروب في تزايد نسبة زواج اليافعات، وبخاصة في المدن التي تشهد نزاعات وانتقال الأسر من المناطق الحضرية إلى مخيمات النزوح من دون النظر إلى العواقب". انتهاكات مروعة وفي إحصائية تكشف حجم الانتهاكات الإنسانية المريعة التي طاولت هذه الشريحة، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" أنه "خلال الحرب المستمرة في السودان منذ عامين ارتفع عدد الانتهاكات الجسيمة لحقوق الأطفال بنسبة ألف في المئة"، مناشدة العالم عدم التخلي عن ملايين الأطفال المنكوبين. وقالت المديرة التنفيذية للوكالة الأممية كاثرين راسل في بيان إن "عامين من الحرب والنزوح حطما حياة ملايين الأطفال في سائر أنحاء السودان". وسلطت "يونيسيف" في بيانها الضوء على الانتهاكات الجسيمة لحقوق الأطفال، بما في ذلك تعرض أطفال للقتل والتشويه والاختطاف والتجنيد القسري والعنف الجنسي، مشيرة إلى أن هذه الانتهاكات "ازدادت بنسبة ألف في المئة خلال عامين" وانتشرت في جميع أنحاء البلاد. وأشارت إلى أن "عدد الأطفال الذين قتلوا أو أصيبوا بجروح في السودان ارتفع من 150 حالة مؤكدة في عام 2022 إلى نحو 2776 حالة في عامي 2023 و2024، وكذلك فإن عدد الهجمات على المدارس والمستشفيات ارتفع من 33 حالة تم التحقق منها في 2022 إلى 181 حالة في العامين الماضيين. في المقابل تضاعف خلال العامين الماضيين عدد الأطفال المحتاجين إلى مساعدات إنسانية، إذ ارتفع من 7.8 مليون في بداية 2023 إلى أكثر من 15 مليون طفل اليوم، وفقاً لـ"اليونيسيف".


الشرق السعودية
١٥-٠٤-٢٠٢٥
- صحة
- الشرق السعودية
عامان على الحرب في السودان.. ملايين النازحين وأطفال بلا مدارس
يكمل السودان، الثلاثاء، عامه الثاني تحت وطأة الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، والتي خلفت آلاف الضحايا من المدنيين وموجة نزوح كبيرة وخسائر اقتصادية، في ما وصفتها الأمم المتحدة بأنها "أكبر أزمة إنسانية في العالم". وتسببت الحرب في السودان، والتي اندلعت في 15 أبريل 2023، بين الجيش وقوات الدعم السريع، في نزوح ولجوء ما بين 12 إلى 13 مليون شخص، بينما يعاني حوالي 25 مليون آخرين من انعدام الأمن الغذائي الحاد، منهم 8.5 مليون شخص يواجهون مستويات طارئة أو كارثية تقترب من المجاعة. وقال وزير الصحة السوداني هيثم محمد إبراهيم في مقابلة خاصة مع "الشرق"، إن حصيلة الخسائر في القطاع الصحي تتجاوز 11 مليون دولار، لافتاً إلى تأثر المستشفيات في ولاية الخرطوم بشكل كبير وتعرضها لتدمير ممنهج وهو ما يؤخر عودتها مجدداً بشكل سريع. وأضاف الوزير بأن الإمداد الدوائي يشهد حالة من التحسن نتيجة التدخلات من قبل الدولة والقطاع الخاص، كاشفاً عن استيراد ما قيمته 230 مليون دولار خلال العام الماضي. ويشهد السودان أكبر أزمة نزوح في العالم، إذ أكد فيليبو جراندي، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن "ثلث سكان السودان نازحون. وامتدت عواقب هذا الصراع المروع والعبثي إلى ما وراء حدود السودان". وفي المجمل، نزح أكثر من 12 مليون شخص داخلياً بينما عبر نحو 3.8 مليون لاجئ الحدود، وتتوقع الأمم المتحدة ارتفاع هذا العدد بنحو مليون شخص في عام 2025. أما شون هيوز، منسق الطوارئ في برنامج الأغذية العالمي لأزمة السودان، فقد وصف الوضع المأساوي في السودان بأنه أكبر أزمة إنسانية في العالم، بكل المقاييس، إذ يواجه نحو 25 مليون شخص - أي نصف السكان - جوعاً شديداً، ويعاني ما يقرب من خمسة ملايين طفل وأُم من سوء التغذية الحاد. وحذر هيوز من أن "عشرات الآلاف من الأشخاص في السودان سيموتون خلال العام الثالث من الحرب، ما لم يتمكن برنامج الأغذية العالمي وغيره من الوكالات من الوصول إلى المحتاجين والحصول على الموارد اللازمة لهم". وناشد المجتمع الدولي ضمان الوصول الإنساني والتمويل اللازمين لتجنب كارثة إنسانية أكبر. أطفال السودان في دائرة الخطر وحذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) من أن "الموت تهديد مستمر" يخيّم على حياة أطفال السودان. ففي محيط مدينة الفاشر وحدها، يحاصر الموت ما يقرب من 825 ألف طفل، يواجهون القصف المستمر ونقص حاد في أبسط مقومات البقاء على قيد الحياة. وذكرت اليونيسف أن 15 مليون طفل في السودان في حاجة إلى مساعدات إنسانية بعد عامين على الحرب، مشيرة إلى أن نحو 17 مليون طفل سوداني خارج المدارس، و70% من المرافق الصحية في مناطق النزاع متوقفة عن العمل. وكشفت أن أكثر من 7 ملايين طفل نزحوا من ديارهم، و3.2 مليون طفل دون الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد، كما أكدت أن الانتهاكات الجسيمة بحق الأطفال في السودان ارتفعت بنسبة 1000% منذ اندلاع الحرب. ونقلت إيفا هندز، رئيسة قسم المناصرة والتواصل في يونيسف السودان، شهادة مؤلمة عن الواقع المرير الذي يعيشه أطفال الفاشر ومعسكر زمزم الذي تفشت فيه المجاعة. وقالت: "هذا مكان يمثل فيه الموت تهديداً مستمراً للأطفال، سواءً كان ذلك بسبب القتال الدائر حولهم أو بسبب انهيار الخدمات التي يعتمدون عليها للبقاء على قيد الحياة". كما وصفت أرجنتينا ماتافيل بيتشين، القائمة بأعمال ممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان في السودان، الوضع بأنه "يفطر القلب"، مشيرة إلى أن من بين 12 مليون نازح، هناك حوالي 2.7 مليون امرأة وفتاة في سن الإنجاب، بمن فيهن 300 ألف امرأة حامل يواجهن خطر الانتهاكات الوحشية والولادة في ظروف غير إنسانية. وقالت لموقع أخبار الأمم المتحدة: "بعض النساء ينتهي بهن المطاف بالولادة على قارعة الطريق عندما يفررن من بيوتهن بعد سماع القصف والقنابل... وعندما تتم الولادة دون وجود عناية ماهرة، قد يُصاب الطفل حديث الولادة بمرض الكزاز". وحذرت بيتشين من التأثير الممتد للأجيال القادمة، حيث يؤدي سوء التغذية بين النساء الحوامل إلى ولادة أطفال ضعفاء، تقل فرص بقائهم على قيد الحياة وقدرتهم على التعلم. كما أشارت إلى انتشار العنف القائم على النوع الاجتماعي، حيث يواجه ما يقدر بنحو 6.7 مليون شخص خطر هذا العنف، وتكون النساء والفتيات النازحات هن الأكثر عرضة للخطر. دعم بريطاني وقالت بريطانيا الثلاثاء إنها ستقدم 120 مليون جنيه إسترليني (158 مليون دولار) مساعدات إضافية للشعب السوداني، الذي قالت إنه يواجه أسوأ أزمة إنسانية مسجلة، وذلك خلال استضافتها مؤتمراً مع حلول الذكرى السنوية الثانية للحرب. وبدلا من التوسط مباشرة في النزاع، قالت بريطانيا إن مؤتمر لندن سيكون فرصة لتعزيز الاستجابة الدولية للأزمة، على الرغم من انتقاد السودان عدم دعوة حكومته إلى المحادثات. وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إن الحرب مستمرة منذ فترة طويلة للغاية "ومع ذلك، لا يزال معظم العالم يصرف النظر عنها". وأضاف في بيان "علينا التحرك الآن لمنع الأزمة من أن تتحول إلى كارثة شاملة، وضمان وصول المساعدات إلى من هم في أمس الحاجة إليها"، مشيرا إلى أن المتقاتلين أظهروا "استخفافا مروعا" بالمدنيين السودانيين.


الجزيرة
٢٣-٠٢-٢٠٢٥
- صحة
- الجزيرة
وزير الصحة السوداني يكشف عدد المصابين والوفيات بالكوليرا
الخرطوم- كشف وزير الصحة السوداني هيثم محمد إبراهيم للجزيرة نت، عن تفعيل قانون الصحة العامة للطوارئ بإغلاق الأسواق والمدارس والمحلات التجارية، وتنفيذ حملات الإصحاح البيئي وتطبيق الاحترازات والاشتراطات الصحية العامة بمدينة كوستي ، لمحاصرة الانتشار السريع لوباء الكوليرا. وأوضح أن إجمالي عدد الحالات بلغ 1351، منها 58 وفاة في 3 أيام في الفترة الممتدة من 20 إلى 22 فبراير/شباط الجاري. وقال إن السبب الرئيسي هو مياه الشرب الملوثة بسبب توقف المحطة الرئيسية للمياه بمدينة كوستي بفعل "استهداف مليشيا الدعم السريع الإرهابية المتمردة محطة كهرباء أم دباكر، مما دفع كثيرين إلى الشرب من مياه الترع والقنوات الزراعية". سرعة استجابة وأكد وزير الصحة السوداني سرعة استجابة حكومة ولاية النيل الأبيض ووزارة الصحة الاتحادية والشركاء في عدة محاور، والتي أسهمت بصورة فاعلة في نقصان معدل تزايد الحالات بعد اجتماعات تنسيقية على مستوى الولاية والغرفة الاتحادية بوزارة الصحة. وأشار إلى جهود الاستجابة الصحية والتدخلات العاجلة مثل إعادة تشغيل المحطة الرئيسية للمياه بكوستي، وتنفيذ حملة تطعيم للاستجابة لوباء الكوليرا، وتأمين الإمداد بـ 40 ألف وحدة من المحاليل الوريدية. ونوه لزيادة السعة السريرية لمركز العزل بالشراكة والعمل مع المنظمات الدولية العاملة بمجال الصحة على غرار منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، و الصحة العالمية ، و أطباء بلا حدود ، ومنظمة "بلان سودان"، إلى جانب المنظمات الوطنية. وشدد وزير الصحة على استمرارية التدخلات الصحية والتواصل المستمر مع كل الشركاء لاحتواء الوباء خلال الأيام القادمة.