أحدث الأخبار مع #هيدسون


الوطن الخليجية
١٧-٠٥-٢٠٢٥
- أعمال
- الوطن الخليجية
الخليج بين واشنطن وبكين: هل تعيد جولة ترامب رسم موازين النفوذ؟
وسط تحولات عميقة تشهدها علاقات القوى الكبرى في منطقة الخليج، جاءت جولة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لتدشّن محاولة جديدة لاستعادة الهيمنة الأميركية في إقليم لم يعد، كما في السابق، ساحة مغلقة على النفوذ الأميركي. فبينما كانت واشنطن تُخفف من انخراطها العسكري والدبلوماسي، كانت بكين تملأ الفراغ بهدوء، مستثمرة في الموانئ، والطاقة، والبنية التحتية الرقمية، وتبني لنفسها حضوراً يصعب التراجع عنه. وبحسب تقرير صادر عن معهد هيدسون الأميركي، فإن زيارة ترامب إلى الرياض ليست مجرد خطوة رمزية، بل تمثل إعلاناً ضمنياً بأن الخليج بات ساحة تنافس رئيسية في المواجهة العالمية بين أميركا والصين، وأن واشنطن تسعى للعودة كلاعب مهيمن في منطقة غيرت بكين كثيراً من معالمها الاقتصادية والاستراتيجية. بكين تملأ الفراغ الأميركي طوال العقد الماضي، بنت الصين نفوذها في الخليج على خمسة أعمدة رئيسية: الطاقة: الخليج يزوّد الصين بنحو نصف وارداتها من النفط الخام، وهو ما يضع المنطقة في صلب استراتيجيات بكين لضمان أمن الطاقة. وتُعد هذه العلاقة أساسية لاستقرار الاقتصاد الصناعي الصيني. الممرات الجيوسياسية: الخليج يُعد عقدة رئيسية في مبادرة 'الحزام والطريق'، وتستثمر بكين في الموانئ والممرات البرية لتأمين مسارات التجارة من شرق آسيا إلى أوروبا وأفريقيا. رأس المال والتكنولوجيا: صناديق الثروة الخليجية تمثل مصدر تمويل طويل الأجل للشركات الصينية، فيما تسعى هذه الشركات لتصدير تقنياتها الرقمية والذكاء الاصطناعي إلى الأسواق الخليجية. تجاوز العقوبات: استخدمت بكين المنطقة كوسيط لتفادي العقوبات الأميركية، خاصة في ما يتعلق بالنفط الإيراني، معتمدة على عملات بديلة ونظام موازٍ للشبكات المالية الغربية. إضعاف التحالفات الأميركية: من خلال بناء علاقات مع كل من حلفاء واشنطن وخصومها، تقدم الصين نفسها كبديل استراتيجي 'محايد'، ينتقد التدخلات الغربية ويعد بالاستثمار من دون شروط سياسية. انعكاسات أمنية واستراتيجية بدأت آثار هذا التمدد الصيني تظهر في تراجع النفوذ الدفاعي الأميركي. أبرز مثال كان إلغاء صفقة مقاتلات F-35 للإمارات بسبب رفضها إزالة تكنولوجيا 'هواوي' من شبكتها الوطنية، ما اعتبرته واشنطن تهديداً أمنياً. هذا التوتر يكشف حدود القدرة الأميركية على فرض شروطها، في ظل اختراق صيني 'ناعم' يصعب فصله عن البنية التحتية للدول. واختيار ترامب للرياض كبوابة لجولته رسالة بحد ذاتها: الخليج لم يعد ملحقاً جيوسياسياً، بل ساحة مركزية في التنافس الدولي. وقد رافقت الزيارة إعلانات عن استثمارات أميركية بقيمة 600 مليار دولار، تشمل 100 مليار في مجال الأسلحة المتقدمة، إضافة إلى تقنيات أشباه الموصلات التي تسعى واشنطن لاستخدامها لعزل الصين رقمياً عن الخليج. كما تشير بعض التقارير إلى أن ترامب يدرس تخفيف العقوبات على دمشق، ليس كمكافأة للنظام السوري، بل كمحاولة لاستعادة موطئ قدم استراتيجي تركه سلفه باراك أوباما لصالح الصين وروسيا وإيران. بين بكين وواشنطن: الحلفاء يعيدون الحسابات تثير جولة ترامب أسئلة حول مدى استعداد دول الخليج لإعادة تموضعها ضمن المحور الأميركي، بعد سنوات من تنويع الشراكات. فالصين تعرض علاقات اقتصادية قوية بلا شروط سياسية، بينما تحاول واشنطن استعادة موقعها من بوابة الأمن والتكنولوجيا والدفاع. تقول خلاصة تقرير معهد هيدسون إن الخليج لم يعد 'حديقة خلفية' لأحد، بل ساحة تنافس شرسة تتطلب من واشنطن أدوات جديدة، ومن حلفائها القدامى قرارات حاسمة بشأن وجهة المستقبل.


يمن مونيتور
١٥-٠٥-٢٠٢٥
- أعمال
- يمن مونيتور
(معهد أمركي).. جولة ترامب في الخليج تعيد رسم ملامح النفوذ الأمريكي وتحد من تمدد الصين
يمن مونيتور/ من معهد هيدسون الاميركي وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الرياض في مستهل جولته الخليجية يشير إلى محاولة محسوبة لإعادة فرض القوة الأمريكية في منطقة تراجع فيها النفوذ الأمريكي لصالح الصين خلال العقد الماضي. استغلت بكين خلال هذه الفترة، الفراغ السياسي والاستراتيجي لتوسيع وجودها في الشرق الأوسط، متوغلة في مشاريع البنية التحتية والمالية والتكنولوجية في الخليج، مما مكنها من تعديل التوازن الإقليمي لصالحها. تعد زيارة ترامب أول محاولة مباشرة لوقف هذا الزخم الصيني وإعادة الولايات المتحدة كقوة رئيسية تشكل مستقبل الخليج. رهانات كبيرة في الوقت الذي قلصت فيه واشنطن وجودها العسكري وخفضت أولويات المنطقة في استراتيجيتها الدبلوماسية، عززت بكين علاقاتها الخليجية. توسطت الصين في مارس 2023 في اتفاق لتطبيع العلاقات بين إيران والسعودية، وترى بكين في الشرق الأوسط مسرحاً أساسياً – وليس ثانوياً – في استراتيجيتها لإزاحة النفوذ الأمريكي وإعادة تشكيل التوازنات العالمية. وترتكز استراتيجية الصين على خمس عوامل رئيسية: الطاقة: الخليج يمكن أن يوفر الطاقة اللازمة للصين لدعم اقتصادها الصناعي، وتزود دول الخليج الصين بنحو نصف وارداتها من النفط الخام، وتعتبر بكين أمن الطاقة ضرورياً لاستقرار النظام. الممرات الجيوسياسية: يشكل الشرق الأوسط ممراً استراتيجياً يربط شرق آسيا بأوروبا وإفريقيا، ومن خلال مبادرة الحزام والطريق، أولت الصين أهمية للموانئ والممرات اللوجستية والنقاط التجارية في الخليج، مما يمنحها نفوذاً على طرق التجارة البحرية والبرية. رأس المال والتكنولوجيا: يوفر الخليج فرصاً استثمارية ضخمة للصين فصناديق الثروة السيادية في السعودية والإمارات تمثل مصادر استثمارية مستقرة للشركات الصينية، بينما تسعى دول الخليج لتسريع التحول الرقمي، مما يمنح الصين فرصة لتصدير تكنولوجياتها. تجاوز العقوبات: يمكن للصين استخدام المنطقة لتقويض العقوبات الأمريكية، فقد طورت الصين آلية لاستيراد النفط الإيراني عبر ناقلات أسطول الظل، مع تجنب الشبكات المالية الغربية، وتدفع بكين بالرنمينبي من خلال بنوك صينية صغيرة، بينما يتم تكرير النفط في مصافٍ مستقلة. إضعاف التحالفات الأمريكية: من خلال الانخراط مع حلفاء واشنطن مثل السعودية والإمارات وأعدائها مثل إيران، تطرح الصين نفسها كبديل استراتيجي غير مقيد بالشروط السياسية الأمريكية، وتستخدم بكين وسائل الإعلام والدبلوماسية لانتقاد السياسات الأمريكية وتصويرها على أنها مزعزعة للاستقرار. التداعيات على العلاقات الدفاعية الأمريكية بدأت حملة النفوذ الصيني تظهر آثارها على علاقات واشنطن الدفاعية في المنطقة، فقد انهارت صفقة بيع مقاتلات F-35 للإمارات بقيمة 23 مليار دولار بعد رفض أبوظبي إزالة شبكة معدات الاتصالات من شركة هواوي الصينية، التي اعتبرت واشنطن أنها تشكل تهديداً أمنياً. هذا التباين بين الحلفاء يظهر استراتيجية بكين طويلة الأمد، والتي تعتمد على التغلغل في الأنظمة الأساسية بطريقة يصعب على الدول المضيفة التخلص منها، ويصعب على واشنطن مواجهتها. الإستراتيجية الأمريكية الجديدة ترامب اختار الرياض لتكون محطته الأولى، وليس بروكسل أو لندن أو طوكيو، في إشارة إلى أن الولايات المتحدة ترى الشرق الأوسط مسرحاً محورياً للتنافس الاستراتيجي مع الصين. وأعلنت السعودية عن تعهدات استثمارية أمريكية بقيمة 600 مليار دولار، منها أكثر من 100 مليار دولار لشراء أسلحة أمريكية متقدمة. وفي الوقت نفسه، تستعد واشنطن لتزويد المملكة بتقنيات أشباه الموصلات المتقدمة، في خطوة تهدف لإبعاد الصين عن مشاريع الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية السحابية في الخليج. كما أن قرار ترامب برفع العقوبات عن دمشق ليس مجرد تنازل للنظام السوري بعد الأسد، بل هو محاولة لإعادة الدخول إلى ساحة استراتيجية تركها أوباما لصالح الصين وروسيا وإيران. في حال نجاح جولة ترامب الخليجية، سيحقق تقدماً كبيراً في كبح النفوذ الصيني وإعادة تأكيد الهيمنة الأمريكية وطمأنة الحلفاء في المنطقة، وفي ظل تحولات التحالفات وعدم اليقين الاستراتيجي، تشكل هذه الزيارة إشارة إلى التزام واشنطن بتشكيل موازين القوى، وليس مجرد ردود أفعال.

سودارس
٠٩-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- سودارس
"البرهان" بين مطرقة إسرائيل، وسندان "الإخوان"؟!
الجميل الفاضل بدأ لافتاً أن "كامرون هيدسون" المقرب جداً إلى الجنرال البرهان، والباحث البارز في برنامج افريقيا بمركز الدراسات الاستراتيجية بواشنطن، قد أطلق أمس تحذيراً شديد اللهجة لحكومة بورتسودان ، قائلاً: "من الأفضل للسودان أن يتواصل مع إسرائيل، قبل أن يُصنّف نفسه ضمن خانة إيران". مشيراً في تغريدة علي منصة (x)، إلى أن إسرائيل قلقة من تقارب السودان مع إيران ، كشريك إستراتيجي. وكشف هيدسون أن البرهان زعم أن هذه الشراكة من أجل مصالح السودان، موضحاً أن البرهان قال بصريح العبارة: "أنه سيعقد صفقة حتى مع الشيطان". بيد أن كامرون هيدسون، أطلق ما أعتبره تحذيراً أخيراً لصديقه البرهان: قائلاً: من الأفضل للسودان أن يتواصل مع إسرائيل قبل أن يتم وضعه بالكامل مع إيران". على أية حال، فكاميرون هيدسون، ليس مجرد باحث أمريكي متخصص في الشؤون الإفريقية فحسب، بل اكتسب هو خبراته في الشؤون الإفريقية من خلال عمله الميداني كمسؤول سابق بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية CIA، وكدبلوماسي بوزارة الخارجية الأمريكية ، ومدير مكتب المبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان، فضلاً عن عمله كمدير للشؤون الإفريقية في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض من (2005) حتى (2009). وكان هيدسون قد أشار في لقاء سابق نشرته صحيفة "الشرق الأوسط" إلى أن الإدارة الأميركية تسعى لحفظ الأمن على طول البحر الأحمر ، «وهذا يعني أن تظل روسيا وإيران بعيدتين عن حيازة أي قواعد في تلك المنطقة». وقال هدسون: لو صح أن السودان وروسيا قد اتفقا على منح موسكو قاعدة بحرية على البحر الأحمر ، فمن المؤكد أن ذلك سيكون إشكالية كبيرة لترمب، وسيكون له رد فعل قوي حتى يعلم السودان أن ذلك الاتفاق كان خياراً سيئاً، ويجب أن يخاف الناس هناك من ذلك. ويأتي تحذير هيدسون العلني لبورتسودان من مغبة التمادي في تطوير علاقاتها بطهران هذه المرة، في وقت كان البرهان قد أوفد فيه بالفعل مبعوثه الشخصي الفريق الصادق إسماعيل إلى إسرائيل في زيارة سرية في محاولة أخيرة للحيلولة دون تصنيف حكومة بورتسودان رسمياً في قائمة أعداء اسرائيل الأشد خطورة، القائمة التي تضم كافة حلفاء إيران بالمنطقة، والذين يواجهون الأن حرباً منظمة ومعقدة من قبل اسرائيل وحلفائها، وعلى رأسهم بالطبع الولايات المتحدة. وأشارت مصادر إلى أن مبعوث البرهان قد أخفق في إزالة مخاوف اسرائيل من أبعاد العلاقة المركبة لبورتسودان بطهران ، القائمة على تداخل في الأجندات ما بين احتياجات الجيش المرحلية ذات الصلة بالحرب، وتطلعات الإخوان المسلمين الرامية لإعادة بناء تحالف استراتيجي مع طهران. وبالتالي فرغم تذرع موفد البرهان بأن دافع العلاقة يقتصر على تلبية حاجة الجيش للسلاح الإيراني في حربه الحاليه ضد قوات الدعم السريع. إلا أنه لا يعرف إلى الآن على الأقل هل ينجح البرهان في الخروج من هذا المأزق، بإقناع اسرائيل بعدم وضع نظامه الانقلابي في خانة "حلفاء ايران"، الذين هم أعداء الداء لإسرائيل بالضرورة، وما سيترتب على مثل هذا التصنيف من تبعات قاسية ربما لا تقوى على احتمال تداعياتها وردات فعلها سلطة الأمر الواقع ببورتسودان التي أنهكتها الحرب؟. في مقابل ما يمكن أن يثيره أي إتجاه لنفض البرهان يده من التحالف مع ايران ، من توترات في العلاقة بين جنرالات الجيش وتنظيم الحركة الإسلامية الذي أفلح في إعادة السودان بشق الأنفس للتموضع من جديد تحت حلف المقاومة الذي تقوده طهران؟.