
(معهد أمركي).. جولة ترامب في الخليج تعيد رسم ملامح النفوذ الأمريكي وتحد من تمدد الصين
يمن مونيتور/ من معهد هيدسون الاميركي
وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الرياض في مستهل جولته الخليجية يشير إلى محاولة محسوبة لإعادة فرض القوة الأمريكية في منطقة تراجع فيها النفوذ الأمريكي لصالح الصين خلال العقد الماضي.
استغلت بكين خلال هذه الفترة، الفراغ السياسي والاستراتيجي لتوسيع وجودها في الشرق الأوسط، متوغلة في مشاريع البنية التحتية والمالية والتكنولوجية في الخليج، مما مكنها من تعديل التوازن الإقليمي لصالحها.
تعد زيارة ترامب أول محاولة مباشرة لوقف هذا الزخم الصيني وإعادة الولايات المتحدة كقوة رئيسية تشكل مستقبل الخليج.
رهانات كبيرة
في الوقت الذي قلصت فيه واشنطن وجودها العسكري وخفضت أولويات المنطقة في استراتيجيتها الدبلوماسية، عززت بكين علاقاتها الخليجية.
توسطت الصين في مارس 2023 في اتفاق لتطبيع العلاقات بين إيران والسعودية، وترى بكين في الشرق الأوسط مسرحاً أساسياً – وليس ثانوياً – في استراتيجيتها لإزاحة النفوذ الأمريكي وإعادة تشكيل التوازنات العالمية.
وترتكز استراتيجية الصين على خمس عوامل رئيسية:
الطاقة: الخليج يمكن أن يوفر الطاقة اللازمة للصين لدعم اقتصادها الصناعي، وتزود دول الخليج الصين بنحو نصف وارداتها من النفط الخام، وتعتبر بكين أمن الطاقة ضرورياً لاستقرار النظام.
الممرات الجيوسياسية: يشكل الشرق الأوسط ممراً استراتيجياً يربط شرق آسيا بأوروبا وإفريقيا، ومن خلال مبادرة الحزام والطريق، أولت الصين أهمية للموانئ والممرات اللوجستية والنقاط التجارية في الخليج، مما يمنحها نفوذاً على طرق التجارة البحرية والبرية.
رأس المال والتكنولوجيا: يوفر الخليج فرصاً استثمارية ضخمة للصين فصناديق الثروة السيادية في السعودية والإمارات تمثل مصادر استثمارية مستقرة للشركات الصينية، بينما تسعى دول الخليج لتسريع التحول الرقمي، مما يمنح الصين فرصة لتصدير تكنولوجياتها.
تجاوز العقوبات: يمكن للصين استخدام المنطقة لتقويض العقوبات الأمريكية، فقد طورت الصين آلية لاستيراد النفط الإيراني عبر ناقلات أسطول الظل، مع تجنب الشبكات المالية الغربية، وتدفع بكين بالرنمينبي من خلال بنوك صينية صغيرة، بينما يتم تكرير النفط في مصافٍ مستقلة.
إضعاف التحالفات الأمريكية: من خلال الانخراط مع حلفاء واشنطن مثل السعودية والإمارات وأعدائها مثل إيران، تطرح الصين نفسها كبديل استراتيجي غير مقيد بالشروط السياسية الأمريكية، وتستخدم بكين وسائل الإعلام والدبلوماسية لانتقاد السياسات الأمريكية وتصويرها على أنها مزعزعة للاستقرار.
التداعيات على العلاقات الدفاعية الأمريكية
بدأت حملة النفوذ الصيني تظهر آثارها على علاقات واشنطن الدفاعية في المنطقة، فقد انهارت صفقة بيع مقاتلات F-35 للإمارات بقيمة 23 مليار دولار بعد رفض أبوظبي إزالة شبكة معدات الاتصالات من شركة هواوي الصينية، التي اعتبرت واشنطن أنها تشكل تهديداً أمنياً.
هذا التباين بين الحلفاء يظهر استراتيجية بكين طويلة الأمد، والتي تعتمد على التغلغل في الأنظمة الأساسية بطريقة يصعب على الدول المضيفة التخلص منها، ويصعب على واشنطن مواجهتها.
الإستراتيجية الأمريكية الجديدة
ترامب اختار الرياض لتكون محطته الأولى، وليس بروكسل أو لندن أو طوكيو، في إشارة إلى أن الولايات المتحدة ترى الشرق الأوسط مسرحاً محورياً للتنافس الاستراتيجي مع الصين.
وأعلنت السعودية عن تعهدات استثمارية أمريكية بقيمة 600 مليار دولار، منها أكثر من 100 مليار دولار لشراء أسلحة أمريكية متقدمة. وفي الوقت نفسه، تستعد واشنطن لتزويد المملكة بتقنيات أشباه الموصلات المتقدمة، في خطوة تهدف لإبعاد الصين عن مشاريع الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية السحابية في الخليج.
كما أن قرار ترامب برفع العقوبات عن دمشق ليس مجرد تنازل للنظام السوري بعد الأسد، بل هو محاولة لإعادة الدخول إلى ساحة استراتيجية تركها أوباما لصالح الصين وروسيا وإيران.
في حال نجاح جولة ترامب الخليجية، سيحقق تقدماً كبيراً في كبح النفوذ الصيني وإعادة تأكيد الهيمنة الأمريكية وطمأنة الحلفاء في المنطقة، وفي ظل تحولات التحالفات وعدم اليقين الاستراتيجي، تشكل هذه الزيارة إشارة إلى التزام واشنطن بتشكيل موازين القوى، وليس مجرد ردود أفعال.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ ساعة واحدة
- اليمن الآن
بينهم عشرات اليمنيين...الكشف عن خطة ترامب لترحيل المهاجرين
كشفت صحيفة واشنطن بوست، استناداً إلى وثائق داخلية، عن خطة مثيرة للجدل وضعتها إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، لاستخدام 250 مليون دولار من أموال المساعدات الخارجية لتمويل عمليات ترحيل طوعي لمهاجرين، بينهم يمنيون وعرب وأوكرانيون، إلى دولهم التي تمزقها الحروب والصراعات. الخطة، التي اعتُبرت سرية حتى الآن، تأتي بالتزامن مع إعلان وزارة الأمن الداخلي الأميركية عن تقديم حوافز مالية قدرها 1000 دولار للمهاجرين الراغبين في الترحيل الطوعي، وهي خطوة وصفتها منظمات حقوقية بأنها "دفع نحو العودة إلى الموت". اللافت في هذه الخطة أنها تتجاوز الأطر الدولية المعمول بها، بما في ذلك دور المنظمة الدولية للهجرة، وتتضمن ترحيل مهاجرين إلى مناطق مصنفة بأنها غير آمنة، مثل اليمن، فلسطين، ليبيا، سوريا، وأفغانستان. وبينما اعتبرت وزارة الأمن الداخلي أن الوثائق "قديمة"، فإنها أقرت بعقد اتفاق حديث مع وزارة الخارجية يتضمن تفاصيل مشابهة. كما تتزامن الخطة مع محاولات إدارة ترامب تقليص المساعدات الخارجية وتفكيك الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID)، في خطوة اعتبرها مراقبون تهديداً خطيراً لبرامج الإغاثة العالمية. الخطوة تهدد مستقبل مئات الآلاف من المهاجرين، إذ تشير الوثائق إلى أن أكثر من 200 ألف أوكراني، و500 ألف هايتي، ومئات اليمنيين قد تشملهم عمليات الترحيل، رغم تمتع بعضهم بالحماية المؤقتة التي أقرتها إدارة بايدن سابقاً. خبراء قانونيون وحقوقيون وصفوا المقترح بأنه "غير إنساني" و"انتهاك صارخ للمبادئ الأميركية الأساسية"، محذرين من أن ترحيل أشخاص فروا من الموت إلى أماكن الصراع، تحت غطاء "العودة الطوعية"، قد يحمل تبعات كارثية على حياتهم ومستقبلهم.


يمن مونيتور
منذ 2 ساعات
- يمن مونيتور
النفط يصعد 1% بعد تقرير عن تحضير إسرائيل لضرب منشآت نووية إيرانية
يمن مونيتور/قسم الأخبار قفزت أسعار النفط بأكثر من واحد في المئة اليوم الأربعاء بعد تقرير لشبكة (سي.إن.إن) أفاد بأن إسرائيل تجهّز لتوجيه ضربة لمنشآت نووية إيرانية، ما أثار مخاوف من أن يؤدي الصراع إلى اضطراب الإمدادات في الشرق الأوسط المنتج الرئيسي للخام. وبحلول الساعة 00:03 بتوقيت غرينتش، زادت العقود الآجلة لخام برنت لشهر يوليو/ تموز 86 سنتا أو 1.32 في المئة إلى 66.24 دولار للبرميل. وصعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي لشهر يوليو/ تموز 90 سنتا أو 1.45 في المئة مسجلة 62.93 دولار. وكانت شبكة (سي.إن.إن) قد ذكرت أمس الثلاثاء نقلا عن مسؤولين أمريكيين مطلعين أن معلومات استخباراتية جديدة حصلت عليها الولايات المتحدة تشير إلى أن إسرائيل تستعد لضرب المنشآت النووية الإيرانية. وأضافت الشبكة الإخبارية نقلا عن المسؤولين أنه لم يتضح ما إذا كان القادة الإسرائيليون قد اتخذوا قرارا نهائيا. وارتفعت العقود الآجلة للخام الأمريكي بأكثر من دولارين للبرميل في أعقاب نشر التقرير، بينما ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بأكثر من دولار. (رويترز) مقالات ذات صلة


اليمن الآن
منذ 2 ساعات
- اليمن الآن
مليشيا الحوثي تمنع المواطنين من استلام حوالاتهم بالدولار والريال السعودي في مناطق سيطرتها
آ أفاد عاملون في القطاع المصرفي بصنعاء بأن الحوثيين منعوا استلام الحوالات الواردة إلى مناطق سيطرتهم بالدولار. وبحسب صحيفة "الشرق الأوسط"، فإن الجماعة تقوم بجمع تلك التحويلات، التي تُقدّر بنحو 3 مليارات دولار سنويًا، لدى وكلاء شركات الصرافة في الخارج، ثم تستخدمها في فتح اعتمادات لاستيراد الوقود عبر الشركات التي أسسها قادة الحوثيين، إذ إنهم لا يمتلكون السيولة اللازمة لفتح مثل هذه الاعتمادات. وطبقًا لهذه المصادر، فإن الحوثيين يُصرّون على فرض سعر مُلزم للدولار الواحد بقيمة 535 ريالًا يمنيًا، بينما سعره في مناطق سيطرة الحكومة تجاوز 2500 ريال. وهذا الأمر يجعلهم - وفقًا لمصادر الصحيفة - يستفيدون من هذا الفارق، لأنهم لو أرادوا فتح اعتمادات مستندية، فسيكونون مُجبرين على شراء الدولار من مناطق سيطرة الحكومة بالسعر المختلف. ونقلت الصحيفة في عددها الصادر اليوم الثلاثاء، عن سكان في مناطق سيطرة الحوثيين، قولهم إن فرع البنك المركزي في صنعاء كان قد ألزم شركات الصرافة بتسليم الحوالات المالية بالريال السعودي، لكنه عاد مؤخرًا عن هذا القرار، وألزم الشركات العاملة في مجال الصرافة والبنوك بتسليم الحوالات بالريال اليمني فقط. وأكد السكان أنه في حال أصر الشخص على استلام حوالته بالريال السعودي، فإنه يُلزم بدفع فارق يصل إلى 2500 ريال يمني عن كل 100 ريال سعودي يتسلمها. وطبقًا لتأكيدات مصادر حكومية وأخرى عاملة في المجال الإنساني، فإن تحويلات المغتربين اليمنيين حالت دون تفشي المجاعة في البلاد، حيث يتولى المغتربون مسؤولية دعم قطاع عريض من السكان، كما تُشكّل تحويلاتهم أهم مصدر للعملة الصعبة، متجاوزة عائدات تصدير النفط خلال السنوات الأخيرة، وفقًا للصحيفة.