logo
#

أحدث الأخبار مع #والبيريليوم

ترامب يسطو على ثروات أوكرانيا عبر اتفاق المعادن: استعمار اقتصادي لفترة غير محددة
ترامب يسطو على ثروات أوكرانيا عبر اتفاق المعادن: استعمار اقتصادي لفترة غير محددة

العربي الجديد

time٠٩-٠٥-٢٠٢٥

  • أعمال
  • العربي الجديد

ترامب يسطو على ثروات أوكرانيا عبر اتفاق المعادن: استعمار اقتصادي لفترة غير محددة

شهد العالم، الأربعاء، إعلان توقيع ما يسمى بـ"اتفاق المعادن" ما بين الولايات المتحدة الأميركية وأوكرانيا ، وبموجبه، تمنح واشنطن مساعدات لكييف مقابل 50% من إيرادات معادن الأخيرة ومواردها الطبيعية المستخرجة من دون تحديد سقف زمني لانتهاء مدة الاتفاقية، وهو ما اعتبره الخبراء سطو على موارد كييف قد تستمر إلى الأبد. في غضون ذلك، قال النائب الأوكراني ياروسلاف جيليزنياك إن الأمر قد يستغرق حتى منتصف مايو/أيار حتى يصوت برلمان بلاده على اتفاق المعادن "وهذا فقط إذا قُدِّم كل شيء إلى البرلمان في الوقت المحدد"، كما كتب على تليغرام. وتمتلك أوكرانيا، وفق الأمم المتحدة، 21 عنصراً أرضياً نادراً من قائمة الاتحاد الأوروبي " للمواد الخام الحرجة"، وهو ما يمثل نحو 5% من احتياطيات العالم، على الرغم من أنها تشغل 0.4% فقط من سطح الأرض. أشهر هذه المعادن النادرة التيتانيوم والغرافيت والبيريليوم. ويقدر التقرير أن القيمة التقديرية للموارد المعدنية في أوكرانيا تتجاوز 15 تريليون دولار، بينما يرتفع الرقم إلى أكثر من 26 تريليون دولار في تقارير بحثية أخرى، وتستخدم هذه المعادن في كل شيء إلكتروني تقريباً من الهواتف المحمولة إلى المركبات الكهربائية. تفاصيل اتفاق المعادن وينص الاتفاق على إنشاء صندوق استثماري مشترك، ووفق وزارة الخزانة الأميركية، فإن صندوق الاستثمار الذي أُنشئ حديثًا يعترف "بالدعم المالي والمادي الكبير" الذي قدمته الولايات المتحدة لأوكرانيا منذ غزو روسيا في فبراير/ شباط 2022. ويدير الصندوق ممثلون عن كل من حكومتي أوكرانيا والولايات المتحدة بالتساوي، وينسحب ذلك على التصويت، ويستثمر الصندوق في استخراج المعادن الأرضية النادرة والنفط والغاز وغيرها من الموارد في مشاريع مقبلة، مع تقسيم الإيرادات بالتساوي بين كييف وواشنطن، ولم يجر الحديث عن سقف زمني لفترة السيطرة الأميركية على نصف الموارد، ما دفع العديد من النقاد إلى الاعتبار أن هذا الصندوق هو استعمار اقتصادي أبدي تخضع له أوكرانيا لعقود مقبلة. وأشارت المادة الحادية عشرة من الاتفاقية إلى أن "هذه الاتفاقية سارية المفعول حتى يتفق الطرفان على إنهائها". وتتضمن الاتفاقية التي اطلعت عليها "العربي الجديد" تفاصيل حول الصندوق، وليس هناك الكثير من التفاصيل حول الموارد التي ستتمكن أميركا من الوصول إليها، لكن الأكيد أنه سيكون للولايات المتحدة قرار ملزم بكل ما يتعلق بأعمال التنقيب، وقرار أساسي في تحديد الشركات التي تريد المساهمة في عملية التنقيب في كل ما هو في باطن الأرض. اقتصاد دولي التحديثات الحية النص الكامل لاتفاقية المعادن بين الولايات المتحدة وأوكرانيا وفيما اعتبرت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني يوليا سفيريدينكو أن الاتفاق يضمن أنه لا ديون مستحقة تجاه الولايات المتحدة عن المساعدات السابقة، نقلت "كييف إندبندنت" عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قوله إن اتفاق المعادن مع أوكرانيا يضمن "أن نحصل على أكثر بكثير من 350 مليار دولار التي قدمتها الولايات المتحدة مساعدات". وقد بالغ ترامب في أكثر من تصريح بتقدير حجم المساعدات الأميركية لأوكرانيا إلى حد تقديره إياها بـ500 مليار دولار، فيما قدر معهد كيل بشكل مستقل إجمالي المساعدات بنحو 130 مليار دولار. ويعول الأوكرانيون على أن تكون الصفقة آلية لحماية أوكرانيا، كون إدارة ترامب ستسعى لحماية مصالحها هي الأخرى من أي اعتداء، رغم عدم وجود ضمانات أمنية عسكرية صريحة في الوثيقة. إلا أن الكاتب الأوكراني أندريه كوركوف اعتبر أن مزاعم ترامب بأن التعدين الأميركي على الأراضي الأوكرانية سيشكل ضمانة كافية لأمن أوكرانيا، لأن روسيا لن تخاطر بمهاجمة المصالح الاقتصادية الأميركية، لا تصمد أمام الحقائق. فقد استثمرت شركة كوفكو الصينية المملوكة للدولة في مجمع جديد لمناولة الحبوب والنفط في ميناء ميكولايف الأوكراني، لكن المشاركة الصينية لم تحمِ الميناء من استهداف الصواريخ الروسية. لم يعد الميناء يعمل منذ مارس/آذار 2022، وتخسر المنطقة نحو 40% من إيراداتها. استغلال أوكرانيا المنكوبة وقال رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال إن الصندوق سيُقسَّم مناصفة بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، مع منح كل جانب حقوق تصويت متساوية. ويشير الاتفاق إلى أن أوكرانيا ستحتفظ "بالسيطرة الكاملة على مواردها المعدنية وبنيتها التحتية ومواردها الطبيعية، وسيقتصر التقاسم على الاستثمارات الجديدة". ولكن منتقدو الاتفاق قالوا وفق صحيفة "الغارديان" البريطانية إن البيت الأبيض يسعى لاستغلال أوكرانيا بربط المساعدات المستقبلية للدولة المنكوبة بالتنازل عن عائدات مواردها. وفي منشور على فيسبوك، قدمت سفيريدينكو مزيداً من التفاصيل حول الصندوق، الذي قالت إنه "سيجذب استثمارات عالمية". وأكدت أن أوكرانيا ستحتفظ بملكيتها الكاملة للموارد "الموجودة على أراضيها وفي مياهها الإقليمية التي تعود ملكيتها لأوكرانيا". وقالت: "الدولة الأوكرانية هي التي تُحدد مكان ونوع الاستخراج". وأكدت أنه لن يكون هناك أي تغيير في ملكية الشركات المملوكة للدولة، "بل ستظل تابعة لأوكرانيا". ويشمل ذلك شركات مثل شركة أوكرنافتا، أكبر شركة منتجة للنفط في أوكرانيا، وشركة إينيرغوأتوم للطاقة النووية. وأضافت أن الدخل سوف يأتي من تراخيص جديدة للمواد الحيوية ومشاريع النفط والغاز، وليس من المشاريع التي بدأت بالفعل. وأضافت أن الدخل والمساهمات في الصندوق لن تخضع للضرائب في الولايات المتحدة أو أوكرانيا، "حتى تحقق الاستثمارات أعظم النتائج"، وأن نقل التكنولوجيا وتطويرها جزء "رئيسي" من الاتفاق. وقالت إن واشنطن ستساهم في الصندوق. وتابعت: "بالإضافة إلى المساهمات المالية المباشرة، قد تُقدم واشنطن أيضًا مساعدات جديدة، مثل أنظمة دفاع جوي، لأوكرانيا". إلا أن الاتفاق يتيح للولايات المتحدة حق الرفض الأول لجميع التراخيص المستقبلية لاستخراج وتصدير المعادن وكل ما هو في باطن الأرض، وهو ما يضمن الهيمنة الأميركية على ثروات الموارد في أوكرانيا. استعمار اقتصادي أبدي ووفق موقع "غلوبابيست"، فإن مطالب ترامب تتجاوز إلى حد كبير سيطرة الولايات المتحدة على المعادن الحيوية في أوكرانيا. ويشمل الاتفاق كل شيء بدءاً من الموانئ والبنية الأساسية وحتى النفط والغاز، وقاعدة الموارد الأكبر في البلاد. وتعتبر شروط العقد، وفق الموقع، بمثابة استعمار اقتصادي أميركي لأوكرانيا إلى الأبد. وجاء في الاتفاقية أنه "يجب على كل سلطة حكومية في أوكرانيا مخولة بالموافقة على عقد شراكة بين القطاعين العام والخاص، أو امتياز، أو اتفاقية أخرى لبناء، أو تشغيل أصول البنية التحتية المهمة ذات الصلة، أن تدرج في أي عقد أو امتياز أو اتفاقية أخرى من هذا القبيل شرطًا يتطلب من المستفيد منها توفير معلومات الاستثمار ذات الصلة للشراكة وفقًا لاتفاقية الشراكة المحدودة". وكذا "يجب على كل سلطة حكومية في أوكرانيا مخولة بإصدار ترخيص أو تصريح خاص لاستخدام باطن الأرض لأي أصول ذات صلة بالموارد الطبيعية أن تدرج في شروط هذا الترخيص أو التصريح الخاص وفي الاتفاقية ذات الصلة بشأن شروط استخدام باطن الأرض أو في اتفاقية تقاسم الإنتاج مع مستخدمي باطن الأرض: حكم يسمح للشريك الأميركي (أو من ينوب عنه) بالتفاوض، وفقًا لشروط اتفاقية الشراكة المحدودة، على حقوق الشراء...". اقتصاد دولي التحديثات الحية أوكرانيا: اتفاق المعادن لن يشمل المساعدات الأميركية السابقة وفي فبراير الماضي، طرح دونالد ترامب لأول مرة صفقة محتملة على أنها رد للمساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا. قال ترامب: "أقول إنني أريدها. وأخبرتهم أنني أريد ما يعادلها، أي ما يعادل 500 مليار دولار من المعادن النادرة". وفي نهاية فبراير، سافر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى واشنطن حيث كان من المتوقع أن يوقع الاتفاق. لكنه واجه انتقادات لاذعة وقاسية من ترامب أمام وسائل الإعلام العالمية. صرخ ترامب قائلًا: "ليست لديكم أوراق اللعب الآن، أنتم تخاطرون بحياة ملايين الأشخاص". طُلب من زيلينسكي مغادرة البيت الأبيض، ولم يُوقع الاتفاق. وفي 26 إبريل، زادت احتمالات إحياء الاتفاق بعد أن أجرى الرئيسان محادثة أكثر ودية في جنازة البابا فرانسيس. وفي 30 إبريل، بعد أيام من المفاوضات المكثفة، أجرى الجانبان بعض "التغييرات في اللحظة الأخيرة"، قبل أن يتم التوصل إلى الاتفاق في النهاية.

لماذا تشتد المنافسة العالمية على المعادن النادرة؟
لماذا تشتد المنافسة العالمية على المعادن النادرة؟

الاقتصادية

time٢٧-٠٢-٢٠٢٥

  • أعمال
  • الاقتصادية

لماذا تشتد المنافسة العالمية على المعادن النادرة؟

دفعت تحولات الاقتصاد العالمي في السنوات الأخيرة نحو قطاعات التكنولوجيا والصناعات المتقدمة إلى ارتفاع أهمية المعادن النادرة. حيث أصبحت مجال قوي للمنافسة بين أكبر الفاعلين في الاقتصاد العالمي. وتتكون المعادن النادرة من مجموعة من العناصر التي تستخدم في تصنيع المغناطيسات عالية القوة، وتشمل كل من التيتانيوم والليثيوم والبيريليوم والمنغنيز والغاليوم والغرافيت والكوبالت وغيرها من المعادن الأخرى. ترجع أهمية المعادن النادرة للاقتصاد العالمي إلى أنها تشكل عنصرا رئيسيا في مختلف الصناعات الحديثة مثل الصناعات العسكرية وأشباه الموصلات، والهواتف المحمولة وبطاريات السيارات الكهربائية والطاقة المتجددة مثل توربينات الرياح وألواح الطاقة الشمسية. تمتلك الصين الجزء من احتياطيات العالم من المعادن النادرة. حيث وصل حجم الاحتياطي الصيني في 2023 إلى 44 مليون طن متري. بينما تأتي فيتنام في المرتبة الثانية باحتياطي يقدر بنحو 22 مليون طن متري، وروسيا في المرتبة الثالثة بنحو 21 مليون طن. بينما وصل حجم الاحتياطي في الولايات المتحدة خلال الفترة نفسها إلى 1.8 مليون طن متري. الاحتياطيات الهائلة التي تملكها الصين تجعلها تستحوذ على النسبة الأكبر من إنتاج المعادن النادرة. حيث شكل الإنتاج الصيني من المواد الخام للعناصر النادرة في 2023 نحو 68.6% من إجمالي الإنتاج العالمي، بينما جاءت الولايات المتحدة في المرتبة الثانية بنحو 12.3%. وبفضل سنوات من الاستثمارات الضخمة من القطاعين الخاص والحكومي إضافة إلى الإنفاق الكبير على البحث والتطوير، أصبحت الصين تسيطر على 90% من قدرات الفصل والتكرير لتلك العناصر في العالم. السيطرة الصينية على إنتاج وتكرير وتصدير المعادن النادرة في العالم جعلت من القطاع واحدًا من أهم الأدوات الاقتصادية التي يملكها ثاني أكبر اقتصاد في العالم. وذلك نظرًا لاعتماد مختلف الدول والصناعات على الإمدادات القادمة من الصين. تلك السيطرة بما تشكله من مزايا للصين إلا أنها تحمل مخاطر عديدة للاقتصاد العالمي. ففي ظل الأوضاع الجيوسياسية غير المستقرة في العالم، والتوترات التجارية بين الصين والدول المتقدمة، فانه سيتم اللجوء إلى استخدام المعادن النادرة كورقة ضغط، عبر فرض قيود على الصادرات أو نقل التكنولوجيا في مجال التكرير والمعالجة. سيخلق ذلك صدمات للاقتصاد العالمي وبالأخص في مجالات التكنولوجيا المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والرقائق الإلكترونية. إضافة إلى جهود التحول للطاقة النظيفة. في السعودية التي يشكل قطاع التعدين واحدًا من أهم محاور التنويع الاقتصادي تظهر المعادن الأرضية النادرة كعنصر مهم في القطاع. فقد قدرت وزارة الصناعة والثروة المعدنية حجم الثروات المعدنية في السعودية بنحو 9.4 تريليون ريال، وتشمل مختلف المعادن ومنها العناصر الأرضية النادرة. امتلاك السعودية لتلك المعادن يشكل أهمية كبيرة لمستقبل اقتصادها. حيث تسعى السعودية إلى التحول إلى وجهة مهمة للصناعات المتقدمة مثل الإلكترونيات والتكنولوجيا، والطاقة النظيفة، إضافة إلى السيارات الكهربائية. ويشكل امتلاك جزء مهم من سلسة التوريد لتلك الصناعات عامل جذب رئيسي لتشجيع الاستثمارات الأجنبية على الدخول للسوق السعودية. وللمضي قدمًا في تحقيق تلك الأهداف يقترح مجموعة من السياسات، يأتي على رأسها تقديم الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة لإنتاج وتكرير المعادن النادرة، ولخفض المخاطر عن الشركات يفضل أن يكون الاستثمار بنظام الشراكة مع الجهات الحكومية وفي مقدمتها صندوق الاستثمارات العامة. العامل المهم الأخر هو تشجيع الشركات الأجنبية على إقامة مراكز للبحث والتطوير في السعودية، بما يسهم في زيادة القيمة المضافة لقطاع التعدين وتدريب الكوادر المحلية ونقل المعرفة في الصناعة. وتملك القارة الإفريقية ثروات ضخمة من المعادن النادرة، ونظرًا للعلاقات التاريخية التي تجمع السعودية مع دول القارة. فيقترح ضخ استثمارات مباشرة في قطاع التعدين في القارة وبالأخص في المعادن النادرة التي تشكل أولوية لتطوير القطاع الصناعي في السعودية. ختامًا فقد تحولت المعادن النادرة إلى صناعة ضرورية لهيكل الاقتصاد العالمي والصناعات المتقدمة. ويحتاج العالم في السنوات المقبلة إلى تنويع سلاسل الإمداد والتوريد الخاصة بالصناعة للتغلب على مخاطر تركزها في دولة واحدة واستخدامها كورقة ضغط. الأمر الذي سيشكل صدمة لأهم القطاعات الاقتصادية في العالم.

"بلومبرغ": أوكرانيا لا تمتلك معادن نادرة
"بلومبرغ": أوكرانيا لا تمتلك معادن نادرة

الميادين

time٢٦-٠٢-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الميادين

"بلومبرغ": أوكرانيا لا تمتلك معادن نادرة

قالت وكالة "بلومبرغ" الأميركية، إنّ العديد من الناس، من بينهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مقتنعون بأنّ أوكرانيا تتمتع بوفرة من المعادن النادرة، وهذا حماقة"، مشيرةً إلى أنّ ما تمتلكه أوكرانيا في الواقع هو "الأرض المحروقة". وأضافت أنّ "هذه ليست المرة الأولى التي تخطئ فيها واشنطن في حساباتها الجيولوجية في منطقة حرب، ففي عام 2010، أعلنت الولايات المتحدة أنها اكتشفت رواسب معدنية غير مستغلة بقيمة تريليون دولار في أفغانستان، بما في ذلك الليثيوم". وذكرت أنّه في 3 شباط/فبراير، أكّد ترامب أن الأوكرانيين لديهم "معادن أرضية نادرة للغاية"، مشيراً إلى أنّه "حريص دائماً على أن يُنظر إليه على أنه صانع صفقات". كذلك، أوضحت الوكالة أنّ "أوكرانيا لا تمتلك أي رواسب أرضية نادرة كبيرة بخلاف مناجم سكانديوم صغيرة، ولا تدرج هيئة المسح الجيولوجي الأميركية الدولة على أنها تحتفظ بأي احتياطيات". وسألت الوكالة، أنّه "هل من المعقول أن نفترض أن أوكرانيا تمتلك معادن نادرة؟"، مضيفةً أنّها تعتقد في احتمالين: "إما أن يكون ترامب محقاً، بأن أوكرانيا تمتلك في الواقع كميات كبيرة من المعادن النادرة"، أو أنه أخطأ في التعبير، بحيث أنّه "بدلاً من المعادن النادرة كان يقصد معادن أخرى". وأردفت أنّه "ربما خلط ترامب بين المعادن النادرة والمفهوم الأوسع كثيراً للمعادن الحيوية، فمن بين المعادن الحيوية، تمتلك أوكرانيا بعض المناجم التجارية من التيتانيوم والغاليوم، والسيطرة على أي منهما لن يغير من الجغرافيا الاقتصادية"، مضيفةً أنّه "من المؤكد أنهما لا يستحقان مبلغ 500 مليار دولار الذي أعلنه ترامب". اليوم 16:52 اليوم 13:25 كما أنّ الرئيس الأميركي سلّط الضوء على المعادن النادرة بشكل متكرر، مما يثير تساؤلات حول معرفته بشيء لا يعلمه الخبراء في مجال السلع الأساسية. ومع ذلك، لم تعثر "بلومبرغ"، على أي مصدر موثوق يثبت أن أوكرانيا تمتلك احتياطيات كبيرة من هذه المعادن. ولفتت الوكالة، إلى أنّ "هناك خلط بين تراكمات المعادن التي تحتوي على عناصر نادرة وبين وجود مناجم تجارية فعّالة". وأضافت أنّه "يركز البعض على منجم نوفوبولتافسكي، الذي اكتشفه السوفييت في عام 1970، كمصدر محتمل، وعلى الرغم من وجود بعض المعادن النادرة هناك، فإن استخراجها يبقى شبه مستحيل". وفي كانون الأول/ديسمبر 2024، زعمت إحدى الكتيّبات التابعة لـ "مركز التميز لأمن الطاقة التابع لحلف شمال الأطلسي"، أن أوكرانيا تمتلك احتياطيات من المعادن النادرة. هذا المركز على الرغم من ارتباطه بحلف الناتو، فإنه مستقل عن سلسلة القيادة العسكرية للحلف. وبحسب الوكالة، تدّعي الوثيقة أن أوكرانيا قد تكون مورداً رئيسياً للمعادن الأرضية النادرة مثل التيتانيوم والليثيوم والبيريليوم والمنغنيز والغاليوم واليورانيوم، ولكن ما يثير القلق، هو أن أي شخص لديه معرفة بالكيمياء يدرك أن هذه المعادن ليست من المعادن الأرضية النادرة. وختمت بأنّه "إذا كان هذا هو المصدر الذي اعتمده مستشارو ترامب لإقناعه بثروات أوكرانيا من المعادن النادرة، فذلك سيكون محبطاً، خاصة وأن السياسة العالمية قد تكون استناداً إلى معلومات غير دقيقة". ويوم الأربعاء، أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أنّ نظيره الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، سيزور البيت الأبيض، يوم الجمعة المقبل، من أجل توقيع صفقة المعادن.

لماذا تسعى واشنطن للسيطرة على المعادن النادرة في أوكرانيا
لماذا تسعى واشنطن للسيطرة على المعادن النادرة في أوكرانيا

السوسنة

time٢٢-٠٢-٢٠٢٥

  • أعمال
  • السوسنة

لماذا تسعى واشنطن للسيطرة على المعادن النادرة في أوكرانيا

السوسنة- ازدادت احتمالات التوصل إلى اتفاق يمنح الولايات المتحدة حق الوصول إلى المعادن الأرضية النادرة في أوكرانيا، بحسب مصدر مطلع أكد تحقيق 'تقدم كبير' في المفاوضات بين واشنطن وكييف خلال الأيام الأخيرة.وجاء هذا التطور بعد سجال حاد بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بشأن هذا الملف، وفقاً لما نقلته وكالة 'أسوشييتد برس'.ويبدي صنّاع السياسات في الولايات المتحدة اهتماماً بالمعادن الأرضية النادرة وغيرها؛ لأنها تدعم كل شيء؛ من أنظمة الأسلحة المتقدمة إلى تقنيات الطاقة النظيفة... وقد أشعلت سيطرة الصين الساحقة على سلاسل التوريد العالمية للعديد من هذه الموارد، سباقاً في واشنطن لتنويع مصادر الدخل بعيداً عن قبضة بكين.وتتمتع أوكرانيا باحتياطات كبيرة من المعادن الأرضية النادرة التي تشكل أهمية بالغة لأحدث التقنيات في العالم. وسوف يحدد استعدادها من عدمه لتقاسم معادنها وعائدات بيعها، ما إذا كانت الولايات المتحدة ستنهي كل الدعم الذي تقدمه للبلاد أم لا، مع اقتراب حربها مع روسيا من بداية عامها الرابع في 24 فبراير (شباط).يقول المنتدى الاقتصادي العالمي إن أوكرانيا تعد من الموردين المحتملين الرئيسيين للمعادن النادرة، بما في ذلك التيتانيوم والليثيوم والبيريليوم والمنغنيز والغاليوم واليورانيوم والزركونيوم والغرافيت والأباتيت والفلوريت والنيكل. وعلى الرغم من الحرب، تحتفظ أوكرانيا بأكبر احتياطات من التيتانيوم في أوروبا (7 في المائة من احتياطات العالم). وهي واحدة من البلدان القليلة التي تستخرج خامات التيتانيوم، وهو أمر بالغ الأهمية لصناعات الطيران والفضاء والطب والسيارات والبحرية.وكان وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت عرض على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي صفقة في وقت سابق من هذا الشهر تقضي بمنح الولايات المتحدة ملكية 50 في المائة من المعادن النادرة في أوكرانيا مقابل الاستثمار الأميركي في أوكرانيا، وفق ما ذكرت صحيفة «واشنطن بوست».ولم يتم الكشف عن تفاصيل الطلب الأصلي للبيت الأبيض، بما في ذلك قائمة الموارد وطبيعة الحقوق المطلوبة. ولكن، وفقاً لأحد المستشارين الأوكرانيين للصحيفة، فإن الاقتراح ركز على تأمين الوصول إلى الرواسب الأوكرانية من المعادن النادرة والمواد الحيوية، بما في ذلك الليثيوم والغرافيت واليورانيوم، الضرورية لإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية.تعريف المعادن الأرضية النادرةالمعادن الأرضية النادرة، كما توضح وزارة الطاقة الأميركية، هي سلسلة من العناصر التي تشكل أهمية بالغة للإلكترونيات الحديثة والبطاريات وما شابه ذلك.وتمتلك الولايات المتحدة هذه المعادن، ولكن ليس بالكميات التي تمتلكها بعض الدول الأخرى. وقد أنفقت وزارة الدفاع الأميركية مئات الملايين من الدولارات في محاولة لإنشاء سلسلة توريد للمعادن النادرة، ولكن التأثير كان محدوداً حتى الآن، وفق الموقع الإخباري الأميركي «أكسيوس».ووفقاً لمركز المعلومات الإقليمي لأوروبا الغربية التابع للأمم المتحدة، تمتلك أوكرانيا رواسب كبيرة من العناصر الأرضية النادرة. ففي عام 2022، أفادت الأمم المتحدة بأن رواسب أوكرانيا من 21 عنصراً من العناصر الأرضية النادرة من قائمة 30 مادة يحددها الاتحاد الأوروبي على أنها «مواد خام أساسية»، تمثل نحو 5 في المائة من احتياطات العالم. هذه المواد أساسية في إنتاج الأجهزة لتطوير الطاقة «الخضراء»، وهي تشمل الليثيوم والكوبالت والسكانديوم والغرافيت والتنتالوم والنيوبيوم.ووفقاً لهيئة المسح الجيولوجي الوطنية في البلاد، تمتلك أوكرانيا احتياطات كبيرة غير مستغلة من المعادن مثل التنتالوم والبريليوم والنيوبيوم والتي لها استعمالات في كل شيء، بدءاً من المكثفات في الأجهزة الإلكترونية إلى الفرامل في الطائرات النفاثة. في حين تقدّر الحكومة الأوكرانية أنها تحتفظ بأكثر من 2.6 مليار طن من احتياطات هذه المعادن الحيوية، ويقدر بعض المراقبين أن هذا المخزون قد يصل إلى 11.5 تريليون دولار.وقد وصفت المفوضية الأوروبية أوكرانيا بأنها مصدر محتمل لأكثر من 20 من المواد الخام الأساسية، بما في ذلك رواسب الكاولين والغاليوم والمنغنيز والجرمانيوم. وهي أيضاً ذات أهمية بالنسبة لروسيا؛ إذ يقدر المحللون أن موسكو حصلت على أكثر من 12 تريليون دولار من أصول الطاقة والمعادن الأوكرانية (يشمل هذا الرقم رواسب النفط والفحم).من جهتها، تعتبر هيئة المسح الجيولوجي الأميركية أن معادن الليثيوم والغرافيت «حاسمة للاقتصاد والأمن القومي الأميركي». وتُعتبر الصين - المنافس الاقتصادي الرئيسي للولايات المتحدة على الساحة العالمية - أكبر منتج للغرافيت في العالم وتعالج كميات هائلة من الليثيوم.ويرى نائب مدير مركز استخبارات المعادن الحرجة في المملكة المتحدة، بيار غوسو، أن الليثيوم والغرافيت واليورانيوم «هي محور التحول في مجال الطاقة، ولها قيمة استراتيجية وصناعية كبيرة». وتوقع أن تصبح هذه العناصر الثلاثة أكثر قيمة في السنوات القادمة؛ إذ يفوق الطلب العرض بشكل متزايد، وفق ما قاله للصحيفة الأميركية. ولكن ما هي المعادن النادرة التي تحتفظ بها أوكرانيا؟الليثيوموفقاً للأكاديمية الوطنية للعلوم في أوكرانيا، فإنها تمتلك واحداً من أكبر احتياطات الليثيوم المؤكدة في أوروبا (ما يقدر بـ500 ألف طن متري من احتياطي الليثيوم لم يتم استغلال أي منها بعد). يطيل المعدن الفضي الناعم من عمر البطاريات ويمكّنها من الاحتفاظ بشحنات أطول، مما يجعله ضرورياً للبطاريات القوية المستخدمة لتشغيل السيارات الكهربائية.ويقع أحد احتياطات الليثيوم الرئيسية في أوكرانيا على بعد نحو 10 أميال فقط من خط المواجهة.وبحسب تصريح سابق لنائب وزير حماية البيئة والموارد الطبيعية في أوكرانيا عام 2022، فإن «الليثيوم، بفضل قدرته على تخزين الطاقة بكفاءة لكل وحدة وزن، بات لا غنى عنه تقريباً في إنتاج بطاريات المركبات الكهربائية. وبالتالي، فإن الدعم والتعاون في المزيد من إزالة الاحتلال من الأراضي الأوكرانية من شأنه أن يسرع ويوسع الوصول إلى المواد الخام الأوكرانية الحيوية لأوكرانيا ولشركائنا من منطقة اللجنة الاقتصادية لأوروبا التابعة للأمم المتحدة».اليورانيوميُستخدم هذا العنصر المشع بشكل طبيعي كمصدر رئيسي لوقود المفاعلات النووية. ووفقاً للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يمكن لكمية بحجم بيضة من وقود اليورانيوم أن توفر نفس كمية الطاقة التي يوفرها 88 طناً مترياً من الفحم. وهو ثمين، ولكنه لا يعتبر نادراً.ووفقاً للرابطة النووية العالمية، تمتلك أوكرانيا أكبر مخزون من اليورانيوم الخام في أوروبا، حيث يبلغ أكثر من 107 آلاف طن متري.الغرافيتتمثل احتياطات أوكرانيا من الغرافيت، وهو مكون رئيسي في بطاريات المركبات الكهربائية والمفاعلات النووية، 20 في المائة من الموارد العالمية. وتقع الرواسب في الوسط والغرب.وليس من المستغرب أن يبدو ترمب حريصاً على الاستفادة من هذا، وخاصة أن الصين لا تزال لاعباً رئيسياً في استخراج المعادن مثل التيتانيوم.وقبل بدء الصراع، كانت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية تعتبر أوكرانيا واحدة من أكبر 10 منتجين للغرافيت في العالم.وفي أحد المناجم في منطقة كيروفوهراد وسط أوكرانيا، توقعت شركة التعدين «بي جي في» (BGV) أن يحتوي أحد المناجم في المنطقة على 500 مليون طن متري من الغرافيت.التيتانيومقالت هيئة الجيولوجيا الحكومية الأوكرانية إن البلاد تمتلك أكبر احتياطات من التيتانيوم في أوروبا (8.4 مليون طن متري من احتياطي التيتانيوم)، أو نحو 7 في المائة من احتياطات العالم. والتيتانيوم هو معدن فضي قوي مثل الفولاذ، ولكنه أخف وزناً بنسبة 45 في المائة، وأكثر استخداماته الحديثة أهميةً في صناعة الطيران.واعتباراً من سبتمبر (أيلول) من العام الماضي، باتت أوكرانيا مزوداً رئيسياً لمعدن التيتانيوم روتيل إلى الولايات المتحدة.البريليومتحتفظ أوكرانيا برواسب مؤكدة من البريليوم، وهو أمر بالغ الأهمية للطاقة النووية والصناعات الفضائية والعسكرية والصوتية والإلكترونية، فضلاً عن اليورانيوم، وهو أمر ضروري للقطاعين النووي والعسكري.وتدير شركة «بي جي في» منجماً للبريليوم في منطقة زيتومير شمال غربي أوكرانيا، والتي قالت إن لديها احتياطات مؤكدة تبلغ 5512 طناً مترياً من المعدن النادر.وتشمل مجموعة تطبيقات البريليوم الاستخدام في أجهزة الكمبيوتر والهواتف الجوالة ومعدات التصوير الطبي ومكونات السيارات ومعدات الطائرات.الغاليومتعد أوكرانيا خامس أكبر منتج للغاليوم في العالم، وهو عنصر أساسي في صناعة أشباه الموصلات ومصابيح الليد. كما كانت منتجاً رئيسياً لغاز النيون؛ إذ توفر 90 في المائة من النيون عالي النقاء المخصص لأشباه الموصلات لصناعة الرقائق في الولايات المتحدة.وتشتهر البلاد أيضاً باحتياطاتها الكبيرة عالية الجودة من خام الحديد والمنغنيز، والتي تعد ضرورية لإنتاج الصلب الأخضر. وقد زودت أوكرانيا 43 في المائة من واردات الاتحاد الأوروبي من ألواح الصلب في عام 2021.بالإضافة إلى ذلك، تمتلك أوكرانيا احتياطات كبيرة من المعادن غير الحديدية مثل النحاس (الرابع في أوروبا) والرصاص (الخامس) والزنك (السادس) والفضة (التاسع). وتوجد رواسب النيكل (215 ألف طن) والكوبالت (8.8 ألف طن) في منطقتي كيروفوهراد ودنيبروبيتروفسك الآمنتين.استثماراتفي يناير (كانون الثاني)، قال النائب الأول لوزير الاقتصاد الأوكراني أوليكسي سوبوليف إن الحكومة تعمل على إبرام صفقات مع حلفاء غربيين، بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا، بشأن مشاريع تتعلق باستغلال المواد الحيوية. وتقدر الحكومة إجمالي إمكانات الاستثمار في القطاع بنحو 12 إلى 15 مليار دولار بحلول عام 2033.ولا شك أن الساعات القادمة حاسمة لبلورة التوصل إلى اتفاق أو رفضه، في وقت تتسرب معلومات من الجانب الأوكراني تربط الموافقة على الاتفاق بحصول كييف على ضمان أمني بعدم شن حرب عليها من روسيا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store