logo
#

أحدث الأخبار مع #وكالةالأدويةالأوروبية

ماذا نعرف عن تأثير الاستخدام الطويل الأمد لأوزمبيك ومونجارو؟
ماذا نعرف عن تأثير الاستخدام الطويل الأمد لأوزمبيك ومونجارو؟

Independent عربية

time٢٨-٠٦-٢٠٢٥

  • صحة
  • Independent عربية

ماذا نعرف عن تأثير الاستخدام الطويل الأمد لأوزمبيك ومونجارو؟

جاءت عناوين الأخبار هذا الأسبوع صاخبة في وقعها ومقلقة في مضمونها. فقد ذكرت إحدى الصحف أن "أوزمبيك ربما يعطل مفعول حبوب منع الحمل"، وذلك عقب تحذير أصدرته "وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية" Medicines and Healthcare Products Regulatory Agency في بريطانيا، أوصت فيه النساء اللاتي يستخدمن حبوب منع الحمل الهرمونية باعتماد وسيلة إضافية خلال فترة تلقيهن الحقن، وتجنب الأخيرة تماماً خلال فترتي الحمل أو الرضاعة. ومن جهتها، حذرت "الجمعية البريطانية لانقطاع الطمث" The British Menopause Society أن النساء اللاتي يعتمدن على العلاج بالهرمونات البديلة قد يواجهن انخفاضاً في امتصاص أقراص هرمون البروجسترون خلال استعمال هذه العقاقير، مما قد يفاقم خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم. وفي السياق ذاته، حذرت تقارير أخرى من أن الحقن التي يستخدمها كثيرون لإنقاص الوزن، مثل "ويغوفي" Wegovy و"مونجارو" Mounjaro، ربما تنطوي أيضاً على خطر خفي للإصابة بسرطان الكلى. كذلك أصدرت "وكالة الأدوية الأوروبية" هذا الشهر تحذيراً يفيد بأن استخدام "سيماغلوتايد" [المادة الفاعلة في عدد من أدوية السكري وإنقاص الوزن مثل "أوزمبيك" و"ويغوفي"] قد يضاعف خطر الإصابة بحالة نادرة تسبب فقداناً مفاجئاً للبصر، تسمى طبياً "الاعتلال العصبي البصري الأمامي الإقفاري غير الشرياني" (اختصاراً NAION). في الحقيقة، هذه العناوين الأخبارية كفيلة بإثارة القلق حتى لو كانت الأدوية التي تتحدث عنها نادرة الاستخدام، ولكن ما يسمى حقن إنقاص الوزن أصبحت شائعة جداً إلى حد فاق توقعات الشركات المصنعة نفسها. وبدءاً من هذا الأسبوع، يُسمح للأطباء العامين بإعطاء دواء "مونجارو" للأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة والذين يعانون أيضاً مجموعة من المضاعفات الصحية الأخرى. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) حتى مارس (آذار) 2025، قدرت شركة "آي كيو فيا" IQVIA المتخصصة في تحليلات سوق الأدوية أن نحو 1.5 مليون شخص في المملكة المتحدة يستخدمون علاجات لإنقاص الوزن. ولما كانت هذه العلاجات غير متوفرة بشكل كاف لدى "هيئة الخدمات الصحية الوطنية"، يشتري المستخدمون 80 في المئة منها على نفقتهم الخاصة، وغالباً عبر الإنترنت، لذا تصدرت الشركات المصنعة قائمة الشركات الأعلى قيمة في أوروبا. ولكن مع عدم توفر دراسات علمية موثوقة طويلة الأمد، هل نملك فعلاً معرفة عميقة بمدى مأمونية استخدام هذه الأدوية؟ صحيح أنها خضعت لاختبارات دقيقة قبل طرحها في السوق، ولكن هل راعت الشركات المصنعة كيفية استخدام الناس لها، ما الذي نعرفه حقاً عن آثارها الطويلة الأجل، هل نحن إزاء إنجاز طبي حقيقي، أم إننا نعيش فصلاً آخر في تاريخ عقاقير إنقاص الوزن الحافل بالإخفاقات والمشكلات؟ أزمة تتطلب حلولاً عاجلة لا يختلف اثنان على أن السمنة تمثل حالة طوارئ صحية عامة. اليوم، يعاني نحو ثلاثة أرباع الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و75 سنة في المملكة المتحدة زيادة في الوزن، بعدما كانت نسبتهم عام 1993 تتجاوز قليلاً نصف هذا العدد. وترتبط السمنة بجملة من المشكلات الصحية الخطرة، من قبيل داء السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب، واضطرابات المفاصل، والعقم، فضلاً عن حوالى 30 نوعاً من السرطان. تقدر النفقات السنوية التي تتحملها "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" في المملكة المتحدة لعلاج السمنة وتبعاتها بنحو 6.5 مليار جنيه إسترليني سنوياً. وفي ضوء هذا العبء المالي الهائل، يعد البحث عن دواء آمن وفاعل لمكافحة السمنة "الكأس المقدسة" التي يطمح الطب إليها. ولكن المحاولات السابقة غالباً ما انتهت بفشل ذريع، سواء بسبب نتائج ضعيفة وغير مرضية، أو مشكلات خطرة تتعلق بسلامة الاستخدام. سجل حافل بالمشكلات على مر التاريخ، كانت أدوية إنقاص الوزن مصحوبة بأخطار جسيمة. أحد أقدم هذه الأدوية مركب "2.4 دينيتروفينول" 2,4-dinitrophenol، الذي استخدم في الأصل كمادة متفجرة في الحرب العالمية الأولى. كان يعمل من طريق زيادة معدل التمثيل الغذائي أو الأيض، محفزاً الجسم على حرق السعرات الحرارية على شكل حرارة. ومع بروز موضة عشرينيات القرن العشرين التي كشفت أجزاء أكبر من الجسم، سارع كثيرون إلى استخدامه، ولكن اتضح أن الجرعة الخطأ منه تؤدي فعلاً إلى احتراق الجسم من الداخل. وقد دفعت الوفيات المروعة إلى حظر استخدام هذا الدواء عام 1938. لاحقاً، ظهرت أدوية إنقاص الوزن القائمة على مركبات "الأمفيتامين" amphetamine، التي لاقت رواجاً واسعاً في خمسينيات القرن العشرين وستينياته قبل أن يؤدي اكتشاف صلتها بالإدمان وأمراض القلب والأوعية الدموية إلى حظر استخدامها. وفي مراحل أقرب زمنياً، سحبت الهيئات التنظيمية المعنية الدواءين "سيبوترامين" sibutramine (ريدكتيل Reductil) و"ريمونابانت" rimonabant (أكومبليا Acomplia) من الأسواق بعد ثبوت ارتباطهما بحدوث نوبات قلبية وسكتات دماغية، إضافة إلى ظهور آثار نفسية خطرة. وخلال الفترة التي سبقت تعليق استخدام "أكومبليا" عام 2008، حدثت أربع حالات انتحار بين المشاركين في تجربة سريرية خاصة به. وهنا، ظهر جيل جديد من عقاقير إنقاص الوزن التي تنتمي إلى عائلة من الأدوية تسمى "محفزات مستقبلات جي أل بي- 1" (GLP-1). تشمل هذه الأدوية المركبين "سيماغلوتيد" semaglutide و"تيرزيباتيد" tirzepatide، اللذين يعملان من طريق محاكاة عمل هرموناتنا الطبيعية في الجسم المسؤولة عن التحكم في الشهية والشعور بالشبع. وكان أول عقار من هذه الفئة يُطرح في الأسواق "إكسيناتيد" exenatide ، المخصص أساساً لعلاج السكري من النوع الثاني، وذلك عام 2005. ثم حصل "أوزمبيك" على موافقة الاستخدام عام 2017، وتبعه "مونجارو" عام 2023. أظهرت التجارب السريرية نتائج غير مسبوقة، إذ فقد بعض المشاركين ما يصل إلى 26 في المئة من وزن الجسم، في نسبة تعادل النتائج التي تحققها جراحة السمنة، إضافة إلى غياب الآثار الجانبية المميتة التي ارتبطت بأدوية إنقاص الوزن السابقة. ولكن، لماذا تختلف هذه الأدوية عن سابقاتها؟ يشرح البروفيسور جايلز يو، الاختصاصي في الغدد الصماء العصبية الجزيئية في "جامعة كامبريدج" البريطانية، قائلاً: "كانت معظم الأدوية السابقة تستهدف الدماغ، لأنه ببساطة المركز المسؤول عن الشعور بالجوع. ولكن أدى ذلك إلى آثار جانبية خطرة. ويضيف "أما هذه الأدوية الأحدث فعبارة عن نسخ معدلة وطويلة المفعول من هرمونات طبيعية موجودة أصلاً في أجسامنا، ومصممة لتصل إلى المناطق المطلوبة من الدماغ بشكل طبيعي، مما يتيح للجسم التفاعل معها تماماً كما يتعامل مع هرموناتنا الخاصة". حل سحري أم حقل ألغام؟ رغم نجاحها اللافت، أثار الانتشار السريع لاستخدام هذه الحقن مخاوف متزايدة. مستخدمون كثر يحصلون عليها الآن من طريق عيادات خاصة عبر الإنترنت، وغالباً من دون رقابة طبية كافية. بل إن البعض يلجأ إلى شراء "تركيبات" غير قانونية منها، يحضرها بشكل غير رسمي متخصصون في التجميل. كذلك تغص وسائل التواصل الاجتماعي بتقييمات المستخدمين، ونصائح حول الجرعات البالغة الصغر micro-dosing، وصور "قبل الاستخدام وبعده" توثق فقدان الوزن. ولكن هذا الأسبوع، حذر متحدث باسم شركة "نوفو نورديسك" الدنماركية، المصنعة لعقاقير "أوزمبيك" و"ويغوفي"، من هذه الممارسات، وقال في تصريح إلى "ديلي ميل" إنهم لا يوصون بالجرعات الدقيقة مثلاً، موضحاً أن "الجرعات المعتمدة رسمياً وحدها التي خضعت للدراسة السريرية، وحصلت بناء على النتائج على الترخيص بالاستخدام". وعلى نحو مماثل، حذرت "الجمعية الصيدلانية الملكية" Royal Pharmaceutical Society من أنه في حالة غياب الإشراف الطبي المناسب، يواجه المستخدمون أخطاراً صحية تشمل الجفاف، وحصوات المرارة، وسوء التغذية، وفقدان العضلات. ماذا عن سلامة الاستخدام الطويل الأمد؟ يبدي البروفيسور يو تفاؤله قائلاً إن "الهيئات التنظيمية، مثل 'إدارة الغذاء والدواء الأميركية' و'وكالة الأدوية الأوروبية'، صارمة جداً في تقييم الأدوية. هذه العقاقير معتمدة في مختلف أنحاء العالم، ولو أنها غير آمنة لما حازت التراخيص بالاستخدام". ويضيف البروفيسور كاريل لورو، الخبير في الطب الأيضي في "جامعة أولستر" في إيرلندا الشمالية، أن جميع الأدوية المعتمدة، وليس عقاقير إنقاص الوزن وحدها، لا بد من أن تخضع للدراسة لمدة لا تقل عن 52 أسبوعاً. ومرد ذلك، كما يقول، إلى أنه "في حال عدم ظهور مشكلات كبيرة خلال عام، فمن غير المرجح أن نشهدها لاحقاً. ويستند هذا التقييم إلى خبرة تراكمية واسعة لدى الهيئات التنظيمية، استمدتها من مراجعة عشرات الآلاف من الدراسات السابقة". ولكن الآثار الجانبية الأقل وضوحاً لا تظهر في العادة إلا بعد بدء الاستخدام الواسع النطاق. ويؤكد البروفيسور لورو أن النتائج الجديدة التي تصدرت عناوين الأخبار في الأسابيع القليلة الماضية تمثل جانباً طبيعياً من العملية المعتادة "المراقبة ما بعد التسويق"، كما تسمى، وفيها تواصل شركات الأدوية والهيئات التنظيمية جمع البيانات [ومتابعة سلامة الأدوية بعد طرحها في الأسواق]. ويقول البروفيسور لورو "نعم، ربما تظهر بعض المشكلات أو الآثار الجانبية. لكننا استخدمنا هذه الفئة من الأدوية طوال 20 عاماً، غالباً على أشخاص كانت حالهم أكثر سوءاً من المستخدمين الحاليين. وتبدو البيانات مطمئنة جداً". كذلك يشير البروفيسور لورو إلى أنه في التجارب، واجه المشاركون الذين أخذوا هذه الأدوية آثاراً جانبية خطرة أقل مقارنة بالمجموعة التي تلقت دواء وهمياً. و"يعزى ذلك إلى أن السمنة وداء السكري حالتان صحيتان مؤذيتان جداً في حد ذاتهما. وعند نقطة معينة، يصبح من غير المبرر أخلاقياً عدم إجازة دواء أثبت قدرته على تحسين صحة المرضى". تحليل الأخطار لا تزال بعض الأخطار قيد الدراسة. أثيرت التحذيرات بشأن سرطان الكلى بناء على دراسة شملت 43 ألف شخص ممن يتلقون عقاقير من فئة "محفزات مستقبلات 'جي أل بي- 1'"، مقابل عدد مماثل في مجموعة الضبط. وقد سجلت مجموعة العلاج 83 إصابة مقارنة مع 58 إصابة في مجموعة الضبط، مما يمثل زيادة طفيفة في العدد الكلي للحالات، وليس بالضرورة دليلاً قاطعاً على وجود علاقة سببية مباشرة. وعلى النقيض، أظهرت تجارب سريرية أخرى أن العقاقير نفسها توفر فوائدة كبيرة في حماية الكلى. تابعت تجربة "فلو" FLOW (التي امتدت من 2019 إلى 2023) أكثر من 3500 مريض، ووجدت أن استخدام "سيماغلوتيد" ارتبط بانخفاض بنسبة 24 في المئة في خطر الإصابة بالفشل الكلوي، وانخفاض بنسبة 50 في المئة في الوفيات الناجمة عن أمراض الكلى. وكانت النتائج حاسمة إلى حد إنهاء التجربة مبكراً لتمكين مجموعة الدواء الوهمي من تلقي العلاج. البروفيسور لورو الواثق في فاعلية العقاقير، يقول "لقد أظهرنا أن هذه الأدوية قادرة على تقليص معدلات النوبات القلبية بنسبة تصل حتى 25 في المئة، وتقليل خطر الإصابة بالسكري لدى المعرضين للإصابة به بنسبة تراوح ما بين 80 و90 في المئة. نعم، شهدنا مشكلات في العينين، ولكن هذه الحالة تحديداً لا تظهر إلا لدى مرضى السكري، ولا يتجاوز معدل حدوثها حالة واحدة من كل 10 آلاف شخص". كذلك يشير البروفيسور يو إلى أن "السكري من النوع الثاني يمثل السبب الرئيس لفقدان البصر في أوساط البالغين". ماذا عن المخاوف المتعلقة بوسائل منع الحمل والعلاج بالهرمونات البديلة؟ يوضح البروفيسور لورو أن السبب المحتمل يعود إلى التقيؤ، علماً أنه أحد الآثار الجانبية المعروفة لهذه الأدوية، وليس لأن الدواء نفسه يعوق الامتصاص. "أي مادة نبتلعها سيمتصها الجسم في النهاية، إلا إذا طرحها خارجاً من طريق القيء". للحد من الغثيان أثناء استخدام هذه الأدوية، ينصح الخبراء بالالتزام بالجرعات المنخفضة، حتى لو تباطأت وتيرة فقدان الوزن. وإذا استمرت مشكلة التقيؤ، يكمن الحل في التحول إلى أشكال غير فموية من العلاج بالهرمونات البديلة، مثل اللاصقات، أو استخدام الواقي الذكري، أو اللولب الرحمي. هشاشة العظام وأخطار أخرى أعرب آخرون عن مخاوفهم بشأن تأثير حقن إنقاص الوزن على العضلات والعظام. مثلاً، المغنية الأميركية أفيري التي استخدمت "أوزمبيك" لمدة عام على رغم معاناتها اضطرابات في الأكل، كشفت لجمهورها، وقد اغرورقت عيناها بالدموع، عن تشخيص إصابتها بهشاشة العظام. وأقرت أنها لم تحصل على الدواء بوصفة طبية. فهل نحن أمام حالة فردية، أم إن كثراً مروا بتجربة مشابهة؟ أظهرت دراسة نشرت العام الماضي أن ما بين 15 و40 في المئة من الوزن المفقود باستخدام "سيماغلوتايد" ربما يكون ناتجاً عن فقدان جزء من الأنسجة غير الدهنية في الجسم. في رأي البروفيسور يو، لا بد من أن يعرف المستخدمون هذه الحقيقة. ويوضح أن "كل شخص يفقد الوزن، أياً كانت الوسيلة، سيخسر دائماً، إلى جانب الدهون، جزءاً من الأنسجة الخالية من الدهون، والتي تشمل الماء والعضلات والعظام". ومع ذلك، يقول إنه ليس بين أيدينا دليل حتى الآن على أن حقن إنقاص الوزن تسهم بشكل مباشر ومستقل في الإصابة بهشاشة العظام". وفي رأي البروفيسور يو، تبقى التمارين الرياضية الطريقة الأفضل لتقليص فقدان العظام، إذ تظهر الدراسات أنها تساعد في الحفاظ على الكتلة العضلية وكثافة العظام عند ممارستها بالتزامن مع هذه الأدوية. كذلك يساعد اتباع نظام غذائي غني بالبروتين في الحفاظ على العضلات. أظهرت مراجعات علمية أيضاً أنه بعد خسارة الوزن، ورغم فقدان الأنسجة غير الدهنية، يمتلك المستخدمون في العادة نسبة أعلى من الكتلة العضلية مقارنة بالدهون، وأن هذه العضلات قد تكون "أفضل جودة" بفضل ما تتميز به من ألياف عضلية أقوى. ولكن، بالنسبة إلى كبار السن الذين يملكون احتياطات عضلية أقل، فإن فقدان مقدار كبير من الوزن والعضلات ربما يكون محفوفاً بالأخطار، لا سيما أن استعادة الكتلة العضلية تصبح أكثر صعوبة مع التقدم في السن. مشكلة الإدمان لا تقضي هذه الأدوية على السمنة بصورة نهائية، بل تتحكم بها. عند التوقف عن الحقن، تعود شهيتك إلى سابق عهدها. وجدت إحدى الدراسات أن المرضى استعادوا ثلثي الوزن الذي فقدوه في غضون سنة واحدة من توقفهم عن العلاج. تثير هذه الحقيقة تساؤلات صعبة. يقول لورو "أحد أهم الأسئلة التي نطرحها على المرضى الآن: هل أنت على استعداد لاستخدام هذا العقار مدى الحياة؟" وبالطبع، تترتب على هذا الخيار كلفة مالية، سواء من جيب المستخدم (حوالى 250 جنيهاً استرلينياً شهرياً) أو من "هيئة الخدمات الصحية الوطنية"، التي سيتوجب عليها النظر في تغطية تكاليف الوصفات الطبية مدى الحياة. ومع هذه ومع هذه الكلفة المرتفعة، يبقى السؤال: كيف نمنع استغلال الأدوية وبيعها بشكل غير قانوني في السوق السوداء؟ الجيل المقبل: أمل أم مبالغة؟ تركز الأدوية الحالية على هرمون أو اثنين فقط من هرمونات الأمعاء التي تنظم الشهية. غير أن الجهاز الهضمي يضم، كما يوضح البروفيسور يو، نحو 20 هرموناً معوياً تؤثر في الشعور بالشبع. بناء عليه، ليس مستبعداً أن تعتمد علاجات الجيل المقبل من أدوية إنقاص الوزن على دمج عدد أكبر من هذه الهرمونات، مما يسمح باستخدام جرعات أقل، ومن ثم خفض الآثار الجانبية المحتملة، مثل القيء. ويقول يو إن "العلاجات المقبلة ربما تخلو تماماً من أي آثار جانبية هضمية". إضافة إلى ذلك، يعمل الخبراء على تصميم بعض أدوية إنقاص الوزن من الجيل الجديد بطريقة تتيح حماية الكتلة العضلية والحفاظ على كثافة العظام، وذلك عبر تنشيط مسارات بيولوجية تحاكي تأثيرات التمارين الرياضية. كذلك يوضح البروفيسور يو أن الأقراص غير المكلفة المتوقع طرحها في المستقبل ربما تمثل السر أيضاً وراء الحفاظ على نتائج فقدان الوزن مدى الحياة. ومع إعلان "منظمة الصحة العالمية" في مايو (أيار) الماضي عزمها دعم استخدام أدوية مكافحة السمنة لعلاج البالغين، ربما يتوسع نطاق الوصول إلى هذه العلاجات عالمياً، مما قد يشكل نقطة تحول طبية بارزة. ولكنها ليست مناسبة للجميع قلة في المجتمع الطبي تشكك في أن "محفزات مستقبلات جي أل بي- 1" تمثل إنجازاً كبيراً. ولكنها في الوقت ذاته ليست حلاً شاملاً يناسب الجميع. مثلاً، حوالى 15 في المئة من المرضى لا يستجيبون للعلاج. وثمة قلق متزايد من أن الوصول إليها لا يزال مقتصراً على من يستطيعون تحمل تكاليف الوصفات الطبية الخاصة، بينما يواجه مرضى "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" قيوداً على استخدامها. كذلك يلجأ إليها كثيرون من دون ممارسة التمارين الرياضية أو تحسين نظامهم الغذائي، علماً أنهما يكتسيان أهمية بالغة في الحفاظ على قوة العضلات والعظام في المستقبل. ومع ذلك، يرى البروفيسور يو أن التغيير قادم. ويقول في هذا الصدد "تنتهي صلاحية براءة اختراع 'أوزمبيك' بعد سبعة أعوام. وأتوقع أن ينخفض سعره من 200 جنيه استرليني إلى نحو 10 جنيهات استرلينية شهرياً. عندها، ستتمكن "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" من توفيره على نطاق واسع، وتحت إشراف مناسب، ذلك أن هذه الأدوية الفاعلة مصممة لأغراض صحية، وليس كأداة تجميلية. الهدف منها مساعدة الأشخاص الذين يعانون السمنة. وإذا تناولها أشخاص نحيفون، ترتفع حينها احتمالات الآثار الجانبية بشكل كبير، وترجح كفة الميزان لمصلحة الأخطار مقابل الفوائد. لذا، لا بد من الحرص على عدم وقوعها في الأيدي الخطأ". في الحقيقة، تعد أدوية مثل "سيماغلوتايد" سلاحاً جديداً في المعركة ضد السمنة، الحالة الصحية التي بقيت عصية على العلاج طوال عقود من الزمن، وتكلف "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" ملايين الجنيهات بسبب الأمراض المصاحبة لها، بدءاً بالنوع الثاني من السكري، والسرطان، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وصولاً إلى هشاشة العظام، وحتى الاكتئاب. ومع ذلك، ليست هذه العقاقير حلولاً سحرية، إذ لا تخلو من أخطار، ويبقى نطاق فاعليتها محدوداً، كما أنها تتطلب اتخاذ قرارات صعبة بشأن الاستخدام طويل الأمد [مثلاً، هل من الآمن استخدامها مدى الحياة، وما الآثار الجانبية المحتملة مع الاستخدام المطول، وهل تتحمل الأنظمة الطبية تكلفة توفيرها على المدى الطويل؟]. عند استخدامها بالشكل المناسب، وتحت إشراف طبي، ومع توقعات معقولة، تحدث هذه العقاقير تغييراً جذرياً في حياة المرضى. ولكن الاختبار الحقيقي لا يكمن فقط في الوزن المفقود هذا العام، بل في ما سيحدث خلال العقد المقبل. يبقى أن التفاؤل بعلاجات إنقاص الوزن هذه ينبغي أن يكون مصحوباً بالحذر الشديد واليقظة التامة.

المرض القاتل يتحول إلي "مزمن" يمكن التعايش معه والقضاء عليه
المرض القاتل يتحول إلي "مزمن" يمكن التعايش معه والقضاء عليه

الجمهورية

time١٩-٠٥-٢٠٢٥

  • صحة
  • الجمهورية

المرض القاتل يتحول إلي "مزمن" يمكن التعايش معه والقضاء عليه

حقنة تحت الجلد خلال مدة لا تتجاوز 5 دقائق قادرة علي علاج 15 نوعا من السرطان. فالعقار عكس العلاج الكيميائي والإشعاعي التقليدي لا يهاجم الخلايا بشكل عشوائي بل يُحفز الجسم علي التعرف علي الخلايا السرطانية. ما يسمح بإعادة برمجة الخلايا المناعية لتتعرف علي الورم وتهاجمه بدقة. ما يعني آثارا جانبية أقل واستجابة أفضل لدي المرضي. مع إمكانية تطبيقه في المنزل. العلاج المناعي خطوة في طريق استراتيجية أشمل لترويض السرطان. وتوسيع الاعتماد علي العلاج المناعي الذي يشمل الاستخدام الوقائي لدي الفئات عالية الخطورة مستقبلا. د. علا خورشيد رئيس قسم الأورام بالمعهد القومي: فعال ضد سرطانات الرئة والكلي والمثانة والمريء و الميلانوما و أورام الرأس والعنق تؤكد د. علا خورشيد رئيس قسم الأورام بالمعهد القومي للأورام. أن العلاج المناعي " نيفولوماب" أثبت فعاليته في التعامل مع عدة أنواع من السرطان. مشيرةً إلي أن نيفولوماب حقق نتائج رائعة في بعض الحالات. وأن الاستجابة تختلف من مريض لآخر حسب نوع الورم. أضافت أن نيفولوماب يُستخدم منذ سنوات عن طريق التسريب الوريدي. واليوم أصبح متاحًا بنسخة جديدة تحت الجلد. تحفز جهاز المناعة للتعرف علي الخلايا السرطانية ومهاجمتها. وهو ما يختلف عن العلاج الكيميائي أو الإشعاعي التقليدي. أشارت إلي فاعلية نيفولوماب في سرطانات الرئة والكلي والمثانة والمريء و الميلانوما"سرطان الجلد" و أورام الرأس والعنق وبعض أنواع اللمفوما. ولا يزال استخدامه قيد الدراسة في أنواع أخري كثيرة من السرطان. مشيرةً إلي حصول هذه النسخة علي موافقات مبدئية من بعض الجهات التنظيمية العالمية مثل وكالة الأدوية الأوروبية. تطرقت رئيس قسم الأورام بالمعهد القومي للأورام إلي أن الساحة الطبية اليوم مليئة بالعلاجات الحديثة. ومنها العلاج الكيميائي والإشعاعي والمناعي مثل نيفولوماب وأدوية أخري. مشيرةً إلي أن العلاج الموجَّه يستهدف طفرات جينية معينة. فكل حالة لها ما يناسبها. ولا يمكن تعميم بروتوكول واحد علي جميع المرضي. أشارت إلي أن التطور الأحدث لهذا الدواء يتمثل في إتاحته بصيغة الحقن تحت الجلد بدلًا من الوريدي. ما يُمثل نقلة نوعية علي مستوي سهولة الاستخدام وسرعة تطبيق العلاج. إذ تستغرق عملية الحقن الجديدة أقل من 5 دقائق. مقارنةً بـ30 دقيقة للوريدي. وهو ما يُخفف العبء علي المريض والمنشآت الصحية. واختتمت حديثها: "نحتاج إلي توعية دقيقة ومتزنة بعيدًا عن المبالغة". مشيرةً إلي أن نيفولوماب تحت الجلد هو خطوة نحو تحسين تجربة المرضي. لأن الأمل الحقيقي يبدأ من المعرفة الصادقة. أكد د. مدحت خفاجي. نائب رئيس معهد الأورام. أن دواء نيفولوماب يمثل تطورًا نوعيًا في علاج الأورام من خلال آلية عمله الدقيقة. حيث يعيد برمجة الجهاز المناعي ليميز بين الخلايا السليمة والخلايا السرطانية. فيهاجم الأخيرة بدقة متناهية دون إلحاق ضرر بالأنسجة السليمة. أوضح أن فكرة تسليح الجهاز المناعي لقتل الخلايا السرطانية بدأت مع ما يُعرف بـ"السرطان الفحمي". وهو ورم يظهر علي شكل نقطة سوداء في الجلد أو الأغشية المخاطية. وكانت أولي الحالات الناجحة التي خضعت لهذا الشكل من العلاج الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر. الذي كان يعاني من أورام في الكبد والمخ. وتلقي 4 جرعات من العلاج. أشار خفاجي إلي أن العلاج المناعي أظهر نتائج مبهرة في بعض الأورام مثل "السرطان الفحمي". إذ حقق شفاءً كاملاً. بينما في أنواع أخري. يسهم في إطالة عمر المريض دون أن يكون شفاءً تامًا. وتصل تكلفة العلاج المناعي للمريض الواحد إلي نحو مليون جنيه سنويًا. ما يعكس تحديًا اقتصاديًا في الأنظمة الصحية محدودة الموارد. نوّه إلي أن بعض المرضي الذين يعانون من انتشار الورم في أكثر من عضو شهدوا تحسنًا يصل إلي 75% من إجمالي الحالة. موضحًا أن السرطان ليس مرضًا واحدًا بل "عدة قبائل" تختلف في طبيعتها واستجابتها للعلاج. إذ تستجيب بعض الحالات بشفاء كامل. بينما تستجيب أخري بنسبة جزئية قد تصل إلي 90%. في حين تبقي فئة لا تتجاوب مع العلاج بسبب الطبيعة المختلفة لخلاياها. ودعا خفاجي إلي ضرورة الاستثمار في صناعة الأدوية البيولوجية داخل مصر. لما لذلك من أثر كبير في توفير ملايين الدولارات علي الدولة. كشف عن سعيه إلي تنفيذ مشروع بحثي طموح يعتمد علي تحضير مضاد للورم من خلال تجارب علي الأرانب والفئران. يتم حقنها بالورم. ثم استخلاص المادة الدالة علي نوع الخلية السرطانية لتصنيع مصل يُعطي للإنسان. في خطوة قد تُحدث ثورة في مجال العلاج المناعي بتكلفة أقل. وختم بالتأكيد علي أن الأدوية الجديدة في هذا المجال كلها بيولوجية عالية التكلفة. ما يستدعي تحركًا وطنيًا عاجلًا نحو توطين تكنولوجيا العلاج المناعي لضمان استدامة الرعاية الصحية لمرضي السرطان في مصر. قال د. بولس إسحق استشاري علاج الأورام ومدير مركز أورام معهد ناصر سابقًا. إن عقار نيفولوماب يُعد من أبرز الأدوية المناعية المستخدمة في علاج السرطان خلال العقد الأخير. حيث يعمل علي تنشيط الجهاز المناعي ليقوم بدوره في التعرف علي الخلايا السرطانية ومهاجمتها. بدلًا من الاعتماد الكامل علي العلاجات الكيميائية أو الإشعاعية التقليدية. وأوضح أن نيفولوماب يُستخدم حاليًا في علاج عدد من أنواع السرطان. أبرزها سرطان الجلد الميلانيني. سرطان الرئة. وبعض أنواع سرطانات الجهاز الليمفاوي. مشيرًا إلي أن آثاره الجانبية تختلف عن العلاج الكيميائي. وتتطلب متابعة طبية دقيقة لتقييم الاستجابة وتعديل الخطة العلاجية عند الحاجة. ونوّه إلي أن العقار يمكن إعطاؤه بمفرده أو ضمن بروتوكولات علاجية مشتركة مع العلاج الكيميائي أو المناعي أو الإشعاعي التحفيزي. حسب حالة كل مريض. حيث لا توجد وصفة واحدة تصلح للجميع. بل تُبني الخطط العلاجية علي مزيج من العلاجات وتحت إشراف طبي متخصص. ولفت إسحق إلي أن العلاج المناعي عمومًا يوفر فرصة لاستجابة طويلة الأمد لدي نحو 20% من المرضي. وهو ما يُعد بارقة أمل. خاصة في الحالات المتقدمة أو التي فشلت في الاستجابة للعلاجات التقليدية. إلا أن الكشف المبكر ما يزال العامل الأهم في تحسين فرص الشفاء. وفيما يتعلق بآلية عمل نيفولوماب. أوضح أن الخلايا السرطانية تمتلك بروتينًا يعمل كـ"درع" يخفي وجودها عن جهاز المناعة. غير أن العقار يعطل هذا الدرع. ويعيد تفعيل الخلايا المناعية لتهاجم الورم مباشرة. مستخدمًا "ذكاء الجسم نفسه" في التعرف علي العدو والتخلص منه. وأشار إلي أن العقار متوفر في مصر بصيغته الوريدية. ويُستخدم وفقًا للتوصيات الدولية المعتمدة. وتختلف جرعته بحسب طبيعة الورم وحالة المريض. وأكد إسحق أن هذه التطورات تفتح آفاقًا جديدة في إعادة تشكيل مستقبل علاج السرطان. وقد تمتد إلي الاستخدام الوقائي في الحالات ذات الخطورة العالية. وهو ما يعتبره الأطباء بداية موجة جديدة من العلاجات التي توازن بين القوة العلاجية وسرعة التطبيق. قال د. طارق زعلوك أستاذ بكلية الطب جامعة الأزهر. إن نيفولوماب يعمل عن طريق منع المستقبلات التي تستخدمها الخلايا السرطانية لإرسال الإشارات التي توهم بها الخلايا المناعية بأنها خلايا سليمة. وعندما يتم حظر الإشارة. تصبح الخلايا المناعية أكثر قدرة علي التمييز بين الخلية السرطانية والخلية السليمة وشن هجوم عليها. أضاف أن علاج الأورام بات أكثر فعالية بفضل ثلاثية متكاملة: تشخيص دقيق. خطة علاجية محكمة. ومتابعة مستمرة. مشيرًا إلي أن النسخة تحت الجلد من الدواء تمثل تطورًا لافتًا. إذ تتيح طريقة إعطاء أسهل وأسرع مقارنةً بالحقن الوريدي. أوضح أن التطوير الجديد ل نيفولوماب بداية عصر جديد في الطب. تُستخدم فيه البيولوجيا الذكية والذكاء المناعي بدلًا من الأدوية الكيميائية. مشيرًا إلي أننا قد نكون علي أعتاب تحويل السرطان من قاتل صامت إلي مرض مزمن يمكن التعايش معه أو حتي القضاء عليه نهائيًا. ونوّه إلي بدء استخدام نسخة معدّلة من عقار نيفولوماب تُعطي تحت الجلد خلال خمس دقائق فقط. لعلاج 15 نوعًا مختلفًا من السرطان. دون الحاجة للعلاج الكيميائي أو الإشعاعي التقليدي. أشار الأستاذ بكلية الطب جامعة الأزهر. إلي استهداف نيفولوماب بروتين PD-1 "Programmed Death-1". الذي تستخدمه الخلايا السرطانية للاختباء من الجهاز المناعي حيث تمنع استجابة الجسم الطبيعية ضد الورم. وهنا يأتي دور نيفولوماب. إذ يقوم بتعطيل هذا الدرع المناعي الزائف. ما يسمح للجهاز المناعي بالتعرف علي الخلايا السرطانية وتدميرها بفاعلية. بيّن أن التجارب أظهرت نتائج مبشرة. خاصة في السرطانات المتقدمة والمقاوِمة للعلاج. موضحًا أن نيفولوماب يختلف عن باقي العلاجات في كونه لا يهاجم خلايا الجسم السليمة. ما يُقلل من الآثار الجانبية ويُعزز جودة حياة المريض. لفت إلي ارتفاع نسب الاستجابة حتي لدي المرضي الذين فشلوا في الاستجابة للعلاجات التقليدية. كما لوحظ أن فترات البقاء علي قيد الحياة قد زادت بشكل كبير. مشيرًا إلي تحقيق نيفولوماب نتائج شفاء جزئي أو كلي لدي بعض المرضي وتحفيز الجهاز المناعي الطبيعي دون الحاجة لتدخلات سامة. يشير د. شريف السعدني. أستاذ الأوبئة بكلية الطب جامعة طنطا. إلي أن العالم شهد طفرةً غير مسبوقة في علاج السرطان. تمثلت في ظهور "العلاج المناعي" الذي حول جهاز المناعة من مجرد مدافع عن الجسم إلي سلاح ذكي قادر علي تمييز الخلايا السرطانية وتدميرها. أضاف أن أبرز الأسماء في هذا المجال دواء نيفولوماب. الذي حول أحلام المرضي إلي واقع ملموس. وأصبح أملًا للشفاء في أكثر من 15 نوعًا من الأورام الخبيثة. نوّه إلي أن نيفولوماب غيّر قواعد اللعبة في علاج السرطان. حيث لم يعُد الأمل مقتصرًا علي الجراحة أو العلاج الكيميائي فقط. بل أصبح للجهاز المناعي دور رئيسي في محاربة السرطان بفعالية. دون المساس بالخلايا السليمة. لذا. يُعد نيفولوماب مثالًا علي مستقبل واعد في الطب الحديث. أشار السعدني إلي أن أسلوب عمل الخلايا السرطانية. إذ ترتدي "أقنعة" تخدع بها الجهاز المناعي. فتتظاهر بأنها خلايا سليمة. وهنا يأتي دور نيفولوماب. وهو دواء ينتمي إلي فئة مثبطات نقاط التفتيش المناعية "Checkpoint Inhibitors". حيث يمنع تفاعل بروتيني PD-1 علي الخلايا المناعية وPD-L1 علي الخلايا السرطانية. وكأنه يزيل القناع عن الوجه الحقيقي للورم. فيتعرف عليه الجسم ويقضي عليه. وأوضح أن هذه الآلية جعلته فعالًا ضد سرطانات متعددة. مثل الميلانوما"سرطان الجلد". الرئة. الكلي. المثانة. والقولون. مشيرًا إلي أن آلية عمل نيفولوماب لا تقتصر علي الحالات المتقدمة فحسب. بل يُستخدم كـ"درع وقائي" بعد الجراحة» لمنع عودة السرطان. خاصة في الميلانوما و سرطان المثانة عالي الخطورة. أشار إلي أنه الخيار الأول في المراحل المتقدمة. سواء بمفرده أو مع أدوية أخري مثل إبيليموماب. الذي يعزز فعالية العلاج عبر مهاجمة الورم من زاويتين مناعيتين مختلفتين. وقد أظهرت الأبحاث أن هذا المزيج يضاعف فرص البقاء علي قيد الحياة لمرضي سرطان الكلي والرئة بنسب ملحوظة. لفت إلي تميّز نيفولوماب بمرونة تُخفف عناء المرضي. فبدلًا من الجلسات الكيميائية الأسبوعية المرهقة. يُعطي عن طريق الوريد كل أسبوعين "240 ملج" أو كل شهر "480 ملج". وقد يستمر العلاج حتي عامين. ويستجيب العديد من المرضي بشكل أسرع. ما يسمح بإيقاف الدواء مبكرًا مع الحفاظ علي النتائج الإيجابية. أكد أستاذ الأوبئة بكلية الطب جامعة طنطا. أنه رغم أن نيفولوماب يحفّز المناعة ضد السرطان. إلا أنه قد يهاجم أحيانًا أنسجة الجسم السليمة. مسببًا التهابات في الرئة أو الكبد. لكن هذه الآثار تُكتشف مبكرًا عبر المتابعة الدقيقة. وتُعالج بنجاح باستخدام الكورتيزون. مشيرًا إلي أن أضراره أقل حدة مقارنةً بالعلاج الكيميائي. الذي يُضعف المناعة ويسبب تساقط الشعر والغثيان. أشار إلي أن استمرار الأبحاث والتجارب لكشف أسباب استجابة بعض المرضي للعلاج بشكل مذهل. بينما لا يُجدي مع آخرين. وُجد أن المرضي الذين تظهر خلايا أورامهم مستويات عالية من بروتين PD-L1 يستفيدون أكثر من نيفولوماب. ما يفتح الباب لـ"الطب الشخصي". حيث يُختار العلاج بناءً علي الخصائص الجينية للورم. قال أ.د. أحمد عبد الهادي أستاذ علاج الأورام بكلية الطب جامعة المنصورة ومدير وحدة الأورام بمستشفي الشيخ زايد التخصصي. إن عقار نيفولوماب يُعد أول خطوة حقيقية وناجحة في رحلة العلاج المناعي لأحد أعند أنواع السرطان انتشارًا وهو سرطان الجلد من نوع الميلانوما. أضاف أن العلاج المناعي وعلي رأسه نيفولوماب لا يُمثل فقط دواءً جديدًا. بل فلسفة مختلفة في التعامل مع السرطان. إذ تتحول المناعة من مشاهد سلبي إلي مقاتل للخلايا السرطانية. مشيرًا إلي أن هذا التوجه قد يغير مستقبل علاج الأورام بشكل جذري في السنوات المقبلة. أوضح عبد الهادي أن نيفولوماب مثّل علامة فارقة في تاريخ علاج طيف واسع من السرطانات مثل أورام الرئة. سرطان الثدي ثلاثي السلبية. بعض سرطانات القولون المتحوّرة. المثانة. الغشاء البلوري. وأورام الكلي. وهو ما يعكس قدرة العلاج المناعي علي التكيف مع طبيعة الورم والبيئة البيولوجية لكل مريض. أشار إلي أن بعض بروتوكولات العلاج الحديثة تتضمن دمج نوعين من العلاجات المناعية يكون أحدهما نيفولوماب. ما يعزز فعالية الاستجابة ويُحدث نقلة نوعية في نتائج العلاج. كما تُستخدم بروتوكولات أخري تجمع العلاج المناعي مع نوع أو اثنين من العلاج الكيميائي لإحداث ما يُعرف بطفرة استجابة. خاصة في السرطانات شديدة المقاومة. أوضح عبد الهادي أن فكرة العلاج المناعي ترتكز علي تحفيز الجهاز المناعي للجسم. وتحديدًا الخلايا التائية "T cells". لكشف الخلايا السرطانية التي تتخفي بمهارة عن رادار جهاز المناعة الطبيعي. مشيرًا إلي أن هذه المقاربة تعيد للجسم زمام المبادرة في مقاومة الورم بدلًا من الاعتماد الكامل علي المواد الكيميائية السامة. أكد توافر عقار نيفولوماب في مصر وتم دمجه بالفعل في بروتوكولات علاج سرطان الجلد المنتشر. بعض أورام الرأس والرقبة. وأورام الرئة. ضمن خطط علاجية دقيقة ووفقًا لتوصيات الجمعيات العلمية العالمية. وعن الأعراض الجانبية. أوضح أن العلاج المناعي. كأي علاج فعال. ليس خاليًا تمامًا من الأعراض. إلا أن تأثيراته الجانبية تُعد أقل بكثير مقارنةً بالعلاج الكيميائي. خاصة من حيث السُمِّية وتأثيره علي جودة حياة المريض. 19.5 مليون إصابة جديدة بالسرطان سنويا. 9.7 مليون حالة وفاة بسبب السرطان. 35 مليون إصابة متوقعة في 2050؟ 1 من كل 5 رجال يصاب بالسرطان. 1 من كل 9 مصابين يموت. 1 من كل 6 نساء تصاب المرض. 1 من كل 12 مصابة تموت. أبرز أنواع السرطان عالميًا سرطان الرئة سرطان الثدي سرطان القولون والمستقيم سرطان البروستاتا سرطان المعدة المصدر: تقارير منظمة الصحة العالمية والوكالة الدولية لأبحاث السرطان لعام 2024 تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز

الولايات المتحدة تجيز أول فحص دم يتيح تشخيص مرض ألزهايمر
الولايات المتحدة تجيز أول فحص دم يتيح تشخيص مرض ألزهايمر

العربي الجديد

time١٧-٠٥-٢٠٢٥

  • صحة
  • العربي الجديد

الولايات المتحدة تجيز أول فحص دم يتيح تشخيص مرض ألزهايمر

أجازت السلطات الصحية الأميركية، أمس الجمعة، أول فحص دم لتشخيص مرض ألزهايمر، ما قد يسمح للمرضى بالبدء في تناول الأدوية في وقت مبكر لإبطاء تقدم المرض العصبي التنكسي. ويقيس الاختبار الذي ابتكرته شركة "فوجيريبيو داياغنوستيكس" نسبة بروتينيَن موجودَين في الدم يرتبطان بوجود لويحات بيتا أميلويد في الدماغ، وهي من خصائص مرض ألزهايمر. ولم يكن ممكناً اكتشاف هذه النسبة قبل الآن إلا من خلال مسح الدماغ أو تحليل السائل النخاعي. وتبيّنَ أن نتائج اختبار الدم في التجارب السريرية كانت مماثلة إلى حدّ كبير لتلك التي أفضت إليها فحوص الدماغ بتقنية التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني وتحليل السائل النخاعي. ورأت ميشيل تارفر، من مركز الأجهزة والصحة الإشعاعية في الهيئة الصحية الأميركية، أن "الموافقة على الاختبار الجديد محطة مهمة لتشخيص مرض ألزهايمر، ما يجعله أسهل ويضعه أكثر في متناول المرضى في الولايات المتحدة في مرحلة مبكرة من المرض". وأجيز إجراء الاختبار سريرياً للمرضى الذين يعانون من علامات تدهور إدراكي، على أن يأخذ تفسير نتائجه في الاعتبار معلومات سريرية أخرى. صحة التحديثات الحية وكالة الأدوية الأوروبية توافق على علاج ضد ألزهايمر بعد منعه وأوضح مارتي ماكاري، من إدارة الغذاء والدواء الأميركية ، أن "مرض ألزهايمر يصيب عدداً كبيراً جداً من الناس، أكثر من سرطان الثدي وسرطان البروستاتا معاً، و10% ممن تبلغ أعمارهم 65 عاماً وما فوق يعانون من مرض ألزهايمر، ويُتوقع أن يتضاعف هذا الرقم بحلول عام 2050، ونأمل أن تساعدهم المنتجات الطبية الجديدة مثل هذا الفحص". ويتوفر حالياً دواءان مصرّح بهما لمرض ألزهايمر، هما "ليكانيماب" و"دونانيماب" اللذان يستهدفان اللويحة النشوية ويبطئان بدرجة محدودة التدهور المعرفي، لكنهما لا يحققان الشفاء. ويرى محبذو استخدام الدواءين، ومن بينهم أطباء أعصاب، أنهما يمكن أن يمنحا المرضى بضعة أشهر إضافية من الاستقلالية، وأن فاعليتهما تكون أكبر إذا أعطيا في مرحلة مبكرة. ويُعَدّ مرض ألزهايمر الشكل الأكثر شيوعاً من الخرف، ويتدهور وضع المصاب به مع مرور الوقت، ما يؤدي تدريجياً إلى فقدانه ذاكرته واستقلاليته. (فرانس برس)

بعد حالتي وفاة مشبوهتين
بعد حالتي وفاة مشبوهتين

الجمهورية

time١٢-٠٥-٢٠٢٥

  • صحة
  • الجمهورية

بعد حالتي وفاة مشبوهتين

وقال المختبر الفرنسي النمساوي في بيان، نقلته قناة "فرانس 24"الإخبارية اليوم الإثنين، إن "إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة أوصت بتعليق استخدام لقاح" فالنيفا إل إكس سي إتش آي كيو"، وهو لقاح حي مضعف بجرعة واحدة ضد حمى شيكونجونيا لدى كبار السن". وقد أصدرت السلطات الصحية الأمريكية بيانًا بهذا الشأن يوم الجمعة الماضي، بعد إعلان وكالة الأدوية الأوروبية ووزارة الصحة الفرنسية عن ظهور آثار جانبية خطيرة في مقاطعة "لا ريونيون" الفرنسية في الخارج، التي شهدت وباءً كبيرًا. ومن المحتمل أن تشمل هذه التأثيرات حالتي وفاة اعتبرتا مشبوهتين في الأسابيع الأخيرة. حيث أصيب رجل في الثمانين من عمره بالتهاب الدماغ، وتعتقد السلطات الفرنسية أن ذلك قد يكون مرتبطًا بال لقاح ، بينما عانى رجل سبعيني من مضاعفات قاتلة لمرض " باركنسون" (الرُعاش)، وهو التطور الذي يبدو ارتباطه بالتطعيم أقل يقينًا. وقد أوقفت السلطات الفرنسية والأوروبية التطعيم لمن تجاوزوا سن 65 عامًا، بينما قررت نظيرتها الأمريكية تعليق التطعيم لمن تجاوزوا سن 60 عامًا. وأكدت الشركة في بيانها أن " فالنيفا" لا تزال تعتقد أن نسبة الفائدة إلى المخاطر ل لقاح إيجابية بالنسبة للغالبية العظمى من الأشخاص المعرضين للمرض. وأشارت إلى أنه من غير الممكن في هذه المرحلة تأكيد وجود علاقة سببية بين ال لقاح و الآثار السلبية التي تم تحديدها . ويؤدي تعليق التطعيم ل كبار السن إلى تعقيد الوضع في "لا ريونيون"، حيث أثر وباء " شيكونجونيا"، الذي ينتقل عن طريق لدغات البعوض، بالفعل على عشرات الآلاف من المرضى وأودى بحياة اثني عشر منهم. يُذكر أن " شيكونجونيا" هو مرض يتسبب فيه فيروس شيكونجونيا ، ويُصيب المرضى عادة بحمى مفاجئة تستمر من يومين إلى سبعة أيام، تليها آلام مفصلية قد تستمر لأسابيع أو شهور أو حتى سنوات. وعلى الرغم من أن معدل الوفاة بهذا المرض ضئيل (حوالي 1 من كل 1000 إصابة)، إلا أن كبار السن هم الأكثر عرضة للموت بسبب هذا المرض. يذكر أن " فالنيفا إس إي" هي شركة فرنسية للتكنولوجيا الحيوية، مقرها في سان هيربلان بفرنسا، وتعمل على تطوير وتسويق لقاح ات للأمراض المعدية. ولدى الشركة مواقع تصنيع في ليفينغستون بأسكتلندا، وسولنا في السويد، وفيينا في النمسا، بالإضافة إلى مكاتب أخرى في فرنسا وكندا و الولايات المتحدة. جوجل نيوز

الولايات المتحدة تقيد استخدام لقاح "فالنيفا" بعد خطوة مماثلة من نظيراتها الفرنسية والأوروبية
الولايات المتحدة تقيد استخدام لقاح "فالنيفا" بعد خطوة مماثلة من نظيراتها الفرنسية والأوروبية

البوابة

time١٢-٠٥-٢٠٢٥

  • صحة
  • البوابة

الولايات المتحدة تقيد استخدام لقاح "فالنيفا" بعد خطوة مماثلة من نظيراتها الفرنسية والأوروبية

أعلنت شركة "فالنيفا إس إي"الفرنسية للتكنولوجيا الحيوية أن السلطات الصحية الأمريكية علقت استخدام لقاح "فالنيفا" ضد حمى "شيكونجونيا"، وهو فيروس ينتقل عبر البعوض، لدى كبار السن، بعد أن اتخذت السلطات الفرنسية والأوروبية خطوة مشابهة إثر حالتي وفاة مشبوهتين في "لا ريونيون". وقال المختبر الفرنسي النمساوي في بيان، نقلته قناة "فرانس 24"الإخبارية اليوم الإثنين، إن "إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة أوصت بتعليق استخدام لقاح "فالنيفا إل إكس سي إتش آي كيو"، وهو لقاح حي مضعف بجرعة واحدة ضد حمى شيكونجونيا لدى كبار السن". وقد أصدرت السلطات الصحية الأمريكية بيانًا بهذا الشأن يوم الجمعة الماضي، بعد إعلان وكالة الأدوية الأوروبية ووزارة الصحة الفرنسية عن ظهور آثار جانبية خطيرة في مقاطعة "لا ريونيون" الفرنسية في الخارج، التي شهدت وباءً كبيرًا. ومن المحتمل أن تشمل هذه التأثيرات حالتي وفاة اعتبرتا مشبوهتين في الأسابيع الأخيرة. حيث أصيب رجل في الثمانين من عمره بالتهاب الدماغ، وتعتقد السلطات الفرنسية أن ذلك قد يكون مرتبطًا باللقاح، بينما عانى رجل سبعيني من مضاعفات قاتلة لمرض "باركنسون" (الرُعاش)، وهو التطور الذي يبدو ارتباطه بالتطعيم أقل يقينًا. وقد أوقفت السلطات الفرنسية والأوروبية التطعيم لمن تجاوزوا سن 65 عامًا، بينما قررت نظيرتها الأمريكية تعليق التطعيم لمن تجاوزوا سن 60 عامًا. وأكدت الشركة في بيانها أن "فالنيفا" لا تزال تعتقد أن نسبة الفائدة إلى المخاطر للقاح إيجابية بالنسبة للغالبية العظمى من الأشخاص المعرضين للمرض. وأشارت إلى أنه من غير الممكن في هذه المرحلة تأكيد وجود علاقة سببية بين اللقاح والآثار السلبية التي تم تحديدها. ويؤدي تعليق التطعيم لكبار السن إلى تعقيد الوضع في "لا ريونيون"، حيث أثر وباء "شيكونجونيا"، الذي ينتقل عن طريق لدغات البعوض، بالفعل على عشرات الآلاف من المرضى وأودى بحياة اثني عشر منهم. يُذكر أن "شيكونجونيا" هو مرض يتسبب فيه فيروس شيكونجونيا، ويُصيب المرضى عادة بحمى مفاجئة تستمر من يومين إلى سبعة أيام، تليها آلام مفصلية قد تستمر لأسابيع أو شهور أو حتى سنوات. وعلى الرغم من أن معدل الوفاة بهذا المرض ضئيل (حوالي 1 من كل 1000 إصابة)، إلا أن كبار السن هم الأكثر عرضة للموت بسبب هذا المرض. يذكر أن "فالنيفا إس إي" هي شركة فرنسية للتكنولوجيا الحيوية، مقرها في سان هيربلان بفرنسا، وتعمل على تطوير وتسويق لقاحات للأمراض المعدية. ولدى الشركة مواقع تصنيع في ليفينغستون بأسكتلندا، وسولنا في السويد، وفيينا في النمسا، بالإضافة إلى مكاتب أخرى في فرنسا وكندا والولايات المتحدة

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store