logo
#

أحدث الأخبار مع #يحيىالربيعي

القوة الضائعة في العلاقات العربية- الأمريكية
القوة الضائعة في العلاقات العربية- الأمريكية

26 سبتمبر نيت

timeمنذ يوم واحد

  • سياسة
  • 26 سبتمبر نيت

القوة الضائعة في العلاقات العربية- الأمريكية

في سجلّ العلاقات الدولية المعاصرة، تقفُ العلاقة بين الدول العربية والولايات المتحدة الأمريكية كفصلٍ بالغ التعقيد، مُحمّلٍ بالمتناقضات ومُظلّلٍ بظلالٍ عميقة من عدم التكافؤ، لطالما ارتدت هذه العلاقة رداء "الاستراتيجية"، وتوشّحت بعبارات التقاطعات والمصالح المشتركة، لا سيما عند الحديث عن مفاتيح الطاقة، وحسابات الأمن الإقليمي، وأشباح مكافحة الإرهاب، ومع ذلك، يظل السؤال الجوهري الذي يفرض نفسه كشبحٍ يُلاحق هذه العلاقة، ويستدعي وقفة تحليل معمقة: لماذا لم تُبارح هذه العلاقات أبداً مربّع "الندية" الحقيقية؟ لماذا بدت الدول العربية، في معظم فصول هذه السردية الطويلة، وكأنها تلهثُ خلف "حماية" موعودة، مُستعدة لدفع أثمانٍ باهظة وتنازلاتٍ واسعة مقابل هذه المظلة الأمنية، وكأنها "محلك سر"، مُكبلة الخطوات في سعيها نحو بسط سيادتها الحقيقية وترسيخ أمنها واستقرارها الذاتي؟ يحيى الربيعي إن الملاحظات اللاذعة التي أشار إليها التساؤل المحوري، والتي وجدت صدى لها حتى في تقارير صحفية عالمية كبرى مثل ما نقلته صحيفة الغارديان بالتزامن مع زيارة سابقة للرئيس ترامب للمنطقة، حين أشارت إلى أن قادة خليجيين يمتلكون القدرة على التأثير في سياسات واشنطن بل وتوجيه بوصلتها، وأن حاجة ترامب إليهم قد تفوق حاجتهم إليه، تطرحُ تناقضاً صارخاً يدمي القلب بين حجم الإمكانات التي تملكها بعض هذه الدول وبين السلوك السياسي المرصود على أرض الواقع. هذا التناقض الصارخ ليس مجرد ملاحظة، بقدر أنه يمثل دعوة صارخة لشقّ عباب التحليل نحو الجذور العميقة لهذه الديناميكية المختلة، لكشف الأسباب الكامنة خلف استمرارها، وسبر أغوار الفرص التي ضاعت وتبخّرت، خاصة فيما يتعلق بالاستخدام الاستراتيجي والذكي للثروات الهائلة التي تكنزها بعض هذه الدول، ويشتدّ وقعُ التحليل اليوم في ضوء التطورات الدامية الراهنة، والمواقف المعلنة التي لا تترك مجالاً للبس حول طبيعة هذه العلاقة وأبعادها الحقيقية، لا سيما في ظل الدعم الأمريكي والغربي المفتوح للعدوان الوحشي والإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الإسرائيلي في غزة، وما يصاحب ذلك من ممارسات ابتزاز ممنهج وتخويف مُتعمّد للأنظمة العربية. سردية الحماية مقابل التنازل.. وولادة التبعية تعود جذور اختلال التوازن العميق في العلاقات العربية الأمريكية إلى نسيج معقد من العوامل التاريخية والهيكلية والسياسية، التي تتجلى اليوم بأبشع صورها في سياق العدوان الغاشم على غزة، في السياق التاريخي وبدايات هذه العلاقة الحديثة، نشأت في أعقاب الحرب العالمية الثانية، تلك الفترة التي شهدت صعود الولايات المتحدة كقوة عظمى لا تُنازع، واندلاع عصر النفط كسلعة استراتيجية عالمية، كانت معظم الدول العربية آنذاك إما ترزح تحت وطأة آثار الاستعمار التي لم تُجفف بعد، أو أنظمتها السياسية لا تزال في مهاد التكوين، تبحث عن موطئ قدم في عالمٍ جديد مُتشكّل. في هذا الفضاء الجيوسياسي المتقلب، برزت الولايات المتحدة كـ "ضامن محتمل" للاستقرار والأمن، واعدةً بمواجهة تهديدات مُتعددة، سواء كان ذلك المد الشيوعي الكاسح إبان الحرب الباردة، أو أشباح النزاعات الإقليمية المُحتملة، هذه النشأة لم تكن لقاءً بين ندّين، بل أسست لعلاقة تقوم على تبادلٍ هش للمصالح: تمنحُ واشنطن نوعاً من "المظلة الأمنية" الهشّة، مقابل ضمان تدفق النفط بسلاسة، والحفاظ على شرايين الملاحة الدولية مفتوحة، والانخراط في الاصطفافات الدولية التي تخدم مصالحها، هذا النموذج، بحد ذاته، لم يخلق شراكة، بل رسّخ عنصراً جوهرياً من عناصر التبعية الأمنية التي ستنمو وتتعمق مع الزمن. أغلالٌ تُشدّ والابتزاز الأمريكيُ يتفشّى وعلى مرّ العقود، لم تتلاشَ هذه التبعية، بل تعمّقت لتصبح أغلالاً تُشدّ على معاصم العديد من الدول العربية، وخاصة في منطقة الخليج، تجلّى ذلك في صفقات الأسلحة الضخمة التي استنزفت الثروات، والتدريبات العسكرية المشتركة التي رسخت الحاجة للخبرة الأجنبية، ووجود القواعد العسكرية الأمريكية التي أصبحت نقاط ارتكاز للنفوذ، والتحالفات المعلنة وغير المعلنة التي أملتها واشنطن لمواجهة تهديدات حددتها هي، لا بالضرورة ما تراه الدول العربية تهديداً حقيقياً لوجودها. هذه الاعتمادية لم تُشَيّد جيوشاً عربية ذاتية الاكتفاء وقادرة على صون سيادتها بنفسها، بل كرّست الحاجة المستمرة للدعم والخبرة الأمريكية كشرطٍ للبقاء، إن الشعور "بالحاجة للحماية" الذي أشار إليه التساؤل ليس وهماً محضاً في سياق إقليمي ودولي مُلتهب، لكنّ تضخيمه، أو ما هو أخطر، الاستسلام له بشكل كامل، هو ما يُقَوِّض أي محاولة جادة لبناء القدرات الذاتية والتحالفات الإقليمية الصلبة والفعالة. إذ يؤكد الواقع المُرّ، كما يُشير بوضوح السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي في كلمته التي تناولت آخر المستجدات (بتاريخ الخميس، 15 مايو 2025م)، أن الأمريكي يمارس أسلوباً وقحاً من الابتزاز المالي والسياسي، ويُكثِر من الترهيب والتخويف المُتعمّد للأنظمة العربية، راسماً لها صورةً مُضلّلة بأنها لولا حمايته لَتَلاشَت واندثرت، هذا الابتزاز يستغلّ ببراعة مشاعر عدم الاستقرار والخوف والقلق، التي قد تنبع، جزئياً على الأقل، من هذه الاعتمادية الأمنية نفسها التي فرضتها واشنطن ورسختها عقوداً طويلة. هشاشة تُغري بالبحث عن سند خارجي يتطرق التساؤل إلى نقطةٍ جوهرية تكشفُ عن عُمْق الأزمة: "ألا يُدرك هؤلاء أن تصالحهم مع شعوبهم هو أفضل طريقة للأمن؟" إن الأنظمة التي تفتقر إلى الشرعية الشعبية الكاملة، والتي تُطارِدها أشباح الاضطرابات الداخلية أو التحديات لسلطتها، غالباً ما تبحثُ بيأسٍ عن مصادر قوة خارجية لتعزيز استقرارها المَهْتُوك، الاعتماد على قوة عظمى مثل الولايات المتحدة لتوفير "الحماية الخارجية" يُمكن أن يُنظَر إليه كقشة الغريق التي تُمسك بها هذه الأنظمة للحفاظ على وضعها الراهن الداخلي، حتى لو كان الثمن هو التنازل عن أجزاءٍ من سيادتها أو استقلاليتها في اتخاذ القرار، فالخوف والقلق وعدم الاستقرار المشار إليه قد لا ينبع فقط من تهديدات خارجية مُحدقة، بل أيضاً، وربما بشكل أساسي، من هشاشة الجبهة الداخلية وتآكل الثقة بين الحاكم والمحكوم، وغياب عقد اجتماعي متين ومصالحة حقيقية تبني الجسور لا تُقيم الحواجز. جسدٌ مُجزّأ يُضعِفُ الموقف التفاوضي وبدلاً من أن تُبادر الدول العربية إلى بناء جبهة موحدة، صلبة ومستقلة، أو نسج تحالفات إقليمية قوية قادرة على التفاوض مع القوى الكبرى من منطلق قوة جماعية مُتماسكة، غالباً ما تشهد المنطقة العربية تنافسات مُدمّرة وصراعاتٍ مُنهكة بين الدول العربية نفسها. هذه الانقسامات لا تُضعِف الموقف التفاوضي الفردي فحسب، بل تُفتت أي إمكانية لبناء موقفٍ جماعي ذي وزن، وتجعل كل دولةٍ على حدة عُرْضَةً للبحث عن محاور خارجية قد تستغلّ هذه الانقسامات لتعزيز نفوذها على حساب المصالح العربية العليا، هذا المشهد المُمَزّق يُعزّز ديناميكية الاعتمادية والتنازلات، ويُبقي الباب مفتوحاً أمام التدخلات الخارجية، إن "التصالح مع المنطقة والجوار" الذي ذكره التساؤل ليس مجرد عبارة جافة، بل هو سبيلٌ أساسي نحو تحقيق الأمن والاستقرار الذاتي والجماعي، وتقليل الحاجة المُلِحّة للحماية الخارجية التي تأتي بأثمانٍ باهظة. قراراتٌ مركزية تُقَيّد الرؤية الاستراتيجية وعلى مستوى طبيعة الأنظمة السياسية وآليات اتخاذ القرار فيها، فإن الغالب الأعمّ يتسم بالمركزية الشديدة والاعتماد على دوائر ضيقة ومحدودة، هذا النمط من الحكم قد يُقَيّد القدرة على تطوير استراتيجيات جيوسياسية واقتصادية بعيدة المدى تتسم بالمرونة والقدرة على التكيف مع المتغيرات العالمية والتفاوض بندية وفاعلية، التركيز قد ينحصر على تحقيق مكاسب قصيرة المدى وسريعة (مثل إبرام صفقات أسلحة ضخمة، أو الحصول على دعم سياسي في ملفات مُحددة تخدم بقاء النظام) بدلاً من بناء قوة هيكلية راسخة تُمكّن من التفاوض كشريكٍ مُتساوٍ على الساحة الدولية. الثروة كنزٌ مُهدَر وديناميكية الاستغلال الأمريكي الإسرائيلي يُلامس التساؤل نقطةً تُثيرُ الأسى وتكشفُ عن حجم الفرص المُهدرة: "لماذا لا تُستثمر هذه الأموال الطائلة في التأثير على القرار الأمريكي؟! لماذا ليس لديهم فن استثمار الأرقام الهائلة وتسييلها كي يصبحوا شركاء في صناعة القرار الأمريكي؟!" تمتلك بعض الدول العربية، وخاصة في منطقة الخليج، صناديق سيادية واستثمارات تُقدّر بمليارات الدولارات، موزّعةً في شرايين الاقتصاد الأمريكي، من شركاته الكبرى إلى سنداته الحكومية، هذه الأصول تُشكّل، نظرياً، نفوذاً اقتصادياً هائلاً يُمكن، لو أُحسن استخدامه، أن يُترجَم إلى نفوذ سياسي مؤثر. لكنّ واقع الحال الأليم يُشير إلى أن هذا النفوذ الاقتصادي لم يُترجَم بشكلٍ كافٍ أو فعالٍ إلى "شراكة في صناعة القرار" على المستوى الاستراتيجي الذي يُحقّق "الندية" المنشودة، لماذا؟ ليس لأن الاستثمار ظلّ غير مُسَيّس بالكامل؟ بحكم أن هذه الاستثمارات غالباً ما تدار بعقلية اقتصادية بحتة، تهدف إلى تحقيق العائد المالي الأقصى، دون دمجٍ كامل للأهداف السياسية والاستراتيجية الأوسع للدولة. الاستثمارات في أسهم شركات عملاقة أو عقاراتٍ فخمة لا تُترجَم تلقائياً إلى القدرة على التأثير في السياسة الخارجية للولايات المتحدة، تلك السياسة التي تُحركها مصالح أمنية وجيوسياسية أعمق وأوسع بكثير، فالتأثير في صانع القرار في دولةٍ مُعقدة مثل الولايات المتحدة لا يتطلب مجرد امتلاك المال، بل يستلزم استراتيجية مُتكاملة، أوركسترا منسجمة، تشمل، بالإضافة إلى الاستثمارات المالية الضخمة، وجود لوبيات فاعلة ومؤثرة (ليست مجرد شركات علاقات عامة سطحية)، ومراكز فكر تُمَوّل وتُشارك بفاعلية في صياغة النقاشات وصناعة الرأي العام، ونفوذاً في الأوساط الأكاديمية والإعلامية، وبناء تحالفات عابرة للأحزاب السياسية المختلفة، ورغم وجود بعض الجهود هنا وهناك في بعض هذه المجالات، إلا أنها تبدو مُجزأة، مُبعثرة، وغير كافية لبناء نفوذ هيكلي مُتراكم يُغيّر جوهر العلاقة من علاقة زبون/راعي إلى علاقة شريك/شريك حقيقي. العدو ومبررات احتواء قوى لا تتماشى مع مصالحه صانع القرار الأمريكي، من جانبه، ينظر إلى المنطقة العربية من منظار أولوياته الخاصة، أولويات مُختَنقة بديناميكية الاستغلال المُتعمّد من زاوية مصالحه الضيقة، والتي يحصرها بوضوحٍ فجّ فيما يُسمّى "أمن إسرائيل" أو ما يزعمُ أنه "مكافحة للإرهاب"، وذلك بغرض احتواء قوى مُعينة لا تتماشى مع مصالحه، وضمان تدفق الطاقة بأسعارٍ تُناسبه، وبينما يُرحّب الأمريكيون بكل سرور بالاستثمارات التي تُعزّز اقتصادهم وتُقَوّي بنيتهم التحتية، فإنهم ليسوا بالضرورة على استعدادٍ للتنازل عن أولوياتهم الجيوسياسية الكبرى مقابلها، خاصة إذا لم تُقابَل بضغوطٍ عربية واضحة ومُستمرة ذات استراتيجية مُحدّدة. ويؤكد الواقع المُرّ، كما ورد في كلمة السيد القائد، أن العدو الإسرائيلي ليس مجرد مُستفيد، بل هو شريكٌ أساسي في كل المكاسب الأمريكية المالية والسياسية التي تُجنى من الأنظمة العربية. فالأمريكي يأخذ المال من العرب بسخاء، ليُقدّمه للعدو الإسرائيلي بسخاءٍ أكبر، سواءً على هيئة أسلحة مُتقدّمة تُستخدم في قتل العرب، أو أموالٍ نقدية تُعزّز اقتصاده، بل ويسعى بوضوحٍ لا مواربة فيه إلى توريط الأنظمة العربية في خيانة كبرى تتمثل في "التطبيع" و"الولاء" للعدو الإسرائيلي نفسه، الأمريكي يكسبُ مرتين من الأنظمة العربية: مرةً بما يأخذه منها من ثروات، ومرةً أخرى بتوظيفها كأدواتٍ لخدمة مصالحه ومصالح العدو الإسرائيلي. هذا المشهد لا يكشف عن مجرد تبادل للمصالح غير مُتكافئ، بل عن ديناميكية استغلال منظّمة، مُحكمة، تخدم بالدرجة الأولى المصالح الأمريكية والإسرائيلية، على حساب المصالح العربية العليا، وعلى حساب دماء الأمة وكرامتها. تسييس الاستثمارات قد تتوارى بعض الدول العربية خلف ستار الخوف من "تسييس استثماراتها" بشكل علني، خشيةً من ردود فعل أمريكية عكسية قد تُعرّض هذه الأصول الضخمة للخطر في حال تدهور العلاقات، هذا الخوف، بحد ذاته، يُشَلّ قدرتها على استخدام هذه الأصول كورقة ضغط فعالة في لعبة الأمم، وقد يكون هناك أيضاً نقصٌ في الفهم العميق لآليات صنع القرار المعقدة في واشنطن، تلك الآليات التي تتأثر بتشابك المصالح بين الكونغرس والإدارة ومراكز الفكر والجماعات الضاغطة والرأي العام المُتغيّر، وبالتالي فإن مجرد امتلاك المال لا يكفي لفتح أبواب واشنطن المغلقة، بل يتطلب فهماً دقيقاً لكيفية عمل النظام السياسي وكيفية التأثير فيه بشكلٍ ممنهج ومستمر وفعال. إن عدم القدرة على "تسييل" هذه الأرقام الهائلة وتحويلها من مجرد أرصدةٍ جامدة إلى قوة سياسية فاعلة ومُؤثرة، هو، كما خَلَصَ التساؤل بمرارةٍ تُدمي القلب، دليلٌ قاطع على مدى البعد عن هذا النوع من التفكير الاستراتيجي بعيد المدى، ذلك التفكير الذي وحده يُمَكّن من الارتقاء بالعلاقة إلى مستوى الندية والشراكة الحقيقية في صناعة القرار، الشراكة التي تخدم المصالح العربية العليا بصدقٍ لا مُزايدة فيه. وما يُقدم للأمريكي والعدو الإسرائيلي، سواءً كان مالاً أو دعماً سياسياً أو صمتاً مُخزياً، لا يُغيّر شيئاً من توجهات الأمريكي والإسرائيلي العدوانية تجاه الأمة، حتى تجاه من يُعطيهم ويُقدّم لهم كل شيء، بل يستفيدون منه، يستغلونه إلى آخر رمق، ويطلبون المزيد. إفلاس النخب.. تناقضٌ يُعري وفشلٌ يُدمي من المفارقات المؤلمة حقاً، كما يُشير السيد القائد مراراً وتكراراً، أنه في الوقت الذي يستمر فيه العدو الإسرائيلي في ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية بكل وحشيةٍ في غزة، تحت مرأى ومسمع العالم، وبدعمٍ أمريكي وغربي فجّ لا يُخفى على أحد، ومع سقوط آلاف الشهداء والجرحى من الأطفال والنساء والشيوخ والطواقم الإنسانية والطبية بلا رحمة، نجدُ أن هناك تحركاتٍ طلابية حية ونشطة، وأنشطة مساندة قوية للشعب الفلسطيني المظلوم في بلدانٍ مُتعددة حول العالم، وفي مقدمتها البلدان الغربية نفسها. وما يلفت النظر بشكلٍ خاص، ويدعو للتساؤل المؤلم، هي حملات المقاطعة الاقتصادية التي تشنّها جامعات أمريكية مرموقة لشركاتٍ تورّطت في تقديم السلاح للعدو الإسرائيلي، مُطالبةً بسحب الاستثمارات منها. هذا الموقف المتقدم للجامعات الأمريكية، الذي ينبعُ من دافعٍ إنساني وأخلاقي خالص، يتناقض بشكلٍ صارخ ومُفجع مع غياب استجابةٍ مماثلة في المقاطعة في أوساط واسعة من الأمة العربية، بما في ذلك بعض الأنظمة الحاكمة، هذا التناقض الصارخ لا يُشير فقط إلى إفلاسٍ إنساني وأخلاقي وإسلامي لدى البعض، بل وإفلاس حتى في نظرتهم البديهية للأمن القومي للأمة ولمصالحها الحقيقية التي تُهدد وجودها. إن كيان العدو الإسرائيلي، كما يؤكد السيد القائد، كيانٌ لا يُؤمن بأي نقاط التقاء حقيقية، ولا يعترف مطلقاً بإمكانية للتعايش السلمي أو للسلام الدائم معه، وبالتالي، فإن سياسات الاسترضاء المُذلّة التي تُحاول بعض الأنظمة العربية، وخاصة منها التي هرولت نحو التطبيع المُخزي، هي سياساتٌ فاشلة وخاسرةٌ لا محالة، المنطق الأمريكي والإسرائيلي تجاه الأمة العربية، سواءً كانت أنظمة أو شعوباً، هو منطقٌ يقوم على الاحتقار، والنظرة الدونية، والاستغلال المُتعمّد، وهذا النهج السلبي العدواني لن يتغير، ولن يُبدّل جلدَه، لأنه جزءٌ من تركيبتهما الأساسية.

ضربة 'بن غوريون'..نقطة تحول في تاريخ الصراع
ضربة 'بن غوريون'..نقطة تحول في تاريخ الصراع

يمني برس

time٠٥-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • يمني برس

ضربة 'بن غوريون'..نقطة تحول في تاريخ الصراع

يمني برس- تقرير- يحيى الربيعي في سماء فلسطين المحتلة، وتحديداً في قلب 'تل أبيب'، دوت صفارات الإنذار بشكل هستيري لم تنتهِ أصداؤها حتى سقط الصاروخ اليمني مدوياً على أرض مطار اللد 'بن غوريون'. وقع الحدث كان زلزالاً استراتيجياً هز الكيان الصهيوني، وكشف عورة منظومات الدفاعات الجوية الأمريكية والإسرائيلية التي طالما تباهت بها. لقد كان يوماً فارقاً في تاريخ الصراع، يوم تجلى فيه بوضوح عجز القوة الغاشمة أمام إرادة الحق. فبينما كانت ما تسمى بحكومة الاحتلال تزهو بقدرتها على الهيمنة من دمشق إلى لبنان وغزة، واهمة بأنها بمنأى عن نيران الخصوم، اخترق الصاروخ اليمني الحصون الوهمية، ليصل إلى شريان حياتهم، ليثبت أن اليمن، رغم العدوان والحصار، يمتلك زمام المبادرة والقدرة على توجيه ضربات موجعة في الزمان والمكان الذَين يختارهما. اليمن معضلة استراتيجية يواجهها الكيان وصول الصاروخ إلى مطار 'بن غوريون' لم يكن حدثاً عادياً، بل صفعة مدوية دفعت صحيفة 'جيروزاليم بوست' العبرية إلى الاعتراف بأن 'قدرة اليمنيين على إطلاق العديد من الصواريخ في يومين مثيرة للاهتمام'، مشيرة إلى 'مرونة عالية ومثابرة كبيرة' أظهرها اليمنيون رغم مرور شهر ونصف على الغارات الجوية الأمريكية. وأكدت الصحيفة أن هذا الصراع له تداعيات عميقة على السياسة الأمريكية والإسرائيلية في منطقة 'الشرق الأوسط' بأسرها. وفي تحليل يعكس عمق الصدمة، نقلت صحيفة 'يديعوت أحرونوت' عن مسؤول دفاعي سابق في إدارة بايدن قوله: 'لا تزال هناك تساؤلات حول الاستراتيجية السياسية لأمريكا في اليمن'، بينما بدا الكثير من المسؤولين الأمريكيين في حيرة من 'حسابات الحوثيين'، كما علقت الصحيفة على إغلاق مطار 'بن غوريون' بعد هذا الاختراق النوعي بـ'الفاجعة غير المتوقعة'. لقد كان فشلاً مدوياً لمنظومات الدفاع الجوي، حيث أكدت القناة 11 العبرية أن الصاروخ اليمني سقط قبل انتهاء دوي صفارات الإنذار، في حين قدرت القناة 12 أن 'حشوة الرأس الحربي بالصاروخ كانت كبيرة جداً إذ تسببت بموجة انفجار هائل'. والأهم من ذلك، فقد نقلت القناة عن تقييم 'المؤسسة الأمنية' تأكيدها أن 'نظام 'حيتس 3″ و'ثاد' فشلا في اعتراض الصاروخ الذي أُطلق من اليمن'، مشيرة إلى أن الكيان أمام 'عملية إطلاق صواريخ من اليمن بمعدل يقارب صاروخا واحدا كل يومين'. ونتيجة لهذا الفشل، توقفت الرحلات القادمة والمغادرة من مطار اللد 'بن غوريون'، وأعلنت شركات طيران عالمية مثل السويسرية والأسترالية إلغاء رحلاتها إلى 'إسرائيل'. اليمنيون يمتلكون عقلية مختلفة عن التفكير الغربي ولم تتوقف التداعيات عند هذا الحد، فقد أكدت القناة 13 العبرية أن 'قيادة منظومة الدفاع الجوي في 'الجيش' تفتح تحقيقاً بعد سقوط الصاروخ اليمني على مطار 'بن غوريون'، معترفة بأنه 'رغم استمرار الهجمات الأمريكية لشهر ونصف في اليمن فإننا لا نشهد نتائج ملموسة'. وأضافت القناة نقلاً عن الأمريكيين أن 'الحوثيين يمتلكون عقلية مختلفة عن التفكير الغربي، وهم مستعدون لدفع الثمن'، مؤكدة أن 'الأمريكيين لا يبدو أنهم قادرون على التخلص من المشكلة المزمنة المسماة 'الحوثيين''. لقد تحول مطار 'بن غوريون' إلى ساحة حرب، حيث أكدت 'يسرائيل هيوم' أن 'ملايين الإسرائيليين يفرون إلى الملاجئ بعد إطلاق صاروخ من اليمن'، بينما اضطر ما يسمى مجلس الوزراء الأمني للاجتماع بشكل طارئ بسبب هذا الحدث الجلل، وفقاً لموقع 'واللا' العبري. وتكشف أثر الحفرة العميقة التي أحدثها الصاروخ على مقربة من المطار والتي قدر عمقها بـ25 مترا، فيما أعلنت طواقم الإسعاف الصهيوني عن 'سقوط عدد من الإصابات جراء انفجار صاروخ باليستي يمني في منطقة 'مطار بن غوريون'، ونقل ثمانية مصابين إلى المستشفيات. خلاصة الموقف المشرف للأمة في اليمن لقد كانت لحظة تاريخية تجسدت فيها قوة الإيمان والعزيمة اليمنية في مواجهة الغطرسة والغطاء الأمريكي. وكما قال رئيس المجلس السياسي الأعلى، المشير مهدي المشاط في اجتماع له اليوم مع قادة الجيش اليمني: 'خلاصة الموقف المشرف للأمة هي في اليمن، وخلاصة موقف اليمن هو أنتم'. لقد أثبت اليمنيون أنهم قادرون على إفشال مخططات العدوان، وأن معلومات الجيش الأمريكي لا تزال مكشوفة أمامهم، وأن تهديداتهم ليست مجرد كلام، بل أفعال تتجسد على أرض الواقع، كما حدث مع ضرب حاملة الطائرات 'ترومان' وإسقاط طائرتها الـ 'F18'. فشل مدوٍّ للدفاعات الإسرائيلية الضربة الأخيرة كانت بواسطة صاروخ باليستي فرط صوتي، وهو ما حسمه الناطق الرسمي للقوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع. وأوضح خبراء بوزارة الدفاع والإنتاج الحربي أن هذه النوعية من الصواريخ، والتي سبق وأن وصلت إلى عمق الكيان، تتميز بقدرتها الفائقة على تجاوز المنظومات الدفاعية الإسرائيلية والإقليمية وحتى تلك المتمركزة في الأراضي المحتلة. وشددوا على أن وصول الصاروخ إلى هدفه في مطار 'بن غوريون' وإحداث دمار كبير وحالة من الإرباك والقلق، يؤكد فشل المنظومات الدفاعية الإسرائيلية وعلى رأسها 'حيتس' ومنظومة 'ثاد' الأحدث، بالإضافة إلى 'مقلاع داوود' و'القبة الحديدية' وبقية المنظومات الأخرى. واعتبر ذلك دلالة واضحة على تفوق القدرات الصاروخية اليمنية والذكاء في اختيار الأهداف والأسلحة المناسبة. وأشارت بعض التحليلات إلى أن الرأس المتفجر للصاروخ كان ذا قوة تدميرية كبيرة، مرجحاً أن يكون الصاروخ المستخدم نسخة متطورة من صواريخ 'فلسطين 2' أو 'ذو الفقار' أو نوعاً جديداً لم يتم الكشف عنه بعد. وأكد أن وصول الصاروخ بدقة إلى هدفه الحيوي يمثل اختراقاً استراتيجياً لقدرات العدو الدفاعية، وعجزاً عن مواجهة هذه النوعية من الأسلحة. وأكد خبراء عسكريون يمنيون أن المرحلة الخامسة من العمليات العسكرية اليمنية ما زالت مستمرة، وأن هناك مفاجآت أخرى قادمة في مجال الصناعات العسكرية المتطورة، خاصة في القوة الصاروخية والطيران المسير، والتي ستكون لها تأثير مدمر على العدو. وحذرت القوات المسلحة اليمنية من أي تفكير إسرائيلي في الرد على اليمن، مؤكدة أن صنعاء جاهزة للرد في نفس التوقيت وبشكل عنيف، وأن قدرة الكيان الإسرائيلي لا تتحمل مثل هذه الضربات القوية. وأوضحت أن بنك الأهداف اليمني يشمل كل الأراضي المحتلة. وكانت البيانات العسكرية اليمنية على امتداد الضربات قد أكدت فشل الاستراتيجية الإسرائيلية والأمريكية الدفاعية، ونجاح الاستراتيجية العسكرية اليمنية، مشيرة إلى أن القوات المسلحة اليمنية ستتعامل بحرفية عالية مع أي تحركات عدائية قادمة، وأن المراحل القادمة من العمليات العسكرية ستكون أكثر تأثيراً على العدو الصهيوني والأمريكي. كما أكدت الوقائع أن الضربات الأمريكية والبريطانية لم تحقق أهدافها في إضعاف القدرات اليمنية، وأن ما يتم الإعلان عنه من قبلهم هو تضليل إعلامي لا يعكس الحقيقة على الأرض. لحظة فاصلة كشفت عن هشاشة القوة الزائفة لقد باركت فصائل المقاومة الفلسطينية هذا الإنجاز اليمني، مؤكدة أنه يقض مضاجع الصهاينة ويبدد وهم الأمن الزائف، وأنه يؤسس لمرحلة جديدة عنوانها عجز الكيان الصهيوني والعدو الأمريكي أمام التطور العسكري اليمني. كما أشاد حزب الله وحركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي بهذه العملية النوعية التي اخترقت كل أنظمة الدفاع، مؤكدين على الموقف الثابت للشعب اليمني في دعم غزة، ومطالبين الأمة العربية والإسلامية بالسير على خطى اليمن في نصرة المقدسات. لقد كان سقوط الصاروخ اليمني على مطار 'بن غوريون' لحظة فاصلة، كشفت عن هشاشة القوة الزائفة، وأكدت على أن إرادة الشعوب الحرة قادرة على تحقيق المستحيل، وأن اليمن، بإيمانه وصموده، قد سطر صفحة جديدة من صفحات العزة والانتصار في تاريخ الأمة. لقد كان هذا الحدث بمثابة صحوة مدوية لمن لا يزال يراهن على قوة الاحتلال المطلقة، وعلى فعالية ترسانته الدفاعية. فبينما كانت شركات الطيران العالمية تتسابق لإلغاء رحلاتها إلى 'إسرائيل'، وتنتظر الطائرات الأردنية في سمائها دون إذن بالهبوط، كان الإعلام العبري يعترف بفشل منظومات الاعتراض وينقل مشاهد الذعر والارتباك من محيط مطار 'بن غوريون'. لقد كانت لحظات عصيبة على قادة الكيان المؤقت، حيث ألغيت اجتماعات 'مجلس الوزراء الأمني'، وبدأت التحقيقات في كيفية اختراق هذا الصاروخ اليمني لكل تلك الطبقات الدفاعية التي طالما تفاخروا بها. حتى إذاعة 'جيش' العدو نقلت عن 'القيادة الأمنية' قلقها البالغ من هذا الإخفاق، مؤكدة أن منظومة 'حيتس' الإسرائيلية والمنظومة الأمريكية 'ثاد' قد فشلتا في اعتراض الصاروخ القادم من اليمن. وتناقلت التقارير الصهيونية من مكان الحادث صوراً لحفرة بعمق 25 متراً أحدثها الصاروخ، بينما بث الإعلام العبري لحظة القصف بعدسة طاقم طائرة كانت متواجدة في الموقع، لتنقل للعالم أجمع حجم الدمار والهلع الذي أصاب قلب الكيان. دكاً دكاً لقد كان مشهداً مهيباً، تجسدت فيه 'كلا إذا دكت الأرض دكاً دكاً'، حيث اهتزت أركان الوهم الصهيوني، وتزعزعت ثقة المستوطنين بقوة الحماية المزعومة. وبينما كان 'جيش' العدو يمنع وصول المستوطنين إلى المطار المنكوب ويجري عمليات تفتيش مذعورة في مدرجاته، كان اليمن يرسل رسالة مدوية مفادها أن زمن الهيمنة والغطرسة قد ولى، وأن قوى الحق والصمود قادمة لا محالة. لقد كان هذا الانتصار اليمني بمثابة بلسم شافٍ لجراح الأمة، وتأكيدا على أن التضحيات والصبر والمثابرة تثمر نصراً مؤزراً، وأن قضية فلسطين ستبقى هي البوصلة التي توجه الأحرار والشرفاء في كل مكان. وكما قال أبو عبيدة، الناطق العسكري لكتائب القسام: 'المجد لليمن صنو فلسطين وهي تواصل تحديها لأعتى قوى الظلم. ألا سدد الله رميكم، وبارك جهادكم، وتقبل الله تضحياتكم، أنتم منا ونحن منكم'. لقد كان هذا الصاروخ اليمني بمثابة شهادة حق، ودليل قاطع على أن اليمن، رغم كل التحديات، ماضٍ في طريق العزة والكرامة، وسيبقى سنداً وعوناً لفلسطين حتى يتحقق النصر الكامل والتحرير الشامل بإذن الله

ضربة "بن غوريون".. نقطة تحول في تاريخ الصراع
ضربة "بن غوريون".. نقطة تحول في تاريخ الصراع

26 سبتمبر نيت

time٠٤-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • 26 سبتمبر نيت

ضربة "بن غوريون".. نقطة تحول في تاريخ الصراع

تقرير | يحيى الربيعي في سماء فلسطين المحتلة، وتحديداً في قلب "تل أبيب"، دوت صفارات الإنذار بشكل هستيري لم تنتهِ أصداؤها حتى سقط الصاروخ اليمني مدوياً على أرض مطار اللد "بن غوريون". وقع الحدث كان زلزالاً استراتيجياً هز الكيان الصهيوني، وكشف عورة منظومات الدفاعات الجوية الأمريكية والإسرائيلية التي طالما تباهت بها. لقد كان يوماً فارقاً في تاريخ الصراع، يوم تجلى فيه بوضوح عجز القوة الغاشمة أمام إرادة الحق. فبينما كانت ما تسمى بحكومة الاحتلال تزهو بقدرتها على الهيمنة من دمشق إلى لبنان وغزة، واهمة بأنها بمنأى عن نيران الخصوم، اخترق الصاروخ اليمني الحصون الوهمية، ليصل إلى شريان حياتهم، ليثبت أن اليمن، رغم العدوان والحصار، يمتلك زمام المبادرة والقدرة على توجيه ضربات موجعة في الزمان والمكان الذَين يختارهما. اليمن معضلة استراتيجية يواجهها الكيان وصول الصاروخ إلى مطار "بن غوريون" لم يكن حدثاً عادياً، بل صفعة مدوية دفعت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية إلى الاعتراف بأن "قدرة اليمنيين على إطلاق العديد من الصواريخ في يومين مثيرة للاهتمام"، مشيرة إلى "مرونة عالية ومثابرة كبيرة" أظهرها اليمنيون رغم مرور شهر ونصف على الغارات الجوية الأمريكية. وأكدت الصحيفة أن هذا الصراع له تداعيات عميقة على السياسة الأمريكية والإسرائيلية في منطقة "الشرق الأوسط" بأسرها. وفي تحليل يعكس عمق الصدمة، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مسؤول دفاعي سابق في إدارة بايدن قوله: "لا تزال هناك تساؤلات حول الاستراتيجية السياسية لأمريكا في اليمن"، بينما بدا الكثير من المسؤولين الأمريكيين في حيرة من "حسابات الحوثيين"، كما علقت الصحيفة على إغلاق مطار "بن غوريون" بعد هذا الاختراق النوعي بـ"الفاجعة غير المتوقعة". لقد كان فشلاً مدوياً لمنظومات الدفاع الجوي، حيث أكدت القناة 11 العبرية أن الصاروخ اليمني سقط قبل انتهاء دوي صفارات الإنذار، في حين قدرت القناة 12 أن "حشوة الرأس الحربي بالصاروخ كانت كبيرة جداً إذ تسببت بموجة انفجار هائل". والأهم من ذلك، فقد نقلت القناة عن تقييم "المؤسسة الأمنية" تأكيدها أن "نظام "حيتس 3" و"ثاد" فشلا في اعتراض الصاروخ الذي أُطلق من اليمن"، مشيرة إلى أن الكيان أمام "عملية إطلاق صواريخ من اليمن بمعدل يقارب صاروخا واحدا كل يومين". ونتيجة لهذا الفشل، توقفت الرحلات القادمة والمغادرة من مطار اللد "بن غوريون"، وأعلنت شركات طيران عالمية مثل السويسرية والأسترالية إلغاء رحلاتها إلى "إسرائيل". اليمنيون يمتلكون عقلية مختلفة عن التفكير الغربي ولم تتوقف التداعيات عند هذا الحد، فقد أكدت القناة 13 العبرية أن "قيادة منظومة الدفاع الجوي في "الجيش" تفتح تحقيقاً بعد سقوط الصاروخ اليمني على مطار "بن غوريون"، معترفة بأنه "رغم استمرار الهجمات الأمريكية لشهر ونصف في اليمن فإننا لا نشهد نتائج ملموسة". وأضافت القناة نقلاً عن الأمريكيين أن "الحوثيين يمتلكون عقلية مختلفة عن التفكير الغربي، وهم مستعدون لدفع الثمن"، مؤكدة أن "الأمريكيين لا يبدو أنهم قادرون على التخلص من المشكلة المزمنة المسماة "الحوثيين"". لقد تحول مطار "بن غوريون" إلى ساحة حرب، حيث أكدت "يسرائيل هيوم" أن "ملايين الإسرائيليين يفرون إلى الملاجئ بعد إطلاق صاروخ من اليمن"، بينما اضطر ما يسمى مجلس الوزراء الأمني للاجتماع بشكل طارئ بسبب هذا الحدث الجلل، وفقاً لموقع "واللا" العبري. وتكشف أثر الحفرة العميقة التي أحدثها الصاروخ على مقربة من المطار والتي قدر عمقها بـ25 مترا، فيما أعلنت طواقم الإسعاف الصهيوني عن "سقوط عدد من الإصابات جراء انفجار صاروخ باليستي يمني في منطقة "مطار بن غوريون"، ونقل ثمانية مصابين إلى المستشفيات. خلاصة الموقف المشرف للأمة في اليمن لقد كانت لحظة تاريخية تجسدت فيها قوة الإيمان والعزيمة اليمنية في مواجهة الغطرسة والغطاء الأمريكي. وكما قال رئيس المجلس السياسي الأعلى، المشير مهدي المشاط في اجتماع له اليوم مع قادة الجيش اليمني: "خلاصة الموقف المشرف للأمة هي في اليمن، وخلاصة موقف اليمن هو أنتم". لقد أثبت اليمنيون أنهم قادرون على إفشال مخططات العدوان، وأن معلومات الجيش الأمريكي لا تزال مكشوفة أمامهم، وأن تهديداتهم ليست مجرد كلام، بل أفعال تتجسد على أرض الواقع، كما حدث مع ضرب حاملة الطائرات "ترومان" وإسقاط طائرتها الـ "F18". فشل مدوٍّ للدفاعات الإسرائيلية الضربة الأخيرة كانت بواسطة صاروخ باليستي فرط صوتي، وهو ما حسمه الناطق الرسمي للقوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع. وأوضح خبراء بوزارة الدفاع والإنتاج الحربي أن هذه النوعية من الصواريخ، والتي سبق وأن وصلت إلى عمق الكيان، تتميز بقدرتها الفائقة على تجاوز المنظومات الدفاعية الإسرائيلية والإقليمية وحتى تلك المتمركزة في الأراضي المحتلة. وشددوا على أن وصول الصاروخ إلى هدفه في مطار "بن غوريون" وإحداث دمار كبير وحالة من الإرباك والقلق، يؤكد فشل المنظومات الدفاعية الإسرائيلية وعلى رأسها "حيتس" ومنظومة "ثاد" الأحدث، بالإضافة إلى "مقلاع داوود" و"القبة الحديدية" وبقية المنظومات الأخرى. واعتبر ذلك دلالة واضحة على تفوق القدرات الصاروخية اليمنية والذكاء في اختيار الأهداف والأسلحة المناسبة. وأشارت بعض التحليلات إلى أن الرأس المتفجر للصاروخ كان ذا قوة تدميرية كبيرة، مرجحاً أن يكون الصاروخ المستخدم نسخة متطورة من صواريخ "فلسطين 2" أو "ذو الفقار" أو نوعاً جديداً لم يتم الكشف عنه بعد. وأكد أن وصول الصاروخ بدقة إلى هدفه الحيوي يمثل اختراقاً استراتيجياً لقدرات العدو الدفاعية، وعجزاً عن مواجهة هذه النوعية من الأسلحة. وأكد خبراء عسكريون يمنيون أن المرحلة الخامسة من العمليات العسكرية اليمنية ما زالت مستمرة، وأن هناك مفاجآت أخرى قادمة في مجال الصناعات العسكرية المتطورة، خاصة في القوة الصاروخية والطيران المسير، والتي ستكون لها تأثير مدمر على العدو. وحذرت القوات المسلحة اليمنية من أي تفكير إسرائيلي في الرد على اليمن، مؤكدة أن صنعاء جاهزة للرد في نفس التوقيت وبشكل عنيف، وأن قدرة الكيان الإسرائيلي لا تتحمل مثل هذه الضربات القوية. وأوضحت أن بنك الأهداف اليمني يشمل كل الأراضي المحتلة. وكانت البيانات العسكرية اليمنية على امتداد الضربات قد أكدت فشل الاستراتيجية الإسرائيلية والأمريكية الدفاعية، ونجاح الاستراتيجية العسكرية اليمنية، مشيرة إلى أن القوات المسلحة اليمنية ستتعامل بحرفية عالية مع أي تحركات عدائية قادمة، وأن المراحل القادمة من العمليات العسكرية ستكون أكثر تأثيراً على العدو الصهيوني والأمريكي. كما أكدت الوقائع أن الضربات الأمريكية والبريطانية لم تحقق أهدافها في إضعاف القدرات اليمنية، وأن ما يتم الإعلان عنه من قبلهم هو تضليل إعلامي لا يعكس الحقيقة على الأرض. لحظة فاصلة كشفت عن هشاشة القوة الزائفة لقد باركت فصائل المقاومة الفلسطينية هذا الإنجاز اليمني، مؤكدة أنه يقض مضاجع الصهاينة ويبدد وهم الأمن الزائف، وأنه يؤسس لمرحلة جديدة عنوانها عجز الكيان الصهيوني والعدو الأمريكي أمام التطور العسكري اليمني. كما أشاد حزب الله وحركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي بهذه العملية النوعية التي اخترقت كل أنظمة الدفاع، مؤكدين على الموقف الثابت للشعب اليمني في دعم غزة، ومطالبين الأمة العربية والإسلامية بالسير على خطى اليمن في نصرة المقدسات. لقد كان سقوط الصاروخ اليمني على مطار "بن غوريون" لحظة فاصلة، كشفت عن هشاشة القوة الزائفة، وأكدت على أن إرادة الشعوب الحرة قادرة على تحقيق المستحيل، وأن اليمن، بإيمانه وصموده، قد سطر صفحة جديدة من صفحات العزة والانتصار في تاريخ الأمة. لقد كان هذا الحدث بمثابة صحوة مدوية لمن لا يزال يراهن على قوة الاحتلال المطلقة، وعلى فعالية ترسانته الدفاعية. فبينما كانت شركات الطيران العالمية تتسابق لإلغاء رحلاتها إلى "إسرائيل"، وتنتظر الطائرات الأردنية في سمائها دون إذن بالهبوط، كان الإعلام العبري يعترف بفشل منظومات الاعتراض وينقل مشاهد الذعر والارتباك من محيط مطار "بن غوريون". لقد كانت لحظات عصيبة على قادة الكيان المؤقت، حيث ألغيت اجتماعات "مجلس الوزراء الأمني"، وبدأت التحقيقات في كيفية اختراق هذا الصاروخ اليمني لكل تلك الطبقات الدفاعية التي طالما تفاخروا بها. حتى إذاعة "جيش" العدو نقلت عن "القيادة الأمنية" قلقها البالغ من هذا الإخفاق، مؤكدة أن منظومة "حيتس" الإسرائيلية والمنظومة الأمريكية "ثاد" قد فشلتا في اعتراض الصاروخ القادم من اليمن. وتناقلت التقارير الصهيونية من مكان الحادث صوراً لحفرة بعمق 25 متراً أحدثها الصاروخ، بينما بث الإعلام العبري لحظة القصف بعدسة طاقم طائرة كانت متواجدة في الموقع، لتنقل للعالم أجمع حجم الدمار والهلع الذي أصاب قلب الكيان. دكاً دكاً لقد كان مشهداً مهيباً، تجسدت فيه "كلا إذا دكت الأرض دكاً دكاً"، حيث اهتزت أركان الوهم الصهيوني، وتزعزعت ثقة المستوطنين بقوة الحماية المزعومة. وبينما كان "جيش" العدو يمنع وصول المستوطنين إلى المطار المنكوب ويجري عمليات تفتيش مذعورة في مدرجاته، كان اليمن يرسل رسالة مدوية مفادها أن زمن الهيمنة والغطرسة قد ولى، وأن قوى الحق والصمود قادمة لا محالة. لقد كان هذا الانتصار اليمني بمثابة بلسم شافٍ لجراح الأمة، وتأكيدا على أن التضحيات والصبر والمثابرة تثمر نصراً مؤزراً، وأن قضية فلسطين ستبقى هي البوصلة التي توجه الأحرار والشرفاء في كل مكان. وكما قال أبو عبيدة، الناطق العسكري لكتائب القسام: "المجد لليمن صنو فلسطين وهي تواصل تحديها لأعتى قوى الظلم. ألا سدد الله رميكم، وبارك جهادكم، وتقبل الله تضحياتكم، أنتم منا ونحن منكم". لقد كان هذا الصاروخ اليمني بمثابة شهادة حق، ودليل قاطع على أن اليمن، رغم كل التحديات، ماضٍ في طريق العزة والكرامة، وسيبقى سنداً وعوناً لفلسطين حتى يتحقق النصر الكامل والتحرير الشامل بإذن الله

صواريخ اليمن تصل إلى العمق الإسرائيلي.. عدوان أمريكا بلا نتائج
صواريخ اليمن تصل إلى العمق الإسرائيلي.. عدوان أمريكا بلا نتائج

26 سبتمبر نيت

time١٥-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • 26 سبتمبر نيت

صواريخ اليمن تصل إلى العمق الإسرائيلي.. عدوان أمريكا بلا نتائج

تقرير | يحيى الربيعي | بصوت الحق الغاضب، وكلماتٍ تزلزل الأرض تحت أقدام الكيان المؤقت، أعلنت القوات المسلحة اليمنية عن ميلاد فصل جديد من المواجهة. 'انتصاراً لمظلوميةِ الشعبِ الفلسطينيِّ ومجاهديه، ورداً على استمرارِ حربِ الإبادةِ الجماعيةِ بحقِّ إخوانِنا في غزة'، هكذا تدوي البيانات العسكرية اليمنية، لتعلن عن عملية نوعية دقت ناقوس الخطر في قلب الكيان الإسرائيلي. 13 عملية عسكرية نفذتها القوات المسلحة ضد أهداف عسكرية في عمق الكيان الصهيوني، أغلبها في يافا المحتلة، والنقب ومناطق أخرى، وخلال العمليات استخدمت القوات المسلحة صاروخ 'فلسطين2' الفرط صوتي وصاروخي 'ذوالفقار' الباليستي، وطائرات مسيرة بينها طائرة يافا. ولأن الحصار بالحصار فقد باشرت القوات المسلحة تركيز عملياتها على مطار اللد 'بن غوريون' في 'تل أبيب'، فمنذ استئناف التصعيد الإسرائيلي في غزة تم استهداف المطار بأربعة صواريخ فرط صوتية نوعِ فلسطين2، كما تم استهداف مطار 'بن غوريون' بصاروخ باليستي آخر نوع'ذو الفقار'. كما واصلت القوات المسلحة استهداف العمق الصهيوني بالصواريخ الباليستية، حيث تم استهداف هدف عسكري جنوبي يافا المحتلةِ بصاروخٍ باليستي نوع فلسطين2 الفرط صوتي، وكذلك استهداف قاعدة نيفاتيمَ الجويةِ بصاروخٍ باليستيٍّ فرطِ صوتيٍّ نوعِ فلسطين٢، بالإضافة لاستهداف هدف عسكري للعدوِّ الإسرائيليِّ جنوبيَّ منطقةِ يافا المحتلةِ وذلك بصاروخٍ باليستيٍّ فَرطِ صوتيٍّ نوعِ فلسطين2″. الطائرات المسيّرة شاركت في عمليات استهداف العمق الصهيوني بأكثر من 6 عمليات، حيث استهدفت القوات المسلحة 5 أهداف للعدو الإسرائيلي في منطقة يافا المحتلة بطائرات يافا، كما نفذت عملية أخرى ضد أهداف عسكريةً للعدوِّ الإسرائيليِّ في منطقةِ يافا المحتلةِ وذلك بعددٍ من الطائراتِ المسيرةِ الأخرى. آخر العمليات العسكرية كانت في يوم الأحد المشؤوم على المحتل، الثالث عشر من أبريل عام 2025، حيث اخترقت صواريخ اليمن سماء فلسطين المحتلة، مُعلنةً عن سقوط أوهام 'الحصون المنيعة؛ منظومة القبة الحديدية قصيرة المدى، ومنظومة الصواريخ آرو-2 وآرو-3 بعيدة المدى، ومعها الحصون الأمريكية ثاد'. صواريخنا، لم تكن مجرد قذائف عابرة، بل رسائل من نيران 'اليوم الموعود'، مُوجهة بدقة نحو أهداف استراتيجية تهز أركان وجودهم، وصولاً إلى قاعدة 'سودت ميخا' الصاروخية شرق 'أسدود'، ومطار 'بن غوريون' في يافا، واستهداف هدف حيوي في عسقلان بفلسطين المحتلة. لا مكان آمن للصهاينة 'بن غوريون'، المطار الذي يتغنى به العدو كبوابة نحو العالم، ويتباهى بتحصيناته التي بلغت عنان السماء، كان على موعد مع صدمة لم تخطر ببال قادته. اهتزت مَدَارجه تحت وطأة صواريخ 'فلسطين2″ و'ذو الفقار' الباليستي، ليتحول رمز السيادة الجوية إلى ساحة للهلع والارتباك. لم تلتقط عدسات الكاميرات لحظة السقوط، لكن صداها سرى كالنار في الهشيم، مُعلناً: 'إن عرش الأمن المزعوم يهتز'. لم يكن 'بن غوريون' وحده في مرمى النيران. قاعدة 'سودت ميخا' الصاروخية شرق أسدود، التي تضم أعتى منظومات الدفاع وصواريخ 'أريحا' و'حيتس'، تلقت هي الأخرى ضربة موجعة بصاروخ 'فلسطين 2' الفرط صوتي، ليثبت اليمن أن قدراته تتجاوز كل التوقعات. وفي عسقلان استهدف سلاح الجو المسير هدفاً حيوياً آخر، ليؤكد على اتساع نطاق العمليات ودقتها. أمن غزة أولاً العمليات اليمنية لم تكن يوماً لاستعراض القوة، إنما رسائل مدوية وصلت إلى مسامع العالم أجمع، تؤكد على لسان كل يمني: 'أمن غزة أولاً'. وحيث كان المستوطنون الصهاينة يرتعدون في الملاجئ، وتتوقف حركة الطيران في المطار الرئيسي قرابة الساعة، كانت التقارير العبرية تتحدث عن 'صدمة استراتيجية' أصابت المؤسسة الأمنية. صحيفة 'يديعوت أحرونوت' العبرية أبدت تخوفها من توقف عمليات الهبوط والإقلاع بمطار 'بن غوريون' في 'تل أبيب'، واضطرار طائرات كانت تهم بالهبوط إلى مواصلة التحليق في الهواء عقب دوي صفارات الإنذار. منصة 'Aero Haber' المتخصصة في أخبار الطيران، عزفت على ذات الوتر، مؤكدة أن تدهور الأوضاع الأمنية يجبر شركات الطيران والهيئات الدولية على إعادة تقييم خياراتها، ويدفعها إلى تعليق الرحلات من وإلى 'بن غوريون'، ويتسبب في وقوع خسائر في عائدات المطار تقدر بمليارات الدولارات نتيجة التحذيرات اليمنية الصريحة لعمالقة الطيران العالمي، وعلى رأسهم لوفتهانزا والتركية والفرنسية والبريطانية وإيزي جيت، وكان التحذير بمثابة إنذار نهائي: 'لا تسافروا إلى إسرائيل، مطار بن غوريون لن يكون آمناً إلا بعد إنهاء العدوان على غزة'. نهاية زمن الغطرسة والتحصين السؤال الذي يتردد صداه الآن لدى صانعي القرار في الكيان الصهيوني: هل ستتجه صنعاء نحو فرض حظر جوي شامل على الكيان المحتل، بعد أن أحكمت قبضتها على بوابة البحرين العربي والأحمر؟ إنها خطوة تبدو منطقية في سياق التصعيد المدروس، خاصة بعد أن كشفت هذه الضربات النوعية عن هشاشة الأمن الإسرائيلي. لم تعد العمليات اليمنية مجرد تهديدات خارجية، فقد تحول الحال إلى قلق داخلي يعتري النخب الإسرائيلية. بعض الأصوات في الإعلام الإسرائيلي بدأت تتساءل عن جدوى منظومات الدفاع الجوي التي كلفت الكيان مبالغ طائلة، إذا كانت عاجزة عن صد صواريخ اليمن. وبعضهم يتحدث عن 'صدمة استراتيجية' أصابت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، وأنها لم تكن تتوقع هذا المستوى من القدرة لدى القوات اليمنية. لقد هزت هذه الضربات أركان الأمن الهش للكيان الغاصب، ومزقت حجاب الوهم الذي كان يتستر به. فبينما كان قادته يتوهمون أن حصونهم عصية على الاختراق، جاءت صواريخ اليمن لتعلن عن نهاية زمن الغطرسة والتحصين. إن القدرة على تجاوز أحدث التقنيات الدفاعية والوصول إلى هدف بهذه الأهمية الاستراتيجية، لهي شهادة دامغة على تطور القدرات العسكرية اليمنية وإصرارها على كسر الحصار عن فلسطين. وفي إخفاقهم، يجد قادة الكيان أنفسهم أمام واقع جديد، واقع ينذر بمزيد من المفاجآت ويفتح الباب واسعاً أمام احتمالات لم تكن في الحسبان. نعم، إنهم يستمعون إلى صوت الحق القادم من اليمن مجبرين لا مخيرين، ومهما تمادى الكيان في غيه فهل سيسقط آخر حصن من حصونه المزعومة؟ الأيام القادمة كفيلة بالإجابة، لكن المؤكد أن سماء فلسطين المحتلة لم تعد كما كانت، وأن صواريخ اليمن قد بدأت بالفعل في رسم خرائط اشتباك جديدة تتناسب ومسارات معركة 'الفتح الموعود والجهاد المقدس

أطفال غزة.. ضحية عدوان ومأساة حصار
أطفال غزة.. ضحية عدوان ومأساة حصار

يمني برس

time٠٧-٠٤-٢٠٢٥

  • منوعات
  • يمني برس

أطفال غزة.. ضحية عدوان ومأساة حصار

يمني برس ـ تقرير| يحيى الربيعي في يوم الطفل الفلسطيني، وقفت قصص أطفال فلسطين شاهدة على مآسٍ غيرت معالم الحياة.. وقفت تتساءل بقوة: كيف يمكن أن يحتفل العالم بيوم الطفل في الوقت الذي ترزح أجيال تحت ساطور الإبادة والتجويع والتهجير؟ تظل عيونهم تبحث عن الطمأنينة، تماماً كما يبحث كل طفل في العالم عن الحماية والحب. يستعد الأطفال في أرجاء المعمورة لتجهيز حقائبهم ليوم دراسي مليء بالمرح والنشاط، يحدوهم الأمل في مستقبل أكثر إشراقاً، بيد أن أطفال غزة في صباح يوم الطفل العالمي الخامس من أبريل، يستيقظون على وقع انفجارات مدوية ومشاهد مؤلمة من الدمار. هنا، في أحضان المعاناة، يقف صبي صغير وسط أنقاض منزله، عاقداً العزم على البحث عن ذكرياته المرمية بين الركام، يسأل نفسه: أين ذهب إخواني وأصدقائي؟ وعلى قارعة طريق جرفته آلة التوحش الصهيوني، يمسك ذاك الصبي زجاجات مياه فارغة، يبحث عن مصدر لماء الشرب وسط شوارع تمتلئ بالدمار. القصف المستمر أجبر عائلات بأكملها على الهروب من منازلها، لتجد نفسها ضائعة بين الركام، تبحث عن مأوى ومياه وأغذية. بحلول يوم الطفل، يعاني أكثر من مليونين و300 ألف فلسطيني من نقص حاد في المياه الصالحة للشرب، بعد أن دمرت البنية التحتية الأساسية جراء العنف المتصاعد. وفي أرجاء العالم يحتضن الأهالي أطفالهم بسلام، بيد أن الأمهات في غزة يجدن أنفسهن بين الأطلال، محاصرات بين الحزن والوجع، يتطلعن إلى مستقبل لا يبدو واضحاً. يغمض الأطفال عيونهم، ولكن لا يستطيعون الهروب من واقع تعرضهم لأحداث مأساوية تترك آثارها العميقة في قلوبهم الصغيرة. تتدهور حالة الأطفال بشكل متصاعد، ويفقد الكثير منازلهم، لتلفّهم العزلة، ويصبحوا بحاجة ماسة إلى دعم نفسي وصحي. مع انقطاع الكهرباء، خرجت المستشفيات عن الخدمة، وفقدت العائلات القدرة على الحصول على الرعاية الأساسية. أمّة كاملة تئن من آثار ألم الفقد، فقد غابت الأمهات والآباء، وأصبح الكثير من الأطفال أيتاماً في ظل واقع مرير لا يُمحى من الذاكرة. فضلاً عن ذلك كله، ففي الوقت الذي تتجاوز فيه معاناة الأطفال في قطاع غزة حدود الإنسانية، تواصل السلطات الإسرائيلية حرمانهم من أبسط حقوقهم، فلا دعم ولا أمل في التأهيل والنمو. في كافة العالم، يستعد الأطفال للعودة إلى الدراسة، ويخشى أطفال غزة أن تتكرر إنذارات الإخلاء، فالمستقبل أصبح غير واضح بالنسبة لهم، ولم يعد هناك مكان للفرح أو الطفولة. المأساة عندما تختلط البراءة بالعنف في خضم الفوضى والمعاناة، تتجلى الصورة القاسية للحياة في غزة، حيث تتساقط قذائف الإبادة مثل زهورٍ شوكية وسط بستان من الأحلام المكسورة. في صباح يوم الخامس من أبريل، حيث يُفترض أن يحتفل الأطفال بيومهم، كانت السماء فوق غزة تمطر على الأرض حطاماً، لترتفع أصوات الصراخ والأنين من بين الأنقاض. في الوقت الذي تحلم بلعب كرة القدم، وتستمتع بصحبة الأصدقاء، يحمل طفل صغير زجاجات مياه فارغة، مثقلاً بآمال غير محققة. يبحث بين بقايا منازله المدمرة عن لمسة من الماضي، ولكن تلك الذكريات أشبه بسراب، ذهبت مع أولى ضربات المدافع. حوله تتناثر صور أصدقائه الذين غادروا إلى العالم الآخر، بينما لا يزال هو يقاوم أمواج اليأس. بحسب بيان جهاز الإحصاء الفلسطيني، فقد قُتل 17,954 طفلاً منذ بداية الإبادة الوحشية. حالما استأنف العدوو الإسرائيلي عملياته بعد أحداث 18 مارس، تعددت آلام الأطفال بشكل مأساوي. تقف 'يونيسف' بجانب هؤلاء الأطفال، موضِّحة أن 322 طفلاً قد قُتلوا وأصيب 609 آخرون في غضون أسابيع قليلة فقط. ولكن، تظل أصواتهم صامتة أمام دوي الانفجارات. تتوالى القذائف في مشهدٍ مأساوي، وتعود الفتيات والفتيان إلى دوامات العنف. في الوقت الذي يتجه فيه الأطفال في كل أنحاء العالم إلى المدارس، يتلقى أطفال غزة إنذارات الإخلاء. ويظهر جلياً أن 52 طفلاً قد لقوا حتفهم بسبب الموت جوعاً وسوء التغذية، بينما يتوجس 3,500 طفل آخرين، يختبئون في الزوايا المظلمة من المنزل، من مصير مشابه. وسط هذه الفوضى، تتجلى مأساة أخرى. فقد دُمرت حوالي 88% من المنازل، ما جعل من الصعب على العائلات العثور على مأوى. في مشاهد محزنة، تتكدس الأطفال في خيام متهالكة، حيث قضى 17 طفلاً نحبهم تحت البرد القارس، في حين أن الباب الوحيد أمامهم هو الخروج إلى الشوارع، بحثا عن أمل مفقود. ووفقا للتقارير، فإن 39,384 طفلاً فقدوا آباءهم، وبات أغلبهم مُحاصَرِين في عالمٍ يتشبع بالفقد. الأيتام الذين فقدوا الأمل يعيشون في ظل منازل مهدومة، يتكئون إلى حافة الجدران المتداعية في انتظار عودة ذويهم، الذين إما قضوا تحت القصف أو تقطعت بهم السبل في سجون الاحتلال. ومع كل حالة وفاة يصدرها العدوان، تصبح الأعباء أثقل. أطفال غزة يتحملون أعباء أكبر من أعمارهم، يسعون جاهدين لتأمين الطعام والماء لعائلاتهم الممزقة. لقد اكتشفوا في عيونهم بريق الأمل، ولكن هذا الأمل محاط بسياج من الألم والمعاناة. وبينما يُعتبر الأطفال في أي بلدٍ رمز البراءة، يُعتبر الأطفال في غزة رمز المطرقة المدمرة التي تكسر قلوب الآلاف، إذ أُعلن أن 60,000 طفل يُواجهون خطر نقص التغذية الحاد. وبرقم مخيف يلقي الضوء على أزمة حقيقية قد تُغير معالم المستقبل، يمثل الأطفال دون الثامنة عشر نحو 43% من السكان، أي ما يعادل 2.38 مليون طفل. والأنين خلف الأرقام تتجلى معاناة أطفال فلسطين بشكل صارخ في الإحصائيات المثيرة للرعب، حيث تشير البيانات إلى أن الفئة العمرية دون 15 عاماً تمثل 37% من إجمالي الفلسطينيين، أي ما يعادل حوالي 2.03 مليون طفل. من بينهم، يوجد 1.18 مليون في الضفة الغربية و0.9 مليون في غزة، ليكونوا جميعاً تحت سطوة العنف والتهجير. وبينما تشكل الفئة العمرية دون 18 عاماً نحو 47% من سكان غزة، وتبلغ هذه النسبة 41% في الضفة، يُعتبر الأطفال في غزة أكثر عرضة للخطر، حيث تصل نسبة الأطفال دون 15 عاماً فيها إلى 40.3% مقارنة بـ 34.8% في الضفة الغربية. هؤلاء الأطفال، الذين يمثلون أجيال المستقبل، يتعرضون خلال 534 يوماً من الحرب والعدوان –من 7 أكتوبر 2023 حتى 23 مارس 2025– لكارثة إنسانية غير مسبوقة. وبحسب الأخبار الأخيرة، شهدت فلسطين استشهاد 50,021 شخصاً، بينهم 17,954 طفلاً، وكأن الحياة تتغير تحت أقدامهم. للأسف، لم تكن هذه الأرقام إلا جزءاً صغيراً من المشهد المأساوي؛ حيث استشهد 274 رضيعاً لم يعرفوا الحياة بعد، و876 طفلاً دون سن العام، بينما قضى 17 طفلاً نحبهم تحت وطأة البرد القارس في الخيام المؤقتة. ومع تزايد حالات التجويع وسوء التغذية، أدى إلى وفاة 52 طفلاً جراء نقص الطعام. تُعبر الإحصائيات كذلك عن أوجاعٍ تفوق الكلمات، إذ أصيب أكثر من 113,274 شخصاً، 69% منهم أطفال ونساء. بينما لا يزال أكثر من 11,200 مواطن مفقودين، يشكل الأطفال والنساء نحو 70% منهم، ليُبرز ذلك الحاجة الملحّة لإنقاذ هؤلاء الأبرياء. ولا تخلو الضفة الغربية من المعاناة. فقد استشهد فيها 923 فلسطينياً، بينهم 188 طفلاً، وأصيب نحو 660 طفلاً آخر منذ بداية العدوان الإسرائيلي، لتتجسد المأساة على الأرض بأبعاد تنم عن فظاعة الحرب. ومع تصاعد الاعتقالات، أظهرت التقارير أن العدو الإسرائيلي يعمد إلى استهداف الأطفال بشكل خاص، إذ وثّق اعتقال ما لا يقل عن 700 طفل في العام 2024 وحده. ليضاف إلى العدد الإجمالي للأطفال المعتقلين منذ بداية الحرب، والذي يتجاوز 12,000 طفل. وحتى بداية مارس 2025، لا يزال أكثر من 350 طفلاً أسيرى في السجون، حيث يُظهر الاحتلال سياسة انتقامية واضحة تسلب الأطفال حقوقهم وتقطع أحلامهم. مؤسسات حقوق الأسرى الفلسطينية دعت المجتمع الدولي، بما في ذلك 'اليونيسف'، إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لإطلاق سراح الأطفال الأسرى، مؤكدةً أن الاحتلال يمارس سياسة استثنائية في اعتقال الأطفال، كجزء من استراتيجيته القمعية. هذه الإجراءات لا تهدد فقط طفولتهم، بل تمتد لتشكل خطراً حقيقياً على مستقبلهم. كلما اجتمع الأطفال في معسكرات التنحّي، أو على أنقاض بيوتهم، نجد أن الآمال تتلاشى، مع شعور متزايد بالخسارة والفقد. فـ 39,384 طفلاً في غزة فقدوا أحد والديهم أو كليهما، ليظلوا محاصرين في دوامة من الخوف والقلق، ويجدوا أنفسهم مضطرين لمواجهة الحياة بمفردهم، بلا سند أو دعم. وفي ضوء اتفاق وقف إطلاق النار الذي أُعلن عنه في يناير 2025، تم الإفراج عن 51 طفلاً من الضفة الغربية والقدس والخط الأخضر، إضافة إلى 44 طفلاً من قطاع غزة. لكن ما تم الإفراج عنه لا يُعبر عن مئات الأسر الأخرى التي لا تزال تعاني من الفقد والحرمان. تحت شمس غزة الحارقة، تجد الأطفال يحاولون العثور على بصيص من الأمل في عالم يلون الحياة بالألم. وهذه الأرقام ليست مجرد بيانات، بل هي قصص أحياء مليئة بالآمال، والأحلام المحطمة، والأرواح المثقلة بحِمل لا يطاق. في مواجهة كل هذه التحديات، يسعى أطفال غزة للنجاة، مُعبرين بشجاعة عن رغبتهم في الحياة وسط العواصف، ولكن في النهاية، يحتاجون بشدة إلى صوتٍ لهم، ينادي بالسلام، والأمل، والإعادة للبسمة. وحكايات في مصاعب مزدوجة في عمق المعاناة، يُعاني أطفال غزة من كوارث إنسانية متعددة، حيث تُظهر التقارير أن 15 طفلاً يُصابون يومياً بإعاقات دائمة بسبب استخدام أسلحة متفجرة محظورة دولياً، ما يُعد انتهاكاً صارخاً لمبادئ حقوق الإنسان. ووفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية 'أوتشا'، بلغ إجمالي الإصابات بين الأطفال 7,065 إصابة، ما يعني أن مئات الأطفال فقدوا أطرافهم أو بصرهم أو سمعهم نتيجة هذه الهجمات. من بين هذه الإحصائيات المروعة، سُجلت 4,700 حالة بتر، 18% منها (ما يعادل 846 حالة) بين الأطفال، ما يُعقّد الأزمة بشكل أكبر، حيث يواجه هؤلاء الأطفال مصاعب مزدوجة تنجم عن الإعاقات الجسدية والنفسية. في ظل نظام صحي منهار بسبب تدمير المستشفيات، ومنع دخول الإمدادات الطبية والأطراف الصناعية، يتفاقم حالهم بمرور الوقت. كما أن انتشار سوء التغذية يؤدي إلى تفاقم التشوهات العظمية، ما يُعيق عملية شفاء الجروح. أما بالنسبة لحديثي الولادة، فإن الخطر يطال حياة حوالي 7,700 طفل، حيث يعاني هؤلاء من نقص حاد في الرعاية الطبية. تعمل المستشفيات المتبقية بقدرة محدودة، ما يعرض حياة الأطفال للخطر في ظروف صحية متدهورة، مع نقص في الحاضنات وأجهزة التنفس والأدوية الأساسية. وفي حادث مأساوي، تفشى فيروس شلل الأطفال في قطاع غزة للمرة الأولى منذ 25 عاماً في يوليو 2024، نتيجة انخفاض نسبة التطعيم من 99% إلى 86%. انعدام الأمن الغذائي ومأساة التعليم تتفاقم المأساة مع تقديرات تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، الذي يتوقع أن يعاني حوالي 1.95 مليون شخص في غزة من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد. يُشير التقرير إلى أن 345,000 شخص في وضع يُحتمل أن يكون كارثياً، ما يدعو للتفكير في مستقبل هؤلاء الأفراد. ومن المتوقع أن تُسجّل حوالي 60,000 حالة من سوء التغذية الحاد بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 إلى 59 شهراً في الفترة ما بين سبتمبر 2024 إلى أغسطس 2025. من بين هؤلاء، يمكن أن يتراوح عدد الحالات الشديدة بينهم 12,000، وهي الحالة الأسوأ من سوء التغذية. هؤلاء الأطفال مهددون بمضاعفات صحية خطيرة تشمل الفشل العضوي أو الموت. بالإضافة إلى ذلك، ستحتاج 16,500 امرأة حامل ومرضع إلى علاج جراء سوء التغذية الحاد، ما يُعزّز من التأثيرات السلبية على صحتهن وصحة أطفالهن. تُعتبر الحرب أيضاً عاملاً مدمراً للتعليم في قطاع غزة، حيث أُشير إلى تدمير قوات الاحتلال لـ 111 مدرسة حكومية بشكل كامل، و241 مدرسة تعرضت لأضرار بالغة، في حين تعرضت 89 مدرسة تابعة لوكالة 'أونروا' للقصف والتخريب. نتيجة لذلك، حُرم 700 ألف طالب من حقهم الأساسي في التعليم للعام الدراسي 2024/ 2025، بينما حُرم حوالي 39 ألف طالب من إجراء امتحان شهادة الثانوية العامة للعام الدراسي 2023/ 2024. تتجاوز المأساة الدمار المادي، فقد سلّطت الأرقام الضوء على مآسٍ إنسانية، حيث ارتقى 12,441 طالباً و519 معلماً شهداء تحت نيران القصف، بينما أصيب 19,819 طالباً و2,703 معلمين بجروح متفاوتة الخطورة. وبينما يعيش الطلاب تحت وطأة الخوف والرعب، تُقطع الدراسة النظامية لأكثر من عامين دراسيين متتاليين، حيث توقفت الدراسة لمدة 300 يوم دراسي حتى تاريخ 28 يناير 2025. تُعاني العملية التعليمية في قطاع غزة من تداعيات قاسية نتيجة العدوان المستمر، بالرغم من الجهود التي بذلتها وزارة التربية والتعليم من خلال اعتماد مسارات تعليمية بديلة مثل التعليم الإلكتروني والمدارس المؤقتة. تُظهر البيانات أنه تم تسجيل أكثر من 298 ألف طالب وطالبة في المدارس الافتراضية، لكن العديد منهم لم يستطع الاستفادة من هذه الفرص بسبب غياب المناطق الآمنة والانقطاعات المتكررة للكهرباء والإنترنت، وكذلك نقص الأجهزة اللازمة للتعليم، ما يُنذر بوجود فجوة تعليمية تهدد مستقبل جيل كامل. تداعيات العدوان والأثر النفسي في الضفة الغربية، الأوضاع لا تقل سوءاً. فقد استشهد 90 طالباً وأصيب 555 آخرين، بالإضافة إلى اعتقال 301 طالب و163 كادراً تعليمياً، ما يعتبر جزءاً من سياسة ممنهجة تهدف إلى تفكيك البنية التعليمية. تقارير مجموعة التعليم تشير إلى تدهور كبير في إمكانية حصول الأطفال على التعليم، بفعل القيود الإسرائيلية على الحركة وهدم المنازل وعنف المستوطنين والعمليات العسكرية المكثفة. ونتيجة لذلك، فقد حُرم 806,000 طالب من الوصول الآمن إلى التعليم، ما يعكس حجم الكارثة التعليمية التي يعاني منها الأطفال الفلسطينيون. ووفقاً لبيانات وزارة التربية والتعليم بغزة، فإن العدوان الإسرائيلي أسفر عن مقتل عدد كبير من الأطفال في سن التعليم المدرسي، ما يُعتبر بمثابة إبادة جماعية. أُصيب أكثر من 50,000 طالب وطالبة، ما أسفر عن إعاقات دائمة للكثير منهم، بما في ذلك بتر الأطراف وشلل وفقدان حواس. تتوقع الوزارة زيادة بالخمسة أضعاف في عدد الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة في مدارسها، جراء هذه الأحداث المروعة. أصدرت منظمة يونسيف تحذيرات صارخة بشأن الظروف النفسية للأطفال في فلسطين، حيث يعاني مليون طفل في غزة من تداعيات نفسية خطيرة، بما في ذلك الاكتئاب والقلق وأفكار الانتحار. توم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، أوضح أن معاناة الأطفال تزايدت على مدى 15 شهراً، حيث تُركوا للجوع والبرد وفقدوا المدارس والتعليم. الأطفال الذين يعانون من الأمراض المزمنة يواجهون أيضاً صعوبة كبيرة في الحصول على العناية الصحية اللازمة. رسالة إنسانية ملحة يظل الأطفال في غزة يتطلعون إلى غدٍ أفضل، ولكنهم يحتاجون إلى أملٍ يضيء ظلمة حياتهم التي تكتنفها يوميات الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الإسرائيلي. إن الأرقام والإحصائيات ليست فقط أرقاماً، بقدر ما تمثل حياة كاملة للطفولة المفقودة، والآمال المحطمة. إن الطفولة في غزة تحتاج إلى موقف جمعي، وبدء الإجراءات العملية التي تعيد إلى هؤلاء الأطفال أحلامهم وتؤسس لبيئة آمنة تضمن لهم حياة كريمة. في النهاية، لا بد أن نتذكر أن مع كل ضربة قذيفة، هناك ضحايا غير مرئيين، أطفالٌ يحلمون باللعب، بالتعليم، والضحك. لكنهم يجدون أنفسهم محتجزين في حلقة مفرغة من الخوف والمعاناة. أرقام جديدة تنضم إلى قائمة الضحايا البائسة، بينما تبقى أصوات الأطفال ضائعة في صرخات الصمت، بحاجة إلى صدى الأمل والعون في عالمٍ يحتاج إلى لمسة إنسانية. أما حان الوقت ليتساءل العالم: أين هم أطفال فلسطين في هذه المعادلة؟ من يقف بجانبهم وسط هذه الظلمات؟ إنهم بحاجة إلى كل صوت ينادي بحقوقهم، إلى كل يد تمتد لمساعدتهم، ليعيد ذلك بريق الأمل إلى عيونهم. ولكن يا للخيبة، لقد ضاع الضمير الإنساني، وضاعت معه عناوين حقوق الإنسان وتلاشت المؤسسات الدولية وحق العيش الكريم، وتحول العالم إلى غابة وحوش، فلا أمل يرتجى ولا موقف ناجع سوى البندقية والسلاح، فنحن أمام عدو مجرم لا يعرف سوى لغوة القوة، والتخاذل أمامه هو الأخطر الأعظم، فهذا العدو يرى الجميع أعداء ولن يتوانى عن الفتك حتى بعملائه المخلصين معه.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store