أحدث الأخبار مع #يوإسإسكوينسي


الوئام
١٣-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- الوئام
التحالف السعودي الأمريكي.. شراكة استراتيجية تتجاوز الزمن
خاص – الوئام في عالم تتغير فيه موازين القوى وتتعاظم فيه الأزمات الإقليمية والدولية، تظل العلاقة بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية واحدة من أكثر التحالفات ثباتًا وتأثيرًا في التاريخ الحديث. ليست مجرد علاقة ثنائية بين دولتين، بل شراكة استراتيجية أعادت تشكيل الجغرافيا السياسية للشرق الأوسط، وأسست لتحالف تجاوز حدود الاقتصاد والدفاع، ليغدو ركيزة من ركائز الاستقرار العالمي. فمن لقاء الملك عبدالعزيز آل سعود بالرئيس الأمريكي في أعقاب الحرب العالمية الثانية، إلى الحوارات الرفيعة في عصر الرؤى والتحولات الكبرى، أثبتت هذه العلاقة قدرتها على التكيف، واحتفاظها بمكانتها في صلب توازنات القوى الدولية. بداية العلاقات التاريخية بدأت العلاقات السعودية الأمريكية رسميًا في عام 1933 بتوقيع أول اتفاقية تعاون، معلنة ولادة شراكة دولية غير تقليدية. سرعان ما تعززت هذه العلاقة بلقاء تاريخي جمع الملك عبدالعزيز آل سعود والرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت على متن السفينة الحربية الأمريكية 'يو إس إس كوينسي' عام 1945. هذا اللقاء لم يكن مجرد لقاء دبلوماسي، بل شكل نواة لتحالف استراتيجي طويل الأمد، ارتكز على الثقة المتبادلة والتكامل في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية. تحالف يتجدد عبر الأجيال على مدار تسعة عقود، حافظت الرياض وواشنطن على خيوط متينة من التنسيق السياسي والاقتصادي، تعززت من خلال زيارات متبادلة بين قادة البلدين. ففي عام 2015، زار الملك سلمان بن عبدالعزيز واشنطن، مؤكدًا التزام المملكة بالشراكة مع الولايات المتحدة. وفي عام 2017، قاد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان دفعة جديدة في العلاقات عبر زيارته لواشنطن ولقائه بالرئيس الأمريكي دونالد ترمب خلال ولايته الأولى، حيث تم الاتفاق على توسيع التعاون في مجالات الدفاع والاستثمار والسياسة الإقليمية. رؤى موحدة شهدت قمة الرياض في مايو 2017 توقيع إعلان الرؤية الاستراتيجية المشتركة بين البلدين، إلى جانب اتفاقيات اقتصادية ضخمة تجاوزت قيمتها 280 مليار دولار، عززت التوجه نحو توطين التقنية وخلق فرص العمل. كما أُطلق في نفس القمة مركز 'اعتدال' العالمي لمكافحة الفكر المتطرف، إلى جانب قمتي الخليج العربي والولايات المتحدة، والقمة العربية الإسلامية الأمريكية، ما أكد الدور الريادي للرياض وواشنطن في التصدي للإرهاب. دعم متواصل لرؤية 2030 عادت العلاقات لتتجدد بزخم أكبر خلال زيارة ولي العهد لواشنطن في مارس 2018، حيث ناقش الجانبان فرص التنسيق في إطار 'رؤية السعودية 2030″، بما في ذلك تنويع الاقتصاد وتوسيع الشراكات في مجالات الدفاع والتكنولوجيا والتعليم. وفي يوليو 2022، زار الرئيس الأمريكي جو بايدن المملكة والتقى بالعاهل السعودي الملك سلمان وولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، حيث ناقشوا سبل تعزيز استقرار المنطقة والتعاون في الطاقة والمناخ. التكامل الاقتصادي بحلول عام 2024، بلغ حجم التبادل التجاري بين السعودية والولايات المتحدة نحو 32 مليار دولار، فيما وصلت الصادرات السعودية إلى 13 مليار دولار، معظمها من المعادن والكيماويات والأسمدة، في حين بلغت الواردات الأمريكية 19 مليار دولار، شملت المعدات الصناعية والمركبات والأدوات الطبية. كما بلغ حجم الاستثمارات الأمريكية المباشرة في المملكة 15.3 مليار دولار، مما يعكس الثقة المستمرة في بيئة الأعمال السعودية المتجددة. آفاق جديدة في الطاقة النظيفة في سبتمبر 2023، وقع البلدان مذكرة تفاهم لإنشاء ممرات خضراء عابرة للقارات لنقل الطاقة المتجددة والهيدروجين النظيف، عبر الكابلات والأنابيب وشبكات الألياف البصرية، في خطوة تعزز أمن الطاقة العالمي وترسخ التحول نحو الاقتصاد الأخضر. وتسعى السعودية لتكون من كبار مصدري الهيدروجين النظيف بحلول 2030، وهو هدف يتلاقى مع المصالح الأميركية في الابتكار الطاقي والمناخي. الأمن والدفاع والفضاء استمرت الشراكة الدفاعية بين البلدين في التوسع عبر خطط تحديث عسكري واتفاقيات تصنيع مشترك، من بينها إنتاج مروحيات 'بلاك هوك' داخل المملكة. أما في مجال الفضاء، فقد وُقعت اتفاقيات تعاون استراتيجي في 2023 و2024 لتعزيز الاستكشاف السلمي والتعاون البحثي والتجاري في علوم الأرض والملاحة والتكنولوجيا الفضائية. التعليم والتبادل الثقافي وقّع البلدان مذكرة تفاهم جديدة في 2024 لتعزيز التعاون الأكاديمي والبحث العلمي، مع وجود أكثر من 14,800 طالب سعودي يدرسون في الجامعات الأمريكية عام 2025، ضمن إرث تعليمي شمل أكثر من نصف مليون طالب سعودي منذ 2006. في السياق الثقافي، توسعت برامج التبادل في مجالات السينما والموسيقى والفنون البصرية، مع مشاركة فاعلة للفنانين من البلدين في المهرجانات والفعاليات. الحضور الأمريكي في المملكة يعيش آلاف الأمريكيين في السعودية، يساهمون في قطاعات الأعمال والتعليم والبحث العلمي، بينما يُمثل افتتاح غرفة التجارة الأمريكية بالرياض عام 2021 مؤشرًا واضحًا على ثقة القطاع الخاص الأمريكي في فرص الاستثمار داخل المملكة. وتواصل الشركات الأمريكية المساهمة في مشاريع التنمية، لا سيما في قطاعات التقنية والطاقة والصحة. تحالف يستشرف المستقبل في نوفمبر 2024، هنأ قادة المملكة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب على فوزه، فيما تبادل ولي العهد والرئيس الأمريكي الاتصالات الرسمية مطلع 2025 لمناقشة توسيع آفاق السلام في الشرق الأوسط، وتعزيز التعاون الأمني والاستثماري. وفي خطوة لافتة، استضافت المملكة جولات حوار هادئة بين واشنطن وموسكو في مطلع عام 2025، تأكيدًا على دورها المحوري في حفظ التوازن الدولي.


تحيا مصر
١٣-٠٥-٢٠٢٥
- أعمال
- تحيا مصر
ولى العهد السعودي يستقبل عمالقة شركات التكنولوجيا بحضور ترامب في قصر اليمامة
استقبل ولى العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، اليوم الثلاثاء، عمالقة شركات التكنولوجيا، بحضور الرئيس الأمريكي ولى العهد السعودي يستقبل عمالقة شركات التكنولوجيا بحضور ترامب في قصر اليمامة واستضاف الأمير محمد بن سلمان، سام آلتمان المدير التنفيذي للشركة الأمريكية الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي "أوبن إيه آي"، ودار نقاش جانبي مع ولى العهد والرئيس ترامب، إلى جانب آلتمان. سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة Chat GPT كما استقبل ولى العهد السعودي، في قصر اليمامة، جيف بيزوس مؤسس شركة أمازون وكان هناك حوار تفاعلي بين الثلاث. مؤسس شركة أمازون جيف بيزوس - ولى العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان - الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وضمن الحاضرين لهذا اللقاء، إيلون ماس مالك منصة إكس المعروف سابقاً تويتر، ومؤسس شركة سبيس إكس ورئيسها التنفيذي، والمؤسس المساعد لمصانع تيسلا موتورز ومديرها التنفيذي. دونالد ترامب - الأمير محمد بن سلمان - إيلون ماسك | في قصر اليمامة دونالد ترامب - الأمير محمد بن سلمان - إيلون ماسك | في قصر اليمامة دونالد ترامب - الأمير محمد بن سلمان - إيلون ماسك | في قصر اليمامة ترامب في ضيافة المملكة العربية السعودية وفي أولى جولته لمنطقة الشرق الأوسط، وصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، إلى المملكة العربية السعودية، وكان في استقباله الأمير محمد بن سلمان ورافق الرئيس ترامب خلال جولته إلى السعودي، كبار المسؤولين الأميركيين وزير الخارجية ماركو روبيو، ووزير الدفاع بيت هيجسيث، ووزير التجارة هوارد لوتنيك، ووزير الطاقة كريس رايت فضلاً عن المسؤولين السعوديين. وأمس، أقلعت طائرة الرئيس ترامب نحو الرياض من قاعدة أندروز الجوية في ضواحي واشنطن. ووبحسب وكالة فرانس برس، حطت الطائرة الرئاسية "إير فورس وان" في الرياض ورافقتها مقاتلات إف-15 سعودية قبيل هبوطها وتعد هذه الزيارة بأنها جزء من إعادة ضبط استراتيجية للعلاقات الأميركية السعودية، والتي يعود تاريخها إلى عندما التقى الرئيس فرانكلين روزفلت بالملك سعود على متن السفينة يو إس إس كوينسي في عام 1945.


تحيا مصر
١٣-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- تحيا مصر
عاجلالرئيس الأمريكي ترامب يصل إلى السعودية في مستهل جولته للشرق الأوسط
وصل الرئيس الأمريكي الرئيس الأمريكي ترامب يصل إلى الرياض في مستهل جولة خليجية وأمس، أقلعت طائرة الرئيس ترامب نحو الرياض من قاعدة أندروز الجوية في ضواحي واشنطن. وحطت الطائرة الرئاسية "إير فورس وان" في الرياض ورافقتها مقاتلات إف-15 سعودية قبيل هبوطها، حسبما ذكرت "فرانس برس". لحظة استقبال ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان الرئيس الأمريكي ترامب خلال وصوله الرياض لحظة استقبال ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان الرئيس الأمريكي ترامب خلال وصوله الرياض لحؤظة استقبال ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان الرئيس الأمريكي ترامب خلال وصوله الرياض واصطفت الأعلام الأميركية والسعودية في شوارع العاصمة السعودية الرياض استعدادا لوصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى جانب تواجد أمني مشدد في الرياض. وتعد هذه الزيارة بأنها جزء من إعادة ضبط استراتيجية للعلاقات الأميركية السعودية، والتي يعود تاريخها إلى عندما التقى الرئيس فرانكلين روزفلت بالملك سعود على متن السفينة يو إس إس كوينسي في عام 1945. وكان مايكل ميتشل المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية، أكد في تصريحات خاصة لـ «تحيا مصر»، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيجري مناقشات مع قادة المنطقة حول مستقبل الحوكمة في غزة، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة ترفض أي حلول تُفرض على الفلسطينيين دون توافق إقليمي. ويزور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المنطقة في الفترة ما بين 13 إلى 16 مايو من الشهر الجاري، وتشمل جولته 3 دول وهم: المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة، دولة قطر الخارجية الأمريكيةلـ «تحيا مصر»: حماس رفضت عدة مقترحات في السابق وعرقلت جهود التوصل لحل وتعقبياً حول ما يمكن أن يقدمه الرئيس ترامب خلال المنطقة لوقف الحرب في غزة قال مايكل ميتشل المتحدث باسم الخارجية الأمريكية في تصريحات خاصة أن:" الرئيس ترامب يولي الوضع في غزة أهمية كبرى في زيارته الحالية، وهناك التزام أميركي واضح بتخفيف المعاناة الإنسانية ودعم جهود التهدئة المستدامة". وأضاف:" الولايات المتحدة مازالت تبذل كل الجهود لتأمين وقف إطلاق نار وإطلاق سراح الرهائن وضمان إيصال المساعدات إلى من يحتاجها، بعيدًا عن أي تسييس أو استغلال من قبل حماس ولكن للأسف حماس رفضت عدة مقترحات في السابق وعرقلت جهود التوصل لحل". الخارجية الأمريكيةلـ «تحيا مصر»: ترامب سيجري مناقشات مع قادة المنطقة حول مستقبل الحوكمة في غزة وأشار المسؤول الأمريكي إلى أن:"الرئيس ترامب سيجري مناقشات مع قادة المنطقة حول ترتيبات ما بعد الحرب، بما في ذلك مستقبل الحوكمة في غزة، مع تأكيدنا أننا لا ندعم إعادة احتلال غزة ولا أي حلول تُفرض على الفلسطينيين دون توافق إقليمي. نركز على شراكات بنّاءة مع الدول العربية لدعم ترتيبات انتقالية تُقصي الجماعات الإرهابية وتفتح المجال أمام مستقبل أفضل للفلسطينيين".


العربية
٠١-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- العربية
ماذا تريد الرياض من واشنطن؟
في فبراير (شباط) من عام 1945، كان العالم يلتقط أنفاسه بعد أتون الحرب العالمية الثانية، ويعيد رسم خرائطه السياسية، في تلك اللحظة المفصلية، أبحر الطراد الأميركي يو إس إس كوينسي في مياه قناة السويس، ليحتضن على متنه لقاءً تاريخياً وليس عادياً لا في مضمونه ولا رمزيته، حينما التقى الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود بالرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت، وهو الاجتماع الذي أسس لعلاقة ممتدة بين الرياض وواشنطن. في ذلك اللقاء الشهير، ووفق ما نقله العقيد البحري الأميركي ويليام إيدي في كتابه «فرانكلين روزفلت يجتمع بابن سعود» ذكر أن «الملك عبد العزيز لم يتحدث أو يشر إلى الرغبة في أي دعم اقتصادي أو مالي للسعودية، لقد سافر إلى الاجتماع بحثاً عن الصداقة والتحالف لا الموارد والأموال». جواب الملك عبد العزيز للرئيس الأميركي بأنه يبحث عن «الصداقة»، لم يكن مجرد عبارة عابرة، بل كانت إعلاناً عن نية صادقة لصياغة علاقة تقوم على الاحترام والمصالح المتبادلة، لا الهيمنة ولا التبعية. وبعد 70 عاماً من ذلك اللقاء تكرر المشهد مرة أخرى في الرابع من سبتمبر (أيلول) 2015، من داخل ردهات البيت الأبيض، حينما التقى الملك سلمان بن عبد العزيز الرئيس الأميركي آنذاك باراك أوباما، وذلك بعد شهور من اتفاق لوزان - الاتفاق النووي مع إيران - ليؤكد الملك سلمان الثوابت ذاتها، قائلاً: «لقائي معكم اليوم لقاء صديق مع صديق... العلاقة بيننا مفيدة للعالم... بلدنا ولله الحمد ليس بحاجة إلى شيء، لكن ما يهمنا هو الاستقرار الذي يخدم شعوب المنطقة». واليوم يزور الرئيس الأميركي دونالد ترمب الرياض مجدداً في منتصف شهر مايو (أيار) الحالي، وهي ليست زيارة عابرة، بل هي الأولى في فترته الرئاسية الثانية، كما كانت في فترته الأولى، واختياره السعودية وجهة دولية أولى ليس مصادفة، بل يعكس الثقل الجيوسياسي للسعودية ومكانتها المحورية في ملفات الاقتصاد والأمن والتوازن الإقليمي. ولكن هذه الزيارة، رغم تشابهها الظاهري مع سابقتها، فإنها تأتي في سياق قد يكون مختلفاً، فواشنطن تغيّرت... والسعودية أيضاً، إلا أن الرياض لا تزال تتمسك بثوابتها السياسية ولا تؤمن بسياسات الفوضى، بل بالحلول السياسية، لأن الأمن هو شرط الازدهار، ولأن استقرار المنطقة لا يخدمها وحدها، بل يخدم الشعوب التي تحلم بالتنمية والتعليم والصحة والرفاه. وحين قال الملك عبد العزيز: «لا نريد شيئاً سوى الصداقة»، كانت السعودية تبحث عن شراكة لا وصاية، واليوم، بعد تسع سنوات على إطلاق رؤية السعودية 2030 بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أصبحت التحولات الاقتصادية والاجتماعية في السعودية واقعاً يُعاش لا حلماً يُنتظر، والسعودية، التي فتحت أبوابها للعالم، لا تطلب علاقات اقتصادية تضعها في موقع التابع، بل تسعى إلى تكامل استراتيجي قائم على الندية والاحترام. منذ «كوينسي» وحتى اليوم حافظت الرياض على نبرة واحدة، وهي أن السعودية لا تبحث عن دعم، بل عن استقرار يخدم الجميع، والسعودية اليوم، كما بالأمس، واضحة في رسائلها، نريد شراكة تليق بدولة تتغير، تتقدم، وتقود، ما تريده الرياض من واشنطن، ليس أكثر مما قاله المؤسس قبل 80 عاماً، لكنه الآن بصيغة جديدة تلائم العصر، واحترام وشراكة وأمن واستقرار وازدهار.


الشرق الأوسط
٠١-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- الشرق الأوسط
ماذا تريد الرياض من واشنطن؟
في فبراير (شباط) من عام 1945، كان العالم يلتقط أنفاسه بعد أتون الحرب العالمية الثانية، ويعيد رسم خرائطه السياسية، في تلك اللحظة المفصلية، أبحر الطراد الأميركي يو إس إس كوينسي في مياه قناة السويس، ليحتضن على متنه لقاءً تاريخياً وليس عادياً لا في مضمونه ولا رمزيته، حينما التقى الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود بالرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت، وهو الاجتماع الذي أسس لعلاقة ممتدة بين الرياض وواشنطن. في ذلك اللقاء الشهير، ووفق ما نقله العقيد البحري الأميركي ويليام إيدي في كتابه «فرانكلين روزفلت يجتمع بابن سعود» ذكر أن «الملك عبد العزيز لم يتحدث أو يشر إلى الرغبة في أي دعم اقتصادي أو مالي للسعودية، لقد سافر إلى الاجتماع بحثاً عن الصداقة والتحالف لا الموارد والأموال». جواب الملك عبد العزيز للرئيس الأميركي بأنه يبحث عن «الصداقة»، لم يكن مجرد عبارة عابرة، بل كانت إعلاناً عن نية صادقة لصياغة علاقة تقوم على الاحترام والمصالح المتبادلة، لا الهيمنة ولا التبعية. وبعد 70 عاماً من ذلك اللقاء تكرر المشهد مرة أخرى في الرابع من سبتمبر (أيلول) 2015، من داخل ردهات البيت الأبيض، حينما التقى الملك سلمان بن عبد العزيز الرئيس الأميركي آنذاك باراك أوباما، وذلك بعد شهور من اتفاق لوزان - الاتفاق النووي مع إيران - ليؤكد الملك سلمان الثوابت ذاتها، قائلاً: «لقائي معكم اليوم لقاء صديق مع صديق... العلاقة بيننا مفيدة للعالم... بلدنا ولله الحمد ليس بحاجة إلى شيء، لكن ما يهمنا هو الاستقرار الذي يخدم شعوب المنطقة». واليوم يزور الرئيس الأميركي دونالد ترمب الرياض مجدداً في منتصف شهر مايو (أيار) الحالي، وهي ليست زيارة عابرة، بل هي الأولى في فترته الرئاسية الثانية، كما كانت في فترته الأولى، واختياره السعودية وجهة دولية أولى ليس مصادفة، بل يعكس الثقل الجيوسياسي للسعودية ومكانتها المحورية في ملفات الاقتصاد والأمن والتوازن الإقليمي. ولكن هذه الزيارة، رغم تشابهها الظاهري مع سابقتها، فإنها تأتي في سياق قد يكون مختلفاً، فواشنطن تغيّرت... والسعودية أيضاً، إلا أن الرياض لا تزال تتمسك بثوابتها السياسية ولا تؤمن بسياسات الفوضى، بل بالحلول السياسية، لأن الأمن هو شرط الازدهار، ولأن استقرار المنطقة لا يخدمها وحدها، بل يخدم الشعوب التي تحلم بالتنمية والتعليم والصحة والرفاه. وحين قال الملك عبد العزيز: «لا نريد شيئاً سوى الصداقة»، كانت السعودية تبحث عن شراكة لا وصاية، واليوم، بعد تسع سنوات على إطلاق رؤية السعودية 2030 بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أصبحت التحولات الاقتصادية والاجتماعية في السعودية واقعاً يُعاش لا حلماً يُنتظر، والسعودية، التي فتحت أبوابها للعالم، لا تطلب علاقات اقتصادية تضعها في موقع التابع، بل تسعى إلى تكامل استراتيجي قائم على الندية والاحترام. منذ «كوينسي» وحتى اليوم حافظت الرياض على نبرة واحدة، وهي أن السعودية لا تبحث عن دعم، بل عن استقرار يخدم الجميع، والسعودية اليوم، كما بالأمس، واضحة في رسائلها، نريد شراكة تليق بدولة تتغير، تتقدم، وتقود، ما تريده الرياض من واشنطن، ليس أكثر مما قاله المؤسس قبل 80 عاماً، لكنه الآن بصيغة جديدة تلائم العصر، واحترام وشراكة وأمن واستقرار وازدهار.