logo
#

أحدث الأخبار مع #يوسفبنشاوي،

مسرحية 'آدم': صراع الهوية في زمن الضجيج الاجتماعي
مسرحية 'آدم': صراع الهوية في زمن الضجيج الاجتماعي

بديل

timeمنذ يوم واحد

  • ترفيه
  • بديل

مسرحية 'آدم': صراع الهوية في زمن الضجيج الاجتماعي

في مسرحية 'آدم' الجديدة التي عرضت في فعاليات ملتقى فونيكس للمسرح، يقدم المخرج ذ.لحسن دسي رؤية فلسفية عميقة لأزمة الإنسان المعاصر، متناولاً بحساسية فائقة ذلك الصراع الأزلي بين أصالة الذات وضغوط المجتمع. المسرحية التي تدور أحداثها في فضاء رمزي متحرر من قيود الزمان والمكان، تستكشف قضية وجودية لا تنتمي لعصر بعينه، بل هي متجددة في كل حضارة وفي نفس كل إنسان: من نحن حقاً، ومن نسمح للآخرين أن يصنعوا منا؟ يقف 'آدم'، بطل العمل الذي يمثل الإنسان في كليته، عند مفترق طرق وجودي، يتجاذبه قطبان متناقضان: نداء داخلي أصيل ينبع من أعماق النفس، وصدى خارجي صاخب يعكس توقعات المجتمع وأحكامه المسبقة. يتساءل المشاهد مع تصاعد الأحداث: هل سينتصر الصوت الأصيل للذات، أم ستطغى ضوضاء العالم الخارجي؟ وفقاً للمنظور السوسيولوجي، تكشف المسرحية عن آليات الضبط الاجتماعي التي تمارسها المؤسسات المختلفة – العائلة، نظام التعليم، الدين، وسائل الإعلام – في تشكيل هوية الفرد وتقييد حريته. يعبر العرض عن كيفية استدماج الفرد لتلك القيود حتى تصبح جزءاً من تكوينه النفسي. تستحضر المسرحية أفكار الوجوديين حول أصالة الذات والحرية الإنسانية، وتتساءل: هل الإنسان مشروع مفتوح يصنع ذاته بنفسه، أم أنه مجرد انعكاس للأنساق الاجتماعية السائدة؟ 'آدم'، في رحلته المضنية للبحث عن هويته الحقيقية، يجسد معاناة الإنسان المعاصر الذي يتوه في ضجيج العصر وأحكامه المتناقضة. كلما اقترب من اكتشاف ذاته، ارتفعت أصوات الخارج تعيده إلى دائرة التوقعات المرسومة سلفا. المسرحية ليست مجرد عرض فني، بل هي مرآة تعكس للمشاهد صراعاته الداخلية وتحفزه على طرح الأسئلة الوجودية الكبرى: من أنا حقاً؟ ولماذا أعيش؟ وما الذي ينبغي أن أكون عليه؟ - إشهار - 'آدم'… ليس مجرد بطل مسرحي، بل هو الإنسان في كل واحد منا، وصراعه هو صراعنا جميعاً في مواجهة سلطة المجتمع وضجيج الأحكام. عرض لا يقدم إجابات جاهزة، بل يفتح الباب على مصراعيه للتساؤل والتأمل في جوهر الوجود الإنساني. قدمت هذه المسرحية ضمن فعاليات ملتقى فونيكس الذي نظمته جمعية فونيكس للفنون الدرامية، والذي احتضنته مدينة الرباط، بدعم من حكومة امارة موناكو، وبالتعاون مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل-قطاع الثقافة. كانت هذه المسرحية من تشخيص يوسف بنشاوي، عزيزة فكري، أسماء الحميدي، لبنى ماهر، دعاء العوفير، يونس خرديوي، حمزة الداودي، علاء الدين الصناغي، مصطفى الزهيم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store