logo
مسرحية 'آدم': صراع الهوية في زمن الضجيج الاجتماعي

مسرحية 'آدم': صراع الهوية في زمن الضجيج الاجتماعي

بديلمنذ 20 ساعات

في مسرحية 'آدم' الجديدة التي عرضت في فعاليات ملتقى فونيكس للمسرح، يقدم المخرج ذ.لحسن دسي رؤية فلسفية عميقة لأزمة الإنسان المعاصر، متناولاً بحساسية فائقة ذلك الصراع الأزلي بين أصالة الذات وضغوط المجتمع.
المسرحية التي تدور أحداثها في فضاء رمزي متحرر من قيود الزمان والمكان، تستكشف قضية وجودية لا تنتمي لعصر بعينه، بل هي متجددة في كل حضارة وفي نفس كل إنسان: من نحن حقاً، ومن نسمح للآخرين أن يصنعوا منا؟
يقف 'آدم'، بطل العمل الذي يمثل الإنسان في كليته، عند مفترق طرق وجودي، يتجاذبه قطبان متناقضان: نداء داخلي أصيل ينبع من أعماق النفس، وصدى خارجي صاخب يعكس توقعات المجتمع وأحكامه المسبقة. يتساءل المشاهد مع تصاعد الأحداث: هل سينتصر الصوت الأصيل للذات، أم ستطغى ضوضاء العالم الخارجي؟
وفقاً للمنظور السوسيولوجي، تكشف المسرحية عن آليات الضبط الاجتماعي التي تمارسها المؤسسات المختلفة – العائلة، نظام التعليم، الدين، وسائل الإعلام – في تشكيل هوية الفرد وتقييد حريته. يعبر العرض عن كيفية استدماج الفرد لتلك القيود حتى تصبح جزءاً من تكوينه النفسي.
تستحضر المسرحية أفكار الوجوديين حول أصالة الذات والحرية الإنسانية، وتتساءل: هل الإنسان مشروع مفتوح يصنع ذاته بنفسه، أم أنه مجرد انعكاس للأنساق الاجتماعية السائدة؟
'آدم'، في رحلته المضنية للبحث عن هويته الحقيقية، يجسد معاناة الإنسان المعاصر الذي يتوه في ضجيج العصر وأحكامه المتناقضة. كلما اقترب من اكتشاف ذاته، ارتفعت أصوات الخارج تعيده إلى دائرة التوقعات المرسومة سلفا.
المسرحية ليست مجرد عرض فني، بل هي مرآة تعكس للمشاهد صراعاته الداخلية وتحفزه على طرح الأسئلة الوجودية الكبرى: من أنا حقاً؟ ولماذا أعيش؟ وما الذي ينبغي أن أكون عليه؟
- إشهار -
'آدم'… ليس مجرد بطل مسرحي، بل هو الإنسان في كل واحد منا، وصراعه هو صراعنا جميعاً في مواجهة سلطة المجتمع وضجيج الأحكام. عرض لا يقدم إجابات جاهزة، بل يفتح الباب على مصراعيه للتساؤل والتأمل في جوهر الوجود الإنساني.
قدمت هذه المسرحية ضمن فعاليات ملتقى فونيكس الذي نظمته جمعية فونيكس للفنون الدرامية، والذي احتضنته مدينة الرباط، بدعم من حكومة امارة موناكو، وبالتعاون مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل-قطاع الثقافة.
كانت هذه المسرحية من تشخيص يوسف بنشاوي، عزيزة فكري، أسماء الحميدي، لبنى ماهر، دعاء العوفير، يونس خرديوي، حمزة الداودي، علاء الدين الصناغي، مصطفى الزهيم.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مسرحية 'آدم': صراع الهوية في زمن الضجيج الاجتماعي
مسرحية 'آدم': صراع الهوية في زمن الضجيج الاجتماعي

بديل

timeمنذ 20 ساعات

  • بديل

مسرحية 'آدم': صراع الهوية في زمن الضجيج الاجتماعي

في مسرحية 'آدم' الجديدة التي عرضت في فعاليات ملتقى فونيكس للمسرح، يقدم المخرج ذ.لحسن دسي رؤية فلسفية عميقة لأزمة الإنسان المعاصر، متناولاً بحساسية فائقة ذلك الصراع الأزلي بين أصالة الذات وضغوط المجتمع. المسرحية التي تدور أحداثها في فضاء رمزي متحرر من قيود الزمان والمكان، تستكشف قضية وجودية لا تنتمي لعصر بعينه، بل هي متجددة في كل حضارة وفي نفس كل إنسان: من نحن حقاً، ومن نسمح للآخرين أن يصنعوا منا؟ يقف 'آدم'، بطل العمل الذي يمثل الإنسان في كليته، عند مفترق طرق وجودي، يتجاذبه قطبان متناقضان: نداء داخلي أصيل ينبع من أعماق النفس، وصدى خارجي صاخب يعكس توقعات المجتمع وأحكامه المسبقة. يتساءل المشاهد مع تصاعد الأحداث: هل سينتصر الصوت الأصيل للذات، أم ستطغى ضوضاء العالم الخارجي؟ وفقاً للمنظور السوسيولوجي، تكشف المسرحية عن آليات الضبط الاجتماعي التي تمارسها المؤسسات المختلفة – العائلة، نظام التعليم، الدين، وسائل الإعلام – في تشكيل هوية الفرد وتقييد حريته. يعبر العرض عن كيفية استدماج الفرد لتلك القيود حتى تصبح جزءاً من تكوينه النفسي. تستحضر المسرحية أفكار الوجوديين حول أصالة الذات والحرية الإنسانية، وتتساءل: هل الإنسان مشروع مفتوح يصنع ذاته بنفسه، أم أنه مجرد انعكاس للأنساق الاجتماعية السائدة؟ 'آدم'، في رحلته المضنية للبحث عن هويته الحقيقية، يجسد معاناة الإنسان المعاصر الذي يتوه في ضجيج العصر وأحكامه المتناقضة. كلما اقترب من اكتشاف ذاته، ارتفعت أصوات الخارج تعيده إلى دائرة التوقعات المرسومة سلفا. المسرحية ليست مجرد عرض فني، بل هي مرآة تعكس للمشاهد صراعاته الداخلية وتحفزه على طرح الأسئلة الوجودية الكبرى: من أنا حقاً؟ ولماذا أعيش؟ وما الذي ينبغي أن أكون عليه؟ - إشهار - 'آدم'… ليس مجرد بطل مسرحي، بل هو الإنسان في كل واحد منا، وصراعه هو صراعنا جميعاً في مواجهة سلطة المجتمع وضجيج الأحكام. عرض لا يقدم إجابات جاهزة، بل يفتح الباب على مصراعيه للتساؤل والتأمل في جوهر الوجود الإنساني. قدمت هذه المسرحية ضمن فعاليات ملتقى فونيكس الذي نظمته جمعية فونيكس للفنون الدرامية، والذي احتضنته مدينة الرباط، بدعم من حكومة امارة موناكو، وبالتعاون مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل-قطاع الثقافة. كانت هذه المسرحية من تشخيص يوسف بنشاوي، عزيزة فكري، أسماء الحميدي، لبنى ماهر، دعاء العوفير، يونس خرديوي، حمزة الداودي، علاء الدين الصناغي، مصطفى الزهيم.

مسرحية دار العيب: عندما تصبح المقاومة فلسفة وجودية
مسرحية دار العيب: عندما تصبح المقاومة فلسفة وجودية

بديل

timeمنذ 2 أيام

  • بديل

مسرحية دار العيب: عندما تصبح المقاومة فلسفة وجودية

في مساحة ثقافية تتقاطع فيها التقاليد مع التحرر، تقدم مسرحية 'دار العيب' من اخراج ذ.لحسن دسي، تأويلاً مغربياً عميقاً لرائعة شكسبير 'كما تشاء'، محولة إياها إلى مرآة تعكس طبيعة المجتمع المعاصر بكل تناقضاته وتجلياته. تفتح الستارة على عالم متصدع تحكمه قوانين العيب والخوف من المجهول، حيث تصطدم سلطة الموروث الاجتماعي بطموحات أرواح تتوق للانعتاق. يجسد الصراع على السلطة وعداوة الإخوة محركاً درامياً يكشف عن طبيعة النظم الاجتماعية التي تتغذى على القمع والهيمنة. تقول الباحثة الاجتماعية فاطمة مفتاح: 'تعيد المسرحية تشكيل مفهوم التمرد في السياق المغربي، فهو ليس مجرد رفض، بل هو موقف وجودي ضد بنية اجتماعية تقوم على تكريس الخوف والعيب كآليات للضبط'. في خضم هذا المشهد، تقرر بطلات المسرحية الهروب من 'دار العيب' – ذلك المكان الرمزي الذي يختزل منظومة القهر والذل – متخذات من المجهول ملاذاً. هنا يتجلى البعد الفلسفي للعمل، إذ تصبح المخاطرة بالمجهول أكثر أماناً من السجن المعلوم. أما جدلية الحب والألم، فتظهر كمعادلة فلسفية عميقة في النص المسرحي. يقول المخرج عبد الكريم برشيد: 'في 'دار العيب'، ينبت الحب في تربة الألم كفعل مقاومة، فهو ليس مجرد عاطفة، بل موقف سياسي واجتماعي يتحدى منظومة القيم السائدة. عندما تختبر القلوب وتنقلب الموازين في فضاء المجهول، تطرح المسرحية سؤالها الوجودي الأهم: من ينجو؟ ومن يدفع الثمن؟ لتبقى الإجابة معلقة بين ثنائية الحرية والثمن الذي تتطلبه. 'دار العيب' ليست مجرد اقتباس من شكسبير، بل هي مساءلة عميقة للذات المجتمعية، حيث يصير التمرد ضرورة فلسفية، والحب شكلاً من أشكال المقاومة السوسيولوجية، في مجتمع يحتاج إلى إعادة تشكيل مفاهيمه حول الحرية والكرامة الإنسانية. قدمت هذه المسرحية ضمن فعاليات ملتقى فونيكس الذي نظمته جمعية فونيكس للفنون الدرامية، والذي احتضنته مدينة الرباط، بدعم من حكومة امارة موناكو، وبالتعاون مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل-قطاع الثقافة. كانت هذه المسرحية من تشخيص مهدي الحكيكي، أميمة الفقير، ياسمين الدحماني، هشام اصغيري، مونية أزبيري، غفران الصغير، مريم الشاكوري، زينب ريان، محمد جبران، يوسف الادريسي، لينا دمير، ياسين البربوشي.

كوميديا الأقنعة المقدسة: قراءة في جدلية الظاهر والخفي من تقديم مسرحية 'خدمة نقية'
كوميديا الأقنعة المقدسة: قراءة في جدلية الظاهر والخفي من تقديم مسرحية 'خدمة نقية'

بديل

timeمنذ 3 أيام

  • بديل

كوميديا الأقنعة المقدسة: قراءة في جدلية الظاهر والخفي من تقديم مسرحية 'خدمة نقية'

في عالم تتقاطع فيه خيوط القيم مع أنسجة المصالح، تأتي مسرحية خدمة نقية من اخراج 'لحسن دسي' كمرآة تعكس واقعا إنسانيا قديما، هذا العمل المغربي المقتبس من تحفة موليير الخالدة 'تارتوف' يتجاوز حدود الزمان والمكان ليلامس جوهر التناقض الإنساني الأبدي: التضاد بين المظهر والجوهر، بين ما تظهره للأخرين وما نخفيه في أعماقنا. في قلب مسرحية خدمة نقية تكمن معضلة عميقة: كيف يمكن للفضيلة أن تصبح قناعا للرذيلة؟ وكيف يتحول التدين الظاهري الى سلاح يشهره المتلاعبون؟ انها دراسة متأنية لما أسماه الفيلسوف الفرنسي بيير بورديو ب 'رأسمال الرمزي'، ذلك الرصيد من الثقة والاحترام الذي يكتسبه الفرد داخل النسيج الاجتماعي، والذي يستغله في حقل من الحقول الاجتماعية. الشخصية المحورية في المسرحية، ذلك الضيف الغامض تجسد بدقة ما وصفه عالم الاجتماع ارفينغ غوفمان ب 'ادارة الانطباع'، حيث يقدم الفرد نفسه بصورة مثالية تخفي وراءها دوافعه الحقيقية، انه يرتدي ثوب التقوى ليس ايمانا بل تكتيكان ويتقن لغة الفضيلة ليس اقتناعا بل استراتيجية للوصول. ما يميز هذه المسرحية هو قدرتها على تحويل المشاهد الى شاهد على محاكمة اجتماعية صامتة، العائلة المستقرة التي تفتح أبوابها للغريب تمثل المجتمع بأكمله في لحظة استقباله لأفكار ومعتقدات جديدة. ثم تأتي اللحظة الواحدة التي تغير كل شيء كنقطة تحول معرفية، حيث يتصدع اليقين ويبدأ الشك في التسلل الى الوعي الجمعي. تتجلى عبقرية النص في تصويره لديناميات القوة داخل الفضاء الاجتماعي، حيث تتحول الثقة من رابط اكسيولوجي الى أداة للسيطرة، فالمخادع يدرك أن أقوى حصون المجتمع هي تلك المبنية على القيم، ولذا فهو يخترقها منت داخلها، مستغلا القداسة التي تحيط بها. ف'خدمة نقية' تبقى تشريح لظاهرة اجتماعية أوسع تتمثل في استغلال القيم الجماعية لتحقيق مكاسب خاصة. في عصرنا الحالين يممن قراءة المسرحية كنقد لمؤسسات تتستر وراء الخدمة العامة والمصلحة المشتركة، بينما تخدم في الحقيقة مصالح نخبوية ضيقة. يشير العنوان 'خدمة نقية' بسخرية لاذعة الى المفارقة بين ادعاء النقاء وواقع التلوث بين خطاب الخدمة وممارسة الاستغلال تدعو المسرحية المتفرج الى إعادة فحص المسلمات الاجتماعية والتساؤل عن طبيعة الحقيقة التي نتقبلها دون نقد. المسرحية لا تقدم إجابات جاهزة بقدر ما تدعو الى يقظة نقدية مستمرة. فالضمائر التي تتحرك والعقول التي تؤسر ليست مدعوة للانغلاق او الشك المطلق، بل لممارسة ما اسماه الفيلسوف بول ريكور ب 'هرمنيوطيقا الشك'، ذلك التأويل النقدي الذي يبحث فيما وراء النصوص الظاهرة بحثا عن الحقيقة المستترة. كانت هذه المسرحية ضمن فعاليات ملتقى فونيكس الذي نظمته جمعية فونيكس للفنون الدرامية، والذي احتضنته مدينة الرباط، بدعم من حكومة امارة موناكو، وبالتعاون مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل-قطاع الثقافة. كانت هذه المسرحية من تشخيص يونس بن اجبارة، سميرة بومليك، هناء بناي، نجوى البحراوي، أنس بنزعبون، سكينة الرفاعي، مهدي التيت، امينة بن أحمد، نجاة البزار، عبد الحفيظ الادريسي، معاد بوسلام.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store